المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطة فياض والمهام الأمنية لخطة خارطة الطريق



د. محمد اسحق الريفي
06/07/2008, 12:24 PM
خطة فياض والمهام الأمنية لخطة خارطة الطريق
أ.د. محمد اسحق الريفي
خطة رئيس حكومة رام الله غير الشرعية، سلام فيَّاض، التي كشفت عنها صحيفة هآرتس قبل يومين، لا تهدف في الحقيقة إلى تحقيق مصالحة وطنية بين حركتي حماس وفتح عبر حوار وطني بعيداً عن الإملاءات الصهيوأمريكية، وإنما تهدف إلى توسيع نطاق مهامه الأمنية لتشمل غزة، إضافة إلى الضفة المحتلة.

فخطة فيَّاض تهدف أساساً إلى تنفيذ المخططات الصهيوأمريكية، وفقاً لخطة خارطة الطريق، التي تنص بنودها على نزع سلاح المقاومة وتفكيك بنيتها التحتية، قبل الحديث عن أية حلول للقضية الفلسطينية. ففيَّاض الذي يعد رجل الولايات المتحدة الأمريكية في الضفة المحتلة، لا يرى الأمور إلا بعيون أمريكية، ولا تعبر تصريحاته إلا عن المواقف الصهيوأمريكية، وخططه مستنسخة عن خططهم، وهو يتولى مهاماً أمنية نصت عليها خطة خارطة الطريق الأمريكية، بدأ بتنفيذها في الضفة المحتلة، ويسعى الآن لتنفيذها في غزة، تحت غطاء المصالحة الوطنية، محاولاًً توظيف تهدئة غزة في تمرير الحلول الصهيوأمريكية للقضية الفلسطينية.

وهذا يفسر لنا موقف فيَّاض من المصالحة الوطنية، المتمثل في إيمانه بأنها لا يمكن أن تتحقق إلا بنزع سلاح المقاومة وتفكيك بنيتها، وهو الموقف ذاته الذي يصر عليه الصهاينة والأمريكان، الذين تستمد منهم حكومة فيَّاض شرعيتها الباطلة. ويتضح من خطة فيَّاض، التي تتضمن إضافة إلى نزع سلاح المقاومة، استقدام وفد أمني مصري وقوات عربية إلى غزة، أن فيَّاض أخذ على عاتقه تبديد الهواجس والمخاوف الأمنية الصهيونية من تعاظم قوة المقاومة وتحولها إلى خطر استراتيجي على كيان الاحتلال الصهيوني.

ولذلك فإن الدور المنوط بالقوات المصرية أو العربية، كما تحدده خطة فيَّاض، يتضمن كبح جماح المقاومة ومنعها من الحصول على السلاح، وتفكيك بنيتها التحتية وفقاً لخطة زمنية متدحرجة، وتمكين أجهزة أمن السلطة من إعادة إحكام سيطرتها على غزة. أما حماية الفلسطينيين في غزة والضفة المحتلة من هجمات جيش الاحتلال الصهيوني، فهي غير واردة إطلاقاً، فخطة فيَّاض ستؤدي إلى الأوضاع الأمنية المؤسفة التي تعيشها جنين، حيث تستمر الهجمات والاجتياحات الصهيونية على مدينة جنين المحتلة رغم انتشار أجهزة أمن السلطة وقوات بدر فيها!!

إذن خطة فيَّاض لا تعبر عن مصالحة وطنية حقيقية بين الفصائل الفلسطينية المتنازعة، بل تعبر عن مخططات صهيوأمريكية معروفة لشعبنا الفلسطيني ومخالفة لطموحاته. وطالما أن الأمر كذلك، فبحسابات بسيطة لموازين القوى السياسية والعسكرية في غزة، ندرك تماماً أن خطة فيَّاض ستؤدي إلى إعادة حالة الفوضى والفلتان الأمني والاحتراب الداخلي إلى غزة. وهذا ما لا يمكن أن تقبله حركة حماس، وما لا يمكن أن يقبله معظم أبناء شعبنا في غزة، الذين يرون الممارسات القمعية لأجهزة الثنائي عبَّاس–فيَّاض وحربها على المقاومة في الضفة المحتلة.

فلا يمكن للمقاومة أن تقبل الوقوع تحت طائلة أجهزة أمن يدربها ويسلحها ويمولها ويقودها قادة عسكريون أمريكيون، وتتعاون أمنياً مع رجال أمن صهاينة، وتساندها قوات عربية لم تتحرك يوماً لنصرة غزة المحاصرة أو الضفة المحتلة، التي تتعرض لهجمات صهيونية متواصلة. ولا أدري ما المبررات التي يستند إليها الثنائي عبَّاس– فيَّاض في تساوقهما مع المخططات الصهيوأمريكية في وقت فشلا فيه في تحقيق أي من وعودهما للشعب الفلسطيني، ولم تؤد مفاوضاتهما العبثية مع حكومة الاحتلال إلا إلى مزيد من الاستيطان والتهويد، والقهر والمعاناة للشعب الفلسطيني!!

والمصالحة الوطنية بالنسبة لفيَّاض هي مدخل لتحقيق المصالح الصهيوأمريكية، التي يعد نجاحه في إنجازها ضمان لاستمرار تلقيه الدعم الأمريكي والأوروبي، وخطوة ضرورية لخلافة عبَّاس، الذي أوشك أن يغادر ما يسمى "مؤسسة الرئاسة". فالاهتمام بالمصالح الوطنية ليس وارداً إطلاقاً في حسابات فيَّاض، الذي أتى به الأمريكيون إلى السلطة، ويساهم في معاناة مواطني غزة وتجويعهم وقطع رواتبهم وفصلهم من وظائفهم، ويتبنى برنامجاً يقضي بتأقلم شعبنا مع الاحتلال الصهيوني وعدم التفكير في التحرر أو التخلص منه، هذا البرنامج الذي عبر عنه فيَّاض بقوله: "أريد من رجل الشارع العادي أن يتجاوز بتطلعاته المشاكل لتحسين الحياة وقهر الشعور بالانهزامية."

ولذلك فإن فيَّاض آخر من يتحدث عن الوطنية، والمصالحة، والمصالح الفلسطينية العليا، وطموح الشعب الفلسطيني. فهو رجل أمن واشنطن في فلسطين المحتلة، ولا شرعية سياسية له. ولهذا فمن غير المعقول أن يكون طرفاً في أي حوار داخلي، ولا يحق له أن يمثل الشعب الفلسطيني، لأنه يمثل مواقف حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية، ويحمل أجندتها المعادية لشعبنا، ويتولى مهام الشق الأمني من خطة خارطة الطريق الأمريكية.

6/7/2008

د. محمد اسحق الريفي
06/07/2008, 12:24 PM
خطة فياض والمهام الأمنية لخطة خارطة الطريق
أ.د. محمد اسحق الريفي
خطة رئيس حكومة رام الله غير الشرعية، سلام فيَّاض، التي كشفت عنها صحيفة هآرتس قبل يومين، لا تهدف في الحقيقة إلى تحقيق مصالحة وطنية بين حركتي حماس وفتح عبر حوار وطني بعيداً عن الإملاءات الصهيوأمريكية، وإنما تهدف إلى توسيع نطاق مهامه الأمنية لتشمل غزة، إضافة إلى الضفة المحتلة.

فخطة فيَّاض تهدف أساساً إلى تنفيذ المخططات الصهيوأمريكية، وفقاً لخطة خارطة الطريق، التي تنص بنودها على نزع سلاح المقاومة وتفكيك بنيتها التحتية، قبل الحديث عن أية حلول للقضية الفلسطينية. ففيَّاض الذي يعد رجل الولايات المتحدة الأمريكية في الضفة المحتلة، لا يرى الأمور إلا بعيون أمريكية، ولا تعبر تصريحاته إلا عن المواقف الصهيوأمريكية، وخططه مستنسخة عن خططهم، وهو يتولى مهاماً أمنية نصت عليها خطة خارطة الطريق الأمريكية، بدأ بتنفيذها في الضفة المحتلة، ويسعى الآن لتنفيذها في غزة، تحت غطاء المصالحة الوطنية، محاولاًً توظيف تهدئة غزة في تمرير الحلول الصهيوأمريكية للقضية الفلسطينية.

وهذا يفسر لنا موقف فيَّاض من المصالحة الوطنية، المتمثل في إيمانه بأنها لا يمكن أن تتحقق إلا بنزع سلاح المقاومة وتفكيك بنيتها، وهو الموقف ذاته الذي يصر عليه الصهاينة والأمريكان، الذين تستمد منهم حكومة فيَّاض شرعيتها الباطلة. ويتضح من خطة فيَّاض، التي تتضمن إضافة إلى نزع سلاح المقاومة، استقدام وفد أمني مصري وقوات عربية إلى غزة، أن فيَّاض أخذ على عاتقه تبديد الهواجس والمخاوف الأمنية الصهيونية من تعاظم قوة المقاومة وتحولها إلى خطر استراتيجي على كيان الاحتلال الصهيوني.

ولذلك فإن الدور المنوط بالقوات المصرية أو العربية، كما تحدده خطة فيَّاض، يتضمن كبح جماح المقاومة ومنعها من الحصول على السلاح، وتفكيك بنيتها التحتية وفقاً لخطة زمنية متدحرجة، وتمكين أجهزة أمن السلطة من إعادة إحكام سيطرتها على غزة. أما حماية الفلسطينيين في غزة والضفة المحتلة من هجمات جيش الاحتلال الصهيوني، فهي غير واردة إطلاقاً، فخطة فيَّاض ستؤدي إلى الأوضاع الأمنية المؤسفة التي تعيشها جنين، حيث تستمر الهجمات والاجتياحات الصهيونية على مدينة جنين المحتلة رغم انتشار أجهزة أمن السلطة وقوات بدر فيها!!

إذن خطة فيَّاض لا تعبر عن مصالحة وطنية حقيقية بين الفصائل الفلسطينية المتنازعة، بل تعبر عن مخططات صهيوأمريكية معروفة لشعبنا الفلسطيني ومخالفة لطموحاته. وطالما أن الأمر كذلك، فبحسابات بسيطة لموازين القوى السياسية والعسكرية في غزة، ندرك تماماً أن خطة فيَّاض ستؤدي إلى إعادة حالة الفوضى والفلتان الأمني والاحتراب الداخلي إلى غزة. وهذا ما لا يمكن أن تقبله حركة حماس، وما لا يمكن أن يقبله معظم أبناء شعبنا في غزة، الذين يرون الممارسات القمعية لأجهزة الثنائي عبَّاس–فيَّاض وحربها على المقاومة في الضفة المحتلة.

فلا يمكن للمقاومة أن تقبل الوقوع تحت طائلة أجهزة أمن يدربها ويسلحها ويمولها ويقودها قادة عسكريون أمريكيون، وتتعاون أمنياً مع رجال أمن صهاينة، وتساندها قوات عربية لم تتحرك يوماً لنصرة غزة المحاصرة أو الضفة المحتلة، التي تتعرض لهجمات صهيونية متواصلة. ولا أدري ما المبررات التي يستند إليها الثنائي عبَّاس– فيَّاض في تساوقهما مع المخططات الصهيوأمريكية في وقت فشلا فيه في تحقيق أي من وعودهما للشعب الفلسطيني، ولم تؤد مفاوضاتهما العبثية مع حكومة الاحتلال إلا إلى مزيد من الاستيطان والتهويد، والقهر والمعاناة للشعب الفلسطيني!!

والمصالحة الوطنية بالنسبة لفيَّاض هي مدخل لتحقيق المصالح الصهيوأمريكية، التي يعد نجاحه في إنجازها ضمان لاستمرار تلقيه الدعم الأمريكي والأوروبي، وخطوة ضرورية لخلافة عبَّاس، الذي أوشك أن يغادر ما يسمى "مؤسسة الرئاسة". فالاهتمام بالمصالح الوطنية ليس وارداً إطلاقاً في حسابات فيَّاض، الذي أتى به الأمريكيون إلى السلطة، ويساهم في معاناة مواطني غزة وتجويعهم وقطع رواتبهم وفصلهم من وظائفهم، ويتبنى برنامجاً يقضي بتأقلم شعبنا مع الاحتلال الصهيوني وعدم التفكير في التحرر أو التخلص منه، هذا البرنامج الذي عبر عنه فيَّاض بقوله: "أريد من رجل الشارع العادي أن يتجاوز بتطلعاته المشاكل لتحسين الحياة وقهر الشعور بالانهزامية."

ولذلك فإن فيَّاض آخر من يتحدث عن الوطنية، والمصالحة، والمصالح الفلسطينية العليا، وطموح الشعب الفلسطيني. فهو رجل أمن واشنطن في فلسطين المحتلة، ولا شرعية سياسية له. ولهذا فمن غير المعقول أن يكون طرفاً في أي حوار داخلي، ولا يحق له أن يمثل الشعب الفلسطيني، لأنه يمثل مواقف حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية، ويحمل أجندتها المعادية لشعبنا، ويتولى مهام الشق الأمني من خطة خارطة الطريق الأمريكية.

6/7/2008