المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على ضفاف الوادي...



سعيد نويضي
07/07/2008, 11:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...


على ضفاف الوادي...

ما بين سواد الليل
وسواد حبر القصيدة
صفحة بلون الآهات

تتسابق الكلمات إلى الوادي
كي تنظر إلى صورها
و قد أخذت من المعاني الشيء الكثير

من يسوقها
إلى العقول
و طريق القلوب ضيق و الصدر عليل؟

الأوراق المليئة بأحزاننا
راحت للوادي كي تغتسل من جبروت الظلام
و تطيب أطرافها بمسك الكلام

على طريق الجسد
أيقنت أن بين الرأس و الصداع
جسر من الصراخ

على طريق الروح
أيقنت أن بين القلب و الجراح
سنوات من الضياع

تقف الجراح على عتبة اللسان
ترتب أوراق العمر في حقيبة الأيام
و تهديها للمارة عنوانا لقصيدة لم تكتمل بعد

تصطف السنوات
كطبقات من الأزمنة على موائد الطغاة
تقدم ثمار عمرها بكل سخاء

ينظر الأصم لعقارب المعصم
دقات القلب
و نبض القبور ملء أذنيه بأصوات الفجور

يستمع الأعمى لسيمفونية الليل
نسيم الحلم لوحات تساقطت
عليها رقعا من الدهور فاكتنزت عينه بالألوان

أنين الموتى
ينبعث من صوت الدفاتر
يئن بين ألواح تنتظر ساعة النشور

يتراكم السواد/البياض
كغثاء السيل
يسقي بذور الخوف في الأعماق

يكبر الليل تحت أجنحة الظلام
و نحن نيام ينظرون/مستمعون ينتظرون
أواخر الليل/أواخر ساعات التعب و أول صباح اليوم الآخر

فيطمأن اللغو لجدران الصمت
و تنطق الحكمة لتطوي الصمت
طي الساعات للحظات

من يداعب حسن ظن وردة
حين أعطت بسخاء
رحيقها لشفاه نحلة فكان عسلا على مر العصور؟


سعيد نويضي 7/7/2008...

سعيد نويضي
07/07/2008, 11:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...


على ضفاف الوادي...

ما بين سواد الليل
وسواد حبر القصيدة
صفحة بلون الآهات

تتسابق الكلمات إلى الوادي
كي تنظر إلى صورها
و قد أخذت من المعاني الشيء الكثير

من يسوقها
إلى العقول
و طريق القلوب ضيق و الصدر عليل؟

الأوراق المليئة بأحزاننا
راحت للوادي كي تغتسل من جبروت الظلام
و تطيب أطرافها بمسك الكلام

على طريق الجسد
أيقنت أن بين الرأس و الصداع
جسر من الصراخ

على طريق الروح
أيقنت أن بين القلب و الجراح
سنوات من الضياع

تقف الجراح على عتبة اللسان
ترتب أوراق العمر في حقيبة الأيام
و تهديها للمارة عنوانا لقصيدة لم تكتمل بعد

تصطف السنوات
كطبقات من الأزمنة على موائد الطغاة
تقدم ثمار عمرها بكل سخاء

ينظر الأصم لعقارب المعصم
دقات القلب
و نبض القبور ملء أذنيه بأصوات الفجور

يستمع الأعمى لسيمفونية الليل
نسيم الحلم لوحات تساقطت
عليها رقعا من الدهور فاكتنزت عينه بالألوان

أنين الموتى
ينبعث من صوت الدفاتر
يئن بين ألواح تنتظر ساعة النشور

يتراكم السواد/البياض
كغثاء السيل
يسقي بذور الخوف في الأعماق

يكبر الليل تحت أجنحة الظلام
و نحن نيام ينظرون/مستمعون ينتظرون
أواخر الليل/أواخر ساعات التعب و أول صباح اليوم الآخر

فيطمأن اللغو لجدران الصمت
و تنطق الحكمة لتطوي الصمت
طي الساعات للحظات

من يداعب حسن ظن وردة
حين أعطت بسخاء
رحيقها لشفاه نحلة فكان عسلا على مر العصور؟


سعيد نويضي 7/7/2008...

مالكة عسال
08/07/2008, 04:12 PM
على ضفاف الوادي..العنوان وحده قصيدة ،
تختمه نقط المسكوت عنه ،أي هناك أشياء عميقة بين السطور ...
،فعادة نحن نجلس على ضفة الوادي للمتعة
بمناظر خلابة أو لتصريف الهموم اليومية وتداولها
بعشق على ضفاف الوادي ..والنقط المتتابعة هي مسكوت عنه ،
للقارئ حرية الكشف عنها أو امتلائها من زاويته الخاصة ...
والقصيدة صارخة بالحزن ،والتي تعتبر حروفها بمثل كدمات باردة ،
تلطف من حرقة الجراح ،والحزن هنا ماتجبل به نفس الشاعر والتي عبر عنه بالسواد ،
أي العتمة التي تتملى أعماقه وأحشاءه
ما بين سواد الليل
وسواد حبر القصيدة
صفحة بلون الآهات
فحين تتورم النفس بالأحزان وتضيق ،تتزاحم الكلمات في الذهن لتعبر ،
عما بالقرار ،وتخرجه في صور ومعاني وجمل ،إلى القارئ كي يفهمه ،

تتسابق الكلمات إلى الوادي
كي تنظر إلى صورها
و قد أخذت من المعاني الشيء الكثيرمن يسوقها
ولاسبيل لتبديد هذه الأحزان غير التعبير والإفصاح عما بالدواخل ،
لترميم شروخ النفس ،وتحقيق توازنها المدمر ،وهذا التعبير لم يات من فراغ ،
فالشاعر المبدع يعيش صراعا وجوديا ،ينهال عليه بكم من الأسئلة يعسر حلها ،

الأوراق المليئة بأحزاننا
راحت للوادي كي تغتسل من جبروت الظلام
و تطيب أطرافها بمسك الكلام
وهاجس السؤال سيظل يطارد الشاعر الذي سيظل يركض
في كل مناقب الحياة ،متصفحا كائناتها الوجودية للبحث عن الجواب ،
الذي قد لايأتي إلا بعد فناء الأعمار ...
تقف الجراح على عتبة اللسان
ترتب أوراق العمر في حقيبة الأيام
و تهديها للمارة عنوانا لقصيدة لم تكتمل بعد
هو تأمل واسع للوجود الممتلئ بأشياء مبهمة ،وأسرار عميقة ،
اختلط فيها الماضي بالحاضر ،والآني بالمقبل ،والمتسلط بالخانع
والليل بالأبيض ،فتشابكت كل السبل أمام عيني الشاعر ولم يعد يدري
أين المهتدي منها إلى الوضع النظيف ..
تصطف السنوات
كطبقات من الأزمنة على موائد الطغاة
تقدم ثمار عمرها بكل سخاء
قصيدة تنبض بدمها الساخن ،من شاعر متمرس ،برع
في صياغة صورها الشعرية بمهارة عالية ،فتاملوا معي هذه الصورة الشعرية
الحارقة التي تترك في قارئها وخزة مكهربة :
أنين الموتى
ينبعث من صوت الدفاتر
يئن بين ألواح تنتظر ساعة النشور
وهذه أيضا التي عانق فيها الشاعر المتنافر من الأشياء ليقيم بينها التوحد ،
ببتر كل المسافات بينها ،لتلتحم أعضاء القصيدة ،وتشكل جسدا واحدا ..
يتراكم السواد/البياض
كغثاء السيل
يسقي بذور الخوف في الأعماق
وأيضا حين يقول
يكبر الليل تحت أجنحة الظلام
و نحن نيام ينظرون/مستمعون ينتظرون
اللغة ترفل في متنها القوي ،متماهية بين الإيحاء ،يخاطب
فيها الشاعر للقارئ الجانب التخييلي الترميزي ، يغير المباشر ..
والوضوح برشقات مباشرة اضفى على القصيدة جانبا جماليا ملفتا ..
أواخر الليل/أواخر ساعات التعب و أول صباح اليوم الآخر
فيطمأن اللغو لجدران الصمت
و تنطق الحكمة لتطوي الصمت
طي الساعات للحظات
خلاصة القول القصيدة تبين بوضوح ،أن الشاعر له حنكة في الضرب على دف اللغة ،
وإرقاصها على إيقاعها الداخلي والخارجي ،وجعلها تنطق بما لم تقله

سعيد نويضي
08/07/2008, 05:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأخت الفاضلة الأستاذة مالكة عسال سلام الله عليك و رحمته بركاته...

كم أسعدني مرورك بصفحتي و تحليلك الدقيق لما حملته من مشاعر و صور...حقيقة هو العنوان يوحي بحالة من الهدوء و الاسترخاء...قراءتك أضافت للنص و جها قد لا يراه من لا يعرف قراءة ما بين السطور...و كما يقول المثل "القصيدة واحدة و القراءات متعددة"...

تشريحك للقصيدة و تناولها بمبضع خفيف الحس على مكامن جراها جعلها تكشف عن مكنوناتها عن آلامها...؟ فهل هناك رصيد أضخم من الألم لأمة أصبحت على الهامش في كل شيء و كأنها لم تكن في يوم من الايام شيء يحسب له ألف حساب...كيف لا تغتسل في الوادي و الزمن يسير باتجاه لا يعرف العودة بخلاف الماء...بالرغم من القولة المشهورة " لا نستحم من ماء النهر مرتين" لهراقليتس...

فالإنسان هو الإنسان منذ هيراقليتس وما قبله أي مند زمن آدم و حواء عليهما السلام إلى يومنا هذا كلما أرادوا أن يغتسلوا بحثوا عن منظف...فكان الماء سببا من أسباب الحياة و سببا من أسباب تجدد دورة الحياة...

يقول الرسول الكريم صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم تسليما و الحديث ( صحيح ) أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء ؟

فالكلمة بما تحمل من معاني تحتاج من حين لآخر ان تستبدل و تغتسل من معانيها لتجدد من محتواها...

أسعدني تحليلك و مصافحة كلماتك ضفاف الوادي...