المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف ننتصر في حرب الأفكار



د. محمد اسحق الريفي
10/07/2008, 07:15 AM
كيف ننتصر في حرب الأفكار
بقلم: جيمس غلاسمان
وول ستريت جورنال 24/6/2008

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
ان العمل العسكري ضد المتمردين و الإرهابيين و أولئك الذين يوفرون لهم الملاجئ الآمنة هي حرب ضرورية. و هي تؤتي أكلها الآن في العراق و قد ساعدت على إبقاء الأمريكيين في مأمن منذ أحداث 11/9. و لكن وكما وضع بوش استراتيجيته القومية في الحرب على الإرهاب منذ سنتين فانه " و على المدى الطويل فان الانتصار في الحرب على الإرهاب تعني الانتصار في معركة الأفكار".

ان هناك الكثير من مؤيدي الانخراط في الأمور الأيدلوجية موجودون في وزارة الدفاع, ابتداء من وزير الدفاع روبرت غيتس و الذي ذكر مجلس الشيوخ في بداية هذه السنة بأن الحرب الباردة كانت "حربا تتعلق بالأفكار كما كانت تتعلق بالقوة العسكرية". و للأسف ومنذ ظهور الإرهاب الإسلامي, فإننا لن نقم بعمل الكثير على هذه الجبهة.

هذا هو التحول. فمن الحكومة الى القطاع الخاص فان حرب الأفكار في بدايتها الأولى. و الحماس لهذا الأمر هو حماس حزبي, و نحن لدبنا الفرصة لنترك إرثا متماسكا للإدارة القادمة.

و لكن ما هو نوع الحرب التي تلائم التهديد الإرهابي هذه الأيام؟ أولا, ان علينا أن نضع الهدف بشكل مباشر.

بينما تساعد التبادلات الثقافية و التعليمية و الجهود الأخرى المشابهة على المدى الطويل المغتربين في تبني نظرة عامة تفضيلية للولايات المتحدة, فان حرب الأفكار هذه الأيام يجب أن يكون لها تركيز مختلف و محدد. ان الهدف يجب أن يكون ضمان أن المشاعر السلبية و الكراهية المتزايدة يوميا للولايات المتحدة و حلفائها يجب أن لا تتجلى على شكل عنف. ان علينا ان نخلق بيئة عدائية للتطرف العنيف, خصوصا من خلال قطع الصلات ما بين القاعدة و المجموعات المشابهة لها في التفكير و جمهورهم المستهدف.

من حيث المبدأ, ان علينا ان نواجه أيدلوجية التطرف العنيف بشكل مباشر. و الصوت الأكثر مصداقية في هذا الشأن هو صوت المسلمين أنفسهم- خصوصا الإسلاميين- الذين أنكروا و بشكل واضح وصريح أساليب القاعدة و تفسيراتها الدينية. ويتضمن هؤلاء أشخاصا مثل "سيد إمام الشريف" و المعروف أيضا باسم د. فضل الذي قاد حركة دموية و من ثم تخلى عنها حاليا, و السيد نعمان بن عثمان الذي كان مقربا من أسامة بن لادن والذي قام بتوجيه نقد لاذع للقاعدة السنة الماضية.

ان جهودنا الدبلوماسية العامة يجب أن تشجع المسلمين أفرادا و جماعات على نشر رفض العنف عن طريق هؤلاء الرجال و غيرهم. ولكن غير الأمريكان من غير المسلمين أنفسهم يجب ان لا يتراجعوا عن معارضة الأفكار السامة أيضا.

و الطريقة الأخرى لحرب الأفكار و التي قد تكون أكثر فعالية على المدى الطويل هي ما ادعوها بـ "التحول"

ان الأيدلوجية التي تحفز القاعدة و المجموعات المماثلة لها ترتكز على ملاحظة أن هناك و اجب على المؤمنين يتمثل في طرد أو حتى "إعدام" غير المؤمنين, أو حتى أولئك الذين يتعاونون أو يرفضون مقاومة غير المؤمنين. وهذه الأيدلوجية تقسم العالم الى معسكرين: الأول يشارك في النسخة الإرهابية من الإسلام و الآخر لا يفعل ذلك.

ان هذا ضرب من الخيال, ولكنه يقدم صورة قوية و مزعجة. أن نظرتنا هي وجود عالم تعددي بوجود العديد من الخيارات السلمية و البناءة لكيفية اختيار الإنسان لطريقة حياته. و المهمة المرادة لا تعني إقناع المجندين المحتملين أن يصبحوا كالأمريكيين أو الأوروبيين, و لكنها تعني إبعادهم عن أن يصبحوا إرهابيين.

نستطيع فعل ذلك من خلال المساعدة في بناء شبكات (وهمية و حقيقية) و حركات مواجهة, ليست سياسية فقط بل ثقافية و اجتماعية و رياضية بل و أكثر من ذلك : أمهات ضد العنف و لاعبي فيديو و مشجعوا كرة القدم و رجال أعمال شباب و ديمقراطيون إسلاميون. على سبيل المثال فان هناك شبكة صاعدة من العائلات التي وقعت فريسة للهجمات الإرهابية. و بينما قد تعني عملية كسب القلوب و العقول مفخرة جديرة بالإعجاب فان حرب الأفكار بحاجة الى تبني هدف أكثر مباشرة و واقعية يتمثل في تحويل كثير من الشعوب من احتمالية التجند في صفوف التطرف العنيف.

على خلاف سياسة الاحتواء في الحرب الباردة, فان سياسة التحول الحالية قد لا تقع على كاهل الحكومة بشكل أساسي. ان عملي كمشرف في حرب الأفكار يهدف الى حشد كل ثروة أمريكية ممكنة – خاصة أو حكومية, إنسانية أو تكنولوجية- في الجهود المبذولة في هذه الحرب.

و لكن أين تقع ايران في كل هذا؟ ان القاعدة المستقبلية للانتحاريين و المتمردين تتواجد في أناس كالذين يحكمون ايران. ان كلا النظرتين اللتين أشرت اليهما – المواجهة الأيدلوجية و التحويل- يجب أن تناشد الأشخاص الفخورين و المحنكين في الشعب الإيراني و المنفتحين على الأفكار التعددية.

ان ما نبحث عنه هو عالم لا يكون فيه استعمال العنف لتحقيق أهداف سياسية و دينية أو اجتماعية أمرا مقبولا. و أن لا تلق الجهود المبذولة في تجنيد أشخاص جدد في الجانب المتطرف أي نجاح, و أن يتم عزل و شجب الأشخاص الذين يشجعون على التطرف العنيف.

ان النجاح العسكري أمر ضروري, و لكنه ليس كافيا, لسبب بسيط وهو أننا نواجه عدوا لا يتمثل في أمة واحدة أو تحالف واحد و لكنها حركة عالمية لا تمثلها دولة. و من دون حرب أفكار نشطة فإننا و بقدر ما نقتل من خصومنا فان هناك أشخاصا سيحلون مكانهم.

http://www.asharqalarabi.org.uk/mu-sa/sahafa-870.htm