المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر الأردني حسني زيد الكيلاني



منذر أبو هواش
10/12/2006, 12:14 PM
حسني زيد الكيلاني
خطوة صغيرة على درب التوثيق لشاعر أردني كبير

لقد كانت فرحتنا غامرة في بداية الثمانينيات حينما قامت وزارة الثقافة الأردنية آنذاك بإصدار قرارها لرصد المخصصات اللازمة في ميزانيتها لطباعة ونشر (الآثار الكاملة) للشاعر الأردني المرحوم حسني زيد الكيلاني. ذلك القرار التي أعلنت فيه الوزارة عن عزمها أيضا تشكيل لجنة من (كبار الكتاب) لجمع ومراجعة ونشر تلك الآثار.

لكن فرحتنا بتلك الأخبار وتلك القرارات لم تكتمل وسرعان ما تلاشت وانتهت حين اكتشفنا أن أعمال الوزارة المذكورة في ذلك المجال لم تتمخض إلا عن القيام فقط بطباعة أعداد من الديوان الأول القديم للشاعر (أطياف وأغاريد) والمنشور في نهاية الأربعينيات من غير زيادة ولا نقصان.

ثم فرحنا مرة أخرى حين انتخت إحدى النشميات الأردنيات الأستاذة عيدة الهربيد في محاولتها اليتيمة لإلقاء الضوء على حياة شاعرنا الأستاذ حسني زيد الكيلاني من خلال إعدادها لرسالة الماجستير. حيث قامت في حينه بجهود جبارة لجمع ومراجعة المعلومات المتوفرة عن الشاعر من خلال البحث في أرشيفات مختلف الصحف والمجلات والاتصال بمعظم الأشخاص الذين كانوا على علاقة بالشاعر العظيم. وقد تمكنت الأستاذة عيدة الهربيد من إكمال رسالتها للماجستير وأجازتها وقامت بنشرها في كتاب جميل في مساهمة نادرة لها وزنها وعز نظيرها في مجال التوثيق لهذا الشاعر العبقري المبدع.

والأستاذ الشاعر الأردني المرحوم حكم القاسم صاحب أغنية (رفرف يا علم بلادي) الكويتية أيضا كتب بعض المقالات عن حسني زيد الكيلاني وقال في احدها: (اشتهرت قصائد حسني بجمال البناء وإشراق الديباجة وروعة الخيال وعرفه الأردنيون شاعرا عبقريا وأديبا ألمعيا) وقال مضيفا: (إن جمع قصائد الشاعر الكبير في ديوان واحد مسئولية ينبغي أن يتحملها أقاربه وأصدقاؤه الأوفياء ومحبو أدبه ليحفظوا ثروة أدبية غالية من الزوال).

ورغم أن الدعوات من اجل نشر الأشعار الغائبة لحسني زيد الكيلاني لم تتوقف منذ وفاته في الرابع من شهر أيلول عام تسعة وسبعين إلا أن معظم إنتاجه لا زال مغيبا ولمدة تزيد عن الثلاثين عاما في قلوب العديدين من أقاربه ومحبيه ولا زال محفوظا في خزائنهم أو خزائن من ورثهم.

لقد كنت واحدا من الشهود على عصر الشاعر حسني زيد الكيلاني. كما أني لا أزال احتفظ ببعض الوثائق والقصاصات المتعلقة به رغم أن أحدا من أعضاء تلك اللجنة العتيدة لوزارة الثقافة لم يكلف نفسه عناء الاتصال بي. وكما يبدو لي فان مؤلفة كتاب (الشاعر حسني زيد الكيلاني) الأستاذة عيدة الهربيد أيضا لم تتمكن من الاتصال بي أثناء قيامها بإعداد ذلك الكتاب (الرسالة) عن حياة الشاعر على الرغم من قيامها بالاقتباس من بعض مقالاتي المنشورة في هذا الخصوص وقيامها مشكورة أيضا بالإشارة إلى اسمي في قائمة المراجع لكتابها الثمين.

من بين القصاصات المخطوطة المحفوظة لدي قصيدة رثاء عصماء عنوانها (في رثاء الملك الشهيد. يقول فيها الشاعر:

قامت لمصرعك الدنيا على قدم
ثكلى تنوح وريعت سائر الأمم

الله أكبر للإسلام كيف جرى
دم ابن فاطمة الزهراء في الحرم

تجددت (كربلاء) المسلمين به
فالغرب في جزع والشرق في ألم

والناس من فرط هول الخطب قد جمدوا
كأنهم صنم يمشي إلى صنم

لم ترع للبيت بعد الله حرمته
بـ (ابن الحسين) سليل المجد والكرم

واحرقتاه على شمس الهدى كسفت
والناس أحوج للإصباح في الظلم

(أبا طلال) وهل في الأرض قاطبة
أبهى سنى منه في الإجلال والعظم

لكم لثمت يديه واجتمعت على
نعمائه بعد غول البؤس والعدم

وكم وقفت أحييه وأمدحه
واليوم أمزج دمعي بعده بدمي

لا هم عفوك لا أقوى على كلم
ولا يطاوعني لحني ولا نغمي

ولا أصدق أني قد فقدت به
قلبي وروحي وإحساسي ونطق فمي

وقصاصة أخرى مقتطعة من إحدى الصحف احتوت مرثاة له بعنوان (دمعة رثاء على الملكة علياء) يقول فيها:

فزعت من صدق هول النعي للكذب
علي أخفف ما في القلب من لهب

وقلت يا نفس أمر الله فاحتسبي
وقلت يا عين دمع الحزن فانسكبي

مضى بـ (علياء) سهم لا مرد له
فأي قلب لهذا البين لم يذب

أختاه .. أماه .. أنت الشعب أجمعه
وأنت أنت مكان السبعة الشهب

شهيدة النبل والإخلاص قدوتنا
في الصالحات ورمز الجهد والدأب

أما الأبيات الأربعة التي قالها أثناء قيامه بتشييع شقيقته الحبيبة إلى قلبه المرحومة (ثريا) فقد وجدناها محفورة على جانب قبرها الحجري وقال فيها:

كوتنا لوعة الأحزان كيا
وعفنا الصبر بعدك يا (ثريا)

فكم أوحشت للأحباب دارا
وكم خلفت ملتاعا بكيا

فقدما فيك تحنانا كريما
وعطفا يملأ الخلق الرضيا

فطيبي في رياض الخلد نفسا
وفي نعمائها عيشا رضيا

أما قصيدته في الحب الإلهي المؤرخة 16/2/1970 والتي عنوانها (على بركة الله) فقد حفظتها عن ظهر قلب وانتهزت الفرصة أثناء حضوري حفلا لوفود العواصم والمدن الإسلامية التي زارت الأردن في شهر أيلول عام 1987 حيث ألقيتها على مسامع الحضور فتأثروا بها أيما تأثير وقاطعوها مرارا بالتهليل والتكبير وهذا نصها:

يا فؤادي قـل هو الله أحد
قل هو الله وكن فيه أحد

إن في الشوق إلى ذاك اللقا
غاية السعد ومن جد وجد

فانض عن قلبك ما ران على
جوهر الذات وبالذات اتحد

و ارم أثقالك لا تصعد بها
في سماء اللطف تشهد و تجد

أنت في الأصل ملاك طاهر
فاحذر الصلصال واعبد واجتهد

فإذا الروح صفا جوهرها
شع من إشراقها هذا الجسد

مفرد والكل من أسمائه
قطرة من بحره وهو الـمدد

عالم بالسر والنجوى فلا
تدرك الألباب إلا ما قصد

يهب الألطاف من ألطافه
هبة المعطي الذي لا يسترد

أحد جل عن الضد فلا
غيره إلاه قيوم صمد

ومحيط بخفايا خلقه
قرب الأمر لديهم أم بعد

وعليم بالذي كان وما
لم يكن فهو عليه المعتمد

أيها الشيخ الذي أغرقه
حبه لله في جزر ومد

لا تغص في البحر واحذر عمقه
وتريث حين تمضي واتئد

هزك الاسم فهل أدركت من
سره ما ليس يدريه أحد

رب كشف لك لم تعلم به
قذف الحق به والحق جد

ذاك شأن الحال لا يعرفه
غير من ذاق ومن ذاق شهد

أصلح الله لنا أحوالنا
ووقانا الله من عين الحسد

وهناك قصاصتان في الجمال والغزل يقول في إحداهما:

ماذا يقول الواصفون عجزوا فلا يتكلمون
هذا القوام الفارع المياس أم تلك العيون
أم تلكم النظرات تبعث في متيمها الجنون
يا زين يا رمز الجمال ملئت دنيانا فتون
الراح من عذب اللمى والجرح من سهم الجفون
و الهدب كالظل الوريف وقد تشابكت الغصون
عيناك سر الجاذبية بوركت هذي العيون
فتربعي عرش الجمال فأنت كالسر المصون

ويقول في القصاصة الأخرى المؤرخة 20/02/1960:

لمعت بوارق لحظها فظننتها
مزنا يفيض بمائه الثجاج

أستغفر الله العظيم خريدة
كالفجر حين يهم بالإيلاج

في مقلتيها السود ألف قصيدة
نظمت بلا إثم و لا إحراج

نبىء فتاة الأمس أن لطرفها
سحرا يرد بلاغة الحجاج

و بأنها بلقيس حين تقدمت
للعرش تخطر فوق صرح زجاج

أتقدم بهذه المعلومات للتاريخ ولمن يعنيهم الأمر كجزء من واجب الوفاء للشاعر الكبير رحمه الله وأسكنه الفسيح من جناته.

منذر أبو هواش

محمودزكارنة
18/09/2007, 12:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا اخي د منذر عرفتنا بشاعر كيلاني من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم ومن نسل سيدي الشيخ زيد رضي الله عنه له مقام في القرية التي سميت نزلة الشيخ زيد قرب يعبد جنين
أصلح الله لنا أحوالنا
ووقانا الله من عين الحسد

منذر أبو هواش
18/09/2007, 12:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا اخي د منذر عرفتنا بشاعر كيلاني من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم ومن نسل سيدي الشيخ زيد رضي الله عنه له مقام في القرية التي سميت نزلة الشيخ زيد قرب يعبد جنين
أصلح الله لنا أحوالنا
ووقانا الله من عين الحسد

أخي محمود،

أشكر لك تفضلك بتحديث هذ المنتدى الذي مضى عليه زمن طويل من دون أن يلتفت إليه أحد ...!!!

علما بأن الشيخ زيد الكيلاني رحمه الله الراقد الآن في ثرى فلسطين الطاهر هو أيضا من أحفاد الشيخ العارف بالله عبد القادر الكيلاني رحمه الله الراقد في ثرى عراق الجهاد والنصر بإذن الله ...

ودمتم بكل خير ...

منذر أبو هواش

:fl: