احمد شراره
12/07/2008, 01:07 PM
غربان الخبز
عالم من الجريد والطوب اللبنى المهترئ يحيط بها وهى تسير فى تلك المنطقة السكنية التى بدت لها موحشة..من رابع المستحيلات ان تدب بداخل هذه البيوت قدم انسان كما انه من رابع المستحيلات ان يأكلو اللحمة فى العام مرتين ..او ان تستحم فى الشهرين مرتين..
مضت تلتفت حولها من اسفل طبقة الخبز التى تحملها على رأسها الملتهب ..بدا شعرها من خلاله اشعث منتفش كأرغفة الخبز -التى تحملها - من حرارة الشمس المتوهجة..
لفحت وجهها ريحا منتنة فتذكرت الآباط التى كانت محشورة بينها وهى تتشاجر لتنال ارغفة الخبز التى تحملها الان..راحت تتناسى تلك الوقفة الرهيبة امام المخبز فى انتظار دورها وهى فتاة لم تبلغ الحلم بعد..وما احتوته تلك الوقفة من مشاجرات ومشاحنات وسباب تبعه لعان ..
احست الفتاة فجأة بشئ ينقر بقوة فى رأسها..ارتعدت ..ركضت ..ولما انقطع النقر عادت تسير وهى تلهث..تنفست الصعداء فامتلأ صدرها فراحت بطنها تتعرى لقصر قميصها المبهدل الممزق..وكادت تتعثر أكثر من مرة فى سروال والدها<<المبقع>>المرقع الذى ورثته عنه..لا تبالى بكل هذا..تعودت عليه!.. تلك حياتها..تقبلها دون اى عنت..ظهر عند الافق منزل مكون من طابق لاسواه وعلاه قش وحطب وقاذورات شتى وامرأت عنده تركض خلف الاوز تضربهم بمكنستها الجريديه..
تعلم ما سيحدث لها عند وصولها وكأن سيكرتيرة رتبت لها جدول اعمالها ةاعطته اياها:
تقبل وتعطي المرأة الخبز فتتلقى سبابا دون سبب ثم تكنس وتمسح و تنظف الاوانى ثم تأكل ما تبقى من المرأة امرأة والدها وتذهب الى الكتّاب.. وهناك تعذب ككل يوم حتى انها لم تعد تشعر بالضرب وما يرى عليها من بكاء وصراخ باتت تتصنعه.. ذلك بسبب ضعفها فى الحفظ.. وأثناء عودتها بالمساء يداعب دبرها احد الصبيان او المراهقين فتسبه اقبح السباب وتمضى غير مكترثه..
الا انها عندما اقتربت من المرأة التى تركض خلف الاوز ووضعت طبقة الخبز على الارض فوجئت به مكسر لم يبق منه الا الفتات..ولاحظت المرأة تتسلل من خلفها وترفع المكنسة وتهم باسقاطها علي رأسها..فتفادتها وراحت تركض والمرأة تركض خلفها بالمكنسة وتسبها وتسب اباها-زوجها- وتفضى بأسرار له ولأمها ولأناس آخرين فى سبابها..والفتاة تركض مذعورة..وقد تذكرت الغربان التى رأتهم والنقر الذى فاجأها فى طريق العودة وايقنت انهم من اكلو الخبز..وراحت تلعنهم بأساريرها وهى تخرج من المنزل هاربه منه شأنها شأن اى فتاة مثلها " تحيا تحت سماء مصر التى تنعم بالرفاهيه " كما كان يردد الرجل الذى رأته بتلفاز القهوة..وهدأت من روعها وفزعها عندما ابتعدت وبدأت تسير مبطأة فى اتجاه الافق وهى تتسائل بضول: ما معنى تلك الكلمة التى خرجت من فيه الثرثار "الرفاهية" ؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!.
احمد شراره
:emo_m1:
عالم من الجريد والطوب اللبنى المهترئ يحيط بها وهى تسير فى تلك المنطقة السكنية التى بدت لها موحشة..من رابع المستحيلات ان تدب بداخل هذه البيوت قدم انسان كما انه من رابع المستحيلات ان يأكلو اللحمة فى العام مرتين ..او ان تستحم فى الشهرين مرتين..
مضت تلتفت حولها من اسفل طبقة الخبز التى تحملها على رأسها الملتهب ..بدا شعرها من خلاله اشعث منتفش كأرغفة الخبز -التى تحملها - من حرارة الشمس المتوهجة..
لفحت وجهها ريحا منتنة فتذكرت الآباط التى كانت محشورة بينها وهى تتشاجر لتنال ارغفة الخبز التى تحملها الان..راحت تتناسى تلك الوقفة الرهيبة امام المخبز فى انتظار دورها وهى فتاة لم تبلغ الحلم بعد..وما احتوته تلك الوقفة من مشاجرات ومشاحنات وسباب تبعه لعان ..
احست الفتاة فجأة بشئ ينقر بقوة فى رأسها..ارتعدت ..ركضت ..ولما انقطع النقر عادت تسير وهى تلهث..تنفست الصعداء فامتلأ صدرها فراحت بطنها تتعرى لقصر قميصها المبهدل الممزق..وكادت تتعثر أكثر من مرة فى سروال والدها<<المبقع>>المرقع الذى ورثته عنه..لا تبالى بكل هذا..تعودت عليه!.. تلك حياتها..تقبلها دون اى عنت..ظهر عند الافق منزل مكون من طابق لاسواه وعلاه قش وحطب وقاذورات شتى وامرأت عنده تركض خلف الاوز تضربهم بمكنستها الجريديه..
تعلم ما سيحدث لها عند وصولها وكأن سيكرتيرة رتبت لها جدول اعمالها ةاعطته اياها:
تقبل وتعطي المرأة الخبز فتتلقى سبابا دون سبب ثم تكنس وتمسح و تنظف الاوانى ثم تأكل ما تبقى من المرأة امرأة والدها وتذهب الى الكتّاب.. وهناك تعذب ككل يوم حتى انها لم تعد تشعر بالضرب وما يرى عليها من بكاء وصراخ باتت تتصنعه.. ذلك بسبب ضعفها فى الحفظ.. وأثناء عودتها بالمساء يداعب دبرها احد الصبيان او المراهقين فتسبه اقبح السباب وتمضى غير مكترثه..
الا انها عندما اقتربت من المرأة التى تركض خلف الاوز ووضعت طبقة الخبز على الارض فوجئت به مكسر لم يبق منه الا الفتات..ولاحظت المرأة تتسلل من خلفها وترفع المكنسة وتهم باسقاطها علي رأسها..فتفادتها وراحت تركض والمرأة تركض خلفها بالمكنسة وتسبها وتسب اباها-زوجها- وتفضى بأسرار له ولأمها ولأناس آخرين فى سبابها..والفتاة تركض مذعورة..وقد تذكرت الغربان التى رأتهم والنقر الذى فاجأها فى طريق العودة وايقنت انهم من اكلو الخبز..وراحت تلعنهم بأساريرها وهى تخرج من المنزل هاربه منه شأنها شأن اى فتاة مثلها " تحيا تحت سماء مصر التى تنعم بالرفاهيه " كما كان يردد الرجل الذى رأته بتلفاز القهوة..وهدأت من روعها وفزعها عندما ابتعدت وبدأت تسير مبطأة فى اتجاه الافق وهى تتسائل بضول: ما معنى تلك الكلمة التى خرجت من فيه الثرثار "الرفاهية" ؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!.
احمد شراره
:emo_m1: