المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأوّهات على جمر الصبر



يوسف أحمد
12/07/2008, 11:30 PM
تأوّهات على جمر الصبر
شعر يوسف أحمد- فلسطين

قفي المطيَّ على أطلال منزله = وأسمعي الشوقَ إن الصمتَ يُفزعُهُ
ولترقمي بدموع العين قصته = فكم جرت بربوع الدار أدمعُه
ما زال يؤنسه وُدٌّ ويوحشه = بُعْدٌ ويدهمه خوف يروّعُه
والله يشهد كم فاضت جوانحه = بالبشر إذ كان من عينيك مطلِعُه
وكان في صبوات العمر مضطلعا = بالحلم تبني قصورَ السحر أضلُعه
لا يأس يغزو، فمن ضرع الضريع غدا = يرجو وتحتلب الآمالَ أصبعُه
وأخلص الودّ مذ كبَّلتِه فغدا = من سحر عينيك نهرُ الودّ منبعُه
كم راودته خيالاتُ الهوى فبنى = منها حياة ببيت راح يرفعه
رآك حورية العمر التي قُدِرت = له عروسا من الآهات تنزِعُه
حيث السكينة في جفنيك أغنية = يرنو لها رغم طول الصمت مسمعُه
وكم تصوّر أبناء له نسلوا = من صلبه الغضّ في روض يساجعه
يهفو إلى عشّه الورديّ تملؤه = زغبُ الحواصل تغريدا ترجّعُه
وهدهدت طفلةَ الأحلام بسمتُه = وهزهزت مهدها السحريّ أذرُعُه
لكن تقوضتِ الآمالُ مذ زحفتْ = مخاوفُ العقمِ فاهتزتْ مضاجعه
سبع عجاف وما من طفلة صرخت = من رحم زوجٍ ولا لاحت ودائعه
ولا الطبيب الذي يرجوه يسعفه = ولا المشافي التي راحتْ تتابعه
سبع عجاف وما من بهجة سنحت = إذ يقصف الدهر ما قد كان يزرعه
والان لا بسمة الماضي ترادوه = ولا الطيور التي رفّت تُمَتِّعه
ولا الأمان تغشّى قلبه قمرا = من بعد أن راحت الأحزان تقرعه
فبيته الوادع المسكين مقبرة = وروضه اليانع المخضلّ يصفعه
فكيف يحيا بلا طفل يعانقه = إذ يدخلِ البيتَ أو طفلٍ يشيّعه
وكيف يضحك والألعاب قد وقفتْ = على الرفوف بلا لطف تقطّعه
وكيف يبصر والأركان مظلمة = من غير طفل يضيء البيتَ مطلِعه
" لا تعذليه " إذا فاضت محاجره = فثورة الحزن في الأضلاع تسفعه
ضاق الفضاء فلا الآفاق مشرعة = على الحياة ولا الأحلام تدفعه
ما راح من ألم إلا إلى ألم = يكاد يقتله لولا تضرُّعه
يرى الصغار فيذوي غصن فرحته = ويستبد به يأس يضعضعه
فبسمة الطفل في جنبيه طعن مُدى = وصرخة الطفل في الحارات تُوجعه
مدي إليه يدا بالرفق حانيةً = فلست وحدك من ضاقتْ أضالعه
ولست وحدك من هدّته جائحة = ولست وحدك من فاضت مدامعه
أتطلبين صكوك الهجر صارمة = من القضاء لعلّ الحُكْمَ يخلعُه
أتنشرين كتاب السرّ باسمة = أليس يكفيه أهوال تفجّعه
أليس من حقه أن تصبري زمنا = فربَّ صبر يواسيه وينفعه
لا تذبحيه بسيف الهجر ناكثة = عهدا توثق بالأيمانِ أجمعه
فقدرة الله أعطت مثله ولدا = من بعد يأس طغى في القلب يصدعه
واستذكري قدرة الرحمن إذ منحت = "يحيى" لمن طال في الأقصى تخشّعه
ما زال في الطب آمال تراوده = وفي إرادة ربِّ الكون مطمعه

منى حسن محمد الحاج
12/07/2008, 11:46 PM
ماشاء الله يا أستاذ يوسف على هذه القصيدة الرائعة..
نعم يا أخي يظل الأمل في رحمة الله كبيرا..
ونعم ما ضربت لها من الأمثال يا أخي..
جميلة هذه القصيدة التي انسابت كقصة رائعة السبك والتلحين ..
شدتنا معها شدا..
كم هو رائع تصويرك لهذا الألم الذي ختمه حسن الظن بالله ورجاء فرجه ورحمته..
إفتقدناك والله يا أخي في الأيام الماضية ونرجو أن لا تغيب عنا مرة أخرى..
لك الثناء بما يليق بتميزك وإبداعك..
خالص ودي وتقديري

لطفي منصور
13/07/2008, 12:31 AM
أخي المتألق يوسف أحمد ................. تحيّة
لله درك على هذه القصيدة الموجعة الرائعة في آن ..
روعة في التصوير ..
إجادة في السبك ..
ذكّرتنا بعينية ابن زريق ...
لا تعذليه فإن العذل يوجعه ...
كم أنت رائع في تناولك لهذا الموضوع ...
وكم كان الحوار منطقيا موجعا ..
وكم كانت الخاتمة إيمانية مقنعة ..
حقق الله لك الأماني ..
دعائي في صلاة الفجر سيكون لكل من حرم من الولد ..
أتوجه إلى الله سائلا راجيا أن ينعم عليه بزينة الحياة ..

لك شكري وتقديري وإعجابي .

لطفي منصور

نادين عبد الله
18/07/2008, 03:19 AM
الشاعر الفاضل

بورك فيك وفي هذه القصيدة الموجعة

المدثرة بالايمان

لك تحياتي على جمال تفاعيلك

ونضارة صورك

م . رفعت زيتون
20/07/2008, 08:41 PM
..
.

كنتُ قد ثبّتُ القصيدة

كما قلتُ سابقا وأكرر أنها بعد إذن مشرفينا الكرام

كقصيدة مثبتة لمدة أسبوع تقديرا لهذا اليراع

الجميل وكذلك متعة وفائدة للأصدقاء

تحياتي لك أيها الحبيب

ودائما بين ثنايا

حرفك الجميل

..
.

م . رفعت زيتون
20/07/2008, 08:41 PM
..
.

كنتُ قد ثبّتُ القصيدة

كما قلتُ سابقا وأكرر أنها بعد إذن مشرفينا الكرام

كقصيدة مثبتة لمدة أسبوع تقديرا لهذا اليراع

الجميل وكذلك متعة وفائدة للأصدقاء

تحياتي لك أيها الحبيب

ودائما بين ثنايا

حرفك الجميل

..
.

يوسف أحمد
01/08/2008, 06:41 PM
الإخوة والأخوات الذين شرفتموني بحروفكم وبجمال أرواحكم هنا، ما بقي منها مكتوبا أو ما امتدت إليه يد الخلل الذي أصاب المنتدى يوما.

شكرا لكم شكرا.
فحروفكم النورانية محفورة في سويداء القلب، زيتونا مباركا
وقصائدكم الجميلة التي تقطر شهدا تغمرني بأدواحها الباسقات

فلكم الشكر وافرا والامتنان الكبير
داعيا الله أن يحفظ لنا واتا وأهلها الكرام

أخوكم يوسف

سيف الحق أحمد
05/08/2008, 11:42 PM
كنت كتبت تعقيبا ذهب أدراج التعديلات في المنتدى

اكرر إعجابي بالقصيدة
وأسأل الله أن يسبغ على أخينا يوسف أحمد أسباب الصبر
وأن يهيء له ما يعوضه على صبره خيرا

إن الله مع الصابرين

يوسف أحمد
06/08/2008, 05:22 PM
كنت كتبت تعقيبا ذهب أدراج التعديلات في المنتدى

اكرر إعجابي بالقصيدة
وأسأل الله أن يسبغ على أخينا يوسف أحمد أسباب الصبر
وأن يهيء له ما يعوضه على صبره خيرا

إن الله مع الصابرين

------------------


أخي الكريم سيف الحق حفظك الله

نعم نعم أخي فقد خذلنا الخلل الذي أصاب موقعنها واتا - نسأل الله ألا يتكرر- ، وقد كنت كتبت تعليقا على ردك شاكرا لك حروفك النورانية ودعاءك العزيز، فبارك الله فيك أيها الكريم.


وللعلم أيها الحبيب فإنني أب لخمسة من الأبناء أكبرهم في الصف الثامن وأصغرهم عمره ثلاث سنوات،


وأسأل الله أن يقبل دعاءك ويمنح الذرية الصالحة لمن يعاني وأن يختم صبره بثمر الأبناء .


تقبل شكري ثانية وثالثة
أخوك يوسف أحمد

أبو بلال