المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عقرب - قصة قصيرة جدا - ابراهيم درغوثي - تونس



ابراهيم درغوثي
10/12/2006, 03:14 PM
عقرب
قصة قصيرة جدا

ابراهيم درغوثي / تونس

وقف أمام الباب أكثر من مرة . كانت الحيرة تحوم في الجو ثم تحط فوق كتفيه كالرصاص المذاب . ترك الباب نصف مفتوح وعاد من جديد إلى الداخل .أشعل جهاز التلفزيون . أطفأه بعد دقيقة . وضع شريطا في المسجل . أخرجه قبل أن تصدح الموسيقى . تمدد على السرير . أغمض عينيه ، ثم فجأة قام . اتجه نحو الحائط وضربه بجمع يده . كان الألم الذي نبت فجأة في زنده ، تحت ساعة اليد فظيعا .كان يخزه باستمرار . يتوقف لحظة ثم يعود كأعنف ما يكون الألم . حك زنده حتى سال الدم ، وانتفخت الذراع .
وعاد إلى الحائط يضربه بعنف ...
ولم يتوقف عن الضرب ، إلى أن انهارت قواه .
همس وهو يسقط تحت الجدار :
- ما أقسى لسعة هذه العقرب ...
عقرب الساعة .

dargouthibahi@yahoo.fr
www.arab-ewriters.com/darghothi/

محمد نجيب العمامي
10/12/2006, 04:14 PM
االصديق إبراهيم
فعلا فالزمن عقرب ولكنّه يُقهر بالفعل المشين كما يَقهره الفعل النبيل. فهولاكو لا يزال حيّا ينبعث في صور مختلفة ولكنّه يأبى أن يخضع لقهر الزمن. وعظام البشريّة أحياء بيننا يرزقون وإن حوت التربة أجداثهم وغيّبت أجسادهم عن ناظر محبّيهم والمريدين. فمن منا يجهل خاتم الأنبياء ؟ ومن منّا لم يعرف الجاحظ والمتنبي والمعري والهمذاني وغوركي وغيفارا والقائمة تطول ؟. وحدهم من لا لون لهم ولا طعم يموتون ويواريهم التراب إلى يوم يبعثون.
دمت بخير

ابراهيم درغوثي
10/12/2006, 07:25 PM
دمت أخا ودودا وخلا وفيا للأدب التونسي والعربي
شكري لك يتجدد وأملي في سعادتك وتفوقك .
قراءتك للزمن تكملة لما بدأته في هذه القصة القصيرة جدا
المفتوحة على كل الآفاق ...

اشرف الخريبي
22/12/2006, 06:19 PM
الصديق الغالى ابراهيم

محبتى
فضيعا .كان يخزه
خطأ كيبوردى لابد من تصحيحه فى هذا النص الذى يدور فى بنية ضيقة لا يستطيعه الا كاتب محترف
يعرف ماذا يصنع وماذا يقدم للعالم كى يصدر له مشاعر مختلطة وحالة من ازمة الروح اكثر من كونها موقفا عدائيا نحو الأشياء \ طبعا للشخصية \ وهى تدور فى هذا الفلك الصيق جدا رغم التعدد الكثير للأشياء حوله من باب وغرفة وسرير وكاسيت وغيرها
( كانت الحيرة ) لم يعجبنى وجود هذا اللفظ هنا
لأن الحيرة شرحت نفسها فلا وجود للأخبار عنها
اجمالا نص ممتع وعذب رغم لسعة العقرب


تحيتى

اشرف

ابراهيم درغوثي
22/12/2006, 08:44 PM
شكرا عزيزي أشرف للقراءة
وشكرا أيضا للتصحيحات ، فمهما اجتهدنا يبقى العمل ناقصا
يكمله الأحبة ، تارة بالقراءة ، وطورا بتصحيح ما أفلت منا من أخطاء .
لك ودي وتقديري

د.ملاك
13/07/2007, 07:22 PM
ما اجمل العقارب إن كانت تذكرنا دوما بثمن الوقت علنا نصحو قليلا
مشاركة رائعة

فيصل الزوايدي
14/07/2007, 01:25 AM
أخ ابراهيم .. بقصتك البديعة هذه تدعم فكرة أعتقدها بقوة : ما للانسان من عدو غير الزمن الذي لا يرحم إذ لا يتوقف ..
مع كل المحبة

ابراهيم درغوثي
16/07/2007, 08:25 PM
د ملاك
سعيد بمرورك
ويكلامك عن الوقت الهارب منا عرب هذا الزمن
وعلى كل هل تنفع الذكرى من لا يعي ؟

ابراهيم درغوثي
16/07/2007, 08:27 PM
أخي فيصل
نعم الومن عدو لمن لا يعرف كيف يستثمره
ولكنه صديق لمن يعرف دهاليزه و مفاتنه أيضا
دمت في القلب

سعيد أبو نعسة
17/07/2007, 06:37 PM
أخي الكريم ابراهيم
الشعور بالزمن أمر نسبي فالعقرب العربي متوقف في بعض الدول و متراجع القهقرى في بعضها الآخر لدرجة أننا صرنا بحاجة إلى عقارب زمنية بسرعة الصاروخ كي نلحق بالزمن الغربي.
وصف دقيق مشوق و سرد ماتع لولا الجملة الأخيرة التي جاءت تفسيرية و لو كان لي حق تغييرها لقلت : تأوه و هو يسقط تحت الجدار
"ما أقسى لسعة هذا العقرب "
و أشار إلى عقرب الساعة
دمت مبدعا

ابراهيم درغوثي
17/07/2007, 07:00 PM
الفاضل سعيد
سعيد بمرورك يا صاحبي على هذا الزمن العربي و " عقاربة " الناعسة
أبعد الله عند شر العقارب ووقاك منها
أما عن الخاتمة فلك ذلك يا أخي
النص منذ ان ينتهي صاحبه من كتابته ويعرضه على القراء
يصبح ملكا لهم
فلك أن تغير منه كما تشاء في قراءتك الخاصة بك
مع الود والتقدير

جمال عبد القادر الجلاصي
20/07/2007, 09:13 PM
المبدع القدير إبراهيم

اللسعة التي لا تقتل تقّوي القلب

أتمنى أن تقوى قلوبنا من كثرة اللسعات التي تلقينا

دونأن نموت .... ودون أن نفيق

تقديري العميق لقلمك الذي يشبه المشرط

ابراهيم درغوثي
22/07/2007, 07:01 PM
العزيز جمال
سلمت وسلم قلب من لسع العقارب
ودمت لتونس مبدعا يبشر بالخير والعطاء