المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بقية : نادر بور شاعر الذاتية والوجدان



بنده يوسف
19/07/2008, 02:26 AM
((( تجديد وتجدد نادر بور فى المضامين الموضوعية )))
للشعر الحديث

القضايا الموضوعية فى أشعار نادر بور ، كانت لها سمات وملامح خاصة ، فنادر بور تشابه مع مدرسة سهراب سبهرى ، فى أنه تجاوز المألوف من المعاني اليومية ، ومال إلى التعقيد من خلال استخدامه لصيغ شعرية جديدة وبرغم ذلك وجد قرّاؤه أنفسهم منشدّين إلى شعره سابرين أغواره ناسين أحيانا عالم الحقائق وهم يجربون فهما جديدا للإنسان والكون .
فنادر بور لم يقيد قصائده في سجن الحدث اليومي والعادي ولم يقيدها بالآني فهي يد تمتد إلى اللامكان واللازمان .
فإمتاز نادر بور بصوته وأسلوبه الخاص فهو فى مضامينه الشعرية يتميز بأجواء بعيدة عن رتابة الواقعية الصلبة، بسيط في التصوير ، يخلق حوله فضاءات جديدة الدلالة والمعنى وتتميز بعير شعرى جديد .
ولنادر بور رؤية خاصة لمضامين الشعر الفارسي الحديث فهو يقول أن : _
ان التزام الشاعر في يومنا هذا سوق رائجة و يراد بذلك اهتمام الشاعر أو اتخاذه موقفا حيال القضايا السياسية و الإجتماعية...
فإن كان الآلتزام يعني التطرق إلي القضايا السياسية العابرة و الآحداث اليومية الآجتماعية فهو يناقض رغما عنه رسالة الشعر التي هي كسر حواجز الزمن و نشدان الخلود .
أما إذا كان المقصود من الآلتزام العناية بالمواقف التاريخية و الفضائل الآساسية للإنسان فاني أري أن الشعر الفارسي الآصيل كان و سيبقي ملتزما دائما. والشواهد علي ذلك ،علي سبيل المثال لا الحصر ،الشاهنامة للفردوسي التي ضمنت حقبة تاريخية محددة استقلالية ايران الثقافية بل
و السياسية وكذلك قصائد سعدي و حافظ و جلال الدين الرومي التي خلدت المناحي المعنوية كالآخلاق و الديانة و الحكمة في مجتمعنا .
ونادر من قوله هذا يريد أن يعيش الشاعر بذاته هو ، بـ ( أنا ) قبل بـ ( نحن )
فاذا لم يتميز انجاز الشاعر بالآصالة و العمق ،فان تبديلا في الضمائر كهذا لن يكون سوي خدعة. أي أن الشاعر اذا استخدم في الغالب ضمير المتكلم المفرد فان ذلك لا يدل علي عدم اكتراثه للآخرين فربما كان حديث النفس لسان حال الجميع . فبمستطاع الشاعر أن يندمج مع الآخرين و يتوحد مع الجميع فان عبر هو عن ذاته حسبته معبرا عن الآخرين.
فكما يقولون في طريقة العرفان ،( من لم يعرف نفسه ولم يختبرها لا يرقي الي مراحل أسمي وهذا المعني يتجسد في الشعر أيضا. )
وكثير من النقاد أنتقد نادر بور على أصراره دوما على أستخدام ضمير الأنا وعلى أصراره على حديث النفس ، ورغم هذه الانتقادات لم يكن يهتم ، ويقول أنه لايعنى بالا بمحكمة أهل الظاهر ، وسيبقى بأنتظار حكم الزمن وهو الأبقى والأخلد .

ونادر بور شاعر حالم متعطش الى الحرية بمفهومها الانساني من خلال الفطرة والعاطفة والاحساس بمرارة الغربة ويأس وتشاؤم ، وما أصابه من ظلم وقهر ، وهذا كان محفزاً له كي ينظم أشعاره الوهاجة بلغة شعرية مؤثرة فيها الكثير من المعاني والدلالات والتي شكلت زاداً روحياً له في تشكيل صوت شعري خاص به . شاعراً اقتحم بحر المعاني تعبيراً عن ذاته وهو ما سجل له حضوراً في الساحة الشعرية ومنحه كثيراً من السمات لانه صرخ بصوت عال من أعماقه تأكيد على انه إنسان مسلوب الحقوق ومقهور ، وأن سعادة ظالميه كانت على حساب مرارته وحزنه .
والإبداع فى المضامين الشعرية لدى نادر بور، كانت نتاج حرمانه عن وطنه وطرحه على شواطئ الغربة ، فكتب عن ما يتصل بحياته ووجدانه ومحنة فراقه عن وطنه " إيران ".
ويكفي لإدراك نوازع نادر بور وهويته الشعرية أن نقرأ عناوين مجموعاته لنعرف تفاصيل المحنة .. من هذه العناوين مثلا ً : " الأرض والزمان " " الدم والرماد " .. " من السماء حتى الحبل " .. " شعر العنب " .. " كحل الشمس .. فهي توحي بمضامينها كيف استحال الوطن وتجسد في روحه حتى باتا معا ً وحدة ً لا انفصام فيها .
فالمنفى وعذاباته تميز عند نادر بور بالعمق والإتساع فقد استطاعت قريحته أن تعبر عن مأساة الغربة بمعنييها النفسي والجغرافي ، وأبدعت قريحته الشعرية وأظهرت في كل مجموعة شعرية من التنوّع والتلوين ما يمنحها جدّة وابتكارا ، لأنها تنبع من معطيات نفسه الحزينة المكلومة ومن محنة حرمانه عن العودة لوطنه .
وذاته التى لاتتجلى قوتها وشخصيتها إلا بوجودها داخل الوطن المفقود إيران .
وكما رفض الشاعر الديكتاتورية والإستبداد والنظام السلطوى الذى تجلى فى إيران بعد الثورة ، فقد بقي مناضلا لأفكاره ومدافعا عنها حتى الممات ، رافضا الإذعان لمشيئة وسلطوية من يحكمون إيران الثورة ، الذين فى رأيه ، جعلوا وطنه فى عينه موطن الخراب و محط اللعنة ينعق فيها بوم الإستبداد والقهر ، ويستبدون بهوية بلده ، ويقتل أفكار مبدعيه داخل أسوار التسلط والدكتاتورية .

من القضايا الموضوعية التى فاح دخانها فى الموقد الشعرى المحترق لنادر بور
الغربة والاغتراب
الاغتراب هو الشعور بالوحدة والانعزال وليس من المنطق ان يطلق هذا المعنى على الاغتراب عن الوطن ولكنه يطلق على كل شيء دعتك الظروف لتركه والابتعاد عنه.
فجعل الابتعاد عنه : غريباً وتائهاً وفي نفس الوقت تجعلك تطوق إلى الرجوع اليه وتظل تراودك ايامه التي عشتها معه وبجانبه. فالمعنى ان الاغتراب ليس بالضرورة هو اغتراب عن الأوطان .
ولكن الاغتراب قد صار مفهومه البعد عن الاوطان فقط بينما هويعني اكثر من ذلك.. ومن ناحية اخرى فإن مسمى الاغتراب او الغربة يعني بحد ذاته البعد المكاني والزماني والجسدي ايضاً ولكنه لايصل الى البعد الكلي فبإمكان المغترب ان يسترجع الذاكرة ويتذكر تلك الأيام التي قضاها في وطنه.. واذا كان هذا او ذاك فكله بعد وكله مرارة.

تجربة الغربة والاغتراب عند الشعراء :
تتنوع الغربة في أشعار المحدثين لتشمل الغربة في الكون والحياة ، الغربة فى المدنية و المدينة ، الغربة في الحب ، والغربة في الكلمة .
- الغربة في الكون: وترتبط بميل الشاعرالمعاصر إلى الشك في الحقائق والميل إلى التفلسف وتفسير الكون عقلا ومنطقا، والدافع إلى ذلك أن الشاعر يحس بالعبث والقلق والمرارة المظلمة
- الغربة في المدنية و المدينة: تتجلى في تبرم وتنكر الشاعر من المكان المدني الذي حول الإنسان إلى مادة محنطة بالقيم المصطنعة الزائفة، وهذا المكان المخيف هو المدينة المعاصرة التي علبت الإنسان وشيأته، وأضحت دون قلب أو دون روح، وفقدت كثيرا من مظاهر الأصالة، منذ غزتها المدينة الأوربية بعمارتها وطرقها وآلياتها ومصانعها وعليه فقد صور الشعر المعاصر المدينة في ثوبها ، أن الناس داخل المدينة صامتون يثقلهم الإحساس بالزمن
ويلاحظ أن الشعراء المعاصرين لم يستطيعوا الهروب إلى الريف أو إلى عالم الغاب كما فعل الرومانسيون .
- الغربة في الحب: وإذا كان الشاعر الحديث قد فشل في فهم أسرار الكون ووجوده، وفشل كذلك في التأقلم مع المدينة، فإنه فشل كذلك في الحب الذي أصبح زيفا مصطنعا وبريقا واهما. ومن ثم، تتحول العلاقة بين الزوجين إلى عداوة وقتال
- الغربة في الكلمة: أر اد الشاعر المعاصر أن تصبح كلمته سيفا في وجه الظلم ، لكن كلمته دخلت غربتها الذاتية في واقع لايعرف سوى الصدى وخنق الجهر و الافصاح و قتل الكلام .

ويلاحظ أن الشاعر المعاصر لم يقف عند لون واحد من الغربة، فهناك من مزج بين لونين، و من تحدث عن الألوان الثلاثة للغربة، وهناك من جمع بين الأربعة في وحدة شعرية منصهرة:" تلك الوحدة سوغت له أن يمزج في بعض الأحيان، بين لونين من ألوان الغربة في القصيدة الواحدة .

و المتأمل فى شعر نادر بور يجده قد تشابه فى أشعار المحدثين فى شيئين وهما :
أنه شابه المحدثين فى بناء مسيرته الشعرية من حيث القالب الشعرى ومفهاميه الحداثية ، فشابه بعض المحدثين أمثال سهراب وفروغ فروخزاده بأنه غرد خارج السرب ، بمعنى أنه لم يكن متماشيا مع التيارات المعاصرة له ، فنجد أن شخص مثل سهراب سبهرى رغم التيارات الفكرية المتعددة التى احاطت به إلا أنه ، لم يلتفت إليها ولم تجذبه فى شئء بل غرد لعالم لاتشعر به إلا روحه هو ، وفروغ التى صنعت بشعرها عالم لايحكمه إلا النساء ولايعيش فيه إلا النساء ، فقد بحثت عن روح أمرأة تعيش فى جو من النسوية ، لتصارع معها قهر الرجال ، وبذلك خالفت أقرانها من شعراء الفارسية أمثال بروين اعتصامى حيث بعدت عن الموضوعات الحياتية والإجتماعية .
ونادر بور تشابه فى ذلك أيضا ، فالغربة كانت قاسم مشترك بين هؤلاء فسهراب يبحث عن كاشانه المفقودة ، وفروغ تبحث عن أمرأة قوية تقف معها فى وجه طغيان الرجال .
ونجد نادر بور هو الآخر يعيش فى اغتراب ،ولكن غربته كانت من نوع أشد مرارة وقسوة ، فقد عاش غربة واغتراب ، عاش غريب عن وطنه ، واغترب بفكره وروحه عن من يحيط به من بشر وكائنات حتى أنه كان يخاطبهم وكأنهم فى حالة صمم عن نداءه وشكواه .
ولغربة واغتراب نادر بور اسباب واضحه لاتحتاج للتأويل أو البحث ، فهناك سببين رئيسيين وهما :
خروجه من ايران وهجرته لامريكا ، والثورة الاسلامية وما حملته من افكار تعارضت مع هويته وأفكاره ، فنادر بور عاش دائما بفكر طائر يغرد خارج سربه .
والمراقب لحياة نادر بور يجد ، أنه كان أكثر إتصالا بالغرب من سابقيه فنيما وشاملو، وكل هؤلاء الرواد لم يكن حظهم فى الاتصال بالغرب وبآدابه مثل حظ نادر بور فقد سافر لفرنسا وهناك دخل السربون ، وهذه كانت نافذة له للاطلاع على معارف وأداب الغرب وهذه المرحلة كانت تمثل مرحلة نضوج لنادر بور وللغرب ايضا ، فنادر بور نضجت شخصيته الأدبية والفكرية فى روح الحضارة الغربية الى هى وقتذاك تمثل ذروة النضوج بين حضارات العالم .

وليس هذا بغريب أن يخرج من هذا الإتصال روح إنسان يشعر بغربة وإغتراب ، فلو عاش نادر بور فى بلده إيران فإنه لن يستطيع أن يتكيف فكره مع أهل بلده ، فهو ابن الروح الغربية ، التى تحمل كثير من مفاهيم التضاد والتعارض مع الروح الشرقية ، ومع أنه عاش فى بلاد الغرب إلى أنه ظل دائما يعيش فى حالة إغتراب وغربة وشوق لبلده إيران ، ورغم أنه عاش فى بلاد الغرب على أساس الدعوات التى وجهت إليه من كثير من مؤسسات الغرب الأكاديمية والفكرية إلا أنه ظل حتى النهاية يعامل نفسه على أنه طائر مهاجر سيظل يغرد نداءاً للوطن .

حتى عناوين مجموعاته وقطعه الشعرية كانت تشير وتلوح إلى شاعر يعيش فى غربة مريرة ، ومجموعته الشعرية ( زمين وزمان ) الأرض والزمان خير شاهد على ذلك فهى مليئة بقطع شعرية تعبر عن شاعر يعيش غربة واغتراب ، يبحث فى مخيلته الشعرية عن شئ يسلى غربته وفقده لأهله ووطنه .
فنراه فى قطعته الشعرية الأرض والزمان ، يرسم فى مخيلتة الشعرية صورة لنهر قريته التى ولد بها فى ايران ، لتساعده هذه الصورة على تذكر أيامه وحياته فى وطنه ايران ، ولتعبر عن مدى لوعته وشوقه لفراقه عن هذه الصورة .
فهو يقول :
نهر قرية مسقط راسي الكبير
الذى كان يعبر من منعطفات التراب والهدوء
له ماء بضياء الأمطار
ومن بين ثنايا الكتل المليئة بالشوك والحجر
وضاحك ومغرد ولديه
فيض مثل رياح الربيع
وفى عمق شمسه لون الرمال
و بأطياف زرقاء وبرتقالية وبنفسجية
صنع لوحة لبساط الحبيب
نهر قرية مسقط راسي الكبير
فى نور السحر الفضى
وتختفى ( تبلى ) مثل قطعة النسيج
صورة الحمام المهاجر
من خلف أغصان وأوراق أشجار الصفصاف
على السطح المتموج اللامع
زمين و زمان
جوي بزرگ دهكده ي زادگاه من
كز كوچه هاي خاكي و خاموش مي گذشت
آبي به روشنايي باران داشت
وز لابلاي توده ي انبوه خار و سنگ
خندان و نغمه خوان
سيري بسان باد بهاران داشت
در عمق آفتابي او : رنگ ريگ ها
با طيف هاي نيلي و نارنجي و كبود
نقشي به دلربايي فرش آفريده بود
جوي بزرگ دهكده ي زادگاه من
در نور نقره فام سحرگهان
عكس كبوتران مهاجر را
از پشت شاخ و برگ سپيداران
بر سطح موجدار درخشانش
مانند
طرح پارچه جان مي داد

وهنا نراه يعيش فى هذه القطعة غربة تشتاق لصور قديمة تذكره بوطنه ، فنراه يصف نهر قريته التى ولد بها، واستخدم صورة النهر للتعبير عن حياته ومراحلها المختلفة ، التى يمر بها أيضا النهر . ويستخدم نادر بور الحمام المهاجر الذى ترتبط صورته بطيف النهر وتموجاته ، وبالأشجار المحيطة بالنهر ، كدلالة على كونه مهاجر ويعيش فى غربة ويبحث عن وطن فيه تتصل أوصاله بألوان النهر وبأمواجه اللامعة .
ونادر بور يرسم فى قطعته الشعرية الأرض والزمان ، مراحل حركة النهر وارتباطته بما حوله من كائنات ، وهو يريد أن يعبر عن مراحل غربته التى يمر بها والتى تتشابه إلى حد كبير مع حركة النهر .
حتى أننا نجده يقول :
نهر قرية مسقط راسي الكبير
ظننت أن النهر كان هو الزمان
الذى من
من خلال ثنايا ذكريات العمر العزيزة
يسلك الطريق صوب وادى المستقبل
بألوان زرقاء ونارنجية وزرقوية قاتمة
أثقل وأشد كثافة من نهر
فى روضة الجنة
جوي بزرگ دهكده ي زادگاه من
پنداشتي كه جوي زمان بود
كز
لابلاي خاطره هاي عزيز عمر
با رنگ هاي نيلي و نارنجي و كبود
سنگين تر و غليظ تر از جوي انگبين
در گلشن بهشت

وعن هذه الغربة التى يمر بها نادر بور ، والتى عبر عنها من خلال حركة النهر ومسيرته ، وما يعتريه من مظاهر تعترضه طوال مسار حياته ، نراه يصرح بها صراحة فى قطعته الشعرية ويقول :

الان نفس الصفاء الذى لدى الماء والزمان
فى أنهار أسمنتية محكمة
من مملكة غربتنا : المسنيين
يفرون مثل البرق ، ويذهبون مثل الرياح
لأن طريقه
ليس من بين ثنايا كتل الحجر والعشب
وليس له ميل لأى ذكرى طوال الطريق
ولايتوقف هو أبداً خلف أى فرع
ولايبقى أمام أى شجيرات نعناع
ولايخشي من أية ورقة ميتة
هنا : الزمان والذكرى غرباء عن بعض
ويخافون من أى آخر يشابه الليل و النهار
حقا ، فى هذه الديار
فى غربة بسعة الحزن والانتظار
نحن ، نرتحل مع الزمان صوب الفناء
بدون أى اشتياق
وبدون أية ذكرى
اكنون همان زلال كه آب است يا زمان
در جوي هاي محكم سيماني
از سرزمين غربت ما : سالخوردگان
چون برق مي گريزد و چون باد مي
رود
زيرا كه راه او
از لابلاي توده ي سنگ و گياه نيست
ميلش به هيچ خاطره در طول راه نيست
او ،‌ پشت هيچ ريشه توقف نمي كند
يا پيش هيچ پونه نمي ماند
وز هيچ برگ مرده نمي ترسد
اينجا : زمان و خاطره بيگانه از همند
وز يكدگر بسان شب و روز مي رمند
آري، درين ديار
در غربتي به وسعت اندوه و انتظار
ما ،‌ با زمان به سوي فنا كوچ مي كنيم
بي هيچ اشتياق
بي هيچ يادگار

نادر بور يرسم حياته ومسارها كأنها مثل مسار نهر يجرى ، ومايعترى هذا المسار من معوقات وروابط وعلاقات أثناء حركة هذا النهر ، فعندما كان فى بلده ايران ، كان هذا النهر له جو مختلف عن جو نهر حياته الحالى فى أرض غربته ، ففى ايران كان النهر يتمهل ويتحرك ويصنع علاقات مع ماحوله من كائنات ، ويعبس ويبسط وجهه أمام الليل والنهار ، أما الآن فنهر زمانه الآن يمتلك نفس صفاء نهر وطنه ، إلا أنه يعيش كالغرباء ، لايهتم لابالليل ولا بالنهار ، والنهر يعيش فى غربة عم حوله من كائنات ، ثم يعلن فى النهاية عن ألم غربته الحقيقى ، وهو أن الإنسان البعيد عن وطنه يرحل ويفنى بلا ذكرى ، ودون أن يشتاق إليه أحد أو يتذكره ، كأنه كائن لايعرف إلا الفناء .
.................................................. ..........
وإلى لقاء آخر مع قراءة فى أعمال نادر بور الشعرية