المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عودة الروح الطائفية في العراق



الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر
19/07/2008, 08:36 AM
عودة الروح الطائفية في العراق

بقلم
الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر استاذ جامعات بغداد والفاتح وصفاقـس / سابقا

هذا البحث, هو شرح بسيط للأشخاص الذين هجروا وطنهم العراق منذ عدة عقود من الزمن, وهم الآن تواقون لمعرفة الأسباب الحقيقية لأنقسام المسلمين الى طائفتين رئيسيتين , ( سنية و شيعية) , وكيف ظهرت هذه المشكلة منذ ما يزيد على الألف سنة, و لماذا استمرت الى يومناهذا اضافة الى ذلك,... فان البحث يطرح بعض المقترحات لتحطيم او قل لتخفيف تاثيرهذه الظاهرة قدر الأمكان من اجل تشجيع الناس للعيش مع بعضهم البعض بسلام, كما هوالحال في ماليزيا, التي يتكون سكانها من(الملايو60% والهنود 20%والصينيون 20%), وينتشرون في ثلاثة عشر ولاية, وقد احرزت هذه الدولة تقدما وبرزت كأحسن قطراسلامي,.... توفر فيه الغنى و التقدم العمراني والعلمي, مقارنة مع الأقطار في المنطقة المجاورة والمعروفة بأسم,(جنوب شرقي آسيا), حيث طور النظام فيها مجالات الأقتصاد و السياسة و العلوم, و لم يفرق بين الطوائف الأسلامية المختلفة و غير الأسلامية التي يتألف منها المجتمع الماليزي.
آمل اختفاء ظاهرة الطائفية,او قل الحد من نموها في العراق وعدم السـماح للصـراع الحزبي او العنصري بأستغلال هذه الظاهرة بأسم الدين او القومية, والتي تعتبر من اهم الأسباب التي قسـمت المجتمع العراقي, ولذا رغبت بتوضيح الرؤيا نحو المستقبل بعيون مفعمة بالأمل, مسـتنكراًالأفكار التي شـوهت التعاليم الأسلامية التي نص عليها القرآن الكريم, والسـنة النبوية الشـريفة, والعمل على نبذ الأفكارالزائفة التي دسـت بين طبقات المجتمع العراقي.
كما ان تطبيق التعاليم الأسـلامية الصحيحة, كفيل بدحر الشـر المقنع وأباحة التطلع الى المستقبل بعيون كلها املا للعيش في محبة و سلام و عندئذ ستتاح لنا اقتلاع الأفكارالسلبية لدى المسلمين وغيرهم من الأديان والقوميات, للعيش في العراق على نمط الحياة في ماليزيا, وهذا سهل و ممكن تطبيقه, لأن جميع مسلمي العراق يؤمنون بالله و رسوله محمد بن عبدالله (ص), ولهم قرآن واحد و قبلة واحدة و يؤمنون بالأحاديث النبوية الشريفة. لذا اوجه النداء لكل الخيريين في العالم العربي بشكل عام وفي العراق خصوصا للعمل على منع التناحربين ابناء الطائفتين, ونسيان هذه المشكلة التي بزغت في عصر اجدادنا القدماء.
دعونا من الماضي و لننظر الى الأمور التي تجمعنا و ننبذ كل ما يفرقنا, ولذا صار , من الضروري التصدي للطائفية البغيضة, واتباع المشرعين العظام الذين مهدوا لنا الطريق المستقيم منذ مآت السنين ووضعوا لنا القوانين العادلة والتي لا تميز بين افراد المجتمع على اساس طائفي او توافقي!, واتباع طريق السلام و نبذ كل عنف لتمزيق و طمر ابناء الوطن الواحد في مستنقع الطائفية.
اسـتوطنت اقطاراً عديدة وكونت علاقات ودية مع بعض شرائح مجتمعاتها, بغض النظر عن الأختلاف القومي و المعتقدات الدينية والطائفية معهم.
من العجب ان تلك الدول مختلفة في العديد من الأمور, كاللغة و الدين والعادات الأجتماعية,وبالرغم من ذلك نجدها قد توحدت وكونت دولة واحدة لها علم وعملة و سياسة خارجية واحدة, وهكذا صارجميع سكانها يتنقلون ويقيمون في ولاياتها او اقطارها من دون الحاجة الى التأشيرة (الفيزة), كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية والأتحاد الأوربي,..ولنقارن ذلك مع حالنا في الأقطار العربية!
تألمت من عودة الصراع الطائفي في وطني العراق, ووجهت نقدا مهذبا لكل من يؤمن او يؤجج الخلاف الطائفي, حيث لم المس فوارق ذات اهمية او قل ذات تأثير في المعتقدات الأساسية للمسلم ولذا بدأت ابحث عن اسباب تعدد المذاهب الأسلامية,.. وعلى اية حال وجدت نفسي امام محاورات لتمجيد كل مذهب لكيانه وذم المذاهب الأخرى بشتى النعوت, او قل اعلان الحرب الكلامية الخفية واصدار الكتب الصفراء ضد بعضها !
حمدا لله,...ان تلك الحرب لم تصل الى النزاع المسلح ونادرا ما تصل الى السب والشتم في بعض شرائح المجتمع عن جهل او لغاية في نفس يعقوب. و انني اعزو هذة الظاهرة الى عدم التوافق بين الطوائف بسبب ما ترسخ من مفاهيم و خصائص الطائفة المثالية لدى اتباعها ووصم الطائفة الأخرى بشتى النعوت السيئة.ومن حسن الحظ ان هذه الحالة لم ترد في مصادر موثوقة عند كلا الطائفتين, بل صدرت بقلم كتاب مجهولين يذكرون حوادث مزيفة, اوقل مبالغ بها اوليسـت ذات اهمية, لكي يؤلبون كل طائفة على اخرى!
في الخمسينات من القرن الماضي, خفت حدة تلك الحرب الكلامية غير المعلنة في العراق, .. ولكن ومع الأسـف , لاحظنا عودتها بسرعة بعد ثورة, (الرابع عشر من تموز سنة 1958 والثورات اللاحقة الأخرى), التي جاءت بعدها, ولقد استغلت هذه الظاهرة بعدالأحتلال, بشكل دموي,.. و ما زال مستمراً الى يومنا هذا. يعزى سبب الصراع الطائفي, بعد كل ثورة, الى رئيس ذلك النظام الجديد من اجل ضمان مساندة الطائفة التي ينتمي اليها وجعلها جدار شاهق لصد اي صوت معارض من الطوائف الأخرى!
ان الوضع الذي آل اليه العراق, بعد الأحتلال,..دفع بعض القوى السياسية لتفجيرالنعرات الطائفية وفق نظرية ( فرق تسـد),... ولذا ازددت تصميماً للتصدي الى كافة المفاهيم التي تفرق بين شرائح المجتمع العراقي, والتأكيد على الأواصر التي من شـأنها زيادة المودة بين ابناءالطوائف والأقليات المختلفة.
بدأت الأحداث المؤلمة في السـاحة العراقية تتسارع و صار ولأول مرة نسمع علنا اسم الشيعة و السنة في الأعلام العربي بشكل مقزز, و رحت اكتب و اشجب وجود خلاف مذهبي بين العراقيين والأعلام العربي يزداد عزفا و تطبيلا ويرقص على نغمة الطائفية البغيضة,ولذا رفعت صوتي لدعوة كل مسؤل في العراق لأحترام كل الديانات و الأعراق و مواكبة الحياة العصرية التي لا تتضارب مع القيم الأسلامية وعدم السماح لأي جهة بزج الخلافات المذهبية في (كواليس) السياسة من اجل سيطرة طائفة على اخرى او قل فسح المجال للتطرف ليتخذ مكانا يعشعـش فيه, ومن ثم يستيقظ من غفوته لينقض على كل من يخالفه الرأي بكل ضراوة !
أن تجنب الصراعات السـياسـية مسؤلية كل اتسان سوي, ولا ينفع البكاء اذا ما فات الأوان على الفرص الضائعة, ولذا بجب التطلع الى المستقبل بعين الأمل, وقد قيل ( لولا الأمل لوجب الحزن), و لننسى الماضي و خلافات الأجداد الماضية او قل لتتلاشى الأحقاد التي اججها وغرسها المغرضون وتجار السياسة في وجدان السذج من المسلمين, وليحل مكانها التسامح وعدم الشعور بغضاضة وامتعاض لأي رأي مخالف لآرائهم, وبهذا تنحصرالخلافات فقط في الأمور الفقهية, طالما منهلنا هو القرآن الكريم و سنة رسول الله (ص).
لا اعتقد ان هناك ضررا من الحوارفي المسائل الفقهية, وانني اشاطر القارئ الكريم في صعوبة تحقيق هذا الهدف, ولكن لا بد من التحدي وعدم الأستسلام لمروجي الطائفية البغيضة ورفع الراية خلف فطاحل علماء الفقه والأجتماع والسـلف الصالح , الذين ساهموا في تعبيد الطرق الوعرة لنا قبل مآت السنين. ان الدافع للغوص في هذا البحر اللجين, هو بيان اثر السياسة في تأجيج الطائفية الخفي, والذي بدأ يظهر على السطح بين قادة المجتمع المتحكمة في حياة كافة الطبقات الأجتماعية الكبرى.
ولذا من الأولى ان نفكر ونساهم بقدر الأمكان في اذابة الثلوج بين ابناء الدين الواحد والقومية الواحدة والوطن الواحد ونستهجن اي خلاف يدسه المغرضون لتفريق المواطنين بسبب انتمائمهم الطائفي او قل بسبب امور دست في مذهب كل منهما لتعميق الخلاف الأجتهادي. ان هذا البحث هو نداء لكل الطوائف المذهبية بوجوب الألتزام بسنة الرسول (ص), ونبذ البدع التي دست في عقيدتهم والله من وراء القصد والحمد لله.
ومنذ عهد الصبا كنت اسـمع بمعارك الكلمات الخفية ما بين ابناء الطائفتين,على حد سواء, الا انها خفت او قل كادت ان تزول في بداية الخمسينات من القرن الماضي ,الا انها عاد ت من جديد بعد الاطاحة بالملكية في الرابع عشرمن تموز 1958ميلادية , حيث استغلها الحاكم بأمره او قل القائد العام لكل ثورة بشكل خفي و احياننا علني و استمر ذلك النهج حتى بعد سقوط بغداد في التاسع من ابريل (نيسان) سنة 2003, ثم ازداد سـعيرا, وما زال مسـتمراً ليومنا هذا !
قرأت العديد من الكتب القيمة التي تفند الأ فكار المعتمة والمفرقة لأبناء الشعب العراقي , حيث قيل: (اختلاف الرأي لا يفسد المودة) , و( من اجتهد و اصاب فله اجران و من لم يصب فله اجر واحد) , و ان(اكرمكم عند الله اتقاكم ).
تحقق لي الأستقرارالنسبي, بعد تغرب في العديد من البلدان العربية و الأسلا مية لعدة سنوات, و لطالما كنت اتعرض للسؤا ل عن منطقه سكني في العراق ! فاشعر بتقزز من ذلك السؤا ل, لأنني تكهنت قصد السائل,... فهو يريد ان يعرف: هل انا سني أم شيعي!
ثم يطرح سؤالا آخر, و ميِن هُم الشـيعه ؟ و هكذا, و كما يقول المثل اللبناني او المصري:
( سيره و أنفتحت !)
التحدث عن الطائفية المتغللة في نفوس المتعصبين من ابناءالشعب العراقي هو امر صعب و محزن ,لأنها ليست صناعة الجهلة من الأمة بل هي من صنع بعض الكتاب والشعراء والساسة المغرضـين , حيث دونوا معلومات مبالغ بها ,الغرض تأجيج الخلافات بين ابناء كلا الطائفتين,للطعن بالطائفة الاخرى !..مفعمة بالشتم و التجريح و مولدة البغضاء عند كليهما !
لقد شوهت تلك الكتب الصفراء احاديث السنة و الشيعة معا و استطاعت ان تخترق جسد المسلم بالرغم من انها احاديث مزعومة عن الماضي استغلت لتحقيق اغراض نفعية لا صلة لها بحاضرالوطن !
انتشرت الطائفية في الجامعات العراقية, (بعد نهاية العهد الملكي), اما عامة الناس البسطاء فهم لا يشغلون انفسهم بها, و قد ادى ذلك الى التباعد بين الطائفتين !.. و نتيجة لذلك قل الأختلاط وقل التزاوج بين ابناء الطائفتين , او قل, نادرا ما تجد شاب شيعي رغب بالزواج من شابة سنية و العكس صحيح !.. و خاصة في المدن ذات الغالبية الساحقة من احدى الطائفتين, و قد تعمقت هذه الفجوة بسبب عدم تردد الشيعة على مساجد السنة, وعدم دخول السنة مساجد الشيعة !...الا ان هذا الواقع قد تبدل في السنوات الاخيرة, (السبعينات من القرن الماضي) وكثر الزواج بين ابناء الطائفتين بسبب الاختلاط في الكليات و العمل في الادارات الحكومية,
حيث دخل اهم عامل من عوامل الزواج ,.... الا و هو الحب !
, الذي سحق التعصب المذهبي و العنصري, السائد آنذاك. استمرت التفرقة الطائفية بشكل خفي في جميع العهود وخاصة في عهد الأحزاب, فالأنتماء الحزبي مباح للجميع ولا فرق بين سني و شيعي الا بمتانة الولاء لمبادئ الحزب و قائده, و هكذا زاد الصراع بعنف عندما منعت معظم الشـعائرالدينية المتعارف عليها عند الشيعة بشكلها العلني في كافة العهود السابقة . ان بقاء الحال من المحال , فالواقع اظهرعدم الوصول الى حالة انعدام الطائفية البغيضة بالضربة القاضية! وخاصة في النفوس المتعصبة من الطائفتين ,... و بذهني الكثير من الوقائع, بعضها طريف, والبعض الآخر مقرف, و لا اريد التطرق لها لأزيد الطين بلة!
تمثل الجامعات العراقية نموذجا للمجتمع العراقي , و لذا يمكن القول ان عودة الروح للطائفية قد راجت بسبب كثرة الجامعات و المعاهد التي تضم بعضا من اساتذه الطائفتين ممن نشروا العديد من الكتب الدينية التي دست فيها روايات للطعن بالسلف الصالح, وامتلاك الشيعه لقرآن خاص بهم, وان الوحي الذي ارسل الى علي (رض) ,اصابه الوهم و توجه بالخطا الى محمد (ص) !
سمعت مثل ذلك الادعاء عند زيارتي لقاهرة المعتز في سنه 1972م ضمن وفد من جامعة طرابلس/ ليبيا, ضم العديد من الدكاتره العرب لحضور مؤتمر علمي للكيمياء ,و في احد الايام وجهت لنا دعوة لزيارة الجامع الازهر و الذي شيد في العصر الفاطمي(الشيعي) و تجول معنا في ارجاء المسجد الواسع احد طلبة الماجستير في (جامعة الازهر), و راح يسرد علينا تاريخ ذلك المسجد , الى ان وردت بكلامه لفظة (الشيعة ) و هنا قاطعه احد الزملاء المصريين وسأله عمدا,(حيث سبق وان حدثته عن الصراع الخفي للطائفية في العراق ):
مين هم الشيعه ؟ !! ..
ثم التفت نحوي مبتسما و فهمت مداعبته ..ثم انطلق محدثنا بكل حماس ليشرح للوفد معنى الشيعة, و قال : ( دول ناس كفره , بيعتقدوا ان سيدنا جبريل عليه السلام قد ارسله الله عز و جل الى علي بن ابي طالب (ع), ليبلغه الرسالة النبوية الا انه خان الامانة و ابلغها الى محمد بن عبدالله ً(ص) !
استغرب البعض و لم استغرب انا , فقد سمعت ذلك مرات و مرات من الأخوة العرب و خاصة في تونس وليبيا, و قلت لمحدثنا : ما هذا الهراء ؟ انك طالب دراسات عليا , فمن المفروض ان تحكم عقلك و تستخدم المنطق في اي علم تقرأه , و لا تصدقه ان لم يكن مدونا في مصدر علمي او قد ورد في احد كتب الصحاح,.. ولا يجوز لك ان تردد اقوال المغرضين و تساهم معهم في اشعال لهيب الطائفية البغيضة , فقد كان علي(ع) صبيا يعيش في كنف محمد(ص), منذ وفاة والده , و هل من المعقول ان يرسل الله عز وجل ملاكا لا يلتزم بأمره ؟ و اذا افترضنا صحة ذلك , و ان الوحى المرسل قد اخطأ العنوان !,.. الم يكن بقدرة الله خالق السماوات و الارض و القادر على كل شيئ ان يصحح مساره !؟
ان التعصب الطائفي يعمي العيون و القلوب او قل يجعل الأنسان اعمى بطريق مظلم! , فتنعدم عواطفه و احاسيسه الأنسانية و سوف يستمر حال الطائفية في العراق ورقة بيد تجار السياسة و ترتفع اسهمها طالما وجدت الظروف الملائمة لنموها و العكس صحيح!,.. و سيكتب لها الزوال اذا ما نبذت كل طائفة ما في قلبها من ضغائن واحقاد, ومن الغريب ان الطائفية لم تكن ظاهرة في الاسواق التجارية الشعبية لدى الطائفتين ! وان الزائر للأحياء الشعبية التي يسكنها خليط من الطائفتين في المدن,( قبل الأحتلال), لا يشعر بوجود مظهر واضح يميز بين افراد الشعب الواحد!
ومن الملفت للنظر ان الصراع الطائفي في العهود السابقة لم يؤثر في سير الأعمال العامة للشعب ولم اسمع او اشاهد اي شجار فردي او جماعي بين السنة و الشيعة و لا ادري سببا يدعو الكثير من ابناء الجالية العربية تردد مزاعم ليس من ورائها نفع يرتجى و اقول لهم :
دعونا نبني شعباً موحداً في العراق,... والمجد للوحدة الوطنية.

v

محمد إسماعيل بطرش
19/07/2008, 12:05 PM
يحضرني في هذا المجال ما قاله أبو العلاء المعري عن مظاهر الصراع بين الأديان :
في اللاذقية ضجة ما بين أحمد و المسيح ، هذا بناقوس يدق و ذا بمئذنة يصيح ، كل يمجد دينه ياليت شعري ما الصحيح.
و كنت منذ الصبا أحاول التعرف إلى الأديان من مصادر موثوقة حتى وقعت أخيرا على موسوعة (الإنكارتا) فرحت أراجع فيها ما كٌتب عن الأديان:
ما لفت نظري أننا لا نعرف الكثير عن ديانات الآخرين و في هذا المجال لا يعلمك مثل خبير. و ذلك الخبير شخص تحوّل من دين إلى آخر بملء حريته و اختياره فوقعت على كتاب ( المسيح و الصليب )، المنشور على بوابة الجمعية، لأحد رجال الدين المسيحي الذي يفنّد فيه التحريف الذي أوجده رجال الدين في الإنجيل الذي لم يكتب إلا بعد 325 عاما من صعود السيد المسيح في بداية العهد البيزنطي عندما ادعى رجال الدين المسيحي لأنفسهم استمرار الوحي فيهم و أقاموا من أنفسهم و سيطا بين الله و الناس مدعين أن الله لن يغفر للعبد ما لم يحلّه رجل الدين أولا من خطاياه.
راجعت في موسوعة الإنكارتا مبدأ التثليث و عرفت تاريخ وضعه في مجمع نيقية الأول. كما راجعت مفهوم الله في الأديان و تعرفت على إله اليهود يهوه و (شعبه المختار) و اطلعت على (بروتوكولات حكماء صهيون). و كتبت مطالعة معاصرة عن الأديان الكتابية الثلاث، اليهودية و المسيحية و الإسلام، منشورة لدى الجمعية أيضا. أما عن الخلاف في المذاهب و النحل أو الملل في الإسلام فأعتقد أن للسياسة دورا كبيرا فيه و أن كرسي الحكم كان الفيصل فيه. أما عن استمرار الحديث المأزوم عنه أو فيه إنما هو للتعجيل بالعقاب الذي لن يغني الأموات شيئا بعد أن باتوا في ديار الحق و الله هو الحسيب الرقيب.
نظرت إلى ما آلت إليه تركيا بعد العلمنة و ما كنت أعتقد أن خطر العلمنة الأتاتوركية قد أوصلها إلى هذا الحد من التفسخ الأسري بضياع النسب و الاستبقاء على بعض الرموز السطحية (كبوس الأيادي ضحكا على اللحى) و أن تركيا رغم تضحيتها يتاريخها الإسلامي إرضاء للسوق الأمروأوربية لن يقبل بها زعماء الصليبية الجديدة من نقباء حراس مالطة لأنهم يطلبون منها المزيد بتسويق الصهيونية في أقطار الصمود.
حبذا لو قام علماء الطوائف بالإخلاص لوجه الله تعالى بترك الحساب لرب الحساب و ترك الناس يعيشون بدون أحقاد أو كراهية فلن تزر وازرة وزر أخرى و الأمر يومئذ لله.