المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أنت من أصحاب الحب الرقمي؟



عبدالقادربوميدونة
21/07/2008, 05:48 PM
الحبّ الرقمي … Digital Love

بسم الله الرحمن الرحيم

الحب ..
أرقُّ إحساس .. وأعنف حقيقة ..
إحساس يوهمك بأنه عالمٌ جميل ..
عالم كله سعادة وهناء، ولكن – بالله عليك – سلِ العشَّاق..
هل هم في نعيم أم في شقاء؟؟

* * *

بعد أن كان المحبون يلتاعون ويتحرقون شوقا للقاء بعضهم لبعد المسافات، وعدم توفر آلات التواصل، وربما اقتصر الأمر على بعضهم إلقاء نظرة قصيرة بعد فترة فراق طويلة، أصبحوا الآن قاب قوسين أو أدنى من بعضهم، فلو أن إيرانياً أحبَّ أمريكية، أو باكستانيا أحبَّ هندية، فالتواصل أنواعٌ وأقسام..
أصبح التواصل في يدك، فمجرد ضغطات تضغطها على هاتفك النقال ستكون مع من تحب وفي أي ركن من أركان المعمورة…
وبعد أن أصبح الحب لا سلكيا … فلا تحتاج لأن تسافر، وتشق الأودية والسهول من أجل لقاء الحبيب ..

* * *

يرحم الله ((الويب كام)) طوى المسافات الطوال، وذلل الصعاب، فلا داعي لأن تحترق يا سيدي العاشق لإلقاء نظرة على وجه الحبيب ..
من أجل أن تنعم بلقاء لا سلكي .. يجب أن تطور نفسك .. يجب أن تأخذ دورات في الكمبيوتر والإنترنت ..
ومن أجل أن تؤكد لحبيبك أنَّك تحبه لا تحتاج لأن تشقّ على نفسك بكتابة الرسالة، وتتعب نفسك بالذهاب إلى مكتب البريد، وتشتري الطابع وتخرج لسانك وتضع عليه ريقك ثم تلصقه على الظرف .. ثم تسلمه لساعي البريد.. لا داعي لكل ذلك …
طوِّر نفسك يا عاشق ..
انت في القرن الحادي والعشرين يهووو !!
خذ كمبيوتر …
واقعد عليه ..
طخطخ ع الكي بورد ..
وأرسل …
وعيش أحلامك …
ولو قلت الحقيقة .. فهي أوهامك …

* * *

الحب يا سيدي ليس بالحب الذي نعيشه، ولا الحب الذي نحلم به ونحن مستيقظون ونائمون، الحب الذي في قلبك يا سيِّدي العاشق، حبٌّ نتاج لقاء حرام بين الفضائيات وأفكاركَ..
لقاءٌ محرمٌ شرعاً وفكرياً وأخلاقياً وعقلياً ..
لقاءٌ محرم بكل أشكاله وألوانه ..
كم من عَاشقٍ صبٍّ
وهائم تائه ..
يصرف وقته على الشاشة الفضية ..
يتقلب من قناة إلى قناة ..
من حرامٍ إلى حرام ..
يزني بعينيه …
يزني بقلبه ..
بل ويزني بكل جوارحه …

* * *

دعني أورد لك جملة معترضة .. وهي عبارة عن رسالة وردتني على الجوال، يقول مُبدعها، وقد أبدع بصراحة :…

صـورتـك في فكـري على سبع شاشات
وأفـضـل بـرامـج سـهـرتي ذكـريـاتـك
لـوشـوَّشَت عـلى البـث كــل المحطات
يلـقــط رسـيـفـر خاطـري ذبـذبـاتـك
جرب على ريموت الإحساس ضغطات
تــلــقــاه ما يـخـتـار …. إلا قنـاتـك

* * *

نعودُ للحب الرقمي مجددا ..
وأخطر الزنا .. زنا الفكر … سم زعاف، يتسرب إلى ديننا وثقافتنا ووجودنا رويداً رويدا ..
وإن لم نستيقظ .. سيرانا العالم يوما مقتولين على باب الثقافة المزعومة ..
على باب الحرية الكاذبة …
باسم الحب الرقمي ..
سنُقتل فكريا وثقافياً واجتماعياً ..
وستنتحب علينا كرامتنا ..
وتقام المآتم ..
بل لو لم نستيقظ من سباتنا العميق ..
كرامتنا ذاتها ستنتحر ..
لأنها لا تستحمل هذه الإنهزامية التي نحن فيها عائشون ..

* * *

سيداتي سادتي ..
لست عربيا .. ولكنني أتألم حين أجدُ قنبلة التعصب التي يرميها الغربيون تنفجر على مسامعي ..
حين يقول الغرب: بأن العرب متخلفون …
بأن العرب منهزمون ..
سيدي العربي! هذه القنابل مسمومة بسم التعصب الشامل ..
فهم حين قالوا العرب قصدوا بذلك العالم الإسلامي…
وإن قالوا العالم الإسلامي .. قصدهم الإسلام ..
يعني قنابل شاملة ..
لذا أنا أهتز .. وأنفجر ..
هل يا سيدي تهتز مثلي وتنفجر؟؟

* * *

أعودُ إلى الحب الرقمي ..
فبعد أن كان الحب عذرياً … عفيفاً ..
أصبح رقميَّاً عنيفاً ..
الحب كان عفيفاً عندما كان المحبون عفيفين ..
لا يرضونَ بشيءٍ يُذلهم أمام العالم وأمام نفسهم ..
سيدي العاشق الرقمي!
قلِّب أوراق المحبين عبر التاريخ ..
سل كثير عزة .. كيف كان حبكم ؟
سل مجنون ليلى ما الذي قتلك؟
هؤلاء لم يقتلهم الحب ..
إنما قتلتهم العفة في الحب ..
فلو كانوا يتعانقون في حبهم ويتلاثمون ..
ويفعلون ما يفعله المحبون هذه الأيام لم يكن الحب يطرحهم قتلى .. فهم أقوى من الحبِّ يا سيِّدي ..
إنما كتموا أهوائهم عفةً …
وقطعوا حبال شهواتهم ..
فهل تقدر أنت يا سيدي كبح جماح شهواتك؟!!

* * *

يا سيِّدي!
لا تلمني على مقالي ..
فأنا .. مثلك بي مسٌّ من الحب ..
والحبُّ نوعٌ من الجنون …
فيا سيّدي!
هل يلام المجنون؟
واعذرني إن كنت قاسياً ..
فأنا لا أحب كتمان الحقائق..
ولا أجيدُ مسخ الجزئيات والدقائق ..
وأسمعني من نقدك الحامض والحلو ..
فأنا شخص أحب الحقيقة ..
وأكره الغلو …
والسلام.. خير ختام

* الأستاذ راسخ كشميري *

عبدالقادربوميدونة
21/07/2008, 05:48 PM
الحبّ الرقمي … Digital Love

بسم الله الرحمن الرحيم

الحب ..
أرقُّ إحساس .. وأعنف حقيقة ..
إحساس يوهمك بأنه عالمٌ جميل ..
عالم كله سعادة وهناء، ولكن – بالله عليك – سلِ العشَّاق..
هل هم في نعيم أم في شقاء؟؟

* * *

بعد أن كان المحبون يلتاعون ويتحرقون شوقا للقاء بعضهم لبعد المسافات، وعدم توفر آلات التواصل، وربما اقتصر الأمر على بعضهم إلقاء نظرة قصيرة بعد فترة فراق طويلة، أصبحوا الآن قاب قوسين أو أدنى من بعضهم، فلو أن إيرانياً أحبَّ أمريكية، أو باكستانيا أحبَّ هندية، فالتواصل أنواعٌ وأقسام..
أصبح التواصل في يدك، فمجرد ضغطات تضغطها على هاتفك النقال ستكون مع من تحب وفي أي ركن من أركان المعمورة…
وبعد أن أصبح الحب لا سلكيا … فلا تحتاج لأن تسافر، وتشق الأودية والسهول من أجل لقاء الحبيب ..

* * *

يرحم الله ((الويب كام)) طوى المسافات الطوال، وذلل الصعاب، فلا داعي لأن تحترق يا سيدي العاشق لإلقاء نظرة على وجه الحبيب ..
من أجل أن تنعم بلقاء لا سلكي .. يجب أن تطور نفسك .. يجب أن تأخذ دورات في الكمبيوتر والإنترنت ..
ومن أجل أن تؤكد لحبيبك أنَّك تحبه لا تحتاج لأن تشقّ على نفسك بكتابة الرسالة، وتتعب نفسك بالذهاب إلى مكتب البريد، وتشتري الطابع وتخرج لسانك وتضع عليه ريقك ثم تلصقه على الظرف .. ثم تسلمه لساعي البريد.. لا داعي لكل ذلك …
طوِّر نفسك يا عاشق ..
انت في القرن الحادي والعشرين يهووو !!
خذ كمبيوتر …
واقعد عليه ..
طخطخ ع الكي بورد ..
وأرسل …
وعيش أحلامك …
ولو قلت الحقيقة .. فهي أوهامك …

* * *

الحب يا سيدي ليس بالحب الذي نعيشه، ولا الحب الذي نحلم به ونحن مستيقظون ونائمون، الحب الذي في قلبك يا سيِّدي العاشق، حبٌّ نتاج لقاء حرام بين الفضائيات وأفكاركَ..
لقاءٌ محرمٌ شرعاً وفكرياً وأخلاقياً وعقلياً ..
لقاءٌ محرم بكل أشكاله وألوانه ..
كم من عَاشقٍ صبٍّ
وهائم تائه ..
يصرف وقته على الشاشة الفضية ..
يتقلب من قناة إلى قناة ..
من حرامٍ إلى حرام ..
يزني بعينيه …
يزني بقلبه ..
بل ويزني بكل جوارحه …

* * *

دعني أورد لك جملة معترضة .. وهي عبارة عن رسالة وردتني على الجوال، يقول مُبدعها، وقد أبدع بصراحة :…

صـورتـك في فكـري على سبع شاشات
وأفـضـل بـرامـج سـهـرتي ذكـريـاتـك
لـوشـوَّشَت عـلى البـث كــل المحطات
يلـقــط رسـيـفـر خاطـري ذبـذبـاتـك
جرب على ريموت الإحساس ضغطات
تــلــقــاه ما يـخـتـار …. إلا قنـاتـك

* * *

نعودُ للحب الرقمي مجددا ..
وأخطر الزنا .. زنا الفكر … سم زعاف، يتسرب إلى ديننا وثقافتنا ووجودنا رويداً رويدا ..
وإن لم نستيقظ .. سيرانا العالم يوما مقتولين على باب الثقافة المزعومة ..
على باب الحرية الكاذبة …
باسم الحب الرقمي ..
سنُقتل فكريا وثقافياً واجتماعياً ..
وستنتحب علينا كرامتنا ..
وتقام المآتم ..
بل لو لم نستيقظ من سباتنا العميق ..
كرامتنا ذاتها ستنتحر ..
لأنها لا تستحمل هذه الإنهزامية التي نحن فيها عائشون ..

* * *

سيداتي سادتي ..
لست عربيا .. ولكنني أتألم حين أجدُ قنبلة التعصب التي يرميها الغربيون تنفجر على مسامعي ..
حين يقول الغرب: بأن العرب متخلفون …
بأن العرب منهزمون ..
سيدي العربي! هذه القنابل مسمومة بسم التعصب الشامل ..
فهم حين قالوا العرب قصدوا بذلك العالم الإسلامي…
وإن قالوا العالم الإسلامي .. قصدهم الإسلام ..
يعني قنابل شاملة ..
لذا أنا أهتز .. وأنفجر ..
هل يا سيدي تهتز مثلي وتنفجر؟؟

* * *

أعودُ إلى الحب الرقمي ..
فبعد أن كان الحب عذرياً … عفيفاً ..
أصبح رقميَّاً عنيفاً ..
الحب كان عفيفاً عندما كان المحبون عفيفين ..
لا يرضونَ بشيءٍ يُذلهم أمام العالم وأمام نفسهم ..
سيدي العاشق الرقمي!
قلِّب أوراق المحبين عبر التاريخ ..
سل كثير عزة .. كيف كان حبكم ؟
سل مجنون ليلى ما الذي قتلك؟
هؤلاء لم يقتلهم الحب ..
إنما قتلتهم العفة في الحب ..
فلو كانوا يتعانقون في حبهم ويتلاثمون ..
ويفعلون ما يفعله المحبون هذه الأيام لم يكن الحب يطرحهم قتلى .. فهم أقوى من الحبِّ يا سيِّدي ..
إنما كتموا أهوائهم عفةً …
وقطعوا حبال شهواتهم ..
فهل تقدر أنت يا سيدي كبح جماح شهواتك؟!!

* * *

يا سيِّدي!
لا تلمني على مقالي ..
فأنا .. مثلك بي مسٌّ من الحب ..
والحبُّ نوعٌ من الجنون …
فيا سيّدي!
هل يلام المجنون؟
واعذرني إن كنت قاسياً ..
فأنا لا أحب كتمان الحقائق..
ولا أجيدُ مسخ الجزئيات والدقائق ..
وأسمعني من نقدك الحامض والحلو ..
فأنا شخص أحب الحقيقة ..
وأكره الغلو …
والسلام.. خير ختام

* الأستاذ راسخ كشميري *