المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجاملة مرفوضة



د. محمد اسحق الريفي
22/07/2008, 08:46 AM
الأساتذة الواتاويين الأكارم،

المجاملة جيدة إذا كان المقصود منها تأليف القلوب وجبر الخواطر وإظهار التسامح وكسب المؤيدين واستيعاب الآخرين، ولكن يجب ألا تكون هذه المجاملة على حساب الدين والمبادئ والحقوق، وإلا فستصبح "مداهنة" أو "نفاقا" أو "كذبا" أو "رياء" أو "استسلاما" أو "انهزاما" أو غير ذلك من الصفات السيئة. وقد تؤدي المجاملة ببعض الناس - عن حسن نية في أحيان كثيرة - إلى التهاون في أمور الدين والتنازل عن الحقوق وترك النصح لله ولكتابه ولرسوله ولأممة المسلمين وعامتهم، وأنتم تعلمون أن الدين النصيحة (ومن أهم معانيها الدفاع)، فمن ترك النصيحة فقد ترك الدين وتهاون في أمره. عن أبي تميم بن أوس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه البخاري ومسلم.

فمثلا مجاملة من يقدح في ديننا ويطعن فيه هي النفاق بعينه، ولا يمكن لمسلم أن يقبل مجاملة مثلا من يتهم المقاومة بشتى صنوف الاتهامات. قد نختلف سياسيا ونتجاوز عن هذه الخلافات بكل أنواعها احتراما لرأي الناس المحترمين، ولكن لهذه الخلافات حدود وضوابط، فلا نحترم رأي من يتهم حركات المقاومة ضد الاحتلال الصهيوصليبي والعدوان الأجنبي بالخيانة والعمالة، ولا نحترم رأي من يستهزئ بمبدأ التضحية في سبيل الله، ويرفض احتساب المعاناة والألم والتضحيات عند الله عز وجل، ويبني أحكامه على أسس مادية متجاهلا الآخرة والأجر والثواب، وهذه زندقة وخروج على الدين والقيم...

قد يجد بعض الناس متعة في التسامح مع كل من يسعى للنيل من ثقافتنا وديننا ومبادئنا وقيمنا، ولكن هذه المتعة ثمنها ثوابتنا وقيمنا ومبادئنا، بل إن مجتمعنا كله يدفع ثمن هذه المجاملة الباطلة، فكيف يبرر بعض الناس مجاملتهم للآخرين على حساب مجتمعاتنا في وقت يجب عليهم فيه الدفاع عن ديننا كضرورة شرعية وإنسانية!!

أنا لست مع "احترام الرأي الآخر" دون حدود ومعايير وضوابط، ولست مع الشعار الذي يقول بأنه "لا مقدس في الحوار"، ولست مع من يطلق الشعار "لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة"، فهذه كلها شعارات يُقصد بها جعل الرأي الشخصي مرجعية ذاتية في كل الأمور الدينية والسياسية وغيرها، لهدم مرجعيتنا الدينية والثقافية، ولمنح المعتدين والمارقين فرصة لممارسة التضليل والخداع والإرجاف والإلحاد، بل لدمج الكيان الصهيوني في منطقتنا وثقافتنا وحياتنا والتطبيع القسري معه بذريعة احترام الرأي الآخر!!

عن عبد الرحمن بن يزيد قال حدثنا القاسم عن أبي أمامة قال: (من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان).

تحية دون مجاملة!

عبد الرحمان الخرشي
22/07/2008, 09:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل الأعز : (( أ.د. محمد اسحق الريفي ))

حفظك الله ورعاك .

ما المجاملة ؟

المجاملة : من ( جامل ) جامله : أحسن معاملته وعشرته . وهي المعاملة بالجميل . . أما التجمل : هو تكلف الجميل أي لزم الحياء ولم يجزع جزعا قبيحا . . من هنا البداية .وعليه ديننا دين حسن المعاملة و العشرة . وما جئتم به سبر لعمق الموضوع . . الدين الخالد عقائد ، عبادات ، ومعاملات . . من رَصَدَ المعاملات وجدَها والدين صنوان كما النصيحة ، فلم المداهنة والنفاق والمماراة والحقيقة واحدة ؟ .

ألا ما أحسن الانحياز إلى ما جاء به الدين الخالد في القضايا الكبرى للأمة . فهو انحياز لمصلحة الإنسان المسلم .. وبالتالي هو انحياز لمصلحة الأمة الإسلامية ، وهي في لحظة ضعف ، تحتاج لمن ينهض بها ، لا إلى من يرمي بها في أتون الأعداء .

اسمح لي أن أتصرف في العنوان (( مجاملة مرفوضة ، مرفوضة ، مرفوضة ... ))

بوركتم وبورك تصحيحكم للمفهوم كما عهدتكم .

د. محمد اسحق الريفي
22/07/2008, 01:21 PM
أخي الكريم الأستاذ عبد الرحمان الخرشي،

أشكرك جزيلا على مرورك الكريم ومشاركتك الرائعة، وأحيي فيك هذه الروح الطيبة وصدق التوجه والانتماء. من يريد أن يجامل الناس فليفعل ذلك، ولكن دون أن يضحي بمبادئه وقيمه، ودون أن يتهاون في أمر دينه.

وبارك الله فيك

الشيخ مصطفى الهادي
22/07/2008, 11:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لربما لا توجد مجاملة في الدين إنما هذه معناها في اللغة ان تزين صاحبك او محاورك بجميل القول ، إنما هي مداراة ولا شيء غيرها حسب علمي القاصر .
وهناك احاديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيها :
قال (ص):مداراة الناس نصف الإيمان، والرفق بهم نصف العيش.
قال (ص):رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس في غير ترك حقّ.
نعم المداراة واجبة وهي نصف الايمان ولكن من دون ترك الحق .
ولربما تكون المجاملة هي نوع من انواع المداراة للناس او الابناء او الزوجة او غيرها لغرض استمالة القلوب كما في اللغة : المجاملة في اللغة هي :في أدب الكلام والمعاشرة لكسب القلوب واستمالتها.
و المجامله شيء لربما نحتاج إليه في حياتنا اليوميه وعلى سبيل المثال في نطاق العمل الرئيس والمرؤوس كل منهم يجامل الآخر بما لا يعود بالضرر على اخلاص الطرفين.
و في نطاق الأسرة أيضا نرى الزوج يجامل زوجته في بعض الامور العائلية بما يعود بالنفع على جو الاسرة العام .
أما الوجه الاخر للمجاملة الذي نقصد به النفاق هو انك تظهر خلاف ما تبطنه لمحاورك او من تمدحه فهذا مذموم وهو الذي أشار إليه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في قوله الانف الذكر : قال (ص):رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس في غير ترك حقّ.

والمجاملة أو التزلف بأبشع صورها هي ما ينافق به القائل شخصا قديصل إلى حد الكفر مثل قول الشاعر :
هذا أميرُ المؤمنينَ بمجلسٍ ـــ أبصرتُ فيه العقلَ والتنزيلا
وإذا تمثل راكباً في مجلسِ ـــــــ عاينتُ تحت ركابه جبريلا
او قول الشاعر :
رأيتك من ترزقه يرزق من الورى ـــ دراكاً ومن تحرم من الناس يحرم
عصم الله الجميع من المجاملة والتزلف برحمته ومنه .
تحياتي وامنياتي للجميع بالموفقية .

د. محمد اسحق الريفي
23/07/2008, 11:57 PM
الأستاذ الشيخ مصطفى الهادي،

بحثت عما ذكرت في مشاركتك أنها أحاديث ولم أجل لها أصلا إلا لدى الشيعة:

قال (ص):مداراة الناس نصف الإيمان، والرفق بهم نصف العيش.
قال (ص):رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس في غير ترك حقّ.

فهل هذه الأحاديث هي أصل التقيّة لدى الشيعة؟!

تحية دون تقيَّة!

د. محمد اسحق الريفي
24/07/2008, 12:04 AM
الأساتذة الأكارم،

نحن لا نتحدث هنا عن صنف محدد من أصناف المجاملة وليس كل صنوف المجاملة، فالمجاملة المرفوضة هي التي تكون على حساب القيم والمبادئ والدين، أما المجاملة العامة التي لا يأتي منها أي ضرر، والمجاملة التي تحدث في ظروف اضطرارية لدفع ضرر ما أو لاتقاء شر ظالم مخافة الفتنة أو الهلاك، فلا بأس بها.

والله أعلم وأحكم

الشيخ مصطفى الهادي
24/07/2008, 01:00 AM
حضور الاخوة الاكارم ايدهم الله .
اضطررت للرد هنا على شكل موضوع مستقل ، لاني منعت من الدخول للمشاركة وتم حجري بالنسبة لموضوع مجاملة مرفوضة .

عزيزي الشيخ مصطفى الهادي, أنت مشترك في هذا الموضوع "مجاملة مرفوضة" بواسطة أ.د. محمد اسحق الريفي, هناك عدد 1 مشاركات جدد في هذا الموضوع, آخر مشارك كان أ.د. محمد اسحق الريفي.http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=32580 المشاركات التالية أضيفت للموضوع:************رد: مجاملة مرفوضةhttp://www.arabswata.org/forums/showthread.php?p=226887#post226887أرسلت بواسطة: أ.د. محمد اسحق الريفيفي: %23/%07/%08 الساعة %0 :%Jul %Wed, 23 Jul 2008 23:57:49 +0300 الأستاذ الشيخ مصطفى الهادي، بحثت عما ذكرت في مشاركتك أنها أحاديث ولم أجل لها أصلا إلا لدى الشيعة: قال (ص):مداراة الناس نصف الإيمان، والرفق بهم نصف العيش.قال (ص):رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس في غير ترك حقّ. فهل هذه الأحاديث هي أصل التقيّة لدى الشيعة؟! تحية دون تقيَّة! المخلصين,فريق منتديات واتا الحضارية
هذه الرسالة وردتني حيث يقول فيها : فهل هذه الاحاديث هي أصل التقية لدى الشيعة .
ثم يقول : تحية من دون تقية !!!!!
ان الدكتور لم ينتظر ردي لكي ابين له بأن هذا الحديث الذي استنكره واعتبره من مختصاة الشيعة وحدهم هو نفسه الحديث الذي الف حوله بعض اهل السنة كتبا واهديه كتابا من هذه الكتب ارجو ان يطالعهُ جيدا لكي لا يرمي الشيعة بما رماهم به .

الكتاب الذي الفه احد الاخوة من علماء اهل السنة
عنوان الكتاب باللون الاحمر :
مداراة الأعداء أسلوب نبوي غفل عنه كثير من الدعاة

موضوع الكتاب باللون الازرق :
تعريف المداراة

أدلة مشروعيتها

بين المداراة والمداهنة

بين المداراة – التقية – عند أهل السنة، والتقية عند الشيعة

من تجب مداراتهم

نماذج من مداراة الرسل وأتباعهم للأعداء من الكفار ومن يخشى شرهم

أ. نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

ب. إبراهيم عليه السلام

ج. شعيب عليه السلام

د. مداراة أسامة بن زيد رضي الله عنهما لمشركي مكة

ﻫ. مداراة بعض الصحابة لبعض أئمة الجور بالصلاة خلفهم

و. مداراة بعض أئمة أهل السنة أئمة أهل البدع في مسألة خلق القرآن

ز. مداراة بعض العلماء والفقهاء الذين خرجوا مع ابن الأشعث على الحجاج

الخلاصة

حاجة الناس عامة وأتباع الرسل خاصة إلى المداراة لا تدانيها حاجة، فهي من أخلاق المؤمنين الصالحين، ومن أقوى أسباب الألفة بين المسلمين، وأنجح وسيلة لدفع شر أعداء الملة والدين.

فالمرء مطلوب منه مداراة الأعداء والأصدقاء على حد سواء.

الدعوة إلى الله عز وجل وظيفة الأنبياء والرسل وأتباعهم، لذا لابد لأتباع الرسل من سلوك سبيلهم، واقتفاء نهجهم في الدعوة، فإذا احتاج الرسل والأنبياء إلى سلوك سبيل المداراة مع أعدائهم فمن باب أولى وبالأحرى أتباعهم، فها هو شعيب عليه السلام يداري ويلاطف قومه قائلاً: "يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ"، ثم أردف ذلك قائلاً: "وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ".1

وإبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام، عندما قال له أبوه: "لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا"، قال: "سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا".2

وقال الله عز وجل موصياً موسى وهارون عليهما السلام عندما أرسلهما على الطاغية فرعون: "فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى".3

وعلى هذا المنهاج سار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح، فدفعوا بذلك كثيراً من الشرور، ونالوا مقصودهم بأقل مجهود، وفازوا برضى الله عز وجل، وحازوا ثوابه، وكفوا مؤونة أعدائهم، واتقوا مكرهم، وتخلصوا من لجاجهم: "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"4، "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ".5

فما للخلف عن الصراط ناكبون، ولمنهج رسولهم وسلفهم مجانبون؟!

وبعد..

فهذا بحث عن المداراة، عن معناها ودليلها، وعن الفرق بينها وبين المداهنة، وعمن تجب مداراتهم، وعن أهميتها وحاجة الدعاة إليها في هذا العصر أكثر من ذي قبل، وما إلى ذلك.

والله الموفق للخيرات، والمعين على قضاء الحاجات، وكشف الكربات، وصلى الله على محمد الداعي إلى المكرمات، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم في الخيرات.

ã

تعريف المداراة

لغة: هي المخالفة والمدافعة، كما قال ابن منظور في لسان العرب.6

واصطلاحاً: الملاينة والملاطفة.

قال ابن بطال: المداراة خفض الجناح للناس، ولين الكلام، وترك الإغلاظ لهم في القول، وقال ابن حجر: الدفع برفق.7

ã

أدلة مشروعيتها

من الكتاب

قوله تعالى: "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"8.

وقوله: "وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا".9

وقوله على لسان مؤمن آل فرعون: "أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ"10.

وقوله: "لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً"11.

وقوله: "مَن كَفَرَ باللهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ".12

ã

ومن السنة

عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا نكشر في وجوه قوم وإن قلوبنا لتلعنهم".13

وعن السائب رضي الله عنه أنه قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلوا يثنون عليَّ ويذكروني14، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أعلمكم به؛ قلت: صدق – بأبي وأمي – كنت شريكي، كنت لا تداري ولا تماري".15

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مداراة الناس صدقة".16

وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم".17

ã

من الآثار

أما الآثار التي وردت في فضل المداراة وحاجة الناس إليها مع الأعداء والأصدقاء فكثيرة، ولكن نذكر منها ما تيسر18:

*

قال أبو الدرداء لأم الدرداء رضي الله عنهما: "إذا غضبتُ فرضني، وإذا غضبتِ رضيتك، فإذا لم نكن هكذا ما أسرع ما نفترق".

لو سلك الأزواج هذا السلوك لما افترق زوجان، ولتماسكت الأسر، وحل الوئام مكان الخصام.

*

وقال معاوية رضي الله عنه: "لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت؛ قيل: وكيف؟ قال: لأنهم إن مدوها خليتها، وإن خلوا مددتها".
*

وقال الحسن البصري رحمه الله: "كانوا يقولون: المداراة نصف العقل، وأنا أقول: هي العقل كله".
*

وقال محمد بن الحنفية رحمه الله: "ليس بحكيم من لا يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بداً، حتى يجعل الله له فرجاً"، أوقال: "مخرجاً".
*

وقال الشافعي رحمه الله:

لما عفوتُ ولم أحقد على أحدٍ أرحت نفسي من هم العداوات

إني أحيي عـدوي عند رؤيته لأدفع الشر عني بالتحيــات

وأظهر البشر للإنسان أبغضه كأنما قد حشا قلبي محبــات

الناس داء وداء الناس قربهم وفي اعتزالهم قطع المـودات

*

وقال ابن حبان رحمه الله: "من التمس رضا جميع الناس التمس ما لا يُدرك، ولكن يقصد العاقل رضا من لا يجد من معاشرته بداً، وإن دفعه الوقت إلى استحسان أشياء من العادات كان يستقبحها، واستقباح أشياء كان يستحسنها، ما لم يكن إثماً، فإن ذلك من المداراة، وما أكثر من دارى فلم يسلم، فكيف توجد السلامة لمن لا يداري؟!".
*

وقال الخطابي رحمه الله:

ما دمت حيـاً فدارِ الناس كلهـم فإنما أنت في دار المـــداراة

من يدر دارى ومن لم يدر سوف يُرى عما قليل نديماً للندامــــات

*

وقال ابن بطال المالكي رحمه الله: "المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي من أقوى أسباب الألفة بينهم، فإن قال بعضهم: إن المداراة هي المداهنة، وهذا غلط، لأن المداراة مندوب إليها، والمداهنة محرمة".
*

وقال الماوردي في "أدب الدنيا والدين"19: (إن الإنسان إن كان مأموراً بتألف الأعداء، ومندوباً إلى مقاربتهم، فإنه لا ينبغي له أن يكون لهم راكناً، وبهم واثقاً، بل يكون منهم على حذر، ومن مكرهم على تحرز، فإن العداوة إذا استحكمت في الطباع صارت طبعاً لا يستحيل، وجبلة لا تزول، وإنما يستكفي20 ويستدفع بها أضرارها كالنار يستدفع بالماء إحراقها، ويستفيد به إنضاجها، وإن كانت محرقة متأججة في يابس الحطب لا يقربها إلا تالف، ولا يدنو منها إلا هالك).
*

وقال بعض العلماء: "رأس المداراة ترك المماراة".
*

وقال أبو الطيب:

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً له ما من صداقته بـــد

*

وقد قيل: "اتسعت دار من يداري، وضاقت أسباب من يماري".

ã

بين المداراة والمداهنة

المداراة مندوبة مع الناس، سيما مع الأعداء، ومن يخشى شره أوضره، والمداهنة محرمة منهي عنها، فما الفرق بينهما؟

الفرق الأساس بينهما أن المداهنة تكون على حساب الدين، والمداراة تكون على أمر دنيوي، فالمداهنة مرادفة للنفاق.

قال ابن بطال المالكي21: (والفرق أن المداهنة من الدهان، وهو الذي يظهر على الشيء ويستر باطنه، وفسرها العلماء بأنها معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه، والمداراة هي الرفق بالجاهل في التعليم، وبالفاسق في النهي عن فعله، وترك الإغلاظ عليه حيث لا يظهر ما هو فيه، والإنكار عليه بلطف القول والفعل، لاسيما إذا احتيج إلى تأليفه ونحو ذلك).

وقال ابن القيم رحمه الله: (المداراة صفة مدح، والمداهنة صفة ذم، والفرق بينهما أن المدارى يتلطف بصاحبه حتى يستخرج منه الحق، أويرده عن الباطل، والمداهن يتلطف به ليقره على باطله، ويتركه على هواه، فالمداراة لأهل الإيمان والمداهنة لأهل النفاق).22


من تجب مداراتهم

المداراة مندوب إليها، وتستحب مع جميع الخلق، سيما مع من يأتي:

1. الكافر.

2. الحاكم الجبار المتسلط.

3. المؤلفة قلوبهم.

4. الزنديق والمبتدع المتبوع.

5. المقلد المتعصب.

6. العالم للاستفادة من علمه.

7. الصَّديق.

8. العدو.

9. الزوج.

10. المريض.

قال القاضي أبو يوسف رحمه الله: (خمسة يجب على الناس مداراتهم: الملك المتسلط، والقاضي المتأول، والمريض، والمرأة، والعالم ليقبس من علمه)27، وقد استحسن ذلك الإمام أحمد منه.

ã

نماذج من مداراة الرسل وأتباعهم للأعداء من الكفار ومن يخشى شرهم

لقد سلك الرسل والأنبياء هذا المسلك مع أعدائهم، ودفعوا به كثيراً من الشرور عن أنفسهم وعن أتباعهم، سيما في بدايات أمر دعوتهم.

بل إن الله عز وجل لم يأذن لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في جهاد الدفع إلا بعد أن قويت شوكة المسلمين وقامت دولتهم، وما الأمر بعدم الجهر بالدعوة في السنوات الثلاثة الأول من البعثة إلا لكف الأذى ودفع الشر ومداراة لحزب الشيطان، وإلا لو جهر بدعوته من أول يوم لقضي عليها، ولكبتت في مهدها، فسبحان من شرع المداراة لمدافعة شر الأعداء، وصلى الله على رسولنا الذي أنزل فيه: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ".28

سنشير إلى بعض النماذج من مداراة الرسل وأتباعهم للأعداء، درءاً لشرهم ورغبة في هدايتهم، وحفاظاً على أتباعهم، لعل الله ينفع بها في هذا العصر، عصر الغربة عن الإسلام: "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء"29، وتذكيراً وتنبيهاً لأمر مهم وقاعدة أساسية: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها".

وهذا هو هدفنا من كتابة هذا البحث.

ã

أ. نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

كانت المداراة السمة المميزة لسلوك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع أعداء الدعوة المتربصين بها الدوائر من اليهود، والمنافقين، والحمقى من المشركين، والمؤلفين، وأجلاف الأعراب أجمعين، سيما في أول الأمر، يدل على ذلك:

1. عدم قتله لابن الصياد وقد ادعى النبوة، خوفاً من أن يثير على أتباعه شر اليهود.

2. عدم قتله لإمام الكفر والنفاق عبد الله بن أبي بن سلول وتلطفه به، حتى لا يثير عليه قومه وعشيرته.

3. حبه لموافقة أهل الكتاب عندما هاجر إلى المدينة، ظناً منه أنهم أقرب إليه من المشركين وتألفاً لهم.

4. عدم قتله لمن سحره – اليهودي لبيد بن الأعصم – واكتفى باستخراج السحر وغسله.

5. عدم قتله لليهودية زينب أخت مرحباً التي قدمت له الشاة المسمومة وركزت السم في كتفها عندما علمت أنه يفضل من الشاة الكتف بخيبر.

6. عدم إعادة بناء الكعبة على قواعد إبراهيم بعد أن عزم عليه، تألفاً لقريش ورحمة بهم حتى لا يظنوا به ظن السوء، فقال لعائشة: "لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لهدمت الكعبة ولبنيتها على قواعد إبراهيم، ولجعلت لها بابين باب يدخل الناس وباب يخرج منه"، أوكما قال صلى الله عليه وسلم.

7. إعطاؤه للمؤلفة قلوبهم في غزوة حُنين وغيرها – لكل واحد منهم مائة من الإبل، تألفاً لهم وحرصاً على أن يدخل الإيمان في قلوبهم، بل أعطى البعض وادياً من الإبل ووادياً من الغنم حتى أسلم وحسن إسلامه ودعا قومه للإسلام قائلاً: إن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر؛ بعد أن قال: جئتكم من خير الناس.

8. تحرجه من زواج زينب بنت جحش بعد أن طلقها ابنه بالتبني زيد بن حارثة، خشية أن يتحدث الناس أن محمداً تزوج زوجة ابنه بالتبني، ولكن أمره ربه بذلك إبطالاً لهذه العادة.

9. أمره صلى الله عليه وسلم بالصبر على أمراء الجور وبالصلاة خلفهم وإن أخروها.

وأدلة كل ذلك صحيحة ومتوفرة، ولولا الإطالة لذكرناها.

10. تبسمه وانبساطه في وجه عيينة بن حصن، وكان يلقبه بالأحمق المطاع، اتقاء شره وخشية أن يؤلب عليه قومه وعشيرته، بعد قوله: "ائذنوا له بئس أخو العشيرة"، مبرراً ذلك بقوله: "إنا نهش في وجوه قوم وقلوبنا تلعنهم".

خرج البخاري في صحيحه30 عن عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته أنه31 استأذن فقال صلى الله عليه وسلم: "ائذنوا له فبئس ابن العشيرة، أوبئس أخو العشيرة"، فلما دخل ألان له الكلام، فقلت له: يا رسول الله، قلتَ ما قلتتَ، ثم ألنت له في القول! فقال: "يا عائشة، إن شر الناس منزلة عند الله من ترك أوودعه الناس اتقاء فحشه".

11. خص مخرمة والد المِسْوَر بقباء لبذاءة لسانه: خرج البخاري في صحيحه32 عن ابن أبي مليكة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أهديت له أقبية33 من ديباج مزررة بالذهب، فقسمها في أناس من أصحابه، وعزل منها واحدة لمخرمة، فلما جاء قال: خبأت هذا لك.. قال أيوب: وكان في خلقه شيء".

قال الحافظ ابن حجر معلقاً على هذين الحديثين ومعللاً لمداراته صلى الله عليه وسلم لهما: (إنما قيل في مخرمة ما قيل لما كان في خلقه من الشدة، فكان لذلك في لسانه بذاءة، وأما عيينة فكان إسلامه ضعيفاً، وكان مع ذلك أهوج فكان مطاعاً في قومه).34

هذا قليل من كثير، إذ لم يكن هدفنا الإحاطة بكل من داراهم الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن الإشارة والتنبيه على ذلك.

ã

ب. إبراهيم عليه السلام

تتجلى مداراة إبراهيم للأعداء في ثلاثة أمور هي:

1. قوله لقومه: "إِنِّي سَقِيمٌ".35

2. وقوله لقومه كذلك: "بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا".36

3. وقوله لطاغية مصر عندما أراد أن يأخذ زوجه سارة: "إنها أختي".

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم يكذب37 إبراهيم النبي – عليه السلام – قط إلا ثلاث كذبات: ثنتين في ذات الله، قوله: "إني سقيم"، وقوله: "بل فعله كبيرهم هذا"، وواحدة في شأن سارة38، فإنه قدم أرض جبار ومعه سارة، وكانت أحسن الناس، فقال لها: إن هذا الجبار إن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك، فإن سألك فأخبريه أنك أختي في الإسلام، فإني لا أعلم في الأرض مسلماً غيري وغيرك.." الحديث.

ã

ج. شعيب عليه السلام

وقد سبق ما قاله شعيب عليه السلام مداراة لقومه: "وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ".39

ã

د. مداراة أسامة بن زيد رضي الله عنهما لمشركي مكة

عندما كانوا يطلبون منه أن ينال من رسول الله صلى الله عليه وسلم فينال من الرسول، فعندما اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئن بالإيمان، فقال له: "إن عادوا فعد"، وهو في الصحيح، وفي ذلك تقرير لما فعله.

ã

ﻫ. مداراة بعض الصحابة لبعض أئمة الجور بالصلاة خلفهم

كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يصلي خلف الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وكذلك صلى أنس بن مالك وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما خلف الحجاج بن يوسف، مع فضلهم وسابقتهم، وتفاوت ما بين هؤلاء وبينهم.

ã

و. مداراة بعض أئمة أهل السنة أئمة أهل البدع في مسألة خلق القرآن 40

لقد دارى وورَّى بعض أئمة أهل السنة أمثال يحيى بن معين وعلي بن المديني وغيرهما في فتنة خلق القرآن التي ابتدعها أهل الأهواء من المعتزلة، أحمد بن دؤاد وبشر المريسي عليهما من الله ما يستحقانه، وغررا بها بعض خلفاء بني العباس المأمون، والمعتصم، والواثق، وثبت في ذلك من ثبت من أمثال الإمام أحمد، وأحمد بن نصر الخزاعي، والبويطي تلميذ الإمام الشافعي، وغيرهم كثير، انتصاراً لمذهب أهل السنة ولعقيدة أهل الإسلام، حتى رفع الله الفتنة على يد الخليفة العباسي المتوكل رحمه الله، كما ذكر ذلك مؤرخو الإسلام الطبري، وابن كثير، والذهبي، وغيرهم.

ã

ز. مداراة بعض العلماء والفقهاء الذين خرجوا مع ابن الأشعث على الحجاج

قال ابن كثير: (قال ابن جرير: ولما قدمت الأسارى على الحجاج قتل أكثرهم وعفا عن بعضهم، وقد كان الحجاج يوم ظهر على ابن الأشعث نادى مناديه في الناس: من رجع فهو آمن، ومن لحق بمسلم بن قتيبة بالري فهو آمن؛ فلحق بمسلم خلق كثير ممن كان مع ابن الأشعث، فأمنهم الحجاج.

إلى أن قال: وكان الشعبي من جملة من صار إلى مسلم بن قتيبة، فذكره الحجاج يوماً، فقيل له: إنه سار إلى مسلم بن قتيبة، فكتب إلى مسلم أن ابعث إليَّ بالشعبي.

قال الشعبي: فلما دخلت عليه سلمت عليه بالإمرة، ثم قلت: أيها الأمير، إن الناس قد أمروني أن أعتذر إليك بغير ما يعلم الله أنه الحق، وأيم الله لا أقول في هذا المقام إلا الحق كائناً في ذلك ما كان، وقد والله تمردنا عليك، وخرجنا وجهدنا كل الجهد فما ألونا، فما كنا بالأقوياء الفجرة، ولا بالأتقياء البررة، وقد نصرك الله علينا، وأظفرك بنا، فإن سطوتنا فبذنوبنا وما جرت إليه أيدينا، وإن عفوت عنا فبحلمك، وبعد ذلك فالحجة علينا.

فقال الحجاج: أنت والله يا شعبي أحب إليَّ ممن يدخل علينا يقطر سيفه من دمائنا، ثم يقول: ما فعلتُ ولا شهدتُ، قد أمنت عندنا يا شعبي.

قال: فانصرفت، فمشيت قليلاً، قال: هلم يا شعبي؛ قال: فوجل لذلك قلبي، ثم ذكرت قوله: قد أمنت يا شعبي؛ فاطمأنت نفسي. قال: كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي؟ قال: وكان لي مكرماً قبل الخروج عليه، فقلت: أصلح الله الأمير، قد اكتحلتُ بعدك السهر، واستوعرتُ السهل، واستوخمتُ الجناب، واستخلصتُ الخوف، واستحليتُ الهم، وفقدتُ صالح الإخوان، ولم أجد من الأمير خلفاً. قال: انصرف يا شعبي. فانصرفت).41

ã

الخلاصة

الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي يعتزلهم ويعتزل تعليمهم وأمرهم ونهيهم كما أخبر الصادق، ولابد لمن يخالط الناس أن يداريهم ليدفع شرهم ويتمكن من هدايتهم، فلولا مداراة الرسول صلى الله عليه وسلم للأعداء من اليهود والمنافقين، وصبره على الأعراب الغلاظ الجفاة لما تمكن من نشر دعوته، وتأمين أصحابه، سيما في بداية أمره، ولهذا كان ينهاهم عن مواجهة الأعداء، ويأمرهم بالصبر والاحتساب، ويذكرهم بما لاقاه أتباع الرسل من قبل، ويحذرهم من الاستعجال، وينهاهم عن التهور والارتجال.

عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ قال: كان الرجل فيمن قبلكم يحفر في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أوعصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله عز وجل، أوالذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون".42

لم يتمكن الكفار من الوصول إلى ما أرادوا إلا بالتخطيط والتدبير، وبالنَّفَس الطويل، وبوضع الخطط ومرحلتها، وباستغلال الفرص وانتهازها.

وأخيراً ينبغي على المرء أن يؤمن بالله ثم يستقيم على الصراط المستقيم، وأن يحذر الركون وأسلوب التنازلات والمساومات، وأن يعمل لإعلاء كلمة الدين والتمكين للمسلمين، وليس عليه إدراك النجاح: "وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"43.

والله الموفق للخيرات، وصلى الله على محمد الداعي إلى جميع المكرمات، وعلى آله وأصحابه ومن والاهم حتى الممات.


ثم لماذا يتم حجري حيث كلما حاولت الدخول للرد على الموضوع تخرج لي الرسالة التالية :

رسالة المنتدى
لقد تم حظرك للسبب التالي:
No reason was specified.

التاريخ الذي سيرفع الحظر عنده: لا يوجد


من الانصاف ان لا يحذف موضوعي هذا كما تم حجري لكي لا استطيع الرد .

لمن يرغب بمتابعة الموضوع الذي ذكرته اعلاه حول مداراة الناس ، إليه الرابط ادناه
http://74.125.39.104/search?q=cache:uRH_Os6BakMJ:www.islamadvice.com/nasiha/nasiha160.htm+%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%A9 +%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3+%D9%86%D8%B5%D9%81 +%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86&hl=ar&ct=clnk&cd=6

د. محمد اسحق الريفي
24/07/2008, 07:03 AM
أنا لم أحجرك ولا أملك أن أمنعك من الدخول إلى موضوع محدد ولم يقم أحد بحجرك ولا داعي لكل هذه الاتهامات الباطلة التي أوردتها وإساءة الظن الذي تبني عليه أفكارك. أنت من تتصف ردودك بالتشجنج وإساءة الظن بغيرك واستخدام كلمات غير لائقة في الحوار والنقاش، وفي الحقيقة أسلوبك المنفر وكلماتك المتشنجة واتهاماتك الباطلة صدتني عن إكمال قراءة موضوعك، فاتق الله واستفسر قبل أن تطلق أحكاما جائرة واتهامات باطلة!!

رسالة الحجر التي تظهر لك تظهر لي وللعديد من أعضاء واتا في أحيان كثيرة، وقد نوهت إدارة الجمعية إلى هذا الخلل الفني والنية بإغلاق المنتديات لإصلاح قاعدة البيانات... ما هذه الاتهامات الباطلة!!!

الشيخ مصطفى الهادي
24/07/2008, 09:59 AM
أنا لم أحجرك ولا أملك أن أمنعك من الدخول إلى موضوع محدد ولم يقم أحد بحجرك ولا داعي لكل هذه الاتهامات الباطلة التي أوردتها وإساءة الظن الذي تبني عليه أفكارك. أنت من تتصف ردودك بالتشجنج وإساءة الظن بغيرك واستخدام كلمات غير لائقة في الحوار والنقاش، وفي الحقيقة أسلوبك المنفر وكلماتك المتشنجة واتهاماتك الباطلة صدتني عن إكمال قراءة موضوعك، فاتق الله واستفسر قبل أن تطلق أحكاما جائرة واتهامات باطلة!!

رسالة الحجر التي تظهر لك تظهر لي وللعديد من أعضاء واتا في أحيان كثيرة، وقد نوهت إدارة الجمعية إلى هذا الخلل الفني والنية بإغلاق المنتديات لإصلاح قاعدة البيانات... ما هذه الاتهامات الباطلة!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
حضور المبجل الدكتور محمد اسحاق الريفي دام مؤيدا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله امرئ اهدى لي عيوبي .
والله يا سيدي اكون شاكرا لو وضعت اصبعك الكريم على اماكن الشتم او الاتهام الباطل وغيرها تقول انها وردت عني في مداخلاتي .
انت تعلم يا سيدي ان الحكمة هي ما ينشده المؤمن وهدفه دائما الحقيقة اينما وجدت وعند من وجدت . وانت ترى يا سيدي مواضيعي امامك وهي خمسة مواضيع شاركت فيها لم يكن فيها اي طرح مذهبي او طائفي . وأما بقية مشاركاتي إنما هي مداخلات على موضيع واجابات على اسئلة اتسمت كثيرا بالهجومية والاستفزاز لا بل وصلت إلى حد الشتائم ولو شئت يا سيدي لأوردت لك منها الكثير مما لا استطيع ان احصيه بل احصاها ربي وهو بها عالم خبير .
يا سيدي لم يكن هناك شيء اسمه من مختصات الشيعة حديثا كان او رواية او واقعة تاريخية او تصرف شعبي واعتقاد جماهيري بعيد عن روح الاسلام ، بل هي من مشتركات المذاهب جميعا . فلا يخلو مذهب من أشياء لا تنتمي للدين . وخذ مثلا التقية التي ترموننا بها وتجعلونها من مختصاتنا . خذ منتديات واتا الحضارية هناك نسبة كبيرة من الاخوة الكرام يستخدمون التقية في بياناتهم و صورهم .بحجة وأخرى وهم في ذلك بين امرين لا ثالث لهما :
إما انهم يستخفون بقرارات الجمعية
او انهم يخفون بياناتهم ويمتنعون عن وضع صورهم اتقاء شيء قد يشكل خطرا عليهم .
فإذا كان الأول . فلا ادري ماذا اقول ؟!
وإذا كان الثاني فهذه هي التقية ولا اجد لها تفسيرا آخر في علمي القاصر .
واما مسالة رسالة الحجر فيشهد الله تعالى أنا حاولت يوم امس ان ادخل للموضوع للرد ولكني لم افلح وتخرج لي الرسالة المذكورة التي تقول لي انك محجور من دون سبب / وقد وردتني هذا اليوم رسالة من المنتدى تقول ان هناك خطأ فني والله العالم وهو وراء القصد حيث اني لم اذكر إلا صدقا .
والله يا سيدي أنا عندما اقارن بين حالتين ، ليس لي غاية من وراء ذلك إلا بيان الحقيقة من وجهة طالما غابت عن الطرف الاخر لانه كان ينظر له نظرة اتهام مسبقة .
عندي اكثر من 200 مشاركة كانت فقط ردودا على اتهامات ليس محلها الآن حيث ننا ننظر لكل اتهام او اثارة اي قضية حساسة في هذا الزمن المخيف إنما تصب في صالح عدونا المشترك .
لا اطيل عليك يا سيدي اشكر لك سعة صدرك وتسامحك واقدر فيك حماسك وغيرتك على المعتقد والدين فهذا أمر ليس فيه نقاش بل هو من صميم الدين وما جاء به رسول رب العالمين صلى الله عليه وآله وسلم .
ولكم مولانا كامل الصلاحة في تعديل المشاركة أو حذفها ودمتم لنا ناصحا ومرشدا واخا .
تحياتي للجميع .
ملاحظة : حذفت بعض ما جاء في ردي الاول من اتهام كان سببه خطأ تقني يخبرني بأني محجور وممنوع من دخول المشاركة وشكرا .
:fl:

عبد الرحمان الخرشي
24/07/2008, 10:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة حق وإنصاف بلا مجاملة .

الأخ الفاضل : (( الشيخ مصطفى الهادي ))

سعيد جدا أن أخاطبك بعد أن هدأ روعك ، بما ذكره الأخ العزيز (( أ.د. محمد اسحق الريفي )) أخيرا .

يا أخي شتان ما بين أن نعلق على ما كتبه الفضلاء وأن نتعلق في توظيف ما نكتب لغاية / لغايات لايقصدها من نعلق علي ما كتب ؛ إذ لم أكتب ما سأكتبه الآن حول هذا الأمر لو لم تستفحل هذه الظاهرة هنا . فكم من موضوع تم إغلاقه نتيجة مروق سهم البعض عن الهدف النبيل !! . . واسمح لي أخي إن توجهت إليك بالخطاب مباشرة لأنني أيضا لا أريد أن يصادر أيا كان رأيي ولا حتى كلمة من كلماتي ، ولكن - في نفس الوقت - فأنا أحترم إخواني الفضلاء - وأنت منهم - . لذلك فإنني أجتهد في معرفة الغاية التي من أجلها كتب الكاتب موضوعه ؛ حرصا على الإفادة بتعليقي وحرصا على أن لا أجعل التعليق موضوعا موازيا للموضوع . . وسيادة الأخ (( أ.د. محمد اسحق الريفي )) أظنه قد حدد أهدافه لبعض ما يكتب - ومنه هذا الموضوع المفاهيمي - في التحسيس ، والتوعية ،وفتح نوافذ أمام العقول الواتاوية ، وتصحيح مفاهيم في الأذهان وجعلها مثار تفكير الجميع هنا لعلها تكون مثار الاهتمام هناك و . . .

من أين جاء المشكل ؟ المشكل جاء من أن فضيلة الدكتور - حفظه الله وإياك - قد طلع علينا صبيحة 22-7-2008 بموضوع هذا عنوانه (( مجاملة مرفوضة )) ووضح غايته في الذي كتب ، جاء بعده تعليقنا المتواضع لولوعه بالعرضي بينما فضيلة الدكتور قد ربط مكتوبه بالجوهري في الموضوع . . ثم جاء تعليقكم يسوغ ما لاعلاقة بينه وبين ما هو مطروح . . كيف ذلك ؟ بينما الموضوع يتكلم عن المجاملة المعرفة في كتب اللغة بما علقنا به قبلك . جئتم تتحدثون عن (( المداراة )) التي هي في كتب اللغة (( يقول الرازي في الصحاح : المداراة في حسن الخلق فتهمز وتلين . يقال ( دارأه ) و ( داراه ) أي لاينه واتقاه . )) . . وبناء على ما سبق ، وهذا . فالمجاملة ليست هي المداراة . . والمداراة يشتم منها مبدأ من مبادىء من ذكر لك فضيلة الدكتور ، وهي تشي بالنفاق عموما . بينما المجاملة فهي خلق كريم من الأخلاق التي لايختلف حولها اثنان ولا يتناطح حولها عنزان كما يقال !!! . . فمن جامل : أحسن المعاملة والعشرة بالجميل . أما من دارى فقد لاين واتقى . اتقى ماذا ؟ اتقى - أدعوكم لتدبر الأمر - (( . . . )) !!! . . وعليه أراكم قد خرجتم عن الموضوع المطروح للمعالجة ببسيط الإضافة والملاحظة في التعليق .

الطريقة التي سوغتم لأنفسكم للقول في الموضوع ليست دقيقة علميا وإليك ما كتبت بداية وهو :

(( لربما لا توجد مجاملة في الدين إنما هذه معناها في اللغة ان تزين صاحبك او محاورك بجميل القول ، إنما هي مداراة ولا شيء غيرها حسب علمي القاصر . )) .

من يريد - أخي - أن يبني بناء شامخا في الدين الخالد - ولو بالنفي - لايستعمل كلمة (( ربما )) بدلالتها على انتفاء اليقين . . ومن يتحدث في اللغة يجب أن لا يستنبط ما يحلو له على ما ليس في اللغة . . بل ولا يؤكد إلا ما هو مؤكد . . وفي نفس الوقت إن من يستقتل في الدفاع عن رأي حسب علمه القاصر فهو مغامر .

ثم الدكتور نفى أن يكون ما استشهدت به - وهو صادق - من الحديث . . لماذا لم تأت بحججك تأكيدا لصحة (( الحديث )) ؟ أسألك عن هذا . بالله أجب حتى نرى ما جئت به الحق وما جاء به غيرك نقيضه !!! . .وإن فعلت فذاك في سياق الخروج عن الموضوع (( المجاملة )) التي اعترفت بأسلوب التمريض ( ربما ) مؤكدا أنها ليست هي (( المداراة )) وربطتها هذه المرة بالناس و . . . بل جعلت المجاملة أحد أنواع المداراة و. . . وهذا اجتهادكم لكنه غير صحيح ، وفيه ما يثير الريب الناجم عن عدم تدقيق ما يتطلب التدقيق وإن صفت القلوب . وها هو قولكم :

(( ولربما تكون المجاملة هي نوع من انواع المداراة للناس او الابناء او الزوجة او غيرها لغرض استمالة القلوب كما في اللغة : المجاملة في اللغة هي :في أدب الكلام والمعاشرة لكسب القلوب واستمالتها. )) .

الأخ الفاضل :

إن اتهامكم للأخ (( أ.د. محمد اسحق الريفي )) بأنه منعك أو حجرك . وكذا إجراء اتخذته للرد . كل ذلك مردود يستوجب عليك الاعتذار. . أو قمنا فاعتذرنا لك عند فضيلة الدكتور الأخ - وكلنا إخوة ، الحمد لله - لأن الإدارة أمس قد نوهت إلى هذا الخلل الفني والنية بإغلاق المنتديات لإصلاح قاعدة البيانات . وقد حصل معنا مثل ما حصل لك مرات .

وأخيرا أخي لك تحيتي الصادقة بلا مجاملة .

د. محمد اسحق الريفي
24/07/2008, 11:08 AM
أخي الفاضل الأستاذ عبد الرحمان الخرشي،

جزاك الله خيرا على ردك الكافي والشافي، الذي جمع كل النقاط التي كنت أريد أن أتحدث عنها، فلو قمت بالرد على الشيخ مصطفى الهادي لما زدت على ردك الرائع شيئا، ولهذا فأنا أشكرك جزيلا وأدعو الله أن يجزيك عنا خير الجزاء، وأكتفي بما تفضلت به.

مع خالص الود والتحية

الشيخ مصطفى الهادي
24/07/2008, 09:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة حق وإنصاف بلا مجاملة .

الأخ الفاضل : (( الشيخ مصطفى الهادي ))

سعيد جدا أن أخاطبك بعد أن هدأ روعك ، بما ذكره الأخ العزيز (( أ.د. محمد اسحق الريفي )) أخيرا .

يا أخي شتان ما بين أن نعلق على ما كتبه الفضلاء وأن نتعلق في توظيف ما نكتب لغاية / لغايات لايقصدها من نعلق علي ما كتب ؛ إذ لم أكتب ما سأكتبه الآن حول هذا الأمر لو لم تستفحل هذه الظاهرة هنا . فكم من موضوع تم إغلاقه نتيجة مروق سهم البعض عن الهدف النبيل !! . . واسمح لي أخي إن توجهت إليك بالخطاب مباشرة لأنني أيضا لا أريد أن يصادر أيا كان رأيي ولا حتى كلمة من كلماتي ، ولكن - في نفس الوقت - فأنا أحترم إخواني الفضلاء - وأنت منهم - . لذلك فإنني أجتهد في معرفة الغاية التي من أجلها كتب الكاتب موضوعه ؛ حرصا على الإفادة بتعليقي وحرصا على أن لا أجعل التعليق موضوعا موازيا للموضوع . . وسيادة الأخ (( أ.د. محمد اسحق الريفي )) أظنه قد حدد أهدافه لبعض ما يكتب - ومنه هذا الموضوع المفاهيمي - في التحسيس ، والتوعية ،وفتح نوافذ أمام العقول الواتاوية ، وتصحيح مفاهيم في الأذهان وجعلها متار تفكير الجميع هنا لعلها تكون متار الاهتمام هناك و . . .

من أين جاء المشكل ؟ المشكل جاء من أن فضيلة الدكتور - حفظه الله وإياك - قد طلع علينا صبيحة 22-7-2008 بموضوع هذا عنوانه (( مجاملة مرفوضة )) ووضح غايته في الذي كتب ، جاء بعده تعليقنا المتواضع لولوعه بالعرضي بينما فضيلة الدكتور قد ربط مكتوبه بالجوهري في الموضوع . . ثم جاء تعليقكم يسوغ ما لاعلاقة بينه وبين ما هو مطروح . . كيف ذلك ؟ بينما الموضوع يتكلم عن المجاملة المعرفة في كتب اللغة بما علقنا به قبلك . جئتم تتحدثون عن (( المداراة )) التي هي في كتب اللغة (( يقول الرازي في الصحاح : المداراة في حسن الخلق فتهمز وتلين . يقال ( دارأه ) و ( داراه ) أي لاينه واتقاه . )) . . وبناء على ما سبق ، وهذا . فالمجاملة ليست هي المداراة . . والمداراة يشتم منها مبدأ من مبادىء من ذكر لك فضيلة الدكتور ، وهي تشي بالنفاق عموما . بينما المجاملة فهي خلق كريم من الأخلاق التي لايختلف حولها اثنان ولا يتناطح حولها عنزان كما يقال !!! . . فمن جامل : أحسن المعاملة والعشرة بالجميل . أما من دارى فقد لاين واتقى . اتقى ماذا ؟ اتقى - أدعوكم لتدبر الأمر - (( . . . )) !!! . . وعليه أراكم قد خرجتم عن الموضوع المطروح للمعالجة ببسيط الإضافة والملاحظة في التعليق .

الطريقة التي سوغتم لأنفسكم للقول في الموضوع ليست دقيقة علميا وإليك ما كتبت بداية وهو :

(( لربما لا توجد مجاملة في الدين إنما هذه معناها في اللغة ان تزين صاحبك او محاورك بجميل القول ، إنما هي مداراة ولا شيء غيرها حسب علمي القاصر . )) .

من يريد - أخي - أن يبني بناء شامخا في الدين الخالد - ولو بالنفي - لايستعمل كلمة (( ربما )) بدلالتها على انتفاء اليقين . . ومن يتحدث في اللغة يجب أن لا يستنبط ما يحلو له على ما ليس في اللغة . . بل ولا يؤكد إلا ما هو مؤكد . . وفي نفس الوقت إن من يستقتل في الدفاع عن رأي حسب علمه القاصر فهو مغامر .

ثم الدكتور نفى أن يكون ما استشهدت به - وهو صادق - من الحديث . . لماذا لم تأت بحججك تأكيدا لصحة (( الحديث )) ؟ أسألك عن هذا . بالله أجب حتى نرى ما جئت به الحق وما جاء به غيرك نقيضه !!! . .وإن فعلت فذاك في سياق الخروج عن الموضوع (( المجاملة )) التي اعترفت بأسلوب التمريض ( ربما ) مؤكدا أنها ليست هي (( المداراة )) وربطتها هذه المرة بالناس و . . . بل جعلت المجاملة أحد أنواع المداراة و. . . وهذا اجتهادكم لكنه غير صحيح ، وفيه ما يثير الريب الناجم عن عدم تدقيق ما يتطلب التدقيق وإن صفت القلوب . وها هو قولكم :

(( ولربما تكون المجاملة هي نوع من انواع المداراة للناس او الابناء او الزوجة او غيرها لغرض استمالة القلوب كما في اللغة : المجاملة في اللغة هي :في أدب الكلام والمعاشرة لكسب القلوب واستمالتها. )) .

الأخ الفاضل :

إن اتهامكم للأخ (( أ.د. محمد اسحق الريفي )) بأنه منعك أو حجرك . وكذا إجراء اتخذته للرد . كل ذلك مردود يستوجب عليك الاعتذار. . أو قمنا فاعتذرنا لك عند فضيلة الدكتور الأخ - وكلنا إخوة ، الحمد لله - لأن الإدارة أمس قد نوهت إلى هذا الخلل الفني والنية بإغلاق المنتديات لإصلاح قاعدة البيانات . وقد حصل معنا مثل ما حصل لك مرات .

وأخيرا أخي لك تحيتي الصادقة .



أخي الفاضل عبد الرحمن الخرشي تحية واحترام
اسمح لي ان اقول أولا : أن تنصب نفسك مدافعا عن علم من اعلام واتا فهذا في رأيي ليس في محله لان فضيلة الدكتور ليس عاجزا عن الرد وهو هو من عرفناه .
الثاني سيدي الجليل : أن تصف المداراة بالنفاق فهذا رأيك وليس رأي اكابر الصحابة والتابعين ومن كتب أو ألف في هذا الموضوع واطلب منك مراجعة الموضوع الذي اقتبسته وهو تحت عنوان : مداراة الاعداء اسلوب نبوي غفل عنه كثير من الدعاة لترى ان وصفك في غير محله . لان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد شتم بعض الصحابة في غيابهم وذمهم ثم اثنى عليهم امامهم واكرمهم فبماذا تفسر ذلك هل هو تقية أم مداراة ام مجاملة ؟كما في الرواية التالية :
عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: :إنا نكشر في وجوه قوم وإن قلوبنا لتلعنهم.

وأخرج البخاري في صحيحه عن عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته أنه استأذن فقال صلى الله عليه وسلم: :ائذنوا له فبئس ابن العشيرة، أوبئس أخو العشيرة:، فلما دخل ألان له الكلام، فقلت له: يا رسول الله، قلتَ ما قلتتَ، ثم ألنت له في القول! فقال: "يا عائشة، إن شر الناس منزلة عند الله من ترك أوودعه الناس اتقاء فحشه".
فهل نحمل قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( اتقاء ) على التقية او المجاملة أو المداراة أم ماذا .

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: :مداراة الناس صدقة .
فكيف تكون المداراة نفاق يا سيدي !
أليس هذا قولك : والمداراة يشتم منها مبدأ من مبادىء من ذكر لك فضيلة الدكتور ، وهي تشي بالنفاق عموما
كيف تكون نفاقا وقد امر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم واوصى بها كثير من العلماء ؟
ثم
يقول فضيلة الدكتور الريفي رعاه الله :
والمجاملة التي تحدث في ظروف اضطرارية لدفع ضرر ما أو لاتقاء شر ظالم مخافة الفتنة أو الهلاك، فلا بأس بها ( أليست هذه هي التقية بعينها )وهل جئنا بجديد .
لربما لا توجد مجاملة في الدين
وهل تريدني ان انفي نفيا قاطعا بعدم وجود المجاملة في الدين بينما نرى فضيلة الاخ الدكتور الريفي يقول : والمجاملة التي تحدث في ظروف اضطرارية لدفع ضرر ما ..... الخ
أليست ربما هنا جاءت في نفس السياق الذي ذهب إليه الاخ الدكتور الريفي .

أما الخلل الفني فاني حاولت فتح الموضوع عدة مرات فلم افلح ثم تخرج لي رسالة تقول بانك محجور من دون سبب يذكر . وعندما الححت على فتح الموضوع بمختلف الوسائل . جائتني رسالة اخرى تقول ما معناها :اما انك محجور او انك لا تملك تصريح بالدخول إلى هذا الموضوع تواصل مع المدير العام .
واما رسالة المنتدىفلم استلمها إلا في اليوم التالي وبناءا على ذلك فقد ذكرت ذلك للاخ الدكتور الريفي وحذفت بعض ما جاء في ردي ووضعت ملاحظة على ذلك .
آسف لصعوبة الكتابة نظرا لانقطاع الكهرباء المفاجئ والمتكرر والذي يخلق لنا صعوبات كثيرة .
ولي ملاحظة اخي العزيز ، إذا كنت حريصا على واتا واعضاء واتا مالنا نراك تخالف قوانين واتا وتخرقها ، ضع صورتك اولا ثم تعال للمحاورة ، صدقني يا اخي إن الكتابة والكلام بصمة لشخصية الانسان لا يمكن تغييرها كبصمة الاصبع . ولذلك من السهل معرفة من يتحاور معك حتى وان لم يضع صورته وذلك من خلال مقارنة بعض الكلمات التي لا يمكن له التخلص منها قسرية اللفظ . وقد كتب الاخ عبد القادر بوميدونه في موضوع التقارب بين المذاهب / كتب بأن هناك من اخبره بأنه يتحاور مع إمراة في اشارة إلى شخص يضع صورة القرآن بدلا من صورته . وهو في المشاركة رقم 9 في هذا الرابط : http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=32576
تحية للجميع .
:fl: