المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى أساتذة اللغة العربية ومختصيها/ أولادنا في المهجر والعربية.



امال عابدين حيدر
26/07/2008, 05:21 AM
أولادنا في المهجر واللغة العربية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لكل مجتمع سلبياته وايجابياته، ولكل شعب أو جالية في أي مكان على وجه البسيطة همومها وتحدياتها.
لكن كلما زادت هموم الشعوب داخل أوطانها، زادت هموم مهاجريها خارج تلك الأوطان.

ولايخفى على كل ذي لب الصعوبات التي تواجهها الجاليات العربية والمسلمة في المهجر. ولست الآن في مقام ذكر تلك الصعوبات. إلا أني أحب أن أطرح مشكلة واحدة منها؛ هي من أشد تلك المشاكلات، ومن أكثرها استعصاءً على الحل الناجع وذلك لأسباب عديدة.

إنها مشكلة أولادنا واللغة العربية.
انتشرت المدارس الإسلامية في كل مكان من هذه البلاد؛ مدارس نظامية، مدارس نهاية الأسبوع، والمدارس المسائية.
وكلها تحمل أهدافاً موحدة: هي تعليم أبنائنا في المهجر الدين الإسلامي، اللغة العربية، وربطهم بالمسجد وبالجالية.
ونسبة نجاحنا في تحقيق هذه الأهداف نسب متفاوتة، على أنها في مجملها لم تصل للحد المطلوب بعد، لكن مثلاً نسبة تحقيق الهدف الأول وهو تعليم الدين الإسلامي بمختلف تفرعاته: ( تلاوة، تحفيظ، تاريخ، سيرة، قصص الأنبياء، عقيدة، الحرام والحلال، والقيم الإسلامية) تكاد تكون أفضل من نسبة تحقيق الهدفين الآخرين – ولله الحمد-
لكن نسبة تعليم اللغة العربية هي من أضأل النسب تحقيقاً، وهذا مايؤرق الجالية العربية هنا.
حيث أننا نعلم أهمية اللغة العربية للمسلم، فهي أداته لارتباطه بدينه وثقافته ووطنه.

وكما هو معلوم بأن مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
وعليه فإن الواجب في قراءة القرآن وفهمة، والحديث وفهمه، والارتباط بالأمة الإسلامية لا يتم بشكله المطلوب بغير اللغة العربية.
وهنا تنبع مأساتنا. شعورنا بأهمية اللغة العربية مع عدم تمكننا من تحقيق نتائج مرضية يسبب لنا ضيقاً شديداً.

فمثلاً أولادنا في المدارس الأمريكية عندما يدرسون لغة ثانية وهي في الغالب إما الفرنسية وإما الإسبانية. فإنهم وبعد مرور سنتين يكونون قادرين على التعامل بهذه اللغة، قراءة، كتابة وتحدثا.ً
مع العلم أنهم لا يستخدمون هذه اللغة الثانية لا في البيت ولا في المدرسة ولا حتى في المجتمع.
وترى الطالب في المدارس الإسلامية وإن كانت مدارس نظامية – خمسة أيام في الأسبوع- يقضي في المدرسة كل مراحله الابتدائية، والاعدادية وربما الثانوية ويتخرج صفر اليدين. لا يستطيع أن يكمل نقاشاً واحداً باللغة العربية، ولا يستطيع أن يكتب سطراً تعبيرياً واحداً ولا يفهم بيت شعر واحد، ولا حتى يقول جملة فصيحة صحيحة واحدة.

وهذا كله يكون لدينا حالة من خيبة الأمل. لذا فأنا أطلب من مدرسي ومختصي اللغة العربية أن يفيدونا بآرائهم في كيفية التغلب على تلكم المشكلة. وسأعرض عليكم الصعوبات التي تواجهنا في تحقيق نتائج مرضية.

أما الصعوبات فهي.
1- اختلاف مستويات الطلاب، وذلك بسبب وضعهم العائلي واستخدامهم للعربية في البيت أو عدمه. فمنهم الطلاب الهنود والباكستانيون الذين يتقنون القراءة أكثر من العرب، لكنهم لا يعلمون من معاني العربية شيئاً، ومنهم العرب الذين يفهمون بعض الكلمات الفصيحة الشبيهة بالكلمات العامية المتداولة في البيت، وهم في أغلب الأحيان لايقرؤون جيداً، فمستوى قراءتهم أضعف من الهنود والباكستانيين. ومنهم الأطفال من أم غير عربية، فأولئك ليس عندهم قراءة ولا فهم.
فكيف لك أن تضع منهاج يساعد هؤلاء على الوصول لدرجة معينة من العلم على اختلاف مستوياتهم.
وفي محاولتنا للتغلب على تلك المشكلة نقسم كل صف إلى مستويين أو ثلاثة ويدخل اليهم مدرسين أو ثلاثة بمناهج مختلفة لتقريب المستويات. لكن لايزال اختلاف المستويات في المستوى الواحد يشكل عائقاً لا يستهان به.

2- عدم وجود مناهج جيدة تناسب تلك المستويات المختلفة، فقد يكون الكتاب مؤلف لمرحلة المبتدئين وبالتالي فإن دروسه وكلماته تصلح للأطفال، بينما هناك مستوى مبتدئين في المرحلة الثانوية أوالاعدادية، لايمكن أن تعطيهم درساً في اللغة العربية عن القط والفأر.

3- عدم وجود رؤية واضحة لدى القيمين على تلك المدارس وذلك برسم خط زمني لتعليم الأولاد، أنه في الصف كذا عليهم أن يتعلموا كذا ليتموا المرحلة الثانية منه في العام أو الفصل المقبل.

4- عدم التأهيل الكافي لمدرسي اللغة العربية، فإنه للأسف في كثير من المدارس يتصدر أناس ليس لهم صلة بالعربية الفصحى بما يكفي ليدرسوها، ميزتهم الوحيدة أنهم عرب، وذلك لقلة المتخصصين.




السؤال هو سؤالين:
1- ماهي اقتراحات السادة المتخصصين للتغلب على تلك المشكلة على نطاق المدارس.

2- إذا أردنا وعلى الصعيد الشخصي أن ندرس أبنائنا لدى مدرس متخصص في درس مستقل يكون فيه الولد هو الطالب الوحيد، فما هي الخطوات وترتيبات الدروس التي ممكن أن تعطى له.
بمعنى آخر تجد أن بعض المسلمين الجدد يتوجهون إلى احدى الدول العربية لتعلم اللغة العربية، وذلك بعد اسلامهم، فتراهم يعودون بعد سنتين أو ثلاثة يتكلمون الفصحى بطلاقة ويستخدمون تراكيب عربية أصيلة، كيف يمكن لنا الوصول بأبناءنا إلى هذا المستوى وخصوصاً على الصعيد الشخصي من خلال مدرس خاص، فما هي الأولويات التي يجب أن يتعلمها الطالب أولاً فثانياً، فثالثاُ إلى أن يصل إلى المستوى المطلوب.
كيف يمكن لك أن تجعل قاموس الطالب غنياً بالكلمات الفصيحة، كيف وبأي أولوية يمكن أن نعلمه القواعد والإعراب، قراءة الشعر وتذوقه، ملكة الكتابة التعبيرية؟

شكراً مقدماً على اقتراحاتكم.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هري عبدالرحيم
26/07/2008, 10:09 AM
الأخت آمال عابدين: السلام عليكم
موضوعك المثار هنا ذو شجون، موضوع يتناول مشكلة تؤرقنا كعرب سواء كنا في الوطن أو خارجه،لا لشيء إلا لأن اللغة العربية مهملة من طرف أهلها.
ففي الغرب، نجد جاليات عربية وليس جالية واحدة، فكل قطر عربي له جاليته التي تختلف عن الجاليات العربية الأخرى في كل شيء ولا تلتقي معها إلا في الإسم، ومن هنا كان الإختلاف حتى في طريقة تدريس اللغة العربية للأبناء.
ثم إن حكوماتنا وعن قصد، ترسل أساتذة لتدريس اللغة العربية غير مختصين، وهذا ما يجعل هؤلاء الأساتذة وعن غير قصد لا يوفون بالغرض من بعثهم للجالية.
عندنا في المغرب مثلا، الأساتذة الذين ترسلهم الدولة يجب أن يكونوا أولا مدرسين للغة غير اللغة العربية، أي ليست اللغة العربية هي تخصصهم، وهو شرط أساسي لكي يقبل ملفهم لدى لجنة الفرز.أساتذة سيدرسون العربية وهم لا يعرفون إعراب الفعل والفاعل، إلا إذا كلف نفسه عناء البحث والتنقيب، وحتى إذا افترضنا أنه بحث، فتعليمه العربية للأبناء يبقى قاصرا في غياب التخصص.
كل سنة يحدث هذا، فالأستاذ هنا لا يجد بدا من اسنحضار طريقة تدريسه للعربية من معارفه الخاصة ومما تعلمه هو حين كان تلميذا، وهنا تغيب العلمية، وتبقى للعشوائية دورها.
هناك جاليات عربية أخرى تبني مدارس وتوظف أساتذة من الجالية نفسها، أي الذين لا اختصاص لهم إلا انهم يتكلمون اللغة العربية، وهذا ما يسبب الخلل في تدريس هذه اللغة،وأعرف عدة مدارس بهذا الشكل خصوصا في الدول الإسكندنافية، بل ويتحمل هؤلاء الأساتذة عبء تأليف الكتب المدرسية، ولدي مثال حي ، فقد توصلتُ أمس من مدرس لغة عربية بإحدى مدارس الدانمارك، وهي تابعة لإحدى دول الخليج، توصلتُ بنسخة من مقرر تم تأليفه لإستعماله السنة المقبلة، وطُلب مني رأيي فيه وما مدى صلاحيته وعلي مراجعة الكتاب لغة ومنهجا وعلما وإخراجا، أستاذ يؤلف كتابا مدرسيا في اللغة العربية،وليست لديه فكرة عن علوم التربية إلا ما توصل إليه باجتهاذه الشخصي حيث إ ن تخصصه تخصصا في مجال العلوم الطبيعية، هذا هو مشكل اللغة العربية.
البعثات الدبلوماسية العربية لا تقوم بواجبها في هذا المجال،فالمراكز الثقافية العربية من أفقر المراكز في أوربا من حيثُ التكوين في المجال اللغوي، ولننظر إلى المراكز الثقافية الغربية عندنا في الدول العربية، الكل يتهافت عليها من أجل تعلم اللغات،ومراكزنا الثقافية في أوربا خاوية على عروشها في هذا المجال، ومن هنا أطرح السؤال على وزارات الخارجية عندنا عن الطاقم الدبلوماسي المتواجد في المراكز الثقافية، ماذا يفعل هذا الطاقم غير المتاجرة في البضائع عوض ممارسة المهمة التي من أجلها هو هناك؟.
وشيء آخر، ففي تعليمنا للغة العربية لا نقوم بتصنيف المتعلمين حسب المستوى المعرفي لهذه اللغة، وليس حسب السن أو الصف، لذا نجد الفوارق الفردية كبيرة في الصف الواحد، مما يحرم أعلبية المتعلمين من تلقي اللغة الصحيحة، فيرفض في سنة ما أن يتعلم هذه اللغة لأنها تشكل عليه عبئا ثقيلا.
فحتى التلميذ الذي يدرس في الثانوي مثلا ولكن مستواه في العربية يصنف في الصف الأول ابتدائي،فعليه أن يدرس في الصف الأول ابتدائي، حتى يتلقى أساسيات اللغة،أما أن نتعامل معه حسب السن ، فلن يستفيد شيئا، وسنكون كمن نهدر وقته ووقتنا.
ولي عودة مرة أخرى.

زهرة زيراوي
26/07/2008, 11:34 AM
لقد أثير هذا الصباح موضوع الجرح العميق فينا
إن ما نطلع عليه اليوم في مدارسنا من تدن واضح في فهم طرائق التدريس التي لا تستحضر ارتباط المستوى العقلي بالمستوى السني إلا قد ما يشد عن هذه القاعدة ، أضف إليه عدم الإلمام الجيد باللغة و فقهها ، أضف إليه البرامج الجامدة التي لا يراجعها متخصصون يضعون في اعتبارهم أن اللغة فكر ، إنه يثير في النفس كثيرا من الشجن
أليس هذا جرح الروح العميق بحق ؟؟

صبيحة شبر
26/07/2008, 02:40 PM
الأخت العزيزة امال عابدين حيدر
موضوع قيم ومهم هذا الذي تطرقت اليه اختنا العزيزة
وهذ المشكلة ، لاتواجه العرب المقيمين في البلاد الاجنبية فقط ، انما تواجهنا ايضا في ديارنا العربية
انا استاذة للغة العربية في مدرسة ثانوية ، الاحظ تراجعا كبيرا في الاهتمام بلغتنا الجميلة ، من قبل الطلاب
وأولياء الامور ، لماذا نربط اللغة العربية بالدين ؟ معك حق ، يجب ان نعلم أبناءنا دينهم الحنيف ، وقواعد التجويد
والقراءة والنحو ، وفقه اللغة ، كي يتمكنوا من فهم الدين الاسلامي الذي نعنز بانتمائنا اليه ، ولكن يجب ان نهتم باللغة العربية
لانها لغتنا الام ، والمعبرة عن هويتنا الثقافية ، وقيمنا ، ومبادئنا ، في الغرب توجد مدارس كثيرة لتعليم اللغة العربية
لأبناء الجاليات العربية المهاجرة ، ولكنها - كما ذكرت اختي العزيزة- تفتقر الى عدة امور أساسية في تعليم لغتنا الجميلة لأبنائنا ، أولى هذه المشاكل ، الافتقار الى الكتاب المنهجي ، والذي كتب نتيجة دراسة مستفيضة عن واقع الشباب العرب والاطفال العرب في بلاد الغرب ، لاحظت ان بعض الكتب ليست عربية انما مكتوبة بلغات اخرى ، ومترجمة الى العربية بأقلام لم يمكنها المحافظة ، على جمال العربية وسلاستها ، وتمكنها من الحصول على اعجاب القاريء ، كما ان قلة الأساتذة المختصين هناك ، يشكل عائقا كبيرا امام اقبال الطلاب ، على التعلم ، كثير من الأساتذة هناك يجدون في مهنة التعليم فرصة للحصول على مورد مالي ، وهذا حق طبعا ، ولكن ليس على حساب المصلحة الحقيقية للطلاب ، في تعلم اللغة العربية ، عن طريق اساتذة يحسنون هذه اللغة ، ويحبونها كثيرا ، ويستطيعون ان ينقلوا ذلك الحب ، الى طلابهم.
انها مشكلة كبيرة ، على المفكرين ، ايجاد حلول ناجعة لها.

هري عبدالرحيم
28/07/2008, 10:56 AM
هذا نموذج لإنتقاء مدرسي اللغة العربية ، وهو انتقاء يظهر مدى العيب الذي يتم به هذا الإنتقاء.(مزدوج التي وردت في المذكرة تعني مدرس لغة غير اللغة العربية).

http://i45.servimg.com/u/f45/10/05/89/00/15781510.jpg

21 جمادى الثانية 1429
25 يونيو 2008


إلى السيدات والسادة:
- مديرات ومديري المصالح المركزية
- مديرة ومديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين
- نائبات ونواب الوزارة
- مديرات ومديري مؤسسات التربية والتعليم العمومي ومؤسسات تكوين الأطر
الموضوع: تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية القاطنة بأوربا -تنظيم اختبارات انتقائية -

سلام تام بوجود مولانا الإمام المؤيد بالله،
وبعد، في إطار الجهود المبذولة للارتقاء بتدريس اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية القاطنة بأوروبا، ومن أجل تعويض بعض الأطر التعليمية التي انتهت مهمتها، وتلبية للحاجيات المتزايدة في هذا المجال، يشرفني إخباركم أنه ستجرى ما بين 23 و 31 يوليوز 2008 اختبارات كتابية وشفوية لفائدة أساتذة التعليم الابتدائي وأساتذة التعليم الثانوي الإعدادي، لتدريس اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية القاطنة بأوربا ابتداء من الموسم الدراسي 2008 – 2009 .

وقد حدد عدد المناصب المتبارى بشأنها في42 منصبا موزعة حسب الدول المعنية كالتالي :


البلد عدد المناصب
فرنسا 33
اسبانيا 05
الدانمارك 03
إيطاليا 01


1. شروط الترشيح

يشترط في المترشح أن يكون :
 أستاذا رسميا للتعليم الابتدائي مزدوج أوأستاذا رسميا للتعليم الثانوي الإعدادي، تخصص اللغة العربية ؛
 مرتبا في الدرجة الثانية على الأقل – الرتبة الخامسة فما فوق؛

امال عابدين حيدر
28/07/2008, 02:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأساتذة والأستاذات الكرام: شكراً على تفاعلكم مع الموضوع المطروح.

في الحقيقة إن هذه هي مشكلتنا في العالم العربي كذلك، وأنا قد درست في الدول العربية وقد لمستها، لكن المشكلة عندنا في المهجر أكثر خطورة؛ إذ أنك تجد الطالب لا يستطيع أن يتحدث العربية أو يفهمها، وهذا شئ خطير جداً على هويتنا هنا، فإن لم نستطع التغلب على هذه المشكلة صارت عندنا مشكلة انتماء كبيرة وفقدنا أجيالنا هنا حيث يذوبون في المجتمع الغربي، وقد حصل هذا مع جيل المهاجرين العرب الأول، وجيل المهاجرين الفلسطينيين الأول والثاني. لذا فإننا نخشى على هذا الجيل من الضياع.

في الواقع، إن المدارس الإسلامية في الدول الغربية وتحديداً في أمريكا حيث خبرت هذا عن قرب، فإن هذه المدارس تقوم بعمل جيد جداً وأحياناً ممتاز وذلك في غرس الروح الإسلامية، والانتماء للدين، والقيم الاسلامية النظيفة ( من غير مغالاة المتشددين ) وهي بذلك تحقق للطالب أفضل مما تحققه المدارس في الدول العربية في هذا الشأن.

فترى مثلاً عندنا في مدارسنا هناك مسابقات للقرآن الكريم، مسابقات للمعلومات الاسلامية (تاريخ, فقه, عقيدة)، كذلك هناك يوم اللغة العربية؛ يقوم فيه الطلاب بعمل مشاهد تمثيلية، فنية، كلمات، مسابقات باللغة العربية الفصحى. وهناك معرض الكتاب العربي؛ يتم فيه عرض عدد من الكتب والقصص باللغة العربية يتم شراءها من قبل الطلاب وأهاليهم. كذلك هناك احتفال خاص بالمولد النبوي الشريف حيث يتم تسابق كافة الطلاب في كتابة مواضيع عن النبي (ص)، وأشعار، وماذا تعلمت منه (ص). ومسرحيات باللغتين.
في مدرستنا بالتحديد هناك التجمع الصباحي، حيث تتعين في كل شهر الخلق الذي سنتكلم عنه، وفي كل يوم تكون مسؤولية صف معين للتعامل مع هذه القيمة لمدة 10 دقائق، يشرف عليها في الغالب مدرسي اللغة العربية والدين.
فمثلاُ الصبر، الحق، التسامح، كظم الغيظ..................

فترى أن أولادنا يعلمون من الدين أكثر مما يعلمه أولادنا في الدول العربية من خلال المدارس.

لكن تبقى المشكلة التي أطرحها هنا، ألا وهي تدريس اللغة العربية بطريقة فعالة تنتج مهارة لغوية سليمة لدى الطالب
فهنا في أمريكا كتب مؤلفة لا بأس بها، بمعنى أنها أفضل من لا شئ، إلا أنها لا ترقى إلى المستوى المطلوب.

لكني إلى الآن ماوجدت جواباً على سؤالي في طلب النصيحة من الأخوة في كيفية التغلب على تلك المشكلة، وإن كان التغلب عليها على مستوى المدارس صعب. فكيف هي نصيحتكم بالنسبة للمستوى الشخصي. بمعنى أني لو أردت أن أدرس ابني اللغة العربية فما هي أفضل استراتيجية يمكن لي أن أتبعها حتى أصل به إلى مستوى راق من اللغة، سواءً على صعيد المفردات أو القواعد أو الكتابة.

ولكم جزيل الشكر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Tayseer Al-Alousi
24/08/2008, 09:05 PM
الجمعية الهولندية لأساتذة اللغة العربية

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

أستاذ الأدب العربي الحديث والنقد الأدبي

tayseer54@hotmail.com



يوجد في هولندا واحدة من أكبر المكتبات العالمية التي تضم أبرز المخطوطات العربية فضلا عن أبرز الدراسات الاستشراقية وتلك التي تخص دراسة علوم العربية وآدابها، حتى أنَّ أبرز الجامعات الهولندية تضمن اليوم أقساما مستقلة متخصصة لتدريس العربية وعلومها وآدابها كما في جامعة لايدن، أوترخت، ماسترخت، نايميخن، أمستردام، أمستردام الحرة وخروننغن إلى جانب عشرات المعاهد العليا التي تختص بالعربية...

وفي إطار مثل هذا النشاط الواسع الحافل بالحيوية يوجد عشرات بل مئات من الأكاديميين والأساتذة الذين يُعنون بتدريس العربية وآدابها في مستوييها الجامعي الأولي والعالي فضلا عن مئات من الكوادر المؤهلة والمعلمين على المستوى المدرسي... وبعض هؤلاء من الهولنديين الأصائل وبعضهم من الهولنديين من أصول أخرى، كالمغاربة والترك والعراقيين والمصريين وغيرهم...

ومثل هذا الحجم النوعي المميز ما زال من دون جمعية تنظم أمورهم وتهتم بأنشطتهم وبالدفاع عن مصالحهم وعن تفعيل أدوارهم في الحياة العامة بما يعود بالفائدة على حال التفاعل الإيجابي بين الناطقين بالعربية ومجتمعهم الهولندي الجديد.. وهؤلاء يمثلون حوالي المليونين بين الـ 16 مليون هولندي (أي حوالي 12% من الهولنديين). إنَّ تعزيز الاهتمام باللغات الأم للهولنديين الجدد يعني تفعيلا لمبدأ احترام الآخر الديموقراطي وتعزيزا لمبدأ تعدد الثقافات وتفعيلا له بما يفيد تطوير الذهنية المتفتحة المتنورة وبما يدخل في توطيد الثقة بين مكونات المجتمع الهولندي ويتيح التعاطي البنّاء مع الآخر...

وفي ظروف المتغيرات الدولية وظواهر التطرف وآثاره في تشنج بعض العلاقات سيكون لوجود أية أنشطة متعددة الثقافات توطيدا لتفاعل إيجابي ووقفا للذرائع التي قد يدعيها بعض الأنفار في محاولاتهم توتير الأجواء. وسيكون لوجود الجمعية هذه أثرها في تفعيل التنافس العلمي وتشجيع البحوث المعرفية التخصصية والارتقاء بحجم العلاقات الثقافية داخل المجتمع الهولندي وبينه وبين المجتمعات الأخرى في زمن عولمة الثقافة وتعمق الاتصالات بين الشعوب وبين ثقافاتها...

لقد ظهرت جمعية أساتذة علوم اللغة العربية وآدابها في عدد من البلدان الأقل اهتماما والأقل في حجم وجود أساتذة تخصص العربية وليس صحيحا تأخر ظهور الجمعية الهولندية لأساتذة علوم اللغة العربية وآدابها وهم بهذا الحجم النوعي ولديهم كل هذا الجمهور ونسبته في الوسط الهولندي.. ومن المفيد لجمهرة أساتذة اللغة العربية الهولنديين أن يتوجهوا لتأسيس جمعيتهم الهولندية التخصصية رعاية لمصالحهم ولمفردات عملهم الوظيفي والاجتماعي الثقافي...

إذ من اهتمامات الجمعية عقد الصلات بين الأساتذة وتبادلهم الخبرات والتعرف إلى همومهم وانشغالاتهم واقتراح الحلول المساعدة لمعالجة ما قد يظهر بينهم كالبطالة أو الحاجة لمصادر بحوثهم العلمية واقتراح الحلول المناسبة لها واحتمال الإفادة من إصدار دورية أكاديمية محكَّمة لدراستهم على المستوى الهولندي وتفاعل تجاريبهم مع التجاريب الموجودة في البلدان الأخرى من الجمعيات النظيرة أو في إطار أنشطة الجامعات في البلدان الشرق ا,سطية العربية أو التي تهتم بتدريس العربية كالمؤتمرات التخصصية العلمية والدورات والمشروعات المنعقدة وبرامجها..

إنَّ مقترحي هذا يمكنه أن يكون مطبقا واقعيا بالدعوة لمؤتمر ينعقد برعاية إحدى الجامعات أو الجهات الداعمة للأنشطة الثقافية الاجتماعية الرسمية هنا في هولندا.. ويمكن لتشكيل لجنة تحضيرية أن تنهض بمهمة الإعداد والتحضير وتوفير الغطاء أو الدعم المناسب علما أن مشروع النظام الأساس للجمعية وبرامجها العلمية يمكن إرساله لمزيد من الدراسة وتفاعل الآراء قبل إقراره في المؤتمر التأسيسي المنتظر...





يرجى مراسلتي على إيميلي الشخصي: tayseer54@hotmail.com





الجمعية العربية لأساتذة الأدب الحديث

إلى الأكاديميين المعنيين وإلى المؤسسات الرسمية والمسؤولين في اتحاد الجامعات العربية وفي رئاسة الجامعات العربية عامة

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي
2008/08/11

أستاذ الأدب العربي الحديث

tayseer54@hotmail.com







شرع عصر النهض العربي يتفتح عن أزاهير معرفية وفكرية متنوعة فكان له من بينها ذياك التعميد بمنطلقات إبداعية في مجال الأدب العربي الحديث مسجِّلا أهم عوامل التحريك في العقل العربي المعاصر. حيث كان التأثير مؤسَّسا على أهمية تغيير أساليب التعبير وصيغه وأشكاله بما جاء بأشكال التجديد الجمالي المحدثة وبالتأكيد لم يكن هذا مقبولا أو مستساغا لو لم يتضمن العمق الفكري الفلسفي الموائم للمتغيرات الاجتماعية العميقة في المجتمع العربي بعامة بمختلف بلدانه...

ولكن عملية الولادة والتحديث في الأدب العربي مثله مثل عديد الخطابات المعرفية والجمالية الأخرى لم يكن بالأمر السهل، ولم يظهر دفعة واحدة بل نما وتطور في خضم الصراعات بين تحنط بعض المتزمتين الملتزمين بشكلانية القديم وثباته جمودا وتكلسا بحسب رؤية هذا [البعض] وبين تطلع المنعتق من ربقة الجمود والخشية السلبية على القديم فاستبدل الأمر بتحديثه وتجديده بما صبَّ في النهاية في التعاطي مع مستجدات الحياة العامة والأدبية المخصوصة وبما أكَّد على المحافظة على التراث من خلال نظرة موضوعية مختلفة لا ترى هذا التراث الثر في جمود شكلاني ساذج...

ومن هنا انتصرت إرادة الحياة والديمومة لأدبنا العربي المتجدد الولود لتنوعه ولتعبيره عن طبيعة كل مرحلة من عصوره الزاهية إبداعا. وصرنا أمام مشهد ذهبي آخر لحداثة الأدب العربي منذ البارودي وشوقي وأولى بذور النمو ومرورا بعبدالصبور والسياب والبياتي وبالجواهري والجبل وليس انتهاء بكتّاب من مثل الخالدين بكلمهم الطيب كما في راحلنا بالأمس القريب محمود درويش وقصيدته المنثورة التي طرزت مضامين سامقة رائعة في حديث الانتاج باللغة العربية وآدابها...

وصار اليوم الدرس الأدبي العربي الحديث واحدا من أبرز الدروس الجامعية وأهم الدراسات البحثية المعرفية في المعاهد والمراكز والجامعات في مختلف البلدان العربية بل وفي عدد جد كبير من الجامعات الأوروبية والعالمية.. ويكفي الإشارة هنا إلى الدور المهم لأدب المهجر ومساهمة شعراء المهجر وأدبائه في مسيرة الإبداع العالمي ودور الأدب العربي الحديث في الآداب الإنسانية ومقدار الترجمات التي نطقت بالأمر وعبرت عنه وأشير هنا لنوبل محفوظ ولترشيحات كثيرة مماثلة لأخذ مكانها ومكانتها بين أعلام الانتاج الإبداعي العالمي..

ومن كل هذا التراكم صرنا أمام مشهد كبير في حجمه العددي، مهم ومميز في حجمه النوعي ودوره في مجال النظر إلى أساتذة الأدب العربي الحديث في الجامعات ومعاهد الدراسات العليا ويمكننا أن نقول باطمئنان إلى وجود مئات بل ألوف من الأساتذة المختصين بالأدب العربي الحديث سواء من العاملين اليوم بالجامعات أم من غير الحاصلين على فرصة عمل لهذا السبب أو ذاك.. وهؤلاء بكل مكانتهم وأهمية أدوارهم العلمية المعرفية والأدبية الاجتماعية ما زالوا حتى يومنا بلا هيأة قومية تُعنى بمتابعة درجاتهم العلمية وتطور مستوياتهم ورعاية مصالحهم ومنها مسائل تتعلق بتوفير فرص العمل أو رعاية بحوثهم ونشرها وتعميد منجزاتهم وتداول رؤاهم فيما بينهم داخليا وبينهم وبين الجهات النظيرة عالميا...

لقد حان الوقت لتأسيس الجمعية العربية لأساتذة الأدب الحديث والانطلاق بمهامها الأكاديمية والمهنية والمعرفية مثلما هي الحال مع عديد من التخصصات العلمية التي تمتلك جمعياتها الأكاديمية على المستويات الوطنية والقومية وهي جمعيات ذات أهمية أكاديمية علمية كونها تُعنى بتطوير الأكاديمي ودراساته وبحوثه وتسجيل منجزه ومنحه اللقب العلمي بعضويتها التي تؤكد الدرجة العلمية التي يحملها في ضوء بحوثه وسياقات العمل الجامعي المتعارف عليها.. وسيكون من دواعي الدفع إلى الأمام والارتقاء بالجهود العلمية في تعزيز العناية المنتظرة والتطور المؤمل للاهتمام بالأدب العربي الحديث والدراسات العلمية الفاعلة في مجالات علوم اللغة العربية وآدابها، أنْ تتشكل هيأة أو جمعية على المستويين الوطني والقومي تضم أساتذة الأدب العربي الحديث الذين يمتلكون التأثير النوعي الكبير المميز كونهم يمثلون خطابا علميا مجدِّدا حداثويا في تناول قسم مهم من أقسام أدبنا العربي من جهة ومفردات حياتنا المعاصرة من جهة أخرى...

لذا أضع مقترحي هذا هنا بين أيدي الزميلات والزملاء المتخصصين في مجال الأدب العربي الحديث من العاملين في الجامعات العربية تحديدا في أقسام علوم اللغة العربية وآدابها لكي تتشكل لجنة تحضيرية ترسم خطة مناسبة للدعوة لمؤتمر عام يجمع المتخصصين ويعلن عن إنشاء هذه الهيأة الأكاديمية على المستوى العربي عامة للنهوض بمهمة تفعيل قيام مؤسسات أكاديمية على المستوى الوطني أو فروع أو أعضاء ارتباط بحسب الحالات المتاحة في كل بلد عربي من جهة توافر الاختصاص..

وسيكون على اللجنة التحضيرية أن تضع النظام التأسيسي للجمعية [وقد قمتُ شخصيا بصياغة مقترح له ويمكن أن أرسل المقترح لكل زميلة أو زميل أو جهة تطلبه لمزيد من الإغناء والتطوير وللاتفاق النهائي على صيغته الأخيرة الثابتة] فضلا عن أية أوراق عمل أخرى.. على أن مثل هذا المشروع بحاجة لرعاية جدية مسؤولة من اتحاد الجامعات العربية وأمانة الجامعة العربية نفسها ومن أقسام علوم اللغة العربية في الجامعات العربية العريقة لما لهذا التوجه من تأسيس لتفعيل ميادين العمل الأكاديمي في تخصصات أخرى مثلما سيثمر هذا التوجه في ميدان الأدب العربي الحديث فعلا تحديثيا تجديديا في الاهتمام بمفردة من مفردات مؤمل تفعيلها بشأن علوم اللغة العربية وآدابها بصورة عامة... وهذا أمر مهم من جهة النظر إلى أهمية دور اللغة العربية في التنمية المنتظرة عربيا...

وعمليا سيكون أمر التوجه العملي لتنفيذ هذا المشروع بين مدارين عمليين:- أولهما بفعل تجمع عدد من الأساتذة الاختصاص والعمل الطوعي على إنضاج مشروع متكامل في ضوء الصيغة المقترحة ليُقدَّم لجهة رسمية ترعاه لاحقا لتفعيله وثانيهما يتمثل بتكليف المؤسسات الأكاديمية أو مؤسسات الجامعة العربية المختصة أساتذة متخصصين ليشرعوا في الإعداد المناسب.. وثقتي أنني شخصيا سأتلقى تفاعلا إيجابيا مهما من الزميلات والزملاء ومن الجهات المسؤولة للتصدي لهذه المهمة واستكمالها على خير وجه تفعيلا لكل دراسة موضوعية تخدم تفعيل دور لغتنا العربية في تنمية واقعنا وتحريكه في مجمل الصورة النهائية المستهدفة.





هذه الكلمة موجهة لكل زميلة وزميل في تخصص الأدب العربي الحديث لكي يتقدم برؤيته بالخصوص في سقف زمني مناسب.

وهذه الكلمة موجهة لكل مسؤول في قسم مختص (قسم علوم اللغة العربية وآدابها) وفي جامعة عربية ويرى أن من واجبه دعم كل ما يصب في تفعيل دور لغتنا العربية في التنمية وإشادة صروح التقدم ...

وهذه الكلمة بالتأكيد موجهة لرئاسة اتحاد الجامعات العربية وعبره إلى الأمانة العامة للجامعة العربية لتبني مشروع الجمعيات الأكاديمية التخصصية على المستويين القومي والوطني العربي بما يعود مردوده باتجاه خدمة اللغة العربية ودورها التنموي... وإذا كانت الورقة قد تقدمت بمقترح محدد لتخصص الأدب العربي الحديث بالتجاور مع ورقة أخرى بمشروعها لجمعية أساتذة الأدب المسرحي فلكي لا تبقى الأمور مجرد رؤية عامة بغير مفردة عملية تفيد في إطلاق المشروعات التالية... كأن يكون المؤتمر عاما يحتضن ورشا عملية لولادة الجمعيات الأكاديمية المقترحة في عدد من التخصصات في إطار علوم اللغة العربية وآدابها مثلما هذين المشروعين...
http://www.somerian-slates.com/v164.htm



الجمعية العربية لأساتذة الأدب المسرحي

إلى الأكاديميين المعنيين وإلى المؤسسات الرسمية والمسؤولين في اتحاد الجامعات العربية وفي رئاسة الجامعات العربية عامة

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي
2008/07/06

أستاذ الأدب المسرحي

tayseer54@hotmail.com







لم تكن ولادة المسرح إلا بالارتباط مع الوجود المدني للبشرية، ولم تكن ولادة المسرحية عربيا إلا بالارتباط مع أوجه النهضة العربية بتفاصيل أوجهها الحضارية المتعددة. ومنذ أول نص مسرحي عربي التأليف في العام 1875 بمصر وفي العام 1892 بالعراق حتى يومنا جرت تطورات جدية عميقة في مجال الأدب المسرحي عربيا في إطار نمو المسرح العربي من جهة. وأول الأمر أنَّ حركة النقد الدرامي تقدمت وتنامت حتى صار بمقدورها أن تفرض الحاجة لولوج الجامعة ومن ثمَّ التناول العلمي دراسة وبحثا واستقصاء...

ولم يكن ولوج بوابة جامعة عربية بالأمر السهل العادي.. فلطالما ظل ازدراء "المسرح فنا والمسرحية أدبا" أمرا متمكنا من الرؤية المحافظة السائدة في أجواء دراسة الأدب العربي الحديث... وكان نهج استبعاد إدخال مادة تخص دراسة الأدب المسرحي مؤثرا بقوة في أقسام علوم اللغة العربية وآدابها ورُفضت طوال عقود بعيدة إمكانات تناول هذا اللون من التعبير الجمالي الأدبي بحجج وذرائع واهية عكست في أبرزها رؤية أيديولوجية وفكرا سياسيا للصراع بين التقليدي المحافظ والحداثوي المجدد في مجالات الإبداع الأدبي الفني... مثلما حصل فيما واجهته قصيدة الشعر الحر وغيرها من أشكال تعبيرية مجددة عديدة..

لقد أثبتت الأعمال الإبداعية من نصوص مسرحية أنها خطابات جمالية تعبيرية أمينة على استخدام اللغة بطريقة وظيفية إبداعية تفيد اللغة نفسها مثلما تقوم بذلك القصيدة التقليدية المعتد بها وبدراستها في الوسط الجامعي المتخصص.. وهذا هو ما كان المقدمة أو الأرضية المكينة الوطيدة التي فرضت ضرورة مواكبة النمو والتقدم في إطارها بدراسات لا تكتفي بالنقد الصحفي بل يلزمها أن ترتقي للدراسات العلمية في أروقة الجامعات وأقسام اللغة العربية تحديدا وهي المعنية بالتخصص من زاويته الأدبية..

فدخلت أمثلة من النماذج المسرحية في الدراسات الأدبية والنقدية الأولية بتوظيف من الأساتذة المتخصصين ثم تمَّ تفعيل الأمر بقيام عدد من الأساتذة بتوجيه الطلبة إلى إنجاز بحوث علمية للمراحل الجامعية الأولية تعالج الأدب المسرحي.. وتطور الأمر بقبول عدد من الجامعات لتبني رسائل الماجستير فأطاريح الدكتوراه في الأدب المسرحي فاتحة أوسع أبواب البحث العلمي لهذا التخصص في أدبنا الحديث... وقد تأخر هذا حتى أن أول دكتوراه في الأدب المسرحي في جامعة عريقة كجامعة بغداد (العراق) لم يكن إلا في العام 1992 (*أنجزها كاتب هذه الأسطر)... وفي الحقيقة ما زالت جامعات عربية عديدة ترفض مثل هذه الدراسات وهذا التخصص المجدِّد حتى يومنا فيما تسجل الإحصاءات ندرة المتخصصين على مستوى البلدان العربية وجلّ المتخصصين يأتون بتخصصهم من جامعات أجنبية وبدراسات تنصب على الأدب المسرحي العالمي تحديدا الغربي...

إنَّ عديدا من التخصصات العلمية تمتلك جمعياتها الأكاديمية على المستويات الوطنية والقومية وهي جمعيات ذات أهمية أكاديمية علمية كونها تُعنى بتطوير الأكاديمي ودراساته وبحوثه وتسجيل منجزه ومنحه اللقب العلمي بعضويتها التي تؤكد الدرجة العلمية التي يحملها في ضوء بحوثه وسياقات العمل الجامعي المتعارف عليها.. فيما بقي تخصص الأدب المسرحي من دون هيأة تجمع الأساتذة والأكاديميين على المستويات الوطنية والقومية..

وسيكون من دواعي الدفع إلى الأمام والارتقاء بالجهود العلمية في تعزيز العناية المنتظرة والتطور المؤمل للاهتمام بالأدب العربي الحديث والدراسات العلمية الفاعلة في مجالات علوم اللغة العربية وآدابها، تحديدا عبر منفذ الأدب المسرحي (النص الدرامي)؛ أنْ تتشكل هيأة أو جمعية على المستويين الوطني والقومي تضم أساتذة الأدب المسرحي وإن كانوا من جهة العدد قلة (نسبيا) فهم في الحقيقة من جهة التأثير النوعي يملكون تأثيرا فاعلا كبيرا كونهم يمثلون خطابا علميا مجدِّدا حداثويا في تناول قسم مهم من أقسام أدبنا العربي الحديث...

لذا أضع مقترحي هنا بين أيدي الزميلات والزملاء المتخصصين في مجال الأدب المسرحي من العاملين في الجامعات العربية تحديدا في أقسام علوم اللغة العربية وآدابها و أقسام المسرح لكي تتشكل لجنة تحضيرية ترسم خطة مناسبة للدعوة لمؤتمر عام يجمع المتخصصين ويعلن عن إنشاء هذه الهيأة الأكاديمية على المستوى العربي عامة للنهوض بمهمة تفعيل قيام مؤسسات أكاديمية على المستوى الوطني أو فروع أو أعضاء ارتباط بحسب الحالات المتاحة في كل بلد عربي من جهة توافر الاختصاص..

وسيكون على اللجنة التحضيرية أن تضع النظام التأسيسي للجمعية [ويمكن شخصيا أن أرسل مقترحي بالخصوص] فضلا عن أية أوراق عمل أخرى.. على أن مثل هذا المشروع بحاجة لرعاية جدية مسؤولة من اتحاد الجامعات العربية وأمانة الجامعة العربية نفسها ومن أقسام علوم اللغة العربية في الجامعات العربية العريقة لما لهذا التوجه من تأسيس لتفعيل ميادين العمل الأكاديمي في تخصصات أخرى مثلما سيثمر هذا التوجه في ميدان الأدب المسرحي فعلا تحديثيا تجديديا في الاهتمام بمفردة من مفردات مؤمل تفعيلها بشأن علوم اللغة العربية وآدابها بصورة عامة... وهذا أمر مهم من جهة النظر إلى أهمية دور اللغة العربية في التنمية المنتظرة عربيا...

وعمليا سيكون الأمر بين منطلقين:- أول بفعل تجمع عدد من الأساتذة الاختصاص والعمل الطوعي على إنضاج مشروع متكامل يُقدَّم لجهة رسمية ترعاه لاحقا لتفعيله أو منطلق ثان بأن تكلّف المؤسسات الأكاديمية أو مؤسسات الجامعة العربية المختصة أساتذة متخصصين ليشرعوا في الإعداد المناسب.. وثقتي أنني شخصيا سأتلقى تفاعلا إيجابيا مهما من الزميلات والزملاء ومن الجهات المسؤولة للتصدي لهذه المهمة واستكمالها على خير وجه تفعيلا لكل دراسة موضوعية تخدم تفعيل دور لغتنا العربية في تنمية واقعنا وتحريكه في مجمل الصورة النهائية المستهدفة.

وإذ كانت الكلمة في البدء فليكن منطلقنا العملي اليوم من كلمة نراكم ونبني عليها حتى يُشاد الصرح الأبهى وبانتظار رؤى الجميع...





هذه الكلمة موجهة لكل زميلة وزميل في تخصص الأدب المسرحي لكي يتقدم برؤيته بالخصوص في سقف زمني مناسب.

وهذه الكلمة موجهة لكل مسؤول في قسم مختص وفي جامعة عربية ويرى أن من واجبه دعم كل ما يصب في تفعيل دور لغتنا العربية في التنمية وإشادة صروح التقدم ...

وهذه الكلمة بالتأكيد موجهة لرئاسة اتحاد الجامعات العربية وعبره إلى الأمانة العامة للجامعة العربية لتبني مشروع الجمعيات الأكاديمية التخصصية على المستويين القومي والوطني العربي بما يعود مردوده باتجاه خدمة اللغة العربية ودورها التنموي... وإذا كانت الورقة قد تقدمت بمقترح محدد لتخصص الأدب المسرحي فلكي لا تبقى الأمور مجرد رؤية عامة بغير مفردة عملية تفيد في إطلاق المشروعات التالية... كأن يكون المؤتمر عاما يحتضن ورشا عملية لولادة الجمعيات الأكاديمية المقترحة في عدد من التخصصات في إطار علوم اللغة العربية وآدابها...
http://www.somerian-slates.com/v160.htm


عذرا لإضافتي هذه المواد في تبويب قد يكون غير مناسب ولكن جزءا من تعزيز الجهد لصالح لغتنا أن نحمل مشروعات أخرى أرجو أن يتسنى الوقت لنقل هذه المواد إلى أبوابها المناسبة لتفاعل الزملاء والزميلات.. وبشأن اللغة العربية في المهجر أرجو مراجعة الرابط الآتي فهو يسلط الضوء على مشروع يحاول تبني القضية استراتيجيا وعساه ينج بفضل تكاتف الجهود وتعاضدها:
http://www.somerian-slates.com/p549.htm