المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ستون عام ونحن ننتصر



مروان العياصرة
27/07/2008, 11:12 AM
ستون عام ..
ستون ربيعا لم تورق الأشجار ..
بعد كل مواسم الغضب.. ما زال فينا نبض الأرض يضيء عتمة أرواحنا ووحشة الطرقات ..
ما زلنا نوسد أحلامنا ربا التلال وخدود السهول ..
ما زال صوت فجر القدس يردد الله اكبر، والمدى يعيد الصدى .. الله أكبر
في غزة، في الرملة .. في جبل النار.. من شمال عكا إلى آخر النقب.. ثوار الأرض متاريسها وعشاق الشهادة لها قلاع.. أرواحهم ترفرف مثل رايات الحق .. وأجسادهم للحق شراع..

يا كل الأرض .. يا كل المواسم ..
يا ابنة الستين حزن .. لا تحزني فليل الشهداء أمن ..
يا ابنة الستين جوع .. لا جوع للذين يقرأون ورد الضحى وسفر الطلوع
يا ابنة الستين جدب .. نهارات الحق فيك خصب

يا أرضنا التي تقاوم .. منذ ستين عام ..
نحن أبناء الخيام .. نحترف عشق الأرض.. عشق الموت ..
ونعرف كيف نجعل من أرواحنا قناديلا لأعراس الشهداء
هم الشهداء .. وريد الأرض وشريانها ..
وزيت قناديلها وعنوانها ..
هم القابضون على جمر الغضب، المارون في حقول التعب
هنا عطرهم .. ورصاص حجارتهم ..
وهنا صدى تراتيل الذكر والقرآن ونشيد النصر وقصائد العودة ..
هناك في كل ركن ..
فوق هذا التراب اليانع يولدون من جديد ..
يطلعون من زهر السوسن .. من عيون الأقحوان يولدون ..
يا أرضنا التي تقاوم .. منذ ستين عام ..
وما زالت تقاوم ..
ما زلنا لها درعا وياقوتة حمراء ..
وحروفا وسيوفا وياء النداء، حين تنادي ..
يا أيها الشهداء اعبروا جهات الأرض ..
هي أرضنا الطيبة وصحراؤنا المعشبة
هي أمنا التي حبلت بنا ستين عام ..
قالت لنا كونوا مطر الغضب .. تحت وطء خطواتكم يونع الجمر لهب..
خبئوا حزنكم واحرسوا أحلام طفل جاوزته الطفولة ستين عام
هذا الطفل الطالع من حزن الحكايا ، يكتب في دفتر الصف..
ولدتُ يتيما وأعيش على قيد الشهادة،
أنا لا أشبه الأطفال .. لم أعرف كيف تكون الضحكة ..
لم أفرح مثل الصبية، لم .. لم ألعب، لم أرسم أشجارا وعصافير وجداول ..
رسمت الحروف سيوف .. والكلمات قنابل ..
رسمت وجه أمي طافح بالدمع حين مات أبي وهو يقاتل ..
رسمت من خيوط الحلم أشرعة تجيء تأخذني
إلى زمني الطفولي في أحواش البيوت القديمة وسطوح المنازل ..
وأعود محملا بالصبر.. أنا لا أشبه الأطفال،
أرسم وطني، أكتب تاريخ زماني .. لكني لا أهرب، أعرف أن الله .. يراني.

يا أرضنا التي تقاوم .. منذ ستين عام
خلف هذا الباب .. سنذكر - بالرضا - ستين عاما من العذاب ..
وآلاف من الليلات التي بتنا على ظمأ وجوع
سنذكر أي خوف في قلوب الصبايا وأي برد في الضلوع..
كانت .. كل الدروب عارية من الخطوات
والشوارع تأكل صمتها..
سنذكر أيضا طرقات القرى
كيف تفجر فيها منذ الصباح الكفاح
يا أرضنا التي تقاوم .. منذ ستين عام
ما زلنا نقاوم ..
للتواصل مع مروان العياصرة
(mn_ayasrah@yahoo.com)

فاطمة باوزير
28/02/2009, 02:34 PM
جميل ماخطتــــــــــــــــــه أناملك


ترى أهي خاطرة أم قصيدة نثرية؟؟


تحياتي لكل المبدعين