المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بريطانيا .. والدور الذي لا ينتهي : دكتور لطفي زغلول



لطفي زغلول
29/07/2008, 05:31 PM
بريطانيا .. الدور الذي لا ينتهي


د / لطفي زغلول – نابلس



الزيارة التي قام بها غوردن براون رئيس الوزراء البريطاني ، ومن قبلها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ، ومن قبلها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، ومن قبلها رئيس الولايات المتحدة الأميركية جورج دبليو بوش ، لا يمكن توصيفها إلا على أنها جاءت لدعم الكيان الإسرائيلي ، وتثبيت دعائمه ، في وجه ما يسمى الإرهاب الفلسطيني ، وإشاعة الأمن والأمان والطمأنينة فيما يخص المشروعات النووية الأسرائيلية .
في هذه الزيارات الأربع ، أفرغ كل زائر ما في جعبته من التزامات وتطمينات تجاه الكيان الإسرائيلي . وهو في نفس الوقت لم ينس تكرار كلمات أصبحت مفرغة من معناها ، أو أنها في الأصل مفرغة تجاه القضية الفلسطينية . " مصطلح القضية الفلسطينية غير وارد لدى مخاطبة الكنيست ، ويستبدل بمصطلح الشرق الأوسط " .
كلمات تداعب خيالات الفلسطينيين ، لا تلبث أن تتطاير قبل أن يطير الزائر راجعا إلى عاصمة ملكه السعيد . دولة فلسطينية متصلة الأراضي قابلة للحياة . القدس عاصمة لدولتين . توقف في " التوسع " فيما يخص المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية ، والضفة الغربية . حلول عادلة ومقبولة من كلا الطرفين فيما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين ، والترتيبات الأمنية التي يفترض اتخاذها من قبل الفلسطينيين .
جوردن براون هذا لم يأت بجديد . فقد كرر ما قاله من قبل رؤساء كل من الولايات المتحدة الأميركية ، والمستشارة الألمانية ، والرئيس الفرنسي . غير أنه أضاف بأنه لا يتوقع أن يعمل أحد أطراف الصراع ضد مصالحه الخاصة . وهو يدرك حق الحكومة الإسرائيلية وواجبها تجاه أمن مواطنيها . وهو يقر بالجهد الذي يبذله الفلسطينيون في الضفة الغربية لتحسين سجلهم الأمني ، والنجاحات التي قد حققوها .
إنه رئيس الحكومة البريطانية . وهو خليفة الرئيس السابق لها طوني بلير . وكلاهما ينتميان إلى نفس الحزب الذي أصدر في حينه وعد اللورد بلفور في تشرين الثاني من العام 1917 . يومها منح هذا الوعد الشعب اليهودي الحق في إقامة دولة له على الأراضي الفلسطينية . كان ذلك في أواخر العهد العثماني ، فما أن حل العام 1918 حتى استولت بريطانيا على بقية فلسطين ، وبسطت انتدابها عليها " 1918-1948 " .
إبان انتدابها على الأراضي الفلسطينية ، وهو انتداب مؤقت يهدف إلى تمكين الشعب اليهودي من تأسيس كل المؤسسات المفترض بها أن تشكل دولته ، " السياسية ، الإقتصادية ، الأمنية ، النقابية ، وغيرها " . فما إن جاء العام 1948 حتى كانت كل مؤسساتها قد أصبحت جاهزة ، وأصبح لها جيش مكون من عدة فرق .
وبداية فبريطانيا أدرى من غيرها بتاريخ القضية الفلسطينية ، ذلك أنها ساهمت مساهمة عريضة بل ربما تكون أحادية المساهمة فيما يخص هذه القضية التي رسمت قراراتها آنذاك خطوط كل السيناريوهات السياسية على اتجاهاتها المتعاكسة ، والتي ما زالت قائمة حتى اللحظة . والأبرز فيها هذا السيناريو المأساوي على الجانب الفلسطيني ، والآخذ في الإتساع والتعمق من كل الإتجاهات والأبعاد .
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هنا : أية فائدة يمكن أن ترجى من هذا الرجل الذي انحاز قلبا وقالبا للسياستين الأميركية والإسرائلية ، وغض نظره عن المآسي الكارثية التي سببها الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ؟ . أم أنه يفكر انه سيرضي الفلسطينيين بهذه الزيارة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، والتي أعلن رسميا أنها جاءت بغية " الإستماع وتبادل الأفكار ، وتحقيق تقدم في إطار حل الدولتين " .
لقد سمع الفلسطيينيون الكثير الكثير من مثل هذه التصريحات التي تفتقر إلى أبسط بسائط المصداقية والجدية ، والتي تجتر بين الآونة والأخرى لمجرد الإستهلاك . وتذكيرا ، فقد سبقه الرئيس الأميركي بوش الإبن قبل ما ينوف عن خمس سنوات " بوعده " عن الدولة الفلسطينية التي ما زالت نطفة في رحم الغيب السياسي ، وبخارطة الطريق ، ولقاء أنابوليس وغيرها . وها هو يعيد هذا الإجترار لغايات في نفس السياسة البريطانية في الوقت الضائع من عمر حكومتها الحالية ، موهما أن بريطانيا ما زال لها دور تلعبه في السياسة الدولية .
بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين ، هناك دَين تاريخي ضخم في ذمة السياسات البريطانية ، لايمكن تصفيته أو نسيانه أو المسامحة به ، وإن تقادم عليه الزمن . وبطبيعة الحال ، فإن زيارة أو اثنتين ، أو حتى ألف زيارة يقوم بها أي مسؤول بريطاني أيا كانت رتبته السياسية ، لا ولن تسدد ذرة من هذا الحساب ، طالما ظل الشعب لفلسطيني رازحا تحت الإحتلال ، ومشردا في المنافي .
باختصار ، إن مجمل المآسي الكارثية الفلسطينية هي جراء السياسات الإستعمارية البريطانية في القرن العشرين المنصرم . إن بريطانيا هي صانعة النكبة الفلسطينية . إنها هي المسؤولة ماضيا وحاضرا ومستقبلا عن عذابات الفلسطينيين ، ورحلة آلامهم التاريخية عبر تسعة عقود من الزمن ، منذ وعد بلفور عام 1917 .
وتذكيرا ليس إلا ، فعلى مدى ثلاثين عاما من انتدابها ، وظفت حكومة بريطانيا العظمى وعدها على أرض الواقع ، وترجمته لى حقيقة . فما إن أطل يوم الخامس عشر من أيار 1948 ، حتى كانت الدولة اليهودية قد أعلنت علىالجزء الأكبر من أرض فلسطين التاريخية .
وفي المقابل تم اقتلاع مئات الآلاف من الفلسطينيين من وطنهم التاريخي وتدمير المساحة العظمى من تجمعاتهم السكانية ، لتقام على آثارها البلدات والمستوطنات اليهودية ، وليصبح جل هؤلاء الفلسطينيين شعبا مهجرا منفيا خارج حدود وطنه التاريخي . وهكذا أفرزت هذه القضية إحدى أخطر إفرازاتها متمثلة بالنكبة الفلسطينية التي ما زالت قائمة حتى الآن .
وبرغم أن الزمن قد تقادم على هذه القضية ، إلا أن مسؤولية بريطانيا عما حدث للشعب الفلسطيني من ويلات وكوارث ومآس ، لا يختلف عليها اثنان ، ولا يلغي هذه المسؤولية وما يفترض أن يترتب عليها . إن أخطر ما ارتكبته بريطانيا أنها غضت الطرف عما فعلته ، أو أنها بصحيح العبارة نفضت يدها من أية مسؤولية تجاه الشعب الذي شردته وتسببت في معاناته طوال عقود القرن العشرين المنصرم ولا تزال .
وفي هذه الأيام بالذات ، وفي غمرة موجة الإجتياحات الإحتلالية التدميرية التي تقوم بها قوات الإحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة سواء في القطاع أو الضفة ، على مرأى ومسمع مما يسمى المجتمع الدولي ، أو بصحيح العبارة تحت ظلال هذا الصمت المريب ، وبريطانيا واحدة من هذا المجتمع الدولي ، يشد طوني بلير الذي أوكات له مهام المنسق الرحال لزيارة الأراضي الفلسطينية العديد العديد من المرات . وحقيقة الآمر أن الشعب الفلسطيني برمته يعتقد أن هذه الزيارات ما هي إلا حرث في البحر .
وكلمة أخيرة إن الفلسطينيين ، وقد حرموا طوال عقود طوال من الزمن ، وما زالوا من أبسط حقوقهم الإنسانية والوطنية والسياسية جراء نكبتهم التي كان للسياسة البريطانية يد طولى في إيجادها ، فإنهم لا يتوقعون من بريطانيا إلا أن تعيد قراءة القضية الفلسطينية قراءة تسودها روح العدالة والإنصاف والحق والإلتزام الأخلاقي . وهذا أقل ما يمكن أن تفعله .
إن عليها تفعل شيئا حقيقيا لتكفر عن بعض خطيئتها وخطأها أثناء الإنتداب البريطاني على فلسطين ، وهذا غيض من فيض ما يفترض أن تفعله بريطانيا تجاه الشعب الفلسطيني . وماعدا ذلك يكون إصرارا على تكريس النكبة وهروبا مقـصودا من المسؤولية ، وها هو رئيس وزرائها العمالي قد حل في الأراضي الفلسطينية ، وجها لوجه مع الحقيقة المأساوية التي أفرزتها سياسات إمبراطورية أجداده الإستعمارية بعامة ، والعمالية بخاصة ، فهل من عبرة وتكفير عن خطيئة ورثها ، وأمعن هو في تكريسها ؟ .
والفلسطينيون لا يطلبون المستحيل ، فهم لم يغيروا أهدافهم منذ أول يوم من أيام نكبتهم . فكما أوجد آباء البريطانيين الحاليين وأجدادهم دولة إسرائيل على جزء من أرض فلسطين جراء وعد بلفور وزير خارجيتهم آنذاك في العام 1917 ، والذي بدوره أفرز النكبة الفلسطينية بكل تداعياتها وأبعادها المأساوية الكارثية .
إن هذه الخطيئة التاريخية بحق الشعب الفلسطيني لا " يمحوها " أو يخفف من وقعها إلا " وعد بريطاني " جديد بقيام دولة فلسطينية على أرض فلسطين يجسد لهذا الشعب قدرا معقولا من تطلعاته ، ويساعده في تحقيق أهدافه الأخرى التي كفلتها له الشرعية الدولية . وبريطانيا تعلم علم اليقين ماهية هذه الأهداف من ألفها الى يائها ، وتعرف مدى مصداقيتها وشرعيتها ومشروعيتها .
وخلاصة القول إن المطلوب من بريطانيا " وعد " بإقامة دولة فلسطينية مواز للوعد الذي قطعته باقامة دولة يهودية في فلسطين ونفذته آنذاك بحذافيره . والفلسطينيون يدركون أن تصريح رئيس وزراء بريطانيا بخصوص الدولة الفلسطينية يظل مجرد تصريح تكتنفه الضبابية والغموض ، ما لم يتعمد إلى ربطه بالقرارات الصادرة عن الشرعية الدولية والمؤيدة قيام هذه الدولة وعودة الحق لأصحابه ، وما لم يتحرك بسرعة وبخاصة أن الشعب الفلسطيني يمر هذه الأيام بالذات بمحنة قد تضيف إلى مأساته أبعادا مأساوية جديدة . فإذا ما صدقت النوايا فإن رئيس وزراء بريطانيا يعرف حق المعرفة ما عليه فعله .

مصطفى عودة
29/07/2008, 10:16 PM
ارساء الخيار على فلسطين كدولة منشودة للشعب اليهودي تتحمل الدول الاوروبية مجتمعة والاتحاد السوفييتي سابقا وبالطبع امريكا اضافة الى الاذيال الحكام العرب في ذلك الزمان زائد الحركة الوطنية الفلسطينية ممثلة في القوميين الذين تحولوا الى ماركسيين شيوعيين والحزب الشيوعي الفلسطيني الذي ما فتيء يؤيد انشاء الدولة جنبا الى جنب مع الشعب الفلسطيني وقرار التقسيم .بريطانيا تتحمل وزر تعليق الجرس بصفتها المالكة لفلسطين بناء على التقسيمة السايكسبيكية.
قبل بريطانيا وقبل الحركة الصهيونية مانعت تركيا التي تصفها ادبيات القوميين والمناهج الدراسية التي تشرف عليها اليونيسكو ،تصفها بالاستعمار التركي ،مانعت اعطاء اي امتياز لليهود في فلسطين والتاريخ يشهد على ذلك.لكن الحضاريين المنفتحين وفي كل اتفاقياتهم ومباحثاتهم الاخيرة قد صفعوا الموقف التركي "المستعمر" واعترفوا ووقعوا ولم يأخذوا لا الاستقلال ولا الدولة ولا القدس ولا اللاجئين ولا الحدود ولا العملة الوطنية ولا الاقتصاد الوطني ولا دفاتر سجلات النفوس ولا ارقام لوحات السيارات ولا الزراعة ولا حفر بئر مياه واحد ولا الميناء البحري والجوي ولا الاحترام على الحواجز العسكرية ولم تشفع لهم ال vip ولا القنصلية الامريكية في القدس ولن تشفع لهم حتى السفارة التي سينقلها ماكين المرشح الامريكي للرئاسة ان فاز ،ولا ..ولا ..
نعم ،بريطانيا تتحمل الوزر الاعظم .في المقابل ماذا فعل الحكام العرب الثوريين وغير الثوريين لانتزاع الحق العربي المهدور المغدور؟ لقد امعنوا في الغدر والهدر ولا يزالون.وفي مقابل ذلك كله هل ولىَّ عهد الهزائم ونعيش الان مرحلة القرار السيادي الثوري وننتظر فقط القرار الرباني الذي ينسف بلفور ووعده وماكين وأمانيه وكل الاتفاقيات التي وقعها مفهوم يا وحدنا ،أليس الصبح بقريب؟بلى..