المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رادوفان كراديتش ! مأساة البوسنة



الشيخ مصطفى الهادي
31/07/2008, 08:41 PM
اليوم تم تسليم جزار البوسنة والهرسك زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراديتش إلى المحكمة الدولية ، بينما لايزال قائده العسكري السفاح راتكو مالاديش حتى الآن مطلق السراح ولربما ينتظر الأوربيون التوقيت المناسب لاعتقاله .
فاعتقال كراديتش هو إشارة إلى العالم العربي والإسلامي بأن يترك قضية الرئيس السوداني البشير إلى المجتمع الدولي وكأن لسان حالهم يقول : انظروا إننا لا نتورع عن اعتقال زعماء وقادة أوربيون متهمون بارتكاب جرائم ضد الإنسانية فلماذا تحتجون لإصدار مذكرة اعتقال بحق زعيم أو قائد عربي متهم بنفس الاتهام .
ولكن بماذا ينفع اعتقال كراديتش او حتى اعدامه وهل يرجع الكرامة لمئات الألوف من المغتصبات أو المقتولين ظلما أو سيجفف ذلك دمعة ألوف الايتام ؟ وهل سيرجع الوف المفقودين.
هذه نبذة مختصرة عما حدث هناك على يد هذا الجزار وزبانيته فهل فعل البشير مثل ما فعل كراديتش .ولا قياس .
إن ما حدث في أوربا المتحضرة خصوصا في يوغسلافيا السابقة خير دليل على أن نصائح ( شو ) وأمثاله من الساديين تنفذ بدقة بالغة ، فالمجازر التي قام بها الصرب وبمباركة أوربية غربية كاملة نيابة عنهم تقوم على أسس علمية تامة ولكنها غير إعتذارية ، لقد اثبت العدوان الصربي على جمهورية البوسنة والهرسك ، أنه مؤامرة دولية أوربية تستهدف إستأصال المسلمين واجتثاث وجودهم من أوربا ، أو الإبقاء عليهم كوجودات مهشمة مهمشة ، أشبه بالجاليات المستتبعة للحضارة الأوربية .
ولهذا ، ما كاد استفتاء المسلمين في البوسنة والهرسك في 29 / شباط / 1992 على استقلال جمهوريتهم ـ أسوة بجمهوريات الاتحاد اليوغسلافي السابق التي أعلنت استقلالها ـ حتى جن جنون أوربا وأوعزت إلى الصرب بضرب المسلمين فأعتبر الصرب استقلال البوسنة والهرسك بمثابة (( إعلان الحرب )) وقد أعلن ( كراديش ) رئيس الحزب الصربي في البوسنة آنذاك صراحة أمام البرلمان :(( إننا لا يمكن أن نعيش مع المسلمين على بقعة واحدة )) . ومنذ ذلك الحين أعلن الصربيون حرب الإبادة الوحشية ضد المسلمين ورفعوا شعارا رأيناه مكتوب على الجدران و الدبابات (( المسلم الجيد الوحيد هو المسلم الميت )) . ويبدو أن الصرب يعيشون عقدة خاصة كما يعيش الأمريكان عقدة فيتنام فالشعار أعلاه عانى منه الصربيون كثيرا ، فهو يذكرهم بأيام الحرب العالمية الثانية حين رفض الجنرال جورج باتون ( Geo . s . patton ) القائد الذي حرر يوغسلافيا من النازيين في الحرب العالمية الثانية ، رفض إيقاف الحرب واستمر في قتل الشيوعيين ورفع شعار (( الروسي الجيد هو الروسي الميت )) ولم يفرق بين روسي وصربي فقد كان همه القضاء على الشيوعيين ، ولولا موته المفاجئ لكان السبب في قيام حرب عالمية ثالثة كما قال ( ستالين ) .
لقد قتل الصرب أكثر من ( 150 ) ألف مسلم ومائة وأربعون ألف مفقود ، والموت البطيء في معسكرات الاعتقال الصربية أباد عددا آخر من المسلمين ، وتم الاعتداء على أكثر من ( 35) ألف امرأة وجعلوا منهن سبايا ، ودمروا مدنا بكاملها ، ونهبوا ما تبقى من المنازل ، واحرقوا المكتبات وحولوا المساجد إلى كنائس ، وعلقوا الصلبان على جثث القتلى بل وحفروا الصليب على جثث القتلى بالسكاكين وعلى جباه النساء وصدورهن ، كما شردوا مئات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ عن ديارهم ووطنهم وسط الثلوج والأمطار .
إن جميع الأدلة والشواهد تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن هذا العدوان ، وإن كانت تنفذه الأدوات الصربية المتوحشة (( الجتنيك )) هو عدوان تشترك فيه أوربا واليهود والغرب المتمدن عموما ، وبالنتيجة فإن العدوان هذا مجرد إفراز خطير من إفرازات النظام العالمي الجديد ، والهيمنة الأمريكية السافرة على العالم .
يزعم الصرب واليهود أن (( الأخوة الصربية ـ اليهودية )) قد (( تعمّدت بالدم ، وإنها تتغذى اليوم من وحدة العدو المشترك الذي يواجهونه معا وفي آن واحد ، أي المسلمين الإرهابيين في فلسطين أو في كوسوفو والبوسنة والهرسك ، ويقولون : (( أن القضاء والقدر وضعا الدولة اليهودية وصربيا في الخندق الأمامي لمواجهة العالم الإسلامي المتطرف ، وعليهما أن يتعاونا للقيام بمسؤولية المواجهة .
ولم يبخل اليهود على إخوانهم الصرب عن إمدادهم بشتى أنواع الأسلحة المتطورة : مدافع بعيدة المدى ، عربات مصفحة ، صورايخ متوسطة المدى ، وأكثر من مليون ذخيرة متعددة الأنواع .
إضافة إلى الضباط اليهود الذين يشرفون على العمليات العسكرية ، والدعم المالي والاقتصادي ، وشراء احتياجات الصرب من الأسواق العالمية.
كما لم يبخل ( الموساد ) بتدريب القوات الصربية على المذابح الجماعية وقطع الأطراف ، وبقر البطون ، وفقأ العيون ، واغتصاب النساء ، وجميع وسائل الإجرام الأخرى ما دامت تستخدم في عمليات التطهير العرقي .
لقد تناسى الصرب والكروات ـ رغم ما بينهم من اختلاف مذهبي كبير وأحقاد تاريخية دفينة ـ واليهود كل خلافاتهم ، وجمّدوا كل نزاعاتهم ، واجمعوا على ضرب الإسلام والمسلمين في البوسنة والهرسك .
لقد اشتركوا جميعا ـ بما فيهم القوات الدولية ـ في ارتكاب المجازر الدموية والمذابح الجماعية واغتصاب الفتيات المسلمات ـ كسياسة عامة لإذلال المسلمين وقهرهم ـ حيث أثبتت منظمة العفو الدولية في تقرير لها اغتصاب ( 50000 ) فتاة مسلمة ، علما أن الرقم الحقيقي ضعف ذلك ، واعترفت الأمم المتحدة نفسها باشتراك القوات الدولية في عمليات الاغتصاب البشعة ، بما فيهم قائدها الجنرال الكندي لويس ماكنزي 1 .
في حينها تبين من خلال عالمية النظام الجديد ، أن ليس هناك أي جهد دولي يستطيع وقف المذابح في البوسنة والهرسك ، لأن مصالح البلدان الغربية وخاصة أمريكا و بريطانيا واليهود فيما بعد ـ وهدفهم من ذلك إضعاف المسلمين ـ تقتضي باستمرار الحرب في هذا البلد ، وكذلك تقضي بالتعامل مع مخلفاتها على نحو لا إنساني وصليبي معاد ، وإن تسترت تحت شعارات إنسانية . كما تفعل المؤسسات الغربية المعنية (( بحقوق الإنسان والإغاثة )) حيث تثير التقارير ، إلى افتضاح حقيقة الكثير من هذه المؤسسات التي تعمل في مخيمات اللاجئين المسلمين البوسنيين ، أو التي تعمل في نطاق الإغاثة حيث تمارس نشاطا صليبيا وتبشيريا بين المسلمين ، واحدة من هذه الفضائح ذكرتها جريدة (( الهيرالدتربيون )) في تقرير نشرته ، مفاده تكتم وسائل الإعلام على خبر نقل (( 42 طفلا مسلما من البوسنة والهرسك إلى ألمانيا بحجة انهم من الأطفال الأيتام الذين ستتولى العائلات الألمانية احتضانهم وتربيتهم ، ولكن ثبت بعد ذلك أن ممثلي الكنائس الألمانية هم الذين أخذوا الأطفال لتنصيرهم ، كما ثبت أنهم ليسوا أيتاما وان ذويهم يعانون من الأسر في معسكرات الاعتقال التابعة للقوات الصربية المعتدية )) 2.
لقد لخصت صحيفة (( نيويورك تايمز )) وصف المأساة والموقف الغربي منها ، بقولها : (( انه لن يمضي وقت طويل حتى يتم اتهام مجموعتين من زعماء العالم بارتكاب جريمة ضد الإنسانية في البوسنة وهم الزعماء الغربيين والأوربيين )) 3 .
http://img127.imageshack.us/img127/8074/91702686gf5.png
لنأخذ في الفصل الآتي نماذج من هذه الجرائم لنرى بوضوح أن الغرب لن ولم يغير موقفه وأن حربه الصليبية لن تتغير وان اتخذت أشكالا أخرى سواء كانت في أفغانستان أو العراق كما حدث في سجن أبي غريب ، وهاهم الشهود يروون ما يشيب له رؤوس الولدان .
تقول سميرة من منطقة (جربافيتشا) والتي حاولت الانتحار لولا تدخل بعض رجال الدين المسلمين الذين أوضحوا لها بأنها لم ترتكب خطأ أو ذنبا وإنها على العكس من ذلك ضحية بريئة.
قد يكون غريبا ما ترويه سميرة من إنها كانت ضحية اغتصاب من قبل جارها ومن قبل رفيق لها في الدراسة . تقول : كنت في البيت مع أمي ، عندما حاصره ( ايكونيتش ميكو ) وهو واحد من جيراننا في الثلاثين من عمره ومع رجل آخر من الميليشيا لم يكن سوى رفيق لها في المدرسة لمدة أربعة سنوات . لقد اقدم هذان الرجلان على سرقة كل ما هو ثمين في منزلنا ثم اقتادوني وأمي إلى المدرسة الثانوية حيث ظللت لمدة ستة أيام وست ليال كنت في كل ليلة منها ، ما عدا ليلة واحدة أتعرض للاغتصاب . وتروي ما حصل لها مع رفيقة أخرى من إجبارها تحت قوة السلاح على شرب الخمر ومن حسن حظها ، لقد حضر إلى المركز الذي تمارس فيه العصابات الصربية عملياتها البشعة ، واحد من رفاق أخيها ، الذي قادها إلى غرفة جانبية بحجة انه يريد اغتصابها بدوره ولكنه في الواقع كان يريد حمايتها من الآخرين ، وقد قضينا ليلة وراء باب موصد والوحوش الضارية من الميليشيات يطرقون عليهما الباب ، وكان يحدثها عن كميات الذهب التي سرقت والعدد الكبير من الناس الذين قتلوا في المدينة المجاورة وقد أوضح لها أن جارها ميكو إنما تلقى أوامر من رؤسائه كي يسرق وينهب ويقوم بعمليات الاغتصاب والإرعاب .
ايلما كولوفيتش (19) سنة من منطقة روجاديتشا وكانت قد اعتقلت من قبل رفيق دراسة لها أيضا في المدرسة نفسها التي اعتقلت فيها سميرة قبل أن يتم نقلها إلى مبغى تديره المليشيات الصربية ولم يتح لإيلما أن تروي قصتها لأنه بعد ثلاث أشهر قضتها في ذلك المبغى اختفت ولم تعد ترى وعلى الأرجح تم قتلها كما هو الحال مع الكثيرين من الأسرى والكثيرات ممن تعرضن للاغتصاب .
أدينا ابنة الخمسة عشر ربيعا ، كانت أيضا معتقلة في المدرسة نفسها. وحاولت أن تحمي نفسها من الاغتصاب بالقول أنها مصابة بمرض معد ولكن واحد من الذين يعرفونها طمأن رفاقه إلى أن الأمر مجرد خدعة منها ، وفي هذا الأثناء قام من قادها إلى (ايكونيتش ميكو) السابق ذكره وكانت تربط بين ميكو وزوجته صلة جيرة قوية بعائلة أدينا بل هي نفسها كانت ترعى طفلتهما إذ كانا يحضران طفلتهما إلى بيت أدينا عندما يريدان الخروج مساء . وفي بعض الأحيان كانا يحضران إلى بيتها لمشاهدة أفلام الفيديو وتناول العشاء . لكن هذا الجار الذي خان الجيرة خان أيضا الخبز والملح فعندما حملت أدينا إلى مكتبه وهي معتقلة لم يتردد عن اغتصابها هو شخصيا . هذه الفتاة أرادة بغيرتها أن تحمي رفيقاتها عندما حضر جمع من الميليشيات إلى مقر الاعتقال قالت لهم اتركوا الأخريات وخذوني أنا وقد سبق لكم أن قمتم بعملكم البشع معي فدعوهن ، ولكن هذه الوحوش البشرية دفعوا بها جانبا واخذوا ضحاياهم الجديدة لتعميم عملية الاغتصاب على أوسع نطاق ممكن وذلك لأن المطلوب إذلال أمة وإلحاق الأذى بشخصيتها وإهانة كرامتها.
وتروي أدينا أن ضحايا الاغتصاب كن أحيانا لا يتجاوزن العاشرة من عمرهن بل إن بعضهن اقل من ذلك . واحدة منهن لم تتعد الثامنة لقد شاهدتها تموت بعد أن تعرضت لعملية اغتصاب . أكثر من ذلك فإن هذه الفتاة الضحية تقول أن المعتدين كانوا من أناس يعرفونها ويعرفون عائلتها وأنها كانت تحاول أن تذكرهم بالعلاقة التي كانت تربط بينهم من جيرة وصداقة ولكن دون جدوى فقد صموا آذانهم عن كل نداء إنساني وتجاهلوا كل معاني الوفاء بل إن واحدا منهم سبق له وان طلب منها ، قبل الحرب أن تكون صديقة له ولكنها رفضت ذلك فما كان منه إلا أن انتهز فرصة اعتقالها للانتقام منها .
ساني ايبروفيتش ( 12سنة ) من إحدى ضواحي سراييفو فقدت أمها قبل عشر سنوات وأبوها ادخل في بداية الحصار إلى مستشفى نفسي وفقدت كل اتصال به حتى أوائل العام الحالي ، لذلك عندما حصل الهجوم الصربي على الضاحية التي تسكن فيها كانت وحيدة في المنزل الذي دخله خمسة من رجال الصرب فنهبوا كل ما وصلت إليه أيديهم من موجودات الشقة وقاموا باغتصابها وكرروا العملية عدة مرات حتى قيض الله لها من جاء لإنقاذها وثلاثة من رفيقاتها الصربيات المسيحيات اللواتي حمتهن خلفيتهن العرقية والدينية من الاغتصاب .
http://img187.imageshack.us/img187/1729/63756937eh8.png
هذه القصص الثلاث كلها تهون أمام قصة ( موليجابير سا ) من بلدة اليجاس التي تقع على بعد خمسة أميال إلى الشمال من سراييفو وقد وقعت في اسر العصابات الصربية ، وكانت حاملا في شهرها التاسع ولم يعفها هذا لاهي ولا جنينها من أبشع معاناة حصلت لامرأة في هذا العصر .
لقد كانت موليجا وزوجها دزمل من المسلمين القلائل الذين ظلوا في اليجاس عندما دخلوا عليهما البيت رجال المليشيا الصربية ومعهم واحد من رفاق زوجها ، وهو الرفيق الذي حضر شاهدا لزواجهما . لقد شرب الجميع القهوة وانصرفوا بأمان . ولكن بعد عدة أيام عادوا وكانوا هذه المرة مسلحين ومعهم الرفيق نفسه . كان في البيت بالإضافة إلى زوجها أمه وابنة أخيه البالغة 16 عاما . بدون حياء أو وجل أقدم الصرب على قطع أوداج السيدة الأم بسكين يحملون مثلها الكثير ثم توجهوا إلى ابنة الأخ يغتصبونها أمام الجميع قبل أن يذبحوها أيضا . رغم فاجعته كرر زوجها توسلاته لصديقه كي يسمح للزوجة بالذهاب إلى المستشفى رأفة بحالة جنينها الذي يوشك أن يخرج إلى الدنيا ، بدلا من الاستجابة إلى التوسلات الحارة قام الصرب بالفصل بين الزوجين ، اقتادوا الزوجة إلى مقهى سونجا حيث عوملت بعنف قبل أن يشتدوا في تعذيبها ويقوموا في اغتصابها . لقد فقدت وعيها اكثر من مرة و أصيبت بالنزف ومع ذلك نقلها أحدهم وهو من معارف العائلة . وبعد أن قام باغتصابها نقلها إلى غرفة ثانية حيث عرض عليها عددا من السكاكين وطلب منها أن تختار بأي سكينة يقتلها ، وبعد مقاومة تعرضت خلالها للضرب على معدتها بكعب سلاحه وبكل قبضته وفقدت الوعي ولكنها رضخت واختارت واحدة من السكاكين ، فتمادى هذا الوحش وسألها أن تختار من أين يجهضها من بطنها أم من مهبلها .
كل ذلك على مرأى عدد آخر من الوحوش الذين كانوا يضحكون أمام آلام هذه الضحية وعذاباتها الكبيرة . وفي الغرفة نفسها كان يتم اغتصاب متكرر لفتاة في الثالثة عشر من عمرها . وفي هذا الأثناء دخل المكان أحد عناصر الصرب الذي كانت تعرفه من المستشفى التي كانت تعمل فيها كممرضة . تعمد هذا الرجل أن يترك الباب مفتوحا حيث تمكنت من الزحف على ركبتيها لتخرج من المكان الذي أسرت فيه . وفي الخارج على الأعشاب كانت ولادة ابنتها ((الميرا)) وقد غابت الأم عن الوعي ولم تفق إلا وسيدة مسلمة عجوز جاءت لتساعدها فقطعت الحبل السري .
الميرا ولدت وعليها كدمات زرقاء وسوداء نتيجة الضربات التي لحقت بأمها قبل ولادتها. وقد وضعت بحاضنة مع أربعة أطفال آخرين بينما أخضعت الأم مرتين لعملية جراحية وقد لاحقتها الحرب إلى حيث هي قابعة في المستشفى ، فقد دكت مدافع الصرب محيط المستشفى ووقعت بعض القذائف على المستشفى ركضت الأم على رغم جراحات العملية تتفقد ابنتها فوجدت أن طفلا واحدا من الأطفال الخمسة الذين كانوا في الحاضنة قد ظل حيا وقد قتل الأطفال الآخرون وكان الطفل الناجي الميرا نفسها )) 4 .
بماذا تفسر هذه الجرائم المروعة بحق الإنسانية ، أليست هي امتداد طبيعي لما حدث في القرون الماضية ، ولكن الاختلاف بين الماضي والحاضر أن هذه الجرائم ترتكب على أسس علمية وتنجز بطريقة إنسانية اعتذارية ! كما أراد شو .
أحد جنود الأمم المتحدة الذي روعته المجازر ، قال لقائد من قادة الصرب : ( نحن نودع القرن العشرين إلى القرن التاسع عشر ) .
إن عملية الإفناء هذه لم تكن في يوم من الأيام عفوية ، بل إن واضعو أسسها من أكابر علماء الغرب .
يقول انغلز : إن إفناء جميع الشعوب ضيقة التفكير والتي تستحق الرثاء ، حتى وإن بلغ ذلك محو أسمائهم ، ينتج عنه ليس فقط اختفاء الطبقات والسلالات الرجعية من على وجه الأرض ، بل وأيضا شعوب رجعية بكاملها وأن ذلك أيضا خطوة نحو الأمام .

لقد ظل هذا اللون من المواجهة التدميرية مع الآخرين ـ التي كانت تنتهي دائما بإبادته والإجهاز على تراثه نهبا وحرقا ـ هو العلامة الفارقة في كل صراع خاضه الإنسان الغربي مع الشعوب الأخرى ، ولم نعثر على صورة أخرى خارج هذه الصورة التي تكررت في كل معركة تحدث بين الغرب والشعوب الأخرى ، وما الحروب الصليبية المقدسة إلا تجسيدا للنزعة العدوانية التدميرية التي طغت على روح الإنسان الغربي عند إغارته على الحضارات الأخرى ، التي أودت بحياة حضارات قائمة وإحراق تراثها والانتهاء بإبادتها وإزالتها عن وجه الأرض .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
1- نقلا عن مجلة التوحيد الصادرة في طهران ص 98 ، العدد 106 السنة التاسعة عشر ، شتاء 1421 هـ / 2001 م .
2 - مجلة التوحيد ، العدد 64 السنة 11 ، 1413 - 1993 طهران .
3 - صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر في( 14 / كانون الأول /1992 ).
4 - مجلة العالم الصادرة في لندن ، الطبعة العربية 1993 العدد 479.
http://img353.imageshack.us/img353/876/save02010fp3.png

فايزة شرف الدين
08/08/2008, 12:43 AM
حسبي الله ونعم الوكيل
مع بداية الحرب ، وربما قبلها بقليل على ما أتذكر .. مع بداية برنامج صباح الخير يا مصر .. استضافوا مستشرق أوربي .. أمسك خريطة أوربا .. ثم خط بالقلم خطا إلي عمق القارة الأوربية .. قال أن الأوربيين لن يرضوا بحال من الأحوال أن تبقى دولة إسلامية في مركز القارة .. لأنها بذلك ستكون مركز إشعاع إسلامي لأوربا .
لم يحرك المسلمون ساكنا .. لقد تم إنذارهم وبشكل مباشر من رجل له ضمير .. لتحدث هذه المأساة التى تقشعر لها الإبدان .. مع أني كنت متابعة هذه المذابح أولا بأول .. حتى جعلتني أكتب روايتي " الخروج على الصوت" ، وفيها أختصار للفلسفة المصرية القديمة في معاملة أمواتهم ، والتي كانت فيها تمد موائد لهم أمام قبورهم ، ثم ينادى عليهم .. لكنهم أموات على كل حال .
الغريب في الأمر أن التعذيب يطال الجميع .. مع ذلك لم يزل المسلمون سادرين في لهوهم ، وتناحرهم .
فيا أمة الإسلام استفيقي من غفوتك .. فالله أمرنا أن نعد لإعدائنا ما استطعنا من عتاد ومن قوة لنرهبهم .


صور لكنيسة في تشيكوسلوفاكيا تم تزيينها بعظام حوالي 40.000شخص من ضحايا محاكم التفتيش الكنسية في أوربا

http://www.10neen.com/up/uploads/0bc86ecb0e.jpg (http://www.10neen.com/up/)


http://www.10neen.com/up/uploads/42d56387b2.jpg (http://www.10neen.com/up/)

هذه الصور من مقال بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز

أستاذة الحضارة الفرنسية





http://www.10neen.com/up/uploads/5f612d99d5.jpg (http://www.10neen.com/up/)


http://www.10neen.com/up/uploads/42265f67cf.jpg (http://www.10neen.com/up/)


http://www.10neen.com/up/uploads/c51f921b0c.jpg (http://www.10neen.com/up/)

جزاكم الله خيرا

الشيخ مصطفى الهادي
10/08/2008, 02:42 AM
سيدتي الفاضلة فايزة شرف الدين دامت في حفظ الله وصونه .
لربما يستوحي قلمك الميمون من قصة ولادة ألميرا ، صورة لولادة اسلام جديد في هذا الجزء من العالم الذي ارادوا له ان لا يكون .
لقد اجاب الرئيس البوسني علي عزت على مقولة الجزار رادوفان كراديش الذي قال : لا وجود للمسلمين في يوغسلافيا ، فقال له الرئيس البوسني : إن الاسلام باق . وهذا ما نراه اليوم حيث يقبع كراديش في قفص الاتهام ذليلا بينما نهض من بين الركام صوت الله أكبر ليعلن وجوده في مسامع من ارادوا له الفناء. ولكنهم لا يرعوون .
تحياتي واقدر الم القاص فإنه مرهف الحس .