المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حارس الليل



اشرف الخريبي
11/12/2006, 01:00 PM
حارس الليل

القط الذي كان أليفا في البيت هاج مرة واستلذ البقاء علي وجه ابنتي الوحيدة
كان يداعبها ثم يفاجئها بأظافره الحادة علي عينيها , فصارت تفزع في الليل وتضرب وجهها بعنف كأنه لم يزل يسكن هناك .تصرخ بخوف هائل ويرتج كل جسدها الصغير أحضرت لها الطبيب فاتهمته بأنه القط ولكنه غير جلده الي البياض ..
ابنتي التي أحبها تعاني من الألم ولا تنام ولا تهدأ ولكنها تستكين في اجفاني دوما وطيلة الليل في صراخ لا يمل التعب ولا يعرف السكون .
رغم الارهاق البادي علي جسدها النحيل ..
ولكنها في النهاية ماتت .
نعم ماتت من الحسرة.
القط الذي كان أليفا عندنا في البيت ..
نام في أحضان زوجتي , وأحس بالدفء فاستكان ومدد قدميه وتمطي في هدوء علي فخذيها العريضتين .
كنت غائبا وقتها عن البيت ..
القط أخذ يمد فمه في هدوء , يتسرب بخفة الي صدرها ثم انه انثني بجسده اللولبي إلي ثدييها .
حتى امسك بالحلمات والتقطها وبدأ يسحب منها , يشد في نهم من ذلك الحليب الصافي وزوجتي في رضا تام .شعرت امرأتي كأنه القط ابنتي وأبقت عيناها مغمضتين لفترة طويلة .
كان القط قد انتهي من كل شيء .
عندما مدت يدها لتتحسس البنت التي ماتت اكتشفت شعره الكثيف , فتحت مقلتيها في فزع .. ولكنها لم تستطع ..كان كل شيء في البيت هادئا والأضواء مطفأة والأبواب مغلقة , ونحن في منتصف الليل تقريبا .لم تستطع .. تحسست بيديها يديها وصدرها وقدميها وتوقف لسانها عن النطق إلا من حرف علة لا يمنح شيئا .
كانت أفاقتها تعني إغماءة طويلة . هرولت الي السلالم دون وعي ..
وسقطت .. سقطت من الفزع وراحت في غيبوبة طويلة .
جاء الطبيب يرتدي نفس البالطو الأبيض في ردهة المستشفي , كان في عينيه نفس الحسرة والألم , ونفس التشخيص يحمله في يده , وباليد الأخرى يخبط علي كتفي .
القط الذي كان أليفا في البيت يرفع ذيله لأعلي ويتمطي حين يراني
ثم يقف علي قدميه الخلفيتين مستعدا لالتقاط ما في عيني من ألم وأنا لا أستطيع النظر في عيونه الطولية .
كانت صورة زفافنا معلقة علي الجدار المقابل ,
سحبت الكرسي المتهالك وتهالكت عليه .
كنت بمفردي معه في البيت ولا أستطيع الغياب ,
ولم يكن إمامي سوي كسرة من خبز ناشف .
وبقايا من تعبي في مواجهة ذلك القط الكبير الذي يسكن معي ليل نهار .

ayman ahmed elkhatib
11/12/2006, 01:11 PM
انها حقا قصة مؤثرة,يا ليته قتل ذلك القط

اشرف الخريبي
14/12/2006, 07:48 PM
انها حقا قصة مؤثرة,يا ليته قتل ذلك القط


اشكرك لمرورك الكريم

وياليته يملك قتله

محبتى لك
اشرف

اشرف الخريبي
22/12/2006, 08:12 PM
شكرا لك ايها الغالى

نشرت ضمن مجموعة ورد الشتاء فى التسعينيات


مع خالص التقدير

عبلة محمد زقزوق
22/12/2006, 09:25 PM
لست أدري لماذا تخيرت لقصتك القط " هل لانه يتصف بالغدر ؟
لذا أراني أتوافق معك واقول : كم من أمثاله شخوص يدخلون حياتنا فيسترعي إنتباهنا ألفتهم وهدوءهم ، ولكن الغدر يكمن في نفسيتهم فيحتوننا فلا نملك الفرار منهم إلا بإرادة من حديد .

عموما القصة مؤلمة مرعبة ... لو تخيلناه قطنا :)
شكرا أخي المبدع القاص ـ اشرف الخريبي

اشرف الخريبي
25/12/2006, 12:42 PM
لست أدري لماذا تخيرت لقصتك القط " هل لانه يتصف بالغدر ؟
لذا أراني أتوافق معك واقول : كم من أمثاله شخوص يدخلون حياتنا فيسترعي إنتباهنا ألفتهم وهدوءهم ، ولكن الغدر يكمن في نفسيتهم فيحتوننا فلا نملك الفرار منهم إلا بإرادة من حديد .

عموما القصة مؤلمة مرعبة ... لو تخيلناه قطنا :)
شكرا أخي المبدع القاص ـ اشرف الخريبي

اشكرك لمرورك الرائق وتحليلك البديع
ونشاطك الملحوظ وطالما كانت القصة مؤلمة لأن الواقع مؤلم أيضا

اشكرك ثانية
اشرف

خالد السروجي
26/12/2006, 10:57 AM
المبدع اشرف الخريبي
قصة جميلة اثارت شجوني
اعتقد ان لدي كل منا قط كهذا
محبتي
خالد السروجي

صبيحة شبر
26/12/2006, 09:33 PM
المبدع العزيز اشرف الخريبي
قصة رمزية تصور اعداءنا الكثيرين الذين يحييون معنا
في منازلنا وفي نفوسنا
فيفترسون احبابنا ولا نملك حيالهم شيئا

ابراهيم درغوثي
27/12/2006, 09:54 PM
العزيز أشرف
من هو هذا القط الذي يسكن معنا في بيتنا ويأكل منا ؟ يأكل من لحمنا ويشرب من حليبنا ويسبب لنا دمارا في الروح والبدن ؟
هذا نص رمزي بامتياز لا يعطي نفسه بسهولة لمتقبله . فيه من سواد القط ومن بياض ثياب الطبيب . فيه من وداعة القط ومن شراسته أيضا . نص يدعوك إلى الغوص في ذاتك لتقول لها لماذا قبلت الزوجة أن تعطي فخذيها وحليبها لهذا القط المتربص بها بعدما كان السبب في موت ابنتها ؟ هل هي نائمة حقيقة والقط يمد لسانه لثدييها ؟ أم هي تتناوم ؟ أوليس الحليب خيرنا الذي من الواجب أن نحتفظ به لأبنائنا فلماذا نتنازل عنه للغريب يشربه ولا يترك لنا سوى كسرة خبز يابس . هل نسينا أن هذا القط وإن كان يساكننا هو ليس منا ؟ وإن هذا القط يكبر فينا ليدمرنا الواحد بعد الآخر ليخلو له الجو في النهاية .
البنت ، فالزوجة وأخيرا رجل البيت الذي بقي وحيدا في مواجهته
فلمن ستكون الغلبة في النهاية ؟
نص مفتوح على كل الاحتمالات ...
أمتعني نصك يا سيدي
دمت دائم التألق .

غالب ياسين
27/12/2006, 10:45 PM
اثابك الله سيدي الفاضل اشرف الخريبي:)
قصة مؤثرة
ان الغدر مثل الفتنه التي هي اشد من القتل
يريك من طرف اللسان حلاوة ........ ويروغ كما يروغ الثعلب
لك شكري وتقديري سيدي

محمد ربيع
01/01/2007, 08:23 PM
" .. .. ثم يقف علي قدميه الخلفيتين مستعدا لالتقاط ما في عيني من ألم وأنا لا أستطيع النظر في عيونه الطولية .. "
غرائبية تطيل أمد الصراع مع القط الكبير ..
صراعي أنا وليس صراع البطل ..!!
معلمي أشرف الخريبي حفظه الله
السلام عليكم وبعد :
فتقبل تقديري واحترامي ..

اشرف الخريبي
08/01/2007, 01:18 PM
المبدع اشرف الخريبي
قصة جميلة اثارت شجوني
اعتقد ان لدي كل منا قط كهذا
محبتي
خالد السروجي

شكرا خالد لمرورك الجميل
ولدى كل منا قط من نوع مختلف

خالص تقديرى

هويدا صالح
02/03/2007, 04:32 PM
الرائع دوما والأعز أشرف
هل تدرك قيمة أن تقدم نصاً مفتوح الدلالة مثل الذي قدمت ؟
أعتقد أنك تدرك يا أشرف فهو مشروعك بخصوصيته الشديدة التي لا تشبه أحداً سوي أشرف الخريبي
، تتعدد القراءات لهذا النص الباذخ ، وتكثر التأويلات .. أتدري لأن نصك مفتوح الدلالة .. يعطينا القراءة المنتظرة لما بعد الكتابة ... لكل قطه الذي يتسلل إليه .. ويمتص حياته .. قد تطلق الرمزية علي الفردية التي تخص كل منا ، وكل من يتسللون إلي حيواتنا يسرقونها منا ولا نقدر حتي علي المواجهة .. وقد تتسع الرمزية فتشمل العدو الكائن بيننا العدو الأزلي ، الذي يكبر علي حليبنا ولحمنا ودمنا .. وينمو علي أفخاذ زوجاتنا ....... أشرف كم أنت رائع

زكي العيلة
05/03/2007, 03:07 PM
عبر أنسنة القط الذي كان أليفا قبل أن يتحول إلى غول يمارس القمع، ويزرع الرعب، والعذابات، يعالج أديبنا (أشرف الخريبي) قضايا إنساننا العربي الراهنة.
فالقط الذي كان أليفا لم يعد كذلك، لأننا فرطنا برايات الشموخ وبشارات الخيط الأبيض، وارتضينا بأزمنة التخاذل والنخاسة والزيف والعبث.
نص مكثف، يمتلئ بالوميض والإدهاش والمرامي الموحية البعيدة عن الزعيق.

أخي المبدع الجميل: أشرف الخريبي.
سلمتَ رائعاَ

زكي العيلة

اشرف الخريبي
06/04/2007, 02:55 AM
المبدع العزيز اشرف الخريبي
قصة رمزية تصور اعداءنا الكثيرين الذين يحييون معنا
في منازلنا وفي نفوسنا
فيفترسون احبابنا ولا نملك حيالهم شيئا

المبدعة الصديقة صبيحة شبر

تحيتى
اشكرك
واعتذر عن مرورى المتأخر
تعرفين الأنشغال
تعقيبك مبدع مثلك


اشرف

اشرف الخريبي
06/04/2007, 02:55 AM
المبدع العزيز اشرف الخريبي
قصة رمزية تصور اعداءنا الكثيرين الذين يحييون معنا
في منازلنا وفي نفوسنا
فيفترسون احبابنا ولا نملك حيالهم شيئا

المبدعة الصديقة صبيحة شبر

تحيتى
اشكرك
واعتذر عن مرورى المتأخر
تعرفين الأنشغال
تعقيبك مبدع مثلك


اشرف

انتصار عبد المنعم
02/01/2008, 10:07 AM
قط من المفروض أنه أليف
شكله الرقيق يساعده في رحلة الإغواء
ترى هل هو عدو لا مرئي تلبسنا بلا إرادة منا؟
أم هو العدو المرئي الذي يتلبس حياتنا ويفترس خصوصية مفردات الحياة ولا نملك غير دفن الرأس في الرمال ؟
مجرد تأويلات
يقف بجانبها فولفجانج إيزر أن أمامكم باب مفتوح على مصراعيه
هيا افهموا ما تريدون
أسقطوا كل عقدكم هنا
دمت متألقا

اشرف الخريبي
22/01/2008, 12:19 PM
العزيز أشرف
من هو هذا القط الذي يسكن معنا في بيتنا ويأكل منا ؟ يأكل من لحمنا ويشرب من حليبنا ويسبب لنا دمارا في الروح والبدن ؟
هذا نص رمزي بامتياز لا يعطي نفسه بسهولة لمتقبله . فيه من سواد القط ومن بياض ثياب الطبيب . فيه من وداعة القط ومن شراسته أيضا . نص يدعوك إلى الغوص في ذاتك لتقول لها لماذا قبلت الزوجة أن تعطي فخذيها وحليبها لهذا القط المتربص بها بعدما كان السبب في موت ابنتها ؟ هل هي نائمة حقيقة والقط يمد لسانه لثدييها ؟ أم هي تتناوم ؟ أوليس الحليب خيرنا الذي من الواجب أن نحتفظ به لأبنائنا فلماذا نتنازل عنه للغريب يشربه ولا يترك لنا سوى كسرة خبز يابس . هل نسينا أن هذا القط وإن كان يساكننا هو ليس منا ؟ وإن هذا القط يكبر فينا ليدمرنا الواحد بعد الآخر ليخلو له الجو في النهاية .
البنت ، فالزوجة وأخيرا رجل البيت الذي بقي وحيدا في مواجهته
فلمن ستكون الغلبة في النهاية ؟
نص مفتوح على كل الاحتمالات ...
أمتعني نصك يا سيدي
دمت دائم التألق .




دام ودك وعذرك لى للتأخير الدائم الذى لا احمل حياله غير الأعتذار
الصديق العزيز
شكرا لمتابعتك الجيدة دوما



اشرف

اشرف الخريبي
22/01/2008, 12:19 PM
العزيز أشرف
من هو هذا القط الذي يسكن معنا في بيتنا ويأكل منا ؟ يأكل من لحمنا ويشرب من حليبنا ويسبب لنا دمارا في الروح والبدن ؟
هذا نص رمزي بامتياز لا يعطي نفسه بسهولة لمتقبله . فيه من سواد القط ومن بياض ثياب الطبيب . فيه من وداعة القط ومن شراسته أيضا . نص يدعوك إلى الغوص في ذاتك لتقول لها لماذا قبلت الزوجة أن تعطي فخذيها وحليبها لهذا القط المتربص بها بعدما كان السبب في موت ابنتها ؟ هل هي نائمة حقيقة والقط يمد لسانه لثدييها ؟ أم هي تتناوم ؟ أوليس الحليب خيرنا الذي من الواجب أن نحتفظ به لأبنائنا فلماذا نتنازل عنه للغريب يشربه ولا يترك لنا سوى كسرة خبز يابس . هل نسينا أن هذا القط وإن كان يساكننا هو ليس منا ؟ وإن هذا القط يكبر فينا ليدمرنا الواحد بعد الآخر ليخلو له الجو في النهاية .
البنت ، فالزوجة وأخيرا رجل البيت الذي بقي وحيدا في مواجهته
فلمن ستكون الغلبة في النهاية ؟
نص مفتوح على كل الاحتمالات ...
أمتعني نصك يا سيدي
دمت دائم التألق .




دام ودك وعذرك لى للتأخير الدائم الذى لا احمل حياله غير الأعتذار
الصديق العزيز
شكرا لمتابعتك الجيدة دوما



اشرف