حـــاتم ســــــالم
05/08/2008, 11:13 AM
فلسطين ستة حقائق تاريخية
بقلم :نواف زارو *
فلماذا تدب وتتصاعد وتتفاقم كل هذه الخلافات والصراعات الفلسطينية الداخلية في هذه المرحلة التي تعتبر الاصعب والاشد خطورة على القضية في ظل هجوم البلدوزر ....؟!ولماذا ينشغلون بالحسابت الداخلية بدلا من الانشغال بالاحتلال
- واية مغانم سياسية اوغيرها وعلى اي سلطة يتنازعون وعلى اية صلاحيات لا يملكونها بالاصل...؟!من يتحمل المسؤؤولية الوطنية والتاريخية في نهاية الامر
- ولماذا لا يستفيق الجميع هناك لادراك المخاطر المرعبة المتربصة بالقضية والحقوق والجميع ...؟!ولماذا لا يرتقي الجميع الى مستوى نبض الشارع الوطني والاهداف الوطنية العليا
تصوروا الى اي مستوى ينحدر المشهد الفلسطيني...!
- مجزرة على شاطىء غزة ضد مقاتلي "حماس" جراء تفجيرات شيطانية اجرامية مبيتة اقترفتها اياد بالتاكيد ليست اياد فلسطينية نظيفة، وهي تفجيرات لا تخدم سوى الاحتلال بكل المقاييس...!.
- ثم اختطافات واعتقالات وتعذيب بالجملة للقيادات الكبيرة والمخضرمة وللكوادر الوطنية المناضلة لدى كل طرف من الطرفين...!
- ثم حرب اعلامية تشهيرية شرسة يخون كل طرف فيها الآخر على نحو لا يصدق..!
- والمؤشرات لا تبشر بخير بل توحي بتكرس هذا المشهد الفلسطيني المأساوي...!
طالب الدكتور محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بـ"الإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية وعن المعتقلين في قطاع غزة الذين ليس لهم علاقة بالتفجير على شاطئ غزة، وان يتم التزام الإجراءات القانونية في عمليات الاعتقال والتوقيف والملاحقات وأن يتوقف إغلاق المؤسسات" (سما / 2008/7/31)، ودعا الهندي إلى "أن تكون الأزمة الحالية مدخلاً ودافعا لحوار وطني حقيقي جاد ومسؤول يؤسس لترميم البيت الفلسطيني واستعادة وحدته، مؤكدا في الوقت ذاته أن استمرار الانقسام وإدارة الظهر لدعوات الحوار يؤسس لمزيد من النزاع والفرقة ويجعل من استعادة وحدة الشعب الفلسطيني أكثر صعوبة مع مضي الوقت، وفي ظل غياب أي إرادة عربية للمساعدة يصبح من واجب كل مسئول فلسطيني أن يدفع في اتجاه استعادة الوحدة وتقديم التنازلات هنا وهناك".
فهل ننتظر يا ترى استجابة لدعوة الهندي هذه من الاطراف المختلفة ...؟!
كان الباحث الاسرائيلي المعروف ميرون بنفنستي كتب في "هآرتس" ( 2007-10-11 ) يقول: "ان إسرائيل نجحت في تحطيم المجتمع الفلسطيني الى أجزاء والفلسطينيون يساعدون في تكريس هذه الظاهرة، وعليه فهم ليسوا بحاجة الى نلسون مانديلا وانما الى جوسبا غريبالدي يظهر من بين صفوفهم ويوحدهم".
فهل هناك اصعب واقسى من هكذا انحدار فلسطيني ...!
تحملنا معطيات هذا المشهد الى ما كنا كتبنا وعنه وحذرنا دائما منه...!
فربما لم يدر في خلد آبائنا واجدادنا الذين حملوا رايات النضال والجهاد والتضحيات على امتداد القرن الماضي ان تصل الاوضاع الفلسطينية في مواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني الاقتلاعي الالغائي الجارف، الى ما وصلت اليه اليوم ونحن ما زلنا امام الذكرى الستين للنكبة واقامة الدولة الصهيونية من جهة اولى، وفي ظل الحملة الحربية الاحتلالية الشاملة ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة على حد سواء من جهة ثانية...!
وربما لم يأت حتى في حسابات وكوابيس و احلام الاجيال المتعاقبة من ابناء الشعب الفلسطيني ان تدب الفوضى الشاملة، وان تتهدد الصراعات والخلافات الفلسطينية الداخلية المشروع الوطني التحرري الفلسطيني برمته، حتى قبل ان يتم تحرير شبر واحد من ارض الوطن، بل وفي ظل جحيم الاجتياحات والاغتيالات والمجازر الصهيونية المفتوحة....؟!
التجارب النضالية والتحررية التاريخية للشعوب الاخرى تفيد ان تلك الشعوب لم تكن لتقطف تحريراوطانها من الاحتلالات الا بعد نجاحها اولا في تشكيل جبهات واسعة عريضة ووحدة وطنية متماسكة...!
يبدو ان درس البديهيات النضالية التحررية لم يلتقط فلسطينيا مع بالغ الأسف حتى اليوم ...؟!!!
هناك جملة حقائق كبير صارخة تحث الفلسطينيين على اعتماد لغة الحوار والتفاهم والوفاق والتوافق الوطني كلغة وحيدة لحل الصراعات والخلافات المحتدمة:
- الحقيقة الكبيرة الاولى الماثلة امام الجميع ان فلسطين تواجه في هذه المرحلة اجتياحا صهيونيا بلدوزريا تجريفيا هو الاخطر منذ النكبة يستهدف النيل من الحقوق والتطلعات والاهداف الوطنية الفلسطينية الى ابد الآبدين، بل ان الهجوم الصهيوني تمادى مؤخرا الى درجة مطالبة وزيرة الخارجية الاسرائيلية بشطب حتى مصطلح النكبة من القرارات والمواثيق الاممية...!
- والحقيقة الساطعة الثانية انه ليس واردا في استراتيجيات الدولة الصهيونية لا تكتيكيا ولا استراتيجيا اي اعتبار او احترام اوندية لا مع السلطة في الضفة، ولا مع الحكومة في غزة....!
- والحقيقة الكبيرة الثالثة ان تلك المخططات والخرائط الاحتلالية لا تشتمل عمليا - كما يريد الاحتلال -الا على هياكل سلطة تقوم بدور الوكيل الامني للاحتلال والشاويش داخل المعتقلات – الغيتوات- الفلسطينية...!
- والحقيقة الكبيرة الرابعة ان الدولة الفلسطينية الموعودة - دولة خريطة الطريق ما تزال على الورق وفي الخريطة فقط ولكنها مع وقف التنفيذ، وان اعلنت في اي وقت من الاوقات في المستقبل فانها لن تكون سوى دولة خريطة الطريق، وربما وهذا الارجح دولة خطة "الانفصال والتجميع او الانطواء" اي دولة شارون وستكون مقطوعة الرأس والاطراف، وستكون بمضامين ومواصفات الخريطة...اي دولة فلسطينية مستقلة بسيادة اسرائيلية او امريكية – سيان – كاملة ....؟!!
- والحقيقة الكبيرة الخامسة ان هناك في هذه المرحلة تفاهما وتعاونا وتحالفا ما بين الادارتين الامريكية والاسرائيلية والاجندة السياسية الامنية الامريكية في فلسطين والعراق وعلى امتداد مساحة العرب هي الاجندة الاسرائيلية ذاتها ...!
- والحقيقة السادسة الاكبر والانصع ان مشروع الاحتلال يجري تطبيقه على الارض الفلسطينية على مدار الساعة دون الالتفات الى الفلسطينيين والعرب او الى المجتمع الدولي، وان الاحتلال يسابق الزمن في بناء وتكريس حقائق الامر الواقع الاستيطاني التهويدي في القدس وانحاء الضفة من جهة، في الوقت الذي يواصل فيه اقصاء الفلسطينيين رئاسة وحكومة وشريكا وشعبا له قضية وووجود وحقوق راسخة ...!
لكل هذه الحقائق الكبيرة الخطيرة وغيرها الكثير، فانه لمن بالغ الدهشة والغرابة الاستنكارية ان نتابع الصراعات والخلافات والمداهمات والاختطافات الفلسطينية – الفلسطينية في الوقت الذي تحتاج فيه المصالح الوطنية الفلسطينية العليا كل الحاجة الى تفاهم ووفاق وطني عريض في مواجهة مشروع الاحتلال ....؟!!!
- فلماذا تدب وتتصاعد وتتفاقم كل هذه الخلافات والصراعات الفلسطينية الداخلية في هذه المرحلة التي تعتبر الاصعب والاشد خطورة على القضية في ظل هجوم البلدوزر ....؟!
- ولصالح من ....؟!
- ولماذا ينشغلون بالحسابت الداخلية بدلا من الانشغال بالاحتلال وجرائمه ...؟!
- واية مغانم سياسية اوغيرها وعلى اي سلطة يتنازعون وعلى اية صلاحيات لا يملكونها بالاصل...؟!
- فمن يتحمل المسؤؤولية الوطنية والتاريخية في نهاية الامر ...؟!
- ولماذا لا يستفيق الجميع هناك لادراك المخاطر المرعبة المتربصة بالقضية والحقوق والجميع ...؟!
- ولماذا لا يرتقي الجميع الى مستوى نبض الشارع الوطني والاهداف الوطنية العليا ...؟!
الجميع يقرأ مخططات وخرائط الاحتلال والجميع يتابع تحركاته باستكانة مرعبة ...!
الغريب ان الحركة الوطنية الفلسطينية هي الاطول والاهم والاوسع خبرة ودراية في تاريخ المنطقة والقيادات التاريخية الفلسطينية لكل الفصائل كبيرة مخضرمة مجربة وهي الاكثر والاعمق تجارب وخبرة من غيرها... ورغم كل ذلك نراها تنجرف في الآونة الاخيرة وراء التجاذبات والصراعات والاعتقالات والاختطافات التي من شأنها ان هي استمرت ان تودي بالجميع الى التدمير الذاتي بدلا من التفاهم والوفاق الوطني.......؟!! ولكن لصالح مشروع الاحتلال وتكريسه بدلا من مواجهته وتفكيكه ....؟!!!
الاحتلال يراقب ويتابع ويتربص واصابعه تلعب في كل مكان، وبلدوزر الاحتلال والارهاب والتهويد يهدر بلا توقف، ومبضع الاحتلال يعمل في الجسم الفلسطيني على مدار الساعة...!
الا تشكل هذه الحقائق المرعبة قاسما وجامعا بين كافة القوى والفصائل الفلسطينية لتقف وراء خطة واجندة سياسية واحدة تؤجل الصراعات والمواجهات والاختطافات البينية الخطيرة الى ما بعد اقامة الدولة السيادية على الارض....؟!!!
ولذلك نؤكد: مؤسف ومخجل وعار ان تغدو فلسطين بين نكبتين: نكبة صهيونية مستمرة منذ نحو ستة عقود كاملة، ونكبة فلسطينية اقسى وابشع واشد مرارة على شعب وقضية فلسطين ....!
* كاتب وباحث متخصص في الشؤون الإسرائيلية يقيم في الأردن.
بقلم :نواف زارو *
فلماذا تدب وتتصاعد وتتفاقم كل هذه الخلافات والصراعات الفلسطينية الداخلية في هذه المرحلة التي تعتبر الاصعب والاشد خطورة على القضية في ظل هجوم البلدوزر ....؟!ولماذا ينشغلون بالحسابت الداخلية بدلا من الانشغال بالاحتلال
- واية مغانم سياسية اوغيرها وعلى اي سلطة يتنازعون وعلى اية صلاحيات لا يملكونها بالاصل...؟!من يتحمل المسؤؤولية الوطنية والتاريخية في نهاية الامر
- ولماذا لا يستفيق الجميع هناك لادراك المخاطر المرعبة المتربصة بالقضية والحقوق والجميع ...؟!ولماذا لا يرتقي الجميع الى مستوى نبض الشارع الوطني والاهداف الوطنية العليا
تصوروا الى اي مستوى ينحدر المشهد الفلسطيني...!
- مجزرة على شاطىء غزة ضد مقاتلي "حماس" جراء تفجيرات شيطانية اجرامية مبيتة اقترفتها اياد بالتاكيد ليست اياد فلسطينية نظيفة، وهي تفجيرات لا تخدم سوى الاحتلال بكل المقاييس...!.
- ثم اختطافات واعتقالات وتعذيب بالجملة للقيادات الكبيرة والمخضرمة وللكوادر الوطنية المناضلة لدى كل طرف من الطرفين...!
- ثم حرب اعلامية تشهيرية شرسة يخون كل طرف فيها الآخر على نحو لا يصدق..!
- والمؤشرات لا تبشر بخير بل توحي بتكرس هذا المشهد الفلسطيني المأساوي...!
طالب الدكتور محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بـ"الإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية وعن المعتقلين في قطاع غزة الذين ليس لهم علاقة بالتفجير على شاطئ غزة، وان يتم التزام الإجراءات القانونية في عمليات الاعتقال والتوقيف والملاحقات وأن يتوقف إغلاق المؤسسات" (سما / 2008/7/31)، ودعا الهندي إلى "أن تكون الأزمة الحالية مدخلاً ودافعا لحوار وطني حقيقي جاد ومسؤول يؤسس لترميم البيت الفلسطيني واستعادة وحدته، مؤكدا في الوقت ذاته أن استمرار الانقسام وإدارة الظهر لدعوات الحوار يؤسس لمزيد من النزاع والفرقة ويجعل من استعادة وحدة الشعب الفلسطيني أكثر صعوبة مع مضي الوقت، وفي ظل غياب أي إرادة عربية للمساعدة يصبح من واجب كل مسئول فلسطيني أن يدفع في اتجاه استعادة الوحدة وتقديم التنازلات هنا وهناك".
فهل ننتظر يا ترى استجابة لدعوة الهندي هذه من الاطراف المختلفة ...؟!
كان الباحث الاسرائيلي المعروف ميرون بنفنستي كتب في "هآرتس" ( 2007-10-11 ) يقول: "ان إسرائيل نجحت في تحطيم المجتمع الفلسطيني الى أجزاء والفلسطينيون يساعدون في تكريس هذه الظاهرة، وعليه فهم ليسوا بحاجة الى نلسون مانديلا وانما الى جوسبا غريبالدي يظهر من بين صفوفهم ويوحدهم".
فهل هناك اصعب واقسى من هكذا انحدار فلسطيني ...!
تحملنا معطيات هذا المشهد الى ما كنا كتبنا وعنه وحذرنا دائما منه...!
فربما لم يدر في خلد آبائنا واجدادنا الذين حملوا رايات النضال والجهاد والتضحيات على امتداد القرن الماضي ان تصل الاوضاع الفلسطينية في مواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني الاقتلاعي الالغائي الجارف، الى ما وصلت اليه اليوم ونحن ما زلنا امام الذكرى الستين للنكبة واقامة الدولة الصهيونية من جهة اولى، وفي ظل الحملة الحربية الاحتلالية الشاملة ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة على حد سواء من جهة ثانية...!
وربما لم يأت حتى في حسابات وكوابيس و احلام الاجيال المتعاقبة من ابناء الشعب الفلسطيني ان تدب الفوضى الشاملة، وان تتهدد الصراعات والخلافات الفلسطينية الداخلية المشروع الوطني التحرري الفلسطيني برمته، حتى قبل ان يتم تحرير شبر واحد من ارض الوطن، بل وفي ظل جحيم الاجتياحات والاغتيالات والمجازر الصهيونية المفتوحة....؟!
التجارب النضالية والتحررية التاريخية للشعوب الاخرى تفيد ان تلك الشعوب لم تكن لتقطف تحريراوطانها من الاحتلالات الا بعد نجاحها اولا في تشكيل جبهات واسعة عريضة ووحدة وطنية متماسكة...!
يبدو ان درس البديهيات النضالية التحررية لم يلتقط فلسطينيا مع بالغ الأسف حتى اليوم ...؟!!!
هناك جملة حقائق كبير صارخة تحث الفلسطينيين على اعتماد لغة الحوار والتفاهم والوفاق والتوافق الوطني كلغة وحيدة لحل الصراعات والخلافات المحتدمة:
- الحقيقة الكبيرة الاولى الماثلة امام الجميع ان فلسطين تواجه في هذه المرحلة اجتياحا صهيونيا بلدوزريا تجريفيا هو الاخطر منذ النكبة يستهدف النيل من الحقوق والتطلعات والاهداف الوطنية الفلسطينية الى ابد الآبدين، بل ان الهجوم الصهيوني تمادى مؤخرا الى درجة مطالبة وزيرة الخارجية الاسرائيلية بشطب حتى مصطلح النكبة من القرارات والمواثيق الاممية...!
- والحقيقة الساطعة الثانية انه ليس واردا في استراتيجيات الدولة الصهيونية لا تكتيكيا ولا استراتيجيا اي اعتبار او احترام اوندية لا مع السلطة في الضفة، ولا مع الحكومة في غزة....!
- والحقيقة الكبيرة الثالثة ان تلك المخططات والخرائط الاحتلالية لا تشتمل عمليا - كما يريد الاحتلال -الا على هياكل سلطة تقوم بدور الوكيل الامني للاحتلال والشاويش داخل المعتقلات – الغيتوات- الفلسطينية...!
- والحقيقة الكبيرة الرابعة ان الدولة الفلسطينية الموعودة - دولة خريطة الطريق ما تزال على الورق وفي الخريطة فقط ولكنها مع وقف التنفيذ، وان اعلنت في اي وقت من الاوقات في المستقبل فانها لن تكون سوى دولة خريطة الطريق، وربما وهذا الارجح دولة خطة "الانفصال والتجميع او الانطواء" اي دولة شارون وستكون مقطوعة الرأس والاطراف، وستكون بمضامين ومواصفات الخريطة...اي دولة فلسطينية مستقلة بسيادة اسرائيلية او امريكية – سيان – كاملة ....؟!!
- والحقيقة الكبيرة الخامسة ان هناك في هذه المرحلة تفاهما وتعاونا وتحالفا ما بين الادارتين الامريكية والاسرائيلية والاجندة السياسية الامنية الامريكية في فلسطين والعراق وعلى امتداد مساحة العرب هي الاجندة الاسرائيلية ذاتها ...!
- والحقيقة السادسة الاكبر والانصع ان مشروع الاحتلال يجري تطبيقه على الارض الفلسطينية على مدار الساعة دون الالتفات الى الفلسطينيين والعرب او الى المجتمع الدولي، وان الاحتلال يسابق الزمن في بناء وتكريس حقائق الامر الواقع الاستيطاني التهويدي في القدس وانحاء الضفة من جهة، في الوقت الذي يواصل فيه اقصاء الفلسطينيين رئاسة وحكومة وشريكا وشعبا له قضية وووجود وحقوق راسخة ...!
لكل هذه الحقائق الكبيرة الخطيرة وغيرها الكثير، فانه لمن بالغ الدهشة والغرابة الاستنكارية ان نتابع الصراعات والخلافات والمداهمات والاختطافات الفلسطينية – الفلسطينية في الوقت الذي تحتاج فيه المصالح الوطنية الفلسطينية العليا كل الحاجة الى تفاهم ووفاق وطني عريض في مواجهة مشروع الاحتلال ....؟!!!
- فلماذا تدب وتتصاعد وتتفاقم كل هذه الخلافات والصراعات الفلسطينية الداخلية في هذه المرحلة التي تعتبر الاصعب والاشد خطورة على القضية في ظل هجوم البلدوزر ....؟!
- ولصالح من ....؟!
- ولماذا ينشغلون بالحسابت الداخلية بدلا من الانشغال بالاحتلال وجرائمه ...؟!
- واية مغانم سياسية اوغيرها وعلى اي سلطة يتنازعون وعلى اية صلاحيات لا يملكونها بالاصل...؟!
- فمن يتحمل المسؤؤولية الوطنية والتاريخية في نهاية الامر ...؟!
- ولماذا لا يستفيق الجميع هناك لادراك المخاطر المرعبة المتربصة بالقضية والحقوق والجميع ...؟!
- ولماذا لا يرتقي الجميع الى مستوى نبض الشارع الوطني والاهداف الوطنية العليا ...؟!
الجميع يقرأ مخططات وخرائط الاحتلال والجميع يتابع تحركاته باستكانة مرعبة ...!
الغريب ان الحركة الوطنية الفلسطينية هي الاطول والاهم والاوسع خبرة ودراية في تاريخ المنطقة والقيادات التاريخية الفلسطينية لكل الفصائل كبيرة مخضرمة مجربة وهي الاكثر والاعمق تجارب وخبرة من غيرها... ورغم كل ذلك نراها تنجرف في الآونة الاخيرة وراء التجاذبات والصراعات والاعتقالات والاختطافات التي من شأنها ان هي استمرت ان تودي بالجميع الى التدمير الذاتي بدلا من التفاهم والوفاق الوطني.......؟!! ولكن لصالح مشروع الاحتلال وتكريسه بدلا من مواجهته وتفكيكه ....؟!!!
الاحتلال يراقب ويتابع ويتربص واصابعه تلعب في كل مكان، وبلدوزر الاحتلال والارهاب والتهويد يهدر بلا توقف، ومبضع الاحتلال يعمل في الجسم الفلسطيني على مدار الساعة...!
الا تشكل هذه الحقائق المرعبة قاسما وجامعا بين كافة القوى والفصائل الفلسطينية لتقف وراء خطة واجندة سياسية واحدة تؤجل الصراعات والمواجهات والاختطافات البينية الخطيرة الى ما بعد اقامة الدولة السيادية على الارض....؟!!!
ولذلك نؤكد: مؤسف ومخجل وعار ان تغدو فلسطين بين نكبتين: نكبة صهيونية مستمرة منذ نحو ستة عقود كاملة، ونكبة فلسطينية اقسى وابشع واشد مرارة على شعب وقضية فلسطين ....!
* كاتب وباحث متخصص في الشؤون الإسرائيلية يقيم في الأردن.