فقيرٌ نزار

[محمد رشدي الدر]

يا من
أنرت دربي بلسعاتِ شوقـٍ وجفاءْ
ما أنا الذي أسرجتُ الحليمَ
بكاءْ
يا من أدبرتْ له الهيفاءُ حذائَها
قد نَجَّرتُ القُبْقََابَ بدقاتٍ ورياءْ
وهَجَرَنِي الَنعْلُ في أقدامي
وملَّ الترياقْ
وهَلَّلَ الجُبْنُ قد رأى في النُوَاحِ خبزا
وظلَّ يبحثُ عن ضمادٍ للمَيْسَاءْ

/

في رحلةِ الإستحالةِ أمضي بين التلاعْ
قد تاهَ الصريعُ في الوديانِ يظمأُ
لربانْ
إلهي قد أحجمَ الدودُ عن الجثثِ
وباتَ يمزقُ من الدمِ شريانْ

شَرِيكَان في الحياةِ قد أطعمهما الودُ
خِلْجَانْ
قد ضِيعَا عن غرابهما
وقد تَشَائَمَ السَّمكُ في بطونِ الحيتانْ

/


مُلْهِمَتِي
ضاعَ في رَشْفِكِ الإلهَامْ
أنا سَيْدُ العَاشقين وأنا الأمير والقيثار
فلستُ قرشا يحلمُ بقبلةِ الغيداءْ
ولستُ على عرشا ولكني أثيرٌ في الخفاءْ
قد تَعَلَّمْتُ من ضحايا العصرِ
فَنَّ الحُبِ في لُجِّ القِتَالْ
ولكني لا أملكُ النفي ولا القصر
لأني رَجُلُكِ الأول على أيةِ حالْ



/

من يلومُ مجنونا على الإعتدالْ
وكيف يصيرُ العاشقُ عاقلا
إذا أعشقَ خُمْسِي في الحالْ
لا العشق يُعْقَل أبدا
ولا في الحبِ يقبل بغيرِ
جنونِ الأطفالْ


/

فقيرٌ نِزَارْ
قد صدحَ اليمام وحده
دون رفيقْ
والمشكلة أنه يوجد مشكلةْ
والمشكلةُ في الطريقْ
حين يُولد المرءُ بنصفِ
روحٍ ويبحث ُعن الحبيبْ
قد يطولُ البحث وقد يموتُ غريقْ
/

في الَّليلِ يدورُ القلبُ حولَ نفسِه
دورةً كاملة
والقمرُ مُعْتِمْ والتيهُ هَمْهَمَ بلقاحٍ
مُجِيبْ
يُنَادِي بِملئ الشُطوط يُحَاوِل
بلا صدىً ولا صوتْ
حَدْ صمتْ الموجِ المَشْنُوقْ
يلوذُ بأغطيةٍ مِنْ بردٍ وفتورْ
ويُطْحَنُ
كقمحٍ مخمورْ
تُرَاوِدَه الحِيَلُ والمَخَاوِفُ
يَعودُ وحده والليل مخطوفْ
يَنْعِي الحياةَ ولا نجاةْ