المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفلسطيني محمود درويش هو الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبهِ



عائشة صالح
14/08/2008, 11:35 PM
الفلسطيني محمود درويش



هو الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبهِ*** وَأَسمَعَت كَلِماته مَن بِهِ صَمَمُ


في خِضَم الهرج والمرج الذي قرأناه على صفحات شبكة فلسطين للحوار ومن باب الشعور بعميق الأسف على ضيق فكر البعض وتصوره للحياة وسيرورتها وللإبداع الأدبي وكينونته وخلطه الحابل بالنابل في محاولة إقصاء تعسفية لعضوٍ من الذات لمجرد أنه لا يتفق مع الأنا بأضيق معانيها في تصوراتها وآرائها التي لا تحظى بقبول الأغلبية المشكلة للأنا الفلسطيني الجريح الذي هو في حاجة إلى كل مايبلسم جراحه ويبلور هويته لتقريب يوم التحرير والعودة.

وهنا تتعدد وسائل العطاء الفلسطيني فمنها العطاء المقاوم وقد اشتهرت فيه أسماء مثل عز الدين القسام وعبدالقادر الحسيني والشيخ أحمد ياسين.

والعطاء الأدبي وقد اشتهرت منه أسماء يصعب تقديم نموذج لها لكثرتها، وكان هناك عطاء مقاوم ارتبط بالمستوى نفسه للعطاء الأدبي كما هو الحال عند الشاعر عبد الرحيم محمود وعند الروائي غسان كنفاني ويكادان يمثلان حالة خاصة في توازن عطاءين على نفس المستوى.

ومن هذا المدخل ندخل إلى الهرج والمرج الذي حاول أن يخلط بين شخصية محمود درويش الشاعر بشخصية الشهيد المقاوم إبراهيم المقادمة أو الشهيد عبد العزيز الرنتيسي في محاولة للمقارنة بين عطاءين مختلفين بحيث ينتهي الأمر بتصغير ما أراد ذلك الخلط تكبيره والنيل به من قامة محمود درويش في عليائها الإبداعي .

فمعذرة لشخص المجاهد الكبير إبراهيم المقادمة ومعذرة أيضاً لشخص القائد عبدالعزيز الرنتيسي اللذين يقفان في الصف الأول مقاومة وجهاداً، وما الشعر لديهما إلا هواية وتنفيس عن الذات أونفثات حجبها إنشغالهم باهتمام أكبر أبدعوا فيه بعطاء أكبر وتمثل في المقاومة، وهواهتمام شغلهم أيضاً عن وظائفهم كطبيبين أمضيا الحياة في إعداد النفس لها، فهويتهما الجهادية المقاومة غلبت على ما دونها، وبهذه الهوية يمكننا أن نفاخر الآخرين ونتبارى معهم بها لنكون من الفائزين.

معذرة من القلب لهما عن إقحام البعض لهما في موضع يقزمهما ويغيب ما يشهد لهم بما كانوا عليه من عظمة.

ودون التمادي في ذكرأسماء ذكرها البعض للغاية ذاتها فأساءوا لها عن قصد اوعن غير قصد، فبعض هذه الأسماء لم يكن له من باع متواضع إلا في الشعر ولكن مع ذلك لم يتنبهوا أنه بدا قزماً عندما ذكروه في سياق محاولة النيل من قامة محمود درويش.

وسنتجاوز ما ورد من حديث البعض عن أدب المقاومة الفلسطيني فأصابوا في ذكر إبراهيم طوقان وعبدالرحيم محمود ربما لأنه فاتهم أنهما ليسا شاعرين إسلاميين وربطوا اسميهما الكبيرين باسمين لا يكاد يسمع بهما أحد ولا حتى على المستوى الببليوغرافي!! وتجاهلا الامتداد الطبيعي لهذين الشاعرين في ثالثهما أبوسلمى الزيتونة التي تربى عليها محمود درويش وجيله المقاوم تحت الاحتلال وفي المنافي ومنهم سميح القاسم وراشد حسين وعز الدين المناصرة ويوسف الخطيب ومعين بسيسو على سبيل الذكر لا الحصر، وللحق نقول أن هؤلاء الشعراء وغيرهم ممن هو في قامتهم ولم نذكره لم يكن بينهم أي شاعر يوصف بأنه إسلامي بالمقاييس التي يريدونها ذوي المقاييس الخاطئة.

وأقتبس هنا ما قاله الدكتور محمد الجعيدي في محاضرة له عن الأدب الفلسطيني في جامعة لندن في سنة 2007


بعد اطلاعه على مجمل نتاج أكثر من اثني عشرة شاعراً يوصفون بأنهم من الاتجاه الإسلامي في الشعر الفلسطيني الحديث:


"ومع أنَّ الأدب الفلسطيني، في مجمله، يستمد إنسانيته وروحانيته من نبع الثقافة الإسلامية، فثمة أدباء أرسلوا، أكثر من غيرهم، عبقريتَهم الإبداعية تغوص في أعماق هذا النبع وتنهل منه فنوناً وأغراضاً، حتى أصبح بالإمكان الحديث، بشيء من التحفظ، عن اتجاه إسلامي، في الشعر الفلسطيني المعاصر، تكتنفه نبرة خطابية رتيبة منطوية على الذات؛ ومع ذلك، قد يؤسس تأسيساً فنياً حقيقياً معاصراً لاتجاه إسلامي في الشعر الفلسطيني المعاصر نتاجُ شعراء وشواعر شباب واعدون، يكتبون الشعر فناً ومضموناً، بحِرفية مقتدرة ملتزمة، ورؤية معرفية متفتحة شاملة، تستشرف المستقبل من الواقع ومن دروس الماضي، ومن تجربة الذات والآخر، كما هو الحال عند كمال غنيم وخضر جحجوح وسمير عطية ومريم العموري وخميس لطفي...
يتوجب على رافعي بيارق هذا الاتجاه، الدخول إلى الشعر بالشعر، من أوسع أبوابه تقنية وإلهاماً وإبدعاً، واستقاء نتاجهم من تصور شمولي لروح الإسلام وسيرورته وشموليته، ونظرته للحياة والإنسان، من خلال الواقع المعيش مكاناً وزماناً، لرفع الغشاوة التي تضيَّق آفاق نظرة الأمة إلى نفسها وإلى محيطها، وتجعلها لا ترى إلاَّ ما يراه عدوها لها. ومن هنا تتوجب الدعوة بالمنطق والحجة، وبالإقناع والحسنى، إلى العودة للأصول والبناء عليها، بحرفية إبداعية، ومنهجية فكرية، ونحن أوسع من ذاتية، لا تنتابها ارتجالات أو تشنجات، أو تحفظات أو تهويمات. وبانطلاق الشاعر من هذه المعطية سيفضي الشعر إلى غايته الإنسانية، وتتجلى من خلاله الأهداف واضحة والأدوار محددة، والحقوق والواجبات فرض عين، على أبناء الأمة وأجيالها كافةً، لا يقبل النسخ أو التأويل، تحت سطوة الطواغيت أو خنوع المرجفين أو انغلاق المنغلقين."



وهذا يلتقي مع الكلام المباشر الذي عبر عنه أحد الإخوةهنا بقوله في رسالة خاصة:

"أين الادباء الإسلاميين الذين نستطيع أن نقول انهم ينافسون درويش؟؟؟
أين الروائيين الإسلاميين الذين نتحدى بهم نجيب محفوظ؟؟؟؟

غير الإسلاميين أصبحوا يظنون أن الإسلام هو السبب في أن حاملي الفكر الإسلامي مقلون في مجال الفن والادب...
لكن الإسلام براء من هذه الفرية... و فهم الإسلاميين الخاطئ للإسلام هو الذي جعل عقولهم مقفرة جدباء لا تنتج أدباً وشعراً ينافس نتاج العلمانيين والآخرين..."



وهذا يقودنا إلى مأخذ هذا البعض الذي لم يكن له هم إلا التقليل من شأن محمود درويش والأخذ عليه بأنه وصل إلى ما وصل إليه بمساعدة قيادة نراها نحن أكثر مما يرونها اليوم بأنها فاسدة وأضاعت القضية الفلسطينية .

كما أخذوا عليه أيضاً بأنه قد عاد ليرى قريته بتصريح من الغاصب!!



وفي هذا المأخذ نقول:

من منا نحن الفلسطينيين أو حتى العرب أو كان من كان يستطيع العودة إلى فلسطين أو الخروج منها بدون تصريح من المحتل بشكل من الأشكال؟؟ وبوضوح نقول وليس تقليلاً من شأن رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية أن الاحتلال الغاصب لو لم يرضى مهما كانت الأسباب عن خروج رئيس الوزراء الفلسطيني من غزة لاغتاله يوم كان ينتظر في معبر رفح جالساً على حجر.



وفي المأخذ الآخر قول:
إذا كانت قيادة كتلك قد أوصلت شاعراً كمحمود درويش إلى ما وصل إليه وهو في النهاية تعريف بفلسطين ورفع لاسمها فأين هو اليوم دور قيادات اسلامية لرفع شعراء واعدون يمكننا بشيء من الدعم وتقدير المقام والاعتراف بالعطاء أن ننتظر لهم مستقبلاً كمستقبل محمود درويش في صورة إسلامية كما يبتغون.

وهذا ما أستشفه من كلام الدكتور محمد الجعيدي في حديثه السابق عن إمكانية التأسيس من الآن فصاعداً لشعر إسلامي حقيقي بكل المواصفات الفنية وأعطى أسماء بعينها كأنموذج. فهل من مبادر؟ لنصنع محمود درويش المستقبل بالمقاييس الإسلامية.؟

نصر بدوان
15/08/2008, 02:03 PM
عائشة أبو صلاح

بوركت يا أخيَّه

وبورك الدكتور محمد الجعيدي

ولا أزيد على ماقلتم حرفا

ففيه ما يكفي ويزيد لكل صافي سريرة ونقي قلب.

لك الود

عائشة صالح
15/08/2008, 05:55 PM
عائشة أبو صلاح

بوركت يا أخيَّه

وبورك الدكتور محمد الجعيدي

ولا أزيد على ماقلتم حرفا

ففيه ما يكفي ويزيد لكل صافي سريرة ونقي قلب.

لك الود

أشكر لك مرورك الكريم