المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا..أنت..الحب



يحيي هاشم
12/12/2006, 05:54 PM
أنا..أنت..الحب
قصة قصيرة
لم يكن يدرى أنها النهاية, ولكنه أحس بشعور غريب كان في الخارج يسير بطيئاً في محاولة يائسة منه لاستنشاق أكبر قدر من الهواء كان يعلم أنه مهما حاول لن يحصل إلا على قليل من الهواء بعد إصابته بالمرض الخبيث.
شعر ببعض الألم في صدره عاد إلى منزله وما كاد يجلس حتى وقف ثانية !
سألته زوجته : ماذا بك ؟
أجابها : أشعر ببعض الاختناق وأريد الخروج قليلا .
قالت له: لقد كنت بالخارج فماذا أحضرك إذن ؟
نظر لها بحنان وربت على خدها قائلا : لن أغيب.
شعر بقوة غريبة هبط درجات السلم وسار دون أن يحدد طريق ولكن كانت قدماه تعرف طريقها وجد نفسه أمام منزل والديه تذكر وهو يصعد درجات السلم كيف كان يأخذ كل درجتين في خطوة واحدة وتذكر إحدى السلالم التي وقع عليها فشجبت له رأسه فابتسم .
أخذ يدق الجرس مرات كثيرة كما كان يفعل في الماضي ؛ فتحت له أمه أرتمي في حضنها كما كان يفعل دائماً دخل كل حجرة واستنشق هواء كل ركن فى البيت واستمتع
تحدث معهما عن كل ما يجول بخاطره كل ذكرياته , فتح كل ألبوماته القديمة أخرج كل صورة ضحك على هذه وبكى مع تلك .
أصر أن يلتقط له والده صورة وهو في حضن أمه إستغرب الجميع وأستغرب الأب أكثر من تلك الابتسامة العذبة التى كانت على ثغره والتي لم يرها من سنوات طويلة
قبل أن يرحل نظر لأمه نظرة غريبة بكت منها أمه
قال لها : "إدعيلى"
جاءته الاجابة باكية : " ربنا يشفيك يابنى"
أبتسم قائلا : " لقد شفيت الآن" هبط السلم بسرعة لاتتناسب مع مرضه وكأنه يسابق الزمن , لم يشعر أنه مريض كان يشعر إنه يريد أن يجرى ويجرى.
وصل إلى بيته دخل حجرة أولاده وجدهم نائمين أحكم الغطاء عليهم وقبل كل منهم على جبهتهقبلة طويلة اختصرت سنوات عمرهم , نظر اليهم نظرة طويلة وأغلق الباب شعر بأن الأزمة تعاوده ارتمى في حضن زوجته
قال لها "أشعر ببعض التعب أريد الذهاب للمستشفى".
وهو على باب المنزل نظر لصورة زفافه وسقطت منه دمعة.
أمر الطبيب بأن يحجز في المستشفى رفض الجميع أن تبقى معه تركته زوجته ولكنها على باب الغرفة سمعته يناديها أقبلت عليه وجدته فاتح لها ذراعيه ارتمت فيهما ولم تخشى عليه من الألم , واختلطت دموعهما .
قال لها أتذكرى عندما كنا في الاسكندريه ماذا حفرنا على الشجرة؟؟
أجابته"نعم" , وفتحت كفه ورسمت بإصبعها (أنا..أنت..حب).
تركته تمدد على الفراش وأغلق جفنيه رأى نفسه طفلا وصبيا وشابا ورجلا تذكر كل أخطاءه فبكىثم تذكر دعوة أمه إليه فتوقفت دموعه .
شعر بألم حاد فى صدره لم يصرخ بل ضم ركبته إلى صدره وصرعه الألم فنام .
في الصباح كانت زوجته قد حضرت للاطمئنان عليه ولكنها لم تجده وجدت السرير فارغا وبجواره ورقة صغير مكتوب عليها ( أنا .. انت .. الحب ) .
يحي هاشم

د.هزاع
14/12/2006, 02:59 AM
عدنا للمتعة والروعة بين سطورك يا أبا يوسف
فكل الشكر لـــ : واتا , التي جمعتنا بك مرة ثانية ..

خالص تقديري

زاهية بنت البحر
14/12/2006, 03:29 AM
يااااااااه ماأسرع ذوبان العمر في الحياة كحبات السكر أو الملح في الماء
ويمضي كل شيء وتبقى طيوف ذكرى تتعمشق بالفكر بين الفينة والأخرى
ولكنها تكبر في نهاية الذوبان لتتلاشى مع طلوع الروح فتنبت من جديد في فكرٍآخر..
راااائعة قصتك أخي المكرم يحيى هاشم
دمت بخير
أختك
بنت البحر
فشجبت: أي شجَّتْ

يحيي هاشم
14/12/2006, 06:07 PM
عدنا للمتعة والروعة بين سطورك يا أبا يوسف
فكل الشكر لـــ : واتا , التي جمعتنا بك مرة ثانية ..

خالص تقديري

بل الشكر لك أخى د/ هزاع
على ردك
لا تغيب عنا طويلا
يحيي هاشم

يحيي هاشم
14/12/2006, 06:09 PM
يااااااااه ماأسرع ذوبان العمر في الحياة كحبات السكر أو الملح في الماء
ويمضي كل شيء وتبقى طيوف ذكرى تتعمشق بالفكر بين الفينة والأخرى
ولكنها تكبر في نهاية الذوباب للتلاشى مع طلوع الروح فتنبت من جديد في فكرٍآخر
راااائعة قصتك أخي المكرم يحيى هاشم
دمت بخير
أختك
بنت البحر
فشجبت: أي شجَّتْ


بل الرائع ردك
أيتها الأخت الفاضلة
لك التحية دوما
يحيي هاشم

د. دنحا طوبيا كوركيس
14/12/2006, 09:41 PM
آه من العواطف، يا أخ يحي!
هل هي مشكلة العصر، ام مشكلة الأنسان العربي بالذات؟

محبتي.

دنحا

قحطان فؤاد الخطيب
14/12/2006, 10:34 PM
الأخ الأديب القاص البارع يحي هاشم المحترم
تهنئة من الأعماق
وبعد
تندرج السطور التي احتضنت افكارك المؤثرة
تحت باب (الأدب العالمي) . فهذه الوشائج
الأسرية هي ديدن كل شعوب الأرض .
تتوق لها النفوس السوية باندفاع ،
وتقدسها المجتمعات العريقة ،
فيما تضعها الأديان السماوية على
سلم الأولويات (الجنة تحت اقدام الأمهات) .
وزوج بمواصفات بطل قصتك القصيرة
ينتمي الى مجتمع مثالي يعيش في برج عاجي
خصوصا عندما ترك الوصية الوحيدة :
(أنا ..أنت ..الحب) . ما فتيء طفولي
التصرف الى ان قضى :
( ولكن كانت قدماه تعرف طريقها ) .
لجأ الى عملية (flashback ) عندما
(كان يأخذ كل درجتين بخطوة واحدة ).
تكررت كلمة (ارتمى) عدة مرات مما
عكست طراز شخصية البطل . القصة
بمجملها واقعية وربما تكون حقيقية ،
تحكمت فيها وحدة المكان والزمان ،
شادة المتصفح اليها لان موضوع الساعة
في كل زمان ومكان هو (الأسرة) .

مع أسمى اعتباري .
قحطان الخطيب / العراق

يحيي هاشم
15/12/2006, 02:03 AM
gorgis
آه من العواطف، يا أخ يحي!
هل هي مشكلة العصر، ام مشكلة الأنسان العربي بالذات؟

محبتي.

دنحا
هى مشكلة الانسان على الدوام
تحية لك
يحيي هاشم

يحيي هاشم
15/12/2006, 02:07 AM
قحطان فؤاد الخطيب;
الأخ الأديب القاص البارع يحي هاشم المحترم
تهنئة من الأعماق

أشكرك

تندرج السطور التي احتضنت افكارك المؤثرة
تحت باب (الأدب العالمي) . فهذه الوشائج
الأسرية هي ديدن كل شعوب الأرض .
تتوق لها النفوس السوية باندفاع ،
وتقدسها المجتمعات العريقة ،
فيما تضعها الأديان السماوية على
سلم الأولويات (الجنة تحت اقدام الأمهات) .
ونحن فى أمس الحاجة إلى إعادة إحياء تلك العادات الأسرية التى انقرضت

وزوج بمواصفات بطل قصتك القصيرة
ينتمي الى مجتمع مثالي يعيش في برج عاجي
خصوصا عندما ترك الوصية الوحيدة :
(أنا ..أنت ..الحب) .
تحية لك هنا

ما فتيء طفولي
التصرف الى ان قضى :
( ولكن كانت قدماه تعرف طريقها ) .
لجأ الى عملية (flashback ) عندما
(كان يأخذ كل درجتين بخطوة واحدة ).
تكررت كلمة (ارتمى) عدة مرات مما
عكست طراز شخصية البطل . القصة
بمجملها واقعية وربما تكون حقيقية ،
تحكمت فيها وحدة المكان والزمان ،
شادة المتصفح اليها لان موضوع الساعة
في كل زمان ومكان هو (الأسرة) .
قراءة أنحنى لها إحتراما
تحية لك
ولا تغب عنا
يحيي هاشم

أسماء عايد
23/12/2008, 04:12 PM
من ضفاف الكلم .. أقف


متأهبةً لأشرع أجراس التقدير بعد أن لفحت معاني


كلماتك دفة الصمت عندي .. !
فـ أجبرتني علي التعليق و الثناء علي ابداعك الادبي ..


حتي أنني تذكرت قصة الكاتب النمساوي "ستيفان تسفايج" عن الرجل الذي دخل السجن و لم يجد ورقة يقرؤها .. فراح يروي لنفسه كل ما حفظ من الشعر .. و بعد ان فرغ من ذلك راح يقرؤه بالمقلوب .. !!

و الان اذا عرفني تسفايج ربما كتب عني .. غير انني لم افعل ما يستدعي السجن .. لذلك قررت ان اسجن نفسي بنفسي لاظل من قراء اعمالك يمينا و شمالا .. بالمقلوب و بالمعدول ..
شكرا لـ سموك و في انتظار جديد سيادتك دوما ..

سأدلف دوما هنا .. الي مساحتك الغناء لأردد " الله الله الله "


فـ حين نستشعر الجمال نتفوه بلفظ الجلالة .. و هكذا انا الان استشعرت حلاوة الكلمات المعبرة .. .. هي رائعة بكل المقاييس ..

دمت بنور الرحمن أخي

***

أسـمـاء عـايـد