المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في رحاب الحسين



جمال رزق
18/08/2008, 07:14 PM
في رحاب الحسين


قصيدة للشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد في الإمام الحسين سبط رسول الله (ص)


قدمتُ وعفوك عن مقدمي
أسيراً كسيراً حسيراً ظمي

قدمتُ لأحرم في رحبتيك
سلام لمثواك من محرمِ

فمذ كنت طفلاً رأيت الحسين
مناراً إلى ضوئه أنتمي

ومذ كنت طفلاً عرفتُ الحسين
رضاعاً و للآن لم افطمِ

ومذ كنت طفلاً وجدت الحسين
ملاذاً بأسواره أحتمي


سلامٌ عليك فأنت السلام
وإن كنت مختضباً بالدمِ

وأنت الدليل إلى الكبرياء
بما ديس من صدرك الأكرمِ

وأنك معتصم الخائفين
يا من من الذبح لم يعصمِ

لقد قلت للنفس هذا طريقك
لاقي به الموت كي تسلمي


وخضت وقد ضفر الموت ضفراً
فما فيه للروح من مخرمِ

وما دار حولك بل أنت درت
على الموت في زرد مُحكمِ

من الرفض والكبرياء العظيمة
حتى بصرتَ وحتى عمي

فمسـّـك من دون قصدٍ فمات
وأبقاك نجماً من الأنجمِ

ليوم القيامة يبقى السؤال هل
الموت في شكله المبهمِ

هو القدر المبرم الـلا يرد
أم خادم القدر المُبرمِ

سلامٌ عليك حبيب النبي
وبرعمه طبت من برعمِ

حملت أعزّ صفات النبي
و فزت بمعياره الأقومِ

دلالة أنهم خيروك
كما خيروه فلم تثلمِ

بل اخترت موتك صلت الجبين
ولم تتلفت ولم تندمِ

وما دارت الشمس إلاّ وأنت
للألاءها كالأخ التوأم

سلامٌ على آلـك الحـوّم
حواليك في ذلك المضرمِ

وهم يدفعون بعري الصدور
عن صدرك الطاهر الأرحمِ

ويحتضنون بكبر النبيين
ما غاص فيهم من الأسهمِ

سلامٌ عليك على راحتين
كشمسين في فلك أقتمِ

تشع بطونهما بالضياء
وتجري الدماء من المعصمِ

سلامٌ على هالةٍ ترتقي
بلألاءها مرتقى مريمِ

طهور متوجة بالجلال
مخضبة بالدم العندمِ

تهاوت فصاحة كل الرجال
أمام تفجعها الملهمِ

فراحت تزعزع عرش الضلال
بصوت بأوجاعه مفعمِ

ولو كان للأرض بعض الحياء
لمادت بأحرفها اليتـّمِ

سلامٌ على الحُرّ في ساحتيك
ومقحمه جلّ من مقحم

سلام عليه وعتب عليه
عتب الشغوف به المغرمِ

فكيف وفي ألف سيف لجمت
وعمرك يا حرّ لم تلجمِ

وأحجمت كيف و في ألف سيف
ولو كنت وحدي لم أحجمِ

ولم انتظرهم إلى أن تدور
عليك دوائرهم يا دمي

لكنت انتزعت حدود العراق
ولو أن إرسائهم في دمي

لغيرت تاريخ هذا التراب
فما نال منه بنو ملجم

يا سيدي يا أعز الرجال
يا مشرعاً قط لم يعجمِ

وابن الذي سيفه ما يزال
إذا قيل يا ذا الفقار احسمِ

يحس مرؤة مليون سيفٍ
سرت بين كفك والمحزمِ

وتمسك أنت ثم ترخي يديك
و تنكر زعمك من مزعمِ

فأين سيوفك من ذو الفقار
وأينك من ذلك الضيغمِ

عليّ علي الهدى والجهاد
عظمت لدى الله من مسلمِ

ويا أكرم الناس بعد النبي وجهاً
وأغنى امرئ من معدمِ

ملكت الحياتين دنيا وأخرى
وليس بـبيتك من درهمِ

فدى لخشوعك من ناطقٍ
فداءٌ لجوعك من أبكمِ

قدمتُ وعفوك عن مقدمي
مزيج من الدم والعلقم

وبي غضض جل أن أدريه
ونفس أبت أن أقول اكظمِ

كأنك أيقظت جرح العراق
فتياره كله في دمي

ألست الذي قال للباترات
خذيني وللنفس لا تهزمي

وطاف بأولاده والسيوف
عليهم سوارُ على معصمِ

فضجت بأضلعه الكبرياء
وصاح على موته أقدمي

كذا نحن يا سيدي يا حسين
شدادٌ على القهر لم نشكمِ

كذا نحن يا أيها الرافدين
سوارتنا قط لم تهدمِ

لأن ضج من حولك الظالمون
فأنا وكلنا إلى الأظلمِ

وإن خانك الصحب والأصفياء
فقد خاننا من له ننتمي

تدور علينا عيون الذئاب
فنحتار من أيها نحتمي

لهذا وقعنا عراة الجراح
كباراً على لؤمها الآلمِ

فيا سيدي يا سنا كربلاء
يـلألئُ في الحلك الأعتمِ

تشع منائره بالضياء
وتذخر بالوجع الملهمِ

ويا عطشا كل جدب العصور
سينهل من ورده الزمزمِِ

سأطبع ثغري على موطئيك
سلامٌ لأرضك من ملثمِ


عبد الرزاق عبد الواحد

محمد حسين بزي
21/08/2008, 01:40 AM
ومذ كنت طفلاً عرفتُ الحسين
رضاعاً و للآن لم افطمِ

ومذ كنت طفلاً وجدت الحسين
ملاذاً بأسواره أحتمي


سلامٌ عليك فأنت السلام
وإن كنت مختضباً بالدمِ

وأنت الدليل إلى الكبرياء
بما ديس من صدرك الأكرمِ

وأنك معتصم الخائفين
يا من من الذبح لم يعصمِ

لقد قلت للنفس هذا طريقك
لاقي به الموت كي تسلمي


وخضت وقد ضفر الموت ضفراً
فما فيه للروح من مخرمِ

وما دار حولك بل أنت درت
على الموت في زرد مُحكمِ

من الرفض والكبرياء العظيمة
حتى بصرتَ وحتى عمي

فمسـّـك من دون قصدٍ فمات
وأبقاك نجماً من الأنجمِ

ليوم القيامة يبقى السؤال هل
الموت في شكله المبهمِ

هو القدر المبرم الـلا يرد
أم خادم القدر المُبرمِ

الأستاذ النبيل جمال رزق
بعد التحيّة والاحترام

لعمري، لا أظن أن أحداً قد سبق شاعرنا بهكذا صورة، بل بهكذا "ديالكتيك" مصور.
سلمت يمينك، ولا حرمنا الله منك على هذه الرائعة الخالدة.
"في رحاب الحسين" أروع روائع أستاذنا عبد الرزاق عبد الواحد، والآن أحد الأصدقاء يعد رسالة ماجستير عن الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، وبعد أن يناقشها سنقوم بنشرها في دار الأمير .
لك مودتي أيها النبيل

محمد المنصور الشقحاء
21/08/2008, 04:47 PM
وإن خانك الصحب والأصفياء
فقد خاننا من له ننتمي


نعم هكذا نحن00!!

تحياتي

جمال رزق
23/08/2008, 06:12 PM
شاعرنا الحبيب ومفكرنا النبيه محمد حسين بزي
تحية لك ولــــ دار الأمير ،، هذه الدار التي تبنت مشروع تعريب ونشر تراث المعلم الشهيد الدكتور علي شريعتي، رغم كل الحقد والصعاب والمواجهات الفكرية ما زالت ترفدنا بالفكر النيّر، والابداع في كل مجال.

الدكتور ناصر الحق
24/08/2008, 02:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
****************************
غالي واشترينا احسين بالدم ينشرى الغالي
على نهجك على مسراك واصلنا الطريق وياك
بالدم ينشرى الغالي
************************
الحياة موقف - وقد صنع الحسين -ع- الموقف بعز - وأذل بموقفه كل الخانعين والطغاة والى الابد فاصبح منارة عز وضوء كرامة لمن يريد العزة والكرامة في الحياة
فصرخة هيهات منا الذلة--هي صرخة الانتصار وسقوط الاصنام المتهالكة على حب الدنيا الفانية فصنع كل معاني الخلود في موقفه وعلى اثره سار كل الاحرار في العالم ينشدون الحرية بالعز والكرامة
******************
فسلام على الحسين وعلى آبائه واجداده واهل بيته ومن سار على نهجه واسترخص الغالي والنفيس من اجل الحرية والكرامة
*********************
غالي واشترينا احسين بالدم ينشرى الغالي
عاة نهحجك على مسراك واصلنا الطريق وياك
بالدم ينشرى الغالي
***********************

بنده يوسف
24/08/2008, 04:15 PM
:fl::fl::fl::fl::fl::fl::fl::fl::fl::fl:

بإسمه سبحانه
وإن من شئ إلا يسبح بحمده

سيدى جمال رزق

بالنسبة لى لا أعرف كيف أشكرك على نباهة الإختيار

.................................................. ..

قطعتك الشعرية المختارة هذه – أحييت فينا أشياء وأشياء

.................................................. .

عندما كنت فى الصغر ، تعرفت على اسم الحسين من خلال لوحة فنية

تكوينها كان يعتمد على أشعار أمل دنقل وذكر اسم الحسين فيها
والقطعة هى :



كنتُ في كربلاء

قال لي الشيخُ إنّ الحسين

مات من أجل جرعة ماء

وتساءلت: كيف السيوف استباحت بني الاكرمين

فأجاب الذي بصّرته السماء

إنه الذهب المتلألئ في كل عين

... ........................................

مات من أجل جرعة ماء

فاسقني يا غلام صباح مساء

اسقني يا غلام

علّني بالمدام

أتناسى الدماء

..................................

إن تكن كلمات الحسين

وسيف الحسين

وجلال الحسين

سقطت دون أن تنقذ الحق من ذهب الأمراء

أفتقدر أن تنقذ الحق ثرثرة الشعراء؟

والفرات لسان من الدم لا يجد الشفتين

.................................................. ...

عندها تسائلت من الحسين ؟؟؟؟؟

وظللت أبحث عن إجابات لسؤالى

فلم أجد أحد يدرك سر الحسين

فتشت عنه فى بلاد بنى أمية فوجدته

مشوه المعنى ، ولايعرفون قدرالحسين

وكان الحسين فى عيونهم ، هلاكهم ، خرابهم

وذهبت للجانب الآخر فى بلاد الصفويين

فوجدت صفى وطهماسب يفرغون معنى الحسين

رأيت الحسين فى ديوانهم ، أسطورة لاتعرفها البشر

وما هذا بحسين

عدت لبنى العباس وسئلتهم ، وجدتهم يتاجرون باسم الحسين

دلنى البعض على محبى فاطمة : الفاطميون ، فأرتحلت لهم مسرعاً

ولكن آسفاً : وجدتهم يصنعون منه آلهاً من آلهة الوهم

.................................................

وأعدت السؤال : من الحسين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأجابت نفسي :


إن أردنا أن نعرف حقيقة ذواتنا بصدق ، فعلينا معرفة الحسين بحق

كل من سلفنا ، ذهب للحسين لسرقة ذهب الحسين ، وليس للحسين

..................................................

لم يرحل الحسين من عالم الأرض ، ليكون لنا بواباً لمملكة السماء

فلم يكن هذا يوماً من أدوار الحسين

فالحسين رجل بناء ولم يكن قنطرة طريق

الحسين رحل من عالمنا ، ليقول كفاكم أن تعيشوا بلا عقل ، تتبعون الراعى كالأنعام

رحل الحسين ، ليعطينا فرصة أن نقرأ كتاب أيامه ونتعلم منه كيف نكون محقين للحق

شهداء عليه ، صارخين به

..................................................

لكن للأسف رحل ونحن له مفجعين

نبكى ونعول على رحيله ، ولن نستمع لوصيته

يهدر دمه كل يوم ، وكل ما فعلناه نبكى مرة أخرى على دماءه المهدرة

.................................................. ........

يصرخ فينا كل يوم ، أفيقوا......... فأنا لم أكن يوماً صاحب جناح

أنا بشر ومنهجى ..... صنع فى معمل بشر

وتطبيقه للبشر وليس للملاك والجن

فأنا الحسين سوط عذاب على كل ضمير فاسد

أنا الحسين سيد الشهداء ....... ولايعى الشهداء إلا أصحاب العقول

..................................................

سيدى / جمال رزق فضلك سابق ........شكرنا متواصل على إختيارك لهذه القطعة الشعرية الرائعة الدلالة والمعنى ، وكفاها ما تحمله من شرف الحسين من فخر.

فهى ترسم لنا وجه من لم نعرف حقه حتى الآن .

وإيفاءً لحقك أقدم لك هذه القطعات من مسرحية عبد الرحمن الشرقاوى تحت عنوان (( أنا الشهيد ))

أنا الشهيد
فلتنصبوا جسد الشهيد هنا في وسط العراء ليكون رمزا داميا
للموت من أجل الحقيقة والعدالة والإباء
قطراته الحمراء تسرح فوق أطباق السحب كي تصبغ الأفق الملبد بالعداء
ببعض ألوان الإخاء
من قلبي الدامي ستشرق روعة الفجر الجديد
من حر أكباد العطاش سينبع الزمن السعيد
طوبى لمن يعطي الحياة لقيمة أغلى عليه من الحياة
طوبى لأنباء الحقيقة أدركوا أن الإباء
هو الطريق إلى النجاة
وتذكروني دائما
فلتذكروني كلما استشرت طواغيت الظلام
وإذا عدت كسف الجوارح فوق اسراب الحمام
وإذا طغت نوب الحروب على نداءات السلام
وإذا تمطى الوحش في الحقل الندي
يلوك أحشاء الصغار
وإذا طغت قطع الغمام
على وضاءات النهار
وإذا تأجج في النجوم بريقها تحت العواصف
وإذا تمزق أمن تحت المخاوف
وإذا مشى الفقهاء مخذولين
يلتمسون عطف الحاكمين
وإذا إنزوى العلماء خوفا من صياح الجاهلين
وإذا أوى الضعفاء للأحلام يقتاتون بالأمل الحزين
,غذا دجا ليل الخطايا
وإذا تبجحت الدنيا
وإذا الفضائل أصبحت خرساء عاجزة وصوت الشر صداح مبين

......................

الحسين ( ع ) : فلتذكروني لا بسفككم دماء الآخرين ..
بل اذكروني بانتشال الحق من ظفر الضلال ..
بل اذكروني بالنضال على الطريق ، لكي يسود العدل فيما بينكم ..
فلتذكروني بالنضال ..
فلتذكروني عندما تغدو الحقيقة وحدها
حيرى حزينة
فإذا بأسوار المدينة لا تصون حمى
المدينة
لكنها تحمي الأمير وأهله والتابعين
فلتذكروني عندما تجد الفصائل نفسها
أضحت غريبة
وإذا الرذائل أصبحت هي وحدها الفضلى
الحبيبة
وإذا حكمتم من قصور الغانيات
ومن مقاصير الجواري
فاذكروني
فلتذكروني حين تختلط الشجاعة
بالحماقة
وإذا المنافع والمكاسب صارت ميزان
الصداقة
وإذا غدا النبل الأبي هو البلاهة
وبلاغة الفصحاء تقهرها الفكاهة
والحق في الأسمال مشلول الخطى حذر
السيوف !
فلتذكروني حين يختلط المزيف بالشريف
فلتذكروني حين تشتبه الحقيقة بالخيال
وإذا غدا البهتان والتزييف والكذب
المجلجل هن آيات النجاح
فلتذكروني في الدموع
فلتذكروني حين يستقوي الوضيع
فلتذكروني حين تغشى الدين صيحات
البطون
وإذا تحكم فاسقوكم في مصير المؤمنين
وإذا اختفى صدح البلابل في حياتكم
ليرتفع النباح
وإذا طغى قرع الكنوس على النواح
وتجلج الحق الصراح
فلتذكروني
وإذا النفير الرائع الضراف أطلق في
في المراعي الخضر صيحات العداء
وإذا اختفى نغم الإخاء
وإذا شكا الفقراء واكتظت جيوب
الأغنياء
فلتذكروني
فلتذكروني عندما يفتي الجهول
وحين يستخزي العليم
وعندما يستحلي الذليل
وإذا تبقى فوق مائدة إمرء ما لا يريد
من الطعام
وإذا اللسان أذاع ما يأبى الضمير من
الكلام
فلتذكروني
فلتذكروني إن رأيتم حاكميكم يكذبون
ويغدرون ويفتكون
والأقوياء ينافقون
والقائمين على مصالحكم يهابون القوي
ولا يراعون الضعيف
والصامدين من الرجال غدوا كأشباه
الرجال
وإذا انحنى الرجل الأبي
وإذا رأيتم فاضلا منكم يؤاخذ عند
حاكمكم بقوله
وإذا خشيتم أن يقول الحق منكم واحد في
صحبه
أو بين أهله
فلتذكروني
وإذا غزيتم في بلادكم وانتم تنظرون
وإذا اطمأن الغاصبون بأرضكم وشبابكم
يتماجنون
فلتذكروني
فلتذكروني عند هذا كله ولتنهضوا باسم
الحياة
كي ترفعوا علم الحقيقة والعدالة
فلتذكروا ثأري العظيم لتأخذوه من
الطغاة
وبذاك تنتصر الحياة
فإذا سكتم بعد ذلك على الخديعة
وارتضى الإنسان ذله
فانا سأذبح من جديد
وأظل اقتل من جديد
وأظل اقتل كل يوم ألف قتلة
سأظل أقتل كلما سكت الغيور وكلما أغفا
الصبور
سأظل اقتل كلما رغمت أنوف في المذلة
ويظل يحكمكم يزيدها ... ويفعل ما يريد
وولاته يستعبدونكم وهم شر العبيد
ويظل يلقنكم وإن طال المدى جرح
الشهيد

لأنكم لم تدركوا ثار الشهيد
فاذكروا ثار الشهيد

........................................

سيدى / جمال رزق - دمت رفيقاً للصواب

بنده يوسف

محمد حسين بزي
25/08/2008, 09:51 PM
الأستاذ النبيل جمال رزق
بعد التحية والاحترام


إسمح لي أن أهديك في هذا المقام الخالد هذه المقتطفات من كتاب الشهادة للشهيد الدكتور علي شريعتي؛ الصادر عن دار الأمير في بيروت، والإهداء موصول للأستاذ بنده يوسف.. عرفاناً واحتراما.

--------------------------------------------------------------------------------
فلسفة الموقف الحسيني

الشهادة تعني: الحضور، والإبصار، والإخبار، والشهود، والصدق، والأمانة، والوعي للشخص الذي تتطلع إليه العيون، وهي تعني أخيراً: القدوة والنموذج.

الشهادة في قاموسنا ليست حادثاً دامياً منغصاً كما هي عند بعض الأمم في تاريخها، مجرد تضيحة يقدم عليها أحد الأبطال إذ يُقتل بيد عدوه في ساحة القتال؛ فيكون موته مبعث ألم ويكون اسمه "شهيداً" وموته "شهادة"!

لا!! الشهادة في معارفنا ليست موتاً يفرضه العدو على (المجاهد) بل الشهادة اختيار واعٍ يقدم عليه المجاهد بكل طواعية ووعي وإدراك ويختاره بدافع ذاتي بعيد!

ذاك هو الحسين، فيه وبموقفه تمثلت الشهادة وتمثل الشهيد!!

لقدترك مدينته وخرج من بيته نافضاً يديه من الحياة مختاراً الموت حيث كان لا يملك في مواجهة عدوه سوى هذا السلاح العظيم، الموت. وبهذا السلاح واجه العدو وفضحه وهتك أقنعته، وهو إن لم يكن في مقدوره قهر العدو وهزيمته في ساحة القتال، ففي مقدوره، عبر الموت، أن يفضح هذا العدو. إنه كإنسان أعزل، وحيد، وفي نفس الوقت مدرك لمسؤوليته، لم يكن يملك إلا سلاحه الواحد: تلك الموتة الحمراء!

إن "حسينيته" تضعه في موقع المسؤولية للنضال ضد كل أنواع الاضطهاد والإذلال. ولما لم يكن لديه من سلاح سوى وجوده فقد حمله على راحتيه وبرز به إلى مقتله، ثم بخطى واعية ثابتة دقيقة التنظيم كانت مسيرته إلى تلك الشهادة، وعقب كل مرحلة كان يقطعها وهو يحثّ السير إلى هدفه كان يشير ويوضح إلى أنصاره، أولئك الذين رافقوه ليموتوا معه، ثم إلى أهل بيته ـ الذين هم كل ما يمتلكه من الحياة ـ إلى هؤلاء جميعاً الذين جاء بهم ليضحي بهم على محراب الشهادة، كان يشير ويوضح معنى مسيرته ومغزى أهدافها ومعنى الموت الذي هو وهم، في الطريق الآن إليه!!

ولقد قال الحسين يومذاك كلمته وأدى دوره!!

النهضة الحسينية

لقد كان الإيمان الذي يتعرض للانهيار ومصير الناس الذين وقعوا أسرى ظلم واضطهاد أشد مما كانا في الجاهلية والذين يطمحون إلى الحرية والعدل، هؤلاء كلهم كانوا ينظرون ماذا سيصنعه البطل!! أما هذا البطل الذي كان وحيداً أعزل بلا سلاح، فقد أظهر ببطولة نادرة حين جاء بكيانه ووجوده وحياته، وجاء بأهل بيته وأعز الناس على قلبه، ليشهد ويشهدهم أنّه أدى ما عليه في عصر كان الحق فيه مثله، بلا سلاح ولا دفاع: "اشهدوا فإني لا أقدر على أكثر مما فعلت"! وعلى هذا فهو في اليوم العاشر من محرم يتلقى دم طفله الذبيح بيده فيصعده إلى السماء قائلاً: "انظر واشهد وتقبل هذا القربان"، وفي عصر كهذا فإن "موت رجل" يكون ضماناً لحياة أمة وأساساً لبقاء عقيدة، وتكون "شهادته" إثباتاً لجريمة كبرى وهتكاً لأقنعة الخداع والزيف ولأقنعة الظلم والقسوة الحاكمة وإدانة لسحق القيم ومحوها من الأذهان، بل إنه احتجاج أحمر على التحكم الأسود وصرخة غضب في صمت قطع الحناجر!

إن الشهادة هي الشيء الذي يتغلغل في أعماق التاريخ لتكون قدوة لمن يأتي ويريد أن يكون، وهي إدانة لهذا العصر الذي يمضي بصمت، ثم أنها الطريق الوحيد وشكل المقاومة الوحيد وعلامة الحضور والدفاع عن العدل والصدق والحق الذي جرّده، بالخيانة والباطل والظلم، نظام هذا العصر من سلاحه ثم دكّ قلاعه وقواعده وأباد أنصاره وطلاّبه وهدد الإنسانية كلها بخطر الموت النهائي. كل هذه المعاجز تنبثق من "الشهادة" وفي كل هذا العصر لا بد من مصلح منتظر، والسنة الستون تطلب هذا المصلح المنتظر، بل لا بد من "قائم" في أطلال هذه المقبرة السوداء الصامتة!!

ولقد كان الحسين يعي أهمية هذه الرسالة التي وضعها مصير الإنسان على عاتقه، لذلك بادر بالخروج من مكة إلى مصرعه وهو يعلم أنّ التاريخ ينتظر وينظر إليه، وأن الزمن الذي يعود إلى الوراء على يد الرجعية يتطلع إليه ليتقدم، والناس المستسلمون للأسر بدون مقاومة في حاجة إلى نهوضه وإلى صرخته، وأخيراً فإن "رسالة الله" التي وقعت في أيدي الشياطين تريد منه أن يشهد "على هذه الجريمة" بموته، وذلك معنى قوله: "شاء الله أن يراني قتيلاً".

الشهادة والشهيد

والشهادة في منهجنا العلمي لها مفهوم خاص وهو: أن الإنسان من حيث تكوينه هو مزيج من نزعات ربانية وأخرى شيطانية، من "حمأ" وروح، ثم هو خليط من "أسمى السمو" و"أقصى الانحطاط". أما تأثيرات الدين والعبادة والرياضة الروحية وفعل الأخير فهي لصالح السمو وردع عناصر الإنحطاط وإضعاف للنـزعات الشيطانية لصالح النـزعات الإلهية... وأما الشهادة، فهي عمل مفاجىء يُحدِث تحوّلاً ربانياً في الجانب الحقير والمنحط من الإنسان إثر عملية توهج واحتراق في نار العشق والإيمان، ليصبح ذلك الإنسان طاقة نورانية إلهية محضة.

من هنا، كان الشهيد لا يُغسّل ولا يُكفّن، ولا يحاسب يوم القيامة، لأن ذنوبه كانت قبل الشهادة وهو ضحى قبل أن يموت و"حضر الآن". لذلك كان الحسين(ع) ليلة العاشر من محرم يتنظّف ويستحم ويلبس أفضل الثياب ويسكب أفضل الطيب، وكان في أشد ساعات القتل والدم والإبادة والتأهب للموت وتكدّس أجساد الشهداء من حوله، تتلألأ ملامحه وتضيء أساريره ويخفق قلبه بشوق أكبر لأنه يعلم أن ثمة فاصلاً قليلاً بينه وبين الحضور، لأن الشهادة حضور أيضاً.

ثم أنّ الشهادة تختلف في نظرنا عما هي عليه في تاريخ الأمم من أنها مصير محتوم بالموت للبطل (تراجيديا). الشهادة في قاموسنا "درجة" فهي ليست وسيلة إنما هي هدف، إنها أصالة وتكامل وسمو، إنها مسؤولية كبرى وصعود من أقصر الطرق إلى معارج الإنسانية، إنها منهج، وفي جميع العصور، إذا ما هُددت عقيدة بالإنهيار، فإن أنصارها يدافعون عنها بالجهاد ويضمنون استمرارهم واستمرارها بقوة الدفاع والنضال، أما إذا عجزوا عن المقاومة ولم يمتلكوا وسائل الدفاع وضعفت لديهم الإمكانيات، فإنهم سيحافظون على إيمانهم وعزتهم ومستقبل تاريخهم "بالشهادة". فالشهادة دعوة لكل الأجيال في كل العصور، إذا استطعت إنتزع الحياة وإلاّ فقدتها!

ماذا بعد الشهادة؟

ماذا نحن، ومن نحن، وكيف نحن، بعد الشهادة!!

الآن.. مات الشهداء ونحن الأموات.. أحياء!

لقد قال الشهداء كلمتهم ونحن الصم المخاطبون!

الشهداءالذين كانت لديهم الشجاعة على اختيار الموت ما داموا غير قادرين على الحياة!

الشهداء الذين أدوا رسالتهم وأنهوا مهماتهم ومضوا بهدوء بعد ما بذلوا وما ضحّوا على أكمل وجه، فاختاروا موتاً مليئاً بالحياة وبروعة الجمال!

جميعهم بدون استثناء، المعلم والمؤذن، والشيخ والشاب، الكبير والصغير، المرأة والخادم، السيد والشريف، كلهم أعطوا دروساً وأصبحوا قدوة لمن جاء بعدهم، من طفل الحسين إلى إخوته، ومنه إلى غلامه، ومن قارىء القرآن إلى معلم أطفال الكوفة، ومن المؤذن إلى القريب والبعيد، ثم من الشريف المبرز في مجتمعه إلى المحروم من كل مركز اجتماعي، كلهم وقفوا متكاتفين بين يدي الشهادة ليقولوا لجميع الرجال والنساء والأطفال والشيوخ والشبان، على مدى الأيام، كيف يعيشون إذا قدروا، وكيف يموتون إذا لم يقدروا على الحياة. وتلك كان مهمتهم الأولى التي أدوها...

أما المهمة الثانية فهي شهادتهم في محكمة التاريخ...

وهي شهادة بالدم لا بالكلمة..

لقد شهدوا جميعاً ـ وكل منهم شهد ممثلاً لطبقته ـ بأن نظاماً واحداً كان يحكم تاريخ البشرية ويتحكم بهذا التاريخ.

نظامٌ سخّر السياسة والاقتصاد والدين والفن والفكر والفلسفة والأخلاق والذوق والبشرية، ليصنع من ذلك كله قواعد لدولة الظلم والجور والجريمة، مضحّياً بالإنسان على مذبح مطامعه ثم متحكماً بهذا الإنسان وقيمه.

وعلى رأس هذا النظام، يتحكم بقيم الإنسانية ويحكم التاريخ بالقسر، جلاد راحت ضحية سيفه آمال جيل من الشباب وانطفأت في ظله أماني أمة، وتلونت تحت سياطه جنوب النساء. ومن أجل أن يرضي رغباته ويعمر حياته: أباد وأجاع واستعبد رجالاً ونساء، أبطالاً وأطفالاً، ومؤذنين ومعلمين في جميع الأزمان ومن كل الأجيال.

نظام أسود مثل هذا النظام كان يجب أن ينهار ولا بد من أن ينهار! ولهذا جاء الحسين!

جاء بوجوده ودمه وحياته ليشهد في محكمة التاريخ على شاطىء الفرات، للمعذّبين والمقهورين والمحكومين بسيف هذا الجلاد.

ثم يشهد بعلي(ع) فيعطي الشهادة للأبطال كيف يموتون في مملكة الجريمة ونظامها.

ويشهد بنفسه ثم بزينب ثم بطفله الرضيع، كيف يموت هو فداء للقيم، وكيف تنتهي زينب بقية للشهداء وحارسة ركب الأسرى، وكيف يصعد دم طفله الرضيع قرباناً إلى الله، وكيف أن الأطفال في ظل أنظمة القهر والقسوة لم تدركهم رحمة الجلادين والقساة!

من رحل ومن بقي؟

هؤلاء هم الشهداء العظام الذين رحلوا وبقينا...

فانظروا من رحل وانظروا من بقي..

رحل الكبار وبقي الصغار..

رحل الأحياء وبقي الأموات..

رحل الأعزاء وبقي الأذلاء..

بقينا نحن، صور الذل والحقارة، نبكي على الحسين وزينب، أمثلة الحياة العزيزة، ونكتفي من البكاء على الحسين وزينب بالمزيد من البكاء..

فإذا كان الظلم والبطش والقمع والقهر، وكل ألوان الاستعباد والإذلال، قد ظلمت الحسين وزينب ومن رافقهما من الشهداء الأبرار، أليس بكاؤنا وتخاذلنا نحن اليوم هو ظلم آخر من ظلم التاريخ يمارس عليهم مرة أخرى؟

لقد وقّع الشهداء في يوم كربلاء ميثاقهم بدمائهم وجلسوا على الأرض مواجهين لنا يدعون مُقْعَدي التاريخ للقيام!!

وإننا المقعدون وهم الثوّار

ونحن الأذلاء وهم الأعزاء

ونحن البكاؤون وهم الأبطال

فمن أين للحسين ورفاقه العزاء إذا كنا نحن المعزين؟

إن نظرة إلى واقع الشهادة وإلى واقعنا، بعد الشهادة، تثبت هذا الفارق الكبير ما بين قيم الشهادة ومبادىء التشيع، وبين ما نحن عليه من تخاذل وتراجع وإذلال..

أما "الشهادة" فقد أوردنا قيمها وصورها ومعالمها، وأكدنا أن معنى "الشهادة" هو اختيار الموت بديلاً عن حياة مهيضة في ظل الظلم والجور..

التشيع الأصيل

وأما مدرسة "التشيع" فتبقى بواقعها الصورة الأمثل لما نحن عليه من تخلف وفرقة وتخاذل ومذلة..

بينما في معارفنا ومذهبنا وتاريخنا أن التشيع هو أغلى جوهرة أبدعتها البشرية، إنه الحيوية التي تهزّ التاريخ وتحرّك الحياة، والمدرسة التي أعطت أبلغ الدروس الإلهية..

إن مبررات هذه المدرسة وكنوزها هي اليوم أيدينا نحن! نحن ورثة أعز أمانة أوجدتها الشهادات والنضالات وأفضل القيم في تاريخ الإنسانية.

نحن ورثة ذلك كله، المسؤولون عن خلق أمة تكون قدوة للبشرية: {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً} [البقرة:143].

نحن المخاطبون، نحن المكلفون بأن نصنع، بميراث شهدائنا ومجاهدينا وأئمتنا وقادتنا وإيماننا وكتابنا، أمة تكون شاهدة على الناس، تكون قدوة للعالم ويكون الرسول قدوتها!

فأي أسى أن تكون رسالة بهذه الأهمية، رسالة تهب الحياة والحركة للبشرية، في عهدتنا نحن العاجزين حتى عن ممارسة حياتنا اليومية؟

وفي حين أن في مدرسة التشيع دروساً كبيرة ورسالة أكبر وقيم إلهية قادرة على أن تحرّك حياة وتبني تاريخ أمة، وأن فيها ما هو عظيم وغالٍ من القيم في تاريخ البشرية وهو "الشهادة".

في حين أن مدرسة التشيع هذه هي صورتها، وهذا هو مثالها، وتلك هي قيمها وشهودها ومبادئها وتعاليمها، لننظر نحن ورثة هذا الميراث التاريخي الأعظم، ما نحن عليه من واقع.

لقد انصرفنا عن كل هذه القيم والمعاني والمبادىء والتعاليم والدروس، إلى ما يتناقض ومعنى "الشهادة"، فنحن كما يقول أحد شهدائنا: "منذ أن نسينا الشهادة واتجهنا إلى مقابر الشهداء، فقد أسلمنا رقابنا للموت الأسود، ومنذ أن نسينا أن نتشيع لعلي والحسين وزينب، نسينا أن نقتدي بالشهداء وجلس نساؤنا ورجالنا للعزاء، وأصبحنا في مأتم دائم"!

وذلك كان أكبر انتصار ليزيد وما يمثّله يزيد.

ذلك أننا نعزّي ونحزن لرجال ونساء وأطفال أثبتوا في كربلاء حضورهم في التاريخ وبين يدي الله وفي محاريب الحرية، ونكتفي من ذلك بالبكاء، وكأننا أصبحنا شركاء ليزيد.. أليس يريد يزيد التقاعس عن ظلمه والتخاذل عن صدّه والتراجع عن مقارعته.. والاكتفاء بالبكاء؟! أليس يزيد هو نفسه من يتمنى ويريد لنا مثل هذه النهاية؟!

سرعان ما قلبوا بذكاء، والمقصود نحن، رسالة الحسين وأنصاره الأوفياء، رسالتهم الموجهة إلى الإنسانية جمعاء، فأساؤوا لذلك النداء الذي نادى به الحسين بعد مقتل أنصاره ولم يعد أمامه سوى سيوف الأعداء ورماحهم وحقدهم: "هل من ناصر ينصرني"؟!

وحين أطلق ذلك النداء كان الحسين يعلم أن لا ناصر في ذلك اليوم ولا مؤيد أو منتقم بعد ما قُتل جميع الأهل والأنصار، لكنه كان يوجه نداءه. السؤال إلى تاريخ البشرية الآتي، إلى أجيال المستقبل القادمة، إنه سؤال ينتظر الجواب لمن يؤدي رسالة الشهادة ويوصلها إلى من يعظمها ويكبر دورها.الأحياء والأموات

لكن مثل هذا النداء، الدعوة، مثل هذا الانتظار، مثل هذا التوقع الذي يطلب شيعة وأنصاراً يسيرون على درب الشهادة ويكملون الرسالة، عمدنا نحن إليه فأطفأنا وهجه حين قلنا للناس، إن الحسين لا يطلب سوى الدموع والصراخ والبكاء ولا يطلب منا رسالة، إنه مجرد ميت ينتظر إقامة المأتم وليس شهيداً حاضراً في كل مكان وزمان طالباً أتباعاً وأنصاراً ومؤيدين.

نعم! هكذا قالوا ويقولون لنا، لكننا نقول العكس ونرد عليهم: كل ثورة لها وجهان: "الدم" و"الرسالة".

أما الذين اختاروا الميتة الحمراء بأيديهم دليلاً على حبهم للحقيقة المهددة بالاندثار، واستعملوا سلاح النضال الوحيد والفاعل ليحافظوا على قيم عزيزة مهددة بالمسخ، هؤلاء هم رجال حاضرون وشهود مبصرون عند الله وعند الخلائق وفي كل أرض وعصر وجيل.

أما أولئك الذين يمدون الذل طلباً للعيش الرخيص فهم موتى التاريخ المهانون.

ولنقرر، مَن هم الأحياء؟! أولئك الذين بذلوا أنفسهم بسخاء واختاروا الموت مع الحسين مع أن كل شيء كان يغريهم ويدعوهم للحياة والخلاص، أم هؤلاء الذين اختاروا إذلال يزيد وعار التخلي عن الحسين؟

إن الذي لا يرى الحياة جثة تتحرك، هو وحده الذي يرى الحسين وحضوره وكامل وجوده ويحس موت أولئك الذين صافحوا الذل لمجرد أن يبقوا على قيد الحياة!!

الشهداء وحدهم الأحياء.

الشهداء هم الذين يعطون الإشارة ويعلمون وينادون قائلين: لا، الجهاد لا يتم بالقدرة، والنصر ليس هو تحقيق الغلبة. لا، إنّ الموت هو طريق الجهاد وهو وسيلته متى انتفت القدرة على الغلبة بواسطة السلاح، وبالموت يتم الانتصار على الأعداء. إن الشهيد هو قلب التاريخ النابض بالحياة. وكما يَهِب القلب الحياة والدم للشرايين اليابسة، تكون الشهادة دماً يجري في شرايين مجتمع يسرع نحو الموت ويفقد أبناؤه الثقة والإيمان بالقيم، مجتمع آثر الاستسلام وتناسى المسؤولية والإيمان بالإنسان وتلاشت حيويته وحركته وتجمد إبداعه..

إن "الشهادة" تعطي مثل هذا المجتمع دماً وولادة وحركة جديدة، وأكبر معاجز الشهادة هي إيصال الحياة والدماء إلى الأجزاء الميتة من ذلك المجتمع من أجل ولادةجيل جديد وإيمان جديد!!

الشهيد الحاضر
ثم، متى كان الشهيد غائباً؟

ومن قال إن حضور المرء إنما يكون بجثمانه لا بالقيم التي يخلفها؟ لا، الشهيد حاضر وخالد.. لقد أعطانا الحسين درساً أكبر من دروس شهادته عندما ترك الحج المندوب وتوجه إلى الشهادة. لقد تخلّى عن هذه المناسك التي ناضل من أجلها جده وأبوه، فتركها وذهب إلى الشهادة التي فضّلها واختارها.

لقد حلّ نفسَه من إحرامها ونفض يديه من مناسك الحج ليعلن للحجاج والمصلين والطائفين والمؤمنين بسنة إبراهيم: إن صلاتهم وطوافهم حول البيت دون قيادة وإمامة وهدف، وفي ظل يزيد بعيداً عن الحسين، ما هو إلا دوران وثنيّ جاهلي حول الكعبة والأصنام تملأها!!

إن قوماً ممن تركهم الحسين في الكعبة، حين خرج إلى الشهادة، منهمكين في طوافهم حولها، هؤلاء القوم كانوا في طوافهم هذا لا فرق بينهم وبين أولئك الذين كانوا يطوفون حول "القبة الخضراء" لقصر يزيد في دمشق!!

لأن الشهيد يحضر حيث الحضور واجب وأكيد ولازم. الشهيد حاضر في جميع ساحات الحق، وهو شاهد على نضال العدل ضد الظلم والجور، حاضر ويريد حضوره هذا أن يؤدي رسالته للإنسانية كلها، حتى إذا طلبته وجدته على جميع الساحات، بل وفي الساحة التي طلبته فيها!

ذلك أن "الشهادة" هي أولاً وأخيراً "حضور" دائم في ساحة المعركة التاريخية الناشبة بين الحق والباطل!

الأحياء الغائبون

وأولئك الذين غابوا عن الحضور والمشاركة يوم حضر الحسين "للشهادة" وتركوه وحيداً، كانوا كلهم بفرقهم الثلاث سواء:

ـ الذين صاروا آلة في يد يزيد وأُجراء عنده.

ـ والذين جذبهم حب الجنة فاعتزلوا في الصوامع وزوايا العبادة متخلين عن المسؤولية.

ـ وأخيراً الذين أصاب قلوبهم الهلع من المعركة فاندحروا خائفين مرتعدين في بيوتهم.

هؤلاء كلهم سواء، لأن من غاب عن الحسين في عصره ثم غاب عن كل العصور والساحات التي يحضرها الحسين، فله أن يكون حيثما يشاء، له أن يكون قائماً لصلاة أو جالساً لشراب، وله أن يكون إما كافراً مجرماً أو عابداً مؤمناً، فالنتيجة سواء!!

أما الحسين فقد كان حاضراً في كل العصور والساحات، ولقد مات في كربلاء ليعلن عن بعثه ووجوده إلى جميع الأجيال في كل العصور!!

وتلك هي أصول التشيّع!

وهي أصول تعني أن قيمة كل عمل إنما هي مرتبطة بالإمامة، بالولاية ولا جود لها، كما هو حاصل اليوم، دون هذا الارتباط، وعلينا جميعاً أن نأسف ونبكي لأننا لم نحضر حين حضر الحسين وحيث حضر!

زينب الرسول

نعم! لكل ثورة وجهان: "الدم" و"الرسالة". أما الرسالة فقد أدّاها "الحسين" وأصحابه، وكان أداؤها بالدم، فوصل إلى مسامع العالم صوت الدم ونداء الأجساد الهامدة بين "الأموات المتحركين"!!

أما الرسالة الثانية فكان واجب أدائها على عاتق امرأة رقيقة تركت منزل زوجها وأسرعت تحثّ الخطى خلف أخيها في رحلته إلى الدم والشهادة!...

تلك المرأة النبيلة العظيمة هي: "زينب". المرأة التي تعلّم الرجال من سيرتها معاني الرجولة. ولقد كان واجب "زينب" وكان مسؤوليتها التاريخية الكبرى هي إكمال الرسالة وإتمام المسيرة.

فالآن وبعدما أقدم الأبطال على أمر عظيم هو اختيار الموت، كانت مهمة من تبقّى بعدهم أشق وأصعب. ولقد بقيت "زينب" ووراءها قافلة من الأسرى وأمامها صفوف العدو تملأ الأفق وتسد طريقها.

بقيت "زينب" وحدها تحمل على عاتقها رسالة أخيها. لقد غادرت الساحة تاركة خلفها حدائق الشهادة الحمراء، ساطع من أكمامها عطر الورد الأحمر، فدخلت مدينة الجريمة، عاصمة القهر والقسوة، وهناك رفعت صوتها المدوي!..

كانت "زينب" رسول الشهداء الخالدين، وبقية من استشهد، فكانت لساناً لمن قَطعتْ ألسنتهم سيوف الجلادين، وهي رأت أنه إذا لم تكن للدم رسالة ولم يكن له رسل لبقي صوتاً أخرس في التاريخ، وإذا لم يوصل الدم رسالته إلى جميع الأجيال فسيحاصره الجلادون ويسجنونه في زنزانة عصر واحد.

وعلى هذا رفعت "زينب" الصوت، فدخلت مزهوّة منتصرة إلى عاصمة الجلاد والمستبدين، وأطلقت رسالتها إلى كل من لهم عهد مع أهل هذا البيت، وكل من آمنوا برسالة محمد في كل عصر وجيل وأرض.

رسالة زينب(ع)

فكّروا واختاروا واسمعوا نداء شهداء كربلاء. إسمعوهم فإنهم قالوا: من أراد أن يعرف كيف يحيا جيداً فليعرف كيف يموت جيداً.

يا من آمنوا برسالة التوحيد والقرآن وأخذوا بطريقة علي وأهل بيته، أيها الآتون من بطون الغيب بعدنا، إن أهل هذا البيت كما علّموا الناس كيف يحيون، علموهم أيضاً كيف يموتون، فإن كل إنسان سيموت كما عاش.

إن رسالتهم إلى البشرية، إذا كان لكم دين "فالدين" وإذا لم يكن لكم دين فالحرية أمانة في أعناقكم، وليكن إنسانكم "المتدين" أو "الحر" شاهد عصره عند اعتراك الحق والباطل في ساحات النضال، فإن شهداءنا حاضرون أبداً، يحيون مثلاً وقدوة وشهوداً على الحق والباطل وعلى قضية الإنسان ومصيره!

وتلك هي معاني "الشهادة"!! وذلك هو كان موقف "زينب" العظيم، فلو لم تعاود إطلاق رسالة "كربلاء" لكانت هذه الرسالة حُبست في التاريخ وحُرم منها أولئك الذين هم في حاجة إليها، ولما سمعت الأجيال صوت أولئك الذين تحدثوا إليهم بلغة الدم..

ولقد كانت رسالة "زينب" شاقة وثقيلة فهي موجهة للإنسانية جمعاء، لأولئك الذين يبكيهم مقتل الحسين.. وأولئك الذين خفضوا رؤوسهم أمام عظمة الحسين.. وأخيراً أولئك الذين علمهم الحسين، إن الحياة إن هي إلا عقيدة وجهاد..

نعم، كل ثورة لها وجهان: "الدم" و"الرسالة".. وإن كل من تحمل مسؤولية قبول الحق واختارها.. كل من عرف معنى ومسؤولية التشيع.. ومعنى مسؤولية حرية الإنسان.. عليه أن يعلم أنه في معركة التاريخ الدائمة، في كل العصور والأزمان، وفي كل موقع من الأرض..

فإن كل ساحة هي كربلاء.. وكل شهر هو محرم.. وكل الأيام هي عاشوراء.. عليه أن يختار: إما الدم أو الرسالة.. إما دور الحسين أو دور زينب.. إما تلك الموتة أو هذه الحياة.. فإذا لم يكن كذلك فهو "غائب" عن الساحة.. إن ما أحب أن أقوله بعبارة موجزة حول رسالة زينب بعد الشهادة فهو: إن الذين مضوا قاموا بعمل حسيني.. وعلى الباقين أن يقوموا بعمل زينبي.. وإلا فإنهم يزيديون...

الشيخ مصطفى الهادي
26/08/2008, 12:58 PM
سيدي الاديب جمال رزق وأخي الكريم محمد حسين بزي أهديكما شذرات من رشح دم الحسين عليه السلام والإهداء موصول أيضا للأستاذ بنده يوسف أعزه الله .
رسالة دم الحسين (عليه السلام)

الدم من أقوى عوامل التحريك في المجتمع . ولا دم كدم الحسين (ع) حرك الضمائر وانطق الألسن التي أخرسهاالخوف أو أسكتها الطمع .

قال محمد عبدة :
لولا الحسين لما بقي لهذا الدين من أثر , إذا وجد في الدنيا حكومة عادلة تقيم الشرع وحكومة جائرة تعطله وجب على كل مسلم نصر الأولى .
ومن هذا الباب خروج الإمام الحسين سبط الرسول (ص) على إمام الجور والبغي يزيد بن معاوية خذله الله وخذل من انتصر له.

وقال جبران خليل جبران :
لم أجد في تاريخ البشرية رجلا جعل دمه الطاهر وقفا لاسترجاع كرامات الناس كالحسين بن علي .

وقال مستشرق مسيحي :
إن الحسين إنما تحرك مقاومة للانحراف وأنه نجح في ذلك تماما .

وحرك دم الحسين (ع) فطرة الصحافي المغربي إدريس الحسيني فكان أن اهتدى وألف بعد رحلة دراسية في سفينة النجاة كتاب : (لقد شيعني الحسين )(ع) وكتب تحت عنوان الكتاب:
(( الانتقال الصعب في المذهب والمعتقد . ثم قال : كربلاء مدخلي إلى التاريخ ، إلى الحقيقة ، إلى الإسلام .
الذين قتلواالحسين (ع) وهم يعلمون أنه خيرا من أميرهم وسيد العرب والمسلمين وما قتلوه إلا طمعا في الحطام . الذي مناهم به يزيد ، أليسوا قادرين على تحريف الإسلام واختلاق الحديث بحثا عن نفس الحطام ؟
لقد شيعني الحسين (ع) من خلال المأساة التي شاهدها هو وأهل البيت . شيعني بدمائه الذكيه وهي تنساب على الرمل الأصفر بأرض الطفوف ، وبصراخ الأطفال ونواح النساء .
فسلام عليك يا أبا عبد الله وعلى دمك الطاهر سلاما خالدا خلود العطاء الأبدي لدماءك الذكية)) .

وتكلم سيد قطب حول الحسين فقال :
(( دم ودموع وسمو واستعلاء . وألم يفري الضلوع وعزة نفس وإباء . تلك ذكرا أبي الشهداء .
ما العبرة في ذكرى أبي الشهداء ؟
هي عبرة العقيدة التي لا تضعف ، والإيمان الذي لا يهن ، والعزة التي لا تستخذي ، والإباء الذي لا يقهر والقلب الشجاع ا لذي لاتردعهُ الأهوال)) .

وانطق دم الحسين (ع) الأديب السوداني بابكر النعيم ، فقال :
(( من يقرأ التاريخ الإسلامي يجد أن كربلاء كانت ولا تزال نقطة ثابتة ، ومن أهم نقاط التحول والتنقل التي تعرض لها المجتمع الإسلامي بعد رحيل الرسول الأعظم (ص) إن الحزن والدموع وإعادة الذكرى والوقوف على أرض الطف هي مصاديق الولاء الانتماء الحقيقي لمسيرة الإمام الحسين (ع) التي جسدت هوية الأمة الإسلامية وأجرت الدم في عروقها فكانت كربلاء)) .

وانطق دم الحسين ، غاندي الذي قال :
(( تعلمت كيف اكون مظلوما مثل الحسين فأنتصر)) .

ودم الحسين هو الذي انطق شوقي أمير الشعراء فقال :
(( أحب الحسين ولكننـي لساني عليه وقلبي معه
كففت لساني عن مدحه أخـاف أمية أن تقطعه))

وأنطق محمد اقبال فقال يرثي دم الحسين (ع)
(( في الكعبة العليا وقصتها نبأ يفيض دما على الحجرِ
بدأت بإسماعيل عبرتـها ودم الحسين نهاية العـبرِ ))

ودم الحسين هو الذي انطق الإمام الشافعي فقال يرثي دم الحسين أيضا :
)) تأوه قلـبي والفـؤاد كئيب وأرق نومي فالسهادُ عجـيبُ
فمن مبلّغ عني الحسين رسالة وإن كرهتها أنفـسٌ وقلـوبُ
ذبيحٌ بلا جرم كـأن قميـصهُ صبيغ بماء الأرجوان خضيبُ))

ولكن المعجزة في دم الحسين أنه كان من أقوى عوامل التحريك للأمويين أنفسهم :
(( صعد معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان المنبر بعد أن استلم الملك بعد أبيه يزيد وخطب قائلا : إن الخلافة حبل الله وأن جدي معاوية نازع الأمر أهله ومن هو أحق بها منه علي بن أبي طالب وركب بكم ما تعلمون حتى أتته منيته فصار في قبره رهينا بذنوبه، ثم قلّد أبي الأمر وكان غير أهله ونازع ابن بنت رسول الله (ص) فقصف عمره وانبترعقبه وصار في قبره رهينا بذنوبه .
ثم بكى وقال : من أعظم الأمور علينا علمنا بسوء مصرعه وبؤس منقلبه وقد قتل عترة رسول الله (ص) وأباح الخمر وخرب الكعبة ، ولم أذق حلاوة الخلافة فلا اتقلد مرارتها فشأنكم أمركم .
ثم تغيب في منزله فمات بعد أربعين يوما ، رحمه الله . ابن حجر في الصواعق المحرقة ص 134 .
أليس الدم من أقوى عوامل التحريك في المجتمع ؟.

بنده يوسف
12/09/2008, 03:00 AM
بسم الله - ربي وربكم

بسم الله رأس كل خير

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله السميع العليم

سادتى الكرام / الاديب جمال رزق (http://arabswata.org/forums/member.php?u=16034) - أخي الكريم شاعر قضايانا محمد حسين بزي (http://arabswata.org/forums/member.php?u=2377)– وشيخ المعرفة : الشيخ مصطفى الهادي (http://arabswata.org/forums/member.php?u=4956)

تحية فرح وسعادة وممنونية لكلمات شكركم الغالية

والأولى أن يكون الشكر من طرفى

وأتأسف على تأخر هذا الشكر

فقد أسرتنى الأيام

وفسدت سحب مزاجى مما وجدته بين سكان واتا من خلافات وروح ممزقة

.................................................

للأسف وجدت القضايا تميع بالخلافات

فتطرح قضايا تتحدث عن قضية إجتماعية – وفجأة تنقلب بقدرة القادر إلى قضايا مذهبية

ونتبادل الإتهامات والسباب

للأسف مازالت الشعوبية كالنار تأكل أركان البيت العربي

يتهم العرب غيرهم بالشعوبية والعنصرية والفاشية وللأسف هم أول من أرسى قواعدها

والإسلام الذى هو أمانة و رسالة الله ورسوله لنا : للأسف هو الضحية

.................................................. ....

عندما تجالس أقوام من شعوب عجمية كدول آسيا الوسطى – تكاد تبكى على خيبتك معهم

ماذا قدمت لهم ؟ - أين دورك كمسلم تجاههم ؟

للأسف كل ما فعلناه هو أن رسمنا نفس الصورة التى حاول الأمويون والصفويون رسمها

وهو أن الإسلام دين الملك – وملك الملك – ويخدم الملك

وتغيرت أشكال وألوان هذا الملك - تارة عصبيتنا البغيضة وتارة مذهبيتنا التى لاتتعدى رؤيتها مقدار قدم

وتارة أخرى : أى حال ينتاب عقولنا – وينهشها ويسيطر عليها ويسوقها كالأنعام

.................................................. ..

إختذلنا الإسلام فى شعارات ومذهبيات

وظن العربي المسكين أن الإسلام لايعرف إلا بلاد العرب

وأن الإسلام الحقيقى فى بلاد العرب

ولكن هذه رؤية من وقف أمام المرآة وحده

.................................................. .........

أسف أيها السادة أننى أعكر صفحاتكم بكلماتى هذه – فى محضر سيدنا الحسين فكان الأولى أن نلتزم خفض أصواتنا

لكن رأيت الحسين يذبح .......ويذبح ......ويذبح

وللأسف ما وجدت رجل يتحرك لنصرته

كل ما فعلنا تبادلنا التهم ......... أنتم السبب ........ وأنتم الخونة....... وتركناه يذبح

حتى اسمه خشينا أن نذكره

إن ذكرناه قالوا : ثوار.... فأقتلوهم

وإن مدحناه قالوا : رافضة..... فألعنوهم

وإذا ذكرنا قضية خلافية سياسية أو مذهبية ...... وجدنا لها فرسان وفرسان والكل يبارز بسيفه

لكن عندما ذكرنا الحسين ........ كــ اســم يجمع شملنا فقضيتنا واحدة .. ومصيرنا واحد

وجدنا الفرسان تتقهقر ....... فشتان بين الفارس والفريسة

فعذراً سيدنا الحسين من آذاننا الصماء وقلوبنا الصلدة

.......................................

وعذراً ياسادة على تعكيرى لصفحتكم...... وتقبلوا إعتذارى

بنده يوسف

الحاج بونيف
12/09/2008, 08:52 AM
أحفاد الحسين الحقيقيون هم من يقاومون المحتل اليوم ممن تسري في دمائهم دماء العروبة الصافية ..
تقديري.

جمال رزق
07/10/2008, 07:52 PM
أخي الأستاذ محمد المنصور الشقحاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صدقت سيدي فقد خاننا من له ننتمي، في العراق وفلسطين وحتى في لبنان.

جمال رزق
18/10/2008, 02:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
****************************
غالي واشترينا احسين بالدم ينشرى الغالي
على نهجك على مسراك واصلنا الطريق وياك
بالدم ينشرى الغالي
************************
الحياة موقف - وقد صنع الحسين -ع- الموقف بعز - وأذل بموقفه كل الخانعين والطغاة والى الابد فاصبح منارة عز وضوء كرامة لمن يريد العزة والكرامة في الحياة
فصرخة هيهات منا الذلة--هي صرخة الانتصار وسقوط الاصنام المتهالكة على حب الدنيا الفانية فصنع كل معاني الخلود في موقفه وعلى اثره سار كل الاحرار في العالم ينشدون الحرية بالعز والكرامة
******************
فسلام على الحسين وعلى آبائه واجداده واهل بيته ومن سار على نهجه واسترخص الغالي والنفيس من اجل الحرية والكرامة
*********************
غالي واشترينا احسين بالدم ينشرى الغالي
عاة نهحجك على مسراك واصلنا الطريق وياك
بالدم ينشرى الغالي
***********************

الدكتور ناصر الحق
نصرك الله وأيدك ،،
شكراً لمرورك الطيب الذي أضاء هذه الصفحة، ولا حرمنا الله جميل حضورك.

الدكتور ناصر الحق
10/01/2010, 11:53 AM
عن دعبل الخزاعي قال: أنشدت قصيدة لمولاي علي الرضا رضي الله عنه:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
قال لي الرضا: أفلا الحق البيتين بقصيدتك؟! قلت: بلى يا بن رسول الله؟ فقال:
وقبر بطوس يا لها من مصيبة * ألحت بها الأحشاء بالزفرات
إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج عنا الهم والكربات (1)
قال دعبل: ثم قرأت باقي القصيدة فلما انتهيت إلى قولي:
خروج إمام لا محالة واقع * يقوم على اسم الله والبركات
بكى الرضا بكاء شديدا ثم قال: يا دعبل نطق روح القدس بلسانك أتعرف من هذا الإمام؟! قلت: لا إلا أني سمعت خروج إمام منكم يملأ الأرض قسطا وعدلا.
فقال: إن الإمام بعدي إبني محمد وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم، وهو المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملأت جورا وظلما، وأما متى يقوم فإخبار عن الوقت لقد حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة
تجاوبن بالأرنان والزفرات * نوائح عجم اللفظ والنطقات
يخبرن بالأنفاس عن سر أنفس * اسارى هوى ماض وآخر آت
فاسعدناو اسعفن حتى تقوضت * صفوف الدجى بالفجر منهزمات
على العرصات الخاليات من المهى * سلام شج صب على العرصات
فعهدي بها خضر المعاهد مألفاً * من العطرات البيض والخضرات
ليالي يعدين الوصال على القلى * ويعدي تدانينا على الغربات
واذ هن يلحظن العيون سوافراً * ويسترن بالأيدي على الوجنات
واذ كل يوم لي بلحظي نشوة * يبيت لها قلبي على نشوات
فكم حسرات هاجها بمحسر * وقوفي يوم الجمع من عرفات
ألم تر للأيام ما جر جورها * على الناس من نقص وطول شتات
ومن دول المستهزئين ومن غدا * بهم طالبا للنور في الظلمات
فكيف ومن أنى يطالب زلفة * الى الله بعد الصوم والصلوات
سوى حب أبناء النبي ورهطة * وبغض بني الزرقاء والعبلات
وهند وما أدت سمية وابنها * اولوا الكفر في الاسلام والفجرات
هم نقضوا عهد الكتاب وفرضه * ومحكمه بالزور والشبهات
ولم تك الا محنة كشفتهم * بدعوى ضلال من هن وهنات
تراث بلا قربى وملك بلا هدى * وحكم بلا شورى بغير هداة
رزايا أرتنا خضرة الأفق حمرة * وردت اجاجا طعم كل فرات
وما سهلت تلك المذاهب فيهم * على الناس الا بيعة الفلتات
ولو قلدوا الموصى إليه زمامها * لزمت بمأمون على العثرات
أخي خاتم الرسل المصطفى من القذى * ومفترس الأبطال في الغمرات
فان جحدوا كان الغدير شهيده * وبدر واحد شامخ الهضبات
وآيٍ من القرآن تتلى بفضله * وايثاره بالقوت في اللزبات
مناقب لم تدرك بكيد ولم تنل * بشئ سوى حد القنا الذربات
نجي لجبريل الأمين وأنتم * عكوف على العزى معاً ومناة
ذكرت محل الربع من عرفات * فأجريت دمع العين بالعبرات
وفل عرى صبري وهاجت صبابتي * رسوم ديار أقفرت وعرات
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالركن والتعريف والجمرات
ديار لعبدالله بالخيف من منى * وللسيد الداعي إلى الصلوات
ديار علي والحسين وجعفر * وحمزة والسجاد ذي الثفنات
ديار لعبدالله والفضل تلوه * نجي رسول الله في الخلوات
وسبطي رسول الله وابني وصيه * ووارث علم الله والحسنات
منازل وحي الله ينزل بينها * على أحمد المذكور في السورات
منازل قوم يهتدى بهداهم * فتؤمن منهم زلة العثرات
منازل كانت للصلاة وللتقى * وللصوم والتطهير والحسنات
منازل لا فعل يحل بريعها * ولا ابن فعال هاتك الحرمات
منازل جبريل الأمين يزورها * من الله بالتسليم والرحمات
منازل وحي الله معدن علمه * سبيل رشاد واضح الطرقات
ديار عفاها جور كل منابذ * ولم تعف بالأيام والسنوات
فيا وارثي علم النبي وآله * عليكم سلام دائم النفحات
قفا نسأل الدار التي خف أهلها * متى عهدها بالصوم والصلوات؟!
وأين الألى شطت بهم غربة النوى * أفانين في الأطراف منقبضات
هم أهل ميراث النبي إذا اعتزوا * وهم خير قادات وخير حماة
مطاعيم في الإعسار في كل مشهد * لقد شرفوا بالفضل والبركات
أئمة عدل يقتدى بفعالهم * وتؤمن منهم زلة العثرات
وما الناس إلا غاضب ومكذب * ومضطغن ذو أحنة وترات
إذا ذكروا قتلى ببدر وخيبر * ويوم حنين أسبلوا العبرات
فكيف يحبون النبي ورهطه * وهم تركوا أحشاءهم وغرات
لقد لا ينوه في المقال واضمروا * قلوباً على الأحقاد منطويات
فان لم تكن الا بقربي محمد * فهاشم اولى من هن وهنات
سقى الله قبرا بالمدينة غيثه * فقد حل فيه الا من بالبركات
نبي الهدى صلى عليه مليكه * وبلغ عنا روحه التحفات
وصلى عليه ماذر شارق * ولاحت نجوم الليل مبتدرات
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا * وقد مات عطشانا بشط فرات
اذا للطمت الخد فاطم عنده * وأجريت دمع العين في الوجنات
أفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي * نجوم سماوات بأرض فلات
قبور بكوفان وأخرى بطيبة * وأخرى بفخ نالها صلواتي
وآخر من بعد النبي مبارك * زكي آوى بغداد في الحفرات
توفوا عطاشا بالعراء فليتني * توفيت فيها قبل حين وفاتي
وقبر بأرض الجوزجان محله * وقبر بباخمرى لدى العرمات
وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في العرصات
وقبر بطوس يالها من مصيبة * تردد بين الصدر والحجبات
إلى الله أشكو لوعة عند ذكرهم * سقتني بكأس الثكل والصعقات
فأما الممضات التي لست بالغا * مبالغها مني بكنه صفات
إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج منها الهم والكربات
نفوس لدى النهرين من بطن كربلا * معرسهم فيها بشط فرات
أخاف بأن ازدارهم ويشوقني * معرسهم بالجزع من نخلات
تقسمهم ريب المنون فما ترى * لهم عقدة مغشية الحجرات
سوى أن منهم بالمدينة عصبة * مدى الدهر أضناه من الأزمات
قليلة زوار سوى بعض زور * من الضبع والعقبان والرخمات
لها كل حين نومة بمضاجع * لهم من نواحي الأرض مختلفات
وقد كان منهم بالحجاز وأهلها * مغاوير نحارون في السنوات
تنكب لأواء السنين جوارهم * فلا تصطليهم جمرة الجمرات
إذا وردوا خيلا تشمس بالقنا * مشارع موت أفخموا الغمرات
وإن فخروا يوما أتوا بمحمد * وجبريل والفرقان و السورات
ملامك في أهل النبي فإنهم * أحباي ما عاشوا وأهل ثقاتي
تخيرتهم رشدا لامري فإنهم * على كل حال خيرة الخيرات
فيا رب زدني من يقيني بصيرة * وزد حبهم يا رب في حسناتي
بنفسي أنتم من كهول وفتية * لفك عناة أو لحمل ديات
أحب قصي الرحم من أجل حبكم * وأهجر فيكم أسرتي وبناتي
وأكتم حبيكم مخافة كاشح * عتيد لأهل الحق غير موات
لقد حفت الأيام حولي بشرها * وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي
ألم تر إني مذ ثلاثين حجة * أروح وأغدو دائم الحسرات؟!
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات
فآل رسول الله نحف جسومهم * وآل زياد حفل القصرات
بنات زياد في القصور مصونة * وآل رسول الله في الفلوات
إذا وتروا مدوا إلى أهل وترهم * أكفا من الأوتار منقبضات
فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد * لقطع قلبي إثرهم حسراتي
خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات
سأقصر نفسي جاهدا عن جدالهم * كفاني ما ألقى من العبرات
فيا نفس طيبي ثم يا نفس أبشري * فغير بعيد كل ما هو آت
فإن قرب الرحمن من تلك مدتي * وأخر من عمري لطول حياتي
شفيت ولم أترك لنفسي رزية * ورويت منهم منصلي وقناتي
أحاول نقل الشمس من مستقرها * وأسمع أحجارا من الصلدات
فمن عارف لم ينتفع ومعاند * يميل مع الأهواء والشبهات
قصاراي منهم أن أموت بغصة * تردد بين الصدر واللهوات
كأنك بالأضلاع قد ضاق رحبها * لما ضمنت من شدة الزفرات
888888888888888888888888888888888888888
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا * وقد مات عطشانا بشط فرات
اذا للطمت الخد فاطم عنده * وأجريت دمع العين في الوجنات
أفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي * نجوم سماوات بأرض فلات
قبور بكوفان وأخرى بطيبة * وأخرى بفخ نالها صلوات
توفوا عطاشا بالعراء فليتني * توفيت فيها قبل حين وفاتي
إلى الله أشكو لوعة عند ذكرهم * سقتني بكأس الثكل والصعقات

الدكتور ناصر الحق
10/01/2010, 11:59 AM
رائعة الجواهري في الامام الحسين

آمنت بالحسين

فداءً لمثـــواك مـــن مضجـــــــــــــع تـــــنور بــالأبـــلــــــــــــــــج الأروع

بأعــبق من نفحات الجنـــــــــــــــــــا ن روحاً، ومن مسكها أضـــــــــــوع

ورَعياً ليومـــــــــــك يـــوم الطفــوف وسقياً لأرضــــــــــك مـن مصــــرع

وحُزناً عليك بحـــبـــــــــــس النفوس على نهجك النيّــــر المهــــــــــيــــع

وصوناً لمجدك من أن يُــــــــــــــــذال بما أنت تأبــاه مــــن مُبـــــــــــــــدع

فيا أيها الوتـــــــــــر في الخــالـــــديـ ـن فذاً، إلى الآن لــــم يشــــفـــــــــــع

ويا عظة الطامحيـــــــــــن العظــــــام للاهين عــن غــــدهم قــُنــــــــــــــــَّع

تعاليت من مفـــــــــــزع للحتـــــــوف وبورك قبــرك مــــن مفـــــــــــــــزع

تلوذ الدهــــــــــور فمـــــن ســـجــّـــد على جانبيـــه ومــــن رُكّـــــــــــــــع

شممت ثراك فهــــــبّ النســـــــــــيـــم نسيم الكرامـــة مــــن بلقـــــــــــــــع

وعفـّرتُ خدّي بحيـــث استــــــــــــــرا ح خدّ تفرّى ولـــــم يضـــــــــــــــرع

وحيث سنابـــــــــــك خيـــــل الطغــــــا ة جالت عليه ولــــم يخشـــــــــــــــع

وخلتُ وقد طارت الذكـــــريــــــــــــات بروحي إلـــى عالــــم أرفـــــــــــــــع

وطفت بقبرك طـــــــــــوف الخيـــــــال بصومعة الملهـــــم المبـــــــــــــــدع

كأنّ يداً مــن وراء الــــضـــــــــــريــــ ـح حمراءَ مبتورة الإصــــبـــــــــــع

تمدُّ إلى عــــالـــــمٍ بالخـــنــــــــــــــــو ع والضيم ذي شرق مُتــــــــــــرع

تخبّط في غابـــــة أطبـــــقــــــــــــــــت على مذئب منه أو مسبـــــــــــــــع

لتبدل منه جديــــــب الضـــــــــــميــــــر بآخر معشوشــــب ممـــــــــــــــرع

وتدفع هذي النفــوس الصـــــــــــغــــــا رَ خوفاً إلى حــــــرمٍ أمــــنـــــــــــع

* * *

تعاليتَ من صاعـــــق يلتـــــــــــــــــظي فإن تـــدجُ داجيــــة يلـــــــــــمــــع

تأرّم حقداً علـــــى الصاعـــــقـــــــــــات لم تـُنْءِ ضيراً ولـــــــــــم تنفــــع

ولم تبذر الحبّ إثــــر الهشــــــــــــــــيم وقــد حرّقتــــه ولـــــــــــم تــــزرع

ولم تخل أبراجـــــــــــها في السمــــــاء ولم تأتِ أرضاً ولـــــــــــم تـُدْقِــــع

ولم تقطع الشـــــــــــرّ مــــــن جِذمـــــه وغلّ الضمائـــــــــــر لـــم تنــــزع

ولم تصدم الناس فيمــــــا هــــــــــــــــم عليه من الخلـق الأوضــــــــــــــع

تعاليـــــت مــــن (فلك) قطــــــــــــــــره يدور على المحــور الأوســــــــــع

فيابن البتول وحــــــســـــــــــبي بــــــها ضماناً على كل مـــا أدّعــــــــــــي

ويابن التي لم يضـــــع مثلـــــــــــــــــها كمثلك حـــملاً ولم تــــــــــرضــــع

ويابن البطـــــين بلا بـــطـــــــــــنــــــةٍ ويابن الفتى الحاســــــــــر الأنزع

ويا غصن هاشـــــم لــــــــــم ينفتــــــح بأزهر منك ولـم يــــــــــفــــرع

ويا واصلاً من نشـــيد الخــــــــــلـــــود ختام القــــصيدة بالمطــــــــــلــــع

يسير الــــــــــورى بركــــــاب الزمـــــا ن من مسـتقيم من أظـــــــــــلع

وأنت تـُسيِّرُ ركـــــــــب الخــــــلــــــــــو د مـا تستجـــــدّ له يَتـْبَــــــــــــــع

* * *

تمثــّلتُ يومـــــكَ فـي خــــــــــاطــــــري وردّدت صوتك في مســــــــــمعي

ومحّصتُ أمــــــــركَ لم أرتـــــهـــــــــب بنقل الــــرواة ولــــــــــم أخــــدَع

وقلتُ: لعــــــلّ دويّ الســنــيــــــــــــــن بأصداء حـــادثك المفجــــــــــــــع

وما رتـّل المخلصون الــــــدعــــــــــــــا ة من مرسلــين ومن سُجّــــــــــع

ومن ناثـــــــــرات عــليـــــك المســـــاء والصبح بالشعــــر والأدمــــــــــع

لعلّ السيــاســـــة فيـــــــــمـــــا جـــــنت على لاصق بك أو مدّعـــــــــــــي

وتشريــــــــــدها كـــــــلّ مـــــن يدّلـــــي بحبل لأهليــــك أو مقــــــــــطــــع

لعلّ لـــــــذاك وكـــــون الشجـــــــــــــــيّ ولوعاً بكلّ شجّ مــــولــــــــــــــع

يداً في اصطباغ حديـــــــث الحــــــــــــــ ـسين بلون أُريد له مــمتـــــــــــع

وكانــــت ولـــــمّا تـــــزل بـــــــــــــــرزةً يدُ الواثق الملجأ الألمعـــــــــــــي

صناعاً متى مــــا تـُـــــرِدْ خُـــــطّــــــــــةً وكيف، ومهما تـُرد تصنــــــــــع

ولما أرخـــــت طـــــلاء القــــــــــــــرون وستر الخداع عن المخـــــــــــدع

أريدُ الحـــــقيقـــــة فـــــي ذاتــــــــــــــها بغير الطبيعــــة لم تطــــبــــــــــع

وجــــــــــدتـــــك في صـــــورة لــــم اُرعْ بأعظـــــــم منهــــــــــا ولا أروع

وماذا ! أأروع مـــــن أن يكــــــــــــــــــو ن لحمك وقفاً على المبضـــــــــع

وأن تتقي ـ دون مــا تـــــرتــــــــــــــأي ـ ضميـرك بالأســــل الشُــــــــــرّع

وأن تـُطعِم الموت خيـــــر البــــــــــنيــــن من الأكهلين إلى الـــرضّــــــــــع

وخير بنــــــي الأمّ مـــــن هــــــــــاشـــــمٍ وخير بني الأب مــــن تـبَّــــــــــع

وخير الصحـاب بخيـــــر الصـــــــــــــــدو ر ، كانــــوا وقــــــاءك، والأذرع

وقدّســـــــت ذكـــــراك لم أنتحـــــــــــــــل ثــــيــاب التقــــاة ولـــــــــــم أدَّع

تقحّمْتَ صدري وريــــــبُ الشـــــكــــــــــ ـوك يضجّ بجدرانــــــه الأربـــــع

ورانَ سحاب صفـــــــيــق الحــجــــــــاب عليّ من القلــــــــق المـفـــزع13

وهبّت ريـــــــاح مـــــن الطـــــــــيبـــــات والطيبــــيـــــن ولــــــم يقشــــع

إذا ما تزحــــــزح مـــــن مـــــــــوضـــــع تأبّى وعاد إلى مـوضـــــــــع14

وجازَ بي الشـــكّ فيمـــــا مــــــع الـــــــــ ـجدود إلى الشكّ فيما مــــــــعي

إلــــــى أن أقمـــــت عليـــــــه الدلــــيـــ ـل من مبـــــــدأ بـــدم مشــــبــــع

فأسلمَ طـــــوعـــــاً إليـــــك القـــــــيــــاد وأعطاك إذعانــــة المهطـــــــــــع

فنوّرتَ ما اظلمّ مـــــن فـــكــــــــرتـــــي وقوّمت ما اعــــوجّ من أضلــــعي

وآمنـــــــت إيـــــمان من لا يـــــــــــرى سوى العقل في الشكّ من مرجــع

بأنّ الإبــــاء، ووحـــــي السمـــــــــــاء، وفيـــض النــــــــبوة، من منبـــــع

تجمّــــــع في جــــوهـــــر خـــــالـــــص تنزّه عـــــــن عَــــرَض المــطمـــع