د . محمد أيوب
12/12/2006, 07:25 PM
عزوف
خاطرة
بقلم : د . محمد أيوب
عزوف عن كل شيء .. عزوف عن الكتابة .. عزوف عن الكلام .. عزوف عن الابتسام ، يصيبك العزوف عن كل شيء حولك لكثرة القرف الذي يحيط بك والخراب الذي أصاب الضمائر والقلوب التي كانت يوما ما عامرة بالحب ولا شيء غير الحب ، ولا سيما حب التضحية والتكافل الاجتماعي مع الآخرين ، ولكن الصدأ ران على هذه القلوب وغلفها بالقسوة والكراهية ، فأصبح الموت يتجول في الشوارع على جناح رصاصة طائشة هنا أو هناك ، تصيبك دون أن ترتكب ذنبا أو تسيء إلى أحد ما ، كل ذنبك أنك تسير في الشارع آمنا مطمئنا وقت ارتكاب عملية القتل .
لقد غاضت ابتسامتي التي يعرفها الأصدقاء وغير الأصدقاء ، لم يعد في القلب متسع لهموم أكثر ، في طريقي لدفع فاتورة الهاتف أوقفت سيارتي في مكان يبعد قليلا عن شركة الاتصالات في الساحة المقابلة لمبني البلدية ، قابلني بعض الشباب الذين أبادلهم الود ، ومن مسافة بضعة أمتار بادروني بالقول : أين المثقفون ؟ وأين أقلام الكتاب ؟ لم تطاوعني ابتسامة حاولت اغتصابها ، قلت : لمن نكتب ؟ وإن كتبنا فمن يقرأ في غمار هذه الفوضى المنظمة والمخطط لها ؟ وإن وجدنا من يقرأ فمن يفهم ويستوعب ؟ وإن فهمنا واستوعبنا فمن يطبق ما فهمناه إن كنا قد فهمناه بطريقة صحيحة .
آه يا وطن الموت والكراهية .. آه يا وطنا ضيعه أهله قبل غيرهم بمشاحناتهم وتصارعهم على اللاشيء ، آه يا وطن السراب والظمأ ، لقد أصبح حالنا أشبه بحال العيس التي تحدث عنها الشاعر العربي قديما حين قال :
كالعيس في الصحراء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول
فهل يقيض الله لهذا الشعب من يبقر بطون القرب التي تحملها العيس فنرتوى أمنا وأمانا ، ونشبع كفاية وعدلا وتكافؤا للفرص بين الجميع دون فئوية أو تحزب ؟ أم أن ضبابية الرؤيا ستظل تدفعنا إلى هاوية الصراع والفتن التي أضاعت منا الكثير .. الكثير ، وربما أضاعتنا وأضاعت ما تبقى مما يمكن أن نعتبره وطنا ؟!!!!
سؤال يحتاج إلى كثير من التعقل وصدق النوايا قبل الإجابة عليه وإلى التطابق بين القول والفعل ، كفانا حديثا عن وحدة وطنية لا نمارسها بل نغتالها في الشوارع كل يوم ! الجميع يتحدثون عن الوحدة الوطنية ولا نراها ولا يترجمون حديثهم إلى شيء ملموس على أرض الواقع ، والجميع يدين عمليات القتل وما يسمونه بالفلتان الأمني في الشوارع ! من الذي يقتل إذن ؟ ومن يقف وراء هذه العمليات إذا كان الجميع يشجبونها وستنكرونها ؟ بل ويسير من ارتكبوها في مواكب التشييع مستنكرين منددين ؟!!!
يا الله ارحم أطفالنا وارحم شيوخنا ونسائنا ، اللهم أغثنا بالغيث الذي حرمتنا منه فترة طويلة ، ربما كنا لا نستحق أن تغيثنا بالمطر لسوء أفعالنا ، فلا تجعل الأمطار تعزف عن النزول من أجل أطفالنا وحيواناتنا وزرعنا يا الله .
خاطرة
بقلم : د . محمد أيوب
عزوف عن كل شيء .. عزوف عن الكتابة .. عزوف عن الكلام .. عزوف عن الابتسام ، يصيبك العزوف عن كل شيء حولك لكثرة القرف الذي يحيط بك والخراب الذي أصاب الضمائر والقلوب التي كانت يوما ما عامرة بالحب ولا شيء غير الحب ، ولا سيما حب التضحية والتكافل الاجتماعي مع الآخرين ، ولكن الصدأ ران على هذه القلوب وغلفها بالقسوة والكراهية ، فأصبح الموت يتجول في الشوارع على جناح رصاصة طائشة هنا أو هناك ، تصيبك دون أن ترتكب ذنبا أو تسيء إلى أحد ما ، كل ذنبك أنك تسير في الشارع آمنا مطمئنا وقت ارتكاب عملية القتل .
لقد غاضت ابتسامتي التي يعرفها الأصدقاء وغير الأصدقاء ، لم يعد في القلب متسع لهموم أكثر ، في طريقي لدفع فاتورة الهاتف أوقفت سيارتي في مكان يبعد قليلا عن شركة الاتصالات في الساحة المقابلة لمبني البلدية ، قابلني بعض الشباب الذين أبادلهم الود ، ومن مسافة بضعة أمتار بادروني بالقول : أين المثقفون ؟ وأين أقلام الكتاب ؟ لم تطاوعني ابتسامة حاولت اغتصابها ، قلت : لمن نكتب ؟ وإن كتبنا فمن يقرأ في غمار هذه الفوضى المنظمة والمخطط لها ؟ وإن وجدنا من يقرأ فمن يفهم ويستوعب ؟ وإن فهمنا واستوعبنا فمن يطبق ما فهمناه إن كنا قد فهمناه بطريقة صحيحة .
آه يا وطن الموت والكراهية .. آه يا وطنا ضيعه أهله قبل غيرهم بمشاحناتهم وتصارعهم على اللاشيء ، آه يا وطن السراب والظمأ ، لقد أصبح حالنا أشبه بحال العيس التي تحدث عنها الشاعر العربي قديما حين قال :
كالعيس في الصحراء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول
فهل يقيض الله لهذا الشعب من يبقر بطون القرب التي تحملها العيس فنرتوى أمنا وأمانا ، ونشبع كفاية وعدلا وتكافؤا للفرص بين الجميع دون فئوية أو تحزب ؟ أم أن ضبابية الرؤيا ستظل تدفعنا إلى هاوية الصراع والفتن التي أضاعت منا الكثير .. الكثير ، وربما أضاعتنا وأضاعت ما تبقى مما يمكن أن نعتبره وطنا ؟!!!!
سؤال يحتاج إلى كثير من التعقل وصدق النوايا قبل الإجابة عليه وإلى التطابق بين القول والفعل ، كفانا حديثا عن وحدة وطنية لا نمارسها بل نغتالها في الشوارع كل يوم ! الجميع يتحدثون عن الوحدة الوطنية ولا نراها ولا يترجمون حديثهم إلى شيء ملموس على أرض الواقع ، والجميع يدين عمليات القتل وما يسمونه بالفلتان الأمني في الشوارع ! من الذي يقتل إذن ؟ ومن يقف وراء هذه العمليات إذا كان الجميع يشجبونها وستنكرونها ؟ بل ويسير من ارتكبوها في مواكب التشييع مستنكرين منددين ؟!!!
يا الله ارحم أطفالنا وارحم شيوخنا ونسائنا ، اللهم أغثنا بالغيث الذي حرمتنا منه فترة طويلة ، ربما كنا لا نستحق أن تغيثنا بالمطر لسوء أفعالنا ، فلا تجعل الأمطار تعزف عن النزول من أجل أطفالنا وحيواناتنا وزرعنا يا الله .