كلمات، مفردات، مصطلحات؟!

[عامر العظم]

كلمات، مفردات، مصطلحات؟!

هل يجوز استخدامها بنفس المعنى؟
هل هناك فرق بين كلمة ومفردة ومصطلح؟!

شاكرا لكم سلفا..

[مبارك مجذوب المبارك]

الاستاذ عامر
تحية عامرة بالود
أبدأ بمصطلح فالمصطلح قد يكون كلمة واحدة وقد يكون عدة كلمات، و(الكلمة) نفسها إن رجعنا الى تاريخها لا تعدو كونها اصطلاحا، غير انها اصطلاح قديم، فالاسد على سبيل المثال كلمة مكونة من عدة احرف اصطلح الناطقون بالعربية على اطلاقها على ذلك الوحش المخيف، واصطلح آخرون في الجزر البريطانية على تسمية غير التى وضعناها له وهكذا، وقد شغلت قضية الالهام والمواضعة (الاصطلاح) حيزا كبير من الجدل بين علماء العربية في مرحلة تقعيد القواعد وتقنين اللغة، ومن تبنى نظرية الالهام أى أن اللغة جاءت هكذا، استند الى القرآن والى الآية (وعلم آدم الاسماء كلها..الخ) واستند الى الكتاب المقدس الذي يشير الى نفس الموضوع وأن كل ما في الحياة أتى وأسمه معه، اما مؤيدو نظرية المواضعة (الاصطلاح , ومعهم اصحاب نظرية تطور اللغة فقد رأوا أن اللغة تتطور طبيعيا وقدموا البراهين على ذلك.
إذن الاسد مصطلح والماء مصطلح والحرب مصطلح والمال مصطلح، والاستراتيجية مصطلح، وغير ذلك، لكن مع توسع المعارف والعلوم تضاربت الاصطلاحات، فالنصاب (بكسر النون) في لغة الفقه ليس هو النصاب في لغة السياسة، نصاب الزكاة يختلف عن النصاب القانوني، والتكامل في الرياضيات ليس هو التكامل في الاقتصاد ، والتيار في الجغرافيا ليس هو التيار في الفيزياء وهكذا..إذن اكتسبت الكلمات (الاصطلاحات) القديمة التى استقر معناها اكتسبت معاني جديدة، والمعاني الجديدة التى ترتدي الثياب القديمة هي التي اصطلحنا اليوم على تسمية الفاظها (بالمصطلح) وقد نضطر عند عدم وجود كلمة مناسبة في لغتنا لوصف جديد ما الى (الاقتراض) من لغات اخرى والنتيجة أن مصطلح اليوم ليس هو مصطلح الأمس.

نأتي الى (مفردة) وهي تستخدم كمصطلح مرادف (لكلمة) ولا أظن أن العرب استخدمتها بهذه الطريقة فقد قال إبن مالك في الفيته:
كلامنا لفظ مفيد كاستقم..... أسم وفعل ثم حرف الكلم
فقد ذكر كلامنا وذكر الكلم، ولا وجود لمفردة هاهنا..وازعم انها (اصطلاح) حديث القصد منه توسيع معنى (الكلمة) فنقول فلان يستخدم مقردات شعرية جديدة، فالمفردة ها هنا مليئة بمعنى الكلمة وجو الكلمة وتشير الى الغرابة والتجديد والى المادة الخام في الكلمة، ونقول (هات شرحا للمفردات الآتية) اى ما تراه امامك من حروف جمعت لتؤدي معنى معين
والله اعلم

[عبد العزيز غوردو]

أخي الكريم عامر..

بعد خالص التحية:

الذي أعلم، والله أعلم، أن الكلمة، أو المفردة، عادة ما تطلق بصيغة التعميم والعادية...

اللهم إلا إذا انتقلت إلى صيغة الاصطلاح، كقولك مثلا: ألقى فلان "كلمته".. أي نصه...

والذي يحصل عادة هو الاختلاف بين "المصطلح" و"المفهوم"....

فالمصطلح عادة، على الأقل ما أعرفه في حقل تخصصي، يجب أن يكون محدد المعنى والدلالة..

مثلا عندما أقول "الليمس" فكل من يعرف التاريخ الروماني يعرف عما أتحدث...

أي جدار وضعه الرومان، على حدود مجال نفوذهم، ويقوم بثلاث وظائف...

وعندما أقول "الإحداثيات".. فالمقصود شبكة من الخطوط الوهمية، وهي خطوط الطول وخطوط العرض...

وهكذا...

لكن عندما نكون بصدد الحديث عن "المفهوم" (في مناهج البحث) فيتعقد الأمر...

مفهوم "الأخلاق" أو "الحق" أو "العدالة" أو "الإرهاب"...

حيث تختلف التعريفات، وتتعدد، باختلاف وتعدد الثقافات والتوجهات والميول...

ولذلك عادة ما يُنصح، في البحوث، أن يحدد الباحث مفاهيمه بدقة..

أي يعطيها مدلولات تتماشى مع منطق بحثه، ولا توقعه لاحقا في التناقض الداخلي...

وهذا ما يسمى في العرف: "نحت المفاهيم"

" "
والله أعلم...

" "