المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سر التاءات التي بسطت في القرآن في حزمة كاملة



أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

حزمة التاءات التي بسطت في القرآن الكريم

سأركز في هذه الحزمة على التاءات المبسوطة حتى أنتهي منها، وهي ليست بالكثيرة، لننتقل بعدها إلى موضوع آخر ... وأرجو أن تكون هذه الطريقة في النشر فيها اكتمال المواضيع الفرعية من سلسلة علم معاني الرسم القرآني تساعد أهل القرآن؛ دارسين ومدرسين في تعلمها، وتعليمها.


القاعدة في بسط وقبض التاء؛ أن التاء المقبوضة يدل قبضها على أن الشيء مجهول كله أو بعضه، ورسمها كان كالكيس المربوط، إن عرفت بعض ما فيه، فلا تعرف كل ما فيه.

والتاء المبسوطة يدل بسطها على أن الشيء معلوم وبين واضح غير مجهول، ورسمها كان كالصحن المكشوف لا يخفي ما يوضع فيه.

ولنا مع كل تاء بسطت في الرسم القرآني -المشهور بالرسم العثماني- موقف وحديث ....

والله تعالى أعلم

أبو مُسْلم / عبد المجيد العَرَابْلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(1) - خير الجنات جنت الواقعة

خير ما يسأل المؤمن ربه ويتمناه جنة الواقعة؛ (جنت نعيم) المكتوبة بالتاء المبسوطة0
قال تعالى: (فأما إن كان من المقربين(88) فروح وريحان وجنت نعيم (89)) الواقعة،
تكرر ذكر جنة، والجنة، عشرات المرات في القرآن الكريم (67 مرة) وكلها كتبت بالتاء المقبوضة (المربوطة) إلا واحدة؛ هي جنت الواقعة.
ويعود السر في بسط تاء جنة الواقعة إلى فرق الدلالة ما بين التاء المقبوضة والمبسوطة؛ التاء المقبوضة من طريقة رسمها كالصرة المربوطة، إن لم يكن ما بداخلها مجهولاً بالكلية فبعضه مجهول أو جوانب منه.
وليس كل من يدخل الجنة يطّلع على كل ما فيها من نعيم، فمن كان نصيبه في الجنة أن يكون في المنزلة العاشرة مثلاً -والجنة فيها مائة منزلة- فعندما يؤذن له بدخول الجنة يدخلها من أسفلها -ولا يكون الدخول إلا من أسفل الجنة بعد تجاوز النار- إلى أن يصل منزلته، فيجد في أول منازلها؛ ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وتكون فرحته وسروره عظيمًا، وعندما يرقى إلى المنزلة التالية يجدها أفضل من الأولى، وفيها زيادة ليست في الأولى، إلى أن يصل إلى المنزلة المكتوبة له، فيجدها خيرًا من كل المنازل التي مر عليها، وفيها زيادات لا توجد في
المنازل التي مر عليها.
لكن ما ذا يوجد من زيادات في المنازل التي أعلى من منزلته؟ سيبقى يجهل تلك الزيادات من النعيم، مع انه في داخل الجنة.
أما إن كان من المقربين، فهو في أعلى منزلة في الجنة (في الفردوس الأعلى)، وليس هناك منزلة أعلى من منزلة المقربين، فأصحاب هذه المنزلة قد مروا على كل منازل الجنة واطلعوا على ما فيها من نعيم، وعندهم مثل هذا النعيم، وأفضل منه، وزيادات لا توجد في كل المنازل اللواتي من دونها.
فأصحاب هذه المنزلة قد عرفوا كل نعيم الجنة، ولم يبق من نعيم الجنة شيء يجهلونه، فجنة هؤلاء فقط هم الذين كتبت تاء جنتهم مبسوطة، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم وفيهم، والضعيف العاجز من تكون همته في طلب منزلة في الجنة دون هذه المنزلة التي اجتمع فيها كل أنواع نعيم الجنة.
هذا مسألة واحدة من آلاف المسائل التي تميز بها الرسم العثماني، وكل مسألة كتبت فيها الكلمة مخالفة للرسم الاصطلاحي وراءها سر يكشف صورة الواقع الذي صورته هذه الكلمة، وكشفت أيضًا عن سر كتابتها بالرسم الاصطلاحي المقابل لها، ولكن الأمة عبر قرونها الطويلة أعرضت عن البحث في هذا العلم للكشف عن هذه الأسرار ولطائفها فحرمت هذه الأجيال من هذا العلم الجليل ....


أبو مُسْلم/ عبد المجيد العَرَابْلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(2) - شجرة الزقوم ... وشجرت الزقوم

سيرًا على القاعدة العامة في رسم التاء المقبوضة، والتاء المبسوطة، فإن تاء الشجرة إذا كانت مقبوضة فهي شجرة نكرة مجهولة، غير محددة، ولم يسبق الاطلاع عليها، ومعرفة حقيقتها، وإذا كانت تاء الشجرة مبسوطة؛ كانت هذه الشجرة معلومة لمن اطلع عليها، وعرفها، وأكل منها
والحديث عن شجرة الزقوم اختلف من موضع إلى آخر من آيات الله؛
ففي سورة الواقعة يتوعد الله عز وجل الكافرين الضالين في الحياة الدنيا بأكلهم من شجر الزقوم يوم الدين، (ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ (52) فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) الواقعة، وفي هذه السورة جاء ذكر شجر الزقوم بالجمع وليس بالإفراد
وفي سورة الصافات بعد الحديث عما آل إليه قرين السوء، المكذب للبعث من عذاب في وسط جهنم، وما آل إليه المصدق بالبعث، ولم يضعف أمام كفر قرينه، ولم يستجب له، فدخل الجنة وتنعم بنعيمها؛ (لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ (61) الصافات
ثم يذكر تعالى هذا النعيم خير أم شجرة الزقوم ويذكر هذا الشجر بأبشع ما يصوره كاره لشيء ويخافه، ليحذر من يخاف الله أن يكون ممن يأكل منها، وهو يتلظى في نار جهنم؛ (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) الصافات
وهذه الشجرة لا يعلم قبحها أحد من هؤلاء الضالين في الحياة الدنيا، حتى يدخلوا النار ويأكلوا منها، فيعلمون شر ما توعدهم الله به ... وفي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر فيه أنه لو نزلت قطرة من الزقوم لأفسد ماء الأرض، فاتقوا الله فكيف بمن يكون الزقوم طعامه، لذلك كتب تاؤها مقبوضة لجهل الجميع بمدى مرارة وقبح هذه الشجرة
أما الحديث عن شجرة الزقوم في سورة الدخان فهو الحديث عن شجرة قد عرفت للآثمين: (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)، .... ثم يقال بعد أكلهم منها ... (خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ (50) الدخان
يتبين لنا من ذلك؛ أنه لما كان الحديث عن شجرة الزقوم، وهذه الشجرة من شجر النار في الآخرة، والمخاطبين عنها في الآيات هم من أهل الحياة الدنيا، كانت الشجرة مجهولة لديهم، فكتبت التاء مقبوضة، وقد غر أبي جهل اسم الزقوم، وظن أنه هو التمر الذي يغمس في الزبد قبل تزقمه، وهو من طعام أهل اليمن، فقال ساخرًا: هذا الذي يتوعدنا به محمد؟! ... يا غلام ... ائتنا بتمر وزبد نتزقمه، فأنزل الله تعالى مبينًا صفتها، فقال: (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) الصافات
ولما تحدث تعالى ما يحدث لأهل النار في سورة الدخان وقد أكلوا من هذه الشجرة الملعونة، ثم أُخذ الآكل منها، فعُتِل، فألقي في وسط الجحيم، أصبحت الشجرة معروفة لديهم غير مجهولة فبسطت تاؤها في الرسم لاختلاف حالها في الآخرة عن حالها في الدنيا عند هؤلاء
هذا سر من أسرار الرسم العثماني الذي هاجمه جهال وأصحاب فتن لمن جهلوا ما وراء هذا الرسم من أسرار


أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(3)- (قرة) أعين منتظرة ..... و(قرت) عين ممتلكة
ذكرت "قرة" المقبوضة التاء في موضعين في القرآن الكريم، وهم قرتان لم تتحققا بعد، وزمن تحققها علمه عند الله عز وجل؛
قال تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) الفرقان. فهذا دعاء لما لم يحدث، والاستجابة راجعة إلى الله سبحانه وتعالى، وزمن تحققه إن وقع يكون في المستقبل، لذلك حال القرة مقفل وقت دعوة الداعي، وزمن تحققها هو في علم الغيب عند الله عز وجل.
وقال تعالى: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) السجدة.
وهذه أيضًا حالها في الدنيا مجهولة، ولا تتحقق إلا في الآخرة لمن أنعم الله عليه بالجنة، فيبصر معاينة ما فيها من قرة أعين
فتاء قرة في الموضعين السابقين رسمت مقبوضة مطابقة مع الحال في كل منهما، وتنبيهًا له.
أما الموضع الثالث فاختلف عن الموضعين السابقين؛
قال تعالى: (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9) القصص.
ذكر أن امرأة فرعون كانت عقيمة؛ أي ليس لها ولد، ومُنى كل امرأة وقرة عينها أن يكون لها ولد، فها هي الآن يتبدل حالها، ويصبح بين يديها ولد ليس له أهل ينازعونها عليه، فهذا الغلام الحاضر بين يديها قرت عين قد تحققت لها، وليس قرة عين موعودة بها، فبسطت تاء قرت؛ مطابقة مع الواقع الذي حصل، فخالف رسمها في هذه الحال عن رسمها في الحالين السابقين.د



أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(4)- (امرأة) نكرة ... و(امرأت) معرفة
كل امرأة معرفة تكتب بالتاء المبسوطة، وكل امرأة نكرة تكتب بالتاء المقبوضة.
وتعريف المرأة يكون بالإضافة إلى زوجها بضمير متصل يدل عليه أو إلى اسمه مصرحًا به؛
أما إذا أضيفت إلى ضمير متصل فبسط التاء يكون وجوبًا، ولا صورة أخرى لها غير البسط، ولا تكون المرأة في هذه الحال إلا معرفة.
ومثالاً على ذلك قوله تعالى: (رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ .. (40) آل عمران.
قال تعالى: (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) الذاريات.
والمرأة جاء اسمها من مادة "مَرَأَ"، التي من المروءة، والمروءة أن يكون فعل المرء من نفسه، لا يريد ممن فعل له الفعل أجرًا ولا شكورًا، وذكر المرأة في القرآن كان في المواضع التي كان فعلها من نفسها، فاستقلت به عن زوجها وانفصلت بهذا الاستقلال عنه؛
- فاستقلال زوجة زكريا عليه السلام عن زوجها كان بعقمها؛ فلم تستطع أن تعطيه الولد الذي يربط بينهما، ومثلها زوجة إبراهيم عليه السلام؛.... فهذين المثالين الذَين كانا لزوجين مؤمنين.
- وحالة ثانية في استقلال المرأة عن زوجها وانفصالها: استقلالها بالسوء عن زوجها، ومثاله قوله تعالى: (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) المسد، فقامت بأفعال لم يفعلها زوجها، وقد يستعظم على نفسه فعلها، كرمي القاذورات والأشواك على طريق الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنه كان يصد الناس ويصرفهم عنه، فكان إيذاؤها خاصًا بها، وأم جميل دافعة لزوجها أبي لهب لقطع صلة رحمه بابن أخيه.
- وحالة ثالثة: خيانة زوجها في نفسها، فتطلب تحقيق رغبتها عند رجل آخر غير زوجها؛ ومثاله امرأة العزيز التي أرادت ذلك مع فتاها يوسف عليه السلام، قال تعالى: (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (30) يوسف.
وحالة رابعة: أن يكون الزوج مؤمنًا والزوجة كافرة؛ ومثاله امرأة نوح، وامرأة لوط؛
قال تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَتَ نُوحٍ وَاِمْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) التحريم.
وحالة خامسة: أن تكون هي مؤمنة وهو كافر؛ ومثاله امرأة فرعون؛ قال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) آل عمران.
وحالة سادسة: أن تستقل في رغبتها في أمر ما عن زوجها؛ ومثاله نذر امرأت عمران ما في بطنها دون زوجها؛ قال تعالى: (إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) آل عمران، فقالت نذرت، ولم تقل نذرنا، وقالت تقبل مني، ولم تقل تقبل منا، وقيل إن عمران مات قبل ولادتها، أو قبل تنفيذ نذرها.
وحالة سابعة: أن يكون بين الزوجين خلافًا؛ ومثاله قوله تعالى: (إِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ ... (128) البقرة، وهنا رسمت تاؤها مقبوضة لأنها نكرة غير معرفة.
وحالة ثامنة: أن تزوج المرأة نفسها بدون إذن وليها، ومثاله قوله تعالى: (.. وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ .. (50) الأحزاب، وهذه رسمت تاؤها مقبوضة لأنها نكرة غير معرفة.
وتسمية الأنثى بالمرأة جاءت من تأنيث امرئ، وهي من المروءة، وهي تدل على أن الفعل كان من إقدام النفس عليه بغير سبب ..... وتسمية الأنثى بالمرأة يطلق على المتزوجة، وعلى غير المتزوجة؛ فليس الزواج هو السبب في هذه التسمية.
ولفظ المرأة يثنى ولا يجمع، والسر في ذلك؛ أن النفس تستقل بفعلها وهي منفردة لوحدها، ولا تتأثر كثيرًا عند اجتماعها بثانٍ غيرها، فليس هناك تبعية من إحداهما للأخرى ... أما عندما يكون الفرد مع جمع، فسينقاد الجمع خلف أحد منهم يقودهم ويكونون هم تبعًا له ... وهنا تنتفي الصفة عن موصوفها، وتخرج التسمية عن مضمونها، فلا يظل الفعل صادر من نفس صاحبه وبقرار منه، وهذا هو السر في عدم جمع المرأة بلفظ من جنسها. ولا امرئ كذلك.
ولما كانت البنت محدودة التصرف في بيت والدها، ومطْلَقَة اليد في بيت زوجها؛ تتصرف فيه في أمور كثيرة كما تشاء من نفسها وبكامل إرادتها، غلب استعمال لفظ المرأة للمتزوجة دون البنت والأيم من النساء.
ووصفت بنتا الرجل الصالح من مدين بالمرأتين؛ لأنهما نابتا عن أبيها في رعاية الغنم، وليس هذا العمل من أعمال النساء، وانفردتا بنفسيهما مبتعدتين عن الرعاء في مكان السقي؛ قال تعالى: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) القصص.


أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(5) - (ابنت) اشتهرت ... و(ابنة) لم تذكر
"ابنة" لم ترد في القرآن إلا مرة واحدة، وهي معرفة بالإضافة إلى عمران، بل إن ابنة عمران أكثر امرأة نالت شهرة في الأرض، فكان حقها أن ترسم تاؤها مبسوطة، وكذلك رسمت؛
قال تعالى: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) التحريم.


أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(6) - بسط تاء لعنت
لعنت : وردت كلمة لعنة في القرآن (14) مرة؛ قبضت تاؤها في (12) موضعًا، وبسطت مرتان فقط.
جاء ذكر اللعنة التي قبضت تاؤها في (7) آيات لأولئك الذين ماتوا على الكفر فكانوا من أصحاب النار ...
كقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(161) البقرة.
وجاء ذكر اللعنة المقبوضة التاء في (3) آيات لمن لعنوا في الدنيا وفي الآخرة ...
كقوله تعالى: (وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ(99) هود.
وآيتان متعلقة بلعن إبليس إلى يوم القيامة ومن هلك ملعونًا بعث ملعونًا؛
كقوله تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ(35) الحجر.
فهذه المواضع الاثنا عشر؛ قبضت فيها التاء؛ لأن الذين لعنوا دخلوا في اللعنة، وهي محيطة بهم، ولا مخرج لهم منها، فقبضت تاؤها على الصورة التي عليها الملعونين... نعوذ بالله من كل ذلك.
أما الموضعان التي بسطت فيهما التاء فهما لأناس لم يلعنوا بعد، حتى يقدموا على عمل هم مخيرين فيه، فإن فعلوا فإن اللعنة تفتح لهم للدخول فيها ... فإن دخلوا فيها فلن يكون لهم مخرجًا منها بعد ذلك.
الموضع الأول كان في الابتهال؛ قال تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ .... فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ(61) آل عمران.
وأما الموضع الثاني؛ فكان في حديث اللعان بين الزوجين ... فإذا شهد الزوج المتهم لزوجه، أربع شهادات بالله إنه من الصادقين، وهو كاذب، ثم طلب في الخامسة اللعنة عليه إن كان من الكاذبين، فتحت له اللعنة ليدخل فيها لأنه ارتضاها لنفسه؛
قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنْ الْكَاذِبِينَ(7) النور.
اللعنة في الآتيتين موجبة، وإذا وجبت فقد فتحت، ولا يخرجه منها استغفار بعد ذلك، ولا توبة، لعلم الملعون بنتائج عمله قبل طلب اللعنة لنفسه، وهو يعلم أنه كاذب، ومستحق لها، فيقدم على طلبها مستهينًا بها، غير مرتدع عن الاعتراف بكذبه وجرمه.

أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(7) - بسط تاء معصيت

معصيت : لم ترد إلا مرتين فقط، وبسطت في كلتيهما؛
قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنْ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ(8) المجادلة.
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(9) المجادلة.
بسطت تاء معصيت الرسول لأنه جاء في الآيتين تحذير من الله تعالى من دعوة بعضهم بعضًا سرًا وفي تناجيهم للدخول في معصيت الرسول صلى الله عليه وسلم .. فهم خارجين عنها، وغير مقترفين لها، ولم يدخلوا فيها، وليس لأحد عصمة في الدخول في معصيت الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان هذا التحذير ليحرص من الوقوع فيه بعلمه أو جهلا منه، وقد يجد من يبسط له الدخول فيها من قرناء السوء، فقد دخلها من قبل فاسقين، وكافرين، ومشركين، ومنافقين، وضالين، ومن أهل الكتاب، وما زال الباب مفتوحًا لم يغلق من يوم إرساله صلى الله عليه وسلم، ومعصيته عليه الصلاة والسلام مفتاح لمعصية الله في كل أمور الدين والدنيا.... ومعصيت الرسول صلى الله عليه وسلم معلومة لله مهما تستر عليها العاصي وأخفاها، ويكشفها الله عز وجل للناس كما كشف أقوال وأفعال المنافقين الذين أظهروا خلاف ما في قلوبهم... واجتب الصحابة معصية الرسول صلى الله عليه وسلم لإيمانهم بالله ورسوله التي أوجبت عليهم الطاعة المطلقة لهما.
ولم ترد معصية مقبوضة في القرآن؛ فليس هناك معصية في الواقع لم يدخل فيها الناس؛ من أعظمها إلى أدناها، أي من الشرك بالله إلى اللمم من الذنوب.
لقد تكلمنا في أمثلة الحلقات السابقة على أن التاء المبسوطة هي علامة للمعلوم المعروف البين، وأن التاء المقبوضة علامة للشيء المجهول بعضه أو كله.
وبينا في هذين المثالين صورة أخرى لدلالة التاء المقبوضة والمبسوطة؛ صورة من هو في الداخل ومقفل عليه الخروج، أو من هو في الخارج ومقفل أيضًا عليه الدخول ....فكان في رسم التاء المقبوضة صورة لهذا الحال.
وصورة من هو في الخارج، وفتح وبسط له الطريق للدخول والولوج إلى الداخل، مما فيه غضب الله وسخطه.... فكان في رسم التاء المبسوطة صورة لهذا الحال..... والله تعالى أعلم.
.............تابع معنا بقية الأمثلة في الأيام المقبلة إن شاء الله تعالى.

أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(8) - بسط تاء رحمت
رحمت : بسطت تاء رحمت في (7) مواضع فقط، وقبضت في أكثر من (70) موضعًا، واستعمال مادة "رحم" هو في التواصل والاستمرار، ويكون بسبب العطاء الرباني، فالله سبحانه وتعالى هو الرحمن؛ ورحمته في الدنيا للجميع، بعطائه للناس من أنواع الرزق، وأسبابه كالمطر ، فتتواصل حياة الناس، وبإعطائه الذرية تتواصل الأجيال، وهو الرحيم للمؤمنين في الدنيا والآخرة، وعطاؤه في الآخرة يكون خاصًا بهم فقط.
والرحم في المرأة هو سبب استمرار البشرية بنشأة الذرية فيه، وهو يمد هذه الذرية بالعطاء والنمو حتى يكتمل جسمه، ثم يولد ويخرج للحياة وهو قادر على تناول غذائه عن طريق الفم.
والرحم من النساء؛ كالبنات، والأخوات، والعمات، والخالات، وبنات الأخوات، وبنات الإخوان، هن سبب التواصل بين الأسر والعائلات، وتوسيع دائرة العلاقات بينهم، فتنشأ المجتمعات القادرة على الدفاع عن نفسها، وبسبب حرمة الزواج من الأقارب الأدنين لهن، وزواجهن من رجال أغراب عليهن يجعل الأسر المختلفة تمد بعضها بعضًا بالجينات الوراثية التي تساعد على استمرار البشرية بذراري سليمة لئلا تضوى، هذه الأسر بعد أجيال عديدة.
والناس تفهم الرحمة على أنها عطف وشفقة ... والعطف يكون على الضعيف غير القادر، والشفقة تكون للضعيف الذي أثقله الفقر أو المرض أو المصائب ... والله تعالى يرحم الناس ليستمروا إلى الأجل الذي حدده لهم، ويرحمهم على طاعتهم له، أو ليقوموا بالعبادة له... وهذا خلاف الشفقة والعطف....
والمواضع التي بسطت فيها تاء "رحمت" كان لرحمة قد بسطت بعد قبضها؛ فبعد مرور السنين الطويلة، وتعدي الزوجة للسنين التي تستطيع أن تحمل وتلد، وتعطي الذرية فيها؛
- تأتي البشرى لإبراهيم عليه السلام وزوجه، قال تعالى: ( قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتَ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ(73) هود.
- وتأتي كذلك استجابة لدعاء زكريا عليه السلام؛ قال تعالى: (ذِكْرُ رَحْمَتَ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا(2) مريم، ثم يفصل تعالى بعدها قصة وهب يحي لزكريا عليهما السلام.
ففتحت هذه الرحمة لهما بعد قبضها زمنًا طويلاً.
- وبعد قبض المطر عن النزول وموت الأرض، يأتي الغيث وتستمر الحياة بهذه الرحمة التي بسطت؛ قال تعالى: (فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتَ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(50) الروم.
- والله تعالى يطلب من الناس أن يدعوه خوفًا من عقابه الذي فيه قطع لرحمته عنهم، أو طمعًا بما عنده، فرحمته قد بسطت لهم ولم تقفل في وجوههم؛ قال تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ(56) الأعراف.
- وها هي رحمت الله قد بسطت باختيار محمد صلى الله عليه وسلم ومبعثه نبيًا فيهم، وبسطت رحمته بمعرفة أسباب نيل الرحمة؛ بالأحكام التي أنزلت على نبيه، فبها تجنا الحسنات، وتمحا السيئات؛ قال تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ورَحْمَتَ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ(32) الزخرف، وجاءت هذه الآية بعد قوله تعالى: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) الزخرف.
- وها هم المؤمنون يطلبون لهذا الدين الثبات والاستمرار، والامتداد في الأرض بالإيمان والعمل الصالح، والهجرة، والجهاد؛ قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(218) البقرة. فبسطت لذلك فيها تاء رحمت....
أما العابد القانت الساجد آناء الليل ويحذر الآخرة فهو يرجوا رحمة ربه في الآخرة؛ ألا وهي الجنة .. التي هي مقفلة دونه في الحياة الدنيا .. وستفتح له يوم القيامة؛ قال تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ(9) الزمر.
والوقوف على كل رحمة وردت في القرآن قبضت تاؤها أمر يطول، ويكفي أن يقال فيها أنها كتبت على القاعدة في رسمها، والالتباس يكون في معرفة سر بسطها أكثر من معرفة سر قبضها.
فبعض الرحمة التي قبضت تاؤها؛ هي رحمة مرجوة لم تفتح للسائل بعد، كما في قوله تعالى: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) آل عمران.
أو هي رحمة موعود بها، كما في قوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175) النساء.
أو هي رحمة هم فيها لم يخرجوا منها، بل لن يخرجوا منها؛ كما في قوله تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) آل عمران.
وأترك بقية الأمثلة للقراء والدارسين، لتعليلها بأنفسهم، مستفيدين مما قرؤوه، ففي تدبر الآيات خير كثير، وأجر عظيم، فإن شق على أحدهم مثال فليسأل عنه ...... ونسأل الله لنا ولهم التوفيق.


أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(9) - بسط تاء نعمت
ذكر لفظ النعمة غير مضافة لضمير متصل في القرآن الكريم في (36) موضعًا، منها (25) موضعًا قبضت فيها التاء، وبسطت التاء في (11) موضعًا.
- نعم الله تعالى على الإنسان كثيرة، ولا تحصى، فلا يمكن حصرها، وقد لا نستطيع أن نحصر النعم التي فتحت علينا، والتي نعلمها لكثرتها، سوى النعم الكثيرة التي لا نعلمها حتى نفقدها، أو يظهر لنا خلافها؛
كما في قوله تعالى: (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ(34) إبراهيم.
فوصف تعالى للإنسان بأنه ظلوم كفار؛ يدل على أنه النعمة معروفة، وقد بسطت لهم؛ لأن الظلم يدل على حصول النقصان، وصرف ما أخذ لغير صاحبه، ومن هو أهل له، والكفر يفيد إنكار النعمة التي قد نالها وتنعم بها، فبسطت لذلك تاء نعمة، وهي نعم قد سألوها... فكيف لهم أن يجهلوها؟!
وأما قوله تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ(18) النحل.
فوصف الله تعالى لنفسه أنه غفور رحيم، دل على أنهم ما زالوا في تلك النعمة، متواصلين بها، ولم يخرجوا منها، ولو لم يغفر ويرحم ، لحرمهم من النعمة، وأخرجهم منها.
- ومن ذلك كفر النعمة التي سبق لهم التمتع بها، فبسطت تاؤها؛ قال تعالى: (وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ(72) النحل.
- ومثلها النعمة التي عُرفت وأُنكرت وكُفر بها في قوله تعالى: (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمْ الْكَافِرُونَ(83) النحل.
- ومثلها النعمة التي بدلت في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ(28) إبراهيم. فبسطت تاؤها، ولا يبدل إلا كل معلوم.
- ومن النعمة التي بسطت تاؤها: (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ(114) النحل. فالشكر لا يكون إلا على النعمة التي بسطت لهم، فعرفت، وتم التمتع بها.
- ومن النعم التي بسطت تاؤها النعم التي عرفت كالرزق؛ قال تعالى: (يَـأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ(3) فاطر.
- وكالريح المرسلة التي تجري الفلك في البحر في منفعة الناس: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(31) لقمان.
- وكنعمة القرآن والإسلام الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وأظهرها وبلغها للناس، وذكر بها: (فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ(29) الطور.
وأما قبض التاء في قوله تعالى: (مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ(2) القلم.
ففي هذه الآية وما يليها من سورة القلم مدح ومواساة للرسول صلى الله عليه وسلم بسبب دعوة الإسلام المتلبس بها تطبيقًا وخلقًا؛ قال تعالى بعدها: (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) القلم ... فهو محاط بنعمة لا يخرج منها.
وأما قوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ(11) الضحى... فآيات سورة الضحى هي مواساة ودعم للرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا .. فكيف كان حاله من قبل، يتيم بفقد الوالدين، وضال عنهم؛ أي منفصل عن قومه، ومنفرد عنهم، وفي ذلك فقدان اتصالهم به فيما هو عليه، ثم العيلة التي كان فيها، وفقدانه المال الذي يغنيه عن الناس، وكيف أصبح حاله بنعمة الله عليه، فهو محاط بهذه النعمة ومحفوظ فيها، وما زال الدعم الإلهي له كبيرًا.. وإحاطة النعمة بصاحبها من أسباب رسم تائها مقبوضة، تصويرًا لحاله معها.
- ومن النعم التي بسطت تاؤها النعم التي يذكِّر الله تعالى بها المؤمنين؛ كما في قوله تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(231) البقرة. فالكتاب لم يكن عندهم ولا الحكمة كانت لهم، فبسطت لهم هذه النعمة بعد نزول القرآن عليهم.
- ونعمة الإسلام التي بسطت لهم ليخرجوا من العداوة التي كانت بينهم، والشرك المهلك لهم، ليدخلوا في الإيمان وتؤلف قلوبهم عليه، ويسلموا من الشرك وتبعاته؛ قال تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(103) آل عمران.
وأما قبض تاء النعمة في تذكير موسى عليه السلام لقومه؛ فذلك لأن الحديث فيه كان عن نعمة بعث أنبياء من بينهم، وجعل ملوك فيهم، وليس من غيرهم، فحكموا أنفسهم بأنفسهم، وبشرع نزل على بعضهم: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَقَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ(20) المائدة.
- وبسطت تاء نعمة الخروج بالسلامة والعودة بها، بعد كف أيدي الفتك والأذى عنهم في قوله تعالى: (يَـأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ(11) المائدة.
وأما قوله تعالى: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ(174) آل عمران.
فقد انقلبوا راجعين بالنعمة التي خرجوا بها، فظلوا فيها ولم يخرجوا منها.
وأما قبض تاء نعمة في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا(9) الأحزاب.
فقد ظلوا في نعمة السلامة، ولم تتمكن الأحزاب الدخول عليهم في المدينة والبطش بهم، وإخراجهم من هذه النعمة.
وأما قبض التاء في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ(6) إبراهيم.
فقد كان التذكير بنعمة النجاة والأمن الذي هم فيه، بعيدًا عن فرعون وبطشه، بعد طول عذاب وحرمان، وقتل واستعباد.
فهذه أربع صور مختلفة لنعمة النجاة التي تحدثت الآيات الأربع عنها؛ وقد بسطت في واحدة منها، وقبضت في الثلاث الباقية؛ نجاة بالسلامة من العدو، والعودة سالمين إلى مقرهم، وكان المتوقع غير ذلك، فبسطت لذلك تاؤها، وحديث عن الانقلاب بنفس نعمة السلامة التي كانت لهم قبل الذهاب للعدو؛ فقضت تاؤها، وحديث عن نعمة النجاة بالثبات في موطنهم، وانصراف العدو عنهم؛ فقبضت ذلك تاؤها، ونعمة النجاة من عدو والدخول في مأمن بعيدًا عنه؛ فقبضت كذلك تاؤها.
ونوع آخر من النعمة التي قبضة تاؤها؛ نعمة لم يتم فتحها وبسطها بعد؛ قال تعالى: (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ(171) آل عمران.
والأمثلة كثيرة، وفيما ذكرناه فيه البيان والكفاية إن شاء الله تعالى لكلا الحالين الذَين تم رسم تاء النعمة فيهما ... وسياق الآية، والموضوع الذي تتحدث عنه، وملابساته؛ هي التي تحدد بسط تاء النعمة، أو قبضها ...والله تعالى أعلم.


أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(10)- بسط تاء سنت
سنت : بسطت سنت في خمس مواضع، وقبضت في المواضع الثمانية الأخرى.
والملاحظ أن السُنَّة التي بسطت تاؤها يراد بها العذاب المهلك الذي يسلطه الله على الكفار عقابًا لهم، فتختم به حياتهم في الدنيا، ويمتد عليهم في الآخر.
وأما السُنَّة المقبوضة التاء؛ فيراد بها التزام الكفار بكفرهم، وتمسكهم به، لا يخرجون منه، ولا يفارقونه، استجابة لنداء الإيمان.
- قال تعالى: (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ(38) الأنفال.
سنة الأولين التي مضت كانت إصرارهم على الكفر مع علمهم بأن الهلاك الذي تنتهي به حياتهم قادم، فإذا انفتح عليهم العذاب، فاتتهم المغفرة، واتصل عليهم عذاب الدنيا بعذاب الآخرة.
- وقال تعالى: (اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لسُنَّتُ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لسُنَّتُ اللَّهِ تَحْوِيلًا(43) فاطر.
فهل ينظرون غير ما حل بالأولين من العقوبة في الدنيا، ليستمر عليهم في الآخرة، عاقبة لهم على مكرهم السيئ، ولا يقفل بتبديله بنعمة، أو بصرفه عنهم.
- وقال تعالى: (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتُ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ(85) غافر.
سنة الله أنه لا يقبل من الكفار إيمان يرفع عنهم العذاب، إذا رأوا عقوبة الله قد نزل بهم.
في هذه المواضع الخمسة ربطت السنة بالهلاك، وأن ما كانوا عليه من الكفر لم يحفظهم، ولم يحصنهم من عقوبة الله الذي كان تنفتح عليهم منهية حياتهم الدنيا، وأن عقوبة الله لا يردها شيء يحول من وصولها إلى مستحقيها، لذلك رسمت تاؤها مبسوطة، وسميت عقوبة الله بالسنة لأنها أصبحت عادة من الله تعالى في عقاب أهل الكفر المصرين عليه، تتكرر كلما وجود من يكفر بالله ورسله.
وأما تاء السنة المقبوضة فقد جاءت في الآيات التالية؛
- قال تعالى: (وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ(11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ(12) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ(13) الحجر.
خلت سنة الأولين في تكذيبهم واستهزائهم برسلهم، وتمسكهم بكفرهم الذي تمكن في قلوبهم، لا يخرجون منه إلى الإيمان، ولم يأت ذكر للهلاك كما في الآيات السابقة، وإن كانت العقوبة تنتظرهم.
* قال تعالى: (وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنْ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا(76) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا(77) الإسراء.
سنة دامت بتكذيب أقوام الرسل لهم، ومحاولة استفزازهم من الأرض ليخرجوهم منها؛ بالتهديد لهم والوعيد بالرجم وغيره، وكان الهلاك للكفار يقع في حياة الأنبياء، وفي هذه الآية هو تهديد لهم، وأنه لا يبقيهم الله من بعده، فالهلاك لم يقع عليهم .. وقد تحول الذين نزلت فيهم هذه الآيات بفضل الله بعد ذلك إلى الإيمان والإسلام وخاصة بعد فتح مكة.
* قال تعالى: (وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ قُبُلًا(55) الكهف.
سنة الأولين في التكذيب بالرسل والصد عن سبيل الله، وبقائهم مصرين على كفرهم، وقوله تعالى بعدها "أو يأتيهم العذاب قبلاً" دل على أن السنة لم يرد بها العذاب بل التقوقع في الكفر، وعدم الخروج منه استجابة لدعوة الإيمان.
* قال تعالى: (مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا(38) الأحزاب.
سنة الله تعالى أن يرفع الحرج عن أنبيائه؛ فبيان الأحكام الخاصة بهم يقطع على المنافقين، ومرضى القلوب، الكلام والطعن في فعله عليه الصلاة، وأمر الله ينفذه النبي ولو كان مستغربًا أو مستنكرًا من قومه؛ كالزواج من مطلقة الابن الدعي الذي ليس من صلبه، والزواج ممن تهب نفسها للنبي إن رغب النبي فيها، لأن رفض ولي أمرها للزواج من النبي خير هذه الأمة، هو كفر ونفاق يهلك صاحبه، فرفعت ولايته عنها للزواج من النبي عليه الصلاة والسلام فقط، رحمة بالمؤمنين، وقطع سبيل التقليل من شأن النبي صلى الله عليه وسلم وتفضيل غيره عليه.
* قال تعالى: (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا(60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا(61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا(62) الأحزاب.
سنة وحكم من الله مكتوب على أمثالهم بحصرهم باللعن والأخذ والقتل، ولن ينجوا منه، ولا تبديل لسنة الله في ترك أهل النفاق على ما هم عليه، ولم يكن للمنافقين بعدها دعوة ظاهرة غير إخفاء نفاقهم، والتعلل بالعلل الكاذبة في معصية الرسول صلى الله عليه وسلم.
* قال تعالى: (وَلَوْ قَاتَلَكُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوْا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا(22) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا(23) الفتح.
سنة الله ألا يخرج أهل الكفر عن طوقهم، ولو خرجوا للقتال لولوا مدبرين لا يجدون وليًا ولا نصيرًا يثبتهم أمام المسلمين، ما دام المؤمنون ملتزمين بإيمانهم، ومتمسكين به، وسنة الله أن يدحر الكفار منهزمين.
في هذه المواضع السبعة تحدثت الآيات عن سنة الأولين؛ وهي بقاء أهل الكفر متقوقعين في كفرهم، ومحصورين فيه، وليس الحديث عن هلاكهم، فقبضت التاء في توافق مع الواقع الذي عليه أهل الكفر، وكذلك سنة الله في حفظ أنبيائه، أو حصر الكفار وأخذهم بالعقاب.
وسمي أيضًا طريق الكفر الذي ساروا عليه بالسنة؛ لأنهم أحدثوه، فكل فئة منهم جاءت من ذرية فئة مؤمنة نجت من قبل بعد هلاك أمثالهم في الكفر ممن سبقهم.


أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(11) - بسط تاء بقيت

بقيت : قبضت تاء بقية في موضعين من الثلاثة مواضع، وبسطت في الثالثة.
قال تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(248) البقرة.
قبضت تاء بقية في هذا الموضع لأن هذه البقية هي مما تركه آل موسى، وآل هارون عليهما السلام، وقد حفظت من الاندثار والضياع، وأحضرت في التابوت الذي حفظت فيه.
وقبضت تاء بقية في الموضع التالي لعدم وجود أولوا بقية؛ أي جماعة عاملة، وليس أفراد متفرقين، تحافظ على دينها وتنهى عن الفساد في الأرض.
قال تعالى: (فَلَوْلَا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ(116) هود.
أما بسط تاء بقية في الموضع الثالث؛ فلأن بقية الله في هذه الآية، هو ما بسط لهم من أبواب الكسب الحلال، ومباركة الله تعالى لهم فيه، وكان فيه كفايتهم، وما يغنيهم ... فليحذروا من غلقه والحرمان منه؛ بإفساد المكيال والميزان، بالنقص وعدم الوفاء بهما؛ في بيعهم وشرائهم.
قال تعالى: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ(84)وَيَقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِين َ(85) بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ(86) هود.


أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(12) - بسط تاء فطرت

فطرت : لم ترد إلا مرة واحدة وكانت تاؤها مبسوطة.
قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (3) الروم.
فطرت الله التي خلق الناس عليها؛ هي قبول الدين الحنيف القيم، لذلك فتحت تاء فطرت لانفتاح النفس للدين، وقبولها له، والرضا به، ولو لم يخلقهم الله على ذلك؛ لكان لهم عذرًا في رفع العقاب عنهم، وعدم محاسبتهم على كفرهم.
ومادة "فطر" هي في الانفتاح بعد طول انقباض، ومن ذلك سمي أخذ الطعام في الصباح بعد امتناع عن تناوله طوال الليل، أو بعد صيام النهار فطورًا، ومن ذلك تفطر القدمين أي تشققهما من طول القيام.


أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(13) - بسط تاء كلمت
وردت "كلمة" بصيغة المفرد في (26) موضعًا غير مضافة إلى ضمير متصل؛ قبضت تاء كلمة في (21) موضعًا منها، وبسطت في (5) مواضع فقط، ومن الخمسة أربعة قرأت بالإفراد وبالجمع.
- وقال تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) الأعراف.
جاءت هذه الآية بعد آية سابقة في نفس السورة؛ (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ(128) الأعراف... فقد تم وتحقق لهم من الله ما وعدهم به موسى عليه السلام من قبل، وهذا الموضع الوحيد الذي قرأت فيه "كلمت" المبسوطة التاء بالإفراد فقط، والباقي بالإفراد والجمع فرسم التاء مبسوطة يصلح للقراءتين.
- قال تعالى: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ(114) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(115) الأنعام.
لقد تمت كلمة الله التي وعدها لأهل الكتاب بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم، الذي يحل لهم الطيبات، ويحرم عليهم الخبائث، وتبين لهم صدق هذه الكلمة بعد إرسال الرسول إليهم، وقد بينت آية الأعراف ما كان من قبل في التوراة والإنجيل؛
قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(157) الأعراف.
والكلمة قد يراد بها لفظ واحد، وقد تكون من جملة، وقد تكون من قول طويل أو قصير، لذلك صلحت "كلمت" أو تقرأ بالإفراد والجمع لأن ما تحقق لهم أكثر من شيء وأكثر من أمر، ومثلها في الآية التالية فقد أقروا بأكثر من أمر، فكلها معًا كلمة، وفي التفصيل كلمات؛
- وقال تعالى: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ(31) فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّا تُصْرَفُونَ (32)كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ(33) يونس.
بعد إقرارهم بكل الذي ينجيهم إذا عملوا به، فسقوا وخرجوا من دائرة الإيمان، ودخلوا مع زمرة الذين حقت عليهم كلمة الله بأن يملأ بهم جهنم من الجنة والناس أجمعين، وكان بإمكانهم أن يظلوا خارجًا عنها.
- وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ(96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ(97) يونس.
كل الآيات لن تحول بينهم وبين اتباع من حقت عليهم كلمة الله بملء جهنم بهم، والدخول معهم، حتى يروا العذاب الأليم فيموتوا على كفرهم، وكذلك صلحت "كلمت" أن تقرأ بالإفراد والجمع لأن المذكور أكثر من آية، والتكذيب بواحدة منها أو بكلها يجعل أصحابها من أصحاب النار.
- (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ(5)وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ(6) غافر.
ختمت حياة الأحزاب بالعقاب والهلاك، فكانوا أصحاب الجحيم، وبذلك حقت كلمة الله عليهم بأنهم ممن يملأ الله بهم النار،
والله تعالى جعل للإنسان الخيرة في الحياة الدنيا بين الإيمان والكفر، فمن شاء منهم خرج من زمرة الذين حقت عليهم كلمة الله بالعذاب، ومن شاء دخل في زمرتهم، والطريق مفتوح لكلا الطرفين بالدخول أو الخروج، لذلك بسطت تاء كلمة في المواضع الثلاثة الأخيرة لدخول الداخلين، وكذلك صلحت قراءة "كلمت" بالإفراد والجمع؛ لأن أفعالهم: التكذيب، والهم بالقتل للرسل، والجدال بالباطل؛ كلها مجتمعة أو منفردة تدخل أصحابها في النار.
وقبضت تاء كلمة في واحد وعشرين موضعًا لأسباب عدة، ولزم المرور عليها لخفاء أسباب قبضها؛
فمن المواضع التي قبضت فيها تاء كلمة؛ المواضع التي تدل فيها على أن الله تعالى حبس عنهم العذاب في الدنيا، وأخره ليوم القيامة، ولا مفر لهم منه يوم يأتيهم؛
- قال تعالى: (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ(19) يونس.
- وقال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ(110) هود، (45) فصلت.
- وقال تعالى: (وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ(14) الشورى.
- وقال تعالى: (وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى(129) طه.
- وقال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21) الشورى.
وقبضت تاء كلمة في المواضع التي تدل على أن هناك من يصر على كفره، واختلافه على أهل الإيمان، فحصر نفسه بفعله في زمرة الذين سيملأ الله بهم جهنم، لا يريد أن يخرج نفسه منهم؛
- قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ(118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(119) هود.
- وقال تعالى: (أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنقِذُ مَنْ فِي النَّارِ(19) الزمر.
- وقال تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ(71) الزمر.
وقبضت تاء كلمة في المواضع التي يطلب فيها الأخذ بالكلمة وعدم الخروج عنها؛
- قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(64) آل عمران.
- وقال تعالى: (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(28) الزخرف.
- وقال تعالى: (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ - وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا(26) الفتح.
والكلمة من مادة "كلم" وهي مادة للأثر الثابت، فالكلمة هي قول ثابت لا يتغير، ومن ذلك الكلم للجرح؛ لأن أثره يبقى ثابتًا خلاف الضرب بالعصا أو السوط، وكلمة الله في علوها دائمة وثابتة، وكلمة الذين كفروا في منزلة سفلى دائمة وثابتة، والقبض من علامات الثبات، فلا خارج منها ولا داخل فيها؛ ومن قال كلمة الكفر أو الكذب مبلغًا بها عما في نفسه فقد لزمه ما قال، ولا يكون قائلها بين بين؛
- قال تعالى: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(40) التوبة.
- وقال تعالى: (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُنْ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (74) التوبة.
- وقال تعالى: (مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا(5) الكهف.
والكلمة الطيبة لها صفة الطيب الثابت، والكلمة الخبيثة لها صفة الخبث الدائم، ويلزم القائل بإحداهما عواقب ما يقول من خير أو شر؛ فتثق ميزانه، أو يطيش بها؛
- قال تعالى: (أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ(24) إبراهيم.
- وقال تعالى: (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ(26) إبراهيم.
وقبضت تاء كلمة المحتضر فهي لا تفتح لهم مخرجًا ولا نجاة من العذاب؛
- قال تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(100) المؤمنون.
وكلمة الله عيسى عليه السلام محفوظ من الله عز وجل، لم يستطع أحد الدخول عليه، والنيل منه، فتوفاه الله تعالى، ورفعه إليه، دون أن ينالوا منه بالقتل والصلب، وبعد نزوله يقتل المسيح الدجال الذي لاقى منه الناس أشد المحن والابتلاء؛
- قال تعالى: (إِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ(45) آل عمران.
- قال تعالى: (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ(39) آل عمران.
وأما بسط التاء في كل جمع مؤنث سالم؛ فلأن الفرد قد يختفي أثره بين الجمع، أو تذهب خصوصيته بانتمائه له، أما الجمع فيبقى لكثرته معلومًا مكشوفًا لا يُخفى بغيره.... والله تعالى أعلم.


أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(14) - بسط تاء بينت
1- بينت: وردت بينة (19) مرة، واحدة منها فقط بالتاء المبسوطة، والباقي على الأصل مقبوضة.
- قال تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمْ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا(40) فاطر.
قرأ (( ابن كثير ، وأبو عمرو ، وحفص ، وحمزة ، وخلف العاشر )) على الإفراد بغير ألف.
وقراء الباقون من القراء العشرة بإثبات الألف على الجمع.
ووقف عليها (( حفص ، وحمزة ، وخلف العاشر )) بالتاء، والباقون بالهاء.
ومرسومة في كل المصاحف بالتاء المبسوطة بلا خلاف.
فمن اختار قراءتها "بينات" بالجمع؛ فحجته أنه مرسومة في المصحف بالتاء المبسوطة.
ومن اختار قراءتها "بينة" بالإفراد؛ فعلى معنى البصيرة، وحجته أنه لها مثيل في قوله تعالى: (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) الأنعام.
وفي قوله تعالى: (أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ (17) هود. راجع حجة القراءات لابن زنجلة ص: 594
والبينة إما أن تكون من حجة واحدة، وإما أن تكون من مجموعة حجج؛ فصلاح قراءتها بالإفراد لجملة الحجج، وأن مجموعها يعطي البينة، وصلاح قراءتها بالجمع على تفصيل الحجج المكونة منها، وأن كل واحدة منها تعطي للأخريات قوة ووضوحًا وجلاء للبينة.
وفي كلا الأمرين؛ بالإفراد والجمع، تعرف الحقيقة، وبسط التاء هو الأنسب في رسمها، والآية قد أشارت إلى أنهم قد أشركوا بالله شركاء؛ أي أكثر من شريك، والكتاب فيه إما بينة على جميع الشركاء، وإما بينات على عدد الشركاء؛ أي لكل شريك بينة عليه ... لهذا جاء في تعدد القراءات تفصيل الأمر، وفي الواقع ليس لديهم كتاب فيه بينة، ولا فيه بينات... وإنما يأت القرآن بهذا الأسلوب؛ دفعًا للمشركين ليأصلوا عقائدهم بالأدلة والسلطان والحجج والبراهين؛ فإن أقدموا على الأخذ بهذا المنهج، توصلوا أنهم ليسوا على شيء.


أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(15) - بسط تاء آيت
آيت : وردت "آية" في القرآن في (86) موضعًا، كلها كتبت بالتاء المقبوضة إلا في موضعين فقط، بسطت التاء فيهما، وبسط التاء وافق قراء غير حفص، لذلك نحن نقرأهما في المشرق بالجمع، ولا يلاحظ ذلك غير المطلع على القراءات.... لذلك وجب بحثها من حيث صلاح الرسم للإفراد والجمع.
قال تعالى: (لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَـتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7) يوسف.
قرأ ابن كثير آية بالإفراد، وقرأ الباقون آيات بالجمع، ومنهم حفص.
أما صلاح قراءتها بالإفراد في آية يوسف فلأن حياة يوسف عليه السلام، كلها بلا استثناء عبرة؛ من أول حياته إلى آخرها، وأما صلاحها بالجمع فلأن حياة يوسف عليه السلام فيها تفاصيل كثيرة، مع أبيه، ومع أخوته، ومع السيارة، ومع العزيز وامرأته، ومع السجن وأهله، ومع الملك والوزارة له، وفي كل حال من أحواله آية، فصلحت أن تقرأ بالجمع على اختيار حفص، ومن معه.
وقال تعالى: (وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَــــتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَـتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (50) العنكبوت.
قرأن ابن كثير، وشعبة، وحمزة، والكسائي، خلف، آية بالإفراد، ووقفوا عليها بالتاء وفقًا للرسم، وقرأ الباقون، ومنهم حفص آيات على الجمع.
أما صلاح قراءتها آية بالإفراد؛ فإن طلب أحدهم آية تنزل على النبي عليه الصلاة والسلام، وعلى مسمع من الجميع، وموافقتهم له في طلبه، ما يشير إلى أن المراد آية واحدة في مجلس واحد، وبلفظ واحد لأحدهم نائبًا عنهم، فكأن القائل جمعًا، وليس فردًا واحدًا.
وأما صلاحها بالقراءة بالجمع فلأن المشركين طلبوا أكثر من آية، وتفصيل ذلك موجود في سورة الإسراء، فدل على أن المراد بآيات وليس آية، وجاء الرسم صالحًا للقراءتين، وفي القراءتين تفصيلاً وبيانًا لاختلاف المواقف وإرادة السائلين، والآية والآيات المطلوبة شرطها أن تشاهد أمام أعين السائلين، فبسط التاء في كل الأحوال هو الأنسب.


أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(16) - بسط تاء جمالت
- جمالت: وردة مرة واحدة فقط.
قال تعالى: (كَأَنَّهُ جِمَـلَتٌ صُفْرٌ (33) المرسلات.
قرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف: جُمالة؛ بالإفراد.
وقرأ رويس: جُمالات؛ بالجمع وضم الجيم.
وقرأ الباقون: جِمالات؛ بالجمع وكسر الجيم.
جمالة جمع جمل ،والجمالات جمع الجمع.
وجاءت القراءتين بالجمعين معًا.
فمن رأى النار رأى الشرر يتطاير منها كأنه جمالة صفر.
ولما كانت النار من السعة بحيث لا يحصرها الناظر بنظره، فإن الناظر أو المعذب فيها؛ يرى بعضًا من الشرر الذي ترميه النار لا كله، وما يراه هو كثير، وما يخفى عنه أعظم، لذلك جاءت القراءتين في بيان عظم ما ترمي به النار من شرر، مما يراه الناظر له، ومما لا يراه من نفس الموضع الذي ينظر منه.
واختيار تشبيه الشرر بالجمالة بسبب ضخامة حجمها، وأن الجمل سبب تسميته هو تكدس الدهن في سنامه، والتجمل هو مسح الوجه والجلد عند العرب بالدهن، وهو مأخوذ من الجمال، والدهن من الوقود الشديد الاحتراق والحرارة، ويقفز بشدة من موضعه إذا اشتدت الحرارة عليه، أو إذا أصابه بعض الماء.
وأما اختيار التشبيه باللون الأصفر فلأن هذا اللون من الألوان الفاقعة الصارخة، فهو أجلب للنظر، وأرهب للنفس، وعلامة من علامات المرض، وموت النبات ويبسه وخلوه من الماء والرطوبة، ومن ذلك سمي شهر صفر لخلو مكة المكرمة من الحجاج والزوار بعد أشهر الحج ومحرم، والصفير يحصل من مرور الهواء بشدة في المكان المحصور الفارغ أو الخالي...فبسط التاء هو الأنسب مع القراءتين، وهما جمع، والجمع من حقه أن تبسط تاؤه.. والله تعالى هو الأعلم.


أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(17) - بسط تاء ثمرت
ثمرات: وردت ثمرات (15) مرة بالجمع، واحدة منها فقط، قرأت بالإفراد في سورة فصلت.
قال تعالى: (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَا تٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ(47) فصلت.
قرأ نافع، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر: ثمرات؛ بألف بعد الراء على الجمع.
وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب: ثمرة؛ بالإفراد ووقف عليها بالهاء.
وقرأ شعبة، وحمزة، وخلف العاشر: ثمرت؛ بالإفراد ووقف عليها بالتاء.
"ثمرة" في هذا الموضع هي اسم جنس؛ لأنه أتي قبلها "من" التي هي للتبعيض؛ فدل على أن المقصود أكثر من ثمرة، وبهذا الأسلوب يلغي لفظ المفرد عن وجود فوارق في مكونات الجمع، فيشمل بذلك كل الجنس؛ فهي إذن دالة أيضًا على الجمع كدلالة ثمرات، وجاء بعدها في نفس الآية "من أنثى" على نفس التفسير، وهي شاملة لكل أنثى يحصل لها حمل، والحمل يحصل للأكثر الإناث، ويحصل مع الأنثى الواحدة مرات عديدة.
أما مجيء "من" مع ثمرات؛ فليس كل الثمر يخرج من أكمام، وخاصة النبات الذي يتكون ثمره في بطن الأرض، وقال: من أكمامها ردًا على المفرد ولم يقل: من أكمامهن ردًا على الجمع؛ لأن الأكمام تسقط مع سقوط الثمر، ولا يتكرر منها إخراج الثمار، ومن الكم الواحد لا يخرج إلا ثمرة واحدة.
وبسط التاء ليس لصلاح القراءتين فقط، ولكن لدلالة المراد بالثمرة أنها اسم جنس؛ فهي جمع، ومن حق الجمع أن تبسط تاؤه؛ لأنه ظاهر لا يخفى بغيره، خلاف المفرد الذي يخفى بين الجمع من أقرانه.
وكذلك فإن حمل الأنثى يكون في باطنها غير ظاهر، والثمر يتكون من الأكمام، ويكون ظاهرًا بينًا، فبسط التاء هو الأنسب لتمثيل الحالة التي يشاهد عليها الثمار.
وثمرة: وردت مرة واحدة في البقرة بالإفراد، وهي مفردة عند الجميع؛
قال تعالى: (كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ...(25) البقرة، وأما قبض تائها مع أنها اسم جنس يفيد الجمع؛ فلأن ثمر الآخرة موقوف لأصحاب الجنة فقط، وثمر الدنيا مبسوط لكل الناس؛ مؤمنهم وكافرهم، ويوم القيامة ينادي أصحاب النار أصحاب الجنة أن يفيضوا عليهم من الماء أو مما رزقهم الله، والثمر من الرزق، ومجيء القول بلفظ المفرد "ثمرة" اسمًا للجنس؛ ليدل على أن كل الثمر هو رزقًا لهم في الآخرة، بينما الثمر في الدنيا رزقًا للإنس والطير، والدواب، وللمؤمن وللكافر.... فما أعظم هذه الرزق؟! وما أكثره؟!


أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(18) - بسط تاء غرفت

غرفـات: وردت مرة واحدة في سورة سبأ
قال تعالى: (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَــتِ آَمِنُونَ (37) سبأ.
قرأ حمزة: الغرفة؛ بالإفراد.
وقرأ البقية: الغرفات؛ بالجمع.
في الجنة غرفات فلكل مؤمن نصيب منها، وهي مخصصة له، والغرفة إنما تسمى بهذا الاسم إذا خصصت لشخص، أو شيء ما؛ للطعام مثلاً، أو للنوم، أو لجلوس، ومن ذلك فعل الغرف من الإناء؛ فما يغرف يخصص لأحد الآكلين ... لذلك جاء اللفظ بالجمع عند الجميع ما عدا حمزة.
أما القراءة بالإفراد فهي لحال آخر؛ فالآية ذكرت الأولاد، وقبلها جاء ذكر كثرت الأولاد، والله تعالى يكرم أصحاب الجنة بأن يلحق بهم من ذريتهم من اتبعه على الإيمان، ومن كمال السعادة أن يجتمع له ذريته معه، ويأتونه إلى غرفته، فهم آمنون في الغرفات، وآمنون في الغرفة؛ لذلك جاءت القراءتان لبيان الحالين معًا، فصلحت الغرفات أن تقرأ بالإفراد وبالجمع.
وأما فتحها لو لم توجد قراءة بالجمع؛ فلأن وجود جمع في غرفة يدل على انفتاحها لهم ليدخلوا فيها على من خصصت الغرفة له.


أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

أبو مسلم العرابلي
20/08/2008, 05:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(19) - بسط تاء غيابت
غيابت: وردت مرتين في سورة يوسف فقط.
قال تعالى: (قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَــبَــتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10) يوسف.
وقال تعالى: (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَــبَــتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) يوسف.
قرأ نافع وأبو جعفر: غيابات؛ بالجمع.
وقرأ الباقون: غيابة؛ بالإفراد.
الفرق بين البئر والجب؛ أن البئر ضيق من أسفل وواسع من أعلى، والجب واسع في وسطه، فلو قيل أنه أُلقي في البئر؛ لأفاد القول أنه ألقي في الماء، وليس له مكان في البئر يقف فيه إلا الماء، الذي قد يغرقه ويقتله، وأما الجب فإن جوانبه واسعة فيحتمي من برد الماء بهذه الجوانب، ويغيب عن الناظر، والناظر في الجب لا يحيط بما فيه بنظرة واحدة كما هو الحال في البئر، فالناظر من أعلاه بما فيه يحتاج إلى تقليب النظر في كل جوانبه؛ لذلك أصبحت الغيابة غيابات، وبكلا القراءتين قرأت "غيـبت الجب"، فهي غيابة لبئر واحد فقط، وهذه الغيابة غيابات موزعة على جوانب البئر في وسطه، ومحيطة بعينه.
والجب من مادة "جبب" مستعملة كلها في القطع، والجب جاء اسمه من القطع في الأرض أو الصخر، وتناسبت تسمية البئر بالجب مع فعل أخوة يوسف لقطع الصلة بين يوسف وأبيه يعقوب عليهما السلام.
وبسط تاء "غيابت" كائن ولو لم تكن هناك قراءة أخرى بالجمع، لأن أخوة يوسف عليه السلام لا يريدون من حبسه في الغيابة الإغلاق عليه، بل اختاروا له مكان يكون فيه سلامته من الغرق، ومن الحيوانات، وأن يكون له سبيل في النجاة بمرور السيارة عليه، ليأخذوه بعيدًا عن والدهم، وعن أرضهم، فيخلوا لهم وجه أبيهم من بعده.... والله تعالى هو الأعلم.
بهذه الحلقة في هذه السلسلة نختتم جميع التاءات المبسوطة التي وردت في القرآن الكريم على الرسم القرآني، وليس على الرسم الاصطلاحي أو الإملائي ... سائلين الله تعالى أن يبلغ ما في هذه المواضيع أكبر عدد من المسلمين ليزداد الذين آمنوا إيمانًا بأن هذا القرآن هو من عند الله، بلفظه ورسمه، وهو الذي تكفل سبحانه وتعالى بحفظه رحمة منه بنا، وحجة على العالمين.


أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

الدال على الخير كفاعله

أدع إخوانك ومن يهمك أمرهم للدخول على هذه السلسلة
لجعل أكبر عدد من الناس يتفاعل مع هذا العلم المبارك المتعلق برسم كلمات الله تعالى

عبدالسلام مصباح
21/08/2008, 05:02 PM
أخــي
أبـو مسلـم العرابلــي
لقـد انتفعــتُ(ولا أقـول استفــدتُ)كثيــرا ممــا قدمـتَ
بوركــتَ
و
بــورك علمـــك
جـزاك اللــه عنــا كــل خيــر
:fl:

أبو مسلم العرابلي
21/08/2008, 08:25 PM
أخــي

أبـو مسلـم العرابلــي
لقـد انتفعــتُ(ولا أقـول استفــدتُ)كثيــرا ممــا قدمـتَ
بوركــتَ
و
بــورك علمـــك
جـزاك اللــه عنــا كــل خيــر

:fl:



أخي الكريم
عبد السلام مصباح
بارك الله تعالى فيك
وبارك الله لك في مرورك
وزادك الله من فضله وإحسانه
ولكم مني كل محبة وحسن تقدير
أخوكم العرابلي

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
21/08/2008, 08:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل ابو مسلم العرابلي
الابحار في علوم القرأن وفي الذكر له اكبر الاثر في النفس
وانت في قيادتك لهذا الابحار بارع في الطرح لعلم ليس بالسهل
ادعو الله ان يجزيك خيرا وأن يجعلها في ميزان حسناتك

أبو مسلم العرابلي
21/08/2008, 10:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل ابو مسلم العرابلي
الابحار في علوم القرأن وفي الذكر له اكبر الاثر في النفس
وانت في قيادتك لهذا الابحار بارع في الطرح لعلم ليس بالسهل
ادعو الله ان يجزيك خيرا وأن يجعلها في ميزان حسناتك


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك من أخ كريم فاضل
وجزاكم الله بكل خير وفضل وإحسان
ودمتم في صحة وعافية
ولكم مني كل محبة وتقدير

اليزوري عبد السلام
21/08/2008, 10:32 PM
[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي ابو مسلم العرابلي جزاك الله خيرا كثيرا على ما تقدمه من علم نافع وإني أسأل الله العلي القدير
ان يمد في عمرك ويحفظك في دينك ودنياك وآخرتك
الى مزيد من البحث والتألق بارك الله بك وفيك

منذر أبو هواش
22/08/2008, 01:54 AM
نظريات الشيخ أبو مسلم
هل هي تدليس غير مقصود ...؟

المعروف أن الكتابة صنو السماع والقراءة, فالإنسان يكتب ما يسمع وما يتلى عليه في عملية، ثم هو يقرأ ويتلو ما كتب في عملية عكسية أخرى ينبغي أن تكون ترجمة للكلام الذي قرأ أو تلي عليه في البداية. وقد انتبه علماء المسلمين إلى هذه الاختلافات الكتابية لنفس الكلمات الدالة على نفس المعاني، وعزوها دائما إلى اختلاف لغات وأصوات العرب، فقد تكتب كلمة في موضع من مواضع القرآن الكريم بشكل، وتكتب في موضع آخر بشكل آخر، لا بل إن الكلمة نفسها قد تكتب في إحدى نسخ القرآن الكريم بشكل وتكتب في نسخة أخرى بشكل آخر من أجل التوفيق بين القراءات المختلفة.

لقد نزل القرآن الكريم وفَقَ سَنَن لسان العرب ولغتهم، لذلك فإننا لم نسمع أن أحدا من المسلمين أو من الكافرين اعترض على كلام لم يفهمه مما ورد فيه من الكلام، والقرآن الكريم هو الكلام المرتل المقروء، فلم ينزل مكتوبا، والمفروض في الكلام (أي كلام) أن يفهم حال سماعه من خلال أصوات الكلمات المحفوظة في القلوب، من دون حاجة إلى النص المكتوب لأن المعاني موجودة في تلك الأصوات، وليست موجودة في الكتابات التي اخترعها الإنسان من أجل تسجيل تلك الأصوات وحفظها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب) وهذا الحديث رواه الترمذي بألفاظ مختلفة منها: "فليتبوأ مقعده من النار". والمقصود من الحديث التحذير من تفسير القرآن بغير علم. قال ابن تيمية -رحمه الله-: فمن قال في القرآن برأيه، فقد تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أُمِر به، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ، لأنه لم يأتِ الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار، وإن وافق حكمه الصواب. مجموع الفتاوى (13/371). والأصل في تفسير القرآن أن يفسر بالقرآن، أو بالحديث النبوي، ثم بأقوال الصحابة، وإن لم يجد في تفسير الصحابة، فقد رجع كثير من أئمة التفسير إلى أقوال التابعين كمجاهد وغيره، فمن خالف هذه الأصول فهو مخطئ وإن أصاب، وليس من التفسير بالرأي المجرد ما كان جارياً على قوانين العلوم العربية، والقواعد الأصلية والفرعية.

يحزنني أن أرى أخي أبو مسلم وهو يضيف منهجا جديدا محدثا من مناهج التفسير لم يرد عن رسول الله أو صحابة رسول الله ولا عن التابعين ولا عن تابيعيهم، ويؤسفني أن أراه يسير على خطى بعض المدلسين الذين يتصدون إلى تفسير آيات كتاب إعجازي كالقرآن العزيز بهذه الطريقة التي ليس لها أساس في العلوم التي انتقلت إلينا كابرا عن كابر، وأستغرب منه (وهو الرجل الورع التقي النقي) أن يدخل إلى تفسير القرآن الكريم من هذا الباب المحدث الذي لم يردنا عن الرسول وعلماء المسلمين، وكأن الفهم الذي جاء به قد فات الصحابة والتابعين وتابعيهم من العرب الخُلَّص ومواليهم، وكأن الفهم الذي جاء به قد فات جميع واضعي فنون هذه اللغة لضبط ألفاظها ومعانيها وفلسفتها وآدابها وأسرار بلاغتها، وجميع من فسر القرآن من السلف والخلف.

هذا والله تفسير عشوائي للقرآن واللغة، وهذا التفسير بهذه الطريقة المحدثة غير مقبول للأسباب المذكورة آنفا لأنه يعني في جانب منه طعنا من دون أساس في علماء الدين وعلماء اللغة الفطاحل، وهذا التفسير من شأنه إثارة البلبلة، بل إنه قد يتخذ ذريعة (لا قدر الله) لإسقاط الاستشهاد بالسابقين، وإسقاط حجية كتب الفقه والتفسير والمعاجم، وبالتالي إسقاط كل فهم سوي للقرآن الكريم، بحيث تختلط الأمور ويصبح الحرام حلالاً والحلال حراماً.

يقول الشيخ أبو مسلم (حماه الله): "ويعود السر في بسط تاء جنة الواقعة إلى فرق الدلالة ما بين التاء المقبوضة والمبسوطة؛ التاء المقبوضة من طريقة رسمها كالصرة المربوطة، إن لم يكن ما بداخلها مجهولاً بالكلية فبعضه مجهول أو جوانب منه".

لو كان هذا الإدعاء صحيحا لوجب أن يكون استخدامه عاما، ولكنا رأيناه يطبق (ولو بشكل محدود) قي كافة مواضع التاء سواء أكانت في بداية الكلمة أو في وسطها أو في نهايتها. فلا يعقل أن ينحصر هذا الفرق الدلالي المزعوم في نهاية بعض الكلمات فقط، ولا يكون في كافة الكلمات المحتوية على حرف التاء (أو في بعضها على الأقل) في المواضع الأخرى.

أرجو أن يفسر لي الشيخ أبو مسلم بنظريته هذه لماذا تأتي التاء مبسوطة في بدايات كل الكلمات المبتدئة بالتاء بدون استثناء؟ وأرجو أن يفسر لي الشيخ أبو مسلم أيضا بنظريته هذه لماذا تأتي التاء مبسوطة في كل الكلمات التي تتوسطها التاء بلا استثناء؟ أقصد لماذا لا يكون للتاء شكلان في كل المواضع ..؟ وما دام في اختلاف شكل التاء سر دلالي كما تزعمون فلم لا نراه مستخدما أو مطبقا في كافة المواضع ...؟!

ترى ما السر في كتابة (جنات) بالتاء المبسوطة وعدم كتابتها بالتاء المربوطة هكذا (جناة) ...؟
ترى ما السر في كتابة (جنتان) بالتاء المبسوطة وعدم كتابتها بالتاء المربوطة هكذا (جنة تان) ...؟
ترى ما السر في كتابة (جنتين) بالتاء المبسوطة وعدم كتابتها بالتاء المربوطة هكذا (جنة تين) ...؟
ترى ما السر في كتابة (جنتك) بالتاء المبسوطة وعدم كتابتها بالتاء المربوطة هكذا (جنة تك) ...؟
ترى ما السر في كتابة (جنتي) بالتاء المبسوطة وعدم كتابتها بالتاء المربوطة هكذا (جنة تي) ...؟

ترى هل ينوي أخي أبو مسلم أن يضع لنا تفسيرا جديدا للقرآن الكريم يفسر لنا فيه لماذا كتبت كل هذه التاءات بشكل مبسوط ولماذا لم يكتبها أحد بشكل مربوط ...؟ أم أن هذا الفرق الدلالي محصور بالكلمات التي ذكر؟ وما هو المنطق الذي يدعوه إلى انتقاء التاءات المبسوطة في بعض المواضع وتقعيدها في حين يتجاهل هذا الكم الكبير من التاءات المبسوطة أو المختلفة الشكل في كل مكان من القرآن الكريم ...؟

أخي أبو مسلم،

أعتقد أنني لم أكن لأهتم لو أنك طبقت نظرياتك هذه على أية نصوص عربية غير القرآن الكريم، لكنك آثرت أن تنطلق من القرآن الكريم مخالفا ومنتهكا كل ما تعارف عليه المسلمون من أسس وأصول معتمدة للتفسير.

هذا الكلام ينسحب على معظم بحوثك وعلومك الجديدة المحدثة، لذلك فإنني أدق ناقوس الخطر هنا وأنبهك إلى أن دعواك هذه فيها تدليس وتحريف وتأويل للقرآن الكريم ومعانيه.

هذا رأيي واجتهادي والله أعلم، وأسأل الله لي ولكم الهداية.

منذر أبو هواش

:cool:

أبو مسلم العرابلي
22/08/2008, 03:54 PM
نظريات الشيخ أبو مسلم

هل هي تدليس غير مقصود ...؟

أخي العزيز والحبيب
أحبك في الله
وأعرف مدى محبتك وتقديرك لي
وأسلوبك الجميل الغريب في التعبير عن الحب
فأولا غيرت عنوان الموضوع كما طلبت منك
من: حزمة في التاءات المبسوطة في القرآن الكريم
إلى سر التاءات المبسوطة في القرآن في حزمة كاملة
حتى لا يظن من قرأ العنوان أنه عبارة عن إحصاءات للتاء في القرآن فقط.
وقدمت لي موضوع من غير تعليق كأنك تقول في فعلك لأعضاء واتا؛ من يجهل أبا مسلم فيقرأ الردود على هذا الموضوع ليعرفه ، ...... وأننا أحباب ... وأرجو عدم تدخل أحدكم بيننا إلا بالكلمة الطيبة.
وسأعرفكم باختباري لأبي مسلم مدى سعة صدره وصبره ..... فمن يصبر على البحث ثلاثين سنة؛ يجب أن يكون صبورًا وعريض الصدر. ... ومهمة الاختبار علي بوصفي أني أنا أبو هواش الأخ الكبير لأبي مسلم.
ووضعت عنوان ردي "نظريات الشيخ أبو مسلم ... هل هي تدليس غير مقصود ...؟
حتى لا تحملوا كلامي محمل الجد.
فالتدليس أن يروي الراوي عن أحد الرواة ويشير إليه دون أن يصرح باسمه ..يثق به ولكن في نفسه بعض اللوم عليه
وها أنا أصرح باسم الشيح أبو مسلم قبل أن أوجه الكلام إليكم
ثم بدأ أخي وحبيبي منذر أبو هواش بكلام جميل



المعروف أن الكتابة صنو السماع والقراءة, فالإنسان يكتب ما يسمع وما يتلى عليه في عملية، ثم هو يقرأ ويتلو ما كتب في عملية عكسية أخرى ينبغي أن تكون ترجمة للكلام الذي قرأ أو تلي عليه في البداية. وقد انتبه علماء المسلمين إلى هذه الاختلافات الكتابية لنفس الكلمات الدالة على نفس المعاني، وعزوها دائما إلى اختلاف لغات وأصوات العرب، فقد تكتب كلمة في موضع من مواضع القرآن الكريم بشكل، وتكتب في موضع آخر بشكل آخر، لا بل إن الكلمة نفسها قد تكتب في إحدى نسخ القرآن الكريم بشكل وتكتب في نسخة أخرى بشكل آخر من أجل التوفيق بين القراءات المختلفة.


بما انك يا أبا مسلم قد أنزلت أول مجموعة من أبحاثك في الرسم القرآني؛ لتثبت علمك؛ فيجب أن تقدم مقدمة تزيل الإشكال الذي قد يحدث.
نعم القرآن الكريم استوعب القراءات لأن الرسم الأول كان خاليًا من التنقيط والحركات
فالكلمات التي لها نفس الرسم واختلفت في الحركات لن تتغير صورة الكلمة فيها
والكلمات التي اختلفت حروفها المتشابه في التنقيط فلن تختلف صورتها كمثل "فتبينوا" لها قراءة أخرى "فتثبتوا" ... فالصورة واحدة
والكلمات التي اختلفت في ترتيب الحروف بحذف حرف تصلح القراءة للكلمتين؛ "يأتوك بكل ساحر" و "ياتوك بكل سحار" فحذف الألف تصبح "سحر" فهي تصلح للقراءتين.
وكتابة التاء المبسوطة كما في "آيت" مع حذف الألف تصلح أن تقرأ الكلمة آيات؛ بالإفراد والجمع.
لكن هذا ليس قاعدة عامة في القرآن
كمثل "هو الأول والآخر والظهر والباطن" فلماذا حذفت ألف الظاهر وأثبتت ألف الباطن.
ولماذا حذفت ألف النواصي وأثبت ألف الأقدام في قوله تعالى : "يؤخذ بالنوصي والأقدام"
ولماذا حذفت ألف عاليها وأثبتت ألف سافلها في قوله تعالى: "فجعلنا عليها سافلها"
ولما حذفت ألف صاحبه : "قال لصحبه وهو يحاوره" وأثبتت في " قال له صاحبه وهو يحاروة" في نفس القصة في سورة الكهف.
هذا الحذف ليس له تعليل باختلاف لغة العرب ، ولا صورة الكلمة تمثل الصوت المسموع.
هذا من جانب، ولا يرجع لطريقة كتابة قديمة وأخرى حديثة كما فعل الدكتور غانم قدوري الحمد
فبأي حق تكتب كلمة بطريقة قديمة والكلمة التي تليها بالطريقة الحديث ؟؟!!
وأمر آخر أن ثواب قراءة القرآن الكريم بني على الحروف المرسومة، وليس المسموعة، ولا على الكلمة الواحدة؛
فحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيه " لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. لكن الصوت المقروء والمسموع هي تسعة حرف لكل حرف ثلاث حروف مسموعة.
وهذا يدل معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم بعدد حروف ما يُكتب
فجاء الرسم كاشفًا عن طريقة إملائه عليه الصلاة والسلام ؛
ولذلك رفض الصحابة كتابة شيء في المصحف لم يكن من إملاء النبي صلى الله عليه وسلم. فكان ذلك شرطًا، مع شهادة اثنين على الإملاء وعلى نص الآيات فلا شهادة لمن لا يحفظ النص القرآني الذي يشهد عليه ... فشهادة تقول بأن فلان كان يجلس أمام النبي صلى الله عليه وسلم وكان يملي عليه من غير تحديد للآيات لا تعد شهادة ، فهي شهادة على عملية الكتابة والمكتوب نفسه.
وفي عهد عثمان رضي الله عنه نسخ هذا المكتوب وعممه وألزم الأمة به ومنع العمل بغيره، فحفظ لنا تلاوة ورسمًا .


لقد نزل القرآن الكريم وفَقَ سَنَن لسان العرب ولغتهم، لذلك فإننا لم نسمع أن أحدا من المسلمين أو من الكافرين اعترض على كلام لم يفهمه مما ورد فيه من الكلام، والقرآن الكريم هو الكلام المرتل المقروء، فلم ينزل مكتوبا، والمفروض في الكلام (أي كلام) أن يفهم حال سماعه من خلال أصوات الكلمات المحفوظة في القلوب، من دون حاجة إلى النص المكتوب لأن المعاني موجودة في تلك الأصوات، وليست موجودة في الكتابات التي اخترعها الإنسان من أجل تسجيل تلك الأصوات وحفظها.


لكل حرف من حروف العربية صورة، وقد تتعدد، واختيار هذه الصورة لهذا الحرف لم تأت من فراغ، ومن وضعها ابتداء لا نعرفه، وإن قيل ما قيل، ولا نعرف لماذا اختار هذا الرسم لهذا الحرف، لكن بالدراسة يمكن الاستنباط، وله حديث فيه إن شاء الله تعالى.

وقد ألفت كتبًا في تعليل القراءات؛ مثل حجة القراءات لأبي زرعة
وتعليل تعدد القراءات هو التوسعة في المعنى.
وتعليل الرسم هو التنبيه لمعان لا يمكن الانتباه إليها لولا هذا الرسم، فلو ضاع الرسم لضاعت معه الفوائد التي يدل عليها.



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب) وهذا الحديث رواه الترمذي بألفاظ مختلفة منها: "فليتبوأ مقعده من النار". والمقصود من الحديث التحذير من تفسير القرآن بغير علم. قال ابن تيمية -رحمه الله-: فمن قال في القرآن برأيه، فقد تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أُمِر به، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ، لأنه لم يأتِ الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار، وإن وافق حكمه الصواب. مجموع الفتاوى (13/371). والأصل في تفسير القرآن أن يفسر بالقرآن، أو بالحديث النبوي، ثم بأقوال الصحابة، وإن لم يجد في تفسير الصحابة، فقد رجع كثير من أئمة التفسير إلى أقوال التابعين كمجاهد وغيره، فمن خالف هذه الأصول فهو مخطئ وإن أصاب، وليس من التفسير بالرأي المجرد ما كان جارياً على قوانين العلوم العربية، والقواعد الأصلية والفرعية.


أعرف أن المنهج جديد، وهناك من يجب التجديد ولو شابه بعض المخالفات الشرعية، وهناك من لا يؤمن إلا بالقديم، فيجب أن يشهد لي بهذا العمل؛ الأموات قبل الأحياء؛ حتى يقبل عملي عندهم.
ليس من قال قولا، وهو يضبط قوله بألا يخالف مسألة شرعية واحدة؛ قد قال برأيه، القول بالرأي هو عدم مراعاة ما عليه الشرع؛ فلا يسأل إن كان رأيه مع الشرع، أو مخالف للشرع.
بل هذا القول هو بيات للقواعد التي قامت عليها عملية الرسم من منطوق الآيات وفهما، وموافقة الشرع لها.


يحزنني أن أرى أخي أبو مسلم وهو يضيف منهجا جديدا محدثا من مناهج التفسير لم يرد عن رسول الله أو صحابة رسول الله ولا عن التابعين ولا عن تابيعيهم، ويؤسفني أن أراه يسير على خطى بعض المدلسين الذين يتصدون إلى تفسير آيات كتاب إعجازي كالقرآن العزيز بهذه الطريقة التي ليس لها أساس في العلوم التي انتقلت إلينا كابرا عن كابر، وأستغرب منه (وهو الرجل الورع التقي النقي) أن يدخل إلى تفسير القرآن الكريم من هذا الباب المحدث الذي لم يردنا عن الرسول وعلماء المسلمين، وكأن الفهم الذي جاء به قد فات الصحابة والتابعين وتابعيهم من العرب الخُلَّص ومواليهم، وكأن الفهم الذي جاء به قد فات جميع واضعي فنون هذه اللغة لضبط ألفاظها ومعانيها وفلسفتها وآدابها وأسرار بلاغتها، وجميع من فسر القرآن من السلف والخلف.


بل يجب أن تسر بذلك، وتدعو لأخيك بأن يجزل الله تعالى له الجزاء والثواب؛ فما شغلوا عنه تفرغ له أخوك، وكانت مشاغلهم كثيرة،
لم يتفرغ الصحابة لوضع علم النحو، والفقه، والصرف، وعلوم الحديث، وجمع اللغة، ووضع بحور أو موازين الشعر، وغيرها، ولم ينقطوا المصحف ولم يضعوا الحركات، وكلما أحست الأمة بما ينقصها من علم أو أو الحاجة لتقعيد قواعد له، نهض من علمائها من يسد هذا النقص ويستدركه .. ومن رحمة الله تعالى أنه أخر بعض الفضل للمتأخرين.. فنسأل الله تعالى أن يجعلنا واحدًا منهم، ويدخلنا فيهم.

والأمة على اختلاف في سبب الرسم القرآني فمنهم من ردة لكتبة الوحي
ومنهم من أنكر ذلك؛ كالشافعي رحمه الله تعالى، الذي أنكر أن يكون للصحابة دور في كتابته
وحاول علماء لتعليل هذا الرسم كما عللت القراءات.
ولم يصلنا إلا كتاب أبو العباس المراكشي إلا أن تكون هناك كتبًا أخرى مخطوطة لا أعلم عنها شيئًا .
وقال أحد العلماء (نسيت أسمه) : إن فهم الرسم القرآني لا يكون إلا بفتح رباني على أحد الناس. فهذا يدل على شغلهم فيه ، وعدم التوصل إلى نتائج يركنون إليها.
فلكل بحث منهاج، ومفاتيح لأبوابه؛ فإن لم يسلك الباحث المنهج، ويأت أبوابه بالمفاتيح؛ لا يصل إلى مراده فيه.
وما زادني الثقة في عملي أن أخي الكريم منذر أبو هواش لم يجد مخالفة شرعية واحدة فيما كتبت،
وقد قال من قبل الشيخ محمد الغول عام 1993م وقد اضطلع على ما كتبته في تلك الأيام: لا أجد فيها أي مخالفة شرعية، بل هي تدعم هذه الأمور؛ وكان يحضني على إخراج كتاب فيه ليعم نفعه؛ ولكني أبصر من ثقل الحمل لما لا يطلع عليه الشيخ الجليل .
وأنا أنوه لجميع إخواني؛ من يرى فيما كتبت وفيما سينشر إن شاء الله تعالى أي ملاحظة في مخالفة شرعية، أن يواجهني بها ولا يتردد في ذلك، فهذا هو مقياس الأمان عندي، فإن استدرك علي شيء، ولم يكن مجرد سوء فهم فقط؛ ورأيت أنه قوله حق، ثبت هذا الحق وكنت له من الشاكرين.



هذا والله تفسير عشوائي للقرآن واللغة، وهذا التفسير بهذه الطريقة المحدثة غير مقبول للأسباب المذكورة آنفا لأنه يعني في جانب منه طعنا من دون أساس في علماء الدين وعلماء اللغة الفطاحل، وهذا التفسير من شأنه إثارة البلبلة، بل إنه قد يتخذ ذريعة (لا قدر الله) لإسقاط الاستشهاد بالسابقين، وإسقاط حجية كتب الفقه والتفسير والمعاجم، وبالتالي إسقاط كل فهم سوي للقرآن الكريم، بحيث تختلط الأمور ويصبح الحرام حلالاً والحلال حراماً.


هذا قسم لم تضطر لقوله وأنت تعرف يا أخي الكريم كيف تكفر عنه
كيف يكون التفسير عشوائي؟؟!!
ألم آت بكل الأمثلة ؟؟!!
ألم آيت بكل القراءات ولم أقف على قراءة حفص؟؟!!
ألم تندرج جميع الأمثلة على قاعدة واحدة؟؟!!
ألم أسر على القاعدة التي أسير عليها دون استثناء؟؟!!
"إذا لم تنضبط كل الأمثلة على قاعدة واحدة عندي كان في العمل خلل" ولا هروب بالاستثناء من قاعدة تعم الجميع .
هذه القاعدة التي أسير عليها،
فكم من عالم يحتمل البحث في آلاف بل عشرات الآلاف من المسائل ولا يرضى أن يخرج عن قواعده قيد أنملة ؟؟!!
من يسير على هذا الطريق ويتقيد به .. هل يفسر القرآن عشوائًا؟؟!!



يقول الشيخ أبو مسلم (حماه الله): "ويعود السر في بسط تاء جنة الواقعة إلى فرق الدلالة ما بين التاء المقبوضة والمبسوطة؛ التاء المقبوضة من طريقة رسمها كالصرة المربوطة، إن لم يكن ما بداخلها مجهولاً بالكلية فبعضه مجهول أو جوانب منه".


لو كان هذا الإدعاء صحيحا لوجب أن يكون استخدامه عاما، ولكنا رأيناه يطبق (ولو بشكل محدود) قي كافة مواضع التاء سواء أكانت في بداية الكلمة أو في وسطها أو في نهايتها. فلا يعقل أن ينحصر هذا الفرق الدلالي المزعوم في نهاية بعض الكلمات فقط، ولا يكون في كافة الكلمات المحتوية على حرف التاء (أو في بعضها على الأقل) في المواضع الأخرى.


أرجو أن يفسر لي الشيخ أبو مسلم بنظريته هذه لماذا تأتي التاء مبسوطة في بدايات كل الكلمات المبتدئة بالتاء بدون استثناء؟ وأرجو أن يفسر لي الشيخ أبو مسلم أيضا بنظريته هذه لماذا تأتي التاء مبسوطة في كل الكلمات التي تتوسطها التاء بلا استثناء؟ أقصد لماذا لا يكون للتاء شكلان في كل المواضع ..؟ وما دام في اختلاف شكل التاء سر دلالي كما تزعمون فلم لا نراه مستخدما أو مطبقا في كافة المواضع ...؟!

ترى ما السر في كتابة (جنات) بالتاء المبسوطة وعدم كتابتها بالتاء المربوطة هكذا (جناة) ...؟
ترى ما السر في كتابة (جنتان) بالتاء المبسوطة وعدم كتابتها بالتاء المربوطة هكذا (جنة تان) ...؟
ترى ما السر في كتابة (جنتين) بالتاء المبسوطة وعدم كتابتها بالتاء المربوطة هكذا (جنة تين) ...؟
ترى ما السر في كتابة (جنتك) بالتاء المبسوطة وعدم كتابتها بالتاء المربوطة هكذا (جنة تك) ...؟
ترى ما السر في كتابة (جنتي) بالتاء المبسوطة وعدم كتابتها بالتاء المربوطة هكذا (جنة تي) ...؟

ترى هل ينوي أخي أبو مسلم أن يضع لنا تفسيرا جديدا للقرآن الكريم يفسر لنا فيه لماذا كتبت كل هذه التاءات بشكل مبسوط ولماذا لم يكتبها أحد بشكل مربوط ...؟ أم أن هذا الفرق الدلالي محصور بالكلمات التي ذكر؟ وما هو المنطق الذي يدعوه إلى انتقاء التاءات المبسوطة في بعض المواضع وتقعيدها في حين يتجاهل هذا الكم الكبير من التاءات المبسوطة أو المختلفة الشكل في كل مكان من القرآن الكريم ...؟

أخي الكريم والحبيب منذر أبو هواش
عنوان الموضوع " التاءات التي بسطت" و"ليست التاءات المبسوطة"
أي التي كان الأصل في كتابتها بالتاء المربوطة ، حتى لا يختلط الفهم فيه من العنوان،
والإجابة عن سؤالك عن التاءات المبسوطة بسيط جدًا
أن التاءات المبسوطة منها؛ أصلية في الكلمة، ومنها المضاف على حروف جذرها.
فما كان أصليًا فهو جزء من الكلمة، والكلمة وضعت لتعبر عن المسمى المعلوم بوضوح لا التباس فيه، ولذلك لا يصح أن يكون مجهولاً أو مجهول بعضه. سيان جاءت التاء الأصلية في أول الكلمة أو وسطها أو آخرها
وإن كانت مضافة كتاء المتكلم في "كتبتُ" ، فأوضح شيء في الوجود للمتكلم نفسه، فكانت التاء مبسوطة.
ثم المخاطب لديه، وتاء المخاطب في ضمير المخاطب "أنت" زائدة على "أنَ" والألف في أنا زائدة حتى لا يوقف على نون ساكنه، وتسقط الألف في الوصل، وتثبت في الوقف، ومثلها المتصلة بالأفعال مثل؛ قلتَ، كتبتَ
وتاء المضارعة لها نفس الحكم لأنها لفعل حاضر قائم، وليس لفعل ماض قد انتهى.
ثم الغائب الذي يكون في خفاء وعماء عن العيون في الدرجة الأخيرة .
أما التاء المربوطة أو المقبوضة فهي مضافة على حروف جذر الكلمة، ولا تكون أصلية؛ لتدل على المؤنث المفرد كمثل؛ كاتب، وكاتبة، وإن لم يكن منه لفظ مذكر، كمثل: "جنة" وفاطمة" ، أو صاحب المكانة العالية أو للمبالغة؛ كمثل "علاَّمة" وغير ذلك.
فقد أنتهى إلى منزلة ليس بعدها منزلة، وغيره يتراجع في منزلة أو منازل دونه. هذا عند التعظيم والتفخيم، أما الأنثى فقد تراجعت إلى المنزلة الأخرى بعد الرجل وانتهت إلى منزلة ليس بعدها منزلة
ويرجع سبب اختيار التاء المقبوضة إلى معاني التاء والهاء فيها معًا؛
فنأخذ مثلا؛ كلمة "شجر" ؛ وهو اسم يدل على الجمع، وسبقت تسمية الجمع فيه المفرد، لأن وجوده في الحياة بكثرة؛ فإذا أردنا إفراده قلنا "شجرة" فأضفنا التاء المقبوضة للفظ الجمع؛
وتقرأ بطريقتين:
بالتاء عند تحريكها واستمرار القراءة،
وبالهاء عند الوقوف وتسكينها.
وفي لوحة مفاتيح معاني الحروف الهجائية نجد أن :
استعمال التاء : للتراجع
فإذا تراجع الجمع انفرد كل واحد لوحده
والتراجع حركة فناسب قراءة التاء المربوطة تاء عند تحريكها.
ونجد استعمال الهاء : للانتهاء.
وإذا انتهى الجمع أصبح كل فرد لوحده
والانتهاء سكون؛ فناسب قراءة التاء المقبوضة هاء عند تسكينها والوقف عليها.
وهذا من أعظم خصائص هندسة الحروف في اللغة؛ فانظر كيف جمعت صورة واحدة لنطقين مختلفين، لحالين مختلفين، لأداء نتيجة واحدة.
أما تاء الجمع فقد أشرت إلى فتحها في موضعين :


وأما بسط التاء في كل جمع مؤنث سالم؛ فلأن الفرد قد يختفي أثره بين الجمع، أو تذهب خصوصيته بانتمائه له، أما الجمع فيبقى لكثرته معلومًا مكشوفًا لا يُخفى بغيره.... والله تعالى أعلم. رقم (14)

ومن حق الجمع أن تبسط تاؤه؛ لأنه ظاهر لا يخفى بغيره، خلاف المفرد الذي يخفى بين الجمع من أقرانه رقم (17)




أخي أبو مسلم،

أعتقد أنني لم أكن لأهتم لو أنك طبقت نظرياتك هذه على أية نصوص عربية غير القرآن الكريم، لكنك آثرت أن تنطلق من القرآن الكريم مخالفا ومنتهكا كل ما تعارف عليه المسلمون من أسس وأصول معتمدة للتفسير.

هذا الكلام ينسحب على معظم بحوثك وعلومك الجديدة المحدثة، لذلك فإنني أدق ناقوس الخطر هنا وأنبهك إلى أن دعواك هذه فيها تدليس وتحريف وتأويل للقرآن الكريم ومعانيه.

هذا رأيي واجتهادي والله أعلم، وأسأل الله لي ولكم الهداية.

منذر أبو هواش



ستظل الأخ الكبير مهما لمتني
ومهما اتهمتني ورميتني بدبشك الثقيل
ومهما كان رأيك في العلم الذي أعمل به.
لكن الناقوس الذي تريد دقه؛ في مكان لا تذهب إليه أنت، ولا أنا .

وإني سأنتظر حتى أسمع وأرى منك غير ما قلت
ولكن بعد عرض أبحاث كثيرة
وما قمت به ليس تفسير القرآن؛ بل هو بيان لبعض مسائل القرآن المتعلقة برسمه، ويوافق ما في التفاسير.
وجزاكم الله بكل خير
وأحسن الله إليكم
وغفر الله لنا ولكم
أخوكم أبو مسلم العرابلي


[/FONT]

الحاج بونيف
22/08/2008, 04:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الفاضل /أبو مسلم العرابلي
أحييك عل الجهد وأرجو من الله أن يبارك لك فيه، لما فيه من فوائد
وأجده علميا دقيقا.
فجزاكم الله خيرا.
همسة بسيطة: ربما أنت لا تراجع ما تكتب من ردود فتمر أحيانا عن غير قصد بعض الهنات مثل هذه:
نعم القرآن الكريم استوعب القراءات لأن الرسم الأول كان خال من التنقيط والحركات

وتقرأ بطريقتان
لك مني كل التقدير والاحترام..:fl:

أبو مسلم العرابلي
22/08/2008, 05:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أخي الفاضل /أبو مسلم العرابلي

أحييك عل الجهد وأرجو من الله أن يبارك لك فيه، لما فيه من فوائد

وأجده علميا دقيقا.

فجزاكم الله خيرا.



لك مني كل التقدير والاحترام..


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيكم يا أخي الكريم الحاج بونيف
وأشكركم على هذا التنويه
وأشكركم على حسن تقديركم لما كتبت
ولكم مني كل تحية طيبة مباركة
وجزاكم الله بكل خير

م . رفعت زيتون
06/09/2008, 06:18 PM
إذا كان القرآن الكريم قد انتهت عجائبه فلنتوقف عند ما قاله السلف الصالح فيه

وهم في ما جاءوا به مأجورون بإذن الله

ولكن إذا كان القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه فإنه سوف يكون بعد الأستاذ أبو مسلم

أيضا من يأتينا بعجائبه التي لا تنتهي حتى يرث الله الأرض ومن عليها

أخي أبو مسلم لقد نهج بعض العلماء المحدثين نهجك وتعلمنا منهم ما لم نجده في علوم

السابقين مثل الدكتور فاضل السامرائي بارك الله فيه .

أتمنى أن يتسع صدرك وأن تستمر في نهجك حتى في ردودك .

أستاذ أبو هواش من حق كل إنسان أن يبحث في علوم القرآن إن كان أهلا لذلك

وهذا ليس حكرا على أحد ولا حتى على علماء السلف ولو كان الأمر كذلك

لما كتب ابن تيمية ولا ابن القيم حرفا ولاكتفيا هما وغيرهما بما قاله من سبقهما

ورحم الله الشافعي الذي كن يقول رأيي صواب ويحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ ويحتمل الصواب

وأرجو أن يكون النقاش خارج هذه الصفحات ولتفتح صفحه للنقاش الموضوعي وبدون أي تهجم

على أن يأتي كل بحجته وبطريقة إسلاميه حضاريه

عفوا على اقتحام نقاشكم

.

أبو مسلم العرابلي
09/09/2008, 04:00 PM
إذا كان القرآن الكريم قد انتهت عجائبه فلنتوقف عند ما قاله السلف الصالح فيه

وهم في ما جاءوا به مأجورون بإذن الله

ولكن إذا كان القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه فإنه سوف يكون بعد الأستاذ أبو مسلم

أيضا من يأتينا بعجائبه التي لا تنتهي حتى يرث الله الأرض ومن عليها

أخي أبو مسلم لقد نهج بعض العلماء المحدثين نهجك وتعلمنا منهم ما لم نجده في علوم

السابقين مثل الدكتور فاضل السامرائي بارك الله فيه .

أتمنى أن يتسع صدرك وأن تستمر في نهجك حتى في ردودك .

أستاذ أبو هواش من حق كل إنسان أن يبحث في علوم القرآن إن كان أهلا لذلك

وهذا ليس حكرا على أحد ولا حتى على علماء السلف ولو كان الأمر كذلك

لما كتب ابن تيمية ولا ابن القيم حرفا ولاكتفيا هما وغيرهما بما قاله من سبقهما

ورحم الله الشافعي الذي كن يقول رأيي صواب ويحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ ويحتمل الصواب

وأرجو أن يكون النقاش خارج هذه الصفحات ولتفتح صفحه للنقاش الموضوعي وبدون أي تهجم

على أن يأتي كل بحجته وبطريقة إسلاميه حضاريه

عفوا على اقتحام نقاشكم

.
أخي الكريم رفعت زيتون
بارك الله فيكم
ولكم مني كل محبة وتقدير
وأسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المحسنين
ويبارك لنا ولكم في كل خير مما نقرأه أو نكتبه

إسماعيل المترجي
20/10/2008, 12:01 AM
السلام عليكم أستاذي الفاضل

قد قال جل وعلا " لايعلم تاويله إلا الله " صدق الله العظيم. أي القرءان. لكنه أنزله علينا لنعمل به ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. ولا يوافق الاتساع في تأويله إلا أن نقول سنضل نفهم في كل عصر ما شاء الله أن يعلم لذلك العصر وبدون حصر حتى يأخذ الله الأرض ومن عليها.
وبكل صراحة لا أجد في أي قول كان الهدف منه التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، بمعنى أن يكون القصد من القول عبادة الله بما يرضي الله، إلا مقبولا ومرغبا فيه لأنه سبحانه وتعالى قضى أن لا يعبد إلا هو وأن "كل قد علم صلاته وتسبيحه" بما فيهم الحرف والقول والكلمة ولا جدال في ذلك.
أسأل الله تعالى أن يجازيك على ما تفتح من بصيرة لترى بنور جديد من الله إلى ما يوسع جبح المؤمن حتى يلهج بذكره بكل "حرف" وكل "كلمة" وكل "دعاء". آمين

أبو مسلم العرابلي
20/10/2008, 12:46 AM
السلام عليكم أستاذي الفاضل

قد قال جل وعلا " لايعلم تاويله إلا الله " صدق الله العظيم. أي القرءان. لكنه أنزله علينا لنعمل به ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. ولا يوافق الاتساع في تأويله إلا أن نقول سنضل نفهم في كل عصر ما شاء الله أن يعلم لذلك العصر وبدون حصر حتى يأخذ الله الأرض ومن عليها.
وبكل صراحة لا أجد في أي قول كان الهدف منه التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، بمعنى أن يكون القصد من القول عبادة الله بما يرضي الله، إلا مقبولا ومرغبا فيه لأنه سبحانه وتعالى قضى أن لا يعبد إلا هو وأن "كل قد علم صلاته وتسبيحه" بما فيهم الحرف والقول والكلمة ولا جدال في ذلك.
أسأل الله تعالى أن يجازيك على ما تفتح من بصيرة لترى بنور جديد من الله إلى ما يوسع جبح المؤمن حتى يلهج بذكره بكل "حرف" وكل "كلمة" وكل "دعاء". آمين

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا أخي
وبارك الله لك في مرورك وقراءتك
وزادك الله من علمه وفضله

إسماعيل المترجي
31/10/2008, 11:25 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا أخي
وبارك الله لك في مرورك وقراءتك
وزادك الله من علمه وفضله

عفوا أستاذي الكريم ولا أبالغ في تقربي إلى سيادتكم تلميذا أبدا.
هناك ملحوظة بالرغم من ذلك أريد أن أثير انتباهكم الحميد إليها.
لقد بدأت كما تلاحظون سيدي ردي الأول لكم بقوله تعالى "ولا يعلم تاويله إلا الله" صدق الله العظيم. وكنت فيما سبق في سياق التعبير عن إعجابي بما توصلتم إليه من إبداع في تحديد معالم العلوم الجديدة التي أوضحتموا مقاصدها وبعض ضوابطها بأن ما توصلتم له قد يكون له أثر في الحسم نوعا ما في ضبط عمل التأويل في إجلاء عوامل التفسير لكلام الله في كتابه المبين. ولا زلت أتوق إلى ربط ما تبسطوه من أحكام إحكام استجلاء المعنى من خلال علم الجذور وما إليه لتضييق مجال استغلال العمل بالتأويل في الخوض في تفسير كلام الله تعالى. وكم يسعدني لو علقتم سيدي بكلمة مهما كانت قصيرة تسددوا فيها صواب أو خطأ ما ذهبت إليه وجازاكم الله عني كل خير وإحسان آمين.

أبو مسلم العرابلي
01/11/2008, 08:38 AM
السلام عليكم أستاذي الفاضل

قد قال جل وعلا " لايعلم تاويله إلا الله " صدق الله العظيم. أي القرءان. لكنه أنزله علينا لنعمل به ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. ولا يوافق الاتساع في تأويله إلا أن نقول سنضل نفهم في كل عصر ما شاء الله أن يعلم لذلك العصر وبدون حصر حتى يأخذ الله الأرض ومن عليها.
وبكل صراحة لا أجد في أي قول كان الهدف منه التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، بمعنى أن يكون القصد من القول عبادة الله بما يرضي الله، إلا مقبولا ومرغبا فيه لأنه سبحانه وتعالى قضى أن لا يعبد إلا هو وأن "كل قد علم صلاته وتسبيحه" بما فيهم الحرف والقول والكلمة ولا جدال في ذلك.
أسأل الله تعالى أن يجازيك على ما تفتح من بصيرة لترى بنور جديد من الله إلى ما يوسع جبح المؤمن حتى يلهج بذكره بكل "حرف" وكل "كلمة" وكل "دعاء". آمين.


عفوا أستاذي الكريم ولا أبالغ في تقربي إلى سيادتكم تلميذا أبدا.
هناك ملحوظة بالرغم من ذلك أريد أن أثير انتباهكم الحميد إليها.
لقد بدأت كما تلاحظون سيدي ردي الأول لكم بقوله تعالى "ولا يعلم تاويله إلا الله" صدق الله العظيم. وكنت فيما سبق في سياق التعبير عن إعجابي بما توصلتم إليه من إبداع في تحديد معالم العلوم الجديدة التي أوضحتموا مقاصدها وبعض ضوابطها بأن ما توصلتم له قد يكون له أثر في الحسم نوعا ما في ضبط عمل التأويل في إجلاء عوامل التفسير لكلام الله في كتابه المبين. ولا زلت أتوق إلى ربط ما تبسطوه من أحكام إحكام استجلاء المعنى من خلال علم الجذور وما إليه لتضييق مجال استغلال العمل بالتأويل في الخوض في تفسير كلام الله تعالى. وكم يسعدني لو علقتم سيدي بكلمة مهما كانت قصيرة تسددوا فيها صواب أو خطأ ما ذهبت إليه وجازاكم الله عني كل خير وإحسان آمين.

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم إسماعيل المترجي
بارك الله فيه وجزاه الله بكل خير
بالنسبة للتأويل
إن استعمال مادة "أَوَلَ" هو فيما يعد أولا عند من يتبعه ويرجع إليه.
وإن أي تفسير أو تأويل يعود على النص، فالنص هو الأصل.
وللنص معنى ظاهرًا يعلم منه مباشرة
وقد يفهم من النص غير الظاهر بوجود أحوال وقرائن.
فمثلا قول المرأة لعمر رضي الله عنه "إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل"
فظاهر القول انها تمتدح زوجها؛ فقال عمر : نعم الزوج .
ثم بين الحاضرين لعمر أنها تشكو زوجها معللين ذلك؛ بأن من يصوم النهار ويقوم الليل لا يتفرغ لزوجته
فأحضر زوجها فكان حاله على الذي فهمه الحاضرون من قولها.
فتأويل الشيء لا بد من حجة تقوم عليه . حتى يكون مقبولا
وكذلك تأويل الأحلام ... فلا بد من ربط التأويل بما ذكر في الرؤيا.. والرؤيا تتعلق بأمر يجري في المستقبل
فإن حدث تأويله كان التأويل صحيحًا.
وهذا الربط لا يقدر عليه إلا عدد قليل مما ينعم الله عليهم به.
والتأويل في القرآن ليس في كل الآيات
فالآيات المحكمات لا تحتاج إلى تأويل
والتاويل يكون في المتشابه الذي يشتبه المراد فيه على الناس.

وقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل"
والعلماء في الآية على اختلاف في الآية ؛ هل التأويل لا يعلمه إلى الله؟ أم أن العلماء يعلمون تأويله كذلك؟
فتأويل كل ما في القرآن لا يعلمه إلا الله تعالى
وتأويل بعض مسائله يعلمها من العلماء من يفتح الله تعالى عليه في فقهها.
وقد يكون في المسألة الواحدة أكثر مما يفقهه عالم، فيأتي من يزيد عليه.
وكلما كان الفقه في اللغة أعلى تحدد المعنى أكثر
وقد جرى التفسير بالمترادفات كثيرًا عند المفسرن، وأقاموا التفسير بها محل اللفظ نفسه
وفي فقه استعمال الجذور يحدد استعمال الأفعال ويميزها عن المترادفات لها، ويحدد سبب تسمية المسميات بأسمائها.
فلا بد عند استعمال فقه استعمال الجذور من استبعاد بعض التفاسير عند بيان قصورها عن تبيان المعنى، بل ومخالفتها للنص أحيانًا مما لا يدرك بغير هذا الفقه.
وعند بحثي في مسائل مثل "استواء الرحمن على العرش"، و "نزول الرحمن إلى السماء الدنيا"، وغيرهما على منهج فقه استعمال الجذور؛ اعترض من اعترض علي بتفسير العلماء بالمترادفات، ولم يعترض أحد بحجة قائمة على آية أو حديث صحيح.
لأن فقه استعمال الجذور يتناول كل آية فيها استعمال لهذا الجذر كأساس في هذا الفقه.
فأرجو أن أكون قد وضحت ما تريد السؤال عنه .. وأوافقك على ما تفضلت به وأشرت إليه
فأحسن الله إليكم، وزادكم الله من علمه وفضله .

إسماعيل المترجي
05/11/2008, 05:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم إسماعيل المترجي
بارك الله فيه وجزاه الله بكل خير
بالنسبة للتأويل
إن استعمال مادة "أَوَلَ" هو فيما يعد أولا عند من يتبعه ويرجع إليه.
وإن أي تفسير أو تأويل يعود على النص، فالنص هو الأصل.
...
...
وقد جرى التفسير بالمترادفات كثيرًا عند المفسرن، وأقاموا التفسير بها محل اللفظ نفسه
وفي فقه استعمال الجذور يحدد استعمال الأفعال ويميزها عن المترادفات لها، ويحدد سبب تسمية المسميات بأسمائها.
فلا بد عند استعمال فقه استعمال الجذور من استبعاد بعض التفاسير عند بيان قصورها عن تبيان المعنى، بل ومخالفتها للنص أحيانًا مما لا يدرك بغير هذا الفقه.
وعند بحثي في مسائل مثل "استواء الرحمن على العرش"، و "نزول الرحمن إلى السماء الدنيا"، وغيرهما على منهج فقه استعمال الجذور؛ اعترض من اعترض علي بتفسير العلماء بالمترادفات، ولم يعترض أحد بحجة قائمة على آية أو حديث صحيح.
لأن فقه استعمال الجذور يتناول كل آية فيها استعمال لهذا الجذر كأساس في هذا الفقه.
فأرجو أن أكون قد وضحت ما تريد السؤال عنه .. وأوافقك على تفضلت به ما أشرت إليه
فأحسن الله إليكم، وزادكم الله من علمه وفضله .

سيدي إذا ما فهمت جيدا قولكم. ففقه استعمال الجذور لا يظيف على ما توصل إليه التفسير عند العلماء بل قد يختصره إلى ما هو موحد من معنى في كل الآيات القرآنية. هل هذا يدل على أن فقه استعمال الجذور يمكن أن يقبل على انه مختصر للتفسير مبني على أصول هذا الفقه؟ إذا ما صح هذا القول ألا يخشى أن هذا الاختصار قد يؤدي إلى تضييق في ما أراد الله أن يعلمه خلقه من توسعة؟ وأعتدر أستاذي على طلب توضيح في هذا الشأن. لأن الانشغال بما يتطلبه تماسك علم لفروعه بأصوله قد يؤدي إلى اختزال وليس إلى اختصار باعتبار أن الاختزال بتر والاختصار تمييز. وأعتدر إذا كنت أتفوه بما لا يناسب المقام والسلام عليكم.

أبو مسلم العرابلي
05/11/2008, 11:52 PM
سيدي إذا ما فهمت جيدا قولكم. ففقه استعمال الجذور لا يظيف على ما توصل إليه التفسير عند العلماء بل قد يختصره إلى ما هو موحد من معنى في كل الآيات القرآنية. هل هذا يدل على أن فقه استعمال الجذور يمكن أن يقبل على انه مختصر للتفسير مبني على أصول هذا الفقه؟ إذا ما صح هذا القول ألا يخشى أن هذا الاختصار قد يؤدي إلى تضييق في ما أراد الله أن يعلمه خلقه من توسعة؟ وأعتدر أستاذي على طلب توضيح في هذا الشأن. لأن الانشغال بما يتطلبه تماسك علم لفروعه بأصوله قد يؤدي إلى اختزال وليس إلى اختصار باعتبار أن الاختزال بتر والاختصار تمييز. وأعتدر إذا كنت أتفوه بما لا يناسب المقام والسلام عليكم.
أخي الكريم إسماعيل المترجي
المهم أن يفهم من التفسير أدق الأقوال وأصحها
وهي تغني عن بقيتها إذا قطع بصحتها
وفقه استعمال الجذور يضيف ما لم يذكر من قبل
وعند المقارنة بين المترادفات تتجلى المعاني لجميعها
ويظهر قدر اللفظ المستعمل من بينها
فالإضافات متعددة ببيان استعمال الفعل أو الاسم
وتوسع المعرفة ببقية المسميات من الجذر
وتتوسع أكثر بالنظر إلى الفوارق بين اللفظ والمترادفات التي فسر بها اللفظ
فهذا إغناء للتفسير بالمعاني العالية الجديدة، والأكثر دقة وتفصيلاً

كمال أحمد عبابنه
31/12/2008, 08:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تناولت التاء المربوطة والمبسوطة في رسم القرآن الكريم/

ولكن أود أن أسألك عن ورود كلمة التابوت في القرآن الكريم ، فقد ورد اختلاف كتبة الوحي في رسمها، وعندما اختلفوا في كتابتها ورد أنهم أجمعوا أن تكتب وفق لهجة قريش، وليس لعلة أن البسط تعني وضوح الشيء وضم التاء تعني عدم الإحاطة بالشيء، فما رأيك في هذه الكلمة - التابوت -؟؟

وكيف تخرجها وفق منهجك؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مع شكري وتقديري........

أبو مسلم العرابلي
31/12/2008, 09:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تناولت التاء المربوطة والمبسوطة في رسم القرآن الكريم/

ولكن أود أن أسألك عن ورود كلمة التابوت في القرآن الكريم ، فقد ورد اختلاف كتبة الوحي في رسمها، وعندما اختلفوا في كتابتها ورد أنهم أجمعوا أن تكتب وفق لهجة قريش، وليس لعلة أن البسط تعني وضوح الشيء وضم التاء تعني عدم الإحاطة بالشيء، فما رأيك في هذه الكلمة - التابوت -؟؟

وكيف تخرجها وفق منهجك؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مع شكري وتقديري........

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم / كمال عبابنة
كلمة تابوت مثل جالوت وطالوت وطاغوت بسطت التاء في جميعها
وهي من صيغ المبالغة وهي دالة على ظهور زائد وقوي لا يخفى
ولم ترد قراءة صحيحية بالتابوه
ولم يكن هناك دليل على أن أهل المدينة يكتبون التابوت تابوه
وما ورد في الأحاديث التي تحدثت عن كتابة المصحف كان فيها زيادة؛ مرة تنسب إلى ابن شهاب الزهري،
قال الزهري: واختلفوا يومئذ في التابوت
ولم تنسب لأحد قد نقلها لهم
وكان أثر هذه الزيادة التي زيدت في الحديث المروي عن كتابة المصحف؛
أن صرفت الأمة عن البحث في الرسم القرآني.
فأظهر هذا الخبر كأن اختلافات الرسم القرآني عن الرسم الإملائي الاصلاحي كان من فعل الصحابة رضي الله عنهم.
والصحيح ان الصحابة رضي الله عنهم لم يكن لهم فيه صغيرة ولا كبيرة
فقد نسخوا ما كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشروه وأدوا الأمانة كما وصلتهم

كمال أحمد عبابنه
01/01/2009, 09:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ: أشكرك على الرد .
وهنا أوجه لك سؤالا آخر عن رسم المصحف
كيف كتب المصحف زمن النبي ؟؟
من كتبه عند تلقيه مشافهة من جبريل للنبي(ص) ؟
حبذا لو تطلعنا على رأيك في رسم القرآن الكريم ، كيف بدأ؟؟
ما دور الصحابة في رسم المصحف؟؟

أبو مسلم العرابلي
01/01/2009, 12:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ: أشكرك على الرد .
وهنا أوجه لك سؤالا آخر عن رسم المصحف
كيف كتب المصحف زمن النبي ؟؟
من كتبه عند تلقيه مشافهة من جبريل للنبي(ص) ؟
حبذا لو تطلعنا على رأيك في رسم القرآن الكريم ، كيف بدأ؟؟
ما دور الصحابة في رسم المصحف؟؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم كمال عبابنه
بلغ عدد كتبة الرسول صلى الله عليه وسلم سبعون كاتبًا
أربعون منهم كتبة وحي
وقد استشهد عدد القراء الذي قام عليهم التبليغ في موقعة اليمامة التي قتل فيها مسليمة الكذاب

عندما كان ينزل الوحي بآيات جديدة
يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من بعض كتبة الوحي إحضار أدواتهم
ثم يملي عليهم الآيات
ثم يراجعهم فيما كتبوه ليتأكد أن ما كتبوه كان مطابقًا لما أملاه عليهم
كان كتبة الوحي يدركون اختلاف الرسم القرآني عن الرسم الإملائي ومنهم الخلفاء الراشدون
ولذلك كان الشرط في جمع المصحف الذي أعلنه عمر رضي الله عنه :
أن يشهد شاهدان مع الكاتب على أن المكتوب كان من إملاء الرسول صلى الله عليه وسلم
وهذان الشاهدان لا يستطيعان أن يشهدا إلا إذا حضرا إملاء الآيات وكانا يحفظان هذه الآيات اللاتي سيشهدان عليها.
من هذا الحفظ وأداء الأمانة كان تميز الرسم القرآني
بعض الرسم يمكن إدارك كتابته من طريقة إملاء
فمثلا لو كان الإملاء للجنة بكتابة جنة بالوقوف على هاء فسيكتبها الكاتب بالتاء المقبوضة
ولو كان الإملاء بالوقوف على تاء فيكتب الكاتب "جنت" بتاء مبسوطة.
ولو أملي عليه أن يكتب "أن" ثم "لا" فيسكتب أن لا كلمتين
ولو أملي عليه "ألا" فيسكتبها كلمة واحدة
وسيظل الرسم القرآني وثيقة إثبات لطريقة إملاء النبي صلى الله عليه وسلم
ولو لم يردنا طريقة تفصيلية لهذا الإملاء

د. محمـد عبيــد الله
18/02/2009, 04:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخ و الاستاذ الكريم 00000 ابو مسلم

بعد التحية والتقدير , أشكرك عاى جهودك الطيبة , و بحثك فيما اختلف في رسمه في القران الكريم
وانه بحق لبحث جميل في علم جليل
ولي عليه مداخلات

نعم يا ابا مسلم ان الكلمات القرانية التي كتبت بحروف مخالفة لقواعد الاملاء , انما كتبت بهذا الشكل بسبب اختلاف مراد الله تعالى بها
فهي من المشترك اللفظي , والمختلف الذهني - ان جاز التعبير - 0

فان ما قصد الله تعالى به في موضع : هو غيره في موضع اخر

لماذا وكيف
الجواب في سورة البقرة
في قول الله تعالى : وعلم ادم الاسماء كلها

كيف علم الله ادم الاسماء

كمايلي

علمه الحروف العربية = نعم الحروف العربية = , ثم جعل لكل حرف يقابله رقم , ثم اخذ يسمي له الاشياء

حتى اتقنها , واستمر هذا العلم في نسل ادم عليه السلام مرورا بادريس عليه السلام , ثم كأنه جدد في عهد اسماعيل علية السلام , ثم اخذ يغرب ويخف الى ان تلاشى في نهاية العصر الجاهلي

ثم اعاده الله تعالى مرة اخرى فجدده في فواتح السور000 الحروف المقطعة 000 لكي يُعلم خطاب الله
والذي اكاد اجزم به ان جبريل عليه السلام هو الذي كان يرشد الحبيب المصطفى عليه السلام في اسلوب الرسم

قال الله تعالى = علمه شديد القوى

في الحلقة الثانية مزيد من التوضيح

والله يرعاك برعايته

ارسلت بواسطة
الباحث \ محمد عبيدالله
نيويورك

أبو مسلم العرابلي
18/02/2009, 09:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخ و الاستاذ الكريم 00000 ابو مسلم

بعد التحية والتقدير , أشكرك عاى جهودك الطيبة , و بحثك فيما اختلف في رسمه في القران الكريم
وانه بحق لبحث جليل في علم جليل

نعم يا ابا مسلم ان الكلمات القرانية التي كتبت بحروف مخالفة لقواعد الاملاء , انما كتبت بهذا الشكل بسبب اختلاف مراد الله تعالى بها
فهي من المشترك اللفظي , والمختلف الذهني - ان جاز التعبير - 0

فان ما قصد الله تعالى به في موضع : هو غيره في موضع اخر

لماذا وكيف
الجواب في سورة البقرة
في قول الله تعالى : وعلم ادم الاسماء كلها

كيف علم الله ادم الاسماء

كمايلي

علمه الحروف العربية = نعم الحروف العربية = , ثم جعل لكل حرف يقابله رقم , ثم اخذ يسمي له الاشياء

حتى اتقنها , واستمر هذا العلم في نسل ادم عليه السلام مرورا بادريس عليه السلام , ثم كأنه جدد في عهد اسماعيل علية السلام , ثم اخذ يغرب ويخف الى ان تلاشى في نهاية العصر الجاهلي

ثم اعاده الله تعالى مرة اخرى فجدده في فواتح السور000 الحروف المقطعة 000 لكي يُعلم خطاب الله
والذي اكاد اجزم به ان جبريل عليه السلام هو الذي كان يرشد الحبيب المصطفى عليه السلام في اسلوب الرسم

قال الله تعالى = علمه شديد القوى

في الحلقة الثانية مزيد من التوضيح

والله يرعاك برعايته

ارسلت بواسطة
الباحث \ محمد عبيدالله
نيويورك

بارك الله فيك يا أخي الكريم د. محمد عبيد الله
وبارك الله لك في هذا المرور الكريم
نعم علم الله تعالى آدم الحروف الهجائية
ولم يقف التعليم على مخارجها وصفاتها لضبط النطق بها
بل علمه أيضًا معانيها
وهذه المعاني جلست عشرة سنين لوضعها
وقد سجلتها في "ميلاد ثلاثة علوم جديدة (http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=31738)"
فمعاني الحروف الهجائية هي لغة آدم الحقيقية
التي تكلم الله تعالى بها مع آدم ومع الملائكة ومع إبليس
وتكلم إبليس أيضًا بها مع آدم وأوصل إليه بها من المفاهيم التي استطاع ان يغويه بها
أشكر لك مرورك الكريم واهتمامك بالموضوع وما علقت به
وفي الايام القادمة إن شاء الله تعالى
سأنشر المقطوع والموصول في الرسم القرآني
وقد أجعله في حزمة واحدة
وفيه (36) بحثًا

د. محمـد عبيــد الله
21/02/2009, 03:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه هي المداخلة الثانية يا ابا مسلم

قلنا في المداخلة الاولى
ان الرسم العثماني كان مبني على اساس علم الحروف , وقلنا ان جبريل كان مشرفا على النسخ بواسطة المصطفى عليه السلام
وان كَتبت الوحي كانوا يلتزموا بما يرشدهم به النبي في مسائل الرسم المخالفة لقواعد الاملاء

ولسائل ان يسأل لماذا هذا الاختلاف
الجواب هو : اما للتقليل , او للتكثير , او للمديح , او للذم , او للحد الادنى , او للحد الاعلى , أو للتميز , او للتفضيل او للعزل 0000او

وذلك حسب مساق الكلمة في الجملة وحسب الفتح الرباني للمفسر وقبوله عند الله تعالى

وقبل ان نسوق المثال الاول على هذا الفن المعجز في البلاغة , اذكر اخي ان علم الحروف سبق به ادم عليه السلام , وهو نفسه المتبع في الرسم العثماني
- على الزائر الجديد ان يعود الى المداخلة الاولى في اعلى الصفحة , يحيط بالفكرة , لان هذا العلم مبني على اسس و وقواعد تراكمية -

نقوم الان بفتق الاعجاز الفقهي لهذا العلم , و هو في باب علم الحروف

و نشرح اسرار هذه الحروف

اولا == الحروف التي ذكرها الله تعالى في فواتح السور و زد عليها حرف الواو وحرف الدال تلك هي كرائم الحروف العربية

ثانيا == الحروف المتروكة هي الحروف الاقل في القيمة العددية والاقل في برنامج الاشتقاق الجذري في القران وعلى لسان العرب , - وفق معادلة محكمة وضعها الله تعالى في الحروف المقطعة - الواردة في فواتح السور القرانية كـــ : طه \ يس \ الم \ المر \ كيهعص

لذلك كان ادم ونسله من بعده يعلموا قيم الحروف , فكان ادم اذا كنى , يسير وفق قاعدة حسابية فلا يجوز ان يكون الحصان وابن الحصان و هو
المهر في نفس القياس الحرفي والمقاس العددي , وهو ما يعرف عند بني اسرائيل حساب الجُمّل 0 وهو حساب مقدس عندهم و مطابق لحروف لغتهم العبرية , توارثوه عن انبيائهم , وهذا الحساب لا ينسحب على لغتنا العربية , والسبب ان جذور لغتنا تسير وفق منهاج علمي , وفقه لغوي , وحساب , معاكس للغتهم العبرية 0

اما ما يوافق اللغة العربية
فهو مفتاح فواتح السور , بعد تشكيلها حسب القانون الذي كان يسير علية ادم و ذريته 0

أين هذا القانون ؟
الجواب : في سورة البقرة

يوم غدا انشاء الله تعالى سوف نتابع

ارسلت بواسطة
ابو هاشم \ محمد عبيدالله
نيويورك

د. محمـد عبيــد الله
22/02/2009, 07:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نتابع

وصلنا الى فتق حروف فواتح السور الحروف المقطعة

قبل هذا هناك اشارة ذكية جاءت من الدكتور منذر ابو هواش حيث قال
فحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيه " لا أقول ألم حرف * ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف.
****
الذي يعنيه ان الرسول عليه السلام تعلم من جبريل عاى مدار العقدين ونيف عمر الرسالة - تعلم علم الحروف -

كيف لا وقد قامت مدرسة لادم عليه السلام كما اسلفت في علم الاسماء - وعلم ادم الاسماء \ سورة البقرة

نعود الى الحروف النورانية او الحروف المقطعة

قلنا الحروف التي ذكرها الله تعالى في فواتح السور هي كرائم الحروف و زد عليها حرف الواو وحرف الدال

والحروف المتروكة هي اقل درجة مدارا في الجذر القراني وعلى لسان العرب

فقد نظم الله كتابه على مجموعتين من الحروف
الاولى فواتح السور
الثانية الحروف المتروكة - وهذه معجزة اخرى لكتاب الله تعالى الا وهي معجزة ترتيب الجذور -



كرائم الحروف


ن ح س ق ط ع ر ص ك أ ل م هــ ى + و د

تلك هي حروف فواتح السور + حرف الواو وحرف الدال بها كتب المصحف الشريف في زمان الوحي

وقد كان العرب في قمة البلاغة فلم يكن العربي بحاجة الى التنقيط كي يميز الكلمات بل كان يدفع الكلمة بالسليقة اللغوية

اذن مما سبق فإن حروف اللغة العربية 16 حرف من حيث الشكل و 28 حرف من حيث النطق

عندما اتسعت رقعة الدولة الاسلامية , واختلطت الشعوب , ودخل اقوام من العجم في الاسلام قام العلماء بوضع النقط على الحروف لغير العرب كي يستطيعوا قراءة القران , فنسخ العلماء حروف منقطة من كرائم الحروف

كمايلي

ن ت ب ث الاربع حروف على شكل النون , والنون من كرائم الحروف

ح ج خ الحروف الثلاثة على شكل الحاء, والحاء من كرائم الحروف

ع غ

ر ز

د ذ

ق ف

ص ض

ط ظ

س ش

الواو * الكاف * الهاء * الالف * اللام * الياء * هذه الحروف بقية جامدة لم يدخل عليها نسخ

وبالقياس على ذلك اذا استبدل جبريل حرف مكان حرف , ينظر للحرف من اي مجموعة هو , فإن كان من الحروف الاقل درجة , يكون التفسير اما للتقليل او للتصغير او للتحجيم او للعزل اوللمخالفة اوللدرجة او للمكانة او للذم او لحصر التعميم 00000 او لعدم بلوغ الغاية 000 او 000 كذلك حسب سعة علم المفسر و قبول المفسر عند الله تعالى

غدا انشاء الله تعالى نتابع و نضع قيم عددية لهذه الحروف حسب ما اشار الله عليها في فواتح السور , ونقدم امثلة من واقع الحال , ثم نستنبط معانيها من القران 0

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

د. محمـد عبيــد الله
22/02/2009, 08:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نتابع البحث في اسرار حروف فواتح السور
اذا اتقن المفسر حفظ التريب الجديد لجدول الحروف , تتكون لديه ملكة تعينه على التفسير الصحيح بإذن الله تعالى

- ملاحظه الجدول التقليدي للحروف , وضعه علماء اللغة للتسهيل والترتيب

ولكن ادم عليه السلام كان يتبع الجدول التالي وهو ما تعلمه من الله تعالى \ وعلم ادم الاسماء \ سورة البقرة

السؤال الذي يطرح نفسه هل علم الله ادم الاسماء كيفما اتفق ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وهل يليق بالله جل جلاله ان يفعل هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ام ان الله تعالى الذي اتقن كل شئ خلقه , علم ادم بإتقان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الجواب هنا

تمعن في الجدول التالي حسب الاشارة القرانية الواردة مع حروف فواتح السور , ثم انظر الى الامثلة المدرجة بعده
وهي من واقع الحياة اليومية قبل ان ندخل الى الايات القرانية

حروف اللغة العربية وقيه افتراضية لكل حرف

من أين جاءت القيمة الافتراضية ؟

الجواب :
من عدد الجذور في القرأن , فلكل حرف من حروف اللغة العربية جذر في القران , وعدد جذور الحرف تعطي للحرف , القوة أو الضعف في القياس العددي 0
----- أ --- س ---- ن -- ع -- ح ---- ر---- ق --- و ---- م --- ص ---- ك ----ل--- -هـ ---- د
1000 900 800 700 600 500 400 300 200 100 90 80 70 60

ط \ى\ ب\ ف\ ج\ خ\ ش\ غ\ ز\ ض\ ت\ ث\ ذ \ ظ
50 40 30 20 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1



الامثلة :


المملكة الحيوانية التي خلقها الله تعالى يوم خلق آدم عليه السلام
من هنا نبدأ و نشاهد كيف أن الأرقام سوف تخرج معاني للحروف عند مراجعة أسماء الحيوانات و مواليد ها , بحيث يكون جمّل المولود أقل من جُمّل الوالد دلالة على أن الفرع يجب أن يكون أدنى من الأصل في العد والحساب و في العرف اللغوي الذي تعلمه آدم في مدرسة الرحمان .

نعود الى تحليل الأسماء الى حروفها , ثم نجمع حروف الأسماء بعد تحويلها الى ارقام , ثم ننظر الأسماء بالأرقام , و أول كلمة تطالعنا من بين الأسماء هي كلمة الأسد , نعتمد مسار ثابت عند تحليل الاسم المعرف إما نزع أل التعريف او الحاقها وأنا أميل الى نزعها للتيسير فنقول : أسد

نحللها هكذا ( أ = 1000 + س = 900 + د = 60 ) نتيجة جمع الحروف 1960

لاحظ أننا أخذنا الأرقام للحروف من الجدول , وكلما نريد أن نحلل كلمة نعود الى الجدول المرقوم .

الاسد وابنه

1960
أسد

118
شبل




الحصان أو الفرس وابنهما

1600
حصان

770
مهر




الحمار وابنه

2100 حمار

618
جحش




البقرة أو الثور وابنهما

1000
بقرة

790
عجل




1906
ماعز

110
جدي




1580
نعجة

829
خروف






1150
دجاجة

500
صو ص

145
بيضة




الطيور بشكل عام

2550
طائر

529
فرخ




في النباتات بشكل عام

فسيلة بزرة
بذرة

1120
606
602




ثم قال الله بعد ذلك : و لقد كرَّمنا بنى ءادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات و فضّلناهم على كثير مّمّن خلقنا تفضيلاً * سورة الإسراء الآية 70

انظر الآن الى موطن آدم , ثم تذكر أن مساحة البحار والمحيطات اعلى من نسبة اليابسة على الكرة الأرضية

تابع النظر في المثال

البر
البحر

1610
2180




وقال الله تعالى :

ان ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي اليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين * سورة الاعراف الآية 54

ثم في أسماء الكواكب المنيرة على بنى آدم

الشمس
القمر
النجم

1108
1100
1010




تأمل بعد ذلك في المثال الثاني : ذراع الإنسان وفيه عدد من الأعضاء الأصغر فالأكبر الى أن تُكملَ الذراع باقسامه الأربعة , ثم تدبر في براعة الحروف التي صاغت الألفاظ , و في مقاسات الأرقام التصاعدية التي تشير الى براعة الأتقان و هندسة الحروف في صناعة الأسماء .



ظفر
أُصبع
راحة اليد
ذراع

521
1830
2170
2202




فى ترتيب المساكن البدائية

بيت ( من الشعر )
غرفة
دار
ديوان

74
597
1560
1560






فى أسماء المجتمعات السكَنية التي اقامها بني آدم

بلدة
قرية
مدينة
حاضرة

240
1010
1170
2175




فى ترتيب حسابات الزمن التي احدثها بني آدم
يوم
شهر
سنة

540
568
1770




فى ترتيب الفاظ المقاسات البدائية

فتر
شبر
قدم
ذراع

524
538
660
2202




فى ترتيب أسماء أدوات القطع البدائية

المُدية
الخنجر
السكين
الحسام
السطور

1450
2399
2910
3780
3830




فى ترتيب الأوزان البدائية

ذرة
مثقال
قنطار

572
1683
2750




فى ترتيب أوصاف ضعف الرجل

هزيل
ضامر
ناحل

196
1705
2480




في النباتات بشكل عام

فسيلة
بزرة
بذرة

1120
606
602




في أقسام الشجرة بشكل عام

أوراق
أغصان
ساق
جذر

3200
2907
2300
512

تلك هي امثلة من اللغة العربية التي ما زال العرب يتداولونها , وسف ندخل في الايات القرانية في المداخلة التاليه

د. محمـد عبيــد الله
22/02/2009, 08:50 PM
جدول الحروف الجديد مع القياس الرقمي للحرف = وتستطيع ان تسميه الجُمّل الاسلامي

============
============
من اين جاء ترتيب الجدول الجديد ؟؟

من الركن الذي عليه الاعتماد :

و هو ما قام به العالم اللغوي المرحوم : محمد فؤاد عبد الباقي :

بتحليل جميع المفردات القرآنية , وترتيبها حسب جذورها في كتابه المسمى المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم , وبعد تحقيقي للكتاب , وإعادة تشكيل الحروف حسب اشارة فواتح السور , وتنظيم الجذور بجداول جديدة , ثم احصاء تلك الجذور نستنتج مايلي :

أولاً : حتى تصل الى اسرار الحروف النورانية , يجب ظبط حروف اللغة العربية في مجموعتين وفق ترتيب عدد الجذور للحروف كمايلي :

أ - مجموعة حروف فواتح السور + ( حرف الواو , وحرف الدال )

ء
س
ن
ع
ح
ر
ق
و
م
ص
ك
ل
ه
د
ط
ى


ب - و مجموعة الحروف المتبقية وهي :



ب
ف
ج
خ
ش
غ
ز
ض
ت
ث
ذ
ظ




ج – تقديم حرف الألف على سائر الحروف , كونه في الرسم العثماني عبارة عن مجموعة من الحروف هي : ( ء . آ . ا . أ . إ . ى ) .



تدنى اعداد جذور الحروف المنقطة ، و تقدم جذور حروف المجموعة الأولى والمجموعة الثانية , جذور حروف فواتم السور, كما سوف يوضح فى جدول لاحق ، و من خلال هذا الأستنباط ندرك أن الحروف الجامدة والحروف الرخوة ، هي الحروف الأساسية في كتابات العرب ، والأكثر استعمالاً في جذور لغتنا ، إنشقت منها الحروف المنقطة لغاية النسخ والكتابة ، و لصون اللسان العربي من العجمة مع بداية إنتشار الإسلام في المجتمعات التي لا تحسن اللغة العربية ، في بداية عصر التدوين , بعد أن تفشى اللحن وتراجعت البلاغة , واعتل اللسان العربي , نتيجة الزحف المدني , وتنوع المعاش , واختلاط الشعوب .

المبحث الثانيي
تحليل معجزة الرحمان فواتح القرآن ( الحروف النورانية أو الحروف المقطعة )

تلك ءايات الكتاب الحكيم )

مفتاح معجزة الحروف المقطعة ( كلمتان )

الكلمة الأولى ( تلك ) ................. و هذه إشارة للبعيد .

والكلمة الثانية ( ءايات ) ................. و هذه من المشترك اللفظي .

قال الله عز وجل : سبع مرات بعد فواتح السور - تلك آيات الكتاب -

في السور التالية , كما اشرت في جدول سابق

يونس / يوسف / الرعد / الحجر / الشعراء / القصص / لقمان


التفسير التقليدي

تلك : إشارة للبعيد ، والبعيد في أبحاث اللغة عند العلماء هو جذر الكلمة , وعليه اكرر القول السابق : نقوم برد الكلمات القرآنية فى كتاب الله عز و جل إلى جذورها ثم نحصي عدد الجذور لكل حرف من حروف الأبجدية ، بعد ذلك نقوم بوضع جدول جديد للأبجدية العربية ، حسب تكرار الجذر الواحد في القرآن ، من الأعلى إلى الأدنى ، و نأخذ بعين الإعتبار : تقديم حروف فواتح السور و حرفا الدال و الواو ، ثم نقوم برصف بقية الحروف بنفس الطريقة .

والكلمة الثانية :ءايات الكتاب ) وهي من : المشترك اللفظي ، وقد جاءت هنا بمعنى علامات الكتاب ، في حال طلب المعجزة و ذلك بتحليل الحروف المقطعة , و معرفة الهدف من توظيفها لقول الله تعالى : في سورة الزمر

ولقد ضربنا للناس فى هذا القرءانِ من كلِ مثلٍ لعلهم يتذكرون *

فيصبح الترتيب الجديد للحروف كمايلي :

د
هـ
ل
ك
ص
م
و
ق
ر
ح
ع
ن
س
ء

ظ
ذ
ث
ت
ض
ز
غ
ش
خ
ج
ف
ب
ى
ط


نلاحظ من الترتيب الجديد :: أن الحروف المنقطة قد عزلت نفسها عن الحروف الأصلية , المثال واضح جدا أنظر الجدول أعلاه ،

المبحث الثالثث
مدخل الى الإعجاز العددي ..... .

لقد شاع بين الناس في عصرنا الراهن الولع بالعد والحساب , ولغة الأرقام , في عصر التكنلوجيا الذي هيمن على المسرح العلمي المعاصر , وذلك بعد التقدم الرقمي في كافة الصناعات العلمية , حتى باتت العلوم الأخرى عالة على هذا الفن وقاصرة أمام إنتاجه وتقدمه الكاسح , فهل لهذا الفن من وجود في كتاب تعالى ؟

الجواب :

لمّا وصف الله نفسه ، بأسرع الحاسبين ، نفهم من ذلك : أن الله تعالى يتعامل بالعد و الحساب ، ولكن ليس الحساب اليسير ، بل الى ما لا نهاية له من العمليات الحسابية المعقدة ، و أبسط هذه العمليات الحسابية ، عملية ترتيب المجرات ، وهو ما يعرفف بالنسيج الكوني ، وهي عملية حسابية تقاس بملايين السنوات الضوئية ، أي أن الحساب عند الله تعالى : من تحت الذرة إلى فوق المجرة ، لا حدود له .

العد والحساب والإعجاز العددي :

مثال بسيط من الإعجاز العددي في موضوع البحث وهو الحروف

1 إن عدد الحروف العربية 28 حرف وهو من مضاعفات العدد 7

2 الحروف المقطعة المستعملة كفواتح للسور 14 حرف من مضاعفات الرقم 7

3 تلك آيات الكتاب إشارة المعجزة تكررت 7

4 حرف الدال المتروك حسب الكشف أعلاه ترتيبه 14 من مضاعفات العدد 7

5 حرف الواو المتروك كعقدة للمعجزة أيضا سبقه من الحروف 7

6 عدد السور التي حملت إشارة المعجزة 7

7 حرف الجيم إذا إعتبرناه إشارة لحساب الجُمّل الإسلامي إحتل المرتبة 19

النتيجة : إن الترتيب الجديد لحروف اللغة متناغم مع النسيج الرقمي في كتاب الله تعالى : كالسباعيات و العدد سبعة و الإعجاز العددي في الرقم 7 والرقم 19

ولا تنسى أن الله ميَّزَ جهنم بسبعة أبواب , وكذلك سبع سماوات , وسبع أراضيين و سبعة أيام و هكذا .........

الأمر الذي يوحي أن هذه الشبكة الحسابية تحوم حول حكم تشريعية تدور في فلكها

وتخرج من غور سحيق في ثناياها . * أفَلَا يَتَدبَّرُونَ القرءانَ أمْ على قُلُوبٍ أَقفالُهَآ *

نتابع البحث : نقوم بترقيم جدول الحروف الجديد بالأرقام ، و بعكس ما هو مألوف في حساب الجمَّل التقليدي , و الذي لا نعلم له أساس ، و بسبب كثرة الحيل و بلبلة العقول ألتي حاكها المنافقون واليهود على المؤمنين في المدينة المنورة , لقول الله تعالى في الآية الكريمة * لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلّبوا لك الأمور* سورة القيامة الآية 18 .

ولكن نستخدم نفس الأرقام دون زيادة أو نقصان لحكمة أرادها الله تعالى ، وعلّمها لبعض أنبيائه عليهم السلام ، و كما سمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يوم قدومه إلى المدينة المنورة ، في المناظرة الشهيرة التي دارت بين النبي و أحبار اليهود حول الحروف المقطعة -و سوف نأتي على ذكر المناضرة في موضعها -, وقد تواترت هذه الأرقام مع تعاقب الأمم , خصوصا أرباب الديانات السماوية ، وإذا إستطعت أن تتذكر الأسماء التالية : حتى نهاية البحث تدرك كم هو حساب مغرق في القدم ، ويدور في فلك الرسل و الأنبيياء ، الأسماء هي : سام ، حام ، يافث ، أبناء نوح عليه السلام .

الأمر الآخر : ربما تكون جذور اللغات الأخرى تسير بمسار معاكس لمسار جذور اللغة العربية ، لذلك إتخذت الأرقام الصف التقليدي ، لكن الأمر الذي نحن عليه أن حروفنا تنحدر في الترتيب ، من الهمزة إلى حرف الظاء ، حسب مدارها وتعداد جذورها في كتاب الله تعالى , ومن المنطقي أن يكون الأعتبار الأكبر في كل أمر للجماعة ، شريطة أن ترصف أولاَ حروف فواتح السور ( الحروف الأساسية ولا نستثني حرف الدال وحرف الواو ) ثم تتبعها الحروف الأُخرى ( الحروف المنسوخة ) , ومن المعلوم ايضاً في علم القراءات أن حرف الهمزة هو عمدة الحروف قاطبة , ناهيك عن اعتلائه لكل الحروف في الفاظ اللغة العربية ومفردات اللغات الاخرى , وتكاد تكون قاعدة مطردة لحرف الالف في اللغات كافة , لذلك سوف أشرع بالتقيم و الترقيم من حرف الالف ثم انحدر الى الاسفل حتى نصل حرف الظاء كمايلي :

الجدول الجديد للحروف وحصة كل حرف من الأرقام تدل على كثرة الإشتقاق و التكرار في الجذر القرآني ( ونطلق عليه إسم جُمَّل قرآن أو الجُمّل الإسلامي )

================================================


---ء--- س ---- ن-- ع-- ح---- ر---- ق--- و---- م--- ص- ك -ل -هـ -- د
1000 900 800 700 600 500 400 300 200 100 90 80 70 60
ط ى ب ف ج خ ش غ ز ض ت ث ذ ظ
50 40 30 20 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1

=======================================

فائدة : سوف نعتمد بعد ذلك على هذا الترتيب للحروف حسب الجدول أعلاه في المباحث القادمة و الحرف المشدد نَعدهُ حرفين والألف القصيرة ألف كاملة ، والحرف المهموز حسب موقعه في مسألة البحث و الهمزة على الواو تعد حرفين ---- واو + همزة .
لقول الله تعالى: إذا قرأناه فتبع قرءانه * ثم إن علينا بيانه * القيامة الآية 18
قال إبن فارس العالم اللغوي الشهير : لعلوم اللغة أصلاً وفرعاً : أما الفرع فمعرفة الأسماء والصفات كرجل ، وفرس ، وطويل ، وقصير ، وهذا ما يُبداءُ به عند التعلم , وأما الأصلُ ، فالقول على موضوع اللغة وأوليتها ومنشأها .
والناس في ذلك رجلان : رجل إشتغل بالفرع فلا يعرف غيره ، وآخر جمع الأمرين معاً

وهذه هي الرتبة العليا ، فبها يعلم خطاب الله تعالى , وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وعندما تعرض الى باب القول على أصل اللغة , أتوقيف هي ، أم اصطلاح , فقال : إِن لغة العرب توقيف , ودليل ذَلِكَ قوله جلّ ثناؤه: "وعلَّم أدمَ الأسماء كلَّها" فكان ابن عبّاس رضي الله عنهما يقول : علّمه الأسماء كلّها وهي هَذِهِ الَّتِي يتعارَفُها الناس من دابة وأرض وسهل وجبل وحمار وأشباه ذَلِكَ , انتهى كلام ابن فارس , رحمه الله .

القاكم باذن الله تعالى في حديث لاحق ومدخل مع النصوص القرانية

ابوهاشم \ محمد عبيدالله
نيويورك

أبو مسلم العرابلي
22/02/2009, 09:51 PM
الأخ د محمد عبيد الله
مع التقدير لجهودكم التي بذلتموها
أحب أن أسأل ما فائدة البحث في الأرقام؟
لم لم يتحد بها القرآن في نصوصه ؟
ولا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم؟
وانا أصارحك لم أفهم مما عرض شيئًا أبني عليه أمرًا فيه منفعة تخدم كتاب الله تعالى
ولم أجد فيه مثالا واضحًا يبنى عليه معرفة تثري علوم القرآن
لقد وضعت معاني الحروف الهجائية في بحث استمر عشرة سنين
وكان اعتمادي استعمال العرب لهذه الحروف في جذورها
وهذا الاستعمال لم أضعه أنا بل استفت من وضع العرب له حيث أن اللغة منسوبة إلى أهلها
وإن كانت اللغة إرث تم المحافظة عليه من لدن آدم عليه السلام
فمثلا الفعل والجذر "كتب" مكون من ثلاثة حروف
الكاف للرجوع كما ظهرت لي في مدة البحث في جميع استعمالاتها في الجذور واللغة عامة
والتاء للتراجع وعندما تكون محصورة في الوسط يحصر عملها فتصبح لحصر التراجع
والباء للظهور والخروج
هذه لوحدها فيها مشقة على الفهم إن لم توضح في مكان استعمالها
لكن عند بيانها بدلالة مفهوم الكتابة تصبح واضحة

فما نكتبه هو ما نريد أن نرجع إليه فيما بعد كوثيقه أو علم لتدارسه وغير ذلك
وقد مثل هذا السبب في الكتابة استعمال كاف الرجوع في هذا الجذر

وكل ما لا يكتب يتعرض للنسيان، وفقدان التفاصيل فيه، ويزداد الضياع له كلما طال الزمان عليه بسبب ضعف ذاكرة الإنسان
فمثل حصر التراجع استعمال تاء التراجع المحصورة في وسط الكلمة حيث هي الحرف الثاني وواقع في وسط الكلمة

وعند رجوعنا للمكتوب يتطلب منا إخراجه وإظهاره للقراءة أو للاستشهاد به مثلا، وتكرار ذلك منا مرة بعد مرة
فمثل هذه الظهور والإخراج المتكرر للمكتوب استعمال حرف باء للظهور والخروج كحرف أخير له صفة الاستقرار والدوام والاستمرار

بهذا البيان نجد أن استعمال الفعل "كتب" مبني على معاني حروفه الثلاثة
بل إننا لا نرى حروفًا أفضل من هذه الحروف لتمثيل الهدف من عملية الكتابة وأسبابها وأهدافها
وإذا تناولنا كل جذر فسنجد ان بني على معاني حروفه ومثلته هذه الحروف أحسن تمثيل
وأن أمامنا صرحًا عظيمًا مبنيًا بهندسة عجيبة ورائعة
فلكل علم يجب ان يكون له أهدافه التي تعود على الناس عامة، أو أهل العلم خاصة، بما يستفيدون منه، ويغذي نهمهم للعلم،
ويحل مشكلات لديهم، ويقوي ثقتهم بلغتهم وارتباطهم بها، أو بيان قدر كتاب الله العظيم بغير لبس ولا عسر تفكير كما في هذه البحوث. حتى ينتفع به .
أرجو أن أجد عندك وضوح الأسباب والأهداف من ذلك التي تبينها للقراء
ولو بأمثلة قليلة لكنها واضحة ومقنعة للقارئ قبل العالم والمفكر
وأثابكم الله تعالى على ما تبذله من جهد في هذا المجال

د. محمـد عبيــد الله
23/02/2009, 02:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الصفحة للمراجعة السريعة لجدول فقه الحروف

---أ------- س------ ن-----ع---------ح------ ر------ ق-------و------ م---- ص------ ك----- -ل -----هـ ----- د

1000 = 900 = 800 = 700 = 600 = 500 = 400 = 300 = 200 = 100 = 90 = 80 = 70 = 60



= ط = ى = ب = ف = = ج = خ = ش = غ = ز = ض = ت = ث = ذ = ظ

50 = 40= 30 =20 = 10 = 9 = 8 = 7 = 6 = 5 = 4 = 3 = = 2 = 1



هذه الارقام هي مجرد تعريف للحروف حسب قوة جذر الحرف في البناء القرآني , فإذا نُزع الحرف من بناء الكلمة تستطيع ان تستدل على المطلوب من التفسير , وإن استبدل حرف مكان حرف , فيكون القياس على الحرف الاصلي للكلمة , فإن كان الحرف الاصلي اعلى والحرف الجديد اقل في القياس العددي , فإن الهدف نقصان عن الاصل لسبب ما ,وعلى المفسر ان يتتبع السبب في المصادر التاريخية , او في دراسة الحالة من خلال جمع القرائن من القران لنظائر المسألة , وفي حال اختلاف المسميات لمجموعة من جنس واحد , تقاس الحروف وتجمع , لمعرفة القيمة الفعلية في تقديم وتأخير المنزلة او السبق التاريخي 0

المثال التالي خير دليل لتوضيح اسماء الكتب السماوية
============================

القرآن == قياس الحروف 3750

الانجيل == قياس الحروف 3010

التورات == قياس الحروف 2888

من المعروف عند الجميع ان الترتيب الزمني للكتب السماوية جاء بنفس الترتيب الرقمي , ومن المعروف ان القران مهيمن على الكتب السماوية , ولكن لا نعرف ان كان الانجيل يعلو التورات ام لا , سوف نتتبع ذلك فيما بعد 0

انظر الجدول اعلاه وتمعن في قياس الحروف


نلتقي في حديث جديد انشاء الله تعالى

الباحث
محمد عبيدالله
نيويورك

شباط 2009

د. محمـد عبيــد الله
23/02/2009, 02:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نتابع يا ابا مسلم

من روائع البيان القرآني مسألة الذكر و الحذف
=========================

كثيراً ما نجد في السياق القرآني العناية بمسألة : الذكر والحذف ، حتى أن هذا الفن الفريد ، نجده في حروف الكلمة الواحدة ، وقد سبق أن ذكرنا أنه من فنون اللغة عند العرب , كان العربي يفهم منه أن زيادة المعنى تلزمُه بزيادة المبنى ، وحذف شيء من المبنى ظهر من خلال هذا البحث أنه ينقص من تمام المعنى .

والمثال التالي يا ابا مسلم من القران يوضح المطلوب من الارقام

مثال في منازل الصبر والأصطبار ، قال الله تعالى :

===========================
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين




قال الله تعالى : في الآيات التاليه :
==================

ذلك تأويل مالم تسطع عليه صبرا ----- ----------------- الكهف / 82
------
ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات -------------- النساء / 25
--------
قال ألم أقل أنك لن تستطيع معى صبرا---- ---------------- الكهف / 67
----------
ولله على الناس حج البيت من إستطاع إليه سبيلا --------- آل عمران / 97
-----------


السؤال ؟ هل سبق ان عرفنا معنى هذه الكلمات من قبل
يا ابا مسلم
الجواب : لا وهذا حسب ما اعلم 0

فلو سألنا الارقام : لقالت لنا , تلك هي قياساتها , وبعد ذلك على المفسر ان يجتهد في تفسير النص

تأمل المفردات السابقة بلغة الأرقام والحساب اللغوي

تسطع= = يستطع = تستطيع = إستطاع
1654 =1694 =1734= = 3654=
أليست هذه كلمات قرآنيه أم أنها أخطاء املائية ؟ فما هو سبب الزيدة أو النقصان ؟ في بناء الكلمة ؟

الجواب واضح في سياق الايات 0


تلك هي منازل الصبر الشرعي ، ألتي نزل فيها النبي موسى عليه السلام مع العبد الصالح , ولو إستطاع أن يصطبر بجهاد نفسه للعلم مع العبد الصالح , لعرفنا الكثير من علوم الصالحين .

من خلال الأمثلة عاليات الذكر ، يستطيع المفسر أن يقدم للمشرع ، تصوراً عن درجات الأحكام المختلفة في الحالة الواحدة ، كما هو النهج المتبع في قانون العقوبات ، حيث تتفاوت درجات الأحكام في المسألة الواحد ، من الأعلى إلى الأدنى ، حسب الظروف المحيطة بتفاصيل القضية ، و هذا المبحث يدرك أهميتة رجال القانون . وصناع الدساتير , ويرجح ميزان العدالة , ويقطع الشك باليقين , و من خلال المثال السابق أصبحت الإستطاعة التامة هي المؤهل الشامل لبلوغ مناسك الحج , فلا تجهد نفسك يا عبد الله ولا تحمَلها مالا تطيق حتى ينعم الله عليك ويعينك على هذا الركن الشريف , لقول الله تعالى :

ولله على الناس حج البيت من \ إستطاع \ إليه سبيلا. فالكلمة هنا تامة بكل حروفها ودللآتها اللغوية والرقمية .
راجع الارقام وتمعن في المعنى , ورحمة الله في العباد 0

وللحديث بقية وفي رعاية الله
الى ان نلتقي في مبحث جديد

كتبها
الباحث
محمد عبيدالله
نيويورك 21شباط 2009

د. محمـد عبيــد الله
24/02/2009, 04:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
حزمة التاءات التي بسطت في القرآن الكريم

سأركز في هذه الحزمة على التاءات المبسوطة حتى أنتهي منها، وهي ليست بالكثيرة، لننتقل بعدها إلى موضوع آخر ... وأرجو أن تكون هذه الطريقة في النشر فيها اكتمال المواضيع الفرعية من سلسلة علم معاني الرسم القرآني تساعد أهل القرآن؛ دارسين ومدرسين في تعلمها، وتعليمها.


القاعدة في بسط وقبض التاء؛ أن التاء المقبوضة يدل قبضها على أن الشيء مجهول كله أو بعضه، ورسمها كان كالكيس المربوط، إن عرفت بعض ما فيه، فلا تعرف كل ما فيه.
والتاء المبسوطة يدل بسطها على أن الشيء معلوم وبين واضح غير مجهول، ورسمها كان كالصحن المكشوف لا يخفي ما يوضع فيه.
ولنا مع كل تاء بسطت في الرسم القرآني -المشهور بالرسم العثماني- موقف وحديث ....
والله تعالى أعلم
أبو مُسْلم / عبد المجيد العَرَابْلي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

د. محمـد عبيــد الله
24/02/2009, 06:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اخي الكريم 0000 نتابع التفسير , ونبدأ بالتفريق بين الحرف النوراني والحرف المتروك

قلنا : أن حروف فواتح السور - من كرائم الحروف - والحروف المتروكة - روادف للغة العربية -
وعليه يكون الحرف النوراني مقدم على الحرف المتروك

نقدم اليوم هذا المثال \ والكلمة هي \ : امراة 0 فقد كتبت في القران بصيغتين , بتاء مربوطة وتاء مبسوطة


وحيث ان الهاء \ ذكرها الله تعالى في - طه - و - كهيعص - فهو حرف مقدم \ والتاء المبسوطة حرف متروك

لذلك عند تفسير النص الشريف , يؤخذ بعين الاعتبار شرف الحرف وسياق الجملة 0

فقال الله تعالى
امراة \ مؤمنه وهبت نفسها للنبي

واني وجدت \ امراة \ تملكهم

هنا صفات الكمال في هاتين المراتين \ الاولى - مؤمنه - وقرنت نفسها بنبي , فزادت نفسها شرفا فوق شرف الايمان \ وهذا ما وقع لخديجة ام المؤمنين رضي الله عنها - وسيرتها معروفة مع النبي عليه السلام -

والثانية \ كانت ملكة وصالحة و امنت بربها وقرنت نفسها برسوله - سليمان عليه السلام = فكرمها الله تعالى - بالتاء المربوطة , كذلك يعلمنا الله جل جلاله كيف نبجل ونقدر الملوك الصالحين , فهي ملكة , اطاعت ملك , وكلاهما , سجد لله تعالى 0

السؤال الذي يدور في ذهنك اين التكريم الجواب :

عندما نزع الله الحرف من زوجة نوح و زوجة لوط , ظهر التكريم , وسبب النزع من هاتين المراتين هو سوء الخلق = فقال امرات نوح و امرات لوط بحرف ضعيف , اي التاء المبسوطة \ و التاء المبسوطة اقل درجة من التاء المربوطة , كما مر معنا سابقا

والاية القرانية تقول

سورة التحريم (آية:10): ضرب الله مثلا للذين كفروا = امرات = نوح و = امرات = لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين *

=========




محمد عبيدالله
24سباط 209
نيويورك
نكتفي اليوم ونتابع غدا , ان شاء الله تعالى

أبو مسلم العرابلي
24/02/2009, 08:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أ 9118 --- 1000
إ 5086
ؤ 676
ئ 1204
ء 1576
ا 43552
آ 1511
ى 2586
ب 11491 ---- 30
ت 10517 ----- 4
ث 1414 ----- 3
ج 3317 ----- 10
ح 4140 ----- 600
خ 2497 ------ 9
د 5991 ------ 60
ذ 4932 ------- 2
ر 12403 ----- 500
ز 1599 ------ 6
س 6014 ----- 900
ش 2124 ------ 10
ص 2070 ------ 100
ض 1686 ------- 5
ط 1273 ------ 50
ظ 853 -------- 1
ع 9405 ----- 700
غ 1221 ----- 7
ف 8747 ---- 20
ق 7034 ---- 400
ك 10497 ---- 90
ل 38191 ----- 80
م 26735 ---- 200
ن 27270 ----- 800
هـ 14849 ----- 70
و 24798 ----- 300
ي 21984 ------ 40

---ء--- س ---- ن-- ع-- ح---- ر---- ق--- و---- م--- ص- ك -ل -هـ -- د
1000 900 800 700 600 500 400 300 200 100 90 80 70 60
ط ى ب ف ج خ ش غ ز ض ت ث ذ ظ
50 40 30 20 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1

هذا تعداد كل حرف في القرآن
بالنسبة لرسم القرآن
فإن : ا - آ - أ - إ - تعد في الرسم صورة واحدة والتي على السطر لا وجود لها
: و - ؤ - تعد في الرسم صورة واحدة
ي - ئ - ى تعد الثلاثة في الرسم صورة واحدة
وهذا العد لا يمثل الكلمات فقد يكرر الحرف الواحد في الكلمة أكثر من مرة
وعشرة من هذه الحروف يمكن زيادتها على أصول الكلمات مجموعة في (أليوم تنساه)
وبعض الحروف معدودة في اللفظ محذوفة في الرسم وخاصة الألف
وإذا أخذنا ترتيب الأرقام على الترتيب الأبجدي سنجد تقسيمات أخرى
هذه للمقارنة فقط
فأي الأعداد نعتمد ؟
وليس عندنا شيء نرتكز عليه وتطمئن له قلوبنا
وإذا نظرت إلى أبحاث الدكتور مأمون خضر
ستجد أمورًا أخرى وتقسيمات لم أستطع فهمها على كثرة جلوسي معه
ويقول بصوت عالٍ هذه علوم القرآن
وله أكثر من خمسة عشر كتابًا
وهذا رقم هاتفه 0096265678933
لمن يحب الاتصال به

أبو مسلم العرابلي
24/02/2009, 08:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم 0000 نتابع التفسير , ونبدأ بالتفريق بين الحرف النوراني والحرف المتروك
قلنا : أن حروف فواتح السور - من كرائم الحروف - والحروف المتروكة - روادف للغة العربية -
وعليه يكون الحرف النوراني مقدم على الحرف المتروك
نقدم اليوم هذا المثال \ والكلمة هي \ : امراة 0 فقد كتبت في القران بصيغتين , بتاء مربوطة وتاء مبسوطة
وحيث ان الهاء \ ذكرها الله تعالى في - طه - و - كهيعص - فهو حرف مقدم \ والتاء المبسوطة حرف متروك
لذلك عند تفسير النص الشريف , يؤخذ بعين الاعتبار شرف الحرف وسياق الجملة 0
فقال الله تعالى
امراة \ مؤمنه وهبت نفسها للنبي
واني وجدت \ امراة \ تحكمهم
هنا صفات الكمال في هاتين المراتين \ الاولى - مؤمنه - وقرنت نفسها بنبي , فزادت نفسها شرفا فوق شرف الايمان \ وهذا ما وقع لخديجة ام المؤمنين رضي الله عنها - وسيرتها معروفة مع النبي عليه السلام -
والثانية \ كانت ملكة وصالحة و امنت بربها وقرنت نفسها برسوله - سليمان عليه السلام = فكرمها الله تعالى - بالتاء المربوطة , كذلك يعلمنا الله جل جلاله كيف نبجل ونقدر الملوك الصالحين , فهي ملكة , اطاعت ملك , وكلاهما , سجد لله تعالى 0
السؤال الذي يدور في ذهنك اين التكريم الجواب :
عندما نزع الله الحرف من زوجة نوح و زوجة لوط , ظهر التكريم , وسبب النزع من هاتين المراتين هو سوء الخلق = فقال امرات نوح و امرات لوط بحرف ضعيف , اي التاء المبسوطة \ و التاء المبسوطة اقل درجة من التاء المربوطة , كما مر معنا سابقا
والاية القرانية تقول
سورة التحريم (آية:10): ضرب الله مثلا للذين كفروا = امرات = نوح و = امرات = لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين *
=========
محمد عبيدالله
24سباط 209
نيويورك
نكتفي اليوم ونتابع غدا , ان شاء الله تعالى


تصحيح الآية : (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ) وفيها إن الشرطية وهي متعلقة بزمن مستقبل
فلا علاقة للآية بخديجة رضي الله عنها
وهي لم تزوج نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم بدون ولي أمرها
فقد خطبها له عمه أبو طالب من ولي أمرها
وتصحيح الآية الثانية : (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ ) وليس تحكمهم
امرأت عمران كتبت تاؤها مبسوطة ....
فهل كانت امرأة صالحة أم غير صالحة؟؟
وامرأت فرعون كتبت تاؤها مبسوطة
فهل هي أيضًا امرأة غير كاملة وغير صالحة
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم
كمل من النساء أربع وذكر منهن امرأة فرعون
والتاء في أول ووسط الكلمة لا تأتي إلا مبسوطة
أخي الكريم
هذا مقياس أرجو مراجعته
وتقسيم الحروف نورانية وغير نوارنية وقد استعملها الله عز وجل جميعًا في كتابه
تقسيم لا يصح
وما فواتح السور إلا تنويهًا لأهمية الفهم بمعرفة معاني الحروف
وأن هذا القرآن من هذه الحروف التي تعرفونها ولا تخفى عليكم
فأتوا بقرآن من هذه الحروف إن كنتم لا تؤمنون بأنه من عند الله تعالى

د. محمـد عبيــد الله
25/02/2009, 04:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اشكرك يا ابا مسلم على ذكر الاية الكريمة

بالنسبة للاعداد التي بجانب الحروف = هي قيمة افتراضية للحرف لتساعدك على تكوين ملكة عقلية بقيم الحروف عند تفسير النصوص = ولم تكن احصائية لعدد الحروف في القران 0

===
عندما تعرضت انا لذكر السيدة خديجة , لم اقل ان سبب نزول الاية -كان في السيدة خديجة رضي الله عنها , بل كان قصدي ان اذكرك بسيرة الزوجة المؤمنة الصالحة مع نبي الله , لكي اقابل النص القراني في زوجة نوح و زوجة لوط عليهم السلام , فتلك ثلاث نساء , مع ثلاثة انبياء

السيدة خديجة : نزل جبريل يحمل لها السلام من الله تعالى , كما اثنى عليها واكرمها النبي عليه السلام في حديثه , وولدت له الذرية الطاهرة 0

زوجة نوح و زوجة لوط : وصفهما الله تعالى بالخيانة لانبيائه , فرفع عنهما شرف الكمال بنزع التاء المربوطة = للدلالة على النقص في الخلق 0
=========
امرات عمران وابنت عمران و اخت هارون

هارون لم يكن اخ ملاصق لمريم , هارون وموسى كانا في عهد فروعون وكانت المسافة 1600 عام بينهم

لذلك هي كانت بمنزلة هارون في رسالة موسى , ومن ذرية انبياء , من اين جاء هذا النسب من عمران عميد عائلة موسى وهارون 0

حيث قال الله تعالى : يا ابنت عمران , بالتاء المبسوطة وهو حرف اقل درجة من التاء المربوطة , دلالة على بعد المسافة في التبني , وحسب المصادر التاريخية وان كان فيها اختلاف , فإن اسم والد مريم هو = هالي = من هنا جاء تخفيف قيمة الحرف لانه والد روحي , ولم يكن عمران والد حقيقي , وهذا هو سبب قول النصارى ان القران يكذب = والسبب سؤ التفسير الذي قدمه المقدمون = 0

كذلك امها لم تكن زوجة عمران , بل وصفها الله تعالى بانها امرات عمران - وهو من المشترك اللفضي - اي انها المراة او الانثى البارزة في صلاحها في فرع آل عمران = وقلنا ان عمران كان عميدالعائلة الشريفة , كقولنا عن الرسول ابن الذبيحين \ عبدالله واسماعيل , من اجل ذلك ابدل الحرف , لكي يكون القران دقيقا في جميع جوانبه البلاغية والاعجازية والتاريخية

اما من حيث صلاحها فقد اسهب القران في تعداد ذلك في مريم وامها , فليس هناك حاجة الى التلميح , فقد صرح تصريحا


قال الله تعالى في سورة ال عمران

إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)
فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42)


نكتفي اليوم وغدا نتابع انشاء الله

كتبها

محمد عبيدالله
نيويورك
25 شباط 2009

أبو مسلم العرابلي
25/02/2009, 06:42 PM
أخي الكريم
بارك الله فيك
وزادك الله من علمه وفضله
أنت تقول إن التاء المقبوضة علامة الكمال
والمبسوطة نزع الكمال
وضربت لك بمثالين بامرأت عمران وامرأت فرعون يخالفان ما تقول
فلو كانت امرأت فرعون غير كاملة وفي كمالها نص من الرسول صلى الله عليه وسلم
لكان فيه الكفاية لعدم التعميم بهذا القول
ولا يهم من يكون زوجها
فالبحث ليس في الزوج وإنما في لفظ امرأة وسيرة المرأة نفسها
وفي قوله تعالى: (امرأة إن وهبت نفسها للنبي) هي امرأة نكرة ولا يحكم على النكرات حتى تعرف
وثانيًا ان التاء لم تنزع من الكلمة؛
فالنزع يفيد أن الكلمة تصبح بدون تاء
وليس فيه إبدال لأن الإبدال إحلال حرف مكان حرف آخر قد ذهب
إنما هو بسط للتاء في رسمها
وثالثًا : أن العرب تقول بنت الرجل وبنت العائلة وبنت القبيلة
وتقول أخت الرجل وأخت العائلة وأخت القبيلة
وتقول امرأة الرجل ولا تقول امرأة العائلة ولا امرأة القبيلة ولا يصح ذلك
فلو كان الأمر كما قلت فأي واحدة من ذرية عمران تصلح مكانها متزوجة ام غير متزوجة
وهذا القول لا يحدد هل الحمل كان بالحلال أم بالحرام وهذا قول خطير
لكن عندما قال تعالى: ( إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) آل عمران.
فهذا القول يجب أن يدل على أن عمران هو زوجها حتى يعرف أن الحمل منه وليس من غيره وأنها متزوجه
وليس المكان للحديث عن النسب؛ ان تنسب إلى عائلة أو ذرية رجل .. فالحديث عن مولود له أم ووالد وليس عن نسب
والقرآن الكريم يأتي بالاسم مراعاة لسبب التسمية
وعمران هو اسم للرجل التقي النقي الذي لا يأبه الناس به؛ أي مغمور عند الناس لأنه مشغول عنهم بدينه وعبادته
ولذلك لم يذكر القرآن عن أفعاله وأقواله شيئًا
ولولا شهرة ما حدث لابنته ما ذكر اسمه عند أحد
وأمر آخر أن الشخص قد يحمل أكثر من اسم
وآباء الرسول صلى الله عليه وسلم حملوا اكثر من اسم
فقصي اسمه زيد
وهاشم اسمه عمرو
وعبد المطلب اسمه شيبة
وعبد الله والد الرسول صلى الله عليه وسلم يسمى أيضًا بالذبيح
وقد قال عليه الصلاة والسلام؛ أنا ابن الذبيحين (يقصد إسماعيل وعبد الله)
ويعقوب عليه السلام يسمى إسرائيل أيضًا
فلا عجب إن اشتهر عندهم اسمًا لا معنى له ولا يوافق ما جاء في قصته في القرآن
واستخدام الاسم الآخر الذي يوافق ما ذكر في هذه القصة
هم عليهم أن يصححوا الاسم بما ورد في القرآن وليس علينا أن نختلق أعذارًا لهم
أو نؤول الأمور بما يناسب ما عندهم
وبارك الله فيكم

د. محمـد عبيــد الله
28/02/2009, 04:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الصفحة للمراجعة السريعة لجدول فقه الحروف

---أ------- س------ ن-----ع---------ح------ ر------ ق-------و------ م---- ص------ ك----- -ل -----هـ ----- د

1000 = 900 = 800 = 700 = 600 = 500 = 400 = 300 = 200 = 100 = 90 = 80 = 70 = 60



= ط = ى = ب = ف = = ج = خ = ش = غ = ز = ض = ت = ث = ذ = ظ

50 = 40= 30 =20 = 10 = 9 = 8 = 7 = 6 = 5 = 4 = 3 = = 2 = 1



هذه الارقام هي مجرد تعريف للحروف حسب قوة جذر الحرف في البناء القرآني , فإذا نُزع الحرف من بناء الكلمة تستطيع ان تستدل على المطلوب من التفسير , وإن استبدل حرف مكان حرف , فيكون القياس على الحرف الاصلي للكلمة , فإن كان الحرف الاصلي اعلى والحرف الجديد اقل في القياس العددي , فإن الهدف نقصان عن الاصل لسبب ما ,وعلى المفسر ان يتتبع السبب في المصادر التاريخية , او في دراسة الحالة من خلال جمع القرائن من القران لنظائر المسألة , وفي حال اختلاف المسميات لمجموعة من جنس واحد , تقاس الحروف وتجمع , لمعرفة القيمة الفعلية في تقديم وتأخير المنزلة او السبق التاريخي 0

المثال التالي خير دليل لتوضيح اسماء الكتب السماوية
============================

القرآن == قياس الحروف 3750

الانجيل == قياس الحروف 3010

التورات == قياس الحروف 2888

من المعروف عند الجميع ان الترتيب الزمني للكتب السماوية جاء بنفس الترتيب الرقمي , ومن المعروف ان القران مهيمن على الكتب السماوية , ولكن لا نعرف ان كان الانجيل يعلو التورات ام لا , سوف نتتبع ذلك فيما بعد 0

انظر الجدول اعلاه وتمعن في قياس الحروف


نلتقي في حديث جديد انشاء الله تعالى

الباحث
محمد عبيدالله
نيويورك

28شباط 2009


منقول عن الصفحات السابقة , وهذا الشرح هو مدخل لفقه الحروف

المهندس \ هاشم بن سعيد
01/03/2009, 12:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور عبيدالله موضوعك في غاية الاهمية ارجو ان تتابع الشرح هذا بحث مذهل لم نسمع بمثله من قبل
شـكــرا وبارك الله فيك ... لك مني أجمل تحية .

د. محمـد عبيــد الله
01/03/2009, 04:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


نتابع الحديث في فقه الحروف
================

من المعروف ان اللغة تتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل , يتعلمها الصغار من الكبار , وان ما عرفه العرب قبل الف عام على سبيل المثال , هو نفسه ما يعرفه العرب اليوم 0

فالرجل هو نفس الرجل
والطفل هو نفس الطفل
والصبي هو نفس الصبي
والفتى هو نفس الفتى
والشيخ هو نفس الشيخ
والكهل هو نفس الكهل
و الغلام هو نفس الغلام

فلو رتبنا هذه الكلمات حسب مراحل نمو الانسان وقوة جسمه , الى ان يشتد ساعده , ثم رتبناها نزولاً الى ان يهرم , ماذا سوف نجد 0

الجواب : يقول لنا اسئل فقه الحروف 0

ان هذه السلسلة المختلفة من الاسماء لمراحل نمو الانسان , ترسم لنا صور ذهنية مختلفة لكل مرحلة من مراحل العمر 0


نسأل فقه الحروف : هل هناك دلالة في فقه الحروف , تشير الى الى فن وهندسة في بناء هذه السلسلة من الاسماء

الجواب الثاني يقول : قابل الحروف بالارقام ؟

اذن سوف نرتب السلسلة ثم نستعرضها بالارقام 0


طفل \ صبي \ فتى \ غلام \ رجل \ شيخ \ كهل \ = هذا انسان واحد , ولدته امه صغيرا ثم كبر و صار فتى ً ثم رجلا فشيخا الى ان مات كهلاً 0


========

ان تركت لك هذه المسألة الى الغد هل تستطيع تحليلها يا مهندس : هاشم بن سعيد ؟

مع العلم ان هذه الكلمات موجودة في القرآن 0


القاك غدا انشاء الله

===============


محمد عبيدالله
نيويورك

29 شباط 2009

المهندس \ هاشم بن سعيد
01/03/2009, 09:57 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الاستاذ الكريم محمد عبيدالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية والتقدير

رغم اني من نسل الائمة المعصومين فلم اسمع بمثل هذا بين علمائنا من قبل
, ارجو ان تمهلني سوف اعرض المسألة على كبير العائلة
و اعود اليك
لك تقدير واحترامي
ارجو ان تظهر لي عنوانك البريدي

د. محمـد عبيــد الله
02/03/2009, 03:25 AM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الاستاذ الكريم محمد عبيدالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية والتقدير

رغم اني من نسل الائمة المعصومين فلم اسمع بمثل هذا بين علمائنا من قبل
, ارجو ان تمهلني سوف اعرض المسألة على كبير العائلة
و اعود اليك
لك تقدير واحترامي
ارجو ان تظهر لي عنوانك البريدي



شكرا لمروركم الكريم , وبارك الله لنا فيكم , ومحبتي وسلامي للجميع

وهذا هو بريدي

محمد عبيدالله
نيويورك
=======

mohamad.obeidallah@yahoo.com

والسلام على رسولنا الكريم وعلى اله وصحبه الاخيار الطيبيين

د. محمـد عبيــد الله
04/03/2009, 03:31 AM
[quote=أبو مسلم العرابلي;251373]

بسم الله الرحمن الرحيم
(1) - خير الجنات جنت الواقعة

خير ما يسأل المؤمن ربه ويتمناه جنة الواقعة؛ (جنت نعيم) المكتوبة بالتاء المبسوطة0
قال تعالى: (فأما إن كان من المقربين(88) فروح وريحان وجنت نعيم (89)) الواقعة،
تكرر ذكر جنة، والجنة، عشرات المرات في القرآن الكريم (67 مرة) وكلها كتبت بالتاء المقبوضة (المربوطة) إلا واحدة؛ هي جنت الواقعة.
ويعود السر في بسط تاء جنة الواقعة إلى فرق الدلالة ما بين التاء المقبوضة والمبسوطة؛ التاء المقبوضة من طريقة رسمها كالصرة المربوطة، إن لم يكن ما بداخلها مجهولاً بالكلية فبعضه مجهول أو جوانب منه.
وليس كل من يدخل الجنة يطّلع على كل ما فيها من نعيم، فمن كان نصيبه في الجنة أن يكون في المنزلة العاشرة مثلاً -والجنة فيها مائة منزلة- فعندما يؤذن له بدخول الجنة يدخلها من أسفلها -ولا يكون الدخول إلا من أسفل الجنة بعد تجاوز النار- إلى أن يصل منزلته، فيجد في أول منازلها؛ ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وتكون فرحته وسروره عظيمًا، وعندما يرقى إلى المنزلة التالية يجدها أفضل من الأولى، وفيها زيادة ليست في الأولى، إلى أن يصل إلى المنزلة المكتوبة له، فيجدها خيرًا من كل المنازل التي مر عليها، وفيها زيادات لا توجد في
المنازل التي مر عليها.
لكن ما ذا يوجد من زيادات في المنازل التي أعلى من منزلته؟ سيبقى يجهل تلك الزيادات من النعيم، مع انه في داخل الجنة.
أما إن كان من المقربين، فهو في أعلى منزلة في الجنة (في الفردوس الأعلى)، وليس هناك منزلة أعلى من منزلة المقربين، فأصحاب هذه المنزلة قد مروا على كل منازل الجنة واطلعوا على ما فيها من نعيم، وعندهم مثل هذا النعيم، وأفضل منه، وزيادات لا توجد في كل المنازل اللواتي من دونها.
فأصحاب هذه المنزلة قد عرفوا كل نعيم الجنة، ولم يبق من نعيم الجنة شيء يجهلونه، فجنة هؤلاء فقط هم الذين كتبت تاء جنتهم مبسوطة، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم وفيهم، والضعيف العاجز من تكون همته في طلب منزلة في الجنة دون هذه المنزلة التي اجتمع فيها كل أنواع نعيم الجنة.
هذا مسألة واحدة من آلاف المسائل التي تميز بها الرسم العثماني، وكل مسألة كتبت فيها الكلمة مخالفة للرسم الاصطلاحي وراءها سر يكشف صورة الواقع الذي صورته هذه الكلمة، وكشفت أيضًا عن سر كتابتها بالرسم الاصطلاحي المقابل لها، ولكن الأمة عبر قرونها الطويلة أعرضت عن البحث في هذا العلم للكشف عن هذه الأسرار ولطائفها فحرمت هذه الأجيال من هذا العلم الجليل ....


أبو مُسْلم/ عبد المجيد العَرَابْلي


بسم الله الرحمن الرحيم
يا اخي يا ابا مسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتابع الحديث في فقه الحروف الى ان يعود لنا المهندس بن سعيد
وسوف اتحدث في هذه المداخلة عن = جنة الواقعة = وقد احببت هذه التسمية الكريمة التي جاءت في بحثك 0
قلنا في فقه الحروف , ان الحروف التي ذكرت في فواتح السور هي من كرائم الحروف , وانها مهيمنة على الحروف المتروكة ما عدا = حرف الواو , وحرف الدال = هذه مقدمة قصيرة لترميم الذاكرة , قبل ان نطرق باب المداخلة , ومن ارد المزيد عن فقه الحروف عليه ان يرجع الى المداخلات السابقة
اكرر هنا مرة ثانية = عندما يستبدل حرف مكان حرف , ننظر الى الحرف الاصلي , من اي طبقة هو , فإن كان الحرف الاصلي في الكلمة من كرائم الحروف , والحرف الذي نزل مكانه من الحروف المتروكة , يكون غالباً السبب , لصفات مختلفة اختلافا تاما , ومقصودا , ينبه عليه في الرسم القرآني , كي يُشعر المفسر على ضرورة تتبع السبب في مصادر مختلفة , وان هذه اللفظة هي مخالفة للفظة الاصلية وفيها صفات جديدة , سوف يُبنى عليها احكام جديدة
فليس من العدل ان تطبق نفس الاحكام على الحالة الجديدة , كون الحرف الجديد الذي نزل مكان الحرف الاصلي , جاء للمفسر بصفات مختلفة 0
فعندما قال القرآن \ إمرأة بتاء مربوطة واضاف اليها مؤمنة , فقد حازت هذه اللفظة على كمال الصفات 0
و عندما قال القرآن \ امرأت بتاء مبسوطة - والتاء المبسوطة ادني من المربوطة , فقد نزلت المرأت صاحبة هذه التاء عن مقام صاحبة التاء المربوطة أو عن الصفة الاصلية للحالة0 التي سبقتها , ولو ان احداً يتتبع سسب النزول , فسوف يجد ان الحالات الاصلية نزلت آياتها قبل آيات التي تحمل صفات جديدة , كون المعني في الذهن هو للمعنى الشائع بين الناس , وبعد ان يثبت القرآن المعنى العام , يذهب الى المعنى الدقيق , وفي هذه الحالة يكون الكلام او الرمز موجهة للعلماء , كي يستنبطوا الاحكام للناس 0
وفي حديث لاحق سوف اشرح بقية الحالات المختلفة لرسم إمرأة و إمرأت في الايات الاخرى , لان كل حالة لها دراسة و تفسير خص بها 0
=========
نعود الى جنة الواقعة = وقد رسمت في مصحف المدينة بالتاء المبسوطة = جنت =
وقلنا ان هذا الحرف هو ادني من الحرف الاصلي 0
اذن كيف يكون الفسير
حسب ما قدمنا سابقا \ سوف يقول المفسر المتعجل ان هذه الجنة اقل درجة من الجنة !!!!!!!
يا للعجب !!!!! كيف وهي جنة المقربين !!!!!
اذن من اين جاء القصور الجواب هنا هو جواب اسف = من قلة الملبين , الذين يسعون للحصول على جنة الواقعة
فجنة الواقعة لا ترزق بالدعاء وحده , بل هي للمقربين , العاملين 0
السؤال الذي يتبادر الى الذهن ؟
لماذا لم يكتب القرأن جنة المسلمين بالتاء المبسوطة وهي الجنة الكبيرة التي سوف يسكنها عموم الناس
الجواب : لانها جنة كاملة ولا يوجد فيها نقص على المؤمنين , ولكن عبر في سورة الواقعة عن نقص في عدد المقربين
وخلاصة المعنى , لو ان البشر كلهم عملوا بشروط جنة الواقعة , لكانوا جميعهم مقربين , ولرُسِمت في القرآن بالتاء المربوطة
لكن النقص جاء من بني البشر 0
نكتفي اليوم ونتابع لاحقاً انشاء الله
محمد عبيدالله
نيويورك
3 آذار 2009[/font][/cell][/table1]

أبو مسلم العرابلي
04/03/2009, 11:38 AM
أخي الكريم د. محمد عبيد الله
لم تبين لنا سبب وضع قيمة كل حرف بهذا الترتيب
إن كان على استعماله في القرآن فهذا التريب لا يسايره
وإن كان حسب الاستعمال في الجذور فهو كذلك لا يسايره
وهو مخالف لقيمة الحروف المعروفة ولا ندري من أين جاءت هذه القيم
أرجو إجابة واضحة لتصح التحليلات وفق هذه الأرقام
فأنت كما بينت أن تغيير الحرف بآخر خالف ما وضعته في جنت وجنة
فذهبت إلى تعليله بقلة العدد وكثرته


وفي ترتيبك للمراحل التي يمر بها الإنسان
فلا تنتظر ابن الأئمة المعصومين حتى يعود إليك بالإجابة
فأرجو أن تجيب بنفسك ولا تترك الأمر لمن هو دون المتدرب ... وقيم الحروف مكتوبة أمامه
فأنا في انتظار بيانك في تأويل هذا الترتيب
ومن الأمور البدهية أن بيانك معد وجاهز فلا تبخل علينا وتطيل انتظارنا.

د. محمـد عبيــد الله
05/03/2009, 05:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم ابو مسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لسؤالكم الاول
من اين جاءت قيم الحروف وترتيب الحروف ؟
الاجابة : اذا احسن اللغوي او المفسر ترتيب الحروف , كما ارد الله لها ان تكون علامة معجزة لكتابه الكريم , فإن القيم الرقمية اختيارية , وليست ملزمة , ربما يختار اللغوي مجموعة جديدة , كمايلي
ربما يختار الارقام من 1 الى 28 ويجعل مقابل كل حرف رقم
او يختار الارقام الزوجية من 2 4 6 8 10 12 14 16 18 الى 28 رقم
او يختار الارقام التي جاءت في الجدول اعلاه , وهو الانسب لانه مستمد من الاثر النبوي 0
الشق الثاني من الجواب 0
ترتيب الحروف بالشكل الجديد الموجود في الجدول المذكور سابقا , جاء وفقا لعدد جذور القران بعد معالجة الجذور بطريقة حسابية اشارت اليها سبع ايات قرانية 0
وقد اكون اشرت الى ذلك في مقدمة حديث المداخلات في الايام السابقة
ولكن اكرر بشكل عاجل و مختصر وسريع 0

قال الله تعالى في سبعة مواضع بعد فواتح السور = تلك آيات الكتاب = وتلك اشارة للبعيد, والبعيد هو التعمق في البحث اللغوي حتى تصل الى الجذر , و آيات من المشترك اللفظي , جاءت هنا بمعنى علامات للكتاب 0
والكتاب هو القرآن 0

وكأن الله تعالى يقول :

هذا هو كتابي الذي اللفته , وارسلته لكم , أعلم عدد جذوره وقد بَنيت ترتيب حروفه في اساس جذوره , وكأن هذا الخطاب كان للمستقبل , عندما يثور العلم ,
ولسان الحال يقول : هل يستطيع مؤلف منكم ان يؤلف كتابه , بحيث يكون مستقيما ظهراً وبطن, اي بلاغة و معنى واعجازا و مبنى , حتى في ترتيب الجذور = الجواب هذا هو المستحيل بشحمه ولحمه = فيقول ربنا لنا هذا هو كتابي !
وهكذا هو ترتيبه , وهذه الحروف هي تفسيره 0نتابع انشاء الله تعالى غدا
مع توسع في الشرح , مع الاجابة على بقية الاسئلة , وربما نحتاج الى ثلاث مداخلات في هذه المسألة وحدها
محمد عبيدالله
نيويورك
5 اذار 2009

د. محمـد عبيــد الله
06/03/2009, 06:31 AM
ه
بسم الله الرحمن الرحيم

قلنا في حديث الامس ان ترتيب الحروف يستنبط من عدد الجذور في القرآن , بمعادلة حسابية , رمزت اليها سبع آيات بعد حروف فواتح السور 0

الا ان هذه المعجزة اللغوية , جثم على صدرها عقدة حسابية , كبيت العنكبوت في غار الهجرة ! كيف حدث هذا ؟

كمايلي :

كرانم الحروف في اللغة العربية 16 حرف = وهي جميع حروف العرب قبل التنقيط =

كتالي : - أ - ن - س - ص - ط - ع - ر - ق - ك - هـ - ى - و - د - ح - م - ل - 0


إتخذ الله منها 14 حرف فواتح للسور , وجعل حرف الواو و حرف الدال عقدة في طريق حل المعجزة

وحافز للبحث خلف معجزة الحروف 0

فعلى سبيل المثال لو جاءت جميع الحروف كفواتح في السور لقلنا : تلك حروف العرب , وما هي بمعجزة 0

لكن عزل حرف الدال وحرف الواو , وضع امام المفسرين عقدة , حيث ذهب الحرفان مع الحروف المتروكة , وابقى على العدد 14 حرف وهو نصف المجموع العام للحروف الـ 28 حرفاً 0

اذا اتبعنا هذه المعادلة واجرينا عيها الاسلوب التجريبي بعد احصاء عدد الجذور , ماذا نفعل 0

نعتمد اولاً كرانم الحروف في الترتيب التنازلي حسب عدد الجذور = فحرف الالف في اشكاله جميعها , يكون على راس القائمة ,
فنقول = أ = ثم نضع الحرف الذي يأتي بعده في عدد الجذور , وهكذا حتى ننتهي من كرائم الحروف ,

ونفعل الترتيب نفسه مع الحروف المتروكة , فيصبح عندنا الترتيب التالي


---أ------- س------ ن-----ع---------ح------ ر------ ق-------و------ م---- ص------ ك----- -ل -----هـ ----- د

1000 = 900 = 800 = 700 = 600 = 500 = 400 = 300 = 200 = 100 = 90 = 80 = 70 = 60



= ط = ى = ب = ف = = ج = خ = ش = غ = ز = ض = ت = ث = ذ = ظ

50 = 40= 30 =20 = 10 = 9 = 8 = 7 = 6 = 5 = 4 = 3 = = 2 = 1

د. محمـد عبيــد الله
06/03/2009, 06:47 AM
---أ------- س------ ن-----ع---------ح------ ر------ ق-------و------ م---- ص------ ك----- -ل -----هـ ----- د

1000 = 900 = 800 = 700 = 600 = 500 = 400 = 300 = 200 = 100 = 90 = 80 = 70 = 60



= ط = ى = ب = ف = = ج = خ = ش = غ = ز = ض = ت = ث = ذ = ظ =

50 = 40= 30 =20 = 10 = 9 = 8 = 7 = 6 = 5 = 4 = 3 = = 2 = 1

حسب هذا الترتيب يا ابا مسلم يستطيع المفسر ان يجيب عن المسائل الاولية في الكلمات القرآنية البسيطة , كما ذكرنا في الامثلة السابقة , وفي حال تعرض المفسر الى مسائل ادق , يتبع المفسر درجة اعلى في الحساب , ولا بد للمفسر ان يكون ماهرا في الحساب , و في الذوق اللغوي , كي يصبح مؤهلاً للتفسيرالدقيق , الذي علية الاعتماد في الافتاء , و استنباط الاحكام , وسن القوانين 0

ارجو ان تطلع يا ابا مسلم على هذه المعلومات وترسل لي الاستفسارات التي تساورك
نتابع غدا انشاء الله تعالى


محمد عبيدالله

نيويورك

6 اذار 2009

د. محمـد عبيــد الله
06/03/2009, 04:53 PM
نكرر الامثلة السابقة لمن لم يتابع البحث من بدايته
الامثلة :
ونبدأ
بالمملكة الحيوانية التي خلقها الله تعالى يوم خلق آدم عليه السلام , لتكون في خدمته 0
من هنا نبدأ و نشاهد كيف أن الأرقام سوف تخرج معاني للحروف عند مراجعة أسماء الحيوانات و مواليد ها , بحيث يكون جُمّل المولود أقل من جُمّل الوالد دلالة على أن الفرع يجب أن يكون أدنى من الأصل في العد والحساب و في العرف اللغوي الذي تعلمه آدم في مدرسة الرحمان . = فقه الحروف =
نعود الى تحليل الأسماء الى حروفها , ثم نجمع حروف الأسماء بعد تحويلها الى ارقام , ثم نقابل الأسماء بالأرقام , و أول كلمة تطالعنا من بين هذه الأسماء هي كلمة =الأسد =, نعتمد مسار ثابت عند تحليل الاسم المعرف إما نزع التعريف او الحاقه بالاسم , وأنا أميل الى نزع التعريف للتيسير فنقول : أسد
نحلل الكلمة هكذا ( أ = 1000 + س = 900 + د = 60 ) نتيجة جمع الحروف 1960
لاحظ أننا أخذنا الأرقام للحروف من الجدول السابق , وكلما نريد أن نحلل كلمة نعود الى الجدول المرقوم .
==========================
نتمعن الان في قياس الارقام , كما هو مدرج ادناه , سوف تعكس لنا النتيجة , ان الحروف لها ادراك عددي , انظر الامثلة 0
الاسد وابنه
1960
أسد \ نلاحظ ان قياس الاسد اعلى من قياس شبله
118
شبل \ لاحظ قياس الشبل ادنى من قياس والده , ثم تابع النظر في الامثلة الاخرى
الحصان أو الفرس وابنهما
1600
حصان
770
مهر
الحمار وابنه
2100 حمار
618
جحش
البقرة أو الثور وابنهما
1000
بقرة
790
عجل
1906
ماعز
110
جدي
1580
نعجة
829
خروف
1150
دجاجة
500
صو ص
145
بيضة
الطيور بشكل عام
2550
طائر
529
فرخ
في النباتات بشكل عام
فسيلة بزرة
بذرة
1120
606
602
ثم قال الله بعد ذلك : و لقد كرَّمنا بنى ءادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات و فضّلناهم على كثير مّمّن خلقنا تفضيلاً * سورة الإسراء الآية 70
انظر الآن الى موطن آدم , ثم تذكر أن مساحة البحار والمحيطات اعلى من نسبة اليابسة على الكرة الأرضية
تابع النظر في المثال
البر
البحر
1610
2180
وقال الله تعالى :
ان ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي اليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين * سورة الاعراف الآية 54
ثم في أسماء الكواكب المنيرة على بنى آدم
الشمس
القمر
النجم
1108
1100
1010
تأمل بعد ذلك في المثال الثاني : ذراع الإنسان وفيه عدد من الأعضاء الأصغر فالأكبر الى أن تُكملَ الذراع باقسامه الأربعة , ثم تدبر في براعة الحروف التي صاغت الألفاظ , و في مقاسات الأرقام التصاعدية التي تشير الى براعة الأتقان و هندسة الحروف في صناعة الأسماء .
ظفر
أُصبع
راحة اليد
ذراع
521
1830
2170
2202
فى ترتيب المساكن البدائية
بيت ( من الشعر )
غرفة
دار
ديوان
74
597
1560
1560
فى أسماء المجتمعات السكَنية التي اقامها بني آدم
بلدة
قرية
مدينة
حاضرة
240
1010
1170
2175
فى ترتيب حسابات الزمن التي احدثها بني آدم
يوم
شهر
سنة
540
568
1770
فى ترتيب الفاظ المقاسات البدائية
فتر
شبر
قدم
ذراع
524
538
660
2202
فى ترتيب أسماء أدوات القطع البدائية
المُدية
الخنجر
السكين
الحسام
السطور
1450
2399
2910
3780
3830
فى ترتيب الأوزان البدائية
ذرة
مثقال
قنطار
572
1683
2750
فى ترتيب أوصاف ضعف الرجل
هزيل
ضامر
ناحل
196
1705
2480
في النباتات بشكل عام
فسيلة
بزرة
بذرة
1120
606
602
في أقسام الشجرة بشكل عام
أوراق
أغصان
ساق
جذر
3200
2907
2300
512
هذه كانت امثلة من اللغة العربية التي ما زال العرب يتداولوها , وسف ندخل في الايات القرانية في المداخلات اللاحقة ان شاء الله تعالى 0


\

د. محمـد عبيــد الله
07/03/2009, 03:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اذا كانت تلك المسألة صعبه يا اخي الاستاذ عبد المجيد

فهذه المسأله من الحساب البسيط

قال الله تعالى فى سورة الحجرات الآية 7

ولكن الله حبب اليكم الإيمان وزينه فى قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق و العصيان أولئك هم الراشدون *


الكفــــر
1690
الفسوق
2700
العصيان
3720

ارجو ان تشرح لي التفسير التقليدي للكلمات الثلاث 0
==================

وسوف انتظر منك حل المسألة الاولى , فإن تمكنت من حلها لك عندي منسف امريكي , فإن لم تستطع , فلي عندك منسف اردني , بشرط ان يكون الجميد كركي , او جميد سلطي , او حتى من وادي شعيب , او من لبن جرش , فإن لم تجد فمن وادي اليابس , او من جميد الطفيلة او عين البيضة , او وادي موسى , او القويرة , او ام الدنانير , او من الرمان , او ارميمين , او عين الباشا او من الازرق , سلامي للجميع سلامي لعيره و سلامي ليرقا سلامي للشونه سلامي للكرامة , سلامي للرمثا سلامي للعقبة سلامي للبترا , سلامي لماحص سلامي للفحيص , سلامي لعمان و معان وسلامي الى اربد و عجلون 0

محمدعبيدالله
نيويورك

7 اذار 2009

المهندس \ هاشم بن سعيد
07/03/2009, 06:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اذا كانت تلك المسألة صعبه يا اخي الاستاذ عبد المجيد

فهذه المسأله من الحساب البسيط

قال الله تعالى فى سورة الحجرات الآية 7

ولكن الله حبب اليكم الإيمان وزينه فى قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق و العصيان أولئك هم الراشدون *


الكفــــر
1690
الفسوق
2700
العصيان
3720

ارجو ان تشرح لي التفسير التقليدي للكلمات الثلاث 0
==================

وسوف انتظر منك حل المسألة الاولى , فإن تمكنت من حلها لك عندي منسف امريكي , فإن لم تستطع , فلي عندك منسف اردني , بشرط ان يكون الجميد كركي , او جميد سلطي , او حتى من وادي شعيب , او من لبن جرش , فإن لم تجد فمن وادي اليابس , او من جميد الطفيلة او عين البيضة , او وادي موسى , او القويرة , او ام الدنانير , او من الرمان , او ارميمين , او عين الباشا او من الازرق , سلامي للجميع سلامي لعيره و سلامي ليرقا سلامي للشونه سلامي للكرامة , سلامي للرمثا سلامي للعقبة سلامي للبترا , سلامي لماحص سلامي للفحيص , سلامي لعمان و معان وسلامي الى اربد و عجلون 0

محمدعبيدالله
نيويورك

7 اذار 2009




شكرا لك على درس الجغرافيا الاردني يا استاذ محمد

شوقتنا الى هذا الطعام الجميل الذي تتنافس عليه المدن الاردنية

دمت سالما يا ابن الكرام

د لقمان شطناوي
10/03/2009, 08:41 AM
أشكرك كثيراً أخي الكريم على هذا الحديث الطيب وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك ولقد استفدت كثيراً مما قرأت وزادني ذلك تعظيماً للقرآن الكريم، نفع الله بك الأمة وزادك علماً وفهماً هو ولي ذلك والقادرعليه

أبو مسلم العرابلي
12/03/2009, 11:52 AM
أشكرك كثيراً أخي الكريم على هذا الحديث الطيب وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك ولقد استفدت كثيراً مما قرأت وزادني ذلك تعظيماً للقرآن الكريم، نفع الله بك الأمة وزادك علماً وفهماً هو ولي ذلك والقادرعليه


بارك الله فيكم يا أخي الكريم
وأحسن الله إليكم
وأشكر لكم مروركم الكريم
وزاكم الله تعالى من علمه وفضله

أبو مسلم العرابلي
12/03/2009, 12:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

من المعروف ان اللغة تتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل , يتعلمها الصغار من الكبار , وان ما عرفه العرب قبل الف عام على سبيل المثال , هو نفسه ما يعرفه العرب اليوم 0

فالرجل هو نفس الرجل
والطفل هو نفس الطفل
والصبي هو نفس الصبي
والفتى هو نفس الفتى
والشيخ هو نفس الشيخ
والكهل هو نفس الكهل
و الغلام هو نفس الغلام

فلو رتبنا هذه الكلمات حسب مراحل نمو الانسان وقوة جسمه , الى ان يشتد ساعده , ثم رتبناها نزولاً الى ان يهرم , ماذا سوف نجد 0

الجواب : يقول لنا اسئل فقه الحروف 0

ان هذه السلسلة المختلفة من الاسماء لمراحل نمو الانسان , ترسم لنا صور ذهنية مختلفة لكل مرحلة من مراحل العمر 0

نسأل فقه الحروف : هل هناك دلالة في فقه الحروف , تشير الى الى فن وهندسة في بناء هذه السلسلة من الاسماء

الجواب الثاني يقول : قابل الحروف بالارقام ؟

اذن سوف نرتب السلسلة ثم نستعرضها بالارقام 0

طفل \ صبي \ فتى \ غلام \ رجل \ شيخ \ كهل \ = هذا انسان واحد , ولدته امه صغيرا ثم كبر و صار فتى ً ثم رجلا فشيخا الى ان مات كهلاً 0

ان تركت لك هذه المسألة الى الغد هل تستطيع تحليلها يا مهندس : هاشم بن سعيد ؟

مع العلم ان هذه الكلمات موجودة في القرآن 0
محمد عبيدالله
نيويورك

29 شباط 2009


سأكلف نفسي حساب القيم على الترتيب الذي وضعه الدكتور محمد عبيد الله
ثم ننظر تصديق الدكتور على ذلك
وتحليله بناء عليهما
ثم يكون لنا كلامًا بعد ذلك
فلننتظر حتى لا نظلم أنفسنا ولا نظلم أخانا الدكتور محمد عبيد الله

طفل = 50+20+70= 140
صبي =100+30+40= 170
فتى = 20+4+1000 = 1224 وإن حسبت الألف ياء كما هي مرسومة فالرقم 64
غلام = 7+80+1000+200= 1287
رجل = 500+10+80 = 590
شيخ = 8+40+9 = 57
كهل = 90+70+80 = 240

د. حورية البدري
27/09/2009, 02:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الفاضل أبو مسلم العرابلي

تقبّل الله منك جهدك الطيِّب لِكَشف معاني القرآن الكريم

وجعله الله في ميزان حسناتك بإذنه

ويَسَّرَك لما يحب دائماً

تحياتي

أبو مسلم العرابلي
27/09/2009, 10:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الفاضل أبو مسلم العرابلي
تقبّل الله منك جهدك الطيِّب لِكَشف معاني القرآن الكريم
وجعله الله في ميزان حسناتك بإذنه
ويَسَّرَك لما يحب دائماً
تحياتي


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله في أختنا د. حورية البدري ولها في مرورها الكريم
وأحسن الله إليها بكل خير وفضل
ونفعنا الله تعالى جميعًا بخير ما نقرأ ونكتب