المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بأى حق نشرت ؟؟



يحيي هاشم
12/12/2006, 09:00 PM
دائما ما كان يواجهنى البعض بالسؤال :
هل قرأت للكاتب .... ؟
أجبه : لا
فتصيبه الدهشة : كيف وأنت تكتب القصة ولم تقرأ له ؟
وها قد بدأت أكشف الحجاب عن من لم أقرأ لهم من الكتاب , ولكن هالنى البعض .
هناك قصص أراها ( وهى وجهة نظر شخصية لا تقلل من قيمة الكاتب ) لا تستحق النشر فى مجلة مبتدئة فما بالكم بقمم الصحف والمجلات فى مصر .
وهذا جعلنى أطرح سؤال : هل أصبحت الصفحات الأدبية أرضا واسعة لكتاب بأسمائهم فقط وليس بإبداعهم ؟
وها أنا أفتح الموضوع بالدلائل والبراهين الكاملة مع تقديم تحليل أدبى لها .
لنجاوب معا على سؤال مازال بلا إجابة :بأى حق نشرت ؟؟؟

يحيي هاشم
12/12/2006, 09:01 PM
النص الأول

آخر النهار
إزيك يا بابا‏.‏ كل سنة وانت طيب

هكذا قالت زوجة ابنه وهي تضع علبة الكعك علي منضدة السفرة‏,‏ واتجهت الي الحجرة الداخلية لكي تسلم علي الحاجة‏.‏ بينما كان الابن قد أغلق باب الشقة‏,‏ ثم استدار الي ابيه وقال مبتسما‏:‏ إزيك ياعم ياأبو سليمان‏.‏
وابتسم ابو سليمان وقال‏:‏ أهلا يا سليمان كل سنة وانت طيب‏.‏
وانت طيب‏.‏

ولاحظ أن سليمان ازداد طولا وهو واقف أمامه بعدما كان يماثله في الطول حتي الأيام القريبة‏,‏ والآن كان يرفع وجهه الي وجه الولد يراه جيدا‏.‏ وتراجع علي نحو غير ملموس ونظر الي قدميه ورأي انه يلبس حذاء عاديا وليس له كعب عال‏,‏ والحاجة خرجت من الحجرة وهي تضبط طرحتها وقعدت في الصالة والزوجة الشابة فتحت العلبة ووضعت الكعك في الطبق وعملت الشاي وجلسوا يتكلمون ويتذكرون ويضحكون‏.‏ وسليمان وزوجته وانصرفا وعادت الحاجة الي حجرتها‏.‏ ابو سليمان ذهب وراءها وقال‏:‏

هو الواد سليمان طول؟
رفعت وجهها وهي قاعدة علي السرير وقالت‏:‏

سليمان مين؟
سليمان ابنك

ماله؟
هو طول؟
طول ازاي يعني؟
يعني بقي أطول من الأول؟

الأول إمتي؟ وهو صغير؟
لأ‏.‏ طول عن الشهر اللي فات مثلا‏.‏
ليه‏.‏ هو فيه حد بيطول وهو عنده تلاتين سنة

أبو سليمان تأمل هذه الفكرة ووجدها معقولة جدا‏,‏ ثم سألها‏:‏
أمال أنا اللي قصرت والا إيه؟

وهي قاسته بعينيها من أعلي إلي أسفل‏,‏ ومن أسفل الي أعلي‏,‏ وقالت‏:‏
أنا عارفة‏.‏

مش عارفة إذا كنت انا اللي قصرت والا هو اللي طول؟
طيب وانا حاعرف ازاي‏.‏

يعني‏,‏ من وجهة نظرك كده‏(‏ واستقام في وقفته‏)‏ أنا زي ما انا‏,‏ ولا قصرت عن الأول؟
يمكن‏.‏
تغيرت نبرة صوته وهو يقول‏:‏

يمكن؟
الله مش انت اللي بتقول‏.‏
استدار وغادر مدخل الحجرة‏,‏ وهي قالت وراءه‏:‏

أبقي هات لي متر‏,‏ علشان كل شوية أقيسك وأقيسه‏.‏
كان وصل الصالة وهو يشعر بمنتهي الاستغراب من هذه الطريقة في الكلام‏.‏ وقعد أمام التليفزيون دون أن يلعب في الريموت‏.‏ بعد فترة قام واتجه الي الحجرة وتجاهل وجودها علي السرير‏.‏ نظر سريعا الي الدولاب وفوجيء بالعجوز ضئيل الحجم الذي يتطلع إليه من عمق المرآة المعتمة المصقولة‏,‏ وعندما مد يده يفتح ضلفة الدولاب رآه يسرع بالانصراف‏.‏ ظل واقفا يتطلع الي الهدوم المرصوصة كأنه يبحث عن شيء ما‏,‏ وبينما كان يغلق الدولاب لمح العجوز وهو يأتي مرة اخري مع حركة المرآة وينظر اليه غاضبا‏.‏ حينئذ غادر المكان وعبر الصالة الي المطبخ‏.‏ فتح الثلاجة وأغلقها‏,,‏ ورفع غطاء الحلة الموجودة علي البوتاجاز ووضعه‏.‏ ثم ترك المطبخ ودخل الشرفة الصغيرة واستند بجسده الي سورها الحجري القصير‏,‏ كانت الشمس قد غابت‏,‏ مع ارتجافة اخيرة من ضوء النهار في الأفق البعيد‏.‏

محمد نجيب العمامي
13/12/2006, 01:52 AM
الأخ يحيى هاشم
دواعي النشر كثيرة.ومنها تشجيع المبتدئين والاستفادة من أسماء كبار الكتّاب المحترفين ومن أدبهم.
لم تذكر لنا المجلّة أو الجريدة التي نشر فيها النص الأول. وهو نصّ مبتدئ على ما يبدو.
أنت تشتكي من النشر العشوائي في الصحف السيارة وفي المجلاّت. ويشتكي بعض إخوانك في تونس من نشر كتب يرونها متدنّية المستوى ومع ذلك تتمتّع كما تتمتّع الكتب الجيّدة بحقّ الدعم من وزارة الثقافة (شراء عدد من النسخ قد يتجاوز المائة). فهم يرون في دعم الكتب الضعيفة المستوى هدرا للمال العامّ وتشجيعا على الرداءة. إلاّ أنّي شخصيّا أخالفهم الرأي. وهو رأي عبّرت عنه في أكثر من مناسبة. فقد كنّا في تونس نعاني عقدة النشر لا بسبب قلّة مجالاته فحسب بل لأنّ كلّ كاتب كان يرغب في نشر ما ينال الاستحسان. أما اليوم فقد تغير الأمر. فالجيل الجديد أصبح يقدم على النشر على حسابه الخاصّ. وهذا في رأيي أمر إيجابيّ. فالكتابة حرفة. والحرفة تتطلب دربة. ولعلّ الكتاب الثاني يكون أفضل من الأوّل. ومن يدري فقد يكون الكتاب الثالث أفضل من سابقيه. وهكذا دواليك.
الأخ هاشم
أرى أنّه ينبغي فتح الأبواب أمام من يجرؤ على النشر. ويبقى القارئ هو الحكم الفيصل.
دمت بخير
محمّد نجيب العمامي

يحيي هاشم
13/12/2006, 04:00 AM
محمد نجيب العمامي;15563]
الأخ يحيى هاشم
دواعي النشر كثيرة.ومنها تشجيع المبتدئين والاستفادة من أسماء كبار الكتّاب المحترفين ومن أدبهم.
لم تذكر لنا المجلّة أو الجريدة التي نشر فيها النص الأول. وهو نصّ مبتدئ على ما يبدو.
الأخ / محمد العمامى
تحية لك بداية
للأسف النص منشور بجريدة الأهرام المصرية للكاتب / إبراهيم أصلان الحاصل على جائز مؤسسة ساويرس البالغ قيمتها 100000 جنيه مصرى !!!!!!!

أنت تشتكي من النشر العشوائي في الصحف السيارة وفي المجلاّت. ويشتكي بعض إخوانك في تونس من نشر كتب يرونها متدنّية المستوى ومع ذلك تتمتّع كما تتمتّع الكتب الجيّدة بحقّ الدعم من وزارة الثقافة (شراء عدد من النسخ قد يتجاوز المائة). فهم يرون في دعم الكتب الضعيفة المستوى هدرا للمال العامّ وتشجيعا على الرداءة. إلاّ أنّي شخصيّا أخالفهم الرأي. وهو رأي عبّرت عنه في أكثر من مناسبة. فقد كنّا في تونس نعاني عقدة النشر لا بسبب قلّة مجالاته فحسب بل لأنّ كلّ كاتب كان يرغب في نشر ما ينال الاستحسان. أما اليوم فقد تغير الأمر. فالجيل الجديد أصبح يقدم على النشر على حسابه الخاصّ. وهذا في رأيي أمر إيجابيّ. فالكتابة حرفة. والحرفة تتطلب دربة. ولعلّ الكتاب الثاني يكون أفضل من الأوّل. ومن يدري فقد يكون الكتاب الثالث أفضل من سابقيه. وهكذا دواليك.
ما أود توضيحه فى هذا الأمر أن هناك من ينشرون بتوقيعهم ( إسمهم فقط ) بغض النظر عن المكتوب .
وهناك نصوص أزعم أنها رائعة ولا تجد مكانا للنشر لأنها لكاتب غير معروف!!

الأخ هاشم
أرى أنّه ينبغي فتح الأبواب أمام من يجرؤ على النشر. ويبقى القارئ هو الحكم الفيصل.
ولكن أن نفتح المجال للجميع وليس لكاتب بعينه .
دمت بخير
يحيي هاشم

صبيحة شبر
14/12/2006, 01:20 AM
الاخ العزيز يحيى هاشم
اجد نفسي مؤيدة للراي الذي طرحه الاخ العزيز محمد نجيب العمامي
وهو افساح المجال امام المبتدئين لنشر ابداعاتهم
لان المبدع لايتقدم ويصقل موهبته الا بالدربة والتمرين الطويل
وهؤلاء المشهورون قد كافحوا طويلا وسهروا من اجل ان يقرأ ابداعهم الناس
وان تراجعوا الى الوراء بعد تحقيق النجاح ، فهذا ليس عيب النشر وانما عيب بعض
الافراد حين يحققون نجاحا في جانب معين من الحياة تراجعوا
وكأنهم بهذا لايحترمون الراي العام ، او ان السبب يعود الى انعدام النقد النزيه والمنصف
الذي يبين حكمه على الابداع بدون مجاملة او خوف
مجتمعنا مليء بالمساويء ايها الاخ العزيز
وعلى المبدع ان يضع يده على اماكن الداء
ليتمكن من وصف الدواء

يحيي هاشم
15/12/2006, 02:34 PM
صبيحة شبر;15966
الاخ العزيز يحيى هاشم
اجد نفسي مؤيدة للراي الذي طرحه الاخ العزيز محمد نجيب العمامي
وهو افساح المجال امام المبتدئين لنشر ابداعاتهم
لان المبدع لايتقدم ويصقل موهبته الا بالدربة والتمرين الطويل
وأنا أتفق معكما فى هذا الرأى

وهؤلاء المشهورون قد كافحوا طويلا وسهروا من اجل ان يقرأ ابداعهم الناس
وان تراجعوا الى الوراء بعد تحقيق النجاح ، فهذا ليس عيب النشر وانما عيب بعض
الافراد حين يحققون نجاحا في جانب معين من الحياة تراجعوا
فلماذا ننشر لهم طالما أن مستواهم تراجع .
ألا يحق لمن يملك الموهبة ولم يحصل على الشهرة بعد أن يحصل على الفرصة ؟؟

وكأنهم بهذا لايحترمون الراي العام ، او ان السبب يعود الى انعدام النقد النزيه والمنصف
الذي يبين حكمه على الابداع بدون مجاملة او خوف
نحن لدينا نقص تام فى النقاد .

مجتمعنا مليء بالمساويء ايها الاخ العزيز
وعلى المبدع ان يضع يده على اماكن الداء
ليتمكن من وصف الدواء
الدواء عزيزتى هو إفساح المجال لكل موهبة أن تنشر دون النظر إلى أنها غير مشهورة والأهم أن تكون لديها الإبداع الكافى .
تحية لك
يحيي هاشم