المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أنت معتدل؟!



د. محمد اسحق الريفي
22/08/2008, 11:57 AM
لافتة رقم (01): مقدمة

الاعتدال بمفهومه العام قيمة إنسانية إيجابية محببة إلى نفس الإنسان، ومن لا يتمتع بهذه الصفة يوصف بالتطرف والتنطع والغلو والإفراط والانحياز وغير ذلك من الصفات السيئة، فما مفهوم الاعتدال، وما معنى الاعتدال، وما الذي يمنع من التحلي بصفة الاعتدال، وكيف يصبح الإنسان معتدلا، وهل أنت معتدل؟!

تحية معتدلة!

د. محمد اسحق الريفي
22/08/2008, 12:08 PM
لافتة رقم (02): مفهوم الاعتدال ومعناه

ذُكر في القاموس المحيط أن الاعتدال توسط حال بين حالين في كم أو كيف، وكل ما تناسب فقد اعتدل، وكل ما أقمته فقد عدَلته وعدّلته.

ومن معاني الاعتدال : الحكم بالعدل، والاستقامة، والتقويم، والتسوية، والمماثلة، والموازنة، والتزكية، والمساواة، والإنصاف، والتوسط . وبعبارة أخرى، فإن الاعتدال هو الوسطية، والإنسان المعتدل يأخذ موقعا متوسطا أو وسطا بين الغلو والتنطع من جهة، وبين التفريط والتقصير من جهة أخرى.

تحية وسطية!

عبدالعزيز غنيم
22/08/2008, 12:57 PM
السلام عليكم استاذنا الدكتور محمد

هل أنت معتدل ؟
لا أجيب عن نفسى لأن نفسى مقصرة وربما أذمها ،
دعنى أجيب عن المحيط الذى حولى ، ربما الكثير تراه معتدلا فى كلامه وأحكامه حتى تقول أنه رجل حكيم .
ولكن القليل وربما أقل من القليل هم من تراهم معتدلون فى سلوكهم وحياتهم و يعيشون بين الافراط والتفريط
ولو كان الفرد معتدلا فى حياته أو كانت الاسرة معتدلة أو كان المجتمع معتدلا ربما لم يكن ذلك حالنا ...

تحية تحب العدل والاعتدال

عبدالقادربوميدونة
22/08/2008, 01:04 PM
" والسماء رفعها ووضع الميزان..."

الاعتدال. . يعني الوسطية..يعني عدم الذهاب إلى أقصى اليمين وإلى أقصى اليسار.. يعني أنك ميزان.. لك كفتان معتدلتان..متزنتان منسجمتان كما تحافظ على بضاعتك في كفة لا مناص من أن تحافظ على حق الآخر في الكفة الثانية ..يعني أنك حكم ..تعطي كل ذي حق حقه..فإن وجدت نفسك خصما.. فدافع عن حقك بالدليل والحجة والبينة والبرهان ..فإن لم تحصل على ذلك الحق كاملا ولاحظت إجحافا في حقك فابحث عن قاض أوطرف ثالث ..لا أن تتعصب وتتعنت وتتجبر وتتكلس..فتقع في الخطأ.. فيهجرك الناس ..والله أعلم..
وشكرا لكم الأستاذ الدكتور الريفي الأستاذ المنشط المبادر.. صاحب االفكر النادر..

مبارك مجذوب المبارك
22/08/2008, 01:12 PM
الاستاذ الريفي
تحية وسطية.. لا وسطية ولا متوسطية
فالوسطية الثانية التي لا نحييك بها هي وسطية جسم يهتز طربا كلما رأى انتفاخ محفظة، أما المتوسطية فهي يد جديدة ممدودة ظاهرها الصداقة وباطنها العداء.
لا جعلك الله يوما تصافح ايا من هذه الايادي

وتسأل إن كان زيد من الناس معتدل أم لا؟؟ وهناك مثل سوداني يقول ( الجمل ما بيشوف عوجة رقبته) وتفسير ذلك، انك لا يمكنك اقناع البعير أن رقبته معوجة، فهو يرى ان هذا هو الوضع الطبيعي، وقد يرى من وجهة نظره أن رقابنا هي المعوجة..وهذه الفلسفة البعيرية تجد رواجا في عالم اليوم..فكم رقبة من هذه الرقاب العربية نراها معوجة ومع ذلك فنحن مضطرون للاعتراف بأن رقابنا هي المعوجة واننا بحاجة (لسمكرتها) لكي تستقيم.
إذن من يصنف الاعتدال..من الذي يقرر ان فلان (يسير جنب الحيط) حسب تعبير اهل مصر وأن فلان ألاخر لا يلتزم بالسير جوار هذا الحيط بل يقفز فوقه كلما وجد غفلة من الرقيب؟؟؟ وهكذا فان هذا الحيط يقول لي ان جدار الفصل العنصري مضروب في كل مكان.
(سؤال جانبي: من أين جاءت كلمة العتصري هذه؟ هل هناك فكرة لدمج الشعبين اليهودي والفلسطيني في دولة واحدة وبالتالي فهذا الجدار يفصل بين عنصرين؟؟) سؤال برئ معتدل عن كلمة غير بريئة
تحية تسير جنب الحيط

عبدالقادربوميدونة
22/08/2008, 01:43 PM
الاستاذ الريفي
تحية وسطية.. لا وسطية ولا متوسطية
فالوسطية الثانية التي لا نحييك بها هي وسطية جسم يهتز طربا كلما رأى انتفاخ محفظة، أما المتوسطية فهي يد جديدة ممدودة ظاهرها الصداقة وباطنها العداء.
لا جعلك الله يوما تصافح ايا من هذه الايادي

وتسأل إن كان زيد من الناس معتدل أم لا؟؟ وهناك مثل سوداني يقول ( الجمل ما بيشوف عوجة رقبته) وتفسير ذلك، انك لا يمكنك اقناع البعير أن رقبته معوجة، فهو يرى ان هذا هو الوضع الطبيعي، وقد يرى من وجهة نظره أن رقابنا هي المعوجة..وهذه الفلسفة البعيرية تجد رواجا في عالم اليوم..فكم رقبة من هذه الرقاب العربية نراها معوجة ومع ذلك فنحن مضطرون للاعتراف بأن رقابنا هي المعوجة واننا بحاجة (لسمكرتها) لكي تستقيم.
إذن من يصنف الاعتدال..من الذي يقرر ان فلان (يسير جنب الحيط) حسب تعبير اهل مصر وأن فلان ألاخر لا يلتزم بالسير جوار هذا الحيط بل يقفز فوقه كلما وجد غفلة من الرقيب؟؟؟ وهكذا فان هذا الحيط يقول لي ان جدار الفصل العنصري مضروب في كل مكان.
(سؤال جانبي: من أين جاءت كلمة العتصري هذه؟ هل هناك فكرة لدمج الشعبين اليهودي والفلسطيني في دولة واحدة وبالتالي فهذا الجدار يفصل بين عنصرين؟؟) سؤال برئ معتدل عن كلمة غير بريئة
تحية تسير جنب الحيط

دائما كعادتك تخرج لنا بخرجات تطرحني أرضا من شدة الضحك ..تلك الفلسفة البعيرية أو الحيطية هي التي تغطي الغابة كالشجرة ..
سؤال أخي مبارك المجذوب سؤال في غاية الأهمية ..نعم بالضرورة عكسه يعني الاندماج..
الاعتدال لا يقصد به الحوار والنقاش والفكروالرأي فقط... الاعتدال يعني التوزيع العادل للثروة القومية ..الاعتدال يعني ألا تشرع لنفسك للتقاضى أضعافا مضاعفة وغيرك يتخبط في وحل البطالة والعطالة..
الاعتدال يعني ألا تخصص مشاريع استثمارية لمناطق معينة من وطنك دون مناطق أخرى فتنعكس مظاهرالتنمية الاقتصادية والاجتماعية على سكان هذه المنطقة على حساب الأخرى ..
الاعتدال لا يعني فتح أبواب وخزائن مقدرات الأمة والأجيال للأجنبي وحتى للأعداء لينهبوا ويعيثوا فسادا بحجة الاعتدال والتعامل بالمثل بين الصديق والعدو....

محمد فؤاد منصور
22/08/2008, 05:21 PM
أخي العزيز الأستاذ الدكتور محمد اسحق الريفي

لأن الحق نقطة وسط بين باطلين فإن الناس رغم ذلك التعريف البسيط لن يتفقوا مطلقاً على أين تقع تلك النقطة بالضبط على الخط الواصل بين الإفراط والتفريط ..ومفهوم العدل والأعتدال قد ورد في قرآننا الكريم في أكثر من موضع ليوضح لنا مفهومي العدل والأعتدال .. يقول عز من قائل :
"ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده واوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا الا وسعها واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله اوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون " الأنعام /152
ونبينا الكريم نبهنا إلى مفهوم التوسط والأعتدال في حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم ونصه :
"حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرنا حميد بن أبي حميد الطويل أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : (جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر انا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني).

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في اتباع ذات النهج في التوسط والأعتدال دون أن نخاصم الزمن الذي نعيش فيه ، فلدينا آلاف الأشياء التي لم تكن موجودة على عهد رسولنا الكريم فهل يصعب علينا ان نطبق ذات المنهج؟ .. وأن نسلك نفس السلوك ؟
هناك السينما والمسرح والتليفزيون والمعارض المختلفة .. وهناك الأدب بشعره ونثره .. ومنا من يقول لاأشاهد السينما أبداً ومنا من يقول لاأقرأ القصص الرومانسية أبداً ومنا من يخاصم الشعر ، ومنا من لاينظر إلى لوحة او تمثال .. فماذا نأخذ وماذا ندع ليتفق سلوكنا مع الحديث الشريف الذي أوردته سابقاً ؟.
شخصياً - وهذا موقف شخصي لاألزم به أحداً _ فإنني آخذ من كل شئ بنصيب .. أشاهد السينما واقرأ الرواية والشعر واستمتع بالصور الخيالية والتعبيرات الأدبية وأتفرج على التماثيل والمعارض المختلفة دون حرج .. فلكل مقام مقال .. وأشعر وأنا في كل موقف أنني قريب من تعاليم ديننا ومن درس رسولنا .. لايداخلني في ذلك شك.. لأنني أؤمن بتعريف رسولنا الكريم صلوات الله عليه وتسليماته للأثم " هو ماحاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس ".
وفي حديث السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها شرح لمنهج رسولنا الكريم إذ تقول ..
"و الله ما خير رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يأثم ، فإذا كان الأثم كان أبعدهم منه ، و الله ما انتقم لنفسه في شيء يؤتي إليه قط حتى تنتهك حرمات الله عز وجل ."
فإذا كان هذا هو منهج رسولنا في النظر إلى الأمور فمابالنا نحن وقد تاهت منا المفاهيم وتفرقت بنا السبل مع أن الأمر واضح وضوح الشمس في رائعة النهار .
كل مكان على الأرض له قوانين ونظم والأنسان المعتدل والعادل هو من يلبس لكل حال لبوسها وينزل كل أمر منزلته .. فلا أقف في المسجد وأضحك كانني في صالة سينما ولاأدخل إلى السينما وأصرخ في الناس "انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون" الأنبياء /98 وكانني على المنبر.
فزينة كل قول أن يأتي في زمانه ومكانه بحيث لاتتداخل الخطوط وتتوه الحدود ..
أكرر هذا هو مفهومي الشخصي للأعتدال ولاألزم به أحداً ..
تحياتي.
د. محمد فؤاد منصور

حسن العابدي
22/08/2008, 08:30 PM
*سلام مبارك
الملاحظ أنه كلما طرح موضوع للنقاش أو مفهوم الا وتحلق الناس حوله، وهب كل مشارك
بافراغ ما بحوزته من معلومات كاملة ، وبالسند المرجعي المتنوع، وهذه مزية تحسب للنقاش
نظريا ولأصحابها مشكورين، وعلى النقاش تطبيقيا. فمن منا ينكر أن العدل فضيلة وأن
التوسط سيد القرارات وأن الاعتدال
عين الحكمة وما الى ذلك من مأثور الكلام وعيون الحكمة ومباديء الأخلاق. ما من أحد سينكر ه ولو
جاء على لسان منافق طليق اللسان عليم بالقرآن، وكأن العبرة بالأقوال لا بالأفعال.ولسان حالنا
يشير الى أحوالنا بالبنان ان لا تطابق بين ما نحسن قوله وما نتقن صنعه. .....
أقترح أن نتناول واقعة بعينها أو حدثا راهنا من صلب واقعنا ونحاول مقاربته بشكل عملي
في ضوء أسئلة محددة تصل النظرية بالتطبيق و تكشف عن الهوة السحيقة بين الفعل والقول
ونسبية المفاهيم نسبية ضيقة ومخجلة، تتغذى من بؤس واقعنا ومن وعينا الزائف. من ذلك مثلا :
-هل من العدل والانصاف محاصرة سكان الضفة الغربية باسم الاعتدال ضدا على مواقف متشددة تجاه
عدو مشترك عنيد؟
- هل الوسطية تعني الرضوخ واالاذعان لارادة المستعمر ومجاراة مقترحاته ؟
يهمني أن أستوعب المفاهيم من الواقع كما تعرضها مدونات المعرفة، والا فالقول محض هراء.

محمد إسماعيل بطرش
23/08/2008, 03:09 PM
الاعتدال وسط بين تطرفين، لكنه ليس الوسط الحسابي الذي يجمع كلا الطرفين و يقسمه على اثنين لأن الاعتدال الصحيح هو الطرف الثالث الذي قد يكون مغايرا لكل من التطرفين، فالحقيقة واحدة و قد لا تكون في أي من التطرفين. مثال على ذلك المعتقد الإسلامي الصحيح الذي ليس وسطا بين اليهودية البائدة و النصرانية المشركة.
يحدثنا القرآن الكريم كيف حور اليهود توراة موسى و كيف ادعى المسيحيون أن المسيح ابن لله يموت على الصليب.
فإله اليهود يهوه و معبود المسيحيين ثالوث.
الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة و لا نوم له مافي السماوات و ما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات و الأرض و لا يؤوده حفظهما و هو العلي العظيم.
لا يزال اليهود مغضوبين و المسيحيون ضالين. و لا إكراه في الدين و كل ما يمكننا تجاههم أن ندعوهم إلى سواء السبيل و إنك لن تهدي من أحببت، لكن الله يهدي من يشاء.
لا بد أن نتذكر جرائم اليهود في التاريخ التي كان آخرها اغتصابهم فلسطين و كذلك اتخاذ الغرب و أمريكا الدين وسيلة لاستعمار الشعوب و سلب خيراتهم باسم الصليب في مشارق الأرض و مغاربها.
يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره المشركون.
إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة - فلنترك الدعوة إلى السلام الذي بات أفيونا للشعوب.

محمد إسماعيل بطرش
23/08/2008, 03:16 PM
الاعتدال وسط بين تطرفين، لكنه ليس الوسط الحسابي الذي يجمع كلا الطرفين و يقسمه على اثنين لأن الاعتدال الصحيح هو الطرف الثالث الذي قد يكون مغايرا لكل من التطرفين، فالحقيقة واحدة و قد لا تكون في أي من التطرفين. مثال على ذلك المعتقد الإسلامي الصحيح الذي ليس وسطا بين اليهودية البائدة و النصرانية المشركة.
يحدثنا القرآن الكريم كيف حور اليهود توراة موسى و كيف ادعى المسيحيون أن المسيح ابن لله يموت على الصليب.
فإله اليهود يهوه و معبود المسيحيين ثالوث.
الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة و لا نوم له مافي السماوات و ما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات و الأرض و لا يؤوده حفظهما و هو العلي العظيم.
لا يزال اليهود مغضوبين و المسيحيون ضالين. و لا إكراه في الدين و كل ما يمكننا تجاههم أن ندعوهم إلى سواء السبيل و إنك لن تهدي من أحببت، لكن الله يهدي من يشاء.
لا بد أن نتذكر جرائم اليهود في التاريخ التي كان آخرها اغتصابهم فلسطين و كذلك اتخاذ الغرب و أمريكا الدين وسيلة لاستعمار الشعوب و سلب خيراتهم باسم الصليب في مشارق الأرض و مغاربها.
يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره المشركون.
إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة - فلنترك الدعوة إلى السلام الذي بات أفيونا للشعوب.

د. محمد اسحق الريفي
25/08/2008, 11:27 PM
الأساتذة الأجلاء،

أشكركم جزيلا، فردا فردا، مع حفظ ألقابكم الكريمة ومكانتكم الرفعية، على ما فاضت به مداخلاتكم القيمة من معان رائعة نحن بحاجة إلى استذكارها في كل أوقاتنا. هذه المعاني الكريمة التي فجرها برفق سؤالي المختصر حول الاعتدال تعكس رؤيتنا للموضوع من زواية مختلفة، مما يساعد على تكوين صورة حقيقية لمفهوم الاعتدال. وأعتذر لكم عن توقفي عن المناقشة والحوار في هذا الموضوع، وذلك بسب انشغالي مع بداية الفصل الدراسي الجديد وبدء المحاضرات في الجامعة الإسلامية بغزة يوم السبت الماضي.

الاعتدال من وجهة نظري لا يتعارض مع الالتزام بما فرضه الله عز وجل علينا، سواء أكان ذلك على صعيد السلوك والتصرفات أم على صعيد الفكر والاعتقاد والمنهج، بل إن الاعتدال يؤدي حتما إلى الورع وتجنب الشبهات وعدم التهاون بالواجبات الإسلامية، دون إفراط أو تفريط، ودون تنطع أو تقصير. وهنا أحب التأكيد على أن الاعتدال يعني الوسيطة ولكن لا يعني الوسط الحسابي، كما أشار أخي الفاضل الأستاذ محمد إسماعيل بطرش. فمثلا الشجاعة هي قيمة إنسانية إيجابية محببة للإنسان تقع بين التهور والجبن، ولكنها لا تساوي الوسط الحسابي بينهما، فلا نقول:

الشجاعة = (التهور + الجنب)\2

وبنفس المنطق فإن المعادلة التالية خاطئة:

الكرم = (الإسراف + التقتير)\2

كما لا يصبح الإنسان معتدلا إذا تهاون في أمر الدين في بعض الأمور والتزم بالدين في أمور أخرى، ولا يشترط على من يريد تحقيق الاعتدال في سلوكه وتفكيره ومنهج حياته أن يكون اعتداله في الوسط تماما، فهناك مدى من الاعتدال يسبقه ويليه تطرف.

ولي عودة إن شاء الله

تحية معتدلة