Amerhannini
23/08/2008, 11:13 AM
من أفتى بخلع السلطان عبد الحميد الثاني؟
أحمد آق كوندوز
ترجمه: عامر الهنيني
س:ادعت طائفة أن بعض العلماء المسلمين مثل الشيخ بديع الزمان سعيد النورسي كانوا معارضين للسلطان عبد الحميد الثاني، بل و قيل أنهم أعدوا فتوى خلعه، فما يمكنكم قوله بهذا الخصوص؟ ومن الذي أصدر الفتوى بخلع السلطان عبد الحميد الثاني؟
ج: لقد خلط أصحاب هذا الادعاء رغبة علماء الإسلام أمثال بديع الزمان النورسي و محمد عاكف بحصول الحرية و تطبيق المشروطية بعداوة السلطان عبد الحميد.حتما ً كان ثمة سمات مهمة من تلك الحقبة عرضة لانتقاد هؤلاء ولا سيما الضغوطات التي انتهجتها التشكيلات الاستخبارية " خفيه تشكيلاتي" في أواخرها، بالإضافة إلى الحكومات التي شكلها السلطان و التي وسمت أحيانا ً بالاستبداد، و لكن لا يمكننا أن نقول أن الإدارة الشخصية التي انتهجها السلطان في سبيل تأمين استمرارية دولته كانت موافقة لأسس مجلس الشورى في جميع جوانبها.
و بالتطرق إلى المزاعم المتعلقة ببديع الزمان النورسي على وجه الخصوص، يحضرنا للفائدة أن نلخص بإيجاز المناسبات التي جرت بين بديع الزمان و السلطان عبد الحميد:
في عام 1907م حضر بديع الزمان إلى استانبول، و قبيل تطبيق المشروطية الأولى وصف بلسانه السلطان عبد الحميد قائلا ً: " عاش الخليفة النبوي الذي يداوي جراحه بفكره"، و في آذار/مارس عام 1909م كتب في إحدى مقالاته توصيات للسلطان جاء فيها: " اصرف زكاة عمرك كما فعل عمر بن عبد العزيز حتى يتحقق معنى بيعتك، وكما جئت بالمشروطية بلا دماء اجعل يلدز مهوى الأفئدة، واملأ جنباته بالعلماء ملائكة الرحمة مكان المخبرين أشباه الزبانية، واجعله كدار الفنون...".
كان رأي الشيخ بديع الزمان أن الاستبداد في الحقبة الحيميدية لا بنبغي عزوه إلى شخص السلطان عبد الحميد، بل كان الاتحاديون- مع الأسف- من يقوم به، فالسلطان عبد الحيمد شفوق عطوف على رعاياه و شعبه، و في مصنف آخر للشيخ النورسي استعمل عبارة " الاستبداد المجبر عليه السلطان عبد الحميد"، و في معرض لقصيدة " الحرية" لنامق كمال الذي وجه فيها سهام نقده للسلطان عبد الحميد، وضع الشيخ المسألة برمتها نصب عينيه - عانيا ً إدارة الحكم في الثلاثينات من القرن المنصرم- قائلا ً:" بينما يكون ملائما ً تصفيقك في وجه غدّار العصر الذي يجن وراء سُتُر الحرية استبدادا ً هائلا ً، كالت كلماتك التامة هذه صفعات رعناء لشخصية بالغة الأهمية لا تستأهلها (أي السلطان عبد الحميد):
نه ممكن ظلم ايله بيداد ايله امحاي حريت ( أنى للظلم و الجور محو الحرية؟)
چاليش ادراكي قالدير مقتدرسه ڭ آدميتدن ( اسع واخلع الإدراك إن استطعت من ربقة الإنسانية)"
و حين شرع البعض في ترويج ادعاءات مغرضة بمناهضة بديع الزمان للسلطان وكأنه في صف الاتحاديين، ما كان منه إلا أن كتب لتلاميذه في رسالته " اللاحقة" كلمات تمحورت حول هذه الأفكار عينها:
1. لا تقع تبعة خطأ شخص ما على آخر، وعليه ليس السلطان عبد الحميد مسؤولا ً عن أخطاء حكومته.
2. لقد حض بديع الزمان على " الحرية الشرعية" في أوائل عهد المشروطية الثانية، وبينما وسم بعض المعارضين السياسيين إدارة السلطان عبد الحميد بالاستبداد، وصفها الأول بـ " الاستبداد الاضطراري، والجزئي، والخفيف الوطأة" فيما عبر عن ظلم الاتحاديين بأنه " الاستبداد الكلي الشديد الوطأة". و في جملته الشهيرة: " إن كانت المشروطية عبارة عن استبداد الاتحاديين، أي أنها حركة مخالفة للشريعة فلتشهد الدنيا قاطبة أني عنها مرتجع ".
3. وجه بديع الزمان صرخات بأن الحرية إن لم تتهذب بالتربية الإسلامية فستؤول إلى استبداد بليغ الشدة، وهو ما حصل بالفعل.
4. لقد صرّح بديع الزمان علانية بأن السلطان عبد الحميد ولي من الأولياء لدهائه الذي أبداه في تعامله مع أعداءه الخارجيين، وكونه خليفة العالم الإسلامي بلا منازع، وذبّه عن حياض شرق الأناضول بواسطة القوات الحميدية " آلاي حميديه" و الأخوة الإسلامية في وجه الأرمن، وعيش الإسلام بكل أحكامه في حياته، و الحضور الدائم لشيخه المعنوي في قصر يلدز.
5. ولكن كما أن أي إنسان لن يكون بمعصم عن الخطأ، بين الشيخ بديع الزمان أن السلطان ارتكب بعض الأخطاء ولكن مجبرا ً.
وبهذا نخلص إلى أن ادعاء معارضة بعض العلماء المسلمين الكبار و على رأسهم بديع الزمان النورسي ومحمد عاكف ارصوي للسلطان عبد الحميد الثاني بل وأنهم من أعدّ فتوى خلعه غير صحيح، و قد رفض أمين الإفتاء آنذاك " الحاج نوري أفندي" أن يوقع على هذه الفتوى وأمضاها شيخ الإسلام " محمد ضياء الدين أفندي" الذي أصبح دمية بيد الاتحاديين.
لقد كان ما ورد في تلك الفتوى افتراءا ً محضا ً، لأن مسببات واقعة 31 مارس المذكورة ظهر كونها كذبا ً خالصا ً، فقد زعموا أنه حرّق الكتب الدينية، وهذا افتراء محض لأن معظم الكتب الدينية طبعت في زمانه، و زعموا أنه أسرف في خزينة الدولة وهو ما لا يجرؤ شيطان رجيم في نسبته لشخص سلطان متدين كعبد الحميد الثاني، و زعموا أنه جائر والجميع يعلم أن حكم الإعدام لم ينفذ طيلة فترة حكمه.
المصدر: Prof. Dr. Ahmet Akgündüz, Bilinmeyen Osmanlı, 171. bahis
مصدر المترجم:http://www.abdulhamid.org/default.asp?m_id=3&c_id=638&title=Abdülhamid'in%20hal'%20fetvasını%20kim%20ver miştir?%20,%20Ahmet%20Akgündüz
أحمد آق كوندوز
ترجمه: عامر الهنيني
س:ادعت طائفة أن بعض العلماء المسلمين مثل الشيخ بديع الزمان سعيد النورسي كانوا معارضين للسلطان عبد الحميد الثاني، بل و قيل أنهم أعدوا فتوى خلعه، فما يمكنكم قوله بهذا الخصوص؟ ومن الذي أصدر الفتوى بخلع السلطان عبد الحميد الثاني؟
ج: لقد خلط أصحاب هذا الادعاء رغبة علماء الإسلام أمثال بديع الزمان النورسي و محمد عاكف بحصول الحرية و تطبيق المشروطية بعداوة السلطان عبد الحميد.حتما ً كان ثمة سمات مهمة من تلك الحقبة عرضة لانتقاد هؤلاء ولا سيما الضغوطات التي انتهجتها التشكيلات الاستخبارية " خفيه تشكيلاتي" في أواخرها، بالإضافة إلى الحكومات التي شكلها السلطان و التي وسمت أحيانا ً بالاستبداد، و لكن لا يمكننا أن نقول أن الإدارة الشخصية التي انتهجها السلطان في سبيل تأمين استمرارية دولته كانت موافقة لأسس مجلس الشورى في جميع جوانبها.
و بالتطرق إلى المزاعم المتعلقة ببديع الزمان النورسي على وجه الخصوص، يحضرنا للفائدة أن نلخص بإيجاز المناسبات التي جرت بين بديع الزمان و السلطان عبد الحميد:
في عام 1907م حضر بديع الزمان إلى استانبول، و قبيل تطبيق المشروطية الأولى وصف بلسانه السلطان عبد الحميد قائلا ً: " عاش الخليفة النبوي الذي يداوي جراحه بفكره"، و في آذار/مارس عام 1909م كتب في إحدى مقالاته توصيات للسلطان جاء فيها: " اصرف زكاة عمرك كما فعل عمر بن عبد العزيز حتى يتحقق معنى بيعتك، وكما جئت بالمشروطية بلا دماء اجعل يلدز مهوى الأفئدة، واملأ جنباته بالعلماء ملائكة الرحمة مكان المخبرين أشباه الزبانية، واجعله كدار الفنون...".
كان رأي الشيخ بديع الزمان أن الاستبداد في الحقبة الحيميدية لا بنبغي عزوه إلى شخص السلطان عبد الحميد، بل كان الاتحاديون- مع الأسف- من يقوم به، فالسلطان عبد الحيمد شفوق عطوف على رعاياه و شعبه، و في مصنف آخر للشيخ النورسي استعمل عبارة " الاستبداد المجبر عليه السلطان عبد الحميد"، و في معرض لقصيدة " الحرية" لنامق كمال الذي وجه فيها سهام نقده للسلطان عبد الحميد، وضع الشيخ المسألة برمتها نصب عينيه - عانيا ً إدارة الحكم في الثلاثينات من القرن المنصرم- قائلا ً:" بينما يكون ملائما ً تصفيقك في وجه غدّار العصر الذي يجن وراء سُتُر الحرية استبدادا ً هائلا ً، كالت كلماتك التامة هذه صفعات رعناء لشخصية بالغة الأهمية لا تستأهلها (أي السلطان عبد الحميد):
نه ممكن ظلم ايله بيداد ايله امحاي حريت ( أنى للظلم و الجور محو الحرية؟)
چاليش ادراكي قالدير مقتدرسه ڭ آدميتدن ( اسع واخلع الإدراك إن استطعت من ربقة الإنسانية)"
و حين شرع البعض في ترويج ادعاءات مغرضة بمناهضة بديع الزمان للسلطان وكأنه في صف الاتحاديين، ما كان منه إلا أن كتب لتلاميذه في رسالته " اللاحقة" كلمات تمحورت حول هذه الأفكار عينها:
1. لا تقع تبعة خطأ شخص ما على آخر، وعليه ليس السلطان عبد الحميد مسؤولا ً عن أخطاء حكومته.
2. لقد حض بديع الزمان على " الحرية الشرعية" في أوائل عهد المشروطية الثانية، وبينما وسم بعض المعارضين السياسيين إدارة السلطان عبد الحميد بالاستبداد، وصفها الأول بـ " الاستبداد الاضطراري، والجزئي، والخفيف الوطأة" فيما عبر عن ظلم الاتحاديين بأنه " الاستبداد الكلي الشديد الوطأة". و في جملته الشهيرة: " إن كانت المشروطية عبارة عن استبداد الاتحاديين، أي أنها حركة مخالفة للشريعة فلتشهد الدنيا قاطبة أني عنها مرتجع ".
3. وجه بديع الزمان صرخات بأن الحرية إن لم تتهذب بالتربية الإسلامية فستؤول إلى استبداد بليغ الشدة، وهو ما حصل بالفعل.
4. لقد صرّح بديع الزمان علانية بأن السلطان عبد الحميد ولي من الأولياء لدهائه الذي أبداه في تعامله مع أعداءه الخارجيين، وكونه خليفة العالم الإسلامي بلا منازع، وذبّه عن حياض شرق الأناضول بواسطة القوات الحميدية " آلاي حميديه" و الأخوة الإسلامية في وجه الأرمن، وعيش الإسلام بكل أحكامه في حياته، و الحضور الدائم لشيخه المعنوي في قصر يلدز.
5. ولكن كما أن أي إنسان لن يكون بمعصم عن الخطأ، بين الشيخ بديع الزمان أن السلطان ارتكب بعض الأخطاء ولكن مجبرا ً.
وبهذا نخلص إلى أن ادعاء معارضة بعض العلماء المسلمين الكبار و على رأسهم بديع الزمان النورسي ومحمد عاكف ارصوي للسلطان عبد الحميد الثاني بل وأنهم من أعدّ فتوى خلعه غير صحيح، و قد رفض أمين الإفتاء آنذاك " الحاج نوري أفندي" أن يوقع على هذه الفتوى وأمضاها شيخ الإسلام " محمد ضياء الدين أفندي" الذي أصبح دمية بيد الاتحاديين.
لقد كان ما ورد في تلك الفتوى افتراءا ً محضا ً، لأن مسببات واقعة 31 مارس المذكورة ظهر كونها كذبا ً خالصا ً، فقد زعموا أنه حرّق الكتب الدينية، وهذا افتراء محض لأن معظم الكتب الدينية طبعت في زمانه، و زعموا أنه أسرف في خزينة الدولة وهو ما لا يجرؤ شيطان رجيم في نسبته لشخص سلطان متدين كعبد الحميد الثاني، و زعموا أنه جائر والجميع يعلم أن حكم الإعدام لم ينفذ طيلة فترة حكمه.
المصدر: Prof. Dr. Ahmet Akgündüz, Bilinmeyen Osmanlı, 171. bahis
مصدر المترجم:http://www.abdulhamid.org/default.asp?m_id=3&c_id=638&title=Abdülhamid'in%20hal'%20fetvasını%20kim%20ver miştir?%20,%20Ahmet%20Akgündüz