المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقوق إنسان أسمه المرأة



د.حواء البدي
27/08/2008, 02:16 AM
دون جريمة ..وقفت المرأة في قفص الاتهام على مدى التاريخ والقاضي هو الرجل . في الجاهلية هو الذي حكم عليها بالدفن (روحا) قادمة لتوها الى الحياة وفي العصور المختلفة هو الذي اهدر كل حقوقها بدعوى تفوقه عليها . ومع ان الاسلام وقف بجانب حقوق المرأة ومع ان المرأة نفسها كسرت القضبان وادلت بكل طاقتها من اجل ان تحقق انسانيتها ونجحت وتفوقت واعطت وتجاوزت اقصى معطيات الرجل الا انها ستظل تحمل بداخلها تلك الندوب السوداء التي وصمتها بها اولا اللغة العربية (فنجد ان كلمة امرأة في اللغة مشتقة من فعل (مرأ) أي طعم وهنا تواجهنا صلة المرأة بالطعام والتذوق . وتجمع المرأة على غير اشتقاقها فيقال: نساء ونسوة . واذا تناولنا اصل النساء وجدناه مشتقا من فعل نسا ، ينسو ومعناه ترك العمل وكأن المرأة تعني البطالة.
وكل ما يعنينا من هذا الطرح انه يجب علينا ان ننظر في انفسنا بدءا باللغة التي نستعملها صياغة لأفكارنا ، فاللغة في ظواهر تفسيراتها تقدم لنا المرأة على انها وسيلة إشباع متعدد الأغراض فهي اقرب الى الشئ منها الى الانسان.
لهذا يجب الاعتراف بان قضية المرأة العربية ليست قاصرة على النساء فقط بل هي قضية مجتمع بكامله وقضايا المرأة العربية – رغم تقاربها وتشابهها في كل الاقطار العربية – الا ان بعضها له خصوصية قطرية لايسعنا انكارها ولكن الخلاف ليس في كل ذلك فليس الخلاف على ان نصف سكان الوطن العربي تقريبا نساء او كما تقول الاحصائيات التي كانت متوقعة في سنة 2000 التي ودعتنا منذ زمن ليس باليسير ان عدد النساء حينها بلغ (140) مليون امرأة نسبة الأمية بينهن تصل في متوسطها الى 70% لمن هن فوق الخامسة عشرة ويصل حدها الاقصى 95% .
وسبب تفشي الأمية بين النساء ناتج اما عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية للأقطار العربية واما في بروز عوائق اجتماعية اساسها ضعف الوعي وتفشي الجهل وهذا ما يفسر ضعف اسهام المرأة العربية في مجمل قوة العمل العربية التي ترواحت نسبتها بين 10% و 11% من كامل قوة العمل العربية النسائية أي انها لاتكاد تصل الى نصف قوة العمل في العوالم الأخرى . وهذا يؤكد ان تجهيل المرأة هو خطيئة كبيرة تقترف في حقها.
لكن الخلاف في تجاهل البعض لهذا الرقم الكبير نسبيا وتجاهل حقيقة ان المرأة هي ايضا انسان له حقوق وعليه واجبات ، وقد يتحدث البعض ان المرأة العربية عملت سفيرة واستاذة جامعية وطبيبة وشرطية ورغم ان ذلك صحيح الا ان غالبية النساء في ريفنا العربي ومدننا المكتظة وقرانا النائية مازال امامهن شوط كبير ليصلن الى تحقيق انسانيتهن ليس بالقوانين المكتوبة والمفروضة فحسب ولكن من خلال الممارسة الممكنة والواقع المحسوس.
ويكمن سر تهميش المرأة العربية التجاهل التام للكيان الكلي الانساني لها فالمرأة قاصر وعورة وفتنة يجب ان ترشد وتستر وتراقب ومن العوامل التي تدفعها الى الانعزال في المشاركة في التنمية تخلفها عن التعلم ومحدودية دورها في العمل وتدهور اوضاعها الصحية مع سيادة قيم وعلاقات اجتماعية معوقة . والنتيجة ان اصبحت المرأة تشكل نصف المجتمع العربي المعطل ونظر اليها المجتمع تلك النظرة التقليدية القاصرة لكونها لاتصلح الا ان تكون أم وعضو في اسرة لا ككيان قائم بذاته له حقوقه السياسية والاقتصادية .
وعلى الصعيد الاقتصادي تتعرض المرأة لتقليل دائم لجهدها وتدفع باسترار لمواقع انتاجية ثانوية ، وتتعرض لغرس عدم الثقة بنفسها وامكاناتها مما يجعلها تكتفي بمكانة مهنية هامشية وبذلك تظل في حالة تبعية للرجل الذي يحتكر الأعمال الأساسية مما يتيح له بسط نفوذه على المجتمع عامة وبهذا تحد من تطلعاتها وتمنعها من ممارسة حقوقها الاجتماعية والانسانية وانخراطها في الحياة العامة ولاسيما العمل المنتج ضعيف ومتدن ومحصور في مجالات معينة كالتعليم والوظيفة بينما تقل النسبة داخل الطبقة العاملة المنتجة أو مجالات البحث العلمي التخصصي وهذا يتفاوت بين مجتمع وآخر.
وبعد – علينا ونحن نخوض أشرس معارك البقاء في التاريخ العربي الحديث ان نعترف بان المرأة قوة معطلة وان قضيتها لاتقتصر على المساواة القانونية ولاعلى قضية التعليم والعمل بل تتجاوز ذلك الى المساواة في الحقوق والمسؤوليات وفرض مشاركتها في التنمية باعتبارها عنصر ايجابي فعال وباعتبارها ركنا يستند اليه استنادا كاملا في معاركنا القومية.
:fl:

مقبوله عبد الحليم
27/08/2008, 05:15 AM
بسم الله

الأستاذة الدكتوره حواء البدي

من قال يا عزيزتي إن المرأة إن لم تكن تعمل خارج البيت بأنها قوة معطلة؟!!!

من قال يا سيدتي انني قوة معطلة في بيتي إن لم أكن أعمل في مجالات التنمية

إن ما اقوم فيه في بيتي هو اساس العمل الدؤوب وتنمية الإنسان والمجتمع بالدرجة الأولى

إن تربيتي لأبنائي تربية صحيحة لعمري هي أكبر وأعمق وأصدق عمل اقوم فيه لبلدي أولا ولمجتمعي ثانيا

أنا لا أحرم هنا خروج المرأة للعمل بل إن كانت له حاجة فلا بأس لكنني لا أخفيك سيدتي أن عمل المرأة خارج بيتها كثيرا ما يكون فيه انتقاصا كبيرا من واجبات ابنائها وزوجها لا تقولي بل هناك من تستطيع لأنني أعرف ان من تستطيع التوفيق بين البيت والعمل لهو حملا تحتمله هي وحدها من وقتها من صحتها من عمرها وهذا معروف للجميع
دعينا سيدتي ننظر لعمل المرأة في بيتها رسالة عظيمة تقوم فيها وعندها صدقيني لن تجدي بأن المرأة العربية قد سلبت حقا من حقوقها بل يكفيها فخرا شعور الامومة والحنان والعطاء والتربية الذي تجود فيه

د . حواء البدي

سعدت إن كنت هنا
لك الود والورد:fl:

د.حواء البدي
27/08/2008, 03:10 PM
الأستاذة الفاضلة مقبولة
أويدك بأن المرأة تمثل نصف الحياة عندما تحمل كائن جميل أسمه طفل ثم تحمل عمره الباقي فيما تبقى من جسمها الخارجي من رضاعة والقيام بكل ما يحتاجه ...
ولكنها في ذات الوقت نصف المجتمع فكيف تتخلى عن واجبها تجاهه .. نحن نحتاج في عالمنا هذا إلى كل يد وإلى كل ذراع يحمل معول البناء حتى يتساوى البنيان ..فلا ينهار إذا تخلت المرأة عنه ..
أستاذتي الفاضلة
المرأة المتعلمة ..الواعية ..المثقفة تعرف كيفية بناء جيل واعي بقضايا أمته ..
---------
أحي فيك هذه الحماسة ... وآمل ألا تغيبي عن صفحتي

احمد خميس
03/11/2008, 07:38 AM
وقد كان القانون الانكليزي يبيح للرجل أن يبيع زوجته، ولما قامت الثورة الفرنسية وأعلنت تحرير الإنسان من العبودية لم تشمل المرأة بذلك، ونص القانون الفرنسي على أن المرأة ليست أهلا للتعاقد دون رضي أن كانت غير متزوجة.

إما المرأة عند العرب قيل الإسلام فقد كانت مهضومة الحقوق لا ميراث لها، وليس لها أي حق على زوجها، فهو يطلقها متى يشاء ويتزوج من غيرها بلا حدود، وكان العرب في الجاهلية يتشاءمون من ولادة الأنثى، حتى وصل الأمر بهم إلى واد البنات، وهن أحياء خشية الفقر والعار.

وقد ارتفعت مكانة المرأة في الإسلام الكثير من الحقوق كحق الحياة، وحق الملكية والتصرف بأموالها واعتبرها كاملة الأهلية ولها ذمة مالية مستقلة، ويعتبر الدين الإسلامي أكثر الأديان الذي أعطى المرأة حقوقا، وان لم تنسجم بعض هذه الحقوق مع المعايير والقوانين الدولية، والشرعة الدولية لحقوق الإنسان، كما هو شان الحقوق التي تمتعت به المرأة قديما وحديثا