الدكتور شاكر مطلق
30/08/2008, 10:48 AM
تَداعياتٌ عبَّاسيةٌ (*)
د. شاكر مطلق
(*) : كُتبتْ هذه المقطوعات الشعرية في الرّمال الذهبية – طرطوس بتاريخ 17- 18/8/2007 بوحيٍ ، وبما يشبه المعارضة ،إبان قراءتي لشعر شاعر الغزل العباسيّ الرقيق " خالد بن يزيد التَّميمي الكاتب " المعروف باسم – خالد الكاتب - والمتوفى عام 876 م .
صدر ديوانه بدراسة وتحقيق " كارين صادر " عن وزارة الثقافة بدمشق عام 2006 – سلسلة إحياء التراث العربي رقم ( 120 ) .
=====================
نشرت في " الموقف الأدبي " - اتحاد الكتاب العرب -دمشق .
د. شاكر مطلق
- 1 -
لمّا رأيتُكَ في الظِّلامِ تَسيرُ
أَبصَرتُ نَجماً في العيونِ يَدورُ
فحِسبتُ نفسي غارقاً في نورِهِ
ورأيتُ شيئاً في الهواءِ يَمورُ
أَطْبـقتُ ، من لَهَفي عليكَ ، أنامِـلي
تِـبْـرٌ تَبدّى في يَديَّ ، نَضيرُ
من أينَ جاءَ الـتِّـبـرُ لولا نهدُها
كالنَّبعِ فارَ ، وما يزالُ يَفورُ ؟...
=================
د. شاكر مطلق
- 2 -
عندَكَ الصَّدُّ وعندي
وَجْدُ أشْواقٍ يَـزيدْ
لستُ أُخْفـيكَ شعوري
أنتَ ظبْيٌ ، لا يُريدْ
كلّما وافاكَ منّي
بسلامٍ أو بريدْ
عادَ مقهوراً حزيناً
- دون وصلٍ – كالطَّريدْ
عنديَ القلبُ أتُونٌ
( ولكَ القلبُ الجليدْ )(*) ...
=========================
(*)الشطر للشاعر " خالد الكاتب " .
د. شاكر مطلق
- 3 -
... فاسْلَمْ ، حبيبي ، من جنونِ فؤادي
حبَّي ،كشِعري ، قاتلٌ لِـرُقادي
جسدي كبركانٍ يُدمُّرُ ذاتَهُ
كالشُّهْبِ تَهوي في سماءِ سُهادي
ما كانَ حبّاً ، لو بَـقيتُ بلا أذى
أوْ كانَ عدلاً ، لو وهَبتُكَ زادي
فانفرْ – حبيبَ الروحِ – عنّي للمَدى
فهناكَ تبقى سالماً بِـبِعادي ...
=======================
د. شاكر مطلق
- 4 -
لستُ أرجوكَ لوُدِّي
لستُ أهْجوكَ لصَدّي
غيرَ أنَّ الحبَّ عندي
أنْ تكونَ النّجمَ بعدي
سابحاً في كلٍّ أفـْقٍ
كيْ يُريكَ اللّيلُ وَجْدي
ويُريكَ البُعدُ بُعْدي
وأنا أذْوي لوَحْدي ...
========================
د. شاكر مطلق
- 5 -
ودَّعْتُ حبّي بلا حِقدٍ ولا كَمَدِ
وكدْتُ أنسى على أبوابهِ كَبِدي
وَقْـعُ الفِراقِ على الأرواحِ مَـقـْتـلَـةٌ
أمَّا الجروحُ ، فما يَدري بها جسدي
لا أحسِبُ القلبَ ، يَدري ما ألـمَّ بنا
فالقلبُ ، من زمنٍ ، ولَّى ولمْ يَعُدِ
لا تُعلِميهِ ، دعيهِ في سََـكَرِ الهوى
كالطفلِ يَبكي ، ولا يشكو إلى أحَدِ ...
========================
د. شاكر مطلق
- 6 -
أَلِكُـلِّ صَبٍّ آهـةٌ وذُبولُ
وبكلِّ من خَبِرَ الفِراقَ نُحولُ ؟
علَّمْتُ قلبي أنْ يكونَ كصَخرةٍ
عند الوَداعِ ، فلا دُموعُ تَسيلُ
لكّنه خانَ العُهودَ وما وَفى
تحتَ الشَّغافِ الحزنُ فيه ثَـقيـلُ
لمّا التَفتُّ ، رأيتُه في خُـلْسةٍ
يَجري وراءَ الحبِّ ، وهو خَجولُ ...
=======================
د. شاكر مطلق
- 7 –
وَلَـهي عَليَّ ولَوْعَـتي
لمّا حَلَلْتِ بمُهْجَـتي
بَدَني تَـغيَّرَ لونُــهُ
والنَّومُ غادرَ مُقْـلَـتي
حتّى الرَّغيفَ مَـلَلْتُـهُ
ومَلَلْتُ حتّى زَفْـرَتي
الشَّوقُ يَفضَحُ سرَّنا
والصّبرُ يَسـْتُرُ عَبْـرَتي ...
===================
د. شاكر مطلق
- 8 –
أَزِفَ الفِراقُ فباحَ بالمَسْتورِ
جَفْنُ المُحبِّ ، برقَّـةٍ وفُـتورِ
بـيَديهِ كَفيِّ غارقاً بدموعِهِ
تَجري ، فتوقِـظُ نَشْوَةَ المَخمورِ
جسَدانِ في ماءِ العيونِ تَوحَّدا
غَرِقا بلُجَّةِ ذلكَ المَقْدورِ
مَنْ يُسْعِفُ الغَرقى ، وكانا مرةً
رمزاً لحبٍّ طاهِرٍ مَقْـهورِ ؟ ...
============================
د. شاكر مطلق
- 9 –
رحَلَ الحبـيبُ وما يُطيقُ وَدَاعي
فانْـداحَ حزني في جنونِ يَراعي
هَطَـلَ الحنينُ على شَفيفِ ردائِها
وأَزاحَ عن وجـهي كَـثيفَ قِناعي
وغدا كنجمٍ ، دونَ بحرٍ ، مُبحراً
يُهدي إليها في المساءِ شراعي
وأراهُ من سَفَرٍ يعودُ مُمـزَّقاً
ضاعَ الحبيبُ ، فهَلْ يُريدُ ضَياعي ؟...
=========================
د. شاكر مطلق
- 10 –
إنْ كنتَ تَـدري أيْنَ قلبي لا تَـبُحْ
بالسِّرِّ حتّى لا يَنالَ عِـقابي
هَجرَ الشَّـغافَ بدونِ علمي هارباً
من حَرِّ شوقي أو جَحيمِ عذابي
أتَراهُ أمسى في سريركَ لاجئاً
يَبـغي الأمانَ ، ولا أمانَ ببابي ؟
سرقَ القصائدَ من ثنايا مُهْجـتي
فبقيتُ وَحدي ، دونَ بَوْحِ شَبابي ...
=======================
د. شاكر مطلق
- 11 -
كُنْ كيفَ شِئتَ فإنَّ قلبيَ صابرُ
حَلَّ الفِراقُ ، فلا دموعٌ تَنْفِرُ
أنا لستُ صَبّاً ، كالخَلائقِ طينُـهُ
طيني صخورٌ لا تُفَـلُّ وتُكسَرُ
أطلِقْ بروقَ الصَّدِّ إنّي صامدٌ
قمَري سيبقى ، رُغمَ هجرِكَ ، يُقمِرُ
وإذا رغبتَ الوصلَ يوماً ، قدْ تَرى
نخلاً بكفّيَ، مُثمراً لا يُقـهَرُ .
=====================
حمص - سورية د. شاكر مطلـق
بتاريخ 17- 18/8/2007
mutlak@scs-net.org : E.-Mail
د. شاكر مطلق
(*) : كُتبتْ هذه المقطوعات الشعرية في الرّمال الذهبية – طرطوس بتاريخ 17- 18/8/2007 بوحيٍ ، وبما يشبه المعارضة ،إبان قراءتي لشعر شاعر الغزل العباسيّ الرقيق " خالد بن يزيد التَّميمي الكاتب " المعروف باسم – خالد الكاتب - والمتوفى عام 876 م .
صدر ديوانه بدراسة وتحقيق " كارين صادر " عن وزارة الثقافة بدمشق عام 2006 – سلسلة إحياء التراث العربي رقم ( 120 ) .
=====================
نشرت في " الموقف الأدبي " - اتحاد الكتاب العرب -دمشق .
د. شاكر مطلق
- 1 -
لمّا رأيتُكَ في الظِّلامِ تَسيرُ
أَبصَرتُ نَجماً في العيونِ يَدورُ
فحِسبتُ نفسي غارقاً في نورِهِ
ورأيتُ شيئاً في الهواءِ يَمورُ
أَطْبـقتُ ، من لَهَفي عليكَ ، أنامِـلي
تِـبْـرٌ تَبدّى في يَديَّ ، نَضيرُ
من أينَ جاءَ الـتِّـبـرُ لولا نهدُها
كالنَّبعِ فارَ ، وما يزالُ يَفورُ ؟...
=================
د. شاكر مطلق
- 2 -
عندَكَ الصَّدُّ وعندي
وَجْدُ أشْواقٍ يَـزيدْ
لستُ أُخْفـيكَ شعوري
أنتَ ظبْيٌ ، لا يُريدْ
كلّما وافاكَ منّي
بسلامٍ أو بريدْ
عادَ مقهوراً حزيناً
- دون وصلٍ – كالطَّريدْ
عنديَ القلبُ أتُونٌ
( ولكَ القلبُ الجليدْ )(*) ...
=========================
(*)الشطر للشاعر " خالد الكاتب " .
د. شاكر مطلق
- 3 -
... فاسْلَمْ ، حبيبي ، من جنونِ فؤادي
حبَّي ،كشِعري ، قاتلٌ لِـرُقادي
جسدي كبركانٍ يُدمُّرُ ذاتَهُ
كالشُّهْبِ تَهوي في سماءِ سُهادي
ما كانَ حبّاً ، لو بَـقيتُ بلا أذى
أوْ كانَ عدلاً ، لو وهَبتُكَ زادي
فانفرْ – حبيبَ الروحِ – عنّي للمَدى
فهناكَ تبقى سالماً بِـبِعادي ...
=======================
د. شاكر مطلق
- 4 -
لستُ أرجوكَ لوُدِّي
لستُ أهْجوكَ لصَدّي
غيرَ أنَّ الحبَّ عندي
أنْ تكونَ النّجمَ بعدي
سابحاً في كلٍّ أفـْقٍ
كيْ يُريكَ اللّيلُ وَجْدي
ويُريكَ البُعدُ بُعْدي
وأنا أذْوي لوَحْدي ...
========================
د. شاكر مطلق
- 5 -
ودَّعْتُ حبّي بلا حِقدٍ ولا كَمَدِ
وكدْتُ أنسى على أبوابهِ كَبِدي
وَقْـعُ الفِراقِ على الأرواحِ مَـقـْتـلَـةٌ
أمَّا الجروحُ ، فما يَدري بها جسدي
لا أحسِبُ القلبَ ، يَدري ما ألـمَّ بنا
فالقلبُ ، من زمنٍ ، ولَّى ولمْ يَعُدِ
لا تُعلِميهِ ، دعيهِ في سََـكَرِ الهوى
كالطفلِ يَبكي ، ولا يشكو إلى أحَدِ ...
========================
د. شاكر مطلق
- 6 -
أَلِكُـلِّ صَبٍّ آهـةٌ وذُبولُ
وبكلِّ من خَبِرَ الفِراقَ نُحولُ ؟
علَّمْتُ قلبي أنْ يكونَ كصَخرةٍ
عند الوَداعِ ، فلا دُموعُ تَسيلُ
لكّنه خانَ العُهودَ وما وَفى
تحتَ الشَّغافِ الحزنُ فيه ثَـقيـلُ
لمّا التَفتُّ ، رأيتُه في خُـلْسةٍ
يَجري وراءَ الحبِّ ، وهو خَجولُ ...
=======================
د. شاكر مطلق
- 7 –
وَلَـهي عَليَّ ولَوْعَـتي
لمّا حَلَلْتِ بمُهْجَـتي
بَدَني تَـغيَّرَ لونُــهُ
والنَّومُ غادرَ مُقْـلَـتي
حتّى الرَّغيفَ مَـلَلْتُـهُ
ومَلَلْتُ حتّى زَفْـرَتي
الشَّوقُ يَفضَحُ سرَّنا
والصّبرُ يَسـْتُرُ عَبْـرَتي ...
===================
د. شاكر مطلق
- 8 –
أَزِفَ الفِراقُ فباحَ بالمَسْتورِ
جَفْنُ المُحبِّ ، برقَّـةٍ وفُـتورِ
بـيَديهِ كَفيِّ غارقاً بدموعِهِ
تَجري ، فتوقِـظُ نَشْوَةَ المَخمورِ
جسَدانِ في ماءِ العيونِ تَوحَّدا
غَرِقا بلُجَّةِ ذلكَ المَقْدورِ
مَنْ يُسْعِفُ الغَرقى ، وكانا مرةً
رمزاً لحبٍّ طاهِرٍ مَقْـهورِ ؟ ...
============================
د. شاكر مطلق
- 9 –
رحَلَ الحبـيبُ وما يُطيقُ وَدَاعي
فانْـداحَ حزني في جنونِ يَراعي
هَطَـلَ الحنينُ على شَفيفِ ردائِها
وأَزاحَ عن وجـهي كَـثيفَ قِناعي
وغدا كنجمٍ ، دونَ بحرٍ ، مُبحراً
يُهدي إليها في المساءِ شراعي
وأراهُ من سَفَرٍ يعودُ مُمـزَّقاً
ضاعَ الحبيبُ ، فهَلْ يُريدُ ضَياعي ؟...
=========================
د. شاكر مطلق
- 10 –
إنْ كنتَ تَـدري أيْنَ قلبي لا تَـبُحْ
بالسِّرِّ حتّى لا يَنالَ عِـقابي
هَجرَ الشَّـغافَ بدونِ علمي هارباً
من حَرِّ شوقي أو جَحيمِ عذابي
أتَراهُ أمسى في سريركَ لاجئاً
يَبـغي الأمانَ ، ولا أمانَ ببابي ؟
سرقَ القصائدَ من ثنايا مُهْجـتي
فبقيتُ وَحدي ، دونَ بَوْحِ شَبابي ...
=======================
د. شاكر مطلق
- 11 -
كُنْ كيفَ شِئتَ فإنَّ قلبيَ صابرُ
حَلَّ الفِراقُ ، فلا دموعٌ تَنْفِرُ
أنا لستُ صَبّاً ، كالخَلائقِ طينُـهُ
طيني صخورٌ لا تُفَـلُّ وتُكسَرُ
أطلِقْ بروقَ الصَّدِّ إنّي صامدٌ
قمَري سيبقى ، رُغمَ هجرِكَ ، يُقمِرُ
وإذا رغبتَ الوصلَ يوماً ، قدْ تَرى
نخلاً بكفّيَ، مُثمراً لا يُقـهَرُ .
=====================
حمص - سورية د. شاكر مطلـق
بتاريخ 17- 18/8/2007
mutlak@scs-net.org : E.-Mail