المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث الغروب / ثبوت الهلال ووحدة المسلمين



نايف ذوابه
31/08/2008, 11:10 PM
ثبوت هلال رمضان ووحدة المسلمين...



نايف ذوابه


صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته...
اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ...
الله أكبر الله أكبر ...
قال صلى الله عليه وسلم :" لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له"، رواه البخاري وغيره.
ولفظ الترمذي: "لا تصوموا قبل رمضان، صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن حالت دونه غيابة فأكملوا ثلاثين يومًا".
إنه هلال رمضان شهر البر والخير شهر الصبر والمواساة ... الشهر الذي يُزاد فيه رزق المؤمن ... الشهر الذي تتزين فيه الجنة لكثرة الطاعات.... وتُصفّد فيه الشياطين وتُغلق فيه النار لقلة المعاصي والآثام....
هلال الخير هل علينا بعد انتظار ستة أشهر من الدعاء والتضرع أن يبلغنا الله إياه بعد دأبنا ستة قبلها في الدعاء والتضرع إلى المولى أن يتقبل منا عملنا في رمضان ....
يثبت هلال رمضان لتثبت القلوب على طاعة ربها، طهرة في القلب و سكوناً في الجوارح، فتقبل عليه مخبتة ذليلة تبغي الخير، وتقصر عن الشر، وتتداعى إلى نوائب المعروف وتفريج كربات المحرومين الذين يشعرون بنعيم هذا الشهر وأفضال المولى ومنه عليهم فيه ...
عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: «أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيام نهاره فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من خير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يُزاد فيه رزق المؤمن..».
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ..)


يثبت هلال رمضان بثبوته في أي بقعة على الأرض ليوحد المسلمين في جنبات الأرض فرحين بالشهر الكريم، وليصوم ما يزيد على مليار مسلم في يوم واحد، يشهدون سحوراً واحداً يبارك الله لهم فيه، ويفطرون على اختلاف مواقيتهم حسب ديارهم في يوم واحد... كل ذلك شاهد على وحدتهم ... وحدة حقيقية ... هذا هو الأصل في المسلمين أن يشهدوا رمضان معاً بعد أن تيسرت سبل الإعلان عن مشهد الهلال ورؤيته بشهوده العدول في أي بقعة من بقاع الأرض ...
هذه الوحدة المأمولة للمسلمين هي الأصل، وتلكم الفرقة التي يقتات المسلمون آلامها هي الطارئة في حياة أمة هي خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله .... أمة شاهدة على الناس ورسول الهدى شهيد عليها ...
(وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ).
إن الأصل في المسلمين اليوم أن يصدروا في رؤية شهر رمضان من بلد واحد وإمام واحد، يعلن عليهم في هذه المناسبة العظيمة ثبوت هلال هذا الشهر العظيم، ويبارك لهم فيه ويدعوهم إلى عبادة الله وطاعته، والرفق ببعضهم وقضاء حوائج بعضهم الآخر، ويكون هو قدوتهم في تقوى الله والحدب على الرعية والرفق بها وتفقد أحوالها والاطمئنان على شأن كل صغيرة وكبيرة في مشارق الأرض ومغاربها من شؤون رعيته ....
ولكن ... هيهات هيهات ... فقد حُرم المسلمون هذه الوحدة المنشودة وفرّقت حكامَهم وشعوبَهم الأهواءُ والشهوات والمشارب ... فعمّدوا – وبسبق إصرار – على تفريق شمل المسلمين باختلاف ثبوت هلال رمضان؛ ليفسدوا على المسلمين فرحة الشهر والإحساس بالوحدة الوجدانية والروحية في هذا الشهر الكريم ...
حقاً لقد تم تسييس ظهور هلال رمضان تبعاً لأهواء الحكام، الذين لا يرقبون في شعوبهم إلاًّ ولا ذمّة، بحرمانهم من الإحساس بالوحدة والأخوة في هذا الشهر العظيم، وبانفتاح بلدانهم على بعضهم البعض، فيما يؤرثون المشاعر الوطنية والقومية بدل مشاعر الأخوة الإسلامية... يختلفون في ثبوب هلال رمضان وهلال شوال فيما يجمعون على التوحد في التأريخ الميلادي الذي هو رمز حضارة أعدائهم من الكفار المستعمرين، ناهبي خيرات بلاد المسلمين... وهكذا ترى ترى دولة تصوم بعد ثبوته بيوم، وأخرى تصوم بعد يومين وثالثة تصوم بعد ثلاثة أيام......!! وهي بلدان متجاورة!! بذريعة أن هلال رمضان لم تثبت رؤيته عندها، أو بذريعة الحسابات الفلكية عن موعد تولّد هلال شهر رمضان مع أن الخطاب مقيدٌ برؤية هلال رمضان لا بتولّده
(صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته).
أما اختلاف المطالع فِإنها تسويغ لفرقة المسلمين واعتراف بفرقتهم وتمزقهم إلى كيانات؛ أيّ مطلع يختلف بين دولتين متجاورتين من بلاد المسلمين المبتلاة بالفرقة والتجزئة الطارئة؟ وكيف لا يختلف المطلع إلا في رمضان بينما يجتمع المسلمون في التاسع من ذي الحجة على جبل عرفة ويحتفلون بعيد الأضحى معاً دون أن اعتبار لذريعة اختلاف المطالع في ذي الحجة؟!
إلى الله المشتكى ممن أمعن في فرقة المسلمين، وأعان الكفار في تشتيت شملهم وحرمانهم من التوحد في هذه المناسبة العظيمة التي أشرقت فيها شمس الإسلام بالعزة، وازدهت بالفتوحات والانتصارات ابتداء من غزوة بدر الكبرى وفتح مكة، ومرورا بعين جالوت ولن تنتهي بإذن الله بتكبيرات الجيش المصري في رمضان في حرب تشرين 1973 حين اقتحم خط بارليف، وحطم الخط الذي وصفه المحللون بأنه أعظم من خط ماجينو، وكل ما عرفته الحروب السابقة من تحصينات... اقتحموه في يوم جهاد وصوم فبارك الله لهم وبارك فيهم، فانهار تحت ضربات الجنود المكبرين، وأصبح خط بارليف خبراً سيئاً لإسرائيل، وسمعة ملطخة بالعار بعدما كان مفخرة لها، ولم يفسد فرحة النصر على أهل المنطقة غير الساسة الذين جعلوا بلادنا مراحاً للقوى الدولية السياسية والعسكرية، وقيّدوا حركة الجيش المصري بما يوافق أهواء القوى الدولية الطامعة في بلادنا ...
لله أنت من شهر كريم ... شهر النفحات والقربات ...
كان من دعاء السلف الصالح: "اللهم سلّمني إلى رمضان، وسلّم لي رمضان، وتسلّمه مني متقبلاً».
اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وتلاوتنا وشفّع فينا الصيام والقرآن لنكون من عتقاء شهرك الكريم.... ونكون ممن مننت عليهم بالنظر إليهم فنفوز بعفوك ومغفرتك وجنتك....
وكل رمضان وأنتم بخير ...

الحاج بونيف
01/09/2008, 12:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاك الله خيرا أخي على ما تفضلت به من كلام طيب، وبمناسبة هذا الشهر الفضيل نسأل الله أن يوحد الأمة الإسلامية على قلب واحد فنصوم في اليوم نفسه من دون هذه الفروقات التي ما زالت تنخر جسد الأمة..
فنحن في الجزائر نصوم يوم الإثنين، وجارتنا ليبيا صامت اليوم الأحد فسبحان الله..
رمضان مبارك ..
وكل عام وأنتم بخير..

جمال الأحمر
01/09/2008, 04:51 AM
السلام عليكم/
صدقت يا أخي
وفقني الله وإياك لصيامه وقيامه على أحسن وجه...


http://arabswata.org/forums/picture.php?albumid=13&pictureid=66

نايف ذوابه
01/09/2008, 06:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاك الله خيرا أخي على ما تفضلت به من كلام طيب، وبمناسبة هذا الشهر الفضيل نسأل الله أن يوحد الأمة الإسلامية على قلب واحد فنصوم في اليوم نفسه من دون هذه الفروقات التي ما زالت تنخر جسد الأمة..
فنحن في الجزائر نصوم يوم الإثنين، وجارتنا ليبيا صامت اليوم الأحد فسبحان الله..
رمضان مبارك ..
وكل عام وأنتم بخير..
حضورك مبارك وتفاعل طيب أخي الحاج يونيف
وحدة الأمة الإسلامية قضية مصيرية للمسلمين ينبغي أن يبذلوا دونها النفس والنفيس حتى ينعموا بدينهم مطبقا عليهم وحتى يحملوا رسالة ربهم إلى الناس التي ائتمنهم عليها وحتى ينعموا بخيرات بلادهم التي استأثر بها الكافر المستعمر في ظل تشتتهم .. وحتى تزول هذه الحدود البغيضة التي تفرق الأخ عن أخيه..
رمضان مبارك وحياك الله ..

نايف ذوابه
01/09/2008, 06:54 PM
السلام عليكم/

صدقت يا أخي
وفقني الله وإياك لصيامه وقيامه على أحسن وجه...



http://arabswata.org/forums/picture.php?albumid=13&pictureid=66


ووفقك الله لتحقيق هذا الشعار العظيم الذي دونته في توقيعك .. سنعود إليك يا أمنا الأندلس والذي يبدو خيالا في نظر البعض وما يدرون أن عودة الأندلس أكيدة بإذن الله إن توفرت الأسباب والظروف لأن عودة فلسطين والأندلس تقوم على نفس المبدأ ..
جعلك الله جميلا في كل العيون يا جمال ..:fl:

نايف ذوابه
02/09/2008, 06:59 PM
كم نحن بحاجة إليك يا رمضان...؟!!


نايف ذوابه


تشتاق نفوس المؤمنين لرمضان اشتياق الأرض العطشى لحبات المطر... وها نحن ظماء إلى كل رمضان بكل ما فيه من عبادات وأجواء وصلات لتنشط فينا دورة الروح وليخفف من لهيب الدنيا والتنافس عليها في نفوسنا .. اقبل رمضان وأقبلت معه نفحات الخير ونسمات الحب التي بدأت تفعل مفعولها في العلاقات الاجتماعية بين الناس وهم يترقبون قدوم هذا الضيف العزيز بالتهاني والابتسامات الصافية والقلوب التي تتصافح قبل العيون المفعمة بالود والحب والثقة التي يجددها رمضان بين الناس..
وليس عجباً أن نسمع أو نقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان".والله ليت السنة كلها رمضان .. ليت السنة كلها رمضان .. فأي سر فيك يا رمضان حتى تأسر القلوب بالمحبة والتصافي فتتقيد الشياطين وتتزين الجنة لأصحابها ويفتح باب الريان لخاصة عباد الله .. الصائمين لله احتسابا وامتثالا ...؟!


وكان رسول الله– صلى الله عليه وسلم – يبشر أصحابه، بدخول رمضان: "أتاكم شهر رمضان، شهر بركة، ينزل الله فيه الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، ويباهي الله بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله".
رمضان شهر الرحمة رحمة المسلمين بإخوانهم وعطفهم عليهم وتعاطفهم معهم والسير في قضاء حوائجهم.. وهكذا يغدون كما وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .. و رمضان بعد ذلك شهر الصبر صبر على طاعة الله.. صبر على حرمان النفس من متاع الحياة الدنيا وشهواتها وهنا تتجلى الإرادة المؤمنة التي تمتثل لبارئها عز وجل طمعاً فيما ادخر لها من أجر عظيم ومقام كريم للصائمين الذين اختصهم بباب من أبواب جنته .. باب الريان الذي لا يدخله إلا الصائمون.. وهكذا تتجلى في المؤمن الحق الذي حقق معنى الصيام كما أراده الله خصيصتان وصفتان هما الصبر الذي يتجلى بالإرادة على الامتثال الإلهي وقوة المراقبة للنفس التي تستمرئ اللذة وتتجنب المشقة.. والمراقبة ذلك الضابط الذي تحدثت عنه الآية الكريمة آية الصوم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
فالحكمة من الصوم هي تنمية التقوى وهي روح المراقبة للنفس الأمارة بالسوء، وإذا لم تتحقق التقوى فحينئذ يصدق على الناس قول الرسول صلى الله عليه وسلم: كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وكم من قائم ليس له من صيامه إلا التعب والسهر .. وعاملا الصبر (الإرادة) وقوة المراقبة (التقوى) يعملان في الإنسان معاً، ولا ينفصل أحدهما عن الآخر.. فجدوا واجتهدوا أيها الصائمون ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). [الزمر:53].
يأتي رمضان ليفتح لنا أبواب الأمل على مصراعيها بأن رحمة الله واسعة، وأن فضله عظيم، يفرح بتوبة عبده فرحة الأعرابي الذي وجد دابته بعد أن أجهده السير في صحراء الهجير...
يعود رمضان ليعيد الحياة إلى نفوسنا الكليلة ويحييها بعد موات... يعود رمضان ليجدد فينا الطاعة لله وحده دون سواه والحب لله ولرسوله وصحابته وأوليائه دون سواهم من البشر .. فيا أيها المتحابون في الله المتباذلون فيه أقبلوا على رمضان ... أقبلوا على الله، واجعلوها صحبة لا تنفك عراها مع الصيام والقيام وتلاوة القرآن، ورعاية الفقراء وحب المساكين، وقضاء حوائج ذوي الحاجات الذين غفل عنهم سلطان الأرض ولم تغفل عنهم عين السماء، وجعلتكم لهم يدا حانية وقلبا رؤوفا رحيما تقضى على أيديكم حاجاتهم ...
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأحقاف:13-14]


ما أعظم الفرص والمنح الإلهية فيك يا رمضان .. رب كريم عفو رحيم... ورمضان شهر كريم ..
أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقيّ مَن حُرم فيه رحمة الله عز وجل، كما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "للصائم عند فطره دعوة لا ترد".


وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: "أي الصدقة أفضل؟ فقال: صدقة رمضان".
وقال صلى الله عليه وسلم: "من سقى صائماً عند فطره سقاه الله من حوضه شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة".
نسأل الله أن نكون من أهل الجائزة في هذا الشهر الكريم، ونفوز بنظر المولى إلينا، فيحرم نفوسنا على النار، ولكن حتى نبلغ هذا المقام لا بد أن نفعّل جهازي المراقبة والإرادة أي التقوى والإرادة هي الصبر.. الصبر على ما نحب والصبر على ما نكره.. والتقوى ذلك الضمير الحي الذي يحث المؤمن على الطاعة ويزين له الخير، و يقبح له المعصية وينأى به عما حرم الله ونهى عنه، ويذكره بما أعد الله للمؤمنين من نعيم مقيم في الجنة وما أعد لأهل النار من عذاب شديد ..

نايف ذوابه
08/09/2008, 12:53 AM
كيف نحقق التقوى في صوم رمضان؟
نايف ذوابه
أهلا بالزائر العظيم والعاهل الكبير أهلا بك يا رمضان ...
رمضان أيا ملك الشهور و يا قرة عين المؤمنين المخبتين .. يا ملاذ التائبين
أي موسم للخير، والبذل هذا وأي موسم للحب... أي موسم للتنافس تتسامى فيه الأرواح.. أي موسم تتطهر فيه النفس من حب الدنيا ومن الدنايا لتحلق في سماء الروح.. زاهدة فيما بين أيدي الناس طامعة فيما عند الله عز وجل.

وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: «أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيام نهاره فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من خير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد فيه رزق المؤمن..».

فتعالوا نتخذ من رمضان موسماً للرجوع إلى الله، وتعالوا نتلُ القرآن ونتدارسه، لعلنا نكون مع هؤلاء الذين تنزل عليهم السكينة، وتغشاهم الرحمة، وتحفهم الملائكة، ويذكرهم الله فيمن عنده.

تعالوا نحقق مراد الله عز وجل من هذا الشهر (لعلكم تتقون)
فإن الله لا يناله من عطشنا وجوعنا وحرماننا إلا التقوى منها وأي مقام لهذه الفريضة أعظم من مقام قال الله عز جل فيه على لسان رسوله ..كل عمل ابن له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ..
فهنيئا لمن بلغه الله الشهر وهنيئا لمن عقد النية و شحذ الهمة والعزيمة وشمر عن ساعد الجد ليصوم هذا الشهر ويقومه ويفيه حقه من الذكر والتلاوة والقيام والإنفاق في سبيل الله.. وهو يعلم أن الأجر مضاعف في هذا الشهر تضاعف فيه الأجور
رمضان مدرسة التقوى ومدرسة الصبر .. صبر على طاعة الله وتمرس على كبت الأهواء والشهوات والتحليق في سماء الروح قربا من المولى عز وجل وامتثالا لأمره وطمعا فيما أعده لعباده الصائمين,,
والصبر جنة والصبر ضياء والصبر عطاء ومنة من الرحمن وما أعطي عبد عطاء خير من الصبر.. وبالصبر تطيب الحياة وندرك فيها أطيب العيش كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ولو كان الصبر رجلا لكان كريما ..
لعلكم تتقون..

جعل الله سبحانه حكمة للصيام وهي (التقوى) فقال سبحانه: ]لعلكم تتقون الله وطاعته والاستعداد للقائه سبحانه كما عرفها بعض الصحابة: "الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل"
ولذلك فعلى الصائم أن يحرص على تحقيق هذه الحكمة من صيامه لأن الله سبحانه قد جعل التقوى حكمة الصيام عندما فرضه سبحانه.
فلينظر المرء في صيامه هل زاده خشيةً لله سبحانه وطاعةً لله ورسوله واستعداداً للقائه بالإكثار من فعل الخيرات؟ فيكون صياماً صادقاً يحقق به أجراً عظيماً خالصاً من ربِّ العالمين وبشرى زكيةً طيبةً من رسول الله : "كلّ عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"(3) "للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وأخرى عند لقائه ربه"(4). أما إن لم يحقق حكمة الصيام فليعالج هذا الأمر قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله تعالي إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقيّ مَن حُرم فيه رحمة الله عز وجل".

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "للصائم عند فطره دعوة لا ترد".
أخي الصائم وأختي الصائمة:
دعوتك ساعة الإفطار مستجابة يقيناً .

قال الرسول صلى الله عليه وسلم :"الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة. يقول الصيام: أي ربي .. منعته الطعام والشهوات في النهار . ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفّعني فيه، فيُشفّعان".

ويقول صلى الله عليه وسلم: رغم أنف عبد، أدرك رمضان ولم يُغفَر له". فالذي يمر عليه رمضان ولا يغفر له ، يستحق أن يُمرّغ أنفه في التراب.