المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشهر الإغتيالات السياسية



هري عبدالرحيم
02/09/2008, 03:06 AM
أشهر الإغتيالات السياسية


أشهر الاغتيالات السياسية
شهد التاريخ الإنساني، بعد تشكل نظم الدولة، عمليات اغتيال كثيرة طالت عددا كبيرا من القادة والزعماء والمعارضين، وشغل موضوع الإغتيالات السياسية جدلا كبيرا بين الباحثين والمفكرين لتحديد دوافعه وتأثيره، وخلال الحلقات التالية يكشف الكاتب إبراهيم سراج في كتابه " أشهر الاغتيالات السياسية في التاريخ، بعض دوافع اغتيال أشهر الزعماء السياسيين.

اغتيال الرئيس بوضياف

يعتبر بوضياف أحد زعماء الثورة الجزائرية، وأحد أعضاء نواتها الأولى والذي غاب عن الجزائر لمدة ثلاثين سنة قضى أغلبها بمدينة "القنيطرة" المغربية، فرارا من حكم إعدام صدر في حقه من طرف حكومة أحمد بنبلة باعتباره عنصرا خطيرا على الأمن القومي.
ويوصف محمد بوضياف بأب الثورة الجزائرية، إذ بدأ مشواره النضالي منذ ثلاثينات القرن الماضي، وكان من قياديي التنظيم العسكري التابع لحزب الشعب الجزائري الذي أسسه سنة 1947 لإعداد الثورة الجزائرية، وبعد انكشاف أمر هذا التنظيم من طرف السلطات الإستعمارية دخل بوضياف في السرية واختفى عن الأنظار. كما ساهم بوضياف في نونبر 1954 في تأسيس "جماعة 22 الثورية للوحدة والعمل"، واللجان الست التي فجرت ثورة التحرير الجزائرية رفقة أحمد بنبلة ورابح بيطاط ومحمد خيضر وكريم بلقاسم وحسين أيت أحمد والعربي بن مهيدي، كما تمكن بوضياف من إنقاذ الجزائر ثلاث مرات على الأقل.
_الأولى سنة 1954 حينما اشتد الصراع بين الأحزاب، وانقسم التيار الإستقلالي عن نفسه، فساهم بوضياف في حسم الموقف لصالح حتمية الثورة.
_والثانية سنة 1964 بعد الإستقلال بعامين، حينما فضل المنفى الإختياري خارج الجزائر حتى لا يشارك في الصراع الداخلي الناشب بين ثوار الأمس غداة الإستقلال.
_والثالثة كانت سنة 1993 استجابة للنداء الوطني بعد إقالة الشاذلي بنجديد.
وفي عهد أحمد بنبلة أعدم العقيد شعباني، كما اغتيل محمد خيضر في اسبانيا، وتم اعتقال بوضياف في سنة 1963، وحكم عليه بالإعدام، وبعد تدخل العديد من الوسطاء أفرج عنه، وسافر إلى باريس ومنها إلى مدينة القنيطرة بالمغرب حيث قضى قرابة ثلاثين سنة قبل أن تستغيث به المؤسسة العسكرية في الجزائر ليكون رئيسا للجمهورية، خلفا للشاذلي بنجديد.
ويقول بوضياف عن اعتقاله، في أحد كتبه، إنه كان بطريقة بشعة، إذ كان يتجول في الشارع، وجرى إلقاء القبض عليه ثم حكم عليه بالإعدام بتهمة التآمر على أمن الدولة.
وبعد تدخل بعض الأطراف، واعتبارا لماضيه النضالي أطلق سراحه، ثم هاجر إلى فرنسا حيث أسس حزبا معارضا اشتراكي التوجه، كما ألف كتابه الشهير:" الجزائر إلى أين"، لكن بعد فترة قصيرة قام بإلغاء الحزب، وفضل الإقامة في المغرب حيث أقام مصنعا لصناعة الآجر(لبنات البناء) قرب قنطرة أولاد برحال، وكان بوضياف يؤكد دعم المغاربة غير المشروط للثورة الجزائرية.
ومن المعروف أن الثورة الجزائرية اندلعت في وضع سياسي جزائري يتسم بالتعددية الشكلية، وكانت بعض الأحزاب آنذاك ترى عبثية الثورة، وتراهن على ضرورة الإندماج الكلي في المجتمع الفرنسي(المجتمع الأم)، حسب النخبة الفرانكفونية في ذلك الوقت، كما أن الثورة الجزائرية كانت فقيرة جدا في البداية من حيث انعدام الذخيرة الحربية والسلاح، إلا أنها كانت آنذاك تحتضن شعبا قابلا للتضحية والفداء، وكان اعتمادها في البداية على مساعدات بعض الدول وفي مقدمتها مصر والمغرب. كما كانت المقاومة المغربية تتخلى عن نصيبها من المساعدات العربية لفائدة الثورة الجزائرية،وتؤكد مختلف شهادات مفجري الثورة الجزائرية دعم ومساندة المغرب والمغاربة للثورة الجزائرية ضد فرنسا.
_ يتبع_ جريدة الصباح .

أيوب بوخاتم
02/09/2008, 04:03 AM
وكريك بلقاسم

أردت فقط أن أنبه على الخطأ المطبعي الوارد و هو إسم المجاهد كريم بلقاسم و ليس كريك بلقاسم.
تحية أخوية

هري عبدالرحيم
02/09/2008, 01:21 PM
أردت فقط أن أنبه على الخطأ المطبعي الوارد و هو إسم المجاهد كريم بلقاسم و ليس كريك بلقاسم.
تحية أخوية
الأخ أيوب بوخاتم:
أشكرك لأنك نبهت لهذا الخطأ، وأشكرك أيضا إذا نبهتني لأي ملاحظة أخرى قد تظهر لك سواء على مستوى الأخطاء في أسماء الأشخاص والأماكن، أو الأخطاء المعرفية، فنحن نكمل بعضنا هنا.
تحية لك

مبارك مجذوب المبارك
02/09/2008, 02:35 PM
وكانت بعض الأحزاب آنذاك ترى عبثية الثورة، وتراهن على ضرورة الإندماج الكلي في المجتمع الفرنسي(المجتمع الأم)،
الاساتذة الكرام لكم التحية

هذه فقرة جديرة بالتأمل والوقوف عندها طويلا..
ترى كم من الافراد والجماعات والاحزاب في مجتمعاتنا اليوم، تراهن على ضرورة الاندماج الكلي في المجتمعات الفرنسية والامريكية والبريطانية واليهودية وكلها في حكمهم (أمهات)...؟؟؟
الجزائر...مائة وثلاثثون عاما من الاستعمار والغاء الهوية الوطنية، تبخر كل ذلك وتساقط مؤيدوه وعاد الشعب لطبيعته وحضارته العربية الاسلامية..ألا يكفى هذا الدرس لمن يريد ان ينسلخ عن جلده ويرتدي ثوبا ليس ثوبه بحجة التحضر والتمدن، وماله من ذلك إلا القشور والتقليد القردي؟؟؟

طه خضر
02/09/2008, 02:58 PM
الأساتذة الأفاضل ...

إن فتح هكذا ملفات شائكة لا بد ولا مناص منه بعد أن بات من كانوا بالأمس القريب ثوارا وقادة استقلال ورموز يشار إليها بالبنان، بعد أن باتوا في معظمهم نماذج مصغرة للطواغيت والعتاة الذين كنا نسمع عنهم عبر التاريخ، .. إن فتح سجلات اغتيال محمد بوضياف وقاصدي مرباح وغيرهم الكثير في الجزائر على يد الجيش الذي كان قادته في يوم ٍ من الأيام محركا حقيقيا لحرب استقلال ٍ شهد لها العالم، إن فتح هكذا ملفات هو إلقاء للضوء على الجانب المظلم من الثورة الجزائرية وقادتها الذين ما لبثوا يحيكون المؤامرات ضد بعضهم البعض دون أي رادع ٍ أو وازع ٍ، بل وبطرق ٍ جعلت فعائل المافيات العالمية تطيش في ميزان ما قدّم أولئك المتنفذون والذين ما فتئوا يحكمون الجزائر بالحديد والنار، ولا هم لهم إلا إلصاق كل ما يقع هناك من جرائم وتصفيات دموية تقوم بها مراكز القوى ضد بعضها بظهر الجماعات الإسلاميّة والمتطرفة تارة وبظهر مخابرات الدول الأجنبية وعملائها تارة أخرى!!

هري عبدالرحيم
03/09/2008, 04:00 AM
اغتيال بوضياف _ تابع_
حلم بوضياف بجزائر قوية تعتمد على نفسها، وتعمل على تحقيق الأهداف الكبرى التي سطرتها قوة التحرير بفضل دماء مليون ونصف شهيد، ومنهم مغاربة وتونسيون وبعض العرب، إلا أن الواقع كان خلاف ذلك، فرفاق الأمس بلغ بهم التمزق حد قرب اندلاع حرب أهلية بالجزائر، مما دفع رئيس الحكومة المؤقتة يوسف بن خدة إلى الإنسحاب من الساحة في وقت مبكر، وهذا ما أبرزه بجلاء محمد بوضياف في كتابه.
وخلافا لبوضياف ظل أحمد بن بلة يتهم دوائر في الرباط بأنها كانت وراء الوشاية به عندما غادر المغرب متجها إلى تونس عبر طائرة مغربية، وهي الطائرة التي انطلقت من الرباط وكانت تقل بعض قادة الثورة الجزائرية قبا أن ترغمها طائرات فرنسية على الهبوط في الجزائر، واعتبرت هذه العملية أول عملية قرصنة جوية من نوعها.
وكان بوضياف في مدينة القنيطرة المغربية محط رعاية الحسن الثاني،كما كان محل تقدير كل القنيطريين، وتمكن بعمله وجهده من تحقيق ثروة تكفل له ولإبنائه وزوجته العيش بكرامة، ولذلك لما عين على رأس المجلس الأعلى للدولة في مطلع سنة 1992 رفض أن يتقاضى راتبا تأكيدا على نزاهته ورغبته في إخراج الجزائر من الأزمة.
وبع أن تمت الموافقة الشعبية على الدستور الجديد في فبراير 1989 انتظر الجزائريون عودة محمد بوضياف، كما فعل أحمد بن بلة وحسين أيت أحمد، إلا أن بوضياف، صرح أنه لا يثق بالديمقراطية كما هو متحدث عنها بالجزائر آنذاك،ولا المشروع الديمقراطي، ولم يخف قلقه الشديد على مصير بلاده، وجاء إعلان الحصارفي رابع يونيو 1991 ليؤكد ما أقر به محمد بوضياف من أن الديمقراطية الجزائرية كانت شكليةفقط.
ففي الوقت الذي عاد رموز المعارضة إلى الجزائر شكك بوضياف في مصداقية الديمقراطية ورفض العودة إلى بلاده، وبعد أن احتدت الأزمة أجرى الجنرال خالد نزار اتصالات بمحمد بوضياف، ودعاه إلى الجزائر لمدة 24 ساعة، وتم تكليف علي هارون(صديق قديم لبوضياف)، باللقاء به بالقنيطرة، وحاولت أسرة بوضياف ثني الأخير عن قبول الدعوة لتولي الرئاسة باعتبار ذلك ينطوي على مخاطر جمة، وهو الإحساس الذي دفع أفراد الأسرة لعدم مصاحبته لما قرر الذهاب حيث بقوا كلهم في المغرب.
فعلاوة على المتاعب السياسية والأمنية، وجد محمد بوضياف وضعا اقتصاديا مزريا ومديونية بلغت 26 مليار دولار إضافة إلى الديون العسكرية، في ظل كساد الزراعة والمؤسسات الإنتاجية وتفاقم البطالة والإختلاسات بالجملة، مما سهل على المنظمات المالية الدولية فرض شروطهاعلى البلاد، علما أن الدماء كانت تُراق في جميع أرجاء الجزائر.
اقنع الجيش بوضياف بضرورة العودة إلى الجزائر التي كانت على وشك الغرق، علما أن قادة الجيش آنذاك كانوا يرغبون في الواقع في درء الزلزال باللجوء إلى شخصية محورية في ثورة التحرير الجزائرية، معتقدين أن شرعية بوضياف لإي إمكانها إلغاء الشرعية افنتخابية، لكن تمت تصفيته بعد 166 يوما فقط عن عودته.
وخرجت اللجنة الإستشارية، التي كانت تضم رئيس الحكومة أحمد غزالي،ووزير الخارجية الأخضر الإبراهيمي، ووزير الداخلية العربي بلخير، ووزير الدفاع خالد نزار(علما أنها كانت هيأة استشارية دستوريا)، بفكرة الرئاسة الجماعية(المجلس الأعلى للدولة)، والذي يتكون من خمسة أعضاء: محمد بوضياف رئيسا وخالد نزار وعلي كافي وعلي هارون وتيجاني هدام، لكن بمجرد الإعلان عنه اعترضت عليه القوى السياسية باعتباره غير دستوري، وكان الإستنجاد بمحمد بوضياف لتغليب شرعيته التاريخية على الشرعية الملغاة بقرار المؤسسة العسكرية بعد فوز جبهة الإنقاذ بالإنتخابات.
_يتبع_

هري عبدالرحيم
04/09/2008, 02:06 PM
http://i35.servimg.com/u/f35/10/05/89/00/boudia10.jpg

اغتيال بوضياف _تتمة_


عاد بوضياف إلى الجزائر في أواسط سنة1992، واعتبرت بعض الأوساط السياسية الجزائرية عودته في ذلك الظرف غير مناسبة، وقال البعض بصددها مقولة تداولها الجميع آنذاك، وهي " الرجل المناسب في المكان غير المناسب".

عاد بوضياف إلى الجزائر في وقت كانت تلتهب فيه وتتهاوى وسط صراع مرير بين مؤسسة الجيش وجبهة الإنقاذ، وأدى ذلك إلى تفجير الأوضاع وانتشرت الإضطرابات في جميع انحاء البلاد.
في 15 يناير 1992 وصل محمد بوضياف إلى مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة بعد غياب دام أكثر من 28 سنة، وبمجرد أن لمست قدماه أرض الجزائر صرح قائلا:" جئتُ لإنقاذ الجزائر".

وفي مساء ذلك اليوم وجه بوضياف خطابا إلى الشعب جاء فيه أنه سيعمل على إلغاء الفساد والرشوة ومحاربة أهل الفساد في النظام وإحقاق الحق والعدالة الاجتماعية، وطلب من الشعب مساندته ودعمه في أداء مهمته.

أبرقت جبهة الإ"نقاذ إلى بوضياف تحذره من مغبة تلويث سمعته التاريخية، ودعته إلى عدم الوقوع فريسة في أيدي الطذبقة الحاكمة الراغبة في توظيف سمعته ومصداقيته ونزاهته ورصيده الثوري والنضالي ونقاء مشواره ومساره.

وعندما بدأ بوضياف يكشف الفساد والمختلسين، عندها علق الشارع الجزائري قائلا إن بوضياف أصبح في خطر محقق، خصوصا حينما صرح الأخير أنه عاد بعد الفراغ الدستوري الذي نجم عن إقالة الشاذلي بنجديد، وصرح لمجلة روز اليوسف أن السلطة العسكرية هي التي أطاحت بالشاذلي، وأن ما وقع انقلاب عسكري. وبعد مدة قصيرة أخبر بوضياف ابنه" ناصر"، بأن الوضع معقد للغاية.

وبعد الهجوم على رؤوس الفساد في خطبه، أمر الرئيس باعتقال مصطفى بلوصيف في قضية اختلاس أموال طائلة من وزارة الدفاع، كما قدم 400 ملف تتعلق بمختلسي أموال الشعب، وظل يتهجم في كل خطبه وتصريحاته على جبهة الإنقاذ، وشن هجومه على حزب جبهة التحرير الوطني وأمينه العام عبد الحميد مهري الذي كان يعترض على إلغاء الإنتخابات التشريعية ويطالب برد الإعتبار إلى الجبهة.

وفي آخر أيامه وصف الرئيس بوضياف النظام بأنه يسكنه الفساد، وبعد مدة قصيرة قابل الملك الحسن الثاني بالرباط في إطار زيارة خاصة، ووعده بحل قضية الصحراء بطريقة ترضي المغرب، وقيل آنذاك إن مؤسسة الجيش لم تغفر له هذا الموقف.

لم يقدر رصيد بوضياف التاريخي أن يطفيء لهيب الفتنة التي أجهزت عليه بطريقة لم يسبق لها مثيل في الجزائر، لقد حاول بوضياف تجنيد الجزائريين حول مشروع وطني موحد، لكن اليأس استشرى في البلاد، وحاول بعث الإقتصاد، لكنه اكتشف أنه بيد جماعة من المافيا، فبعد أن دعا بوضياف لتأسيس التجمع الوطني لم يستجب له إلا بعض المواطنين في عين تموشت وعنابة، لذلك قرر التوجه إلى هناك للمزيد من توضيح أفكاره، ولم يرافقه في هذه الرحلة الداخلية إلا وزير الصناعات الخفيفة وبعض المسئولين.

وفي الساعة الثانية عشرة من 29 يونيو 1992 شرع بوضياف في إلقاء خطابه بالمركز الثقافي بمدينة عنابة، وعندما قال:" إن الإسلام يحث على العلم" انفجرت قنبلة في المنصة الرئاسية فانتصب جندي أمام الرئيس وأفرغ رشاشه في جسده، وفي الساعة الواحدة من نفس اليوم تم الإعلان عن اغتيال الرئيس بوضياف من طرف الملازم مبارك بومغراف أحد عناصر القوات الخاصة.
أنتهى.

عبدالقادربوميدونة
04/09/2008, 08:31 PM
الأساتذة الأفاضل ...

إن فتح هكذا ملفات شائكة لا بد ولا مناص منه بعد أن بات من كانوا بالأمس القريب ثوارا وقادة استقلال ورموزا يشار إليها إليهم بالبنان، بعد أن باتوا في معظمهم نماذج مصغرة للطواغيت والعتاة الذين كنا نسمع عنهم عبر التاريخ، .. إن فتح سجلات اغتيال محمد بوضياف وقاصدي مرباح وغيرهم الكثير في الجزائر على يد الجيش الذي كان قادته في يوم ٍ من الأيام محركا حقيقيا لحرب استقلال ٍ شهد لها العالم، إن فتح هكذا ملفات هو إلقاء للضوء على الجانب المظلم من الثورة الجزائرية وقادتها الذين ما لبثوا يحيكون المؤامرات ضد بعضهم البعض دون أي رادع ٍ أو وازع ٍ، بل وبطرق ٍ جعلت فعائل المافيات العالمية تطيش في ميزان ما قدّم أولئك المتنفذون والذين ما فتئوا يحكمون الجزائر بالحديد والنار، ولا هم لهم إلا إلصاق كل ما يقع هناك من جرائم وتصفيات دموية تقوم بها مراكز القوى ضد بعضها بظهر الجماعات الإسلاميّة والمتطرفة تارة وبظهر مخابرات الدول الأجنبية وعملائها تارة أخرى!!

ما الجدوى من مثل هذا الكلام هنا ..ألم يكفكم ملفات الشيعة والسنة ؟؟؟ من خولكم للحديث عن قضية وقضايا لم يجرؤ حتى المتضررين من نتائجها الحديث فيها وحولها؟؟
هل هنا في هذه الجمعية من هومؤهل فعلا لمناقشة قضايا كبرى كهذه ..أم أن حرية النشر صارت لعبة في يد البعض ....
أوجه سؤالا لأخي عبدالرحيم هري:
ما كدنا نطفيء النارالتي أشعلها أحدهم حول الصحراء الغربية حتى خرجت لنا أنت بأخرى ..ما الفائدة يا أخي من طرحك ونشرك لمحتوى كتاب في حلقات؟
إذا كان كل من يملك كتابا وأراد نشره على حلقات فقد تصبح " واتا " دارا للنشروليست منتديات وجمعية ..أما وجدت أي موضوع آخر تكتب عنه سوى تحريك قضية ضخمة...وشائكة ومؤذية .. كل الشعب الجزائري يحاول عدم تحريك خيوطها لأن البلد يمربأصعب مراحل تحولاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية ..الاخ هري عبدالرحيم ..لست ضد طرح أية مسألة لكن للضرورة أحكام ..اكتب انطباعا ناقش فكرة تصب كتابا وتريدنا أن نناقشه ..أما ترى الضرف الصعب الذي تمربه الجزائر ؟؟
لن أشكرك .
والأخ طه خضر: لابد من البحث عن مترجم عربي عربي لأستطيع التواصل معكم ..الله غالب.

هري عبدالرحيم
05/09/2008, 06:01 AM
اغتيال إسحاق رابين



http://i35.servimg.com/u/f35/10/05/89/00/isshak10.jpgولد اسحق رابين في القدس سنة 1922 لأبوين هاجرا من روسيا إلى الولايات المتحدة ألمريكية، إذ كان والده أحد أعضاء حركة "عمال صهيون" هناك، ومنها هاجر إلى فلسطين عام 1917 ضمن المهاجرين اليهودالأوائل الذين وصلوا إليها في تلك الفترة، وكانت والدته من النساء الأوائل اللاتي لعبن أدوارامهمة في القوات العسكرية.
التحق رابين بمدرسة ابتدائية أنشأتها " الهستدروت" في تل أبيبلمدةثماني سنوا، ثم درس عامين في المرحلة المتوسطة بإحدى مدارس مستوطنة "جيفات هاشلوشا"، بعدها واصل دراسته العليا بتل أبيب أيضا، فدرس الزراعةفي مدرسة كادوري، وكانت المدرسة محاطة بالقرى العربية، وكان من اهتمامات الطلاب القيام بنوبات حراسة والقيام بتدريبات دفاعية، وفي هذه الأثناءالتحق رابين بقوات " الهاغاناه"، وتعرف على" إيغال ألون" الذي كان قائده هناك، ثم اصبح في ما بعد صديقه لسنوات طويلة، ورشحت المدرسة "رابين" لبعثة دراسية في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية لإستكمال دراسته العليا، لكن اندلاع الحرب العالمية الثانية حال دون سفره.
عاش رابين حياته يؤمن باحقية دولة غسرائيل في الوجود ويدافع عن كيانها على حساب الحقوق العربية، وأثرت في توجهاته الفكرية الأفكار الصهيونية التي آمن بها والده ووالدته في مقتبل حياتهما ونمط التعليم الذي تلقاه في صباه في مدارس" الهستدروت" وعضويته في قوات" الهاغاناه"، وحينما بدأ مسيرة السلام مع الفلسطينيين والأردنيين، كان يرغب في سلام يعزز أمن إسرائيل ويثبت وجودها في المنطقة العربية.
وخلال الأعوام العشرين التالية شغل رابين مناصب عسكرية متصاعدة،فكان قائدا للمنطقة الشمالية(1956_1959)، ثم رئيسا لشعبة العمليات، ونائبا لرئيسا الأركان، ثم رئيسا لها (1964_1968)، وقائدا للجيش خلال حرب 1967، وتقاعد سنة 1968، وعمل سفيرا لإسرائيل في أمريكا، وبعد عودته في سنة 1973نشط حزبيا، ودخل وزارة " جولدا مائير" وزيرا للعمل.وعقب سقوط الحكومة بسبب حرب سنة 1973، انتخب رابين من قبل حزب العمل لخلافة " مائير"، وفي ظل حكومته وقعت اتفاقية الفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية والمصرية سنة 1974، والإتفاق المرحلي مع مصر سنة 1975، وأول مذكرة تفاهم بين أمريكا وإسرائيل في السنة ذاتها إلى أن سقطت حكومته بدعوى انتهاك حرمة يوم السبت.
بقي رابين، رغم ارتباط اسمه بفضيحة مالية بسبب زوجته، في طليعة الصف الأول من السياسيين الإسرائليين، وفي الأعوام التي سبقت سنة 1982 وقف رابين مع الغزو الإسرائيلي للبنان،واقترح انسحاب الجيش من لبنان مع افحتفاظ بشريط أمني، وذلك أثناء توليه وزارة الدفاع في حكومة الوحدة بين حزبي العمل والليكود(1984_1990).
وأثناء الإنتفاضة الفلسطينية(1987_1991) انتهج رابين سياسة عرفت باسم " تكسير العظام"، وهي التي ألجأته إلى تبني اساليب وحشية منظمة لقمع الفلسطينيين، وكانت مثار انتقاد واسع عربيا ودوليا.
وبعد انطلاقة عملية التسوية في مدريد، وعقب سقوط حكومة الليكود، لمع نجم رابين من جديد، فتولى رئاسة حزب العمل رئاسة الحكومة سنة1993، ووقعت حكومته اتفاق أسلو مع منظمة التحرير الفلسطينيةواتفاقية وادي عربة مع الأردن سنة 1994.
وخاضت إسرائيل مفاوضات مطولة مع سوريا أفضت إلى ورقة عرفت ب"وديعة رابين"، نصت على الإنسحاب الكامل من الجولان لقاء ترتيبات أمنيةوتطبيع العلاقات.
ولدوره الريادي في اتفاقية أوسلوللسلام،فقد تم منح رابين جائزة نوبل للسلام عام 1994 مع كل من ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية، وشيمون بيريز وزير خارجيته.
وفي 4 نونبر1995، وخلال مهرجان خطابي مؤيد للسلام في ميدان "ملوك إسرائيل"، في مدينة تل أبيب، أقدم اليميني المتطرف "إيغال عمير" على إطلاق النار على اسحاق رابين، وكانت الإصابة مميتة، إذ مات إثرها على سرير العمليات في المستشفى ساعة محاولة الأطباء إنقاذ حياته، فأصبح رابين أول رئيس وزراء إسرائيل يموت اغتيالا.

هري عبدالرحيم
08/09/2008, 07:14 AM
اغتيال تشي غيفارا


http://i35.servimg.com/u/f35/10/05/89/00/15781510.jpg

ثوري كوبي، وأرجنتيني المولد، رفيق فيديل كاسترو، ويعتبر شخصية ثورية فذة في نظر الكثيرين، وشخصية يسارية محبوبة.
درس الطب في جامعة بوينيس أيريس، وتخرج منها سنة 1953، وكان مصابا بالربو، وبسبب ذلك لم يلتحق بالجندية، كما قام بجولة حول أمريكا الجنوبية مع أحد أصدقائه على متن دراجة نارية، وهو في السنة الأخيرة من دراسة الطب، وكونت تلك المرحلة شخصيتهوإحساسه بوحدة أمريكا الجنوبية، وبالظلم الكبير من الدول الإمبريالية للمزارع البسيط.
توجه غيفارا إلى كواتيمالا، حيث كان رئيسها يقود حكومة يسارية شعبية، كانت من خلال تعديلات، وعلى وجه الخصوص تعديلات في شؤون الأرض والزراعة، تتجه نحو الثورية افشتراكية، وكانت الإطاحة ببالحكومة الغواتيمالية سنة 1954بانتقلاب عسكري مدعوم من طرف وكالة الإستخبارات الأمريكية، وفي سنة 1955، قابل" هيلدا" المناضلة اليسارية من "بيرون" في منفاها في غواتيمالا، فتزوجها وأنجب منها طفلته الأولى، وهيلدا هي التي جعلته يقرأ للمرة الأولى بعض الكلاسيكيات الماركسية،إضافة إلى لينين وتروتسكي وماو.

سافر إلى المكسيك بعد أن حذرته السفارة الأرجنتينية من أنه مطلوب من قبل المخابرات الأمريكية، التقى هناك راؤول كاسترو(أخو فيديل)، المنفي مع أصدقائه يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيديل كاسترو من سجنه في كوبا، وما إن خرج فيديل كاسترو حتى تم نفيه إلى المكسيك، حينها قرر غيفارا الإنضمام إلى الثورة الكوبية،فقد نظر إليه فيديل كاسترو كطبيب هم في أمس الحاجة إليه.

وفي سنة 1959 اكتسح رجال حرب العصابات برئاسة فيديل كاسترو، هافانا وأسقطوا الديكتاتورية العسكرية لفولجنسيو باتيسيا، رغم تسليح حكومة الولايات الأمريكية وتمويلها ل" باتستا"، ولعملاء" سي أي إي" داخل جيش عصابات كاسترو.
دخل الثوار كوبا على ظهر زورق، ولم يكن معهم سوى ثمانين رجلا، ولم يبق منهم سوى 10 رجال فقط، بينهم فيديل كاسترو واخيه راؤول وغيفارا،لكن هذا الهجوم الفاشل أكسبهم مؤيدين كثيرين، خاصة في المناطق الريفية.

وظلت المجموعة تمارس حرب العصابات لمدة سنتين وخسروا نصف عددهم في معارك مع الجيش، فيما كان خطاب كاسترو سببا في إضراب شامل، إذ نزل غيفارا من جبال" سييرا"، باتجاه العاصمة الكوبية، ودخلها في يناير سنة 1959 على رأس ثلاث مائة مقاتل ليبدأ عهد جديد في حياة المنتصرين بعد أن أطاحوا بحكم الديكتاتور باتيستا، وفي تلك الأثناءاكتسب غيفارا لقب" تشي" الأرجنتيني، وتزوج من زوجته الثانية"إيلدا مارش"، وأنجب منها أربعة أبناء بعد أن طلق زوجته الأولى.
برز تشي غيفارا قائدا و مقاتلا شرسا جدا لا إيهاب الموتوسريع البديهة، ويحسن التصرف في الأزمات . ولم بعد مجرد طبيب ، بل أصبح قائدا برتبة عقيد، وشريك كاسترو في قيادة الثورة، فيما أشرف فيديل كاسترو على استراتيجية المعارك، وقاد وخطط للمعارك، وعرف كاسترو بخطاباته التي صنعت للثورة شعبيتها، لكن غيفارا خلف تدبيج الخطاب وإعادة رسم إيديولوجيا الثورة على الأساس الماركسي اللينيني.

صدر قانون يعطي الجنسية والمواطنة الكاملة لكل من حارب مع الثوار برتبة عقيد، ولا توجد هذه المواصفات إلا في غيفارا الذي عين مديرا للمصرف المركزي، وأشرف على تصفية خصوم الثورة وبناء الدولة في فترة لم تعلن فيها الثورة عن وجهها الشيوعي، وما أن أمسكت الثورة بزمام الأمور خاصة في الجيش حتى قامت الحكومة الشيوعيىة التي كان فيها غيفارا وزيرا للصناعة حيث مثل كوبا في الخارج، وتحدث بأسمها في الأمم المتحدةن وزار الإتحاد السوفييتي والصين، واختلف مع السوفييتإثر سحب صواريخهم من كوبا بعد أن وقعت الولايات المتحدة معاهدة عدم الإعتداء على كوبا.

لم يطل عمر غيفارا السياسي، فلم تعجبه الحياة السياسية ، واختفى ونشرت مقالات كثيرة عن مقتله لكي يرد لعل رده يحدد مكانه ، لكنه لم يفعل.
_ يتبع _

هري عبدالرحيم
15/09/2008, 04:37 AM
تشي غيفارا_ تتمة_
استمر "تشي" في القتال حتى بعد موت جميع مرافقيه من أفراد المجموعة، رغم إصابته بجروح في ساقه إلى أن دمرت بندقيته، وضاع مخزن مسدسه، مما يفسر وقوعه في الأسرحيا. ونقل "تشي" إلى قرية "لاهيجيراس"، وبقي حيا لمدة 24 ساعة، ورفض أن يتبادل كلمة واحدة مع من أسروه، وفي مدرسة القرية نفذ ضابط الصف "ماريو تيران" التعليمات بإطلاق النار على "ّتشي".
دخل ماريو عليه مترددا فقال له "تشي":ّ أطلق النار، لا تخف إنك ببساطة ستقتل مجرد رجل"، ولكنه تراجع، ثم عاد مرة أخرى بعد أن كرر عليه الضابطان الأوامر له ،فأخذ يطلق الرصاص من أعلى إلى أسفل تحت الخصر، إذ كانت الأوامر واضحة بعدم توجيه النيران إلى القلب أو الرأس حتى تطول مدة احتضاره، إلى أن قام رقيب ثمل بإطلاق رصاصة الرحمة من مسدسه في الجانب الأيسر فأنهى حياته.
ورفضت السلطات البوليفية تسليم جثته إلى أخيه أو حتى تعريف أحد بمكانه أو بمقبرته حتى لا تكون مزارا للثوار من كل أنحاء العالم.
واندلعت أزمة بعد عملية اغتياله سميت أزمة" كلمات غيفارا" أي مذكراته، وتم نشر هذه المذكرات بعد اغتياله بخمسة أعوام، وصار غيفارا رمزا من رموز الثوار على الظلم، كما نشر العميل السابق لجهاز الإستخبارات الأمريكية صورا عن إعدام "تشي غيفارا"، وتمثل هذه الصور آخر لحظات حياة هذا الثوري الأرجنتيني قبل إعدامه بالرصاص في " لاهيغويرا" في غابة" فالي غراندي" ببوليفيا في تاسع أكتوبر سنة 1967، وتظهر الصورة كيفية أسر تشي واستلقائه على الأرض ، وعيناه شبه مغلقتين ووجهه المورم والأرض الملطخة بدمهبعد إعدامه، كما تنهي الصور كل الإشاعات حول مقتل غيفارا أثناء معارك طاحنة مع الجيش البوليفي، قبيل عدة شهور كشفط فليكس رودريغيس" النقاب عن أن أيدي "تشي" بترت من أجل عدم التعرف على بصماته.http://i35.servimg.com/u/f35/10/05/89/00/15781511.jpg

[/SIZE[SIZE="5"]]سيظل صدى هذه الكلمات يتردد، ويلهم المئات، ففي سنة 1968، غضب شباب العالم وخرجوا إلى الشوارع معلنين أنهم يستطيعون إنهاء الحروب، وتغيير ملامح العالم، وتحول الرجل الثائر بعد موته إلى شهيد لقضاياهم، كما مثل أحلام ورغبات الملايين ممن يحملون صوره، علما أنه كان يمثل أيضا مجموعة من التناقضات.
http://i35.servimg.com/u/f35/10/05/89/00/15781513.jpg
ومن أقوال "تشي":" إني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني".http://i35.servimg.com/u/f35/10/05/89/00/15781514.jpg
إلا أن غيفارا كره اتكال الثورة الكوبية على الإتحاد السوفييتي، واستمر في ابتكار وسائل أخرى للحصول على التمويل وتوزيعه، ولأنه الوحيد الذي درس فعلا أعمال كارل ماركس بين قادة حرب العصابات المنتصرين في كوبا، فإنه كان يحتقر البيروقراطيين ومافيا الحزب الذين صعدوا على أكتاف الآخرين في اتحاد الجمهوريات الإشتراكية السةفياتية، وفي كوبا أيضا.
وكشف" أي إف ستون" كيف انهمك غيفارا في نقاش علني أثناء مؤتمر في مدينة " بونتي" بأرغواي في سنة 1961، وهو المولود في الأرجنتين حيث درس الطب هناك،أنهمك مع بعض شباب اليسار الجديد من نيويورك، وأثناء مناقشتهم مر قربهم اثنان من جهاز الحزب الشيوعي الأرجنتيني، ولم يستطع غيفارا أن يمنع نفسه من الصياح بصوت عال:" هيي، لماذا أنتم هنا، أمن أجل أن تبدؤوا الثورة المضادة؟"
" تشي" مثل كثيرين في الحركة الناشئة لليسار الجديد حول العالم، خاض تجربته الأولى مع بيروقراطية الحزب الشيوعي ومقت محاولاتهم لفرض بيروقراطيتهم على الحركات الثورية للسكان الأصليين.http://i35.servimg.com/u/f35/10/05/89/00/15781512.jpg

معتصم الحارث الضوّي
15/09/2008, 11:50 AM
جميل هذا السرد التاريخي يا أخي العزيز، تابع من فضلك توضيح الحقائق.

فائق إعزازي