المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرئيس الراحل حافظ الأسد



حسين نور الدين
02/09/2008, 11:02 AM
http://www.zakariya.net/images/besmele-small.gif



في ذكرى رحيل الرئيس حافظ الأسد (http://hussein72.maktoobblog.com/1092295/%D9%81%D9%8A_%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89_%D8%B1%D8%AD %D9%8A%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3_ %D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3% D8%AF)




http://tbn0.google.com/images?q=tbn:pFixLF35vwf2iM:http://talhodan.jeeran.com/02.jpg (http://hussein72.maktoobblog.com/)


الأخوة الكرام إدارة و أعضاء منتديات واتا
لعله أننا نحن المغتربين و جراء ظروف الاغتراب فدوماً يكون الوطن في ذاكرتنا
هذه المقالة كتبتها سابقاً و أنشرها حالياً في منتداكم الكريم
و تحيات من أبناء الوطن المغتربين للوطن الغالي سوريا خاصة و عموم بلادنا العربية .


أولاً و بادئ ذي بدء أقول أنني عندما أردت تناول الحديث عن الرئيس الراحل حافظ الأسد فليس ذلك إلا من باب الموضوعية الصرفة و المهنية الحيادية بعيداً عن أي دافع أساسه و لاءٌ أو تعصّبٌ أو استعراضات وطنية وشعارات .
في يوم 10 / حزيران / 2000 رحل الرئيس حافظ الأسد عن الدّنيا و مرت الذكرى الثامنة لرحيله منذ أيام و كان من المفروض أن يصدر مقالي هذا في يوم الذكرى و لكن أن نكتب متأخرين خير من أن لا نكتب ابداً و نظراً لمشاكل النت الدائمة التي يعانيها حاسوبي فقد تأخر مقالي أياماً عدّة .

في إحدى زيارات أحد المسئولين العرب إلى دمشق ولقائه بالرئيس حافظ الأسد قال ذلك المسئول العربي ( الخليجي ) للرئيس الأسد : ( بصراحة ياسيادة الرئيس فقد طلب منّا الأمريكان زيارتك و الاطلاع على صحتك و وضعك الصحي ) .
و في زيارة الرئيس حافظ الأسد إلى الأردن لتشييع العاهل الأردني الملك حسين صدر تقرير إخباري بأنّ المخابرات الإسرائيلية تمكّنت من الحصول على عيّنة من بول الرئيس حافظ الأسد خلال زيارته للأردن و تمّ تحليل العيّنة و تبيّن بنتائج التحليل أنّ الرئيس الأسد لن يعمّر طويلاً .
كان هناك اهتمام كبيرٌ من قبل قوى الهيمنة الدولية و الكيان الصهيوني بالوضع الصحي للرئيس الراحل حافظ الأسد و كانوا يبنون جزءاً من تخطيطهم على سرعة رحيل الرئيس الأسد .
ماذا فعل الرئيس الأسد و ماهي مواقفه وسياسياته عربياً و إقليمياً و دولياً ؟
و بكلّ موضوعية بعيداً عن أيّ ولاءٍ أعمى و تعاطف أخرق أقول : لعلّني ومن بعد أن تبلورت في فكري صورة الوضع السياسي و الأمني أستطيع تقدير كثير من الأمور و المعطيات و التي كان تقديرها الصحيح بعيداً ـ نوعا ما و إلى حدّ ما ـ عني سابقاً و بهذه الموضوعية وقلمها الحرّ أستطيع أيضاً تقييم موقف الرئيس الراحل الأسد مقارنة بمواقف غيره و خاصة على الصعيد العربي .
ربّما أنّ كثيراً ممّن ينظرون و يصدروا تقييمهم لا يروا من سوريا و رئيسها الراحل إلّا نظاماً شمولياً يحكمه الحزب الواحد و يكفي ذلك دافعاً للكثيرين لنقد و انتقاد سريع و سلبي للواقع السياسي و الواقع العام لهذه الدولة .
لكن لنستقرئ الواقع جيّدا و لنحاول النّظر و التحليل بناءاً على نظرةٍ إلى النصف الملآن من كأس الواقع السياسي و الأمني و العسكري و كل متعلّقاته و لاسيّما الثقافي منها و الاجتماعي محاولين من حيث المبدأ إشاحة النظر عن سلبيات لابدّ أن تكون موجودة سواءً خطأً أو كأمر واقع تفرضه جوانب حالٍ أخرى .
و لنستقرئ الواقع الإقليمي عامّةً و بعض أهمّ معطيات هذا الواقع الذي يحمل في طياته سلبيات مقيتة و شرور خطيرة و بناءً على هذا الاستقراء يمكن أن نقيّم موقف و دور و مكانة هذه الدولة أوتلك .
الكيان الصهيوني موجودٌ في قلب وطننا العربي و له امتداداته الأمنية و العسكرية و السياسية و حتّى الثقافية أيضاً ـ بنسبة ما و بشكل ما ـ إلى كثير إن لم يكن معظم و عموم دولنا العربية .
هذا الكيان الصهيوني السّرطاني تحيطه دولٌ عربية سُمٍّيت بدول الطّوق و هي أكثر الدّول التي شغلت و تشغل اهتمام الكيان الصّهيوني نظراً لقربها الجيوسياسي من ( إسرائيل ) .
الكيان الصهيوني لم يشح أنظاره الشّريرة عن سوريا و دولتها و لذلك فسوريا و على امتداد عهد الرئيس الرّاحل الأسد لم تَخلص أو تتخلّص من الضّغوط الكبرى عسكرياً و سياسياً و أمنياً و اقتصادياً و لطالما كان الكيان الصّهيوني يهدّد و يتوعّد و يعمل محاولاً تنفيذ تهديداته عبر سياسات عديدة و خطوات متعدّدة مستعيناً بنفوذه الكاسح و تحالفاته الكبرى مع دول الغرب أو الشّرق و ضغوط على الجميع لأجل إنجاح سياساته .
الرئيس الراحل الأسد و سوريا التي يقودها أدركا حقيقة المخطّطات الصّهيوينة و ما ترمي إليه ( إسرائيل الكيان الصّهيوني ) و ما تريده حقيقةً .
لذلك فالرئيس الراحل الأسد وضع أسس و منطلقات الصّمود في وجه تلك المخطّطات و التّصدّي و ببراعةٍ سياسية قلّ نظيرها ـ بكلّ معنى الكلمة ـ على الصّعيد العربي على أقلّ تقدير .
بنى الرئيس الأسد الراحل تحالفاته الإقليمة لتدعيم موقف سوريا في وجه الضّغوط و التهديدات الإسرائيلية و من يواليها .
لقد تبنّى الراحل حافظ الأسد و سوريا التي يقودها موقف التحالف المصيري مع قوى المقاومة الوطنية العربية المواجهة لـ ( إسرائيل ) و موقف دعمها رغم كلّ الخطورة التي يكتنفها هذا الموقف ، و هذه الخطورة نابعة من كون أن المواجهة لن تكون مع (الكيان الصهيوني الإسرائيلي ) فقط و إنّما المواجهة ستتعمّق و تكون مع جبهة الإمبريالية الدولية المتحالفة مع ( إسرائيل ) و جميع الدول المؤيدة سرّاً و علناً لـ ( إسرائيل ) .
لم تتخلّى سوريا عن موقفها هذا بل و دعّمته بكل سبل الدعم و التقوية على قاعدة أنه خيار مصيري في وجه مخطّطات صهيوينة لا تقبل التّراجع و المهادنة .
حاول الرئيس الأسد الرّاحل بناء علاقات متينة مع الدّول العربية لتدعيم جبهة الصّمود ضد مشاريع صهيوينة و للتصدّي لهذه المشاريع التدميرية المعروفة .
و عندما ندرك واقع الحال و مدى نفوذ الأجهزة الإسرائيلية و بخاصّة الأمنية منها في دول العالم و في دولنا العربية أيضاً فحينها نستطيع أن نقيّم التّقييم الإيجابي الصحيح لمدى نجاح سوريا و رئيسها الرّاحل في قطع اليد الإسرائيلية الأمنية عن الوصول إلى قلب الدولة السورية و بين ظهراني المجتمع السوري و في ذلك ما تؤكّده التّجربة و الدّلائل .
ثمّ لنسأل أنفسنا و لنسأل قوى المقاومة الوطنية العربية سواءً في داخل فلسطين أو خارجها عن مدى الدّعم السوري اللامحدود لها و حقيقة الدّور الذي لعبته سوريا في دعم هذه القوى دعماّ لوجستياً و تبنيّاً سياسياً كخيار وحيد و أساسي لمواجهة الكيان الصّهيوني .
و للعلم فالرئيس الراحل الأسد كان بشخصه كرئيس للدولة السورية تربطه علاقة وثيقة جداً مع قادة حركات المقاومة الوطنية ضدّ ( إسرائيل ) و ما زال هذا الموقف مستمرّاً ، فأن يكون قائد الدولة هو الشخص و المسئول الأكثر قرباً من قادة المقاومة الوطنية سواءً الفلسطينية منها أو غير الفلسطينية لهو موقف بحدّ ذاته يعتبر مميّزاً بجدارة .
و لا بدّ أن نستذكر أنّ سوريا الدولة التي تنتهج في سياستها الداخلية نظاماً عَلمانياً كما يعلن هي نفسها سوريا التي أعلنت قولاً و فعلاً عن موقفها المؤيّد و الدّاعم لحركات المقاومة ضد ( إسرائيل الكيان الصهيوني ) و خاصّةً حركات المقاومة الإسلامية .
و دمشق العاصمة السورية تحتضن قادة أهمّ فصائل المقاومة الإسلامية ضد الكيان الصهيوني في وقتٍ عزّ على العرب و دولهم أن يقفوا مساندين و لو مالياً لتلك الفصائل المقاومة و خاصةً ذات الصبغة الإسلامية منها.
سوريا و لمن لا يعرف و اجهت حرباً ضروساً ضد ( إسرائيل ) في قلب لبنان و خسرت جنوداً بالآلاف في حربها تلك في وقت العدوان الإسرائيلي على لبنان في الثمانينيات من القرن الماضي و تصدّى الجيش السوري في حينها للعدوان الإسرائيلي الذي كان متوجّهاً باتجاه الشرق مقترباً من الحدود السورية و كان الجيش السوري في حينها و بأوامر مباشرة من الرئيس الراحل الأسد قد استخدم صواريخ سام المضادة للطائرات ضدّ الطيران الإسرائيلي و هذا ما ألّب القوى الغربية المؤيدة و الداعمة لـ ( إسرائيل ) و المتحالفة معها .
و لولا خشية الأطالة لتناولنا بالتفصيل أحداث التهديد الإسرائيلي لسوريا و تصريحات قادة العدو الصهيوني ضد سورياعلى مدى عقودٍ من السنين .
على أقلّ تقدير و لو استخدمنا قاعدة المثل المقارن للحكم و لإصدار الحكم لاستنتجنا الإيجابية التي ميّزت الموقف السوري و سياساته و نتائجه على خلاف من يضع تقييمه بناءاً على صورة مثالية لنظام دولة يحلم بها و بناءاً على هذا النموذج المثالي الذي يتصوّره يصدر حكمه السلبي على دولة تخالف تصوّره المثالي لشكل و نظام الدولة .
كلّ دولة لابدّ أن يكون فيها و خلال مسيرتها أخطاء و ربّما خطايا أيضاً و لكن لماذا لا نحاول النظر إلى النصف الملآن من الكأس بدلاً من التركيز الدائم على النصف الآخر و إصدار التقييم و الموقف بناءاً على النّظرة الى ذلك النصف السلبي الفارغ ، أليس أنه من الأفضل النّظر إلى النصف الملآن الإيجابي و لنعزّزه و لنزكّيه و لنشجّعه خيرٌ و أجدى من أن يكون موقفنا نابعاً و مبنياً على ما تراه أعيننا في تركيزها الدائم على النّصف الفارغ لأنّه و قبالة الكيان الصهيوني المتربّص دوماً و الذي لا يهدأ عن عمل كل ما من شأنه تحقيق خططه و سياساته ، قبالة هذا الكيان العدواني و العدو اليهودي اللدود لابدّ أن نستبشر ـ على أقلّ تقدير ـ بأيّ موقفٍ عربيٍّ حقيقيٍّ و صادقٍ يقف في وجه الصهيوينة و دولتها السّرطانية و مخطّطاتها العدوانية التي تستهدفنا جميعاً .
و سوريا و على مدى حياة الرئيس الرّاحل حافظ الأسد وقفت بكلّ معنى الكلمة مؤيدةً لموقف شعوبنا قبالة الكيان الصهيوني المعادي ، و ما زالت سوريا تنتهج هذا الموقف و هذه السّياسة .
أكتب مقالتي هذه ناظراً دوماً لنصفٍ ملآنٍ من كأسٍ ليس لنا إن كنّا نتحلّى بالموضوعيّة و الوطنيّة أيضاً ليس لنا إلّا أن ننظر إليه .
رحم الله الرئيس الراحل حافظ الأسد برحمته الواسعة في ذكرى رحيله الثامنة و إنّا لله و إنّا إليه راجعون .

د. محمد اياد فضلون
03/09/2008, 12:55 AM
أخي الكريم حسين نور الدين
شكرا لك

رحم الله الأب القائد حافظ الأسد وأدخله فسيح جنانه


.

زاهية بنت البحر
03/09/2008, 03:43 AM
رحم الله الأب القائد حافظ الأسد باني سورية الحديثة ، وأحسن إليه، وأسكنه فسيح الجنان.
لك الشكر أخي المكرم حسن نور الدين على هذه اللفتة الكريمة منك.
أختك
بنت البحر

أمجد عبد الرحمان
03/09/2008, 04:12 AM
نعم, رحم الله حافظ الأسد..
يكفيه فخرا انه اول حاكم عربي يؤسس الجمهورية الوراثية بامتياز مما فتح الباب أمام التوريث الذي ابتدعه الداهية معاوية بن ابي سفيان صاحب "الشعرة" التي مازال حكام العرب لحد الآن يحرصون عليها ان لا تنقطع لكن ليس بينهم وبين الرعية بل بينهم وبين أولياء عهدهم..وانها لشعرة تحولت الى فولاذ حقا ..
فلينم المرحوم حافظ الاسد قرير العين فارثه النظري والمادي لا زال بخير..

محمد فؤاد منصور
03/09/2008, 06:04 AM
أخي العزيز حسين نور الدين

رحم الله الزعيم الراحل حافظ الأسد .. لكنني مندهش لمشاعر الأخوة السوريين ، من حقهم طبعاً أن يذكروا محاسنه وإنجازاته فهم ادرى بها وهذه هي بلادهم على كل حال .. ولكن دعني اتخذ من مقالك هذا دليلاً على آراء عرضتها شخصياً هنا في أكثر من مكان .. وخلاصتها أن العيب ليس في الرؤساء والزعماء وإنما في الشعوب .. فبعد مقالك هذا علق عليه إثنان من المثقفين السوريين الذين أجلّهم واحترمهم وكلاهما لقّبه بدون اتفاق الأب القائد ..أليس ذلك مثيراً للدهشة ؟..
نحن تحكمنا العقلية القبلية التي ترى في كبير الدولة الأب والراعي والعائل .. نحن كشعوب عيال حكامنا .. أليس هذا مايمكن أن نخرج به من تعليق الأخ الدكتور إياد وكلام الأخت الأستاذة زاهية ؟.. وقبلهم كلام حضرتك الذي حرصت خلاله أكثر من مرة على أن تنبهنا إلى أنه من باب الموضوعية والمهنية والحيادية .. مع أنني مع احترامي واعتذاري المسبق لك لاأرى في كلام حضرتك أي موضوعية أو حيادية ..
نحن يااخي العزيز وبالذات في الأنظمة الشمولية نخضع باستمرار لعمليات غسيل مخ تقوم بها الأجهزة المعاونة للحاكم والمشاركة له في تنويم الجماهير وتغييبها عن الواقع .. بحيث يظهر القائد والزعيم الملهم في صورة شبيهة بالأله والعياذ بالله .. وسأشير سريعاً لبعض الفقرات الواردة في مقالك .

قال ذلك المسئول العربي ( الخليجي ) للرئيس الأسد : ( بصراحة ياسيادة الرئيس فقد طلب منّا الأمريكان زيارتك و الاطلاع على صحتك و وضعك الصحي ) .هل تصمد هذه الرواية أمام أي تحليل منطقي موضوعي ومحايد ؟
هل يمكن ان يقول الزائر العربي للرئيس العربي إنه جاء مدفوعاً من الأمريكان .. هكذا " خبط لزق" كما نقول في مصر ؟
بالطبع لا..


المخابرات الإسرائيلية تمكّنت من الحصول على عيّنة من بول الرئيس حافظ الأسد خلال زيارته للأردن و تمّ تحليل العيّنة و تبيّن بنتائج التحليل أنّ الرئيس الأسد لن يعمّر طويلاً .
ألست ترى أن هذا الكلام مبالغاً فيه جداً ؟.. فماذا كان يخيف اسرائيل من سوريا او من حافظ الأسد تحديداً وقد خسر الجولان (وهناك أقوال أخرى لانخوض فيها ) في الحرب الوحيدة التي خاضها خلال ثلاثين سنة قضاها في حكم سوريا؟
لاشئ في الواقع يدفعها لتطمئن على صحته فالرجل رحمه الله لم يكن يزعجها في شئ له قيمة .


و بكلّ موضوعية بعيداً عن أيّ ولاءٍ أعمى و تعاطف أخرق

ألست ترى أنك تؤكد كثيراً على موضوع الموضوعية وكانك تستشعر في داخلك أنك بعيد عنها تماماً ..
سأكتفي بهذه الأقتباسات حتى لايطول التعليق اكثر مما ينبغي .. ولكنني أقول لك .. إنني لست ضد النظام في سوريا ولكنني أصنف الرئيس الأسد كغيره من حكام العرب الذين يحرصون على مجدهم الشخصي ومصالحهم الشخصية أكثر من حرصهم على صالح الأمة والوطن .. ودليل ذلك أنه ترك ابنه من بعده ليستمر نفس النظام بنفس عمليات غسيل المخ ويوم تترك عائلة الأسد سدة الحكم فسوف ترى وتسمع الأعاجيب .. أؤكد لك هذا .. هو ترك الدكتور بشار الأسد ومن قبله كان يعد باسل الأسد ، المهم أنه كان يعد ان يكون خليفته من صلبه هو .. وليس أي احد من أبناء الشعب السوري .. ألم تسأل نفسك وانت تكتب المقال لماذا ؟ .. لماذا يصر كل حاكم عربي أن يمتلك الأرض وماعليها من بشر ويبقيها في حوزة أسرته؟ .. لو كان وطنياً حقاً لمافعل ذلك .. لكان حدد فترات الرئاسية بفترتين فقط ثم يترك الحكم لغيره كما تفعل الدول والزعماء الذين يحترمون شعوبهم .. أليس كذلك؟
قد يكون بشار الأسد أفضل رجل يحكم سوريا .. وقد يكون جمال مبارك أفضل من يحكم مصر ..
ولكنني اتحدث عن المبدأ ياأخي المبدأ الذي يسلبنا كشعب حقاً أصيلاً لنا لنختار من يحكمنا بملء إرادتنا .. لاأن يفرض علينا من يرعانا لنسبح بحمده وكأننا قطيع من النعاج ! ..
ترى أين يكمن الخلل تحديداً ؟ ..
في الراعي ؟ أم في الرعية ؟.

تحياتي.

د. محمد فؤاد منصور

حسين نور الدين
03/09/2008, 12:10 PM
الأخ الدكتور محمد إياد فضلون
الأخت الشاعرة زاهية بنت البحر
الاخ أمجد عبد الرحمان
الاخ الدكتور محمد فؤاد منصور
شكراً لمداخلاتكم .
أكتب مقالتي هذه ناظراً دوماً لنصفٍ ملآنٍ من كأسٍ ليس لنا إن كنّا نتحلّى بالموضوعيّة و الوطنيّة أيضاً ليس لنا إلّا أن ننظر إليه ـ هذا ما ختمت به مقالتي ـ
في خضم الانبطاح العربي الرسمي العام
فاعتقد أننا لا نُلام عندما نجد أن موقفاً لدولة عربية و زعيم عربي هو الأفضل مقارنة بالبقيّة
في ظلّ الواقع السلبيّ المهيمن على بقاع وطننا العربي و الذي يسلب استقلالية زعماء العرب خاصة أمام و قبالة الصهيونية صاحبة المشروع الذي يعتبر بمنظورها هو( نهاية التاريخ ) ـ بكل صراحة فهم مسلوبو الإرادة و القرار ـ
فربما و بقلم موضوعي بحت يعرف خبايا اللعبة السياسية أقول :
سواءً شهد التاريخ أم لم يشهد فالموقف الذي انتهجه الرئيس الراحل الأسد هو أفضل الموجود على الساحة العربية ـ على الإطلاق ـ و خاصة الساحة الرسمية طبعاً .
هنا كلامي أعنيه عن موقف أمام صهيونية إسرائيلية تهيمن على تفاصيل و ربما تفاصيل التفاصيل بشأن الموقف و القرار العربي قبالتها .
في ظلّ واقع الانبطاح الرسمي العربي سرّاً و علناً و واقعٌ سلبيّ في حقيقته رغم اختلافها مع صورته الظاهرية هنا أو هناك
فربما و بالتأكيد لن نُلام عندما نستذكر مواقف مميزة و نؤكّد على إيجابيتها .
بالنسبة لمسألة التوريث التي جئتم على ذكرها
هل هناك نظام عربي لايورّث الحكم
ليس المسألة المقصودة بتوريث الحكم من الأب إلى الإبن
المسألة هي توريث منهجٍ سياسي أمني في كل الدول العربية و إن لم يكن صحيحاً ما أقول فهل التدهور المزري الذي تبصره أعين ذوي الألباب في كل مناحي حياة شعوبنا العربية هو جراء تبادل السلطة ديمقراطياً .
هل هناك زعيم عربي أتى أو يأتي إلى الحكم و السلطة بدون موافقة خارجية ـ من خارج حدود الوطن ـ
حتى عندما تكون المسرحية الديمقراطية موجودة للتغطية على وصول الزعيم العربي إلى كرسيّه .
رغم قلّة التجارب الديمقراطية في العالم العربي ولكن ما يوجد من أمثلة قليلة يدلنا على أننا كشعوب عربية و سلطات عربية موجودة ليس من حقّنا اختيار زعمائنا ، الزعيم تتم المصادقة عليه و الموافقة على وصوله ليكون زعيماً في محافل خارجية لاتمت بصلة إلى مصالحنا العربية كشعوب .

في سوريا و بصراحة و من دون أن يفهم كلامي على أنه ولاء و محاباة و حتى أنني أريد أن أقدّم كلامي بأفضل صيغة لكي لا يعتب علينا العاتبون فلم تكن كل القوى الخارجية الدولية التي تهتمّ بشأن منطقتنا العربية ساعة تلو الساعة تريد أن يكون بشار الأسد رئيساً لسوريا خلفاً لوالده و بالتأكيد سيتم العزف إعلامياً على وتر الديمقراطية و هذا ما جرى من خلال حملة ضد استلام بشار الاسد للسلطة في سوريا و لكن و بصراحة أيضاً أقول أنه لولا ما أسسه حافظ الأسد خلال إدارته للسلطة في سوريا خلال 30 عاماً لم يكن ليستطيع بشار الأسد أن يستلم السلطة و لذلك رأينا موقفاً سلبياً جداً تجاهه من قبل كثير من الأطراف العربية الأخرى كترجمة مباشرة لرفض القوى المهيمنة الدولية على وصوله للحكم فضلاً عن استمرار سياسة العزل ضد سوريا و الحصار بمختلف أشكاله والتهديد الدائم لها ، هل يجري هذا مع دول عربية ـ بالذات ـ أخرى لكونها انتهجت المنهج الديمقراطي في تبادل السلطة .
الكلام كثير
و بصراحة ليس عندي كثير من الهمّة لشرح موقفي و تفاصيله حتى لا يفهم وكأنني موالي أعمى لسوريا و رئيسها
فلم أكتب إلا موقفاً أراه موضوعياً بحتاً .
أما عما يراه الشارع العربي و تقييمه و نظرته فالشارع العربي بصراحة يحتاج لوقت لابأس به ـ ربما قروناً ضوئية ـ حتى يعي حقيقة واقعه و مأساته و ظروف و تفاصيل ما يجري .
الصهيوينة تحكم العالم
فهاتوا لنا قادة تقف في وجهها و هاتوا لنا شعوباً تدرك و تعرف كيف تواجهها .
و لذلك كتبتُ ما كتبت عن حافظ الأسد لأننا نعرف ما جرى و يجري
رحم الله الرئيس الراحل حافظ الأسد
جنازته شيّعها أبناء شعبه و هذا شرفٌ له و لشعبه .
لم يحضرها لا رئيس أمريكي و لا إسرائيلي و حضورهم لا يشرّفنا لا قيادة و لا شعباً لا في حياتنا و لا في رحيلنا و مماتنا .

دمتم بخير جميعاً

حسين نور الدين
04/09/2008, 03:22 AM
قرأت ردّاً من أخت كريمة اقتبست من كلامي في معرض انتقادها كما يبدو :
أقول فقط :
الجزائر بلد المليون شهيد حريٌّ بها أن تفخر بتاريخها و حاضرها
و الجزائر قدّمت شخصيات و علماء سجّل التاريخ بأحرف من نور مداد أقلامهم و فكرهم
تحياتي للأخت الكريمة و للجزائر و لكل الشرفاء في وطننا العربي الكبير .

حسين نور الدين
25/09/2008, 10:55 PM
أعتقد تماماً أنّ سوريا هي أحد المعاقل الأخيرة الصامدة في وجه المشروع الصهيوني و الكثيرين لايروا من سوريا إلا عبر رؤيتهم للنصف الفارغ من الكأس و لكن لنبحث عن النصف الملآن بعقلية الواعي المدرك المستبصر فسنرى أنّ سوريا هي و مقارنة بغيرها شوكة في حلق الصهيونية و ما نجاح سوريا في الخروج من عنق الزجاجة التي حاولت القوى الكبرى في العالم وضعها و حصرها فيه إلا دليل على متانة موقف سوريا استراتيجياً و مناعة هذا الموقف الذي أضحى جداراً صعب الاختراق من قبل القوى الصهيونية و المتحالفين معها .
تحياتي لسوريا وطننا الغالي و للرئيس بشار الأسد باسم كل المغتربين السوريين في الخارج .