أشرف نبوي
06/09/2008, 04:05 PM
قمر
لم يدر بخلدي وأنا أضمها إلي صدري وأحيطها بذراعي قبل أن أطبع علي جبينها قبلة ، أنها المرة الأخيرة التي ستتلاقي ارواحنا وأجسادنا معا ...هبطت الدرج بخفة ، حين صدمني هواء الطريق ألتفت بعفويه ناظرا إلي الشرفة في الاعلي ،، لمحتها تمسح دمعتها بيدها وهي تلوح بالاخري ،، تبسمت وأنا أحاول التماسك وتابعت طريقي ،، لم يكن يفصلني عن موعد الطائره سوي سويعات قليله ،، فكرت أن أسير قليلا ، كانت الشوارع مزدانه ، وأصحاب محلات الحلوي منتشرين في كل زاويه ، أدركت أن أحدي المناسبات الدينيه علي الأبواب ،، لمحت عروسة من الحلوي راقني منظرها شعرت بأنها تكاد تكون نسخة عنها في رقتها ،، سارعت بشرائها لا ادري لما ، بعدما سرت خطوات نظرت لما بين يداي وتبسمت ،، أهو الطفل بداخلي ، أم أنني اريد ألا افقد مظاهر علاقتي بعادات أبناء وطني ، مر طيفها أمامي فكرت أن أعود لاهديها تلك العروسة ، ترددت قليلا ، ، كان فكري منشغلا ، نظرت إلي ساعتي .. هممت بعبور الطريق ، وجدتني أطير في الهواء بعدما صدمتني سياره أنشقت الأرض عنها في لحظه .. أحتبس صوتي ،، شدة الألم افقدتني الوعي للحظه ،، شعرت بجسدي يقترب من الارض ،،أغمضت عيناي فترائ شريط حياتي كله أمامي .
أحرفي التي تناثرت عبر أوراقي فضحت أمري ،، علي هامش كتاب السنه الخامسه كانت أولي كلماتي ،، موسيقي حرفي البسيط لفت أنتباه مدرس الفصل ، تبسم في هدوء بعدما أجبته أنني صاحب تلك الاحرف ، ربت علي كتفي وهو يحمل الكتاب ليريه لزميلته مدرسة التاريخ ، كان فخورا بتلميذه ،، شجعتني أبتسامته وأهتمامه بكل ما أكتب ،، توقف نزف قلمي بعدما غادرت المدرسه ، أنغمست في عنف طلاب المدرسه الاعداديه ، كنا نحاول أن نثبت اننا رجال ، أبتعدت عني أحرفي ، ولم تطرق بابي إلا بعد شهر من دخولي المرحلة الثانويه ، كنا في طريقنا إلي المدرسه حين لمحتها ، وقفت متأنقه بزيها المميز الذي يعلن عن أنتمائها لاحدي مدارس اللغات ، لم أعد إلي المنزل ذاك اليوم إلا وأحرفي تتراقص من جديد علي ورقة زهريه أقترضتها من زميل ، ظللت أمر مبتسما أمامها لمدة شهر كانت لا تعيرني أهتمام في البداية ، ثم أصبحت تبتسم وهي تدير وجهها متصنعه عدم أكتراثها بنظراتي ، حلت إجازة الصيف ثقيلة وكنت أعلم أني سأحرم رؤيتها ،
حين أعلن عن تكوين جماعة أدبيه في الصف الثاني ، كنت قد شعرت بتمرد قلمي ، كنت أكتب في كل شئ وعن أي شئ كنت أكتب في هوامش كتبي والصفحات الاخيره من كراسات الفصل ، كنت أكتب خلف تذاكر الترام والقطار ، شعرت باني أصبحت من كبار الكتاب ،، جمعت كل قصاصتي ، صنفتها وذهبت إلي إحدي المطابع الشعبيه ،، كان لدي بعض المال ، وافق علي طباعة الكتيب ، حين تسلمت أولي النسخ وشرعت في توزيعه ، أصابتني خيبة الامل ، من أنا وما قيمة ما أكتب ،، صدمت في قلمي غير المعروف وغير المرغوب ، حتي من أهديتهم نسخي لم يكلفوا أنفسهم بتصفحها ، ذبل القلم وشعرت بإنكسار الحرف بداخلي ،،
النقله الهائله التي واكبت دخولي الجامعه أيقظت في نفسي هاجس الكتابة من جديد ، بدأت علي أستحياء ، كنت أراقب وأكتب واصفا العلاقات من حولي ، كنت قليل الكلام خجولا ،، متوجسا من الدخول في أي علاقة كمعظم زملائي الذي لم تمض الاشهر الثلاثه الاولي إلا وكان كل منهم قد تعرف إلي رفيقه وكونا ثنائيا ، كنت سعيدا بكوني المتفرج الوحيد علي قيام وإنهيار العلاقات ، وكنت أسطر بقلمي كل مايدور ، ولم اطلع أحدا علي حرف مما أكتب ،، ورغم أنزوائي إلا إنني وجدتني بعد فتره كاتم أسرارا الجميع ، وجدتني من حيث لا أدري طرفا في كل النزاعات والعلاقات ، ومن ثم وجدتني أتحول إلي شخص أجتماعي مشارك للجميع في كل ما يفعلونه ، وكانت تجربتي الأولي..
في أحدي الرحلات التي قام بها الزملاء وجدتني أوافق علي الأشتراك فيها بعد إلحاح ، بعد أن ركبنا الحافله بدقائق لمحتها ، لم تكن ممن رأيتهم قبلا ،، تكرر تلاقي أعيننا كانت تضحك وتنظر إلي الارض ،، شجعتني ضحكتها أقتربت من مكان جلوسها ،، تلعثمت قبل ان أسألها عن أسمها ردت وهي تبتسم ، استأذنت صديقتها التي كانت تجلس بجوارها ،، جلست أتجاذب معها أطراف الحديث ،، كان الصخب عاليا غناء وفوضى وأصوات مختلطه ،، لكننا كنا في زمان ومكان أخرين ،، كان التوافق في تركيبتنا جليا ،، شعرت بدبيب الحب لأول مره في حياتي ،، وعرفت معني العشق ،، تحركت أحرفي من جديد بعثت برقتها ودفئها كل الأحرف التي وارها التراب ،، كتبت فيها ولها الكثير وهمت بها عشقا ،، عرفت بحبها الجارف ان تجعلني أصوغ حرفي بجمال ،، غيرتها كانت تحركها أحيانا للدفاع عن وجودها كأنثي وحيده في حياتي ،، وكانت هذه نقطة الخلاف الوحيده ،، عشقها لتفردي في كتابة أعذب الحروف وأكثرها رومنسيه كان يغفر لي عندها كل زلة ،، تسارع مرور الأيام ،، وصفعتنا الحياة بواقعها المر ،، أنتهت سنوات الدراسه ،، وتجلت الصورة الواقعيه بوقاحة أحتياجاتها الماديه وقسوتها ،، قررت السفر ولم احسب لثورتها علي قراري وأبتعادي حساب ،، خيرتني بين البقاء او أصطحابها لأي مكان أود الذهاب إليه ،، وكلا الخيارين كان مستحيلا وقتها .
حينما شعرت بعنادي ،، جارتني في مشروع سفري ،، كنت كمن يقتلع قبله بيده من صدره ،، حاولت التماسك لأجلها ،، لكنها صدمتني بتماسكها وغضبها المكتوم ،، لم يمض شهرين علي سفري ألا وهي تخبرني بأنها قد خطبت وأنني السبب لأني لم أستمع لصوت قلبها ،، وأهنت كبرياء الأنثي داخلها ،، أسودت الدنيا في عيناي ،، وشعرت بإنهيار كل أحلامي ،، أنطويت علي ذاتي ،، كسرت قلمي ،، وركزت كل حواسي في عملي ... أدركت حينها أن القلم بيدي جسد يحتاج لأنبعاث روح فيه ليتحرك ولتدب فيه روح الأبداع ،، ودعته بعد أن شعرت بأن مشاعري قد دفنت ،، وبأنني لن أعد قادرا علي إيقاظ حرفا من أحرفي من جديد ،
توالت أيامي مرورا ونجاحاتي وأنكساراتي ،، صعودا وهبوطا ،، فكرت أن أعاود محاولة التعايش مع ذاتي من جديد ،، ومضت فكرة الزواج بذهني ،، ربما تكون تلك بداية حقيقية ،، قررت أن أعمل عقلي هذه المرة ،، وجدتها .. أنسانه بسيطه أحلامها مثلها ،، برغم انني لم أجد قاسم مشترك بيننا ،، إلا إنني صممت علي الأستمرار ،، لم تمض السنه الأولي ألا وقد رزقنا بطفلنا الأول ،، بعث بعض البهجه في علاقتنا ،، لم يطل الوقت حتي رزقنا بطفلنا الثاني ،،كنت تائها أبحث عن ذاتي عن بعض السعادة التي كنت أسمع عنها ،، لكن لا جدوي ،، شعرت وقتها أن ساعة التغير التي كنت أنتظرها قد توقفت عقاربها وصدأت تروسها ،، بحثت حولي لم أجد إلا قلمي الذي رقد في سبات ،، حاولت أن أوقظه عله يكون سلواي فيما آلت إليه حياتي ،، مضت أشهر قبل أن أفلح في أستعادة وهج حرفي ،، كنت أعيش لأنه يجب أن اعيش وليس لسبب أخر ،، كل الحزن الذي تراكم بداخلي كان وقودا أنطلقت منه شرارة البدء ،،وجدتني كبركان تفجر ،، نهر أنسابت جداوله ،، ومع هذه البداية وتلك الصحوة لقلمي بدأت أنشر ما أكتبه ،، وبدأت قصتي مع قمر في ذاك الوقت.
كنت أتلقي رساءل الإعجاب ممن يتابعون ما أكتب ،، كنت أرد علي البعض ،، وأتابع بشغف أعادني سنوات ومنح قلبي رشفه من أكسير الحياة ،، تميزت رسائل قمر برقتها وعذوبة أحرفها ،، تنامي أهتمامي برسائلها كثيرا ،، وأصبحت انتظر أي حرف تخطه ،، وأتلهف لمعرفة رأيها فيما أكتب ،، شعرت هي بأهتمامي ،، توطدت علاقتنا لتشمل الجانب الشخصي وليس الأدبي وحسب ،، كانت صاحبة قلم راق ،، وإحساس مرهف ،، تشاطرنا كل حرف ،، وشعر كل منا أنه أنما خلق للأخر ،، كانت هناك من القواسم بيننا الكثير ،، شعرت بعاطفة جارفة تجاهها ،، رقص قلبي فرحا حين صارحتها بمشاعري وأجابتني علي استحياء أنها هي أيضا تكن لي نفس المشاعر وربما أكثر،، لم يمض وقت طويل حتي تعرف كل منا علي حياة الأخر بكل صدق وشفافيه ،، أحترمت بساطتها وأحترمت صدقي ،،، إزداد تقاربنا وشعرنا بأننا لن نستطيع العيش إلا معا ، تفهمها لوضعي العائلي ،، بسط الأمور كثيرا ،،
كنت أعلم أنني سأجابه بسيل من الغضب ،، لكن حبي الجارف لها كان سندي ،، سافرت إليها لترتيب أمر أرتباطي بها ،، لكنني لم أستطع إلا إتمام كل شئ ،، بين عشية وضحاها تزوجنا ،،وقضينا معا اجمل اللحظات ،،رقتها فاقت كل ما تصورت ،، دفء مشاعرها كان يبهرنا كل يوم ،، أنوثتها الطاغيه ملكت علي حواسي ،، شفغها وبساطة نفسها جعلا السعادة وصف بسيط لما كنت أستشعره وأنا بقربها ،، وكأن الحياة تريد أن تعوضني عن كل ما فات ،، كانت أنثي بكل ما تحمل تلك الكلمة من معان ،، وكنت أنا ظمآن لكم الحب الذي كانت تمنحه في رضا ،،، أسكرني قربها وعاد قلمي ليكتب أجمل وارق ما كتب علي انغام همسها ،، وعطر أنفاسها ،، ودفء عيونها .
كان لزاما أن أعود لترتيب أموري ومعرفة كيف ستسير حياتي بعد الذي حدث ،، وكان لقائي بها لأودعها قبل دقائق مما انا فيه الأن وجسدي يستقر علي الأرض بلا حراك .
حين أفقت لمحتها بجمالها ورقتها علي حافة السرير جالسه في سكون همست في ضعف قمر ،، مسحت دمعتها وهي تراني أفتح عيناي ، اقتربت وأبتسامه تكسو وجهها ،،همست كيف حالك حبيبتي ،، توقفت الأحرف وأنا أري بعض الشعيرات البيض قد تسللت إلي رأسها ،، لمحت علامات الدهشه بعيناي ،، همست لقد مضت ست سنوات علي الحادثة يا حبيبي ،، سقطت من عيني دمعه قبل أن أعود لغيبوبتي من جديد .
تمت
أشرف نبوي
6-9-2008
لم يدر بخلدي وأنا أضمها إلي صدري وأحيطها بذراعي قبل أن أطبع علي جبينها قبلة ، أنها المرة الأخيرة التي ستتلاقي ارواحنا وأجسادنا معا ...هبطت الدرج بخفة ، حين صدمني هواء الطريق ألتفت بعفويه ناظرا إلي الشرفة في الاعلي ،، لمحتها تمسح دمعتها بيدها وهي تلوح بالاخري ،، تبسمت وأنا أحاول التماسك وتابعت طريقي ،، لم يكن يفصلني عن موعد الطائره سوي سويعات قليله ،، فكرت أن أسير قليلا ، كانت الشوارع مزدانه ، وأصحاب محلات الحلوي منتشرين في كل زاويه ، أدركت أن أحدي المناسبات الدينيه علي الأبواب ،، لمحت عروسة من الحلوي راقني منظرها شعرت بأنها تكاد تكون نسخة عنها في رقتها ،، سارعت بشرائها لا ادري لما ، بعدما سرت خطوات نظرت لما بين يداي وتبسمت ،، أهو الطفل بداخلي ، أم أنني اريد ألا افقد مظاهر علاقتي بعادات أبناء وطني ، مر طيفها أمامي فكرت أن أعود لاهديها تلك العروسة ، ترددت قليلا ، ، كان فكري منشغلا ، نظرت إلي ساعتي .. هممت بعبور الطريق ، وجدتني أطير في الهواء بعدما صدمتني سياره أنشقت الأرض عنها في لحظه .. أحتبس صوتي ،، شدة الألم افقدتني الوعي للحظه ،، شعرت بجسدي يقترب من الارض ،،أغمضت عيناي فترائ شريط حياتي كله أمامي .
أحرفي التي تناثرت عبر أوراقي فضحت أمري ،، علي هامش كتاب السنه الخامسه كانت أولي كلماتي ،، موسيقي حرفي البسيط لفت أنتباه مدرس الفصل ، تبسم في هدوء بعدما أجبته أنني صاحب تلك الاحرف ، ربت علي كتفي وهو يحمل الكتاب ليريه لزميلته مدرسة التاريخ ، كان فخورا بتلميذه ،، شجعتني أبتسامته وأهتمامه بكل ما أكتب ،، توقف نزف قلمي بعدما غادرت المدرسه ، أنغمست في عنف طلاب المدرسه الاعداديه ، كنا نحاول أن نثبت اننا رجال ، أبتعدت عني أحرفي ، ولم تطرق بابي إلا بعد شهر من دخولي المرحلة الثانويه ، كنا في طريقنا إلي المدرسه حين لمحتها ، وقفت متأنقه بزيها المميز الذي يعلن عن أنتمائها لاحدي مدارس اللغات ، لم أعد إلي المنزل ذاك اليوم إلا وأحرفي تتراقص من جديد علي ورقة زهريه أقترضتها من زميل ، ظللت أمر مبتسما أمامها لمدة شهر كانت لا تعيرني أهتمام في البداية ، ثم أصبحت تبتسم وهي تدير وجهها متصنعه عدم أكتراثها بنظراتي ، حلت إجازة الصيف ثقيلة وكنت أعلم أني سأحرم رؤيتها ،
حين أعلن عن تكوين جماعة أدبيه في الصف الثاني ، كنت قد شعرت بتمرد قلمي ، كنت أكتب في كل شئ وعن أي شئ كنت أكتب في هوامش كتبي والصفحات الاخيره من كراسات الفصل ، كنت أكتب خلف تذاكر الترام والقطار ، شعرت باني أصبحت من كبار الكتاب ،، جمعت كل قصاصتي ، صنفتها وذهبت إلي إحدي المطابع الشعبيه ،، كان لدي بعض المال ، وافق علي طباعة الكتيب ، حين تسلمت أولي النسخ وشرعت في توزيعه ، أصابتني خيبة الامل ، من أنا وما قيمة ما أكتب ،، صدمت في قلمي غير المعروف وغير المرغوب ، حتي من أهديتهم نسخي لم يكلفوا أنفسهم بتصفحها ، ذبل القلم وشعرت بإنكسار الحرف بداخلي ،،
النقله الهائله التي واكبت دخولي الجامعه أيقظت في نفسي هاجس الكتابة من جديد ، بدأت علي أستحياء ، كنت أراقب وأكتب واصفا العلاقات من حولي ، كنت قليل الكلام خجولا ،، متوجسا من الدخول في أي علاقة كمعظم زملائي الذي لم تمض الاشهر الثلاثه الاولي إلا وكان كل منهم قد تعرف إلي رفيقه وكونا ثنائيا ، كنت سعيدا بكوني المتفرج الوحيد علي قيام وإنهيار العلاقات ، وكنت أسطر بقلمي كل مايدور ، ولم اطلع أحدا علي حرف مما أكتب ،، ورغم أنزوائي إلا إنني وجدتني بعد فتره كاتم أسرارا الجميع ، وجدتني من حيث لا أدري طرفا في كل النزاعات والعلاقات ، ومن ثم وجدتني أتحول إلي شخص أجتماعي مشارك للجميع في كل ما يفعلونه ، وكانت تجربتي الأولي..
في أحدي الرحلات التي قام بها الزملاء وجدتني أوافق علي الأشتراك فيها بعد إلحاح ، بعد أن ركبنا الحافله بدقائق لمحتها ، لم تكن ممن رأيتهم قبلا ،، تكرر تلاقي أعيننا كانت تضحك وتنظر إلي الارض ،، شجعتني ضحكتها أقتربت من مكان جلوسها ،، تلعثمت قبل ان أسألها عن أسمها ردت وهي تبتسم ، استأذنت صديقتها التي كانت تجلس بجوارها ،، جلست أتجاذب معها أطراف الحديث ،، كان الصخب عاليا غناء وفوضى وأصوات مختلطه ،، لكننا كنا في زمان ومكان أخرين ،، كان التوافق في تركيبتنا جليا ،، شعرت بدبيب الحب لأول مره في حياتي ،، وعرفت معني العشق ،، تحركت أحرفي من جديد بعثت برقتها ودفئها كل الأحرف التي وارها التراب ،، كتبت فيها ولها الكثير وهمت بها عشقا ،، عرفت بحبها الجارف ان تجعلني أصوغ حرفي بجمال ،، غيرتها كانت تحركها أحيانا للدفاع عن وجودها كأنثي وحيده في حياتي ،، وكانت هذه نقطة الخلاف الوحيده ،، عشقها لتفردي في كتابة أعذب الحروف وأكثرها رومنسيه كان يغفر لي عندها كل زلة ،، تسارع مرور الأيام ،، وصفعتنا الحياة بواقعها المر ،، أنتهت سنوات الدراسه ،، وتجلت الصورة الواقعيه بوقاحة أحتياجاتها الماديه وقسوتها ،، قررت السفر ولم احسب لثورتها علي قراري وأبتعادي حساب ،، خيرتني بين البقاء او أصطحابها لأي مكان أود الذهاب إليه ،، وكلا الخيارين كان مستحيلا وقتها .
حينما شعرت بعنادي ،، جارتني في مشروع سفري ،، كنت كمن يقتلع قبله بيده من صدره ،، حاولت التماسك لأجلها ،، لكنها صدمتني بتماسكها وغضبها المكتوم ،، لم يمض شهرين علي سفري ألا وهي تخبرني بأنها قد خطبت وأنني السبب لأني لم أستمع لصوت قلبها ،، وأهنت كبرياء الأنثي داخلها ،، أسودت الدنيا في عيناي ،، وشعرت بإنهيار كل أحلامي ،، أنطويت علي ذاتي ،، كسرت قلمي ،، وركزت كل حواسي في عملي ... أدركت حينها أن القلم بيدي جسد يحتاج لأنبعاث روح فيه ليتحرك ولتدب فيه روح الأبداع ،، ودعته بعد أن شعرت بأن مشاعري قد دفنت ،، وبأنني لن أعد قادرا علي إيقاظ حرفا من أحرفي من جديد ،
توالت أيامي مرورا ونجاحاتي وأنكساراتي ،، صعودا وهبوطا ،، فكرت أن أعاود محاولة التعايش مع ذاتي من جديد ،، ومضت فكرة الزواج بذهني ،، ربما تكون تلك بداية حقيقية ،، قررت أن أعمل عقلي هذه المرة ،، وجدتها .. أنسانه بسيطه أحلامها مثلها ،، برغم انني لم أجد قاسم مشترك بيننا ،، إلا إنني صممت علي الأستمرار ،، لم تمض السنه الأولي ألا وقد رزقنا بطفلنا الأول ،، بعث بعض البهجه في علاقتنا ،، لم يطل الوقت حتي رزقنا بطفلنا الثاني ،،كنت تائها أبحث عن ذاتي عن بعض السعادة التي كنت أسمع عنها ،، لكن لا جدوي ،، شعرت وقتها أن ساعة التغير التي كنت أنتظرها قد توقفت عقاربها وصدأت تروسها ،، بحثت حولي لم أجد إلا قلمي الذي رقد في سبات ،، حاولت أن أوقظه عله يكون سلواي فيما آلت إليه حياتي ،، مضت أشهر قبل أن أفلح في أستعادة وهج حرفي ،، كنت أعيش لأنه يجب أن اعيش وليس لسبب أخر ،، كل الحزن الذي تراكم بداخلي كان وقودا أنطلقت منه شرارة البدء ،،وجدتني كبركان تفجر ،، نهر أنسابت جداوله ،، ومع هذه البداية وتلك الصحوة لقلمي بدأت أنشر ما أكتبه ،، وبدأت قصتي مع قمر في ذاك الوقت.
كنت أتلقي رساءل الإعجاب ممن يتابعون ما أكتب ،، كنت أرد علي البعض ،، وأتابع بشغف أعادني سنوات ومنح قلبي رشفه من أكسير الحياة ،، تميزت رسائل قمر برقتها وعذوبة أحرفها ،، تنامي أهتمامي برسائلها كثيرا ،، وأصبحت انتظر أي حرف تخطه ،، وأتلهف لمعرفة رأيها فيما أكتب ،، شعرت هي بأهتمامي ،، توطدت علاقتنا لتشمل الجانب الشخصي وليس الأدبي وحسب ،، كانت صاحبة قلم راق ،، وإحساس مرهف ،، تشاطرنا كل حرف ،، وشعر كل منا أنه أنما خلق للأخر ،، كانت هناك من القواسم بيننا الكثير ،، شعرت بعاطفة جارفة تجاهها ،، رقص قلبي فرحا حين صارحتها بمشاعري وأجابتني علي استحياء أنها هي أيضا تكن لي نفس المشاعر وربما أكثر،، لم يمض وقت طويل حتي تعرف كل منا علي حياة الأخر بكل صدق وشفافيه ،، أحترمت بساطتها وأحترمت صدقي ،،، إزداد تقاربنا وشعرنا بأننا لن نستطيع العيش إلا معا ، تفهمها لوضعي العائلي ،، بسط الأمور كثيرا ،،
كنت أعلم أنني سأجابه بسيل من الغضب ،، لكن حبي الجارف لها كان سندي ،، سافرت إليها لترتيب أمر أرتباطي بها ،، لكنني لم أستطع إلا إتمام كل شئ ،، بين عشية وضحاها تزوجنا ،،وقضينا معا اجمل اللحظات ،،رقتها فاقت كل ما تصورت ،، دفء مشاعرها كان يبهرنا كل يوم ،، أنوثتها الطاغيه ملكت علي حواسي ،، شفغها وبساطة نفسها جعلا السعادة وصف بسيط لما كنت أستشعره وأنا بقربها ،، وكأن الحياة تريد أن تعوضني عن كل ما فات ،، كانت أنثي بكل ما تحمل تلك الكلمة من معان ،، وكنت أنا ظمآن لكم الحب الذي كانت تمنحه في رضا ،،، أسكرني قربها وعاد قلمي ليكتب أجمل وارق ما كتب علي انغام همسها ،، وعطر أنفاسها ،، ودفء عيونها .
كان لزاما أن أعود لترتيب أموري ومعرفة كيف ستسير حياتي بعد الذي حدث ،، وكان لقائي بها لأودعها قبل دقائق مما انا فيه الأن وجسدي يستقر علي الأرض بلا حراك .
حين أفقت لمحتها بجمالها ورقتها علي حافة السرير جالسه في سكون همست في ضعف قمر ،، مسحت دمعتها وهي تراني أفتح عيناي ، اقتربت وأبتسامه تكسو وجهها ،،همست كيف حالك حبيبتي ،، توقفت الأحرف وأنا أري بعض الشعيرات البيض قد تسللت إلي رأسها ،، لمحت علامات الدهشه بعيناي ،، همست لقد مضت ست سنوات علي الحادثة يا حبيبي ،، سقطت من عيني دمعه قبل أن أعود لغيبوبتي من جديد .
تمت
أشرف نبوي
6-9-2008