المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرحة غادرة



وديع العبيدي
13/12/2006, 04:06 PM
وديع العبيدي

فرحة غادرة

شعر بسعادة لوصوله المحطة قبل مرور الباص.. سيصل البيت قبل الموعد اليومي بربع ساعة.. لحظات والباص يقف وكتلة الجموع تحمله إلى جوفه، في هذا الوقت يكون الازدحام على أشدّه.. ولكن لا بأس.. وجد مكاناً للوقوف بين صفوف الكراسي ممسكاً بمقبض معدني معلق في السقف مثل إنشوطة.. وهو يهتز مع تأرجح الباص في حركته اللولبية.. لسعته موجة برد.. وأحسّ بقليل من الخجل.. مرة أخرى راوده شعور بالفرحة لشدّة الازدحام المحيط به من كل جانب.. لحسن الحظ.. لن يلحظ أحد ذلك.. دار بنظره حواليه .. كان وقوفه أمام فتاة.. فتاة أنيقة.. صرف اهتمامه بسرعة منشغلاً بمراقبة أرصفة المدينة المكتظة.. تحوّل البرد إلى خيط من الألم.. حرّك ساقيه وقرّبهما من بعض.. لا شيء لا يحتمل.. عضّ شفته السفلى وأفلت يده من الانشوطة متحسساً سرواله.. كل شيء في مكانه.. أو هكذا بدا. توقف الباص ونزل بعض الراكبين.. استغل خلو المكان المجاور فوضع مؤخرته على مهل وهو يرسل ابتسامة مغتصبة الى الفتاة الجميلة.. التي لم تعره أيما أهمية.. راح الألم يضغط على عضلات فخذه العليا.. ليرتفع معدل حرجه الى ما لا نهاية.. لا يدري.. أهو الألم حقاً.. أم الخجل الذي يجعل كل شيء مزرياً.. ثم لماذا الخجل.. أليس العري أمر عادي هذه الايام.. الاعلانات والتلفزة والمسابح.. وأيام الصيف.. كان يحاول تهدئة نفسه ويعرف أنه لا علاقة له بكل ذلك.. هو هكذا منذ ولد ويبقى حتى يموت .. خجول.. معقد.. غبي.. طول عمرك تمشي عالرصيف.. ارسل ابتسامة مغتصب ثانية إلى جارته على المقعد وصرف نظره الى النافذة.. كل شيء ولا المستشفى.. كل شيء ولا المداخلة الجراحية.. يفضل الموت ولا يسجى عارياً على سدية العمليات أمام عيون الاطباء والممرضات.. لماذا يتأخر الباص كثيراً في مسيره.. متى سأصل البيت. أوه.. ولكن.. ماذا سأفعل في البيت.. إذا كان هذا الألم يدمرني.. هل أذهب مباشرة الى الطبيب.. هل.. أخذ الدوار يتشكل حلقات أمام ناظريه.. والباص كأنه طائرة تحلق على مستوى منخفض.. الألم ينتقل إلى حدقتي عينيه.. يبدأ باقتلاعهما.. لا.. عيناه تغوران.. ارتفع جهاز الصوت معلنا الوصول الى المحطة القريبة من سكنه.. استعاد قدرته عل الرؤية ثانية.. قام من مكانه واتجه الى باب النزول بظهر منحني.. ووجه لا يخفي معاناته.. في الطريق سار بتمهل كمن انفجرت زائدته الدودية في بطنه.. سأحمل روحي على راحتيييييييييييييييييييييييييييي.. وألقي بهااااااا على أرصفة العالم.. حياة.. وضغط بطرف لسانه على مقدمة الفم.. ةةةةةةةة.. فتح باب شقته وهو يكاد يفقد الوعي.. تناوش أقرب فراش يستقبل جسده.. وأصابع يده المرتجفة تفكّ أزرار بنطاله ليتحسس عضلات فخذيه وو.. حنى نصفه الأعلى على نصفه الأسفل لينظر بأم عينيه.. تردد بين الضحك والبكاء.. هل يضحك من حماقته أم يأسى حاله.. حياةةةةةةةة.. كان سرواله الداخلي منزلقاً.. والاستيكة.. الاستيكة القاتلة تضغط على خصيتيه من الاسفل.. تذكّر عجلته وهو يغادر المرحاض للحاق بالباص.. ةةةةةة!.

عبلة محمد زقزوق
25/12/2006, 10:31 AM
:) تذكّر عجلته وهو يغادر المرحاض للحاق بالباص.. ةةةةةة!.
قصة تألمت فيها لألمه وعانيت ما يعانيه تعاطفا معه ولكني تناسيت مثله انه خرج متعجلا من المرحاض للحاق بالباص :)
رائع
شكرا لجميل القص منك أخي الفاضل ـ وديع العبيدي

جمال عبد القادر الجلاصي
04/04/2007, 07:20 PM
المتميز وديع العبيدي
أسجل مروري وإعجابي بهذه القصة الطريفة
كل الود

جمال عبد القادر الجلاصي
04/04/2007, 07:20 PM
المتميز وديع العبيدي
أسجل مروري وإعجابي بهذه القصة الطريفة
كل الود

ندى يزوغ
16/09/2007, 11:21 PM
قصة جميلة فيها معاني و دلالات كبرى رغم أنها تظهر بمظهر البساطة في القراءة الأولى..

ندى يزوغ