المنفى الافتراضي

[د. محمد اسحق الريفي]

المنفى الافتراضي

يلجأ كثير من الناس إلى القارة السابعة ليتخلصوا من واقعهم المؤلم وحياتهم التعيسة ومشاكلهم المتفاقمة. إنه هروب من الحياة والمسؤولية والناس والذات، ومنفى افتراضي يتيح للتعساء والأشقياء فرصة ذهبية لصياغة حياتهم بأنفسهم، والتخلص من ماضيهم التعيس، وتقمص الشخصية التي يريدون، وتبني المواقف الوهمية التي تحلو لهم، وإحاطة صورهم بنرجسية وهمية لا يحلموا بها في الواقع، وإنزال أنفسهم مكانة سامية ورفيعة غير حقيقية.

فكم من منافق في الواقع تحلى بالصدق في العالم الافتراضي، وكم من جاهل بدا في منفاه الافتراضي وكأنه عالم فريد من نوعه، وكم من جبان ادعى الشجاعة وبدا وكأنه مقدام مكر لا مفر، وكم من قبيح الأخلاق قدم نفسه على أنه دمث الأخلاق وذا قلب رؤوف ورحيم...!!

ولكن أليس هذا انفصام في الشخصية وكذب على الناس أم أنه جائز ولا بأس فيه في القارة السابعة حيث القيم المختلفة والمعايير الشاذة؟! أعتقد أن كل من يلقي بنفسه في منفى القارة السابعة للتخلص من تعاسته وشقائه وخيبته فصامي ومريض نفسي يحتاج إلى الذهاب إلى أقرب مصحة عقلية.

تحية حقيقية 100%!

[لبنى المانوزي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ الفاضل.محمد اسحق الريفي

عالم الافتراضي عالم قلما نجد فيه الصدق والأخلاق الرفيعة لكن جيد أن يمر الإنسان من كل مواقفه

هناك قول لا أعرف هو لمن:

"عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه

ومن لم يعرف الخير من الشر يقع فيه"

ويمكن المزاوجة بين الافتراضي والواقعي لإنتاج الأشياء الإنسانية الخيرة والطيبة.فليست كل المنتديات متشابهة ولا كل الأشخاص متشابهين.وإن فسد شيء في المجتمع فهناك دوما فرصة للإصلاح والتغيير للأفضل.العيب أن يظل على أخطائه وغيه فإن الله غفور رحيم.والقلوب الطيبة والوفية المحبة للمبادرات الخيرة لازالت كثيرة في هذا العالم.فلا تحزن عن تصرف بدا لك من أحدهم وكن ذا قلب متسامح ومد اليد بالورد تجد السماء والجهات الأخرى أكثر بياضا وصفاء.

دمت بحفظ المولى متابعة بكل تقدير لمواضيعك النيرة نفعك الله بها ونفعنا.

[فايزة شرف الدين]

ما أسهل أن يتحلى المرء بالخلق القويم والدين .. وأن ينادي بالمثل العليا ، ويدعي الشجاعة والإقدام ، ووووووووو ، من خلف شبكة النت أو العالم الافتراضي .
في الواقع قابلت شعراء وكتاب ينادون بحب الوطن ، وتطهيره من كل ما يسيء له ، ويدعون مواقف وطنية .. ويمكن أن يعمم هذا على الصحفيين ، وكانت دهشتي عظيمة عن صحفي كنت أجله جدا لمواقفه الشجاعة ضد اليهود الواضحة والصريحة أمام العالم .. لأعرف من صحفي صديق لنا أن هذا الشخص ما هو إلا عميل للحكومة كي يلعب الدور المناؤئ للسلطة .. ليبدو أمام العالم أن هناك حرية للرأي .
أستاذي الدكتور .. ليس النفاق موجودا في العالم الافتراضي فقط .. لكنه موجود حولنا .. وأنت ذكرت هذا النفاق في سجون فلسطين المحتلة عندما تكلمت عن العصافير في موضوع سابق لك .
هذا النفاق موجود مع بداية البشرية ، والله قد ذكر هؤلاء الذي يتسترون وراء حلو الكلام ، وهم ألد الخصام .. ولا يتورعون أن يهلكوا الحرث والنسل .
مع ذلك فقلما أن يتستر الإنسان خلف معسول الكلام طيلة الوقت .. فكثيرا ما يكون لدينا حاسة غامضة تشي لنا بعدم الارتياح .. لأنه ببساطة الكلمة النابعة من القلب تصل إلى القلب .. حتى لو تستر صاحبها خلف الشبكة العنكبوتية .
ثم أن ديننا الحنيف حثنا كبشر أن نحكم على الظاهر وليس النوايا .. لأن النوايا لا يعلمها إلا الله .. لذا فلا تبتأس فعلينا أن نتعامل كما قالت الأخت لبني مع الخير والشر .. مثلما نتعامل مع العملة ذات الوجهين .

دمت بخير

[د. محمد اسحق الريفي]

أختي الفاضلة الأستاذة لبنى المانوزي،

أشكرك جزيلا على مرورك الكريم وكلماتك المعبرة ونصيحتك الطيبة.

أتفق معك في ضرورة البحث عن أي فرصة للخير في العالم الافتراضي وكذلك في ضرورة معرفة الشر حتى لا نقع فيه. وأتفقك معك أيضا على ضرورة النظر بإيجابية إلى الناس من حولنا، فكل شيء يتغير من حولنا إلا المعاني الإنسانية الطيبة، ولهذا علينا أن نقابل سلوك الناس بالخير والصفح والتسامح مهما بلغت إساءة الناس لنا.

ودمت بعز وخير

[الحاج بونيف]

أخي الفاضل /د. محمد إسحق الريفي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

قال الشاعر:
ومهما يكن عند امرئ من خليقة ****وإن خالها تخفى على الناس تعلم

كتابات أي شخص تدل على أفكاره وشخصيته..
مهما حاول التظاهر أو التستر فالأيام كفيلة بفضحه وإظهاره على حقيقته..
تحيتي.

[عامر العظم]

الأخ الدكتور محمد الريفي،

ما دام أنك اعترفت أنها قارة، فهي ككل القارات الست الأخرى.. فيها الخبيث والطيب..والصديق والعدو، وكل شيء ونقيضه.
كما تعلم، بدأ سكان القارات الست بالهجرة والعيش في القارة الجديدة/ السابعة لأسباب عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر:

1. الهروب من العزلة والقهر على الأرض
2. التعريف بالذات والقدرات
3. الدراسة والاستفادة العلمية والمعرفية وتطوير الذات والقدرات
4. العمل في القارة الجديدة، كباحثين ومصممين ومعلنين ومترجمين وتجار، الخ.
5. حمل رسالة نهضوية وتوعوية إلى سكان القارات الست، كواتا.
6. إشباع هوايات وغرائز وإطلاق زفرات وآهات والبحث عن ملذات وصور وعاشقات وحبيبات

صحيح، أنه من الصعب معرفة الناس في القارة الجديدة على حقيقتهم بسبب عدم الإحاطة بهؤلاء السكان وحياتهم وشخصياتهم وظروفهم على الأرض، لكن ربما مع مرور الزمن والفراسة والكثير من الخسائر تستطيع معرفة جوهر الناس ومعدنهم.

في هذه الأثناء، عليك أن
1. تبتعد عن الطوابين الإلكترونية ومكبات النفايات الفكرية والمزابل البشرية
2. تواجه عندما تشك ولا تسمح للتكهنات بتسيير وتوجيه تفكيرك وحياتك
3. تظل صادقا مع نفسك ومع الآخرين مهما كانت الخسائر والتضحيات فادحة
4. تكون حذرا وتترك مسافة بينك وبين الآخرين وتستخدم نظرية الشك الديكارتي حتى تصل إلى اليقين.

تحية ديكارتية

[د. محمد اسحق الريفي]

أختي الفاضلة الأستاذة فايزة شرف الدين،

أشكرك جزيلا على مرورك الكريم ومداخلتك الرائعة وملاحظاتك القيمة.

في الحقيقة، أعلم قصصا وحكايات كثيرة عن منبوذين وفصاميين ومصابين بشتى صنوف الأمراض النفسية ممن يبنون لأنفسهم شخصية مرموقة في العالم الافتراضي. لذلك علينا أن نكون حذرين مع هؤلاء، فكما ذكرت أختي الفاضلة هناك عصافير ليس فقط في السجون ولكن كذلك في العالم الافتراضي والعالم الحقيقي أيضا، بل هناك من هم أكثر سوءا وشرا من العصافير، إنهم الدجالون والكاذبون الذين يخفون شخصياتهم الحقيقية.

ودمتم بعز وخير

[ابراهيم ابويه]

د.إسحق الريفي ،رمضان كريم وكل عام وأنت بكل خير.
لقد عبرت وأصبت في كثير مما ذكرت ،وأجدني متفقا معك على كل ملاحظاتك ،فهذا العالم الجديد ،أو القارة الجديدة ،باتت ملجأ لكل أصناف البشر على اختلاف ثقافاتهم وتخصصاتهم ومشاربهم ومذاهبهم وميولاتهم ونزعاتهم...وقدمت لهم لوحة المفاتيح كل الوقت للتفكير واختيار أحسن ما لديهم ليقدموه في حلة كثيرا ما تخفي وراءها شخصية مهزوزة أو مريضة او عدوانية أو سليمة أو متطلعة أو طموحة أو غير ذلك.
إن القارة السابعة بكل منافعها ومساوئها ،هي فرصة للجميع للتواصل البناء والاستفادة الصريحة مما تتحيه لنا هذه القارة ،فماذا استفدنا نحن من خيراتها ؟هل علمتنا شيئا ما ؟ أم أننا لم نحسن استغلالها في اتجاه الرفع من قدراتنا الذاتية وتلميع صورتنا للاخر حتى نخرج من نفق التخلف الارادي والسلبية المفرطة التي أضحت أهم سمة تميزنا ؟؟
تحيتي المفعمة بكل أنواع الاحترام والتقدير.

[حسين راشد]

وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين

[د. محمد اسحق الريفي]

أخي الأديب الحاج بونيف،

صدقت.. فكل من يتصنع، أو يتقمص شخصية محترمة، أو ينافق، أو يكذب، لا محالة سيكشف أمره الله عز وجل، وعندها سيُفضح على رؤوس الأشهاد.

كل التحايا الطيبة لك أخي المقدام الحاج بونيف.

[د. محمد اسحق الريفي]

أخي الأستاذ عامر العظم،

شكرا جزيلا لك على هذه النصائح والمداخلة المعبرة التي تنم عن خبرة كبيرة في التعامل مع سكان القارة السابعة.

لفت انتباهي قولك " تواجه عندما تشك ولا تسمح للتكهنات بتسيير وتوجيه تفكيرك وحياتك"، وأقول لك بأن المواجهة تحتاج إلى حكمة، وكثيرا ما أتجنب المواجهة للمحافظة على العلاقات الطيبة مع الناس، وحتى لا أقطع شعرة معاوية، وشعاري هو القاعدة الفقهية: درء المفاسد أولى من جلب المصالح، وهذا لأنني أعتبر نشاطي في القارة السابعة نشاطا مفيدا، ليس على المستوى الشخصي، وإنما على مستوى العمل للقضية الفلسطينية وقضايا أمتنا المصيرية. وكثيرا ما نبش في وجه أقوام وقلوبنا رافضة لنهجهم وممارساتهم وأسلوبهم، ولكنني أتجنب الصدام، فنحن دعاة ولسنا بغاة ولا قضاة، والدعوة تتطلب أحيانا الصبر على أذى الآخرين، وهذا ينسجم مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهجه في التعامل مع الناس.

القارة السابعة لها قوانينها الخاصة، وربما نحتاج إلى تسليط مزيد من الضوء على هذا الموضوع.

تحية حكيمة!

[عامر العظم]

أخي الدكتور الريفي،
أدعو إلى المواجهة والمباشرة مع صديق أو عزيز فقط لأنك قد تسيء فهم أو تكون صورة سلبية أو خاطئة عن شخص ما لرسالة لم تصلك أو تصله أو خلل تقني أو فني أو كلمة أو جملة تحمل أكثر من معنى أو ما شابه. كما عليك أن تشرب الماء من النبع وليس من المجرى!

في هذه الأثناء، عليك استخدام جهاز الاستشعار عن بعد:)

تحية عن بعد

[د. محمد اسحق الريفي]

أخي الأستاذ عامر العظم،

لا أنكر أخي الكريم أنك أعطيتني في واتا أكثر مما توقعت، وتعلم جيدا كم أحترمك، وأنت تستحق الاحترام، لأنك تعاملني باحترام، ولكن هذا لا يعني أنني لا أختلف معك في أمور قليلة أو كثيرة، وهذا شيء طبيعي، فنحن هنا لسنا نسخ كربونية عن بعضنا البعض، والاختلاف ظاهرة إيجابية، ولولاها لما كان هناك شيء اسمه تنوع Diversity أو تكامل Integration.

في هذه الأثناء، أرجو أن يتسع صدري وصدرك لمواجهة أخوية بيني وبينك إن شئت :)

تحية أخوية!

[د. محمد اسحق الريفي]

أخي الأستاذ ابراهيم ابويه،

أرحب بعودتك بعد غياب قد لاحظته وافتقدتك خلاله، فمرحبا بك والحمد لله على سلامتك. كما أهنئك بحلول شهر رمضان المعظم، فكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والدعاء وسائر الطاعات.

وأشكرك جزيلا على مداخلتك القيمة، فهذا ديدنك في إتحافنا بأفكارك العميقة وتعليقاتك النوعية المفيدة. أتفق معك أخي الكريم في ضرورة الاستفادة من القارة السابعة وإحسان النشاط فيها والتعامل مع سكانها، فهي قارة لا حدود جغرافية فيها، ولا اعتبار للصفات الشخصية فيها، كالعمر والمؤهلات والاعتبارات الاجتماعية. والقارة السابعة تشبه إلى حد كبير الغابات، حيث القوي يأكل الضعيف، والكبير يسحق الصغير، وصاحب العقل المستنير يصرع الجاهل... وهكذا.

تحية طيبة نوعية!

[عامر العظم]

الدكتور الفاضل محمد الريفي
ليس منة مني أن تكون في واتا ...واتا عمل جماعي تراكمي..أنا لم أعطك شيئا واستغرب حديثك عن ذلك.

يبدو من خلال ردك الأخير، أنك كنت تقصدني في هذا الموضوع..أليس كذلك؟
رددت عليك بشكل عام وبدون حيثيات أو أفكار مسبقة لأن ليس لدي أي شيء سلبي تجاهك.. لكن ردك الأخير ودعوتك للمواجهة جعلني أشعر أنك تقصدني وإن كنت تقصدني، فأرجو إبلاغي الآن..

في هذه الأثناء، المواجهة الأخوية تكون بينية ..أليس كذلك؟

[د. محمد اسحق الريفي]

أخي العزيز الأستاذ عامر العظم،

لا والله... لم أقصدك في مداخلتي رقم 11 ولا في هذا الموضوع أو غيره من المواضيع التي أتحدث فيها عن مساوئ القارة السابعة، بل أتحدث عن قناعتي ونهجي بشكل عام، فأنا حتى في العالم الحقيقي لا أحب المواجهة، لأن المواجهة قد تصل إلى حد يستنزف طاقتي ووقتي، فأنا مشغول في أمور كثيرة جدا، وقلما أجد وقت فراغ أستريح فيه أو أتمتع بالحياة. وأضيف بأن شخصية الأستاذ عامر العظم قوية وواضحة للجميع ولا يوجد فيه أي من الصفات السيئة التي ذكرتها في هذا الموضوع.

أما حديثي عن المواجهة الأخوية معك، فمن باب المداعبة والمزاح، ولولا أنني أنظر إليك كصديق عزيز لما داعبتك.

لماذا أخي الفاضل تستغرب مني الحديث عن احترامك لي في واتا منذ أن بدأت النشاط فيها؟!

تحية صادقة

[مصطفى عودة]

ليس بالأمر المستغرب أو العجيب أن تتعارض الأفكار أو تختلف لان الله اودع هذه المزية في البشر "ولا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم" ثم "لو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة" .كيف سيكون العالم أو تكون الحياة لو كان كل المجتمع أذكياء أو اغبياء أو انفعاليين أو مِزاجيين ...؟
لكن بشرط ان لا يتطور الاختلاف الى خلاف .نحن في واتا اهم ما يجمعنا صدق السريرة ونقائها
وطيبة القلوب لكننا نستعصي على الفتانين والمنافقين والذين في قلوبهم مرض ومن يضعون العصي في الدواليب ، وغيرهم.
نحن رحماء بيننا.

[د. محمد اسحق الريفي]

أحسنت أخي الأستاذ مصطفى عودة... بارك الله فيك.