المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملتقى السادس لل ق.ق.ج في حلب



فيصل عبد الوهاب
11/09/2008, 07:56 PM
الملتقى السادس للقصة القصيرة جدا في حلب

عقد الملتقى السادس للقصة القصيرة جدا في حلب على قاعة المركز الثقافي العربي على مدى أيام ثلاثة 26-27-28/8/2008.وفي كلمته الافتتاحية رحب د.جمال طحان بالحضور وخاصة الذين تجشموا عناء السفر من البلدان العربية وقال إن الملتقى هذه السنة قد حظي بمشاركة واسعة من الأدباء العرب وتميز بالحضور المكثف للأدباء السعوديين. كما أشاد د.طحان بالكتاب من المشاركين في هذه الملتقيات وبدورهم في نشر مقالات مهمة في الصحف العربية والانترنيت وإسهامهم الفاعل في الترويج لفعاليات هذه الملتقيات.
ابتدأت الفعاليات بالكاتب الليبي جمعة الفاخري حيث قرأ النصوص التالية: ((حلوى)) ((إحساس)) ((إشارة)) ((فتنة)) ((حمراء)) ((وشاية)) ((خيانة)) ((فرح)). سيطر الهم الاجتماعي على هذه النصوص وبدت المفارقة واضحة في قصة ((خيانة)) عن تلك المرأة التي تهذي باسم نزار قباني في منامها والتي طلقها زوجها باعتبار أنها ارتكبت الخيانة مع شخص آخر لا يعرفه اسمه "نزار" وتبرز هذه القصة انقطاع الصلة بين العامة والأدباء على الرغم من شهرة نزار قباني.
أما القاص عماد نداف من دمشق فقد قرأ: "اليد الخائفة"،"في الطريق إلى القرية"و"النورس العاشق" صورت مشاهدات يومية بمفارقاتها وسخريتها. وقد كان القاص عدنان كزارة من حلب مميزا وجريئا في قصصه "استجابة"و"درس خصوصي"و"في المرة الرابعة"و"نصب تذكاري"و"الطفل المعجزة". في قصة ((درس خصوصي)) يتحدث عن المنافسات الدائرة بين النساء للاستحواذ على رجل متزوج حيث تتعلم المرأة التي اختطفت زوج صديقتها الدرس البليغ من صديقتها التي ما فتئت تتحدث عن فحولة زوجها. وفي قصته ((نصب تذكاري)) يتأثر عدنان كزارة بقصة ((الأمير السعيد)) لأوسكار وايلد الذي يتحدث عن تمثال يتكلم. وقد كان الترميز السياسي واضحا بدرجة كبيرة والذي يعبر عن رفض الكاتب للسياق السياسي العربي.
ثم قرأ الكاتب جهاد الخطيب من درعا نصوص عديدة منها: "أعذب الشعر"،"موائد الرحمة"،"ثلاث في قصة قصيرة"،"عباد الله الصالحين"،"على الأرض"،"بين الأرض والسماء"و"قصة قصيرة جدا" في قصته الأخيرة يتلاعب الكاتب بمفردة (قصة) بكسر القاف وفتحها الأولى تعني القصة المعروفة والثانية تعني قصة الشعر أو القماش. وهنا يقرر أن الفتاة قد قصت تنورتها القصيرة جدا أجمل قصة. في ((أعذب الشعر)) يستدعي الكاتب المقولة المعروفة: ((أعذب الشعر أكذبه)) وبيت الشعر المقصود هو : ((إذا بلغ الفطام منا صبي تخر له الجبابر ساجدينا)). وتعاملت النصوص الأخرى مع الهم السياسي الذي يشغل ذهن الكاتب.
أما الكاتب السعودي علي حمد فانه قرأ:"مواطنة"،"تهمة"،"تركة"،"حيث يكون الرحيق"،"مؤدب جدا"،"غنيمة"،"مكافأة"،"تشديد"،"رؤيا" و "غنى".
وقرأ الكاتب د.محمد عبد الرحمن يونس من جبلة:"سكان المدينة"،"القبرة"،"النملة"،"البؤبؤ" و"البحر يختفي بعيد ميلاده". توفرت في هذه النصوص الشروط المتعارف عليها للقصة القصيرة جدا كالتكثيف والمفارقة والقفلة الحادة وسيطر الهم الاجتماعي على مضامينها.
ثم قرأ الكاتب محمد كرزون من حلب قصتين :"ظل ظليل"و"رفة شعر" اتسمتا بالإفاضة وكان يمكن تكثيفهما إلى حد بعيد.
كما قرأت مها غانم من اللاذقية :"تنويم مغناطيسي"،"قناعة"،"وحدة مصير"و"نظرية بديلة" والنص الأخير يزعزع القناعة بان اللون الأسود هو لون الحزن. أما توفيقة خضور من مصياف فقد كانت جريئة في تناولها للناحية الجنسية مثل الكاتب عدنان كزارة تماما حيث قرأت: "لم يكن متنكرا"،"ناموس الحياة"،"جغرافية"،"هوية"،"فلسفات"،" عند نزالة الخبر اليقين"،"عورة"و"رجولة". توظف الكاتبة الجنس في النصين الأخيرين وتربط في قصة "رجولة" القوة العسكرية بالقوة الجنسية حسب مفهومها العربي كما توحي في قصة "عورة" بأثر الجنس في الغزوات العسكرية الأمريكية.
وبسبب غياب الناقدين حاتم عبد الهادي من مصر وجاسم الياس من العراق المكلفين بنقد نصوص هذه الأمسية عرض مدير الجلسة د. زياد محبك على الحضور المشاركة في النقاش حول النصوص المقروءة فذكرت الكاتبة ندى الدانا من سوريا انطباعاتها وقالت أن قصص جمعة الفاخري تتسم بالتكثيف والتركيز وتنوع المواضيع والقفلات الجيدة. وعن قصص عدنان كزارة قالت أن هناك بعض الإسهاب وكان يمكن إدارتها بشكل آخر. أما عن قصص علي حمد فقالت أنها لقطات مكثفة وعن نصوص عبد الرحمن يونس قالت أنها تشي بعوالم رمزية بينما قصص محمد كرزون عبارة عن لقطات شعرية. وعن قصص مها غانم قالت أن فيها رؤية فكرية وتصوير للواقع مثل قصص توفيقة خضور التي قامت برصد عميق للواقع.
وقال الناقد محمود أسد أن الفكاهة التي كانت سائدة في الملتقيات السابقة نفتقدها اليوم حيث سادت الرؤية الوجدانية والسياسية أحيانا. كما أفاد بان الإسقاطات التاريخية كان لها نصيب في الملتقيات السابقة بينما لا نجد ذلك في هذا الملتقى باستثناء إشارة واحدة إلى ابن سينا. وقد اعترض محمود أسد على فكرة قوننة القصة القصيرة جدا التي طرحها أحد الحضور وقال أيضا أن اللغة كانت سليمة إلى حد بعيد. وقد هاجم الناقد محمد قرانيا بعض النصوص التي قرئت باعتبارها لطلاب مبتدئين لا لكتاب محترفين. وقال إنه على الرغم من براعة القاص علي حمد فإنه أشبه بعامل يحفر بئرا بفأس ولكنه توقف إنه بحاجة إلى قفلات قوية لإنتاج عامل الإثارة. وأشاد ببراعة الكاتبة توفيقة خضور وختمت الأمسية بملاحظة د.زياد محبك التي هاجم فيها النقاد وقال أنهم مقصرون في مواكبة هذا النوع الأدبي.
الأمسية الثانية:
ابتدأت الأمسية بالقاصة ندى الدانا التي قرأت "جب الفأر"،"إن لم تكن ذئبا"،"إصلاح الكون"،"جمهورية أفلاطون"،"شكوى مشروعة"،"انتماء"،"تسلية"و"قطط زماننا". أجمل نصوصها كان "إن لم تكن ذئبا" حيث تقول بمفارقة واضحة "في زماننا إن لم تكن ذئبا أكلتك الكلاب" وتعقد مقارنة بين عالم البشر وعالم الحيوان حيث تقول أن البشر يأكلون البشر ولا يشبعون بينما الكلاب لا تأكل إلا عندما تجوع.
وعلق الناقد قرانيا عليها وقال أنها تنزع نزوعا تربويا إنسانيا وأسلوبها واقعي والطريف أنها تبدأ بفأر وتنتهي بالقطة.
أما القاص السعودي تركي الرويني فقد كان بارعا برمزيته العالية حيث قرأ "الخطة"،"هيبة"،"فروض"،"اختطاف"،"احتضار"،"بحث"و"اتساع". في نص "احتضار" ينادي المؤذن: يا وطن يا وطن يا وطن وفي المغيب يرى غروبه وهي إشارة تشاؤمية إلى موت الأوطان. وقد علق الناقد قرانيا على نصوصه قائلا انه يرى نصوصا تتلاءم كثيرا مع مصطلح القصة القصيرة جدا وتعتمد على الذهنية معبرة عن فكر عميق.
وقرا القاص محمود عادل باذكنجي من حلب نصوصه: "لا فرق"،"حوار مع جمجمة"،"قرص الجبن"،"رجل المبادئ"،"غيرك"،"حكاية ظل"،"شاشة عرض"،"وسط المعركة"،"طبيب نفسي". في قصة "غيرك" يشير الكاتب إلى المقولة المعروفة ((لو دامت لغيرك ما وصلت إليك)) وتوقيع هذه المقولة بـــ((غيرك)) في إشارة إلى مسألة تداول السلطة. ويبدو الهم السياسي مسيطرا على أجواء محمود عادل ، بينما كانت الأجواء العاطفية والاجتماعية مسيطرة على نصوص شذى برو من حلب في "لقاء الوداع" التي تتحدث عن لقاء حبيبين في اليوم نفسه الذي يقع فيه الوداع. وفي قصة "تأخر" يصفع بطلة القصة خاتم الشخص الذي تعرفت عليه المثبت في إصبعه لدى المصافحة. كما قرأت "موعد"و"وفاء". وكذلك كان الهم العاطفي يسود أجواء الكاتبة نادية سعيد من حلب التي قرأت عدة قصص منها "توثيق حي"و"ما قبل وما بعد" والأخيرة تتحدث عن اختلاف تجربة قبل الزواج مع تجربة بعد الزواج.
وقرأ القاص عمران عز الدين الحسيني من الحسكة "الوصية"،"لم تغرد الطيور"،"حرية"،"ورود لحارس الغابة"،"سؤال مواطن"،"العانس"،"الحب"،"حذاقة" وأبرزها كانت "الوصية" التي ترمز إلى أهمية استخدام السلاح في أوانه وللهدف الذي أنشئ من أجله فالذئاب قد أتت على النعاج كلها والبندقية لم تستعمل بعد. وهذه الثيمة طرقها أكثر من قاص في هذا الملتقى لأنها تشكل هما سياسيا كبيرا.
وقد قرأ القاص عبد الهادي قاشيط من حلب قصتين تميزتا بالطول ولا تناسب القصة القصيرة جدا هما "الحق ليس دائما على الشيطان"و"عداد نقود". فيما قرأ القاص أحمد حسين حميدان من حلب أيضا "سؤال"،"العصافير الملونة بالأفكار"،"بوح"و"رسالة". وفي القصة الأخيرة فيها عبارة عاطفية طريفة تقول:"أرسلي قلبك إلي ليحمل قلبي إليك".
أما نصوص حسن علي البطران فقد تميزت بقصرها الشديد وأسلوبها البرقي حيث قرأ "شروط"،"بصمة"،"نزف"،"غيرة"،"اتيكيت"،"قراءة"،"تنافس"،"نضوج"، "سراب"و"حقيبة".
وكان آخر من قرأ في هذه الأمسية الكاتبة سها جودت حيث قرأت "انثروبولوجيات استثنائية" بأجزائها الثلاثة والتي انتقدها محمود أسد بإضاءته النقدية وقال أنها قد اتخذت عنوانا كبيرا وجزأت نصوصه بالترقيم وكان بإمكانها تسمية عناوين لهذه الأجزاء لأن العنوان يشكل علامة مهمة للنص. وفي بداية تعليقه أثار الناقد محمود أسد مسألة تحديد مصطلح القصة القصيرة جدا وأشار إلى انه ضد هذا التحديد لأن عدم التحديد هو لصالح هذا النوع الأدبي. ثم أشار إلى قصص ندى الدانا وقال إنه بحكم عمل القاصة في حقل التعليم فهي تهتم بالجانب التربوي وانعكس ذلك على قصصها التي نهلت من هذا الواقع ووظفته توظيفا فنيا. وعن قصص تركي الرويني قال أن فيها الكثير من التكثيف وتساءل هل يمكن أن نعد النص الذي يتضمن أربع كلمات أو أربع جمل قصة؟ فأجاب بأنها لا تصلح أن تكون قصة قصيرة جدا بل خاطرة لأن النبض القصصي ينقصها. وعلى الضد من هذه كانت قصص عبد الهادي قاشيط التي اتسمت بالطول وقال أن القصة القصيرة جدا لا تقاس بالشبر... فهناك لغة نزلت إلى مستوى الواقعية ولا تصلح أن تكون ضمن هذا الإطار.
وعن قصص احمد حميدان قال أن موضوع الحرية هو ما يشغله شأنه شأن الكثير من الكتاب في الوطن العربي فاهتم بالطبيعة والعصفور والفراشة ووظفها في هذا الاتجاه وقال أن قصصه تنقصها الدهشة كما أنه يأخذ عليه إنه يهتم باللغة كإنشاء وليس كقص.
وعن حسن البطران قال أن لديه القدرة على الموافقة بين الواقع والمتخيل فقد مالت قصتا "نزف"و"بصمة" إلى الذهنية والتكثيف ومالت القصص الأخرى إلى الخواطر. بعض القصص تحدثت عن الثنائيات في العلاقة حيث نهلت من واقعها وكان فيها الكثير من التكثيف القصصي وتتسم العلاقات الإنسانية فيها بالانكسار.. وهذا الانكسار ورد في قصص عدد من الكتاب الآخرين. وأثار د.زياد محبك جملة من القضايا المهمة منها إنه ضد وضع شروط وقوانين للقصة القصيرة جدا فالأدب كما يقول حالة إبداع متجدد ومستمر فالقصة عند محفوظ غير ما هي عند هيمنغواي وغيرها عند موباسان. والقصة القصيرة جدا تعتمد بشكل أساسي على الإدهاش فهي كسر للواقعي وإذا كانت مع المألوف فإنها لا تنتمي إلى هذا النوع. ولم يعتبر الحجم كمقياس أو شرط من شروط هذا الفن وقال أنه يمكن أن تكون القصة حوارا فقط ببضع كلمات كما يمكن أن تكون بصفحتين. ومن الواضح أن هناك تباينا واضحا للنقاد في هذا الملتقى بشان خصائص القصة القصيرة جدا.

الأمسية الثالثة
ابتدأت الأمسية بكلمة للشاعر والقاص محمود علي السعيد من حلب الذي يعد رائد القصة القصيرة جدا وقال أن هذا الفن عمره أربعون عاما وقد تم توصيف معظم خواصه خاصة وأن رموزا أدبية مهمة كتبت في هذا الفن منهم نجيب محفوظ وعبد السلام العجيلي وعادل أبو شنب وياسين رفاعية وغيرهم. وقال أن تتويج حلب يعود إلى:
1. لقد ثبت أن ريادة القصة القصيرة جدا يعود إلى هذه المدينة.
2. أن هذه المدينة هي الأكثر اهتماما بهذا الفن.
3. يتوفر في مدينة حلب النوع والكيف.
وأكد غازي التدمري على ريادة السعيد لهذا الفن. ثم ابتدأت الكاتبة هناء كرم من حلب بقراءة نصوصها : " عدوى " و " هنا وهناك " و " الفرجة ". في " هنا و هناك " تتلاعب الكاتبة بهاتين المفردتين بالإشارة إلى مكانين مختلفين أو الداخل والخارج بطريقة فنية مبتكرة. أما حسان أبا زيد من درعا فقد قرأ " الامتحان " ، " الحرية " ، " الصدفة " ، " لقاء " ، إعفاء " و " الكرسي ". قصة " الامتحان " تتحدث عن الطفل الفلسطيني الذي يدافع عن الحق وقوته وضعف موشيه الإسرائيلي الذي يدافع عن الباطل. كما أن قصة " لقاء " تتحدث عن علاقة عاطفية تحققت عبر زواج أولاد الحبيبين بعد أربعين عاما.
وقد كان الصراع العربي الإسرائيلي يسود معظم قصص الكاتب السعودي طاهر الزارعي حيث قرأ : " ملاذ " ، " توق " ، " قوت " ، " احتجاج " ، " أزمة " ، " قبل " ، " أنفاس " و " تبرج" .
أما سعاد مهنا مكارم من دمشق فقد قرأت : " عولمة " ، " قرار " ، " سر التحول " ، " شرفات الوجع " ، " نصب وجر " ، " الحب أعمى " و " حكاية كتاب ". تميزت قصصها بالنقد الاجتماعي والسياسي اللاذع ، ففي قصتها " سر التحول " تتحدث عن ابتسامة طفلة والتي تروق لأمها ولكنها لا تروق لها عندما تصبح شابة حرصا على العرسان وكما لا تروق لها أيضا عندما تتقدم في العمر لأنها لا تليق. وقصة "نصب وجر" تتحدث عن مفارقات الفاعل والفعل والمفعول به في نحو اللغة العربية وما فيها من إيحاءات اجتماعية، ولكن القصة الأكثر تكثيفا ونقدا كانت قصة "شرفات الوجع" التي تتحدث عن فتاة يتقدم لخطبتها فران فتوافق الأم على الفور وعندما تسألها البنت عن السبب تقول: كي تشبعين الخبز يا ابنتي. وقد اتسمت قصص محمد بسام سرميني بالطول بما يتلاءم مع فن القصة القصيرة وخاصة في قصته "حلم" التي تتحدث عن ابن يتوسل أمه أن لا تموت وانه يحلم دائما بذلك ويقول: أن أخشى ما أخشاه أن تكون أمي عاجزة عن تحقيق هذا الحلم العجيب.
وقرأت أمينة رشيد نصوصها "مكاشفة"،"رجل في إطار البحث"،"وحدة"،"وصية"،"خيانة"،"أكثر من الملح"و"إبداع". والقصة الأخيرة تتحدث عن العلاقة بين المؤلف والقارئ خاصة إذا كان القارئ غنيا.
كما قرأت روضة حسني نصوصها: "وطن"،"أمومة"،"فقد"و"جنون". أما نورة شرواني من السعودية فقد قرأت: "ظل"،"صحراء"،"تجميل واقع"، "سقوط"،"خوف"،"جريح"و"جبل". في قصة "جريح" توصي الجدة حفيدها أن لا يعطي حبيبته والتي ستصبح زوجته إلا القليل من العاطفة فلم يسمع نصيحتها فعاش عاشقا ومات جريحا. كما أنها في قصة "جبل" تشير إلى مقولة معروفة في أن الذي يصعد سريعا يسقط سريعا كذلك. ولم تكن كفلاتها بتلك الحدة التي نراها عند ميلاد ديب من حمص الذي قرأ: "ابتسام"، "اختفاء"، "وسام"، "ضحك"، "ذئب"و "رسالة". في القصة الأخيرة كانت المفارقة حادة حيث تصل رسالة تهديد إلى الكاتب انه سيقتل إن كتاب وبعد أن يكتب تصله رسالة تهديد أخرى بأنه سيقتل إن لم يكتب. وهنا يشير إلى محنة الكاتب ومسؤوليته وحريته السليبة.
وقرأ الكاتب نجيب كيالي من أدلب نصوصه: "قبلة بالشماسي"،"نواعم"،"بين زرقتين"،"عالم آخر"و"دمع الكلب". في القصة الأخيرة يسجل الكاتب احتجاج الكلب على استخدام اسمه كشتيمة. وقرأت ابتسام شاكوش من حلب عدة قصص منها: "نجوم"و"مواهب" كان الهم السياسي سائدا فيها.
وفي قصص ثائر طحان وهو ابن د.جمال طحان المنسق العام للملتقى نرى المفارقة والنهاية الادهاشية الحادة. في قصة "حمار" يتلاعب القاص بهذه الكلمة التي تعني شيئا بكسر الحاء وتعني شيئا آخر يتعلق باللون إذا فتحت الحاء. قرأ بعدها "آسف متأخر جدا"و"مهارة".
أما أسامة الحويج عمر من حلب أيضا فقد قرأ: "إرخاء الستائر"،"دومينو"،"مستقيم قزح"و"المستنقع والجدول". والقصة الأخيرة تشير إلى فكرة العمل من خلال المقارنة بين المستنقع الراكد والجدول المتحرك. وقد كان آخر من قرأ في هذا الملتقى هو كاتب هذه السطور فيصل عبد الواهب حيدر من العراق حيث قرأ: "القمر الحزين"،"أضرحة"،"ألم"،"زوار"،"جنازة"،"بكاء"و"شكرا أيها الرب الرحيم". في القصة الأخيرة يتحدث الكاتب عن فتاة تفقد كل عائلتها في غارة جوية لكنها لم تفقد الإيمان فتوجهت إلى ربها لتشكره.
وقد أشاد الناقد محمد قرانيا بكتاب هذه الأمسية حيث أشار باحتواء قصص هذه الأمسية على سمات جديدة بعض الشيء. وقال انه لمس في بعض القصص ثقافة ذهنية وبعضها يميل نحو التجريد بحيث لا يمكن اقتناص معاني بعض القصص بسهولة. وعن قصص ثائر طحان قال قرانيا أن الرمز كان واضحا فيها وخاصة في قصة "حمار" حيث ربط القاص بين اللون الأحمر ودلالاته الإيديولوجية. وفي قصص هناء كرم كان هناك حس انتقادي ولكنها افتقدت للومضة. وفي قصص حسان أبا زيد نجد ترميزات ذهنية فيما أقام طاهر الزارعي توازنا بين الحكائية والفنية حيث كان ينزع إلى كشف الأقنعة السياسية والاجتماعية وقد تغلغل وعرى النفوس وكان على جانب كبير من البراعة. وعن سعاد مكارم قال الناقد قرانيا أنها قد امتلكت أدواتها الفنية فيما انتقد القاص محمد بسام سرميني على انه يكتب كعادته القصة غير القصيرة جدا. وقال عن القاصة أمينة رشيد بأنها نزعت نحو الترميز حينا والنص التقليدي حينا آخر وأشاد بخبرتها الحياتية.. أما عن القاصة روضة حسني فقد قال أنها حافظت على نقاء الحس الأنثوي غالبا في مضمونات القص. وقال عن الكاتبة السعودية نورة شرواني ان قصصها عبارة عن لقطات سريعة لها رمزية تدير تجاوزها للآخر وقد كبحت جماح الصور لتظل في منطقة العادي. وقد أشاد قرانيا بالكاتب نجيب كيالي الذي وصفه بأنه احد كتاب الأطفال المرموقين وعندما يكتب للكبار فان قصصه تتميز ببعدها الطفولي فنرى في قصة "نواعم" عشقا للأشياء الصغيرة ونرى السخرية تطبع قصص كيالي وخاصة السخرية الاجتماعية في قصة "دمع الكلب" وقال أن القفلة لديه تراعي الناحية الفنية كثيرا.
كما أشاد الناقد قرانيا بكاتب هذه السطور وقال أن فيصل حيدر قد نقل إلينا جانبا من الواقع العراقي المأساوي حيث يدفع المواطن الثمن. وقال أنه نقل لنا صورا سوداء تجاري الصور السوداء في القصص العراقية المعروفة والمحملة بدلالات عبد الرحمن منيف في شرق المتوسط وعبد الستار ناصر وعبد الرحمن مجيد الربيعي. وقال أيضا أن الحدث يسيطر على قصص فيصل حيدر ولم يهتم كثيرا بالوصف وقد أجادت قصصه التلميح بدءاَ من عنوان القمر الحزين واسترجاعا لبكائيات حضيري أبو عزيز. وعن قصص أسامة العمر قال أن نصوصه مفتوحة على السهل الممتنع وتتسم قصصه بسرعة الإيقاع الواقعي.
وأشار الناقد قرانيا بأنه يلاحظ خاصية الحذف والإضمار في قصص هذه الأمسية بهدف تشغيل وتأويل ما يمكن تأويله حيث يترك المجال للمتلقي للتفسير. وقال أن الحذف الذي مارسه فيصل حيدر وابتسام شاكوش وأسامة العمر وغيرهم كان لأسباب اجتماعية وأخلاقية وابتعدوا كثيرا عن الوصف الذي قد نجده في القصة القصيرة جدا. وعن قصص الكاتب ميلاد ديب قال أنها تتصف بغلبة الطابع الذهني واستطاع الكاتب أن يختصر خصائص هذا الفن كلها في قصصه. وقال انه لاحظ في قصص نورة شرواني وأمينة رشيد الصور البلاغية القائمة على التكثيف والإيحاء كما لاحظ أن بعض القصص كانت ذات تركيب قصصي شاعري واستخدام الأسطر والجمل على غرار قصيدة التفعيلة.
وفي ختام الملتقى الذي وزعت فيه شهادات تقديرية للمشاركين ألقت الكاتبة ضياء قصبجي البيان الختامي للملتقى السادس حيث دعت إلى عقد ملتقى سنوي لقصيدة الومضة وندوة علمية للقصة القصيرة جدا كما أشارت إلى أن الملتقى السابع سيتبع أسلوبا جديدا حيث سيتم دعوة الأدباء قبل شهرين من عقد الملتقى.

شوقي بن حاج
08/10/2008, 10:04 PM
الأخ/ فيصل عبد الوهاب

تغطية ممتعة حول هذا الملتقى

أقترح إضافة أفضل النماذج القصصية التي لقيت إعجاب الحضور

كما أقترح إضافة الموضوع في النتدى الخاص لتعميم الفائدة

لك الورد كله

فيصل عبد الوهاب
05/11/2008, 01:34 AM
الأخ/ فيصل عبد الوهاب

تغطية ممتعة حول هذا الملتقى

أقترح إضافة أفضل النماذج القصصية التي لقيت إعجاب الحضور

كما أقترح إضافة الموضوع في النتدى الخاص لتعميم الفائدة

لك الورد كله

الاخ شوقي
شكرا لاهتمامك بالموضوع..
آسف لاني لا امتلك النصوص .ولا اعرف اين المنتدى الخاص الذي تقصده وما هو دوره..تحياتي