عبدالله الجاسري
13/09/2008, 02:22 PM
أحيانا , تبدو أنك - ومن فرط تطرفك في حب الأمة وأقاليمها- , أنك صرت أكبر من الوطن , وتحولت الى ذاك الطبيب المتخصص في الاطفال وأمراضهم وأعراض تلك الامراض , هذا يسعل , وهذا يتبول في الفراش , وهذا كسيح , وهذا يعاني من سوء التغذية , وذاك يعاني من الاسهال والتقيؤ , وآخر من الحمى , وواحد من الدفتيريا وآخر من فقدان القناعة ...., فما بالك وأنت أمام أفراد أسرة واحدة , لم يأتوا عيادتك بمحض ارادتهم!!!ا...ولكن أنت خبير بحالهم....مادمت انسانا قبل ان تكون الطبيب , ويسعدك أن تسعد بسعادة هؤلاء الاطفال.
هاته الاسرة , تسمى بكل يسر وبساطة "أسرة العرب"
تحمل الطفل الجزائري فتجده يشكو من ألمين متضادين عارض عضوي يسمى "عبدالودود", يجثم بقوة في اللاوعي الصحراوي , وعارض نفسي يثمتل في اشتهاء جائزة نوبل ؟! تحمل الوطن الطفل المغربي وتحاول أن تفك ما يلغو به وهويصيح "ارهاب ارهاب ", فتتركه وتفهم أنه مريض نفساانيا بعقدة الامن وأنه كبير على هذا اللغو ولكنه يحاول أن يصغر , تحمل الطفل الليبي , فتجده أنته ترك كل شيء ولم يبق له الا البحث عن علاقته بآل البيت أو من أبوه ؟, وتحمل الطفل المصري فتكتشف أنه يعاني من عارضين عارض الثوريت, وعارض امارة المؤمنين (عنده فيل, زده فيلة ) بل وقل أن الازهر وفتوى "ارضاع الكبير" أضافت له ندبا , خدش جمال وجه الفرعون الصغير , تحمل الطفل السوري , فتجده منشغلا باللعب مع أقرانه شاردا في كيفية تجميعهم , ليلعبوا غميضى أو "قاش , قاش" , تحمل الطفل الفلسطيني فتجده يعاني من انفصام في الشخصية, تحمل الطفل الموريطاني اللذي يريد أن يكبر سويا , ومتفوقا على أقرانه, تحمل الطفل السعودي فتجده يعاني من التخمة , وتحل الطفل الاماراتي , فتجده يعاني من عقدة صناعة الابراج, وتحمل الطفل اليمني فتجده يعاني من القبلية ,..... وهكذا دواليك , الكل يعاني والكل في حاجة لان يكبر ,وفي حاجة الى رعاية نفسية , واعادة تربية ,....ومطلوب منك - بصبر وأناة - تحليل المرض ووصف العلاج المناسب , وتحاول أن توصي مؤسسات تلك الدول - رغم أنها أيضا تعاني من الافراط في تقديس أطفالها , وحبهم حبا أعمى ,الى درجة تدليلهم- بأن الحل يكمن في العيش الجماعي , و اللعب الجماعي والابتعاد عن الانطوائية والانعزالية , ورجم بعضهم البعض بالحجارة , والابتعاد عن القبح , والحرص عل تناول غذاء مناسب , والنوم مبكرا , وممارسة الرياضة جماعيا ,وفي حالة ما اعتدى طفل على أخيه , تكون المؤسسات الجماعية , اللتي هي بمثابة أب وأم للجميع , على حل المشكل , وتوبيخ المعتدي , وافهامه أن من اعتدى عليه هو أخ له, وحثهم على التعاون والتأزر , واحترام بعضهم البعض, وعدم اللجوء لبيوت الجيران والغرباء والاحتماء بهم, وتحريضهم على أخوتهم , وحفض أعراض بعضهم البعض , وعدم السطو على ما بيد الاخر من كعك , واحترامه في نومه وقيلولته , وعلى الايثار وتفضيل الاخ على النفس....
وغير ذلك كثير مما لا يكلف مالا ....ولا يثقل كاهل الاسرة العربية الواحدة ,فقط قليل من الارادة , وكثير من الايمان...
هي وصفة طبية سهلة, تحتاج فقط لاعادة للتجريب, بعد أن أتت أكلها , في زمن جميل كان يسمى "الحضارة الاسلامية"..وما أعظمها من حضارة.
هاته الاسرة , تسمى بكل يسر وبساطة "أسرة العرب"
تحمل الطفل الجزائري فتجده يشكو من ألمين متضادين عارض عضوي يسمى "عبدالودود", يجثم بقوة في اللاوعي الصحراوي , وعارض نفسي يثمتل في اشتهاء جائزة نوبل ؟! تحمل الوطن الطفل المغربي وتحاول أن تفك ما يلغو به وهويصيح "ارهاب ارهاب ", فتتركه وتفهم أنه مريض نفساانيا بعقدة الامن وأنه كبير على هذا اللغو ولكنه يحاول أن يصغر , تحمل الطفل الليبي , فتجده أنته ترك كل شيء ولم يبق له الا البحث عن علاقته بآل البيت أو من أبوه ؟, وتحمل الطفل المصري فتكتشف أنه يعاني من عارضين عارض الثوريت, وعارض امارة المؤمنين (عنده فيل, زده فيلة ) بل وقل أن الازهر وفتوى "ارضاع الكبير" أضافت له ندبا , خدش جمال وجه الفرعون الصغير , تحمل الطفل السوري , فتجده منشغلا باللعب مع أقرانه شاردا في كيفية تجميعهم , ليلعبوا غميضى أو "قاش , قاش" , تحمل الطفل الفلسطيني فتجده يعاني من انفصام في الشخصية, تحمل الطفل الموريطاني اللذي يريد أن يكبر سويا , ومتفوقا على أقرانه, تحمل الطفل السعودي فتجده يعاني من التخمة , وتحل الطفل الاماراتي , فتجده يعاني من عقدة صناعة الابراج, وتحمل الطفل اليمني فتجده يعاني من القبلية ,..... وهكذا دواليك , الكل يعاني والكل في حاجة لان يكبر ,وفي حاجة الى رعاية نفسية , واعادة تربية ,....ومطلوب منك - بصبر وأناة - تحليل المرض ووصف العلاج المناسب , وتحاول أن توصي مؤسسات تلك الدول - رغم أنها أيضا تعاني من الافراط في تقديس أطفالها , وحبهم حبا أعمى ,الى درجة تدليلهم- بأن الحل يكمن في العيش الجماعي , و اللعب الجماعي والابتعاد عن الانطوائية والانعزالية , ورجم بعضهم البعض بالحجارة , والابتعاد عن القبح , والحرص عل تناول غذاء مناسب , والنوم مبكرا , وممارسة الرياضة جماعيا ,وفي حالة ما اعتدى طفل على أخيه , تكون المؤسسات الجماعية , اللتي هي بمثابة أب وأم للجميع , على حل المشكل , وتوبيخ المعتدي , وافهامه أن من اعتدى عليه هو أخ له, وحثهم على التعاون والتأزر , واحترام بعضهم البعض, وعدم اللجوء لبيوت الجيران والغرباء والاحتماء بهم, وتحريضهم على أخوتهم , وحفض أعراض بعضهم البعض , وعدم السطو على ما بيد الاخر من كعك , واحترامه في نومه وقيلولته , وعلى الايثار وتفضيل الاخ على النفس....
وغير ذلك كثير مما لا يكلف مالا ....ولا يثقل كاهل الاسرة العربية الواحدة ,فقط قليل من الارادة , وكثير من الايمان...
هي وصفة طبية سهلة, تحتاج فقط لاعادة للتجريب, بعد أن أتت أكلها , في زمن جميل كان يسمى "الحضارة الاسلامية"..وما أعظمها من حضارة.