المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقاطعة الغربان ترفع ملفها للأمم المغردة من أجل إقرار حقها في تقليد الحمير



أيوب بوخاتم
14/09/2008, 03:09 PM
مقاطعة الغربان ترفع ملفها للأمم المغردة من أجل إقرار حقها في تقليد الحمير



رئيس القعدة الجوية الطارئة فخامة الرئيس وسمو الملك وجلالة السلطان القائد المبجل والمكلل بالانتصارات المدوية في المزابل والأودية والناقل لجميع أنواع الميكروبات والأمراض المعدية وما إلى ذلك من الألقاب المو-شريفة ، حضرة السيد ذبابة:



- أفتتح المقعد العالي، ولو أني بكم لا أبالي، لكي نقردش في قضية الغربان التي أضحى كل "فرد" فيها بالحمير ولهان، وأحيل الكلمة للغراب، ولكن قبله على أحدكم عرض رأيه ليسمع منا فصيح السباب والعتاب لنبيّن للحيوانات أننا قوم شهامة و شتيمة ونفوق الكلاب في النباح القبيح والعواء المليح ولنا باع في الهباء والغباء و شع-عارنا باء باء لا لعالم القرد فيه والبعوض سواء.



-أنت أيتها الحمامة الحمقاء تكلمي فهديلك اسم اتخذته المخلوقات اللصيقة بالتراب وجعلتك للسلم شعارا وما لك عندنا إلا العار والبوار وما نراك إلا هما وغما في قعدة الأطيار الكبار وليس بيننا مكان للصغار.


احمرّت الحمامة خجلا وطأطأت رأسها وجلا وتبجيلا لسيادة الرئيس فمن ذا يجرأ الكلام في حضرة الكبير الغير ملام وهي الصغيرة الحقيرة التي اتخذت صورة في الأعلام لتمثيل السلام !!!



أخذت البوم الكلمة وأرادت بالنعيب أن تعيب على الغراب المعتوه:



-حضرة الرئيس لي في هذا الشأن دلو من الماء العكر...



وقبل أن تُتم كلامها قاطعها الرئيس وفي عينيه إشعاعات أسقطت بعض الأعضاء في غيبوبة نووية، ولم أنه لم يكن لهم في المشاركة أيّة نيّة!



-ثكلتك أمك! أتذكٌرين مقدساتنا بسوء !اطرحوها أرضا وأشبعوها ضربا وألبسوها نظارات الشؤم واللؤم.



تعالت الأصوات في أعالي القعدة حيث مقعد الجوارح الدائم الذي لا ولن تبارح وتجلّت أصوات الصرصرة وعلم الجميع أنها ثرثرة أراد بها البازي التدخل في حل المسألة وزعم أنه أنفذهم بصيرة وأنقاهم سريرة وقال أنه جاء في القول المأثور عن الدود ملك القبور أنه لا فرق بين البصر والبصيرة إلا حرف علّة لا دين له ولا ملّة!



غضبت النسور من القول المأثور وسُمع لها صفير أقوى من نعيق الحمير وقالت:



-نحن أصحاب الصيت الذائع ولهذه القعدة نقاطع فلا للمِّ الشمل ولنا وحدنا رؤية المازن في بيوت النمل فكيف بالبازي يريد الزعامة...



قوقأت الدجاجة غضبا قائلة :



- من الذي يريد استدعاء النعامة فيسمع منا ما يقتضي الندامة، ليس لها هاهنا مكان فهي بالتراب خليقة وليست لأممِنا بالصديقة.



في هذه الأثناء اعتلى قرد انتحاري من جماعة الهرم شجرة القعدة وفجر قنبلة سمع لها دوي رهيب:



أنفلونزا الطيور... أنفلونزا الطيور...



تكالبت القنوات على نقل الخبر وأعلنت حالة الطوارئ في كل بر وبحر وتهافت المحللون والمعقّدون في إعطاء استقراءاتهم، فمنهم من تكهّن بحرب جامدة ومنهم من رشح حربا خامدة ومنهم من قال باستفحال الخطر لِيمَسّ الإبل والبقر وأطلق على الظاهرة جنون الخبر!



استمر الأمر أياما وشهورا ودام من بعده دهورا...

شاب الغراب ولم ينته تحليل الأسباب ولا الكف عن اللعان والسباب...

باسين بلعباس
23/09/2008, 04:49 PM
رائع هذا المقال ..وهذه القعدة التي تكلم فيها الجميع بما يراه..
اسلوب المقامة زادها جمالا ..وللغة رفعة وبهاء
كل الود