المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وينزف العمر في ضياع العرب!!!



عبدالله الجاسري
16/09/2008, 02:39 AM
يقول بنوالاعراب هل فشل الجمع ؟
فقل لبني الاعراب قد عظم الصدع
فيا عربا أحرار سيفكم أمر
وما طعنات الغدر يتبعها الدمع

ينزف العمرقطرة قطرة , في سراب العرب , كغيمة مطر ساقها الحظ العاثر و حبيباتها , الى ان تتسرب عبر عتمة سحيقة , حيث كهف عتيق ترقدا فيه صخور كلسية باردة.
يكاد يؤلف صدامها والصخور تلك , نوتة موسيقى , رنينها يثير الرعشة والدهشة ومزيجا من المشاعر الغامضة في اعماق الكائن الحي.....
ان لم نقل انه يؤجج مشاعر التوجس والرهبة, ويرج جزيئات الاستغراب والتعجب, في لا وعي الأرواحة الحالمة الرهيفة.
ينزف العمر في ضياع العرب , وأكتشف أن ثلج الشيب ببياضه الناصع , يحتل ودونما سابق اعلان ناصية رأسي , وليصدمني قطار العمر العابر كما تعبر اسرائيل في واقعنا العربي , انني وما حولي من كائنات حية , أننا دموع قطرات , كل بطريقته واسلوبه يتعايش والمكان والزمان و حيث يوجد , لنغزل من وهم ناعم وصوف أحلام باردة ومستعجلة, نسيجا نحيك منه جلابيب اللاحقيقة المزركشة ببرودة افكارنا , اللتي نخرتها رطوبة الفطرة وروماتيزم التقاليد البالية ,ليخرج المولود الصنيعة مشوها كلوحة مزيفة لفنان مدعي!!ا

ينزف العمر في تشثت العرب , قطرات وقطرات ليتسرب سدى عبر شقوق الواقع المظلم, وبالكاد يصل الى تحت الارض حيث الكهف السحيق وحيث يتربع الحجر الكلسي ويتصلب, فيتعانقا عناق الاعداء وقل انهما يصطدمان خوفا من ان ينحث الدمع تلك الصخور شكلا سورياليا تتحكم فيه العين قبل اليد....

يقول بنو الاهرام هل ورثت مصر ؟
فقل لجمال الابن قد قضي الامر

نحن دائما نستعجل نحث الصخور ,ولكن اعمارنا اللتي تتحول دموعا ونزيف دمع ليست بالحجم الكافي لهذا لاحذاث هذا التحول.

مع الايام نكتشف اننا نمر من نسق اجباري , حيث نهدي اعمارنا ورغما عنا قربانا لآلهة غامضة , نصنعها نحن ولا ندري ماهيتها, نظيرا منح الحرية لأرواح نخال انها متعطشة مثلنا للحرية..

كم أخاف أن تتآلف الاحجار ويتحالف الكلس , ويتآمر وأعمارنا النازفة قطرات قطرات , ليتحول المشهد غير المتحكم فيه الى تراجيديا تغذي صيرورة الحياة ,ومن آلامنا تعصر زيتا تدير به رحى طواحينها الوحشية.

على أي أفضل ان ينزف دمعي غيمة مطر, ولو تضيع في شقوق العتمه ,على ان يتحول الى مزن أبيض , يسرق ضوء الشمس ويحجبه دون ان ننتظر منه ان يمطر ذات يوم.

)أعتذر للشاعر ابن هانئ على تحوير أحد أبياته(