المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فــــــــــــــــــــــــــــــــــــاطمة



عزيز باكوش
16/09/2008, 10:57 PM
أغادر تضاريس جغرافيتكم البطحاء الممتدة من التخوم حتى التخوم ، وأنا أدون مجريات سفري الأول الذي حاصره الزمن المشتعل فرحا ، وقلصت من نشاطاته مسالة استشراف عالم رحب مغر أثير وجذاب "عالم الأبوة" اترك هذه النافذة عنوة عبرها امرر وقفاتي المتمرحلة بين عتبات منزلكم الفادح بانتهاكات الروح ، وانكسارات العودة المضمخة بعبق النشوة المنشرحة والمبثوثة عبر بصمات النفس وسكناتها . تراءت أمامي محطات المدينة النافسة وتقافزت بالأشياء الشبقية والشيقة ، وظلت تعبث بذاكرتي المفلوجة والمندلقة على شلال الشباب الباذخ . اسمح لنفسي بتذويب المسافة الآن فاطمة ، واخلع على رغبتي خاتم العطف والتزكية، كي أتنفس في هذا المناخ الذي استأنست به رفقة احد الأصدقاء الحميميين ووجدنا في أحضانكم على امتداد سفرنا الباذخ هبة الظل وفرحة العرس. كانت الهجرة إلى الأماكن الدافئة في الروح هربا من مناطق الصقيع الباردة في الذاكرة حلما افترشه ، بخطوات متريثة أعبره مثل أي مسافة ، وغير متربصة أحلامي تفجعني وبمنتهى حضن العاشق ، تمهرنا نحن الآتيان من غربة الحلم وصقيع الطفولة التواقة بنبل مابعده خلاص يرحل بنما رأسا إلى مستقبل زاحم بالأشياء الوارفة والالتباسات الممكنة ..
أن تحلمي فاطمة ، فذاك هو الشيء الوحيد الذي لم يستطع احد من الأغنياء على مزاحمتك إياه حتى المستقبل . الحلم يا فاطمة ، مفتاح الشخصية الخاصة للإطلالة على رحابة الكون وأشياء العالم الساكنة في جوف القلق والمتشبعة بما هو ظرفي وساخن، فلا احد قادر على منافسة هذا المعطى العقائدي المتفجر من الدواخل على شكل تراشيق وجدانية فوارة بالأمل والتفاؤل.إلا الحلم نفسه .
فاطمة ، الأيام التي قضيتها هناك، كانت أخاذة بلا ريب ، وفوق المتوقع، لذا أجدني مسرورا ومبتهجا لسلامة السيدة أختك وعودة " الياس" الهارب والطالع الآتي من أعماق المأمول والصاعد من جوف الحسن المؤطر بهالة مستقبلية تواقة للمجد والعظمة.
ازرعي ما شئت من حبات.....
وانحتي سواقي الماء من على البوابات

حيث المدخل

والمعبر

وقصي تربيعات النبات الفائض عبيره...

وشذبي الزهرات الطافلة شهوتها

على امتداد الجرح

حين يجثم أيقون الحب

يقضم ريقنا

وينتشلنا من سوق الرتابة الآثم

29/3/88 عزيز باكوش ربيع 1988