المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " مختارات من الشعر الألمانيّ "- د. شاكر مطلق



الدكتور شاكر مطلق
19/09/2008, 09:31 PM
من الشعر الألماني

ترجمة عن الألمانية : د.شاكر مطلق


الشمس تَغْرُبُ (*)



فريدريش نيتشهْ


( 1844 _ 1900 م. )



أمَا زلتَ تَظمأُ طويلاً

أيّها القلبُ المحترقْ ؟

ثمَّةَ وعدٌ في الهواءِ .

من أفواهٍ مجهولةٍ

تأتي ( إليَّ ) البرودة الكبرى ...



شمسي وقفَتْ فوقي ، حارَّةً ، في الظَّهيرةِ :

أُحيّي قدومَك ِ

أيّتها الرّيحُ المُفاجئةُ

(وأُحيّيكم أيضاً ) يا أشباحَ بعدَ الظُّهرِ الباردةَ !

الرِّيحُ تخرجُ وتعودُ .

هلْ تَرمُقني بنظراتٍ مائلةٍ ومغريةٍ

( أيّها ) اللّيلُ ؟ ...

كنْ قوياً ، يا قلبي الشّجاعُ

ولا تسألْ : لماذا ؟ ...

===================
(*) هو المقطع الأول من القصيدة ، ومن مجوعة " دِيونيسوس _ ديتيرامْبِنْ " من العام 1888 م.


النّشيدُ الـثّـمِلُ

نيتشه

أيها الإنسانُ ، اِحذرْ

ماذا يقولُ منتصفُ الليلِ العميقِ ؟

" أنا نائمٌ ، أنا نائمٌ

صَحوْتُ من حلمٍ عميقٍ :

العالَمُ عميقٍ

وأعمقُ مما ظنَّ اليومُ ( النهارُ ) .

عميقٌ ألمُهُ

( عميقةٌ ) اللّذةُ

( ولكن ) ألمُ القلبِ أعمقُ

الألمُ يقولُ : زائلٌ

ولكنْ كلُّ اللّذاتِ تريدُ الخلودَ

تريدُ خلوداً أعمقَ ( فـ ) أعمقَ .

===============



سيلْسْ _ ماريا (مريم )

نيتشه



هنا جلستُ ، منتَظراً ، منتَظراً

ولكنْ لا شيءَ ( أنتَظرُ ) .

بعيداً عن الخيرِ والشّــرِّ

قريباً ، سأستَـمتِعُ بالنّورِ

وقريباً ( سأستَـمتِعُ ) بالظّلالِ

الكُلُّ مجرَّدُ لعـبةٍ (:)

بحرٌ كاملٌ ، ظَـهيرةٌ كاملةٌ ،

زمنٌ كاملٌ ، دونما زمنٌ .



هناكَ ، فُجاءةً ، صديقةٌ

أصبحَ الواحدُ اِثنينِ

عندها عَبَرَ بيَ " زرادَشْـتُ " ...

==================



وحـْدةٌ

نيتشه

الغِربانُ تصرُخُ

وتطيرُ بضوضاءٍ نحو المدينةِ :

ستثـلِجُ قريباً

طوبى ، لمن لا يزالُ له الآن وطناً

الآنَ تَقفُ دونَ حَراكٍ

تَنظرُ للوراءِ

آهٍ كم مضى ( من الوقتِ ) الآنَ ؟

يا لكَ من أحمقٍ

تهربُ إلى العالمِ عندَ بَدْءِ الشّتاءِ (؟)

العالَمُ بوّابةٌ ( تفضي )

إلى آلافِ الصّحارى الصامتةِ الباردةِ

مَن ، مثلُكَ ، أضاعَ ما أضعتَ

من دون أن يتوقّفَ بأيِّ مكانٍ (؟)

ها أنتَ تقفُ الآنَ شاحباً

ملعوناً ( محكوماً عليه ) بالتَّجوالِ الشّتائيِّ

كالدُّخَانِ

يبحثُ دوماً عن السماواتِ الباردةِ (.)

طِرْ أيها الطّائرُ وغنِّ

نشيدَكَ بلحنِ طيورِ الصّحراءِ

خبِّئْ ، أيها الأحمقُ ، قـلبَكَ الدّامي

في الجليدِ و( في الإهانةِ ) .



الغِربانُ تصرُخُ

وتطيرُ بضوضاءٍ نحو المدينةِ :

ويلٌ ، لمن لا وطنَ لهُ الآنَ .

==================


وردةُ اللّيل

للشاعر الألماني : يوسف فون أيْشِنْدروف



الليلُ يشبهُ البحرَ الهادئَ

لذَّةٌ وآلامٌ وشَكاوى الحبّ

تأتي هكذا مُشَوَّشةً

إلى هنا

إلى حيثُ

تضرِبُ أمواجاً في ( شجرِ ) " اللِّندةِ " –الزّانِ-



رغباتٌ تشبهُ الغيومَ

تُبحِرُ خلالَ حجُراتٍ هادئاتٍ

من يستطيعُ التَّعرفَ

في الرّيحِ الدَّافئةِ

إنْ كانت تلكَ أفكاراً أمْ أحلاماًْ ؟



أغلقُ الآنَ القلبَ والفمَ

اللّذينِ يشكُوانِ _ برغبةٍ _ النّجومَ :

( وبرُغم ذلك ) تَظلُّ في قرارةِ القلبِ

أمواجُ ( شجَرة )" اللِّندَة " –الزّان-

خفّاقةً ...

==========

19 / 4 / 2005 ( ترجمة عن الألمانية )

د . شاكر مطلق



حبٌّ حقيقيٌّ

آيشنْدروف


ترجمة عن الألمانية : د. شاكر مطلق




لا أحبُّ أبداً أن أكونَ

في ليلٍ فاترٍ ( بين بين )

( إمّا ) برودةٌ

أو نارٌ حارةٌ متأجِّجةٌ .



آهٍ من اللّذةِ ، و ( من ) المُعاناةِ

( يكونانِ ) دون لونٍ ، صغيرانِ

إذا لم يسيطرْ الحبُّ

على المِقْوَدِ .

مثل سفينةٍ ، عندما الأجواءُ تَسْودُّ

تتنقَّلُ ( على غير هدى )

قربَ الجرفِ الصَّخريِّ في الليلةِ العاتِمةِ .

هكذا ، على بحر آلاميَ الموحشِ

أبحثُ بإصرارٍ عن معاناةٍ جديدةٍ

( و ) من دونِ أملٍ ، عن هدفِ سعادتي .

==================


في الربيع

إدوارد موريكِـهْ
( 1875 – 1804 )

أَستَلقي على هضبةٍ ربيعيّةٍ :

الغيمةُ تغدو جناحي

طائرٌ يتقَدَّمني

آهٍ ، قولي لي ، يا كلَّ حبي ،

و يا حبّيَ الأوحدَ

أينَ ستستقرّينَ ، لأبقى بقربِـكِ ؟

ولكن أنت والهواءَ ، لا بيتَ لكُما .



مشاعري متفتحةٌ كزهرةِ " عبّادِ الشّمسِ "

بشوقٍ تَتمدّدُ

في الحبِّ والأملِ .

أيها الربيعُ ، ماذا تبغي ؟

متى سأهدأُ أنا ؟ .

أرى الغيمةَ والنهرَ يتبدَّلان

قُبلةُ الشمسِ الذهبيةِ

تخترقُ عميقاً ( مشاعري ) المزهرةِ

العينانِ بنشوةٍ رائعةٍ ،

تتظاهرانِ بالنومِ

وحدها الأُذنُ تصغي لطنينِ النحلةِ .

أفكّر بهذا وبذاكَ

أتشوَّقُ ، ولا أدري تماماً ، نحوَ ماذا ؟

نصفٌ لَذةٍ ، ونصفٌ من الشكوى

آهٍ – يا قلبي – قلْ

ماذا تغزلُ من ذكرياتٍ

في غَبَشِ مساءِ الغصونِ الخضراءِ الذهبيةِ ؟

( أتغزِلُ ) أياماً قديمةً لا تُسمّى (؟) ! .

======================


جواب الشاعر الـثَّمِل

الشاعر الألماني : ليسِنْغْ

( 1729- 1781 )
ترجمة عن الألمانية د. شاكر مطلق

لعبتُ ، مؤخّراً ، دورَ قاضي الأخلاقِ
بالتّأكيدِ ( هي ) لعبةٌ صعبةٌ
تكلّمتُ ( فيها ) إلى شاعرٍ ثَمِلٍ :
توقّف، إنّك تشربُ الكثيرَ .
جاهزاً للسّقوطِ تحتَ الطاولةِ
قالَ ( لي ) : إنك لستَ ذكياً
يمكنُ للمرءِ بالتّأكيدِ شُربَ الكثيرِ
لكنّه لا يشربُ أبداً ما فيه الكفاية .

=============



أنـا وأنـتِ

فريدريش ك . هبِّـل



حَلُمنا ببعـضنا بعضاً

حتّى أفَـقنا منهُ

عشنا لنحبَّ بعضنا بعضاً

وعُدنا لنَسقطَ في الليلِ .



خرجتِ من أحلامي

وخرَجتُ من أحلامِك

نموتُ ، لو أضاعَ أحدُنا

الآخرَ كليّاً .



على زنبقـةٍ يرتجفانِ

قَطْرتان من النّدى

نقيّتان ومدَوّرتانِ

تَسيلانِ ( تَتوحدان ) في بعضهما بعضٍ

وتَسقُطانِ من قاعِ الكِلْشِ (معاً ) .

====================


المُريحُ في هذا العالَمِ

فريدريش هولْدَرْلين ْ ( 1770 _ 1843 )


ترجمة عن الألمانية : د. شاكر مطلق




تمتّعتُ بالمُريحِ في هذا العالَمِ

ساعاتُ الشبابِ ، من زمانٍ ، من زمانٍ

انداحتْ عني

نيسانُ ، أيارُ ، ويوليوس ( تموزُ )

صارتْ في البعيدِ

لمْ أعُدْ شيئاً ، ولا أحيا برغبةٍ بَعْدُ .

*******************



السِّــرُّ

فريدريش شِلَر



لمْ تَستطِعْ أنْ تقولَ لي كلمةً صغيرةً

الرُّقباءُ كثيرونَ ، مُتيقّظونَ :

سَمحتُ لنفس ، خجولاً ، أنْ أسألَ نظرتَكِ

وفهمتُ ماذا تقولين .

بهدوءٍ أَدخلُ في هدوئكِ

يا خيمةَ شجرة الـ ( بوخِه ) الجميلةِ الوارفـةِ

خبّئي ، في ردائكِ ، الأخضرِ

العاشقينَ عن عينِ العالَم .



من البعيد ، بسرعةٍ مُربكةٍ

يعملُ اليومُ ، كثيرُ الانشغالِ

ومن خلال صوتِ السرعةِ الجَوفاءِ

أتعرَّفُ دقاتِ مطارق ثقيلةً .

الإنسانُ يصارع بجهدٍ السماءَ القاسيةَ

من أجل حظٍّ عاثرٍ

ولكنّ السعادة ينالُها دون جهدٍ

( وهي ) تتساقطُ من أحضان الآلهة .

الناسُ لا يَسمعون أبداً

كيف الحبُّ الوفيُّ يُسعِدنا بهدوءٍ

لا يستطيعونَ إلاَّ أنْ يزرعوا الفرحَ

لأن الفرح لم يفرحْهم أبداً .

العالمُ لن يسمحَ بالسعادةِ أبداً

كطريدةٍ يُمسِكُ بها

عليك سرقتَها ، أو نيْلَها قسراً

قبل أنْ يفاجئك سوءُ الحظِّ .



بهدوءٍ ، على أصابع رجليها ، تأتي خلْسَةً

الهدوءُ يحبها والليلُ ( كذلك )

تهربُ ( منكَ ) سريعاً

حيث أعينُ الخائنِ تَرقُبُ

آهٍ ، تلوَّ أيها النبعُ الوَديعُ

كتيّارٍ عريضٍ حولنا

هدّد بموجةٍ غاضبةٍ

ودافع عن هذا المقدس ( حبّنا ) .

======================















أعيش حياتي كدوائر ( الشجرة ) النامية

ريلكه

أعيش حياتي كدوائر ( الشجرة ) النامية

التي تحيط بالأشياء .

ربما لن أستطيع إنهاء الحلقة الأخيرة

ولكنني سأحاول ( ذلك ) .

أحيط بالإله ، بالبرج المغرق في القدم

وأدور ( حوله ) ألاف السنين

ولا أدري بَعْدُ إن كنتُ

باشَقاً ، عاصفة ، أم نشيدٌ كبيرٌ

===============



متوّجاً بالحلُم

( ريلكه )

ذاك كان يومُ الأقحوان الأبيض

كدتُ أهلَعُ من روعته ...

بعدها ، بعدها أتيت تقبضين روحي

في عميقِ الليلِ .

كنتُ هلِعاً ، وكنت محبّبة وساكنةً

كنت لحظتها أفكّر فيكِ ، في الحلُم .

أتيت ، وبهدوءٍ كنشيدٍ خرافيٍّ

تلاشى الليل .

=====================





وَحدةٌ

راينَر . ماريا رِلْكه



وَحدةٌ كالمطرِ

تَصعدُ من البحرِ باتجاهِ المساءاتِ

( و ) من السّهولِ البعيدةِ

محاذيةً السَّماءَ ، التي تحتويها دوماً

والتي من السماءِ ( منطلقةً ) أولاً

تَتساقطُ على المدينةِ

تَصبُّ ( الوحدةُ ) المطرَ

في الساعاتِ الخُـنثـَويَّةِ

عندما تَـنحرِفُ كلُّ الأزقـَّةِ

نحو الصباحِ

وعندما الأجسادُ ، التي لم تجدْ شيئاً

خائبةً ، حزينةً ، تنفـصلُ عن بعضها بعضاً

وعندما الناسُ الذينَ يكرهونَ بعضهم بعضاً

( يكونُ ) لِـزاماً عليهم

أنْ يناموا في السريرِ معاً .



عندها تذهبُ الوحدةُ مع الأنهارِ .

================





















المتَعرِّفُ والمُتَعرَّفُ عليهِ



الشاعر الألماني المعاصر
فيرنر شبرنغر





هما ، في الحقيقة ، الشيءُ نفسُهُ

أنتَ تكونُ ما تعرَّفتَه

تبقى ما تعرّفتَه

وهذا المتعرَّفُ عليه ، لا يمكن أن يعودَ

مرَّةً أخرى ، ليكون مجهولاً .



أنقِذ الطريقَ ، وانسَ أهدافَ طريقِكَ

ابدأ الطَّريقَ ، ولا تسأل نفسَكَ

إلى أين يقودُكَ

ماذا يُعطيكَ

كنْ واثقاً ، في نهاية الطريقِ

ستكون شخصاً مغايراً

مغايراً وليس جوَّالاً .



يبتدئ الطريقُ

إذا تعرَّفتَ مرَّةً

تعرَّفتَ حقَّاً

أنَّ الحياةَ ليستْ حدَثاً عارِضاً

( عندها )سوفَ تكونُ حرَّاً .



عندما يتأمَّل الإنسانُ ،لأوَّلِ مرةٍ ، العالمَ

يتأملّه بوعيٍ تامٍ

ينظرُ إليه ، للمرّةِ الأولى

فعلاً ينظرُ إليهِ

في هذه اللحظةِ

سيُخلَقُ العالمُ ( الجديدُ )

كما يشكِّلُ الفُخَّارُ الإناءَ

من حلقاتٍ طينيةٍ

هكذا تُشكلُ تجارِبُ الحياةِ الإنسانَ .

ابحث عن الحياة في الموتِ

عن الموتِ في الحياةِ

أنْ نعرِفَ ، نحنُ البشرَ ، الموتَ

ولا نرغبُ أن نعرفَ عنه شيئاً

هو مدَمِّرٌ لنا .



الفَهمُ الحقيقيُّ يكمُنُ

في تآلفِ ذاتكِ مع غير المألوفِ

وفي عدمِ التآلفِ مع المألوفِ .

موتٌ موتٌ

هو الحياةُ المَعيشةُ بالكاملِ

موتُ الخوفِ

هو الحياةُ الَمعيشةُ بالكاملِ

قيامةُ السّعادةِ

هي الحياةُ الَمعيشة بالكامِلِ .



ما الذي يجعلُ الزَّمنَ أبدياً ؟

ما الذي يجعل المكانَ المقدّسَ مكاناً مقدّسا ً؟

ما الذي يجعل اللِّقاءَ حيَّاً ؟

ما الذي يجعل الوردةَ جميلةً ؟

ما الذي يجعلنا خاشعيَن ( أمام ) زهرةِ اللَّوْتَسِ ؟

ما الذي يجعل المغارةَ وسَطاً للحياةِ ؟.

==========
حمص _ سورية ترجمة عن الألمانية د.شاكر مطلق


تَطْييبُ خاطرٍ

غوستاف فالكه

(1853- 1916 )



هدوءٌ ، هدوءٌ

إنه مجرّدُ حلمٍ .

هكذا يمضي كلُّ شيءٍ

أياً كانَ .



هكذا ، هكذا ...

تكادُ لا تشعرُ شيئاً

إنه مجرَّدُ نفسٌ

مثلَكَ أنتَ أيضاً .

================



مـُهَــدِّءٌ

فيلهيلم رابه
( 1831 – 1910 )

أردتُ أنْ أتسلّقَ

كلَّ الذّرى

أنْ أنْحني

( لأطلَّ ) في كلِّ الأعماقِ .

أردتُ استطلاعَ

القريبَ والبعيدَ

أنْ أَتقصّى

أكثرَ العجائبِ غموضاً .

شوقٌ عارمٌ

خيالٌ يجولُ في اللامحدودِ

بطموحٍ دائمٍ

دونَ أنْ أمسِكَ شيئاً .

هكذا كانت حياتي ...



الآنَ حصلَ ذلك :

من كلِّ المساحاتِ

كسِبتُ حلماً نبيلاً

الآنَ تقبعُ محاصرةً

في حلقاتٍ ضيقـةٍ

في قلبٍ ساكنٍ

أشياءٌ وَسيعَةٌ كالعالمِ .

غُلالةُ نورٍ زرقاءُ

تسقطُ وتحُطُّ بهدوءٍ

تَغزلُ ، بحُبٍّ ،

دوائرَ ساحرةً ذهبيَّةً

هذه ( هي ) حياتيَ الآنَ ...

==================

سامحيني

( كلابوند – Klabund )

(1890-1928)

سامحيني .

لقد فعلتُ

ما لا يَليقُ إلاَّ بالربِّ فعلُه :

أخذتُ يدَك بيدي

( ضَممتُ ) قلبَك إلى قلبي .

الليلةُ الجميلةُ تُشَـتِّـتُـني (:)

النجمُ الذهبيُّ في الشُجيرةِ

وثُمَّ عطرُ شجرةِ " اللِّندةِ "

الذي لا اسم له .

اعذريني .

=======================
حمص – سورية 18/6/2007
E-Mail:mutlak@scs-net.org

طبيعةٌ ساخرةٌ

للشاعر كلابوند

مثلَ سِربِ " مالكِ الحزينِ " المُهلهَلِ

تترنَّحُ ، بخطرٍ ، مثلَ نعوشٍ ثَمِلةٍ

غيومُ المساءِ ، وتمشي فوقَ الجبالِ .



هناكَ ينمو بطنٌ أسودُ

من ( تلك ) المساحةِ .

الدَّرَكيُّ الحريصُ على تطبيقِ النظامِ

يَطردُ ، بـهِزّاتٍ شرِّيرةٍ ، من كفَّيهِ

غيومَ " مالكِ الحزينِ " – المسائيّةِ

بعيداً إلى المجهولِ ...

========
تعريفٌ بالشاعر :
ولد بتاريخ 4/11/1890 كابن لصيدلاني . أصيب بالسل في سن مبكرة ولم يشف منه تماماً أبداً برغم العلاج في مصحات عديدة في إيطاليا وسويسرا . نال الشهادة الثانوية عام 1911 ودرس – فيما درس – الكيمياء - الصيدلة – الفلسفة – علم اللغة والأدب ، غير أنه لم يكمل دراسته إلى النهاية في أيٍّ منها .
1913 نشر في مجلة " بان " قصائده الأولى التي جرته مع الناشر أمام القضاء ، بسبب اللاأخلاقي ، غير أن الشاعر المعروف " فرانك فيدي كِند " وغيره تدخلوا وحصلوا له على البراءة . عند نشوب الحرب الكونية 1914 كان من المعجبين بها ليتحول في عام 1917 إلى مناوئ للحرب حتى أنه كتب رسالة إلى القيصر "وليم الثاني " نشرت في جريدة " زوريخ " القديمة يطالبه بالاستقالة لإتاحة تحقيق السلام وبرر ذلك خطياً . تزوج عام 1918 وتوفيت زوجه إبان ولادة ابنته بسبب مرض رئوي انتقل منه إليها بالتأكيد .
عام 1919 وبسبب انضمامه إلى جماعة " سبارتاكوس " الثورية في " مونيخ " اتهم بالخيانة العظمى وبإهانة القيصر وسجن حتى عام 1921 . ألف العديد من الأغاني والأناشيد المعروفة . عام 1925 تزوج مرة أخرى من ممثلة شهيرة وعمل على إصدار الحكاية الصينية الخرافية الموسومة بـ " دائرة الطباشير " للمسرح والتي لاقت رواجاً كبيراً إبان جمهورية " فايمار " . وكانت القاعدة التي انطلق منها الشاعر والمسرحي الشهير " برتولدْ بريشْت " في عمله الموسوم " دائرة الطباشير القوقازية " .
توفي عام 1928 في " دافوس – سويسرا " بمرضه العضال ( السل ) .

=========



( على ) شاطئ البحر

" تيودور شتورم – T.Storm "

( 1817 – 1888 )



إلى ( كومة ) تجمُّعِ الرّمالِ

يطير – إذن – النورسُ

والغروبُ يقتحِمُ

( على ) مياهِ الطَّميِ الرّطبِ

ينعكسُ نروُ المساءِ

طيورٌ رماديةٌ تعبُرُ

هنا قربَ المياهِ .

الجزرُ تَستلقي كالأحلامِ

في الضّبابِ فوقَ البحرِ .



اِسمعْ صوتَ الطّنينِ المُتخمِّرِ

شديدِ الغموضِ

نداءُ طيرٍ ( يشعرُ ) بالوحدةِ

هكذا كان عليه الأمرُ دوماً .



مرّةً أخرى تهتزُّ الريحُ

ثمَّ تَصمتُ بعدها الرّيحُ

الأصواتُ فوقَ الأعماقِ

تغدو ( الآن ) مسموعةً .

================



عيونٌ في المدينةِ الكبرى
الشاعر الألماني : " كورت توخولْسْكي "

( 1890 – 1935 )
ت . عن الألمانية : د. شاكر مطلق


عندما تذهبُ إلى العملِ

باكراً في الصباحِ

عندما تقفُ في محطةِ القطاراتِ

مع همومِكَ

عندما تُريكَ المدينةُ

في القِمْعِ البشريِّ

ملايينَ الوجوهِ

ملساءَ كالإسفـلت :

عينينِ غريبتينِ

نظرةً قصيرةً ( عابرةً )

حاجبينِ ، حدَقتينِ ، جَفنينِ

... ماذا كان هذا ؟

ربما ( كان ) هو حظَّ حياتِك

عبَرَ ، تبعثرَ ، ولا يعودُ .



تمشي طوالَ حياتِكَ

فوقَ آلافِ الشوارعِ

تَرى في ( تَجوالِكَ ) فوقَ دربِكَ

أولئكَ الذينَ نسوْكَ

عينٌ ترِّفُّ

الرُّوحُ تطنُّ

لقد وجدتَ

لثواني فقطْ :

عينينِ غريبتينِ

نظرةً قصيرةً ( عابرةً )

الحاجبينِ ، الحدقتينِ ، الجفنينِ

ماذا كانَ هذا ؟

لا أحدٌ يعيدُ الزمنَ

( الذي ) عبَرَ ، تبعثرَ ولا يعودُ .



عليكَ ، في ( تَجوالِكَ ) فوقَ دربِكَ

أن تجولَ المدنَ

( أن ) تَرى لفترةِ نبضةٍ واحدةٍ ( فقط )

الآخرَ الغريبَ

( الذي ) يمكنُ أن يكونَ عدواً

أن يكونَ صديقاً

أن يكون – في النِّضالِ – رفيقاً

ينظرُ صوْبَكَ ويمضي .

عينانِ غريبتانِ

نظرةٌ قصيرةٌ ( عابرةٌ )

حاجبانِ ، حدقتانِ ، جفنانِ

ماذا كانَ هذا ؟

قطعةٌ من البشريةِ الكبرى

عبرَتْ ، تبعثَرتْ ولا تعودُ .

==============
معلومات ٌعن الشاعر :
ولد الشاعر " كورت توخولْسْكي " بتاريخ 9/1/1980 لأبٍ تاجر . درس هناك وفي جامعة " جنيف – سويسرا " القانون . وتخرج في عام 1914 من جامعة ( يـينا ) الألمانية . تمرَّن لفترة قصيرةٍِ في العمل البنكي . كان الشاعر من أهم نقاد المجتمع الألماني في القرن العشرين . نشر أعماله المختلفة تحت أسماء كثيرةٍ مستعارة وعمل في بعض المسارح وبخاصة " مسرح العالم " أيضاً مع حامل جائزة نوبل لاحقاً ( كارل فون أُوسْيِتْسكي - Carl v.Ossietzky ) الذي قضى نحبه في معسكرات الاعتقال النازية لاحقاً ، وكان هذا المسرح عدوانياً وجماهيرياً فترة جمهورية ( فايمار - Weimar ) وأوضاعها القلقة والفوضوية أيضاً . منذ العام 1924 عاش الشاعر غالباً في الخارج ولم يعد إلى ألمانيا إلاَّ لفترات متقطعة قصيرةٍ . استقر منذ العام 1920 في " السويد " . بعد وصول "النازية " هتلر " إلى الحكم عام 1933 منع النازيون " مسرح العالم " وأحرقوا كتب الشاعر كما فعلوا مع غيره من الأدباء والرسامين ... الخ وأسقطوا عنه الجنسية الألمانية .
في 21 /12/1935 وبعد مرض مضنٍ والعديد من العمليات الجراحية ، غادر الحياة طوعاً ( انتحر ) في مدينة " هِنْدس - Hinds " في السويد .

==========



في الماضي ، عندما أكنْ خبيراً

فيلْهِلْمْ بوشْ

( 1908 – 1932 )



في الماضي ، عندما لم أكنْ خبيراً

وكنتُ أكثرَ تواضعاً من اليومِ

كان الآخرونَ ينالونَ أقصى احترامي .

لاحقاً ، قابلتُ على المروجِ

عجولاً كثيرةً مثلي

والآن ، كما يُقالُ

أقدِّرُ ذاتي أولاً .

=================



كلُّ بَـدْءٍ صعبٌ

فريدريش هاوْغ

( 1761 – 1829 )



استناداً إلى قولٍ قديمٍ (: )

كلُّ بَـدْءٍ صعبٌ .

عندما يتكلمُ اللسانُ

لا تظلُّ صلاحيَّـةٌ للقانونِ ، عندها .

البَدءُ ( بالكلامِ ) سهلٌ عليه ( اللسانَ )

ولكن النهايةَ صعبةٌ .

===================


ماذا يَعنيكِ ذلكَ ؟

فرانس ف . غاودي

تـ . عن الألمانية:د. شاكر مطلق



أحبُّكِ من كلِّ قلبي

قولي ، ماذا يعنيكِ ذلكَ ؟

عندما أتبعُكِ صامتاً

ولو من بعيدٍ

عندما لا أستطيعُ أن أستعملَ عيني

( لأجل ) حبّي ، ( لأجل ) نجومِ حياتي

ماذا يعنيكِ ذلك ؟



أحبُّكِ بألمٍ

قولي ، ماذا يعنيكِ ذلك ؟

أنتِ تبرِّئينَ نفسَكِ من الذَّنبِ

عندما أعاني

أنتِ تحلِّينَ حتى رَصَدَ حبٍّ عاثرٍ

أنتِ تُطْلقينني

ولكن عندما لا أستوعبُ هذا

ماذا يعنيكِ ذلك ؟



أحبُّ من دونِ جدوى

قولي ، ماذا يعنيكِ ذلك ؟

ليسَ الأملُ وليسَ العَزاءُ

( هو ) ما أرغبُ ( به )

بحنانٍ تَنْحَنينَ على الرَّجلِ الغريبِ

فإن افترستُ نفسي صامتاً

ماذا يعنيكِ ذلك ؟ ...

=============

(*) ولد الشاعر والكاتب " Franz Freiherr Gaudy " - ذو اللقب النبيل – بتاريخ 19/4/1800 في مدينة فرانكفورت على نهر الأودر ، وليس على نهر الماين ، حيث ولد الشاعر غوتْه ، وتوفي في برلين بتاريخ 5/2/1840 .

===========



من المُجدي حقـاً


يؤاخيم رنغِـلناتْس

( 7/8/1838 – 17/11/1934 )

من المُجدي حقاً

أن نكونَ لطفاءَ قليلاً

ونعيدَ كلَّ الأمورِ إلى بساطتِها

وإنها ليست شجاعةٌ كبيرةٌ ( كَرَمُ أخلاقٍ )

عندما نسامحُ الآخرينَ

لأنهم يعتقدون ، بغيرِ ما نعتقدُ نحنُ

وإن كان صحيحاً أن المحبّةَ

طبيعةٌ ( فينا ) في الخيرِ والشّرِّ

فإن عُقْدةً في رِباطِ الحذاءِ

لا يمكن حلُّها إلاَّ بالحبِّ والهدوءِ .

===============
هو شاعر ساخر وحكيم أيضاً حسب رأيي .
للمزيد يمكن الرجوع إلى دراسة موسعة نشرتها حوله في مجلة " الآداب الأجنبية " – كما كانت تسمى يومئذ ، والآن " الآداب العالمية "- التي يصدرها اتحاد الكتاب العرب – دمشق ، 8/1981 – العدد 28 ، الصفحة ( 5 – 36 ) .

==================


وجَدنا درباً
كريستيان مورغين شْتيرْنْ
(1871 - 1914)



آهٍ منك أيّها الشّعبُ

قليلُ الُجرأةِ

الذي لا يَتخلَّصُ من اليومِ ( من الآنيِّ )

لأنكم تَقصِدونَ :

هكذا الأمرُ يكونُ

وهكذا كان الأمرُ سابقاً

وهكذا سيكون لاحقاً

طالما هناك بشرٌ يحيونَ .

آهٍ لو كنتُم طريدة َأملٍ آخرَ

و تعلّمتم مرةً أخرى

النّظرَ إلى الكَشفِ
والسُّموَّ بالعقلِ والقلبِ



إلى ٍ أعلى الأهدافِ...

================
( ترجمة عن الألمانية) د. شاكر مطلق

_ قصيدة من مجموعة ( وجدنا درباً ) ، للشاعر الألماني كريستيان مورغين شْتيرْنْ(1871 _ 1914 ) .


=============



وَحدةٌ ( في ) الحَقـلِ

هيرمان ألميرس


( 1821-1902 )

أَستلقي بهدوءٍ في العشب الأخضر العالي

وأرسلُ نظري نحو الأعلى

الجَنادب تحيطني دونَ كللٍ

وتحيطُـني زُرقةُ السّماء الرائعةِ .



غيومٌ بيضاءُ جميلةٌ تجولُ

تعبرُ الأزرقَ العميقَ الجميلَ

كأحلامٍ هادئةٍ

يُخيّلُ إليَّ إنني ميتٌ من زمنٍ بعيدٍ

وأجولُ معهم ، فرِحاً

خلال الفراغِ الخالد .

======================



" يوهان مارتن ميلَر "

من مدينة " أولْم " ( 1750 -1814 ) ،

يقول، مخاطباً نشيد " المينه " – نشيد الشعراءُ الجوّالون - ، ما يلي :


مينه ، بأية روعةٍ

تستطيعين عملَ كلِّ شيءٍ ؟

تعطي أحدَهم كثيراً من الحزن

والآخرَ ( تعطينه ) الضّحكَ

هذا تجعلين وجنتيه حمراء َ

والآخرَ ( تجعلينها صفراءَ )

شاحبةً كالموت .

==========

Dr. Shaker MUTLAK

Homs - Syrien

E-Mail:mutlak@scs-net.org

9-2008