المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكايات من أمريكا (3 )



محمد فؤاد منصور
20/09/2008, 01:29 PM
الحكاية الثالثة



أصابني أرق شديد، هاتف بداخلي ينهرني قائلاً "تستاهل" ، طالما حذرك الطبيب ان تبتعد عما يثير الأعصاب حتى لايخاصمك النوم ،شدني الفيلم الذي يحكي عن الأنتصارات العسكرية بالعراق – هكذا يسمونها- وكدت انفجر كمداً وانا أشاهد صور اهلنا في بغداد وماحولها وهم مصفدون في الأغلال أو يدفنون في مقابر جماعية أويهانون في جوانتانامو، كانت الليلة شديدة الحرارة والرطوبة فأضافت سبباً جديداً لأرقي واضطرابي.. وما إن تبين لي الخيط الأبيض من الخيط الأسود حتى غادرت المنزل لأستنشق هواءً نقياً ،وصفة مضمونة ومجربة لطرد الأرق ، قادتني قدماي إلى حمام السباحة ،هناك سيكون بإمكاني أن أتمدد على أحد الأسرة الخشبية المنتشرة حوله وأتأمل السماء الصافية حتى يدهمني النعاس ، لم أهنأ بأمنيتي حين اكتشفت أن هناك من سبقني إلى ذات الفكرة، جارتي "باتريشيا" العجوز الثرثارة تحمل قطتها الصغيرة بيد ووعاءً به بعض طعام خاص بالقطط باليد الأخرى، وصلتني كلماتها الحانية وهي تتوسل إلى قطتها أن تتناول طعام الإفطار، يالها من جارة طيبة ، كثيراً ماتسأل عني حين أغيب ،أمعقول أن تجري في عروقها ذات الدماء لأولئك الذين شاهدتهم ينشرون الدمار بين ربوع بلادي في فخر وزهو ؟! تساءلت فيما بيني وبين نفسي وقررت أن أتجاهل وجودها لكن قبل أن تكتمل الفكرة كانت قد لمحتني وأقبلت علي كعادتها هاشة باشة وهي تصيح:
- مستر منصور ماالذي أيقظك في هذا الوقت المبكر ؟ ..
لم يكن شعور الحنق على قومها قد غادرني فأجبتها بمايشبه الغضب .
- ألا ترين أن ذات السؤال ينبغي توجيهه إليك ؟
تجاهلت مافي كلماتي من حدة وراحت تربت على رأس قطتها بحنان وتقول في أسى :
- أنا تعودت ان أصحو في الخامسة صباحاً كل يوم .. "كاتي" المسكينة مصابة بداء السكري ولابد من حقنها في هذا الوقت بالأنسولين .
!!!

باسين بلعباس
20/09/2008, 01:51 PM
مسكينة فعلا "كاتي " هذه !!
تعطيها جرعة الانسولين ،وقومها ينشرون الموت هناك..حيث نحن..!!
فضحت قصتك هؤلاء"المتحضرين!!"..
لم تنم لأنك موجوع بما يحدث هناك..لأهلنا..
ونهضت "باتريشيا"باكرا لأنها متألمة لما يحدث لـ:"كاتي"..!!
شتان بين الأمرين..
وشتان بين من يكتب للمتعة..والترف الفكري
ومن يكتب من أعماق المأساة..والمعاناة..للفضح والكشف..
وأنت ـ أيها المبدع الطبيب ـ شرّحت المأساة في تفكير الآخرين..
كيف يعيش المواطن الحقيقي بوجدانه ،ومشاعره مع أمته..
يشاركها الهموم..ويقاسمها الألم..
ولو كان على بعد الاف الأميال
كل الشكر والتقدير

مصطفى ابووافيه
20/09/2008, 09:45 PM
ياسيدى
هؤلاء قوم قلبوا الحياه راسا على عقب -- انهم يهتمون بالحيوانات ويرفعون من شأنهم ليصبحوا قرب مستوى البشر --- ويهبطون بقيمة البشر حتى تصبح قرب مستوى الحيوانات -- والدليل على ذلك التفكك الاسرى -- انتشار العلاقات الجنسيه الغير شرعيه -- حتى ان بعضهم لا يهتم بستر عورته ( الاعضاء التناسليه ) مثل الحيوانات تماما وتجدهم فى شواطىء العراه وغيره من الاماكن
اما نحن فنكتفى بأهدار قيمة الانسان بمعرفة الانظمه الدكتاتوريه وتخبط قراراتها -- لكن احقاقا للحق نحن لا نرفع من قيمه الحيوان -- الا من كان منهم متمثلا فى صورة انسان
تقبل تحياتى
مصطفى ابووافيه

عبد العزيز غوردو
21/09/2008, 02:03 PM
هنا المفارقة...

اليد التي تحمل الرشاش/اليد التي تربت على رأس قطة...

المعتدية/الحانية...

المتجبرة صلفا/المرتجفة ضعفا...

وهما قبل هذا وبعد: نتاج ثقافة واحدة/ثقافة "الآخر"...

لا بد أن نتقن فن التعامل مع اليدين معا...

نحن: نتاج ثقافة "الأنا"

" "

تسعدني قراءة هذه الحكايا أخي الغالي محمد...

وتضيف إلي الكثير..

" "

صلاح م ع ابوشنب
24/09/2008, 02:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخى العزيز الدكتور محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلك هى العملة المزيفه حقا ، فهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون شيئا ، رغم العلم والتقدم ، فهم يشبهون العملة المزيفه التى كلا وجهيها باطل ، فهم لا يحبون البشر ولا يحبون القطط ، وانما هو نوع من سد لنقص فى خوائهم الروحى منزوع الحنان والرأفه الحقيقيين ، فالانسان الذى يقسو على مخلوق بشرى كرمه الله على كافة البشر بينما يحنو على حيوان اعجمى ، فهو ليس بحنون ، وانما هو يقوم بعملية تعويض نفسى نظرا لمعاناة المجتمع الذى يعيش فيه من انفصام فى الشخصية الاجتماعيه ، فيتجه للتوارى خلف حنان مصطنع تجاه حيوان . لى ملحوظه طفيفه وهى فى صيغة سؤال : لماذا لا تسمى كل حكاية باسم يناسبها بدلا من تركها بغير اسم ؟ .. تحياتى وودى اخى الكريم محمد فؤاد .
اخوك صلاح ابوشنب

نزار ب. الزين
27/09/2008, 09:00 AM
أخي المبدع الدكتور محمد فؤاد
لا شك أنها مفارقة طريفة
و قد شاهدت هنا مقابر للقطط و الكلاب
و مستشفيات للحيوانات الأليفة
و فنادق لها ....
و لكن بودي أن ألفت الإنتباه
إلى أن معظم الشعب الأمريكي
لا يهتم بالسياسة و لا بما ترتكبه حكوماته
المتتالية من جرائم بحق الشعوب المستضعفة
فقد تركوا السياسة و قذاراتها للسياسيين
و لا يبدون اهتماما بها إلا أيام الإنتخابات
***
أخي الكريم
لقد قدمت نصا رائعا
أشد على يدك مهنئا :good:
راجيا لك دوام التألق
نزار

سماح شيط
27/09/2008, 09:59 AM
أبي الرائع أحببت أن أشارك أساتذتي الأفاضل في واتا بنفس الفكرة التي طرحتها على قصتكم الكريمة في حكايا
أرجو أن تقبلوها مني
--------------------------------------------------------------------------------

أستاذي الكبير د.محمد فؤاد
قصتك الرائعة الممتلئة بمشاعر الألم والأسى لما يحدث في واقعنا الحالي شدتني لآخرها ووجدت شيئا مختلفا عما وجده الأساتذة الأفاضل في تعليقاتهم
ستكون رؤيتي مختلفة ولكني أكيدة أن الاختلاف لايفسد للود قضية
لقد وجدت في قلب هذه السيدة العجوز حنانا كبيرا وعطفا وحبا ويستحيل على إنسان يجد في قلبه هذا الحنان على حيوان ضعيف القبول بما يحصل في غوانتانمو وفلسطين ووو....
هنا حضرني سؤال مهم جدا
هل حقا الشعب الأمريكي موافق ؟؟
لماذا لا يكون الإعلام الموجه إلينا أيضا مشوه كما يحصل عندهم
وتذكرت القصص التي يرويها لي أصحابي الذين يعيشون هناك
عن فئات كبيرة جدا من الشعب ترفض وتستنكر كل ما يحصل وتعترض
والنقطة الثانية أيضا التي حضرتني
لماذا نوجه لهم أصبع الاتهام بالتقصير في حقنا ولانجد الأصابع الثلاثة الموجهة إلينا في تقصيرنا بحق أبناء جلدتنا نحن
نحن الآن ماذا نفعل؟؟
نأكل ونرقص ونمرح ونحزن حين نتابع ساعة الأخبار إن تابعناها
أين هي المواقف الحقيقية التي وقفناها معهم ..
هل نفعل شيءا غير إطلاق الأغاني المتعاطفة كل فترة
حتى الأمريكان أنفسهم ..ماذا فعلنا هناك في أمريكا لنريهم الحقائق
أعتقد أننا نستسهل إلقاء المسؤولية على الآخرين واتهامهم بالقسوة
هناك حفنة مجرمين استلموا الحكم في أمريكا ويعيثون في الأرض فسادا فهل يعقل أن أن نحكم على شعب كامل في أمريكا كلها بالقسوة
ودعاة الإسلام الذين يخرجون من قلب أمريكا ووو؟؟
هل أصبح موقف سيدة عجوز تغدق الحنان على قطة دليلا على قسوة شعبهم علينا
أعذرني يا أبي
أرى في موقف السيدة العجوز دليلا كبيرا على رقة قلوبهم وسماحة نفوسهم
وحتى عند العودة لترائنا الإسلامي
نجد أن هناك امرأة دخلت الجنة في كلب سقته ماء
وامرأة دخلت النار في هرة حبستها
أبي شكرا لقصتك التي أكدت لي أنه سيأتي يوم سترغب فيه شعوب العالم بالسلام ولن يوقفها أحد
وأنه علينا أن نمعن النظر في الأصابع الثلاثة التي توجه إلينا عندما نوجه أصبع الاتهام إلى أي أحد
دمت بخير
ولك ألف تحية

الحاج بونيف
27/09/2008, 07:48 PM
أخي الفاضل /د. محمد فؤاد منصور
أحييك..
وأنتظر منك البقية..
أهنئك..
كل التقدير.