المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات رمضانية ، تمتزج بالدم والدخان ، في حياة ابناء مدينة الموصل



عبدالوهاب محمد الجبوري
20/09/2008, 11:23 PM
يوميات رمضانية ، تمتزج بالدم والدخان ، في حياة ابناء مدينة الموصل
استطلاع جريدة الانقاذ / رئيس التحرير عبدالوهاب محمد الجبوري
مع استمرار حالة الرعب والقلق و انعدام الامن والاستقرار وانتشار الدمار والخراب والقتل والقصف والبطالة والفساد وانتشار القوات المحتلة بين المدن والقصبات العراقية التي دمر معظمها وتدخل القوى الخارجية في البلاد بشكل سافر ووقح .. بين هذه الاجواء الماساوية والمروعة ياتي رمضان هذا العام ككل اعوام الاحتلال ولكننا ندعو الله ان يجعل من هذه الايام ايام فرج بعد شدة واملنا بالله وحده وليس باي شيء اخر بانه هو سبحانه وتعالى الذي نطلب منه الرحمة والخلاص .. ياتي رمضان هذا العام ومعه تقاليده وعاداته وعباداته ونسكه وافراحه الحزينة وسواد لياليه المعتمة \والخوف والموت يخيم على ابواب البيوت ودور العبادة والاسواق والازقة والجامعات والمحلات وكل شيء .. \ورغم كل هذه الماسي فقد اعتاد اهل الموصل النجباء والشرفاء والاصيلين والشجعان تحدي الموت بالعبادة والطاعة لله وتحدي الخوف بالايمان بالله .. لذلك نجدهم يصرون على ممارسة طقوس وعادات وعبادات شهر رمضان كما لو ان الحزن قد هجرهم ورحل الموت عنهم .. فهنا الايمان بالله والصبر على المكاره والشدائد هو سيد الموقف عند اهل الموصل الصابرين المحتسبين رغم الجراح وفقدان الاحبة واستمرار الابناء والازواج والاخوة في المعتقلات والسجون بمئات الالاف ..\
خلاصة القول نقدم فيما ياتي تحقيقا موجزا عن شهر رمضان في مدينة ام الربيعين وهي ترفل بالعز والكبرياء بين الدخان والنار ..\nنبدا بالحديث عن رمضان فنقول ان هذا الشهر الفضيل : هو شهر الطاعة والغفران والخير والبركات ,وله قدسية خاصة لدى أهل الموصل.. حيث تصوم العائلة الموصلية (كبارا وصغارا ونساءا ورجالا) ويفرحون لقدومه فرحا كبيرا.. كما يستظل المسلمون في شهر الخير والبركات شهر رمضان برحمة الله سبحانه وتعالى , وينهلون من الشهر فضائله ويتواصلون في أداء شعائره , ويمطر هذا الشهر الفضيل على المسلمين بخيرات شتى ويدفعهم للتمسك بدين الحق والإيمان ديننا الإسلامي الحنيف.. (ويرزقكم من حيث لا تعلمون) وتنهال الخيرات ويطمح المسلمون بحب الله عز وجل كثيرا وتزداد الصلوات والتسبيحات والتكبيرات فيتسابق المسلمون في ختم القران الكريم كما يحضرون الدروس والمحاضرات الدينية التي تقيمها جميع الجوامع المنتشرة في أنحاء المدينة.. وتأخذ الحياة اليومية في شهر رمضان طابعا مغايرا لبقية أشهر السنة , فتزدحم الأسواق بالناس بعد أن يخرج الجميع لغرض التسوق منذ وقت مبكر لاستقبال هذا الشهر الفضيل.. حيث ترصد العائلة الموصلية ليومها الرمضاني الكثير من الدعم المادي لإعداد وجبة فطور متميزة. (الإنقاذ) حاولت الدخول إلى الأجواء الموصلية التي يعشها الناس في ظل شهر الخير والرحمة , شهر رمضان المبارك عبر تحقيقها الصحفي هذا الذي بين يديك عزيزي القارئ..؟\الالتزام.. بصلاة التراويح..؟\nيقول بشار الطائي أن شهر رمضان لا يمكن مقارنته بأي شهر من أشهر السنة والسبب هو أن الناس جميعا يعيشون وفق برنامج معد و رائع منذ بداية شهر الصوم حتى نهايته ,(صلاة وصوم وتسبيحات واستغفار و ختم القران الكريم والاستماع إلى المحاضرات الدينية و المواصلة في صلاة التراويح اليومية) وما أجملها من أيام نسأ الله عز وجل أن يجعلها دائما خير وبركة على عموم المسلمون في العالم.\ويضيف عزيز محمد أن فضائل شهر الرحمة هو الالتزام بصلاة التراويح لما لها من فضائل على المسلمين , كما إن الالتزام بصلاة الجماعة في صلاة الفجر يعطي للمسلم دافع كبير على مواصلة العبادات وفق خشية من الرحمان المتعالي , وأشار توفيق صالح إلى دور المساجد في توعية الناس في كيفية التراحم والتواصل فيما بينهم عن طريق الدروس والمحاضرات التي تقدم يوميا بعد صلاة العصر.\الأسواق مزدحما على طول شهر رمضان..؟\وأكد الحج يونس وهو صاحب محل لبيع العطارة في باب السراي أن طول ساعات شهر رمضان المبارك يبقى حافلا بالعمل والإنتاج والبيع , حيث أن جميع أسواق الموصل تظل مكتظا بالناس ولا يمر يوما على موصلي ألا ويمر أحد أفراد الأسرة على سوق باب السراي المتنوع في محلاته الجميلة لكي يشتري بعض المتطلبات المنزلية من (قيسي وحلاوة ومواد الكليجة الجوز والفستق والنركيلة والسمسم والتمر والهيل والطحين) ويضيف أحد المواطنين على أن الإخوة الباعة في الأسواق الموصلية يحاولون رفع الأسعار في هذه الفترة , بينما تأتي على هذه المواد بعد شهر رمضان تجدها أقل بكثير من شهر رمضان.. وأجابنا العم عبد الغني وهو صاحب محل في باب السراي على هذا السؤال لماذا ترتفع الأسعار في شهر رمضان : بالحقيقة لا يوجد أي مبرر فقط هو أن هناك (عرض وطلب) وأعتقد أن أغلب أصحاب المحال يعتبرون أن شهر رمضان هو فرصة لبيع الكثير من البضاعة , لا كن هذا لا يمنع من أن ترتفع الأسعار ولو بفارق ضئيل عن الأيام الاعتيادية.\
ألطرشي والزلابيا وشربت الزبيب.. على قائمة المشتريات ؟\علي قاسم وهو أحد المواطنين الذين ينشغلون في شراء (ألطرشي) ويقول علي أن قائمة المشتريات اليومية للعائلة الموصلية لا يمكن أن تتغافل في شراء ألطرشي في شهر رمضان , حيث يصطف الصائمون في طوابير طويلة أمام أشهر محلات بيع ألطرشي في مدينة الموصل.\nويشير صالح محمد على أن الزلابية هي ألأخرى تتسيد قائمة المشتريات اليومية بشكل خاص , حيث لا يمكن لرب الأسرة الدخول للبيت ألا وبجعبته كيس من ألطرشي أو الشربت أو الزلابية\الوصول للبيت سريعا.. قبل ضرب مدفع الإفطار ؟\ويقول صلاح سلطان.. ما أن ينتهي المواطن من شراء مستلزمات البيت اليومية , يهرع للذهاب إلى البيت قبل ضرب مدفع الإفطار , رغم أن منطقة باب الطوب تشهد هذه الأيام زخما كبيرا من المتبضعين. فيما أشار عبد السلام أن سواق المركبات (التاكسي) يحاولون الضغط على المواطن في دفع أجور مرتفعة خصوصا في الساعة الأخيرة قبل أذان المغرب , ومع اقتراب الأذان تختفي التاكسيات , بينما نحن نعيش هذه الأيام في شهر الرحمة , ولابد من أن يرحم بعضنا البعض. وقال حسين نادر أن الوضع الذي نعيشه ألان يتحتم على الجميع الرجوع إلى البيت بعد صلاة العصر خصوصا الذين لا يمتلكون محلات للبيع , لكي يبتعدون عن حالة الزحام الموجودة في الشوارع.\nالمشويات و الكبة والعدس والشيخ محشي والدولمة .. يوميا على السفرة..؟\
تقول أم عمر أن البيوت الموصلية وفي شهر رمضان لا تخلا من تقديم وجبات الفطور من (المشويات الكباب و المعلاق والعدس وكبة حلب وجريش والدولمة والشيخ محشي.. الخ) كما تقول الحاجة أم مروان كنا نخرج قبل الفطور في الشارع أو السطوح لرؤية أضوية المنائر وسماع الطوب ثم أذان المغرب وعندها نصرخ فرحين (دق الطوب , أذن أذن , أفطغوا أفطغوا) فيتناول الصائمون قطعة من التمر ثم يشربون شربت الزبيب.\الصايم عالبناغة والمفطغ يأكل..؟\nبينما يقول أبو ذنون كنا أطفال وعند فترة العصر نحاول نحن الأطفال أن نسمع واحدنا الأخر الصائمون للمفطرون كلمات قاسية نتذكرها دوما نعيب فيها الأطفال المفطرون مثل (الصايم عالبناغة والمفطغ يأكل..؟) و(الصايم شيشي والمفطغ..؟) وهذه العادات أعتقد لازالت موجودة في وقتنا هذا ماجينا يا ماجينا.. حلي الجيس وانطينا..؟\فيما راح ستار أبو زياد يستذكر بعض الأغاني التي كانت تتردد من أفواه الأطفال وهم يتجولون بين الأزقة والحارات وهم يرددون (ماجينا , ياماجينا , حيل الجيس وأنطينا , تنطونا لوننطيكم , بيت مكة نوديكم , أهل السطوح تنطونا لو أنروح) حيث كانت هذه الكلمات لها وقعها على الناس وهم يسمعون هذه الكلمات ويستقبلونا بالفرحة والابتسامة ثم يعطوننا بعض من النقود , وهذه كانت عبارة عن (عيدانية).\n(أقعدوا عالسحور)..؟\nويقول صهيب أن فترة السحور كان الناس يقعدون على صوت المسحراتي وهو يطرق على طبله (أقعدوا عالسحور) بينما كان المؤذن في الجامع يصيح عند الإمساك (الاحترام أمة محمد الاحترام) فيكف الناس عن الأكل والشرب ثم يروموا للذهاب لصلاة الفجر في الجامع..\nرمضان كريم..؟\nأذا يبقى شهر الخير والبركات شهر رمضان الكريم (منورا) على كل بيوت المسلمين وممارسة شعائره بالصورة المثلى هو طريق السليم لإنهائه واستقبال عيد الفطر المبارك بأيمان وتقوى أكثر.. ومن الله العزيز الكريم برحمته أن يرفع هذه الغمة عن هذه الأمة.. اللهم امين فادعوا معنا بهذا الدعاء يرحمكم الله

نوار عيسى
23/09/2008, 01:16 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الاستاذ الفاضل عبد الوهاب
استطلاع موفق و مقالة جميلة و قريبة من واقع حياة معظم العراقيين اليومية
دعائي المستمر ان يحفظ الباري عز و جل اهلنا في العراق من شماله الى جنوبه
وفقكم الله لكل الخير

اختكم
نوار

عبدالوهاب محمد الجبوري
24/09/2008, 11:05 PM
الاخت العزيزة نوار .. وفقك الله ورعاك وحياك واهلا وسهلا بك ، وللعلم استلمت رسالتك وساقوم بعون الله بالذهاب الى كلية الزراعة للاستفسار عما رغبت وانا الممنون ..
حياك الله ورعاك وكل عام وانت بخير