المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مَرثـيَّةٌ لأمـيرةِ " بابل " - شعر : د. شاكر مطلق



الدكتور شاكر مطلق
21/09/2008, 09:49 AM
مَرثـيَّةٌ لأمـيرةِ " بابل "


د. شاكر مـطـلق


هَبَطَ الظّلامُ على المَراعي

والأميرةُ في غِيابْ

لا ثورُها البرّيُّ آبَ

ولا أتى منها سَلامٌ

لا أتى منها جوابْ ...



أينَ الأميرةُ يا وعولٌ

تائهاتٌ في الضّبابِ

ويا طيورٌ في السَّحابْ ؟

قِرْطُ الأميرةِ مَن رآهُ

مُعلّقاً قِنديلَ ماسٍ

في السّماءِ أو السّرابِ

ومَن رأى عِقْـدَ الأميرةِ

في المروجِ مُـكَسَّراً

ومُبَـعثراً فوق التّرابْ ؟ ...



خطُواتُها في العشبِ تَبدو ا

سائراتٍ في ثَـباتٍ

نحوَ قَـعْر الهَاويهْ

وهناكَ ثوبٌ في العَراءِ

مُضرَّجاً مثْلَ الفَـضاءِ

معلّقاً فوقَ الصّخورِ

كرايةِ العشّاقِ مالتْ

نحو شمسٍ في الغِـيابْ ...



يا سيّدَ الأحزانْ عُـدْ

" تمّوزُ " لو تأتي إلينا

بالثِّمارِ وبالمَطرْ

جفَّتْ يدانا في ابتِـهالٍ

للغيومِ وللحجَرْ

من دونِ أنْ يأتي رغيفٌ

أو تَباشيرُ الفَـرحْ

وهناكَ يَرتَجفُ القُزَحْ

كالرُّوح ِ في الثّورِ الجَريحِ

على الدّروبِ الموحِلاتِ

يَخِبُّ في صمْتِ المَساءِ

بلا نَديمٍ أو قمَرْ

يَمْضي إلى حُـلُمٍ عبَرْ

ووراءَهُ تَعدوا ذئابٌ

مَزّقَتْ ثوبَ النّـخيلِ

تَناهَبَتْ إرْثَ القـَتـيلْ ...



قِرْطُ الأميرةِ مثلُ " بابلَ "

ضائعٌ بَلْ مُغْتصَـبْ

فعَـلامَ لا تحنو علينا

أيّـها الرّبُ الجَميلُ

تُعيدُ للثورِ المراعي

وتُعيدُ " ذاكرةَ القَصبْ " ؟...



أتَرى سـتأتينا الأميرةُ

فوقَ مُهرٍ مِنْ رياحٍ

- في رداءِ الأرْجُوانِ -

إلى طقوسِ الخِصْبِ صارَتْ

طَـعنةً في الخَاصرهْ

وجِنازةً للأفعُوانْ

مِن بَـعدِ أنْ كنّا وكانْ

نحمي دروبَ " النّاصرهْ "

والثّورَ في " دارِ السّلامْ " ؟...



طالَ انتظارُكَ يا حبيبُ

ولَمْ يجيءْ إلاّ الخَرابُ

وما تلاه مِنَ الذّئابْ

فعَلامَ لا تأتي إلينا

أيّها الرّبُّ الجميلْ ؟

قارِبْ قليلاً كيْ نَراكَ

ولو قتيلاً في الصّليبْ

فلعلَّ أجراسَ المعابدِ

توقظُ الزّمنَ القديمَ

وأُسْـدَ " بابلَ " والنّمورْ

لتُعيدَ للقلبِ الحُبورْ

وتُعيدَ للمرجِ الحبيبَ

مُطهّراً ومُخَلّصاً

مثلَ القصائدِ والتُّرابْ

وتُباركَ الأبطالَ في صمْتِ القبورْ ...

حمص – تل الشور 25/ 10 / 2006


E-Mail:mutlak@scs-net.org