المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للجنرال" ذياب العلي" غزة ترقص بين يديك



د. فايز صلاح أبو شمالة
21/09/2008, 02:49 PM
للجنرال "ذياب العلي" غزة ترقص بين يديك

د. فايز أبو شمالة
غزة هاشم تذوب شوقاً إليك يا سيادة اللواء ذياب العلي، يا قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني، غزة هاشم تتلهف إلى لقاء المنتصرين أمثالك الذين أذاقوا العدو الصهيوني كأس المذلة، والمهانة، غزة هاشم في انتظار عودتك المظفرة على رأس القوات الفلسطينية، فاتحاً، مكللاً بالغار، فأمثالك تاجٌ على رأس أهل غزة، وأنت تدخل ربوعها محرراً، مطهراً شوارعها من ظلم [حماس]، وقهر [حماس] التي أقامت 4486 وحدة سكنية في القدس العربية منذ مؤتمر أنابولس، [حماس] التي تقيم 609 حاجزاً تمزق الضفة الغربية إلى أربع كنتونات، [حماس] التي أقامت 723 كيلومتراً جداراً عنصرياً فاصلاً بين الفلسطيني وأرضة في الضفة الغربية، [حماس] التي تقوم بحفر ثلاثة أنفاق تحت البلدة القديمة في القدس، [حماس] التي تحاصر قطاع غزة، وتغلق المعابر، إنها [حماس] التي تعتقل أحد عشر ألف أسير فلسطيني في سجن نفحة، وإيشل، وبئر السبع، وسجن عسقلان، إنها [حماس] التي اغتصبت فلسطين سنة 1948، وطردت ملايين الفلسطينيين إلى الأردن، ولبنان، ومصر، والعراق، حتى هندوراس، وهي التي تمزق مدينة خليل الرحمن، وتدوس مقدسات المسلمين بالأحذية، إنها [حماس] التي تقتحم كل يوم مدن رام الله، ونابلس، وجنين، تقتل، وتأسر، وتدمر ـ دون أن تتحرك قواتك الفلسطينية ـ وهي التي قامت بتصفية عشرات الكفاءات الفلسطينية في العالم، وهي [حماس] التي دمرت المفاعل النووي في العراق، وتتآمر على المسلمين من باكستان حتى السودان، إنها [حماس] التي دمرت بيروت سنة 1982، وطردت الثورة الفلسطينية، وجمعت الأسرى الفلسطيني في شبك، ونقلتهم بالطائرة كالأغنام، هي [حماس] المجرمة التي قامت بالمذابح في قرية "دير ياسين، والسموع، وقانا، وبحر البقر، وكفر قاسم، وغيرها الكثير"، إنها [حماس] التي قتلت الشهيد أبو عمار مسموماً، محاصراً في المقاطعة، وهي حماس التي اغتالت الشهيد أحمد ياسين، وأبو علي مصطفى، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وهي حماس التي ما زالت تعتقل مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وأنها "حماس" التي تمتلك مئات القنابل النووية المعدة للقضاء على نسل كل عربي يتحرك ضدها، وتقصف طائراتها كل مكان لا يخضع لسيطرتها في الوطن العربي، إذا كانت هذه أفعال "حماس" التي ستحاربها، وستعيدها إلى حظيرة نفوذك، فثق أن كل الفلسطينيين جنود تحت أمرتك، والويل "لمحمود لزهار، وخالد مشعل، وإسماعيل هنية، وسعيد صيام إذا كانت تلك أفعالهم.
غزة هاشم تصطف خلفك يا قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني إذا كانت نواياك محاربة كل من مارس الإرهاب المذكور ضد الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية، وأظنك عاقل لا تجهل العنوان، وما نقلته صحيفة "هآرتس" العبرية على لسانك لا يهدف إلا إلى التشكيك بوطنيتك، وتشويه صورتك، ووضعك في مصاف العملاء، الذين تمت تصفيتهم في زمن الثورة الفلسطينية بسبب تعاونهم مع إسرائيل.
لقد تعمّدتُ الرجوع إلى النسخة العبرية من صحيفة " هآرتس" للتأكد من صحة ما نسب إليك، خشية أن يكون المترجم قد نسب إليك ما لم تقله، فقرأت بالعبرية التالي:
وصفت صحيفة "هآرتس" مائدة طعام إفطارك مع ثلاثين من ضباطك، والتي كانت تعج بكل طيب، من لحم الضأن إلى الأسماك، إلى كل أنواع السلطات، وذكرت الصحيفة بأن طعامك أفضل بكثير من طعام نظيرك في الجيش الإسرائيلي، وهذا أول أفضلية للقوات الفلسطينية على الجيش الإسرائيلي، ثم ذكرت الصحيفة أنك من مواليد "صفد" أي أنك لاجئ فلسطيني طردتك الدولة العبرية شخصياً، وطردت عائلتك سنة 1948 من كل فلسطين، ثم وصفتك بقائد لعدد 7500 جندي يتدربون على مكافحة الإرهاب ـ فقط ـ، وقد أعربت لهم عن غضبك، وشكواك من إسرائيل لأنها تحدد حركة قواتك في الضفة الغربية، ولم تزودك بمزيد من السلاح ـ وهنا أخشى عليك من الشعب الفلسطيني بأن يشبهك بالعميل "انطوان لحد" الذي تسلح من إسرائيل في الجنوب اللبناني قبل أن ينتصر عليهم جميعاً حزب الله ـ وأنت أكبر من أن توصف بالعمالة، ولا نرضى ذلك إليك، ولا ترضاه لنفسك
ونقلت عنك الصحيفة قولك: بيننا وبين إسرائيل تعاون، وقد أحبطنا هذه السنة عشرات العمليات ضد القوات الإسرائيلية، واعتقلنا عدة خلايا ـ فدائية فلسطينية ـ كانت تعتزم العمل ضد إسرائيل، وأقمنا قيادة موحدة لمنع عناصر حماس من التسلل إلى مناطق نفوذنا، ونقلت الصحيفة: أنك تفاخرت باعتقالك الأسبوع الماضي عنصرين لحماس عجزت إسرائيل عن الإيقاع فيهما، وأنك في حربك ضد حماس تحتاج لموافقة إسرائيل.
هذا كلام خطير يا سيادة اللواء، وتشويه مقصود ضدك، وضد السلطة الفلسطينية، فعليك تكذيب الخبر المدسوس، والكلام المنسوب إليك، لأنه يهين كل فلسطيني، ويحقر تاريخ الثورة الفلسطينية أمام العرب، والعالم، ويعمق حفرة الشهداء خجلاً، ويوجع ألاف الأسرى.
عليك نفي الكلام يا سيادة اللواء، وإلا تكون قد أعلنت عن نفسك عميلاً لإسرائيل، وهذا ما لا نرتضيه، وما لا ترضاه، ولا ترضاه عائلتك، ولا أبناؤك، وبناتك، ولا زوجتك، ولا يرضاه فلسطيني، لأن شعب المقاومة قد أصدر حكماً بالموت على كل من يتعاون مع إسرائيل، ونهايته محتومة بالخزي والعار.
غزة هاشم تفرد شعرها تحت أقدامك يا سيادة الجنرال "ذياب العلي"، غزة هاشم تفتح صدرها للهواء الذي تشبع من رائحتك الوطنية، وتحن لأمثالك زاحفاً لتحرير القدس.

د. فايز صلاح أبو شمالة
10/10/2008, 01:54 AM
أخي عامر العظم،
تحية وتقدير
لماذا قل قراء هذا الموضوع رغم أهميته،
لقد عاود اللواء المكذور وصرح اليوم بأنه ضد مقتل اليهود، والإسرائيليين، وأن الثورة الفلسطينية لم تخرج إلا قتله؟
بربك هل هذا لواء عربي، أم عبري؟
د. فايز أبو شمالة

رجا عبد الحق
10/10/2008, 10:15 PM
أشكرك يا دكتور على المقال القوي.
و لكن ماذا نقول و ماذا نفعل، كل هذا و لا أحد يتجرأ على إقافه عند حده، او على الاقل عمل شيء ضده، و الناس لسى تغني لفتح و للسلطة.. أكاد اجزم أن كل مصفقي فتح و السلطة على هذه الشاكلة، و لكن ليس لديهم الجرأة و القوة الذي يتمتع به "قائدنا المغوار دياب العلي" الذي قال للصهاينة "عدونا و عدوكم واحد: حماس"...

الله يرحمك يا ناجي العلي، حيث قال "أخاف أن تصبح الخيانة وجهة نظر..."

د. فايز صلاح أبو شمالة
11/10/2008, 01:33 AM
أحسنت يا رجاء
نتمنى على الجيل القادم أن يأخذ دورة، ويعدل من الواقع القاسي
لك احترامي
د. فايز أبو شمالة

د. محمد اسحق الريفي
11/10/2008, 06:46 AM
أخي الدكتور فايز صلاح أبو شمالة،

مثل اللواء ذياب العلي يحتاج إلى فضح وتعرية، والحمد لله أنه منح كل الأحرار والشرفاء فرصة لفضحه وتعريته، لأن ما يمارسه في الضفة المحتلة هو عمالة للاحتلال الصهيوني بشكل لا جدال فيه، والمصيبة أن تصريحاته الخائبة تأتي بمواكبة الحوار ومحاولة إنهاء حالة الانقسام، وهذا أكبر دليل على خدمته للأجندة الصهيونية.

أدعو إلى حل ما يسمى "الأمن الوطني"، الذي يتعاون مع الاحتلال، ويضطلع بالمهام الأمنية المنصوص عليها في خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تصفية المقاومة وإنهائيها. فعلى الشرفاء والأحرار من أبناء شعبنا الفلسطيني ترك الأجهزة، التي تعمل بأجندة صهيوأمريكية وبتوجيه من الجنرالات الأمريكيين، والانخراط في صفوف المقاومة. إن استمرار هذه الأجهزة وقادتها المتصهينيين لهو دليل على انقلاب في المبادئ والمعايير، إذ أصبح العدو الصهيوني صديق لهؤلاء القادة المتصهينيين وشريك استراتيجي لعباس وجماعته في عملية السلام، أما المقاومة فهي عدوة لعباس وجماعته وأجهزته، وهم جميعا يسعون للقضاء عليها... أليس هذا انقلابا حقيقيا وخروجا عن الصف الوطني وسببا لتعميق حالة الانقسام واستمرارها؟!

شكرا جزيلا لك أخي الدكتور فايز أبو شمالة على هذا الموضوع المهم وعلى تعرية المتصهينيين وفضحهم.

تحياتي وتقديري

حاتم موسى
14/10/2008, 11:06 AM
اجتياح بهدوء ونوم أمني في العسل / بقلم : عيسى قراقع **


صباح الأحد 12/10/2008 حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة واسعة في بيت لحم وحسب الإشاعات: لاعتقال مطلوب، قوات كبيرة مدججة تقف في شوارعنا، تمنع التجوال، تحاصر الناس، تلقى القذائف على المنازل.... اللغة العبرية أقوى من لغة المتنبي...

وفي هذا الصباح، كافة رجال الأمن والشرطة اختفوا من شوارع بيت لحم، حتى لم يتواجدوا أمام المقرات للحراسة كما اعتدنا ان نرى، الجميع في الداخل أو في البيت.

الناس تراقب، تنتظر ان تسفر العملية الإسرائيلية أو في مصطلح الأمن (المهمة الإسرائيلية) عن شهيد أو أكثر وتدمير منزلا محاصرا واعتقالات في صفوف الشبان.

هذا المشهد ليس جديداً، اعتدنا عليه دائماً... هم يدخلون ونحن ننتظر أن نمشي في الجنازة القادمة أو نذهب لنتفقد البيت المنسوف، نلقي خطب وبيانات الإدانة والثأر والاستنكار والغضب ليس أكثر...

بيت لحم مليئة بالعمداء والعقداء والخبراء والمهمين جداً، والتاريخيين جداً الذين لا ينفكون يتحدثون عن ماضيهم الحافل بالبطولات... هؤلاء الأبطال تحولوا في زمن الاحتلال الجديد إلى أرانب مهمتها فقط حفظ النظام الداخلي، وليس لهم علاقة بالخارجي، والمقصود بالخارجي كل قادم من عتصيون أو القدس أو من معسكر إسرائيلي سواء دبابة أو طائرة أو مستوطن أو جندي سائح ومؤخراً البضاعة الفاسدة...

صباح الأحد، تهتز الكرامة، ينزل الشارب الأسود، ترتجف الرتب العسكرية، الناس يجتاحهم الخوف والسؤال، لا ظهر لهم ولا امن داخلي أو خارجي، يعيشون هكذا صدفة أو خطأ يبتدعون أمنهم النفسي كي يبقوا على قيد الحياة...

الخيانة وجهة نظر قالها الشهيد أبو علي إياد قديماً، ولم يكن المطلوب أن نجرد قواتنا للتصدي، حتى لا نزايد على بعض، ولكن القرار السياسي الذي يسمح بدخول جيش الاحتلال على مرآي من سلطة وأجهزة أمن وقوات رائعة، يغتالون أربعة شهداء على مسافة قريبة من مقرات الأجهزة، ويحاصرون المنازل، ويعبثون في بيوت مخيم الدهيشة خلال اعتقال الأطفال الصغار، كل ذلك كفيل أن يعاد النظر في طبيعة الحياة التي نعيشها... فإما أن نكون أسيادا على بعضنا وأبنائنا وممتلكاتنا ولو بالحد الأدنى وإلا فالتذهب هذه الشكليات والعنتريات إلى جحيم الجحيم.

، صباح الأحد، يسأل الناس العاديون (طبعاً همساً) من أوصلنا إلى هذا الحال المخيف... لا نحن سلطة حكم ذاتي ولا نحن تحت احتلال، واقعين ما بين بين، ممنوع أن نرتب حياتنا بما يقتضي مواجهة الاحتلال وممنوع أن نناقش مستقبلنا بما يعاد لنا فقط الكرامة والإنسانية، الإحساس بأننا بشرٌ ككل الناس...

بيت لحم صباح الأحد هادئة، لأن الاجتياح تركز في منطقة محددة... بقية الناس يمارسون حياتهم بشكل طبيعي... السائقون مرتاحون لأنه لا يوجد شرطة في باب الزقاق، شعور بالعجز والذل والهبل، ربما نشعر بالقوة عندما نمارس اعتقالات ضد بعضنا، تتفتق لدينا كل أساليب وافانين الإبداع في قهر بعضنا...

متى تنتهي المهمة الإسرائيلية... لقد بدأت منذ الفجر الباكر... أجهزة الأمن ملت الحشر والانتظار تريد أن تخرج وتمارس دورها وتلبس لباسها العسكري، هي صورة متكررة مملة نازفة، ونحن لا نستحي ولا نخجل، هذا القرار السياسي من فوق أو من تحت أو من أي جهة، هذا هو النظام الجديد، الاحتلال النظيف، الديلوكس الذي يسمح لك أن تتشاطر على أبناء جلدتك، أن تأخذ تصريحاً إلى أي مكان، أن تتاجر وأن تأكل وأن تسرق وأن تمارس هوايتك في كل شيء ماعدا أن تصرخ وتطالب بالكرامة السياسية والوطنية...

اجتياح بهدوء، ونوم أمني في العسل... ضع حق تقرير المصير جانباً... وضع قطف الزيتون جانباً، وعليك أن تتدرب جيداً لإطلاق ألف طلقة على مخيم يحتج على عدم وجود مياه للشرب، وأن نتدرب جيداً على الفهلوة، على الكلام الذي يزيد الفقر فقراً والبطالة اتساعاً والاحتلال تعمقاً في أرواحنا وغرف نومنا، وممنوع أن تناقش... لأن المقاومة سقطت في صحراء غزة والمقاومة سقطت حتى في القصائد، وربما في رثاء الشهداء...

** عضو مجلس تشريعى عن حركة فتح

د. محمد اسحق الريفي
15/10/2008, 04:13 PM
شكرا جزيلا لك أخي حاتم موسى وللنائب عن حركة فتح في المجلس التشريعي عيسى قراقع ولكل الأحرار والشرفاء الذين لا يجاملون ولا ينافقون على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته المصيرية.

تحية مصيرية!

رجا عبد الحق
15/10/2008, 05:02 PM
يا دكتور عضو مجلس فتح" المحترم" غير رأيه بعد يومين و كتب مقالة عكس هذه، يبدو أنه "كان عتبان ع حدى!"...


الحياة ليست هكذا / بقلم : النائب عيسى قراقع
التاريخ: 14 / 10 / 2008 الساعة : 16:54



مرة أخرى يجتاحني سؤال القلق، سؤالنا الجماعي عن الغد الذي لم يأت، المجهول، الغريب، المقلق، إلى أين نحن ذاهبون، سؤال سياسي ضميري، من حقنا أن نعرف هل نحن هنا أم هناك، وهل نحن مقتنعون أن المكان لا زال في مكانه...

الحياة، حياتنا لم تعد قادرة ان تبقى مختبراً لتجارب الإسرائيليين، مستباحون في كل شيء، يتحكمون في نسيج وجودنا، وفي صوغ مصيرنا بطريقة لا تفتقد للعدالة فحسب بل لكل عوامل التغييب للذات، ذاتنا...

من حقنا أن نبحث عن المعنى في واقع صار غريباً، عن أسمائنا في هوية يصادق عليها الإسرائيلي، وفي جواز سفر لا يحترمه حارس الحواجز القادم من المريخ، وفي قطرة ماء لا أشربها، وفي بيت تدق أبوابه بساطير الجنود وقتما شاؤوا...

الحياة ليست هكذا، وليست خبزاً أو كيساً من المساعدات، ليست وظيفة أو ممارسة جميلة للكلام، والحياة كذلك ليست دائماً مفاوضات، الحياة هي الكرامة والشعور الحيوي أننا نعيش من أجل يوم آخر، للشتاء القادم، للصيف القادم، للولد القادم، للزفة والحصيدة ويوم الاستقلال...

لنتخلّص من شعور الضحية، لأننا ولدنا هنا أسياداً وأحراراً ولنتخلص من شعور العاجز الضعيف لأن في ذاكرتنا وتاريخنا من القوة ما يكفل نشيد حرية لكل المظلومين في العالم...

ليس هذا الواقع بحاجة إلى مزيد من الشكوى، ولا يستحق بالطبع أي ثناء، وليس المطلوب منا أن نطهر ذاكرتنا من لغتنا الأولى ولا تعديل حكايتنا التاريخية للاعتذار عن مسيرتنا، ما دام الاحتلال المعلن والرسمي والمبطن جاثماً على حياتنا، وما دامت المستوطنات تقطع جسد الأرض وتبتلعها، وما دام الحصار يهبط من سؤالنا الوطني إلى بداية الوجود، وما دمنا محرومين من ممارسة حقنا المقدس في السيادة والحياة الإنسانية العادية.

فليس السلام سجناً أو معسكر اعتقال، وليست السلطة التي بنيناها أملاً وحلماً نقابة لإدارة شؤون السجناء، وليس الوطن مشهداً طبيعياً للزيارة العابرة، وليست أرضنا مشاعاً لحرس الحدود والمستوطنين...

ليس مسموحاً لأحد أن يعيدنا إلى الوراء، أن يصنع نفسيتنا كيفما يشاء، وليس مسموحاً لأحد أن يكرس الضحية محل البطل...

في تجربتنا الوطنية ما يحفزنا على الإيمان العنيد بأن من استطاعوا الصمود الفذ في معارك الدفاع عن هويتهم ووطنهم في الحروب الخاسرة قادرون على الإمساك بمستقبلهم في السلام الخاسر...

وعندما كتبت عن الاجتياح الهادئ والنوم الأمني في العسل، حدث ضجيج وغضب على ما كتبته، وكنت أحاول أن أبحث عن علاقتنا مع هذا الواقع مقتنعاً أن شعباً صغيراً أعزل لا يملك من أسباب القوة ما يضاهي طغيان الأعداء قادر بوعيه وإنسانيته وأخلاقه أن يصنع التوازن ويمنع أن نتحول إلى مجرد عبيد لا كرامة ولا سيادة لنا.

لا أقبل أن يتحول أصدقائي العاملون في أجهزة الأمن ومؤسسات السلطة إلى مجرد موظفين، هم خريجو السجون والانتفاضات، هم الذين صاغوا دولة السجون وزرعوا أرض سجن النقب بالإرادات، هم الدولة القادمة، إنني قلق على نظام جديد، أمريكي إسرائيلي يحاول أن يفرغ المعنى من المفهوم، ويقنعنا أن نكتفي بالوهم لا بالحرية...

نحن جديرون بأحلامنا الأولى، وأوفياء لمبادئنا، ولا اقصد أن أمس أي شخص لا سمح الله، فقد كنت أحاول أن أغضب على الذين يريدون إسقاط هيبة البطل أمام أبناء شعبه، يقوضون تلك الأحلام، يبعثرون أمانيه، ليتركوه في حيرة.

وأشفق على الذين تقيدوا حتى تعبوا في سطور المقال، كأنهم نسوا ما فعلوا في غزة ابتداء من الانقلاب حتى إسقاط المقاومة في هدنة هزيلة لا يستوي فيها الحي مع الميت في تكتيك الصراع.

وأقول للغاضبين، فنحن بحاجة إلى قليل من الغضب، إلى مناقشة حادة، كي يطل علينا، هي الحقيقة، نحن شركاء، قد نختلف وقد نتفق ولكن لا يمكن أن نختلف حول الحفاظ على هويتنا وكرامتنا.

إن تربيتي في حركة فتح علمتني الجرأة والنقد وأن أبحث عن الأجمل والأحلى لهذه الحركة ولهذا الوطن العزيز، وتربيتي علمتني أن أضع الوطن نصب عين لا مصالح ضيقة وهزيلة... ولا أكترث للذين يصطادون في الماء العكر ويحاولون أن يشغلونا عن الأولويات الوطنية...

نحن لم نولد من أجل أن نبقى مشغولين في صراع على سلطة مقيدة، لم نعش حتى يصدر مفتي قراراً بشطب التاريخ والناس وإعلان إمارة بين الرمل والحصار نحن ولدنا كي نكون، ككل البشر أحراراً، وفي المعارك غير المتكافئة لا يبقى سوى سلاح الكرامة، ليس من حق شلومو في عتصيون أن يهين رتبة ضابط أو يذل جندي فلسطيني، ليس من حق مستوطن أن يعربد في حقول الزيتون ما دمنا على قيد الحياة.

وما دمنا في سلطة معترف بها دولياً، وأنشئت بقرار سياسي، ما قيمة هذه السلطة التي يستبيحها الإسرائيليون يومياً...

لنقل لا، مر وقت كثير كي يأخذ العالم فرصة، قبلنا أن نقسم الوطن إلى مجمعات، وقلنا هذا مؤقت، وقبلنا بخارطة الطريق ورؤية بوش لعل العالم يصحو ويدرك أن السلام على هذه الأرض هو مصلحة مشتركة... فوجدنا أخيراً أنفسنا في معازل، حولنا جدار بشع، ومستوطنات وصلت غرف نومنا، حتى لم نعد نملك شيئا سوى الشكليات والمظاهر....