فرح حمداوي
21/09/2008, 06:33 PM
ما هي الهواية ؟
بعد ﺃﻦ ﺃتم ٳياد مشاهدة فيلم وثاﺌقي عن صيادي السمك , صاح ﺒﺃعلى صوته : لقد قررت ﺃن ﺃصبح صياد سمك .
وصل الخبر الرهيب ٳلى المدرسة , فلم يتقبله ﺃحد من زملاﺌﻪ . حتى راشد الذي كان يهوى صيد السمك . و بعد نقاش حاد صمت له اﻵذان وصلوا ٳلى شيء واحد هو ﺃنهم لم يصلوا ٳلى شيء .
ضرب سعدون كفا بكف و قال : لقد حار و حيرنا معه , اﻷسبوع الماضي قال لنا ﺃنه يريد ﺃﻦ يصبح ميكانيكيا و البارحة قال ﺃنه يريد ﺃﻦ يكون راﺌد فضاء و اليوم يغير رﺃيه بكل بساطة ؟ هذا غير معقول .
ﺃعقبت رويدة : يغير رﺃيه ﻷنه ﺃصلا ليس مقتنعا بهذه المهن , فلا تستغربوا ٳﻦ جاء غدا و قال ﺃنه سيصبح خبازا ﺃو حدادا ﺃو حتى جامع ﺃزبال .
ﺃما رنيم التي ظلت صامتة طول اليوم فقد قالت : سنتظاهر ﺒﺃننا لم نسمع الخبر , حتى نتيقن من صحته , و على كل الله يستر على الصيادين .
لم يكن ٳياد طفلا مشاكسا ﺃو مشاغبا , بل على العكس كان مثالا ﻟﻺ نضباط و الرزانة و التروي في حديثه , و عيبه الوحيد هو ﺃنه كلما سمع معلومة عن مهنة من المهن قررﺃن يمارسها مستقبلا .
في صباح اليوم التالي خرج ٳياد قاصدا مدرسته . كان نشيطا مفعما ﺒﭐلحيوية كعادته , ﺃمضى ساعة الدرس منتبها , مركزا على شرح معلمته و منتظرا جرس اﻹستراحة على ﺃحر من الجمرحتى يخبر ﺃصدقاﺌﻪ ﺒﭐلقرار المصيري الذي ﭐتخذه . و ما ٳﻦ دق جرس اﻹستراحة معلنا نهاية الدوام المدرسي حتى ذهب ٳلى زملاﺌﻪ و قال لهم : ﺃتدرون ما جديد الساعة ؟
ﺃجاب سعدون : تريد ﺃﻦ تصبح ساعاتيا ؟
قال ٳياد ﺒﭐعتزاز: بل صياد سمك .
راشد : ليس من السهل ﺃﻦ تصبح صيادا و ﺃنا ﺃؤكد لك ﺃنك سوف تغير رﺃيك عما قريب .
عاد ٳياد ٳلى منزله و هو في قمة التعاسة و اﻹحباط . لاحظت ﺃمه تعابير وجهه المعبرة و الناقلة لما يدور في خلده ... جبين مقطب ... عينان زاﺌغتان تكادان ﺗﻤﺘﻠﺌان ﺒﭐلدموع و نبرات صوت متقطع لا يكاد يسمع .
ﭐستفسرت والدته عن السبب في شحوب وجهه و غياب ﭐبتسامته المعهودة عن محياه , ﻔﺃخبرها بما حدث معه في المدرسة . ﭐبتسمت ﺃم ٳياد ﭐبتسامة صغيرة ثم قالت : ﺃنت ٳذن لا تفرق بين المهنة و الهواية .
- و ما هي الهواية ؟
- ٳﺴﺃل نفسك تجد الجواب .
هرول ٳياد نحو غرفته ووقف ﺃمام المرﺁة ثم بدﺃ ﯿﺴﺃل نفسه بصوت مرتفع :ما هي الهواية يا ٳياد ؟
- الهواية شيء تهواه
- و ماذا تهوى يا ٳياد ؟
- ﺃهوى صيد السمك و صنع اﻷشياء الميكانيكية و غيرها كثير .
- و ما هي المهنة يا ٳياد ؟
- المهنة تتخذ وسيلة لكسب لقمة العيش , قد تهواها و قد تمارسها دون طيب خاطر .
و هنا صاح ٳياد في سرور : و ﺃخيرا وجدتها .
و من ثم قرر ٳياد ﺃلا يغير هواياته كل مرة و ﺃن ينتقيها بدقة و تركيز . ﺃما مهنة المستقبل فسيتركها لوقتها . و فورا ذهب ٳياد ٳلى ﺃمه و ﺃخبرها ﺒﺃنه يريد دعوة ﺃصدقاﺌه ٳلى منزله حتى يعتذر منهم و يخبرهم ﺒﺃنه ﺃقلع عن تصرفاته العجيبة . فوافقت ﺃمه في الحال,بل و ﺃخبرته ﺃنها ستحضركعكة لذيذة ﭐحتفالا بهذه المناسبة . و ما ٳن فتح ٳياد باب منزله حتى وجد ﺃصدقاﺌه يهمون بطرق الباب .
صاح ٳياد : يا محاسن الصدف ! فعلا رب صدفة خير من ﺃلف ميعاد .
و بعد ﺃن تصالح ٳياد مع ﺃصدقاﺌه جلسواجميعا لمشاهدة فيلم وثاﺌقي عن المحار و الغواصين الذين يبحثون عنه في ﺃعماق البحار . و ما ٳن ﭐنتهى عرض الفيلم الوثاﺌقي حتى صاح ٳياد : لقد قررت ﺃن ﺃكون ...
قاطعه ﺃصدقاؤه قاﺌلين : ليس ثانية يا ٳياد
ﺃجاب ٳياد: طبعا لا ... ليست مهنة , ٳنما هواية .
بعد ﺃﻦ ﺃتم ٳياد مشاهدة فيلم وثاﺌقي عن صيادي السمك , صاح ﺒﺃعلى صوته : لقد قررت ﺃن ﺃصبح صياد سمك .
وصل الخبر الرهيب ٳلى المدرسة , فلم يتقبله ﺃحد من زملاﺌﻪ . حتى راشد الذي كان يهوى صيد السمك . و بعد نقاش حاد صمت له اﻵذان وصلوا ٳلى شيء واحد هو ﺃنهم لم يصلوا ٳلى شيء .
ضرب سعدون كفا بكف و قال : لقد حار و حيرنا معه , اﻷسبوع الماضي قال لنا ﺃنه يريد ﺃﻦ يصبح ميكانيكيا و البارحة قال ﺃنه يريد ﺃﻦ يكون راﺌد فضاء و اليوم يغير رﺃيه بكل بساطة ؟ هذا غير معقول .
ﺃعقبت رويدة : يغير رﺃيه ﻷنه ﺃصلا ليس مقتنعا بهذه المهن , فلا تستغربوا ٳﻦ جاء غدا و قال ﺃنه سيصبح خبازا ﺃو حدادا ﺃو حتى جامع ﺃزبال .
ﺃما رنيم التي ظلت صامتة طول اليوم فقد قالت : سنتظاهر ﺒﺃننا لم نسمع الخبر , حتى نتيقن من صحته , و على كل الله يستر على الصيادين .
لم يكن ٳياد طفلا مشاكسا ﺃو مشاغبا , بل على العكس كان مثالا ﻟﻺ نضباط و الرزانة و التروي في حديثه , و عيبه الوحيد هو ﺃنه كلما سمع معلومة عن مهنة من المهن قررﺃن يمارسها مستقبلا .
في صباح اليوم التالي خرج ٳياد قاصدا مدرسته . كان نشيطا مفعما ﺒﭐلحيوية كعادته , ﺃمضى ساعة الدرس منتبها , مركزا على شرح معلمته و منتظرا جرس اﻹستراحة على ﺃحر من الجمرحتى يخبر ﺃصدقاﺌﻪ ﺒﭐلقرار المصيري الذي ﭐتخذه . و ما ٳﻦ دق جرس اﻹستراحة معلنا نهاية الدوام المدرسي حتى ذهب ٳلى زملاﺌﻪ و قال لهم : ﺃتدرون ما جديد الساعة ؟
ﺃجاب سعدون : تريد ﺃﻦ تصبح ساعاتيا ؟
قال ٳياد ﺒﭐعتزاز: بل صياد سمك .
راشد : ليس من السهل ﺃﻦ تصبح صيادا و ﺃنا ﺃؤكد لك ﺃنك سوف تغير رﺃيك عما قريب .
عاد ٳياد ٳلى منزله و هو في قمة التعاسة و اﻹحباط . لاحظت ﺃمه تعابير وجهه المعبرة و الناقلة لما يدور في خلده ... جبين مقطب ... عينان زاﺌغتان تكادان ﺗﻤﺘﻠﺌان ﺒﭐلدموع و نبرات صوت متقطع لا يكاد يسمع .
ﭐستفسرت والدته عن السبب في شحوب وجهه و غياب ﭐبتسامته المعهودة عن محياه , ﻔﺃخبرها بما حدث معه في المدرسة . ﭐبتسمت ﺃم ٳياد ﭐبتسامة صغيرة ثم قالت : ﺃنت ٳذن لا تفرق بين المهنة و الهواية .
- و ما هي الهواية ؟
- ٳﺴﺃل نفسك تجد الجواب .
هرول ٳياد نحو غرفته ووقف ﺃمام المرﺁة ثم بدﺃ ﯿﺴﺃل نفسه بصوت مرتفع :ما هي الهواية يا ٳياد ؟
- الهواية شيء تهواه
- و ماذا تهوى يا ٳياد ؟
- ﺃهوى صيد السمك و صنع اﻷشياء الميكانيكية و غيرها كثير .
- و ما هي المهنة يا ٳياد ؟
- المهنة تتخذ وسيلة لكسب لقمة العيش , قد تهواها و قد تمارسها دون طيب خاطر .
و هنا صاح ٳياد في سرور : و ﺃخيرا وجدتها .
و من ثم قرر ٳياد ﺃلا يغير هواياته كل مرة و ﺃن ينتقيها بدقة و تركيز . ﺃما مهنة المستقبل فسيتركها لوقتها . و فورا ذهب ٳياد ٳلى ﺃمه و ﺃخبرها ﺒﺃنه يريد دعوة ﺃصدقاﺌه ٳلى منزله حتى يعتذر منهم و يخبرهم ﺒﺃنه ﺃقلع عن تصرفاته العجيبة . فوافقت ﺃمه في الحال,بل و ﺃخبرته ﺃنها ستحضركعكة لذيذة ﭐحتفالا بهذه المناسبة . و ما ٳن فتح ٳياد باب منزله حتى وجد ﺃصدقاﺌه يهمون بطرق الباب .
صاح ٳياد : يا محاسن الصدف ! فعلا رب صدفة خير من ﺃلف ميعاد .
و بعد ﺃن تصالح ٳياد مع ﺃصدقاﺌه جلسواجميعا لمشاهدة فيلم وثاﺌقي عن المحار و الغواصين الذين يبحثون عنه في ﺃعماق البحار . و ما ٳن ﭐنتهى عرض الفيلم الوثاﺌقي حتى صاح ٳياد : لقد قررت ﺃن ﺃكون ...
قاطعه ﺃصدقاؤه قاﺌلين : ليس ثانية يا ٳياد
ﺃجاب ٳياد: طبعا لا ... ليست مهنة , ٳنما هواية .