علاء الدين حسو
14/12/2006, 10:23 AM
دين....
عاودني مشهد العقوبة كشريط فيلم سينمائي بعد عشر سنين. لما رأيتها عصرا,عند الإشارات الضوئية.على الرصيف المقابل. تستند على طفلين كعكازين. يساعدانها على حمل الذي في بطنها ...يومها قال لي الرقيب المسؤول عن الأغرار, والمكلف بتنفيذ العقوبة:
- لقد أصدر العميد قرار العقوبة لتخلفك عن الالتحاق بالقطعة بعد إجازة نهاية الدورة...
وابتسم في وجهي وهمس:
-أرأيت... أنا الأمر الناهي هنا... إن شئت عفوت عنك, وإن شئت عاقبتك.
اختلست نظرة أخرى. فرايتها تتصنع الحديث مع ولديها. تلتفت يمينا تارة ،وشمالا تارة اخرى ، تبطئ عند التقائها بنظري .وكأني رأيت خفقان صدرها يذكراني عندما قالت لي يوم انفردت بها :
-أنا عبدة بين يديك .. أطفئ نار قلبي..
أخرجت سيجارة أشعلته.ا مراقبا زمن بدء فتح إشارة المشاة..ونفثتها بنفس الطريقة التي اخرج الرقيب الدخان من صدره، وهو يتفحص جسدي حينما باشرت في نزع ملابسي استعدادا للعقوبة المقررة ..
نظرت إليها ،ولعقت لساني تماما مثل تلك الليلة. وأنا اتامل نهديها اللذان اندلقا من تحت حمالة الصدر. يصرخان في وجهي كصراخ الرقيب آمرا:
-منبطحا.. جاثيا .. كواع وركب...
كنا طلابا وكانت رحلة للتعرف على الجسر الروماني شمالي حلب ،استطعنا التفرد وسط غابة من الشجر ,على ضفاف نهر عفرين..لم تكن رحلة علمية بقدر ما رحلة لتأمين مكان نتحرر فيها من القيود ..كنا نكتشف بعضنا ..نغوص بالجزء المخفي عنا ..وكانت اشد توقا مني ..ولكني تمنعت ..ورميت نفسي في النهر اطفئ ناري، وان ندمت على رفضه فيما بعد.. خاصة ليالي خدمة العلم ..
فتحت الإشارة ومررنا باتجاهين متعاكسين فابتسمت كأنها تشكرني يوم رفضي عرضها وسترعرضها .. كابتسامتي للرقيب حين شاهدته صدفة قبل عام، كشكر عن اكتفائه بالصراخ،كي يسمع القائد دون أن أنفذ العقوبة.. .
ترى هل أحست بالحنان لتلك اللحظة مثلما حننت إلى ذلك الدفء لما دثرني الرقيب بجا كيته بعد ابتعادنا عن مكان خلع ملابسي والتهرب من مكتب العميد........
18/12/2005
عاودني مشهد العقوبة كشريط فيلم سينمائي بعد عشر سنين. لما رأيتها عصرا,عند الإشارات الضوئية.على الرصيف المقابل. تستند على طفلين كعكازين. يساعدانها على حمل الذي في بطنها ...يومها قال لي الرقيب المسؤول عن الأغرار, والمكلف بتنفيذ العقوبة:
- لقد أصدر العميد قرار العقوبة لتخلفك عن الالتحاق بالقطعة بعد إجازة نهاية الدورة...
وابتسم في وجهي وهمس:
-أرأيت... أنا الأمر الناهي هنا... إن شئت عفوت عنك, وإن شئت عاقبتك.
اختلست نظرة أخرى. فرايتها تتصنع الحديث مع ولديها. تلتفت يمينا تارة ،وشمالا تارة اخرى ، تبطئ عند التقائها بنظري .وكأني رأيت خفقان صدرها يذكراني عندما قالت لي يوم انفردت بها :
-أنا عبدة بين يديك .. أطفئ نار قلبي..
أخرجت سيجارة أشعلته.ا مراقبا زمن بدء فتح إشارة المشاة..ونفثتها بنفس الطريقة التي اخرج الرقيب الدخان من صدره، وهو يتفحص جسدي حينما باشرت في نزع ملابسي استعدادا للعقوبة المقررة ..
نظرت إليها ،ولعقت لساني تماما مثل تلك الليلة. وأنا اتامل نهديها اللذان اندلقا من تحت حمالة الصدر. يصرخان في وجهي كصراخ الرقيب آمرا:
-منبطحا.. جاثيا .. كواع وركب...
كنا طلابا وكانت رحلة للتعرف على الجسر الروماني شمالي حلب ،استطعنا التفرد وسط غابة من الشجر ,على ضفاف نهر عفرين..لم تكن رحلة علمية بقدر ما رحلة لتأمين مكان نتحرر فيها من القيود ..كنا نكتشف بعضنا ..نغوص بالجزء المخفي عنا ..وكانت اشد توقا مني ..ولكني تمنعت ..ورميت نفسي في النهر اطفئ ناري، وان ندمت على رفضه فيما بعد.. خاصة ليالي خدمة العلم ..
فتحت الإشارة ومررنا باتجاهين متعاكسين فابتسمت كأنها تشكرني يوم رفضي عرضها وسترعرضها .. كابتسامتي للرقيب حين شاهدته صدفة قبل عام، كشكر عن اكتفائه بالصراخ،كي يسمع القائد دون أن أنفذ العقوبة.. .
ترى هل أحست بالحنان لتلك اللحظة مثلما حننت إلى ذلك الدفء لما دثرني الرقيب بجا كيته بعد ابتعادنا عن مكان خلع ملابسي والتهرب من مكتب العميد........
18/12/2005