المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهات متأخرة حول بعض الأساليب البلاغية المتقدمة في القرآن الكريم !!



طه خضر
22/09/2008, 05:27 PM
أثار هذه المسألة كاتب قبطي موتور دأب على مهاجمة القرآن الكريم والقول بأنه يغص بالأخطاء اللغويّة الجسيمة، وقد وعدناه بالرد على ترهاته التي أجاد كهنة القبط حشوها في عقله الخرب، .. وهذا بعض ما احتج به ذلك العـِلج:

البقرة 2: 177 “لَيْسَ َالْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ ;(صوابه: أن تؤمنوا) ;بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى ;(صوابها: وتؤتوا) ;الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الْرِّقَابِ وَأَقَامَ ;(وصوابها: وتقيموا) ; الصَّلَاةَ وَآتَى ;(وصوابها: وتؤتوا) ; الّزَكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ ; (صوابه: والصابرون معطوف على والموفون ) ; ; فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ .

- 2 - آل عمران 3: 59 “إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ; (وصوابه كن فكان).

- 3 - النساء 4: 162 “لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ;(صوابه: والمقيمون) ; وَالْمُؤْتُونَ الّزَكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ .

- 4 - المائدة 5: 38 “وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ; (والصواب: يديهما)

- 5 - المائدة 5: 69 “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ;(وصوابه: والصابئين) ; وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ; رغم أنها جاءت بطريقة صائبة في البقرة 62 والحج 22: 17.

- 6 - الأعراف 7: 160 “وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً ; (وصوابه: اثني عشر سبطاً).

- 7 - طه 20: 63 “إِنْ هَذَانِ ;(وصوابه: هذين) ; لَسَاحِرَانِ .

- 8 - الأنبياء 21: 3 “وَأَسَرُّوا ;(وصوابه: أسرّ) ;النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا .

- 9 - الحج 22: 19 “هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ; (صوابه: اختصما في ربهما).

- 10 - الحجرات 49: 9 “وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ; (صوابه: اقتتلتا).

- 11 - المنافقون 63: 10 “رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ; (صوابه: فأصدّق وأكون).

- 12 - ومما فيه مراعاة للسجع قوله: “سَلاَمٌ عَلَى إِلْيَاسِينَ ; (وصوابها: الياس) الصافات 37: 130. وقوله “وَطُورِ سِينِينَ ; (وصوابه: طور سيناء) التين 95: 2.




هذه المسألة نوجهها للغويي واتا الأستاذ عبد المجيد العرابلي والأستاذ أبو هواش والشاعر هلال الفارع والحاج بونيف علنا نجد لديهم ما نخرس به ذلك الأفاق المُخرّف!!

معتصم الحارث الضوّي
22/09/2008, 05:56 PM
أخي الغالي طه
وأنا معكم من المنتظرين، والواقع أن هذه المسائل اللغوية قد تسبب بعض البلبلة حتى لدى المسلمين، وخاصة ضعيفي البضاعة اللغوية (من أمثالي)، ولذا فإن توضيحها وإجلاء دقائقها مهمة جليلة.

لك فائق تقديري ومودتي

إبراهيم عوض
22/09/2008, 06:23 PM
الأخوان الكريمان، رمضان كريم، وبعد فلى كتاب يغطى تغطية مفصلة كل هذه الشبهات التى جمعها هؤلاء المناحيس المتاعيس الذين يغضب بعض المنتسبين إلى الإسلام إذا رد عليهم أحد وأفحمهم وحشا أفواههم مما تحت أرجلهم بينما لا يهتمون بما يوجهه هؤلاء الكلاب من شتائم وبذاءات إلى الله ورسوله وكتابه. وكان هؤلاء المبشرون قد جمعوا كل هذه الشبهات التى تدل على جهلهم وضحالتهم فى كتاب بعنوان "هل القرآن معصوم؟"، أما عنوان كتابى الذى يرد على جهلهم ويبين سخف عقلهم وتفاهة تفكيرهم فهو: "عصمة القرآن الكريم وجهالات المبشرين"، ولا أدرى هل رفعه أحد القراء فى موقعنا هذا. على كل حال هو موجود فى مواقع غير قليلة، فأرجو من أحدكما أن يبحث عنه وينزله فى هذا الموقع، وله الشكر. ذلك أننى مرهق ولا أعرف كيف أضعه فى موقعنا هذا لأن خبرتى فى هذا المجال محدودة. وكل عام وأنتما طيبان

معتصم الحارث الضوّي
22/09/2008, 07:20 PM
أستاذنا المفضال د. إبراهيم عوض
بارك الله فيك وفي جهودك الخيّرة. الواقع أن حجم الكتاب ضخم (يتجاوز 9 ميغابايت)، ولذا يصعُب رفعه هنا. عليه أرفق أدناه رابطا للتنزيل:

عصمة القرآن الكريم وجهالات المبشرين- د. إبراهيم عوض
http://eld3wah.com/play.php?catsmktba=3890

مع فائق احترامي وتقديري

د. محمد اسحق الريفي
22/09/2008, 07:43 PM
أعزائي الأساتذة الكرام،

لست لغويا، ولكنني أعتقد أن كل هذه الشبهات التي أوردها المشككون يمكن تفنيدها بسهولة، وأعتقد كذلك أن العلماء والمفسرين الأفاضل لم تغب عنهم مثل هذه الشبهات، ولا شك أن هناك مثقفون كثر أمثال الدكتور إبراهيم عوض اهتموا بهذه الشبهات وفندوها. ولا شك أيضا أن أستاذنا العلامة الدكتور منذر أبو هواش يستطيع أن يرد على كل هذه الشبهات دون أي عناء.

على أي حال، سأساهم في تفنيد بعض هذه الشبهات بالتدريج وذلك بنقل أقوال المفسرين الكرام.

أولا الآية الكريمة:
{لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً }النساء162

تفسير الجلالين لهذه الآية هو:
(لكن الراسخون) الثابتون (في العلم منهم) كعبد الله بن سلام (والمؤمنون) المهاجرون والأنصار (يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك) من الكتب (والمقيمين الصلاة) نصب على المدح وقرئ بالرفع (والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم) بالنون والياء (أجرا عظيما) هو الجنة.

وسأواصل لاحقا إن شاء الله.

تحية طيبة.

وليد الكبيسي
22/09/2008, 09:15 PM
أخي الأستاذ طه خضر
يجب ان تشكر الأخ القبطي لانه جعلك تعرف جانب من القرآن ما كنت تعرفه من قبل. والمفترض ان لا تشتمه ايها الحبيب. بل أنه جدير بأن يجعل قلبك وفكرك مهمومان في التأكد من صحة " الأخطاء" -- أم ان اعتبارها أخطاء هو شبهة وجهل من قبل من لا يعرف لغة العرب.

الأخ الدكتور ابراهيم عوض حفظه الله، يشير الى كتاب يرد فيه على هذه الشبهات. ولقد قرأت فصول كتابه الذي يردّ فيه على سؤآل: ايها اعظم محمد ام المسيح؟ فدهشت من كارثة الجهل الذي تناول فيه موضوعه. فهو يتخبط في الشتائم ويخلط الأفكار ظانا انه يحسن صنعا. ومن يشتم لا مصداقية لفكره. وادعوكم الى قراءة ردّي على كتابه. ولم يجب عليه بل راح يتحدث عن الثور الذي يحلب، وامور وامثال كهذه لا اعرفها. واحمد الله انه ما اجابني لانه لو فعل لراح بشتمنى. وانا منذ اكتشفت الحبيب محمد ص ما عرفت الشتيمة الى فمي سبيلا....

وهنا اسأل الأخ عوض هل ان كتابك الذي تشير اليه كتاب شتائم لا يرضاها مسلم مؤدّب؟ أم انه بحث علمي وردّ موضوعي؟

ايها الأخ طه خضر
اريد ان اطمئنك ان كل ما ذكره هذا الاخ القبطي الكريم وما جمعه من أخطاء لغوية لا علاقة له بالاقباط. الأقباط عاشوا قرونا في مصر ولم يهاجموا القرآن. ولكن هذا الجدل الذي يشكك بديننا وكتابنا انما هو نتاج الظرف الحالي . فأنا تصلني يوميا ايميلات فيها نقد للكتب المقدسة تثبت لهم ان كتابهم محرّف. ولذا فمن الطبيعي ان يجيبوا بمثل ذلك ويناقشوا القرآن. ردّ فعل طبيعي سببه اسلوب بعض المتعصبين من المسلمين معهم.

أما الأخطاء اللغوية في القرآن فهي لم يجمعها الأقباط ايها الحبيب. فقد تمت مناقشتها في كتبنا قبل ان يولد القبطي الذي تصفوه بالموتور (انا لا اعرف من هو) وقبل ان يكتب الدكتور عوض كتابه وقبل ان تظهر واتا للنور. وقبل ان يظهر للنور كتاب (هل القرآن معصوم؟ الذي يشير اليه الدكتور عوض) ..

لقد ناقش اجدادنا هذه التي تسمونها أخطاء بروح علمية منفتحة من غير ان يتهمهم احد بانهم موتورين من (المناحيس المتاعيس ) كما يسميهم الدكتور ابراهيم عوض ولم يتهمهم احد من مسلمي ذلك العصر بأنهم مستشرقون. ورغم انها تبدو للجاهل اخطاء وتقنع من لا يعرف قواعد العربية بأنها تحتاج تصحيح ، لكنها صحيحة واكثر دقة مما نتصوره خطأ.
القرآن يخلو من اي خطا لغوي وقواعدي... ومن هذا الذي يتصوره البعض اخطاء قواعدية ولغوية استنبط العلامة هادي العلوي قواعد النحو الساكن الذي يسير على نهجه الكثير من المثقفين من كتاب الصحافة..

ملاحظة:يبدو ان الدكتور عوض زعلان على ردي عليه فهو غاضب. ايها الحبيب جمعني الله واياك في القاهرة وجعلنا نتعرف على بعض. فانا لا اغضب من ردك على من ينقد الرسول ص. انا شخصيا لا اظن ان النقد ينال من شخص الرسول. لكنني لا اريد لردك ان يكون شتيمة. فحين تخلط الشتيمة مع الحجة تضيّع الحجة عليك. فانت كتبت على هذا القبطي الموتور عبارات لا يتفوه بها مفكر ولا مثقف ولا مسلم تأدب بأدب سيد الخلق اجمعين. انت كتبت (القمص المنكوح، ذى الدبر المقروح، الذى منه النتانة تفوح) هل هذا كلام مفكر؟ وهل ان كلّ من ينقد القرآن والرسول لا بد ان يكون دبره مقروح؟
وحين اعترض يا دكتور فانك بدلا من ان تراجع نفسك وتعود الى الحكمة التي تعلمك اياها آيات القرآن وخلق الرسول، بدلا من ذلك تتهم من لا يوافق اسلوبك وكلماتك بانه يحسب نفسه على الأسلام. اتظن ان الاسلام حرب؟ ام دعوة بالحجة وبالحكمة والموعظة الحسنة...
فكّرايها الحبيب ليس فقط بالقس الذي تهاجمه، بل بباقي من يقرا ردّك. انت ترد بحجج على قس. المسلمون متفقون معك. لكن انت تريد ان ترد على فكر وحجج غير المسلمين ومن يؤمن بها. هل تظن ان ثمت من سيحترم ردك من المسيحيين الباحثين عن الحق والمميزين للحجج، و هل تظن انهم سيحترمون ما تكتب عن هذا القس؟ انك ستمثل الاسلام بنظرهم. اذن فتحمّل مسؤولية التمثيل هذه وانت ترد بالحجج او قل خير واصمت ... لا يحتاج الاسلام دفاعا ممن يسيئون اليه بالشتائم... أنا لا اعرفك شخصيا بل اود ان اقول كلمة حق عند مثقف عادل هو انت ...
وقل عني ما تشاء . قل انني من الذين ينتسبون الى الاسلام ..قل كافر .. علماني ... فقد شبعت من التهم ... ولكن اتق الله... ولك منى الف امنية عسى ان تجد في كلماتي انتصارا لنفسك على هفوات نفسك ساعة الغضب ...

طه خضر
22/09/2008, 09:44 PM
الأستاذ وليد الكبيسي ..

اسمح لي أن أشكر الأساتذة الذين ساهموا في الموضوع .. وعلى رأسهم الأستاذ العلامة الدكتور ابراهيم عوض ..

لن ألومك يا عزيزي في رأيك هذا الذي أدليت به، إذ يبدو إنه فاتك أننا نتعامل مع من هم أعتى وأسوأ من الشياطين، وهذا ما لم أعتب فيه على الدكتور عوض عندما راجعت الموقع المعني وقرأت حجم ما فيه من شتائم ومسبات تهتزّ لها أركان السماء وتتزلزل الأرض وتجعلك تقول يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا، .. بالنسبة لي ولما أعرفه في نفسي من رباطة جأش تابعت وحاججت ورددت بطريقتك أنت ألا وهي المجادلة بالتي هي أحسن، ولا أخفيك أنني زودت من أعرف بهم سداد الحجة ببعض الروابط ولم يستطع أكثرهم صبرا وجلدا تحمل نزرا يسيرا مما نشر هناك وآثر الخروج والصمت لأنه لا يمتلك من الحزم وحدة اللسان ما يسكت به أولئك الفجرة، .. بمعزل عن كل ذلك أستاذ وليد .. سأزودك ببعض الروابط على الخاص وأستأنس برأيك في الطريقة المثلى لمناقشة ولجم من يتحدثون بمنطق أولئك البشر، ولن أرضى منك ساعتها أن تقول لي دعهم وما هم عليه لأن الهروب هنا هو حجة من لا حجة له!!

وليد الكبيسي
22/09/2008, 09:59 PM
أخي الأحب والله شوّقتني للأطلاع على ما جعلك تتألم منه.

لا أهرب من الحجة. واهرب من الشتيمة. أن كانوا يشتمون فسوف لا اعبأ بهم. أما الحجج فسأرى اي منها تحتاج رد. واي منها صحيحة. وسأحاول. ان وفقني الله رددت. وان عجزت فالكمال لله..

في احد الاجوبة ايها الاخ قرأت ان الرسول ص وصف بالنكّاح. وهذه ليست شتيمة. بل هذا الذي يعتبرها سبّة انما قاس الاسلام على المسيحية. فالسيد المسيح لم يتزوج. ولذا فالرهبنة والتشبه به وعدم الزواج نوع من الممارسه الروحية ومثال يحتذى للقديسين في القيم المسيحية.

في الاسلام لا تجوز الرهبنة. والزواج فرض لاكمال نصف الدين. ورسولنا سيّاف نكّاح وهذا مصدر اعتزاز وفخر. لقد تزوج الرسول. وكان يقول انه يحب العطر والنساء. وكان يقول ان الله جعل رزقه تحت سيفه.. هذه يا اخي وحبيبي ليست شتائم. بل هذا ما يجعل الاسلام دين واقعي ... الرسول كان بشرا ولم يكن ملاكا.... كان يتزوج النساء ولا عار في ذلك ..

انما هم يتناولون ديننا ورسولنا من مواقع قيمهم هم .. وهذا بالضبط هو الذي الومه كثير من الاخوة المسلمين عليه .. فهم ايضا يقيمون المسيحية من منطلق القيم الاسلامية... كما يقيم المسيحيون الناقدون الاسلام من منطلق القيم المسيحية ...

عندما يريد المرء ان يلعب دور المحاجج والمدافع عن الرسول فعليه ان يتمثل بالرسول ولا يسيء الى الرسول والاسلام.. فكر بهذا ايها الحبيب.. وابعث لي بالروابط فأنا متلهف لمعرفة محتواها ...

طه خضر
22/09/2008, 10:54 PM
الأستاذ وليد الكبيسي ..

لا تتعجل اخي الحبيب .. ألا يا ليت تلك المخلوقات التعسة بجزء بسيط من مثالك ورقيّ أخلاقك!

أطلق لخيالك العنان في تصوّر اقبح أنواع الشتائم التي يمكن أن تجود بها قريحة أحط خلق الله وأرذلهم، بل ويجعل الشيطان يتضائل أمامه ويضرب كفا بكفّ، بل وما قد يجعلك تتقيأ وتعتبر الحياة البشريّة بحد ذاتها سقط متاع لا يؤبه له !!

احترامي وتقديري ..

جيفار التميمي
23/09/2008, 12:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
البقرة 2: 177 “لَيْسَ َالْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ ;(صوابه: أن تؤمنوا) ;بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى ;(صوابها: وتؤتوا) ;الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الْرِّقَابِ وَأَقَامَ ;(وصوابها: وتقيموا) ; الصَّلَاةَ وَآتَى ;(وصوابها: وتؤتوا) ; الّزَكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ ; (صوابه: والصابرون معطوف على والموفون ) ; ; فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ .


الآية تقول : " لَيْسَ َالْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ " والجاهل يقول أنه كان يجب أن تقال " أن تؤمنوا " .

"من" فى الآية " وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ " ؟


تفسير فتح القدير : { وقيل إن التقدير: ولكن ذو البر من آمن، ووجه هذا التقدير: الفرار عن الإخبار باسم العين عن اسم المعنى، ويجوز أن يكون البر بمعنى البار، وهو يطلق المصدر على اسم الفاعل كثيراً، ومنه في التنزيل "إن أصبح ماؤكم غوراً" أي غائراً }

إذن كل ما يقوله موقع الكلمة بعباقرته بعد ذلك خطأ واضح ــ وهو كما يقول :
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى ;(صوابها: وتؤتوا) ;الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الْرِّقَابِ وَأَقَامَ ;(وصوابها: وتقيموا) ; الصَّلَاةَ وَآتَى ;(وصوابها: وتؤتوا)

أرجو من السادة المسيحيين ورجال دينهم أن يحاولوا فقط التفرقة بين الجمع و المفرد فى اللغة العربية .

من جهة أخرى : يقول " وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ ; (صوابه: والصابرون معطوف على والموفون )

فمن قواعد اللغة العربية التى لا يعلمها ويجهلها النصارى أننا إذا أردنا مدح شخص , نقوم بالنصب نحويا . وإنني أعلم أنكم لستم مقتنعون بذلك و لهذا اقرأوا :

لا يبعدون قومي الذين هم ***** سم العداوة وآفة الجزر
النـازلــين بكـل مـعـركـــة **** والطيبين معـاقــد الأزر

هل يستطيع أحد منهم أن يقول لى : لماذا فى البيت الثانى قلنا " النازلين " ؟ لماذا لم نقل " النازلون " ؟

أليست مبتدأ مرفوع و علامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم؟

لقد أتيت لكم ببيت شعر , بعيداً عن القرآن , و الذى يثبت صحة ما أقوله و هو نصب الممدوح عند مدحه فى " النازلين " الذى هو يعتبر منصوب بالياء للمدح لأنه جمع مذكر سالم.

أعيد رجائى من موقع الكلمة المسيحي بعلمائه الجهلة أن يراجعوا قواعد اللغة العربية قبل البدء بقول أى شئ عن القرآن الكريم .
منقول من
المكتبة الشاملة للرد على شبهات النصارى حول القرآن http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?p=5271

حسان محمد السيد
23/09/2008, 12:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


سبحان الذي جعل الاسلام كالنخلة,كلما رموها بحجر تساقط منها رطبا جنيا.والله لولا كلام المشككين لما عرفت لهذا الكتاب الهام سبيلا.جزى الله عز وجل الدكتور ابراهيم عوض خير ما يجزي المحسنين,فلقد عودنا دائما على العطاء والبذل في سبيل الله,واذكر انه كان من اول المحذرين حول الكتاب المحرف والمنحرف (الفرقان) أوما عرف بالقرآن الأمريكي.

أشكر من كل قلبي الاخ الفاضل معتصم الحارث الضوي,الذي اين ما حل نفع على الرابط الثمين,وبارك الله بالاستاذ طه خضر على هذا الموضوع القيم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحاج بونيف
23/09/2008, 01:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اقتباس:
- 5 - المائدة 5: 69 “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ;(وصوابه: والصابئين) ; وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ; رغم أنها جاءت بطريقة صائبة في البقرة 62 والحج 22: 17.


إن الذين آمنوا: آمنوا جملة فعلية في محل رفع خبر
والذين هادوا: الذين جمل اسمية في محل رفع مبتدأ، خبرها محذوف تقديره كذلك
والصابئون: جملة معطوفة على "الذين هادوا"مرفوعة

فالوجه الذي قرأوا به الآية يدل على قصور في فهمهم وعدم إدراكهم لقواعد النحو.. فذهبوا إلى البسيط منه، وهذا ما جعلهم ينصبون الصابئين باعتبارها معطوفة على الجملة الفعلية التي هي خبر إن وهذا خطأ..
إن القرآن الكريم نزل والعرب يتحدثون العربية بالسليقة، فالقواعد لم تكن موجودة، والسؤال هو:
لو أن أعداء الرسول من العرب الفصحاء من فطاحلة الشعر والبيان؛ كانوا يسكتون عنه لو وجدوا فيه مثل هذه التي يعتبرها هؤلاء "اللاحقون" خطأ..
فحاشا لله أن يعتري هذا القرآن المنزل خطأ أو زيادة أو نقصان..
والله أعلم.

باسين بلعباس
23/09/2008, 02:45 AM
هل من الضروري ان ينجر المسلم الى هرطقات المتكالبين وعواء من كانت بهم جيف في العقول ..ونقص في المحصول..؟؟
لقد اختلف المفسرون والشارحون منذ بدايات التدبر في التاليف..والتعلم من بيان القرآن..وبلاغته..وذهب أكثر من مفسر مذهبا لم يذهبه غيره..ولم يكن ليقول أحدهم بأن في القرآن هذا (الخطأ) أو ذاك..بل أرجعوا الامر الى قصور في العلم..ونقص في الفهم..ومثال ذلك:قوله تعالى:"ليس البرَّ: فالنصب في البرَّ على أنه خبر ليس مقدّما..واسمها: المصدر المنسبك من أنْ وما في حيّزها ..
وآخرون أعربوا:البرُّ: اسم ليس ..وخبرها من أن: المصدرية ..وهي للنصب
تولوا:فعل مضارع منصوب بـ:(ان )..ولذلك حذفت النون..والواو للجماعة فاعل الفعل تولى..والخبر من الجملة (ان تولوا)..
من آمن..مَن :موصولة خبر لكن..
وقد جعل البر من آمن للمبالغة ..والتقدير: لكن البر برُّ من آمن ..وحذف المضاف لدلالة التّأويل..وهو هنا من بلاغة القرآن وبيانه..وجملة آمن( الفعل والفاعل) لا محل لها لانها صلة الموصول..
ويريد المرجفون ان يقولوا هنا :
لماذاجاء الكلام في البداية عن اسم ليس..أو خبرها..(أن تولوا) مصدرا منسبكا من أن وما في حيزها ..ولم يأت بعد ذلك في (آمن:أن يؤمنوا)..(آتى:تؤتوا)..(أقام:تقيموا)..الخ..وجواب ذلك في بلاغة القرآن..وتنوع أساليب التعبير فيه..وعدم السير على نسق تعبيري واحد..لأنه جاء في وقت ،لم تعرف البلاغة العربية درجة من التطور والفصاحة في اللسان، وسمو البيان ،كما كان في الجاهلية ،حيث بدأ نزول القرآن، على النبي العدنان(عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام)..وهل أن العرب ، وسادة البيان من اكابر المشركين..لم ينتبهوا الى هذه ( الأخطاء) ولم يردّوها على الرسول..وكانوا يترصدون له كل مرصد..؟؟لو أنهم شعروا بلحن في الكلام ، وضعف في البيان..!!
ويأتي المرجفون في هذا الزمن الذي أدركنا ليقولوا هذه....... أخطاء..
وهم لا يعرفون من دقائق اللغة ، وعلومها الشيء الكثير..فكيف يقولون (الصابرون )معطوفة على (الموفون..)؟؟ وبالتالي لها الرفع بالواو(وهذا الصواب في رأيهم)وليس النصب بالياء(وهذا خطأ في رأيهم)..[كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا]..
الصابرين: نصبت على المدح..وقيل بإضمار الفعل..والعرب تفعل ذلك في المدح والذم..
ومنه قوله تعالى،في المدح: والمقيمين الصلاة..وأما الذم ففي قوله تعالى:ملعونين أينما ثقفوا"
ومنه أنشد الكسائي:
وكل قوم أطاعوا أمر مرشدهم.....إلا نميرا أطاعت أمر غاويها
الظاعنين ولمّا يظعنوا أحدا.... والقائلون لمن دار نخلّيــــــها
الموفون:خبر مرفوع..لمبتدإ محذوف..تقديره(هم الموفون)بعهدهم..
وقال الكسائي:والصابرين: منصوب على المدح..وكان السياق ان يكون معطوفا على مجرور..ولكنه قطعه عن العطف..وتقدير الفعل المحذوف في المدح:أمدح الصابرين..
والله أعلم

أبو مسلم العرابلي
23/09/2008, 04:13 AM
أثار هذه المسألة كاتب قبطي موتور دأب على مهاجمة القرآن الكريم والقول بأنه يغص بالأخطاء اللغويّة الجسيمة، وقد وعدناه بالرد على ترهاته التي أجاد كهنة القبط حشوها في عقله الخرب، .. وهذا بعض ما احتج به ذلك العـِلج:
.................................................. ...................

هذه المسألة نوجهها للغويي واتا الأستاذ عبد المجيد العرابلي والأستاذ أبو هواش والشاعر هلال الفارع والحاج بونيف علنا نجد لديهم ما نخرس به ذلك الأفاق المُخرّف!!

غفر الله لأخي خضر طه الذي خصني مع الأخوة للرد على هذا الضال المضل الذي لم يجد من يعادي غير الله عز وجل ... فوضعني بموضع لا مفر منه ولا تأجيل ....
وقد كنت أعد القسم الثالث من (طبق من أسرار الرسم القرآني) بعد عودتي من العمرة لأجد هذه الرسالة الموجهة إلي...
لقد كان هناك بيانًا على مثل هذا من قبل علماء اللغة والمفسرين قديمًا وحديثًا دون عد ذلك من نواقض القرآن.
بل إن الأمة التي تعد لغة أهل الجزيرة حتى القرن الثالث الهجري حجة في اللغة
والأمة التي لم تخطئ الأخطل النصراني، ولا جرير ولا الفرزق، وهم ممن جاء بعد عصر النبي صلى الله عليه وسلم ..
فمن باب أولى ألا تخطئ الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه وهو من أفصح العرب
فكيف تخطأ الله تعالى بكلامه.. وهو الذي جعل لهم لسانًا وشفتين لينطقوا بهما.
مثل هذه اللفتات هو تنبيه للمتدبرين للقرآن، وحث لهم في زيادة البحث في اللغة، والفقه فيها ليزدادوا علمًا، وليرقوا إلى فقه أعلى لكلام الله عز وجل.
وردي على ذلك هو بيان لهذا الاستعمال القرآني أضيفه على ما قاله من كان قبلي دون الإشارة إلى أقوالهم اختصارًا .. وبعض الأخوة سينقلون ذلك لتعم منفعته ..
وليت د. إبراهيم عوض نقل لنا رده مع إحالتنا لكتابه.


البقرة 2: 177 “لَيْسَ َالْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ ;(صوابه: أن تؤمنوا) ;بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى ;(صوابها: وتؤتوا) ;الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الْرِّقَابِ وَأَقَامَ ;(وصوابها: وتقيموا) ; الصَّلَاةَ وَآتَى ;(وصوابها: وتؤتوا) ; الّزَكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ ; (صوابه: والصابرون معطوف على والموفون ) ; ; فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ .
لفهم السبب في مجيء "آمن" وما عطف عليها بصيغة الماضي بدلا من المضارع؛ راجع لكلمة البر نفسها:
وقد بينت في مقال سابق العلاقة بين (البِر، والبُر، والبَر أمان للناس)؛ وقلت بأن استعمال الجذر "برر" هو في الحاجة للأمان عند وجود الخطر؛ فالبَر هو أمان للناس من البحر، ومن كان في البحر؛ ثم هاج البحر عليه تمنى أن يكون آمنًا في البر، ويسأل الله تعالى أن ينجيه إلى البر.
والبُر وهو القمح؛ أمان للناس في الفصول التي لا يكون فيها نبات يؤكل، وفي سنين القحط، وقد كانت نجاة أهل مصر في سنين القحط في استعمال ما خزنوه من البر في القصة التي ذكرت في سورة يوسف عليه السلام
والبُر من ثمار النبات الذي يصلح لخزنه سنوات طويلة خلاف ثمار الفاكهة والخضار. فكل ثمار يصلح للخزن مدة طويلة ليكون أمانًا يعد بُرًّا.
والبِر هو الإحسان لكبير السن العاجز عن الكسب؛ فهذا الإحسان إليه أمان له عند عجزه عن الكسب، وأولى الناس بهذا البر هما الوالدان الكبيران العاجزان.
هذا في الدنيا
اما في الآخرة وقد برزت الجحيم للغاوين؛ فإن البر فيها (أي الأمان) لمن لا يملك مالا ولا حيلة، ولا قوة، هو ما عمله في الدنيا مما عددته الآية في يوم قد انقطع فيه العمل، ولا عمل لأحد فيه من خير أو شر.
ولذلك لا توافق صيغة المضارع في الدلالة على فعل لا قيام له في ذلك اليوم، إنما الذي يوافقه صيغة الماضي لفعل قد انقطع وانتهى، وجاء وقت المحاسبة والجزاء عليه.
فيكون هذا العمل هو الأمان في أشد وأخطر يوم يأتي على الناس، وأحوج ما يكونون إليه.
ومن صفة الله تعالى أنه هو البر الرحيم؛ فهو سبحانه وتعالى الأمان لكل من لجأ إليه في الدنيا والآخرة، وتقرب إليه بما يحبه ويرضاه.
وفي الكلام تفصيل للبر في القرآن اقتصرنا فيه بما هو متعلق بالآية لرد الشبهة فقط.
أما الصابرين فنجعل الحديث عنها مع الحديث عن المقيمين الصلاة



- 2 - آل عمران 3: 59 “إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ; (وصوابه كن فكان).
في الآية أمر(كن)؛ وتنفيذ الأمر وقيامه يكون بعد الأمر، والذي يوافق ذلك هو الفعل بصيغة المضارع، وليس الفعل بصيغة الماضي ... والذي أوجد التباسًا عند من قصر فهمه جاء من الفعل قال؛ ففيه إخبار عن ماضٍ .. وتجاهل ما حدث بعد أن قال .. فما حدث هو بعد القول .... هذا من جانب
ومن جانب آخر فإن التراب هو التراب، ويبقى ترابًا، لكن إذا تحول هذا التراب إلى خلق من خلق الله تعالى، لم يعد ترابًا، سيصبح كائنًا له وجود في الدنيا، ووجود يوم القيامة، ويتمنى الكافر يومها أن يكون ترابًا.
فعندما يقول الله تعالى للتراب: كن فيكون؛ بصيغة المضارع الدالة على الاستمرار والدوام؛ هو الذي يناسب هذا الموجود الجديد، الذي لن يهمل ليعود ترابًا بلا رجعة للوجود... فكيف بنبيين من أنبياء الله تعالى عليهم الصلاة والسلام .

وللحديث تتمة إن شاء الله تعالى

نورا سعيد سليم
23/09/2008, 05:10 AM
مشاركة متواضعة تناسب مقاسي في اللغة والدين:
- يلاحظ وجود شيء من الشد والجذب بين المسلمين والأقباط في مصر العزيزة. وما أجمل ما سمعته من أحد الإخوة المصريين على إحدى القنوات الفضائية حيث قال: نحن كلنا أقباط، بعضنا أسلم وبعضنا بقي على ديانته. ويقصد هنا الأقباط كعرق وليس كدين.
- يبدو أن الأمر في بلاد الشام مختلف، فهناك التعايش بين أتباع الأديان قائم منذ أول يوم من الفتح الإسلامي. ولعل الجميع يعرف كيف سلم نصارى القدس المفاتيح لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وطالبوه بألا يسكن معهم اليهود، وهذا سمي بالعهدة العمرية. ومازلنا نرى التعاون المشترك بين عرب فلسطين، المسلين والنصاري، ضد العدو المشترك.
- برز في بلاد الشام علماء في اللغة العربية وفي الأدب العربي من النصارى. وهؤلاء يحترمون القرآن ويستشهدون بآياته عند الكلام عن قواعد العربية. وقد حدثنا أحد أساتذتنا أنه يعرف نصرانياً يحفظ القرآن الكريم هو وأبوه وجده، ويقوم هو بدوره بتحفيظ أولاده القرآن الكريم ليستقيم لسانهم بالعربية.
- لا أقول إن الأمور دوماً على ما يرام بين أتباع مختلف الأديان في بلاد الشام، فهناك متشنجون من كل الأطراف، إنما أتكلم على الحالة الغالبة. وهذا ما ندعو الإخوة في مصر أن يحذو حذوه.
- ومن جميل ما سمعته من شخص من بلاد الشام أن شخصاً نصرانياً قال له: بعض مساجدكم القديمة كانت كنائس لنا، فرد عليه المسلم: هل تستطيع أن تعرف دين أي واحد من الناس بمجرد النظر إلى وجهه؟ قال: لا. قال: إذاً نحن شعب واحد، وعندما جاء الإسلام أسلم أجدادنا ولم يسلم أجدادكم، والإسلام كفل لهم حقهم بالبقاء على دينهم، لكن أجدادنا الذين أسلموا كان عندهم كنائس فحولوها إلى مساجد ليستفيدوا منها. فما وجد النصراني جواباً. وهذا يؤيد ما قاله الأخ المصري بأننا كلنا أقباط.
- الرسول صلى الله عليه وسلم ما سلم من أذى أقرب الناس إليه الذين لم يسلموا. والأذى كان عملا وكان كلاماً فلماذا نتصور أن نسلم نحن الآن من الأذى؟
- ليس هناك أجمل من الحوار القرآني مع هؤلاء دون النزول معهم بالألفاظ القاسية التي تبعدهم عنا بدلاً من أن تقربهم إلينا. فلننظر مثلاً إلى هذه النصوص: وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين. تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم. ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.
- قال أحد الصحابة يوماً: لو أسلم حمار الخطاب لأسلم عمر. لكن عمر أسلم وصار الخليفة الثاني بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- يمكن البحث في الإنترنت عن أناس أسلموا في العصر الحالي بعد أن درسوا الإسلام ليدسوا فيه السموم، فإذا بهم يدخلون في دين الله. والأمثلة كثيرة.
- خلاصة ما أريد قوله: فلنحاورهم بالحسنى، ولنهملهم أحياناً فإنهم لن يضرونا إلا أذى.

د. محمد اسحق الريفي
23/09/2008, 06:23 AM
الأستاذ وليد الكبيسي،

كيف تصف قس لعين يشكك في القرآن الكريم، ويزعم بجهله المبين وجود أخطاء لغوية جسيمة فيه، بأنه رجل كريم؟! وكيف تنظر بإيجابية إلى مثل هذا الموضوع اللعين وتزعم أنه مدخل لتعلم الدين بينما الهدف منه الطعن بديننا الحنيف وتشكيك عامة المسلمين الذين لا دراية لهم بعلوم اللغة العربية وقواعدها والنحو؟! كان الأولى بك أن تدافع عن القرآن الكريم وتحاول دحض شبهات القس الخبيث، ولكنك بدلا من ذلك رحت تتفلسف وتصف ما أورده القدس من ترهات وجنون بأنها "أخطاء لغوية" في القرآن الكريم، رغم أنك حاولت التدليس بقولك بعد ذلك "هذه التي تسمونها أخطاء"، علما بأنك أنت وصفتها كذلك وكررت ذلك عدة مرات في مداخلتك في هذا الموضوع. ثم خضت بعد ذلك فيما تزعمه من مبررات لهجوم القس اللعين وغيره من الشياطين على القرآن الكريم، محاولا حرف الموضوع عن مساره، فنحن هنا نسعى لتفنيد تلك الشبهات الشيطانية وليس البحث عن مبرر لما وصفته "الأخ القبطي" صاحب الشبهات.

على أي حال، عندما نزل القرآن الكريم على سيدنا ونبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت اللغة العربية ناضجة وكان العرب لا يمكن أن يمر عليهم خطأ لغوي مهما صغر أو خفي على الجهلاء، ولو وقع خطأ لغوي في القرآن لعلمه كل العرب عند قراءته في ذلك الوقت. كما أنه من الجهل التام أن يظن أي أخرق باحتواء القرآن الكريم على أخطاء لغوية أو أي نوع من الأخطاء، كيف لا ولم يحدث قط أن ورد في القرآن الكريم أي تعارض مع الحقائق العلمية والاجتماعية والتاريخية التي لم تتجلى للعلماء إلا حديثا، فهذا القرآن الكريم "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه".

إن التشكيك في القرآن الكريم لا يمكن عده مصدرا من مصادر التعلم، لأن السياق الذي يأتي فيه التشكيك سلبي وهجومي على القرآن الكريم، بل شيطاني يصدر عن كفرة بالقرآن الكريم وبرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. كما أنه ليس مطلوبا من كل المسلمين أن يكونوا علماء في اللغة العربية وفي التفسير حتى يسوق لهم أمثال ذلك القس الماكر الشبهات ويفتري الكذب على الله عز وجل. فليذهب هذا القس اللعين إلى الجحيم هو من على شاكلته ومن يحترمه، فديننا ليس محلا للشبهات ولا يوجد فيه ما يعيبه، وقرآننا الكريم تحفظ الله عز وجل بحفظه، وكان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقرأه على جبريل عليه السلام كل عام، ولمدة عشرة أعوام، لمراجعته، فهل يعقل بعد ذلك أن يمر أي خطأ مزعوم في القرآن الكريم على رسولنا صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم جميعا!!!

إن القس الخبيث وغيره من أعداء ديننا إنما يفعلون ذلك يأسا وبؤسا بسبب انتشار الإسلام في الغرب وإقبال المسلمين على حفظ القرآن الكريم وتعلمه وتعلم أحكامه وتفسيره، والحمد لله في غزة هذا العام حفظ آلاف الصبيان من الجنسين القرآن الكريم، وفي منطقة واحدة من غزة كان عدد الذين حفظوا القرآن الكريم هذا الصيف ثلاثة آلاف شبلا وزهرة.

تحية بلا طعن أو تشكيك!!

محمد إسماعيل بطرش
23/09/2008, 08:35 AM
القرآن هو الأصل و كل الدراسات عنه يجب أن تلتزم بنصه فما حفظ اللغة العربية غير القرآن. أما المؤولون و المتحذلقون فكلامهم هباء. كان الأعرابي البسيط و العلامة الحصيف يفهم من القرآن ما قدّره الله له من الفهم و إنما يخشى الله من عباده العلماء. و الراسخون في العلم يقولون هذا من عند ربنا فلا مجال فيه للبس, و الذين في قلوبهم مرض لن يفقهوه حتى يشفيهم الله.

الحاج بونيف
23/09/2008, 08:35 AM
اقتباس:
- 6 - الأعراف 7: 160 “وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً ; (وصوابه: اثني عشر سبطاً).


نلاحظ قصور هذا المدعي اللغوي،وسوء نواياه، فلو تأمل القرآن لوجد فيه الكثير من الآيات التي تحتوي على العدد والمعدود كما في قوله تعالى:
فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية.
وقوله تعالى:
وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين.
وغيرهما من الآيات...
فهل الذي قال هذه غير الذي قال الأولى؟ سبحان الله
ففي الآية :" وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما"..أسباطا.. نعربها" بدلا"، وليس تمييزا..
والتقدير: وقطعناهم اثنتي عشرة (قطعة، وجعلنا هذه القطع)أسباطا أمما..
فجاءت اثنتي عشرة مطابقة للمعدود قطعة المحذوفة.
ولكنك سقيمي الفهم والجهلة بالتأويل لا يدركون كنه آيات الله ومعانيها..
والله أعلم.

أبو مسلم العرابلي
23/09/2008, 12:10 PM
مع تعديل فيه

- 3 - (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الّزَكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (162) النساء.




الواو حرف يشير إلى الباطن والداخل ومعه في المعنى أخته الضمه كما مر في لوحة مفاتيح معاني الحروف الهجائية.
لذلك جاءت الضمة علامة للفاعل لتدل على أن الفعل وقع من داخل ونفس الفاعل، ولم يقع عليه.
ومن ذلك بني الفعل المضارع على ضم آخره للدلالة على أن الفاعل ما زال في داخل الفعل، ولم يخرج منه ويفرغ منه.
ولما كان اجتماع الجمع على فعل فعلوه أو صفة اتصفوا بها؛ جعلت الواو اسمًا يدل على الجمع مع الأفعال؛ مثل: آمنوا ، عملوا ، كتبوا ...
وعلامة إعراب في جمع المذكر السالم؛ صالحون ، صابئون، سالمون، في حالة الرفع
ليدل على أن الجمع هم الذين قاموا بالعمل الذي اتصفوا به، وان الصفة محصورة فيهم.
والضمة والواو تحتاجان لبيان استعمالهما إلى أبحاث عديدة سنذكرها في مكانها إن شاء الله تعالى
أما حرف الياء فهو يستعمل للدلالة على التحول
ولذلك جاء للدلالة في جمع المذكر السالم علامة للجر والنصب
فصار المعنى كأن الفاعلين بجانب اتصافهم بالفعل تحول عليهم فصار اعتماده عليهم، وتحول عنهم إلى غيرهم؛ أي أنهم قاموا بالفعل الذي وصفوا به، وقيامهم به جعل غيرهم يقومون به.
فعلى ذلك هم أعلى درجة؛ لأنهم كانوا سببًا في قيام غيرهم واعتماد غيرهم عليهم بالقيام به.
فالراسخون في العلم في الآية وصف لهم لا ينتقل إلى غيرهم ومحصور فيهم.
والمؤمنون وصف لهم لا ينتقل إلى غيرهم ومحصور فيهم.
والمؤتون الزكاة وصف لهم لا ينتقل إلى غيرهم، ودافع الزكاة لا يدفعها لأن غيره يدفعها.
أما المقيمين الصلاة فبإقامتهم الصلاة يجتمع إليهم غيرهم فيكونا سببًا في إقامتهم للصلاة.
فكان النصب في المقيمين ليدل على من قام بالصلاة وكان سببًا فيمن لحق به في إقامة الصلاة
فكان أجره على صلاته أعظم من أجر من يصلي لوحده، ولذلك خصهم الله بالذكر والمدح.
ولو جاء اللفظ في الآية بصيغة الرفع لما أفاد هذا التميز الذي يحبه الله تعالى فيهم.
ولم يرد في القرآن اللفظ بالرفع، وورد بالنصب في موضعين فقط.
وعلى ذلك ما جاء في الآية الأولى؛


مع تعديل فيه
( الّزَكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) البقرة.

فإن الصابرين هم الذي صبروا وكانوا سببًا في صبر غيرهم وتثبيتهم؛
فصبر من دخل في الإسلام ولاقى من الأذى الشديد على دينه، ثبت غيره على الإسلام، وجعل الكفار يعجبون من تحملهم للأذى دون أن يصرفهم عن دينهم؛ فبين صبرهم قوة تمكن الدين في أنفسهم؛ مما جعل بعض الكفار يراجعون أنفسهم، بل ويدخلون في دين الله.
فصبر هؤلاء غير صبر من تحمل أمرًا خاصًا به ويكون التثبيت فيه لنفسه فقط .
وقد جاء لفظ الصابرين في القرآن في (14) موضعًا؛ معظمها في الجهاد، وأن الله مع الصابرين فيه؛ لما في صبرهم من تثبيت للدين والمؤمنون على إيمانهم، والمجاهدين أمثالهم على الجهاد.
بينما لم يذكر لفظ الصابرون بالرفع إلا مرتين؛ مرة في الصبر على فتنة المال في قصة قارون، ومرة في حفظ المضطهد لدينه بالهجرة.

مع تعديل فيه
- 5 - المائدة 5: 69 “(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) ; رغم أنها جاءت بطريقة صائبة في البقرة 62 والحج 22: 17.
الفرق بين الصابئون والصابئين يأخذ نفس الحكم بين الصابرون والصابرين
وعندما نقارن بين الآيتين معًا نجد زيادة للصابئين:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) البقرة
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (69) المائدة
فمع ذكر الصابئبن زاد الله تعالى "فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ" بيانًا لفضلهم وبأنهم أعظم أجرًا من الفئة الثانية
فالله تعالى يريد أن يوصل للناس علمًا وبيانًا فيختار له من الأساليب والألفاظ الدقيقة الدالة على مراد الله عز وجل قد تخفى على قليل العلم، وتكون فتنة للضالين والذي في قلوبهم مرض.
ومعرفة سر اختلاف اسلوبها من تدبر آيات القرآن الكريم ومقارنتها بغيرها.

والله تعالى أعلم.

علاء عبد العزيز مصطفى
23/09/2008, 02:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

لم يكن هذا الذي في قلبه مرض هو الأول. ولن يكون الأخير
ولكن العجيب أن لو كان بالقرآن أخطاء لكان أول من قال ذلك هم أهل مكة وأصحاب اللغة
ولو وجد تعارض بين القرآن وبين قواعد النحو (وهو غير موجود إلا عند من في قلبه مرض) فسوف يكون الخطأ في قواعد اللغة وليس في القرآن، لسبب بسيط ألا وهو أن قواعد اللغة وضعت وكتبت وألفت بعد نزول القرآن بفترة لحفظ اللغة من الأعاجم الذين دخلوا في الإسلام,
ولتوضيح ذلك على سبيل المثال، فإن للمصريين لهجة عامية غير مكتوبة، فإذا كتبها مجموعة من المختصين ووجد تعارض بين اللهجة التي نتحدث بها وبين ما هو مكتوب في الكتب فسيكون حينئذ الخطأ فيما كتب
وعموماً القرآن الكريم "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً"

أبو مسلم العرابلي
23/09/2008, 07:34 PM
- 4 - المائدة 5: 38 “وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ; (والصواب: يديهما)


السرقة الواحدة؛ قد يشترك فيها واحد فقط، وقد يشترك فيها أكثر من واحد
يقال سارق البنك مثلا؛ رجل أو رجلان أو عصابة من الرجال
فصيغة الجمع في قوله تعالى " فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا" ليشمل المفرد والمثنى والجمع من السارقين، ولا يسلم منهم أحد من كلا الجنسين.

منذر أبو هواش
23/09/2008, 09:56 PM
شبهات القسيس المبشر السويسري فندر أو بفندر

معظم هذه الشبهات المدعاة هي شبهات أثارها قبل قرن ونصف القسيس المنصر السويسري الجاهل لعلوم اللغة العربية المدعو فندر أو بفندر، وقد مارس فندر هذا نشاطاته التدليسية المعادية لقدسية القرآن الكريم في أراضي الدولة العثمانية وإيران والقارة الهندية، ومع أن فندر كان على معرفة بسيطة باللغة العربية، وكان يخطئ كثيرا في ألفاظ الآيات التي يقرؤها في مناظراته إلا أنه كان يحاول إيهام العوام والمبتدئين بمعرفته اللغة العربية وعلوم النحو والصرف وقواعد التفسير ليتوصل بذلك إلى تغليط المفسرين المسلمين، ولينصب من نفسه حكما على القرآن الكريم.

قال الشيخ عبد الرحمن الجزيري رحمه الله تعالى: "كتب هذا القسيس في نهاية كتابه ميزان الحق في نسختيه الفارسية والأردية هذه العبارة بالعربية: "تمت هذه الرسالة في سنة ثمانية ماية ثلاثون والثلاث بعد الألف مسيحي وبالمطابق مايتان وأربعين ثمانية بعد الألف هجري ". كما كتب في آخر كتابه مفتاح الأسرار في النسخة الفارسية هذه العبارة بالعربية : "تمت هذه الأوراق في سنة ثمانية ماية وثلاثون السابعة بعد الألف مسيحي وفي سنة مايتان اثنا وخمسين بعد الألف من هجرة المحمدية". فهل يصح لمن هذه حال عربيته أن يتشدق بزعم وقوع الغلط في القرآن الكريم؟!"

وقد عاب فندر على من يبادر بالترجمة والتفسير بمجرد معرفة اللسان، وذكر أنه لابد للمفسر من الوقوف على مطلب الكتاب وصفات مصنفه وحالات أيامه وعادات قومه، كما أن على المفسر معرفة تسلسل المطالب لكي لا يفسد علاقة الأقوال اللاحقة بالسابقة. ولو طبقنا هذه القواعد على فندر نفسه لعلمنا أنه كان جاهلا جهلا تاما بالعلوم العربية المتقدمة وعلوم التفسير، وأنه بمجرد معرفته البسيطة باللسان العربي بادر بالتفسير والحكم على القرآن الكريم من الناحية النحوية والبيانية.

وقد وضع القسيس فندر بعض الرسائل التدليسية التي تحتوي على مثل هذه الشبهات المضحكة التي رد عليها علماء المسلمين وفندوها وسخروا منها في حينه، إلا أنها ما زالت مصدر إلهام لبعض المدلسين الجاهلين المدعين من أمثاله حتى يومنا هذا، حيث يواصل هؤلاء التعساء نسخها ولصقها ونشرها من أجل إحداث بعض البلبلة لدى المسلمين العاديين قليلي الإلمام بالأساليب المتقدمة للغة العربية والمعروفة لدى كافة المتخصصين في اللغة.

والردود على مثل هذه الشبهات التي لا يثيرها إلا الجاهلون متوفرة في التفاسير، وفي الانترنت، ولا يصعب حتى على الأولاد الصغار العثور عليها ودراستها والاطلاع من خلالها على الأساليب البلاغية المتقدمة في اللغة العربية وتعلمها.

أنصح بعدم الاجتهاد في الرد لغير المتخصصين، والاكتفاء بالرجوع إلى التفاسير والمراجع اللغوية المعتمدة ففيها الكفاية.

والله الموفق،

منذر أبو هواش

البقرة 2: 177 “لَيْسَ َالْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ ;(صوابه: أن تؤمنوا) ;بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى ;(صوابها: وتؤتوا) ;الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الْرِّقَابِ وَأَقَامَ ;(وصوابها: وتقيموا) ; الصَّلَاةَ وَآتَى ;(وصوابها: وتؤتوا) ; الّزَكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ ; (صوابه: والصابرون معطوف على والموفون ) ; ; فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ .

الرد: إن قوله تعالى: (ولكن البر من آمن بالله) ( البر ) هنا: اسم جامع للخير، والتقدير كما قال أهل العلم: ولكن البرَ برُّ من آمن، فحُذف المضاف؛ وهذا جائز ومعهود في اللغة.
- 2 - آل عمران 3: 59 “إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ; (وصوابه كن فكان).

الرد: ورد في القرآن الكريم في سياق الحديث عن خلق عيسى عليه السلام، قوله تعالى: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } (آل عمران:59)، والتعبير بأسلوب: { كن فيكون } ورد في أكثر من موضع في القرآن الكريم في سياقات مختلفة .

وقد استشكل بعض الناس مجيء الإخبار بصيغة الحاضر { فيكون } على ما وقع في الماضي، وقالوا: إن مقتضى الكلام أن يقال: ( فإنما يقول له كن فكان )؛ لأن الإخبار عن أمر قد وقع وانتهى، لا يصح أن يكون بلفظ المضارع، وإنما بلفظ الماضي .

وقد أجاب المفسرون على مجيء هذه الآية على هذا الأسلوب، فقالوا:

إن الآية جاءت بصيغة الحاضر بدلاً من صيغة الماضي، جريًا على عادة العرب في الاستعمال؛ حيث يستعملون صيغة المضارع تعبيرًا عن الماضي؛ لاستحضار صورة الحدث، وكأنه يقع الآن. قال ابن هشام في (مغني اللبيب): إنهم يعبرون عن الماضي، كما يعبرون عن الشيء الحاضر؛ قصدًا لإحضاره في الذهن، حتى كأنه مُشاهد حالة الإخبار ".

وعلى هذا الأسلوب جاءت كثير من الآيات القرآنية، غير الآية التي بين أيدينا، من ذلك قوله تعالى: { والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا } (فاطر:9) فلم يقل سبحانه: ( فأثارت ) بصيغة الماضي، وإنما قال: { فتثير } بصيغة الحاضر؛ لاستحضار تلك الصورة البديعة، الدالة على القدرة الباهرة من إثارة السحاب، وكأنها تحدث الآن، حيث تبدو أولاً قطعًا متناثرة، ثم تأتلف وتتداخل فيما بينها، إلى أن تصير ركامًا، ويتشكل منها الماء .

ومن ذلك أيضًا قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام و فرعون : { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض } (القصص:5) مع قوله أيضًا: { ونري فرعون وهامان وجنودهما } (القصص:6) فإن ( المنَّ ) على موسى بالنصر والتأييد قد تم وانتهى، وأصبح من التاريخ والماضي، ولكن جاء الخطاب القرآني بصيغة المضارع { نمن } ليستحضر القارئ صورة النصر والتأييد، وكأن مجريات الأحداث تجري بين ناظريه. وقل مثل ذلك في عاقبة فرعون ، حيث جاء التعبير القرآن بصيغة المضارع { ونري }؛ لاستحضار صورة الهزيمة، والعاقبة الوخيمة التي آل إليها أمر فرعون ومن معه .

وهذا الأسلوب الشائع في لغة العرب، والذي جاء القرآن الكريم على وفقه، إنما يُعمل به إذا عُرف المعنى، ولم يكن هناك التباس وغموض .

- 3 - النساء 4: 162 “لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ;(صوابه: والمقيمون) ; وَالْمُؤْتُونَ الّزَكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ .

الرد: أما قوله: «والمقيمين الصلاة» فمعطوف على «الراسخون» ومنصوب على المدح أو التخصيص على تقدير (أعني) المقيمين الصلاة. قال سيبويه: هذا باب ما ينتصب على التعظيم، ومن ذلك والمقيمين الصلاة.

- 4 - المائدة 5: 38 “وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ; (والصواب: يديهما)

الرد: المعنى يديهما وحكم اللغة أن ما أضيف من الخلق إلى اثنين لكل واحد واحد أن يجمع مثل قوله تعالى { فقد صغت قلوبكما } , وقد يثنى , والأفصح الجمع.

علما بأن جمع المثنى موجود في لغة العرب التي نزل بها القرآن الكريم, حيث كان العرب يستثقلون اجتماع تثنيتين في جملة واحدة ( الفتاتان تلعبان وتمرحان و.... الخ.), فـيعدلون عن التثنية بالجمع, لأن أول الجمع عندهم الاثنان.



وقد جاء قول الله تعالى في عدة مواضع بالقرآن الكريم, يعود فيه ضمير الجمع على مثنى, مثل:
" وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا ... "[المائدة : 38] ب- "هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ... [الحج : 19] ج- " إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ... "[التحريم : 4] د- "وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ... [الحجرات : 9] وقال: " كّلا فاذهبا بآياتنا إناَّ معكم مستمعون "

فزعم المعترضون أن الصحيح:
(فاقطعوا يديهما) بدلاً من (فاقطعوا أيديهما ). ب- (خصمان اختصما) بدلاً من ( خصمان اختصموا ). ج- (صغى قلباكما) بدلاً من (صغت قلوبكما). د-(طائفتان من المؤمنين اقتتلا ) بدلاً من (طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ). الرد :


وقد قالت العرب في الشيئين الَّلذين كلُّ واحد منهما اسمٌ على حدة وليس واحدٌ منهما بعض شيء كما قالوا في ذا؛ لأَّن التثنية جمعٌ، فقالوا كما قالوا: فعلنا.قال الله عزَّ وجلَّ " وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوّروا المحراب. إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان " ، وقال: " كّلا فاذهبا بآياتنا إناَّ معكم مستمعون " ."


وجاء في تفسير القرطبي : قال :{فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} ولم يقل: فقد صغى قلباكما، ومن شأن العرب إذا ذكروا الشيئين، من اثنين جمعوهما، لأنه لا يشكل. وقد مضى هذا المعنى في "المائدة" في قوله تعالى: {فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} وقيل: كلما ثبتت الإضافة فيه مع التثنية فلفظ الجمع أليق به، لأنه أمكن وأخف.

لذلك فالإتيان بـضمير جمع يعود على مثنى أمر معتاد في لغة العرب قبل القرآن الكريم وبعد القرآن الكريم وغير مخالف لقواعد اللغة.


- 5 - المائدة 5: 69 “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ;(وصوابه: والصابئين) ; وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ; رغم أنها جاءت بطريقة صائبة في البقرة 62 والحج 22: 17.


الرد: لو كان في الجملة اسم موصول واحد فقط (كـأن تقول: إن الصابئون) لحق لهم أن ينكروا ذلك، لكن لا يلزم للاسم الموصول الثاني أن يكون تابعا لإنَّ. فالواو هنا استئنافية من باب إضافة الجُملة للجملة، وليست عطفا على الجملة الأولى. لذلك رُفِعَ (والصابئون) للإستئناف (اسم مبتدأ) وخبره محذوف تقديره (والصابئون كذلك) أى (فى حكمهم).

والفائدة من عدم عطفهم على مَن قبلهم هو أن الصابئين أشد الفرق المذكورين فى هذه الآية ضلالاً، فكأنه قيل: كل هؤلاء الفرق إن آمنوا وعملوا الصالحات قَبِلَ اللهُ تَوْبتهم وأزال ذنبهم، (حتى الصابئون) فإنهم إن آمنوا كانوا أيضاً كذلك. و هذا التعبير ليس غريبا في اللغة العربية، بل هو مستعمل فيها.

- 6 - الأعراف 7: 160 “وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً ; (وصوابه: اثني عشر سبطاً).

الجواب : لأن تمييز (اثنتي عشرة) ليس هو (أسباطا) [لأن "أسباطا" جمع منصوب، وتمييز الأعداد من 11 إلى 99 مفرد منصوب] بل هو تمييز محذوف تقديره (قطعة أو فرقة)، وتم حذفه بلاغة لدلالة قوله (وقطعناهم) عليه. الأمر الذي جعل هذا التركيب في الذروة العليا من البلاغة، حيث حذف التمييز، وذكر وصفا ملازما لفرق بني إسرائيل وهم الأسباط بدلا من التمييز. وعند القرطبي أنه لما جاء بعد السبط (أمما) ذهب التأنيث إلى الأمم ، وكلمة (أسباطا) بدل من (اثنتي عشرة)، وكلمة (أمما) نعت للأسباط. وأسباط يعقوب من تناسلوا من أبنائه ، ولو جعل الأسباط تمييزه فقال: اثني عشر سبطا، لكان الكلام ناقصا لا يصح في كتاب بليغ؟ لأن السبط يصدق على الواحد، فيكون أسباط يعقوب اثني عشر رجلا فقط، ولهذا جمع الأسباط و قال بعدها (أمما) لأن الأمة هي الجماعة الكثيرة، وقد كانت كل فرقة من أسباط يعقوب جماعة كبيرة. [واثنتى هنا مفعول به ثانى ، والمفعول به الأول (هم)].

- 7 - طه 20: 63 “إِنْ هَذَانِ ;(وصوابه: هذين) ; لَسَاحِرَانِ .

الرد: (إن الناصبة) هي (إنَّ) وليست (إنْ بالسكون) وهى مخففة من ان، وإنْ المخففة تكون مهملة وجوباً إذا جاء بعدها فعل، أما إذا جاء بعدها اسم فالغالب هو الإهمال نحو: (إنْ زيدٌ لكريم)، ومتى أُهمِلَت يقترن خبرها باللام المفتوحة وجوباً للتفرقة بينها وبين (إنْ النافية) كى لا يقع اللّبس. واسمها دائماً ضمير محذوف يُسمَّى (ضمير الشأن) وخبرها جملة، وهى هنا (هذان ساحران).

- 8 - الأنبياء 21: 3 “وَأَسَرُّوا ;(وصوابه: أسرّ) ;النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا .

الرد: لقد أجاب العلماء عن الآية بوجوه عديدة، تبين أن الآية الكريمة لا إشكال فيها أبدًا، وأنها جاءت على حسب لسان العرب؛ وإنما الإشكال الحقيقي في سوء الفهم للغة العرب، وليس في مجيء الآية على الشكل الذي جاءت عليه .
ولا بد من التذكير بداية، أن لغات العرب لغات متعددة، فهناك لغة قريش، وهناك لغة طيئ، وهناك لغة تميم، وهناك لغة هذيل، وهناك لغة كنانة، وغير ذلك من لغات العرب .

والقرآن الكريم وإن كان قد نزل بحسب لغة قريش في معظم ألفاظه، إلا أنه قد جاء في بعض ألفاظه على غير لغة قريش؛ فلفظ { تخوف } في قوله تعالى: { أو يأخذهم على تخوف } (النحل:47) جاء على لغة أزد شنوءة، ويعني: التنقص؛ وحذف ياء المتكلم والتعويض عنها كسرة في قوله تعالى: { وإياي فارهبون } (البقرة:40) وقوله: { فإياي فاعبدون } (العنكبوت:56) ونحو ذلك من الآيات، إنما جاء على لغة هذيل. وهذا أمر معلوم لمن كان على علم بلغات العرب، ومعروف لمن كان على معرفة بما نزل عليه القرآن من لغات العرب غير لغة قريش .

وإذا رجعنا إلى القرآن، لوجدناه قد جاء في موضع آخر على أسلوب الآية التي معنا، وذلك في قوله تعالى: { وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم } (المائدة:71)، فقوله تعالى: { ثم عموا وصموا كثير منهم } جاء على غير لغة قريش، فبحسب لغة قريش كان ينبغي أن يأتي الفعلان: { عموا وصموا } من غير واو الجماعة؛ لوجود الفاعل الظاهر، وهو قوله: { كثير منهم } لكن جاءت الآية على وفق لغة أخرى من لغات العرب .

وإذا رجعنا إلى أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم، لوقفنا على العديد من الشواهد التي جاءت بحسب الأسلوب الذي وردت عليه الآية؛ فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار ) متفق عليه، وقد ورد هذا الحديث بهذا اللفظ في "الصحيحين" مما يدل على صحة هذا الاستعمال. قال القرطبي : ( الواو ) في قوله: ( يتعاقبون ) علامة الفاعل المذكر الجمع، على لغه بني الحارث...قال: وهي لغة فاشية، ومشهورة، ولها وجه من القياس واضح .

ومن ذلك ما رواه مسلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الحياء خير كله ، فقال بشير بن كعب : إنا لنجد في بعض الكتب أو الحكمة أن منه سكينة ووقارًا لله ومنه ضعف، قال: فغضب عمران حتى احمرتا عيناه..) الحديث. والشاهد فيه قول الراوي: ( حتى احمرتا عيناه ) والشائع في اللغة أن يقال: ( حتى احمرت عيناه ) لكن جاء بهذا الأسلوب على لغة من يجيز ذلك من العرب. قال النووي معلقًا على هذا الاستعمال: وهو صحيح جار على لغة ( أكلوني البراغيث ) وهي لغة تجمع بين الفاعل المضمر والفاعل الظاهر .

ومن ذلك أيضًا، حديث عائشة وهو في صحيح مسلم ، قالت: ( ذكرن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كنيسة رأينها بأرض الحبشة...) والشاهد فيه، قولها: ( ذكرن أزواج ) وكان الشائع في اللغة أن تقول: ( ذكر أزواج...) بغير نون النسوة، وهي نون الفاعل هنا، لكن جاءت بها على لغة من يجيز ذلك من العرب. قال النووي مبينًا صحة هذا الاستعمال: وهو جائز على تلك اللغة القليلة .

وفي مسند أحمد عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ( اجتمعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم...) والشاهد فيه قول عائشة : ( اجتمعن أزواج...) فجاءت بضمير النسوة الفاعل ( اجتمعن ) مع وجود الفاعل الظاهر ( أزواج )، وكان الشائع أن تقول: ( اجتمع أزواج...) بغير نون الفاعل. قال القرطبي معلقًا على قول عائشة : زيادة النون على لغة ( أكلوني البراغيث )؛ وقد أثبتها جماعة من أئمة العربية .
هذا بعض مما جاء في الأحاديث حول هذا الاستعمال؛ أما ما جاء في أشعار العرب من ذلك، فمنه قول أحيحة بن الجلاح :
يلومونني في اشتراء النخيل قومي وكلهم ألوم
فجاء بواو الضمير، الدالة على الجماعة مع الفعل في قوله: ( يلومونني )، وجاء في الوقت نفسه بالفاعل الظاهر في قوله: ( قومي ) .

وقال أبو تمام :
بك نال النضال دون المساعي فاهتدين النبال للأغراض
فأتى الشاعر بضمير النسوة ( النون ) في قوله: ( فاهتدين ) مع وجود الفاعل الظاهر، وهو قوله: ( النبال ) .
وقال الفرزدق يذم عمرو بن عفراء :
ولكن ديافيٌّ، أبوه وأمه بحوران، يعصرن السليط أقاربه
و( دِياف ) قرية بالشام، والنسبة إليها ( ديافي )، نسب الشاعر إليها عمرو بن عفراء على سبيل الذم؛ و( السَّلِيطُ ) الزيت. والشاهد في البيت، قول الشاعر: ( يعصرن )، فقد جمع بين ضمير الفاعل، وهو نون النسوة، وبين الفاعل الظاهر، وهو قوله: ( أقاربه ) .

فهذا الاستعمال الذي جاءت بحسبه الآية، استعمال عربي صحيح فصيح لا غبار عليه، ولا ينبغي أن يكون محل اعتراض أو إشكال .

وهذا الأسلوب ما زال مستخدما وحيا عند كثير من العرب على اختلاف بلادهم. غنت فيروز فقالت: سألوني الناس!

- 9 - الحج 22: 19 “هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ; (صوابه: اختصما في ربهما).

الرد: هذان خصمان اختصموا، قال اختصموا لأنه يريد أن يبين أن هذين الخصمين ليسا شخصين بل قومين أو جماعتين، والتقدير هؤلاء القوم صاروا في خصومتهم على نوعين. وينضوي تحت كل نوع جماعة كبيرة من البشر. نوع موحدون يسجدون لله، وقسم آخر حق عليه العذاب كما نصت عليه الآية التي قبلها. أضف إلى ذلك ما ورد في البند 4.

- 10 - الحجرات 49: 9 “وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ; (صوابه: اقتتلتا).

(وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ) (4). أعاد الضمير جمعاً " اقتتلوا " هذا فى جملة الخبر ، مع أن المبتدأ مثنى " طائفتان " وذلك لأن هذا اللفظ مثنى غير حقيقى ، بل هو مثنى فى اللفظ ، جمع فى المعنى.
وفى هذه الآية راعى النظم القرآنى المعجز المعنى فى جملة الخبر وحدها " اقتتلوا " ثم راعى اللفظ فى بقية الآية هكذا:
(فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما (.
وكلا المنهجين فصيح صحيح بليغ.
والذى سوَّغ مراعاة المعنى فى " اقتتلوا " وقوعه بعد جمعٍ ، هو " المؤمنين " ، وليس فوق ذلك درجة من الصحة والإصابة ، وإن كره الحاقدون.
والخلاصة:
أن " اختصموا " و " فى ربهم " الذوق السليم يشهد أن " اختصموا " أبلغ من اختصما ، وأن " ربهم " أبلغ من ربهما.
لأن " اختصموا " يفيد تبادل الخصومة بين جميع أفراد ال " خصمان " من أول وهلة ، وكذلك " ربهم ؛ إن ضمير الجمع فيه " هم " يفيد من أول وهلة ربوبية الله لكل فرد منهم.
والاختصام هو الحدث الرئيسى فى هذه الواقعة. فعُبِّر عنه بهذا اللفظ الفخم " اختصموا " ومحال أن يستقيم لو قيل بعده " فى ربهما " فسبحان من هذا كلامه ، الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد.

- 11 - المنافقون 63: 10 “رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ; (صوابه: فأصدّق وأكون).

الرد: لم ترد كلمة (فأصّدّقَ) مجزومة لدخول (فاء السببية) عليها. وهي التي تفيد أن ما قبلها سبب في حصول ما بعدها. فإذا قلت ذاكر فتنجح، فإن هذا يعني أن المذاكرة هي السبب الذي يؤدي إلى النجاح، ويُنصب فعل المضارع بعدها وجوباً بـ (أن) المضمرة إذا كانت مسبوقة بنفي أو طلب كما في الآية الكريمة، ولو لم توجد (الفاء السببية) لكانت كلمة (أصّدّقَ) مجزومة، فجاز العطف على (موضع الفاء السببية). [الواو هنا من باب عطف الجملة على الجملة، وليست من باب عطف الفعل على الفعل، وهو مجزوم فى باب الطلب (الأمر) لأن الطلب كالشرط.]

وتقرأ كلمة (وأكن) بالنصب والجزم، أي أن العبارتين صحيحتان. وأما النصب فلأنها معطوفة على (فأُصدق) المنصوب (لفظا) في جواب (لولا)، ولأن كلمة (فأصّدّقَ) وإن كانت منصوبة (لفظا)، لكنها مجزومة (محلا) بشرط مفهوم من قوله (لولا أخرتني)، حيث إن قوله (فأصّدّقَ) مترتب على قوله (أخرتني)، فكأنه قال: إن أخرتني أصدق وأكن. وقد وضع العلماء قاعدة فقالوا: إن العطف على (المحل المجزوم) بالشرط المفهوم مما قبله جائز عند العرب. قال أبو شامة في شرح الشاطبية: وقرأ أبو عمرو (وأكونَ من الصالحين) عطفاً على (فأصدقَ) لفظا.

وأما الجزم فلأنها جواب طلب. والطلب هو فعل الأمر أو ما يشبهه، ويأتي في الكلام على ثمانية أنواع، ما يهمنا منها هو التحضيض: وله خمسة حروف وهي: هلّا، ألّا، لوما، لولا، ألا. فالآية وردت كالتالي: ( لولا أخّرتني …… أكن من الصالحين). لولا: أداة تحضيض، أكن: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب، وعلامة جزمه السكون. ووجه ذلك أنه مجزوم عطفاً على (موضع فأصدق) لأن الفاء السببية لو لم تدخل لكان (أصدق) مجزوماً لأنه جواب التحضيض الذي هو في معنى الطلب والتمني والعرض، والكل فيه معنى الأمر، وما كان كذلك ينجزم جوابه على قاعدة في علم العربية مقررة: (وإن كان فيه فاء انتصب...) فلما كان الفعل المنتصب بعد الفاء السببية في (موضع فعل مجزوم) كأنه جزاء الشرط حمل قوله (وأكن) عليه، وقد قرأها الجمهور (وأكن) بالجزم عطفاً على (محل فأصدق) لأنه على معنى (إن أخرتني أصدق وأكن)، وكذا قال أبو علي الفارسي وابن عطية وغيرهم. وقرأ آخرون بإسكان النون وحذف الواو لالتقاء الساكنين.

- 12 - ومما فيه مراعاة للسجع قوله: “سَلاَمٌ عَلَى إِلْيَاسِينَ ; (وصوابها: الياس) الصافات 37: 130. وقوله “وَطُورِ سِينِينَ ; (وصوابه: طور سيناء) التين 95: 2.

الرد: إلياسين وإلياس اسم سرياني تكلمت به العرب على وجوه كما فعلوا في جبريل وميكال فقالوا: إلياسين كجبرائيل وإبراهيم وميكائيل. وقالوا: إلياس كإسحاق؛ كذا قال السخاوي في شرح الشاطبية، وقال ابن جني: العرب تتلاعب بالأسماء الأعجمية تلاعباً، فياسين، وإلياس، وإلياسين شيء واحد. وذهب أبو عبيدة إلى أنه جمع جمع التسليم على أنه وأهل بيته سلم عليهم، وأنشد: قدني من نصر الخبيبين قدي.... وإنما يريد أبا خبيب عبد الله بن الزبير فجمعه على أن من كان على مذهبه داخل معه. كذا في تفسير القرطبي

والأصل عدم اعتبار أي اعتراض يوجَّه إلى القرآن الكريم، إذ هو كلام رب العالمين (ومن أصدق من الله حديثا) (النساء:87)، وليس كلام بشر، يخضع لمعايير النقد اللغوي وغيرها، فإذا كان هذا شأنه فلا يصح فيه ما يصح في كلام الناس، بل هو الحَكَم والقاعدة في كلام الناس. والأسلوب القرآني لا مأخذ عليه (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (فصلت:42). علما بأن الأمر في القرآن الكريم جارٍ وفَقَ سَنَن لسان العرب ولغتهم، وعلى هذا فلا مطعن لطاعن في كتاب الله ولا متمسك لمثيري الشبهات، بل إن العيب فيهم إذ إنهم يجهلون لغة العرب وأساليبهم في نظم الكلام وسبكه، وكفى بالمرء عيبًا أن يقول ما لا يعلم، فكيف إذا كان يطعن فيما لا علم له به ؟! نسأل الله أن يبصِّرنا الحق ويرزقنا اتباعه، ويجنبنا الزلل والخطأ.

قال الشيخ عبد الرحمن الجزيري رحمه الله تعالى :

"ومنه يتضح للقراء صدق ما ذكرناه غير مرة من جرأة هؤلاء الناس على الحقائق العلمية، ونزولهم إلى ميادين المناظرات وهم عزل من كل سلاح، مجردون من كل دليل، لا هم لهم إلا التهويش والتضليل، ظنا منهم أن ذلك يؤثر على نفوس الضعاف فيقعون في حبائلهم التي يصطادون بها الجهلة و الأحداث ".

وخلاصة القول في الرد على شبهة الأخطاء النحوية و البيانية في القرآن الكريم أنه يكفي لبيان بطلانها الرجوع إلى كتب اللغة والنحو والبلاغة، فيتضح أن ما زعموه أخطاءً هو موافق لنسق اللسان العربي وليس مخالفا له، ولو كان مثل ذلك يعد خطأ لسبقهم العرب المشركون وأهل الكتاب إلى إظهاره والتمسك به، وكانت دواعيهم لذلك متوفرة، ولكن الذي حصل أنهم اعترفوا بإعجازه، وخضعوا لفصاحته وبلاغته.

باسين بلعباس
24/09/2008, 01:25 AM
الباحث والاستاذ منذر أبو هواش:
شكرا لك على أن أسهمت ..وأفضت..فجمعت..وتناولت ما ذهب إليه المرجفون،بالإجابة الصائبة..ردا عن الفكرة الخائبة..وإعلانا للناس أن كتاب الله ، جاء لقريش في عقر دارها..حيث تجتمع قبائل العرب من كل فجاجها..ومختلف بطونها وأفخاذها، يتحدى سليم البيان وقوة اللسان..وما وقف المشركون له على نقص..وهم المترصدون للحن..الباحثون عن الإحن..الراكضون وراء الفتن..والدسائس والمحن..
فلك كل الشكر والتقدير..وجعل الله ما تقوم به في ميزان حسناتك
والعاقبة للتقوى

الحاج بونيف
24/09/2008, 01:33 AM
اقتباس :
- 7 - طه 20: 63 “إِنْ هَذَانِ ;(وصوابه: هذين) ; لَسَاحِرَانِ

أجمع القرّاء على تشديد نون " إنّ" إلا ( ابن كثير ) و ( حفصا ) فإنهما خففاها . و أجمعوا على لفظ الألف في قوله (هذان ) إلا ( أبا عمرو ) فإنه قرأها بالياء . و أجمعوا على تخفيف النون في التثنية إلا ( ابن كثير ) فإنه شددها . فالحجة لمن شدد النون في ( إن) و أتى بألف في (هذان) : أنه احتج بخبر (الضحاك) عن (ابن عباس) : أن الله تعالى أنزل هذا القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب . و هذه اللفظة بلغة (بلحارث بن كعب ) خاصة لأنهم يجعلون التثنية بالألف في كل وجه ، لا يقلبونها لنصب و لا خفض .
قال شاعرهم :
إنّ أباها وأبا أباها *** قد بلغا في المجد غايتاها

فلما ثبتت هذه اللفظة في السواد بالألف ، وافقت هذه اللغة ، فقرأوا بها ، ولم يغيروا ما ثبت في المصحف .
والحجة لمن خفف النون : أنه جعلها خفيفة من الشديدة فأزال عملها، و رد ما كان بعدها منصوبا إلى أصله ، و هو المبتدأ، و خبره ، فلم يغير الّلفظ ولا لحن في موافقة الخط .
والوجه الآخر أن يكون (إنْ) ها هنا بمعنى( ما ) و اللام بمعنى ( إلا ) كقوله تعالى (إن كل نفس لما عليها حافظ ) معناه والله أعلم : ما كل نفس إلا عليها حافظ

المرجع : كتاب الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ص242 ..

jalalrai
16/10/2008, 02:11 AM
السادة الكرام،
أسعدكم الله و زادكم علما و أخص أستاذنا أبي هواش زيادة و زيادة. و أنا شخصيا أرى أن القرآن ليس فيه مما يدعي اهل اللغط و القيل و القال. و هل ترك أهل الفصاحة حرفاً قاله الرسول إلا و فندوه أبعد مما نتصوره. و قد وجدوه أرقى من الشعر و أحلى من السجع و ما هو من كلام البشر.

لكن أيها الأخوة الأفاضل، كنت في عام 1999 قد قرأت حديثاً منسوباً لأم المؤمنين ترد به على ابن اختها عبد الله عندما يسألها عن بعض الأي، و منها إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}(طه/63). و ترد عليه ( حسب الرواة) أن "ثلاثة أحرف في كتاب الله هي خطأ من الكاتب" فهل هذا الكلام صحيح أم أن الحديث كله منحول عليها؟ و للأمانة العلمية أقول كنت قد قرأت هذا في أحد كتب الاستاذ إبراهيم السامرئي (دراسات في اللغة 1961) في الصفحة 25 على ما أذكر،عندما كنت في الهند. و منذ أقل من أسبوع في عام 2008 وجدت موقعاً قبطياً يتحدث عن نفس الموضوع و يدرج مواضيع مماثلة من تحريف القرآن على يدي ابن يوسف الثقفي و ما إلى ذلك من الكلام.
"قول عائشة بخطأ كاتب المصحف الأول : روى أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أنـها قالت : ثلاثة أحرف في كتاب الله هي خطأ من الكاتب { إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}(طه/63). و {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ}(المائدة/69). و{لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ }(النساء/162). "
د. جلال راعي
مع كل الحب و التقدير

أبو مسلم العرابلي
17/10/2008, 02:26 AM
السادة الكرام،
أسعدكم الله و زادكم علما و أخص أستاذنا أبي هواش زيادة و زيادة. و أنا شخصيا أرى أن القرآن ليس فيه مما يدعي اهل اللغط و القيل و القال. و هل ترك أهل الفصاحة حرفاً قاله الرسول إلا و فندوه أبعد مما نتصوره. و قد وجدوه أرقى من الشعر و أحلى من السجع و ما هو من كلام البشر.

لكن أيها الأخوة الأفاضل، كنت في عام 1999 قد قرأت حديثاً منسوباً لأم المؤمنين ترد به على ابن اختها عبد الله عندما يسألها عن بعض الأي، و منها إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}(طه/63). و ترد عليه ( حسب الرواة) أن "ثلاثة أحرف في كتاب الله هي خطأ من الكاتب" فهل هذا الكلام صحيح أم أن الحديث كله منحول عليها؟ و للأمانة العلمية أقول كنت قد قرأت هذا في أحد كتب الاستاذ إبراهيم السامرئي (دراسات في اللغة 1961) في الصفحة 25 على ما أذكر،عندما كنت في الهند. و منذ أقل من أسبوع في عام 2008 وجدت موقعاً قبطياً يتحدث عن نفس الموضوع و يدرج مواضيع مماثلة من تحريف القرآن على يدي ابن يوسف الثقفي و ما إلى ذلك من الكلام.
"قول عائشة بخطأ كاتب المصحف الأول : روى أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أنـها قالت : ثلاثة أحرف في كتاب الله هي خطأ من الكاتب { إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}(طه/63). و {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ}(المائدة/69). و{لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ }(النساء/162). "
د. جلال راعي
مع كل الحب و التقدير

أخي الكريم
لم أجد هذا الحديث في الألفية للسنة النبوية
ولو صح الحديث وما أظن أنه صحيح
فليس كل الصحابة مضطلعون على الأحرف في القراءات
وعائشة رضي الله عنها واحدة منهم
فهي تحكم بما تعرف من القراءة وليس جميعها

وإليك هذا النقل من نوادر الأصول في أحاديث الرسول ج3/ص91
"وما رواه شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم أن هذا خطأ من الكاتب إنما هو ( تستأذنوا وتسلمواعلى أهلها) فهذا كلام جاهل أو ملحد يكيد الدين أو ليس فيما روى أبو أيوب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تفسير الاستئناس ما يبطل هذا وكان كتاب الله تعالى بين ظهراني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مضيعة حتى كتب الكاتب فيها ما شاءوا أو زادوا أو نقصوا وكان الصحابة أهملوا أمر دينهم حتى فوضوا عهد ربهم إلى كاتب يخطئ فيه ثم يقرؤه أبو بكر وعمر وأبي رضي الله عنهم حيث جمعوه في خلافة أبي بكر رضي الله عنه ثم من بعده مرة أخرى في زمن عثمان رضي الله عنه وهم على الخطأ وشعبة وأبو بشر رواة لا يعرفون ما غور هذا وإنما ينكر هذه الأشياء ويدفعها الرعاة عقلوا عن الله تعالى وعن تدبيره فهموا وهم المقربون أهل اليقين الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله كنت سمعه وبصره فهو الذي ينفي هذه الأشياء ويدفعه فإذا نفاه ودفعه فبه ينفي وبه يدفع لأنه به يعقل وبه ينطق وهو حجة الله تعالى على خلقه وراعي غنمه وطبيب عباده فمن عارضه هلك وهو لا يشعر"

وهذا نقل من شبكة الشيعة التي تروج لهذا الأمر
من كتاب الفرقان في معرفة رسم القرآن للمجحوم الهالك ابن الخطيب
الذي أفتى الأزهر بتحريم الكتاب عام 1949م قبل أن تنزل اللعنة على صاحبه
"قول عائشة بخطأ كاتب المصحف الأول : روى أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أنـها قالت : ثلاثة أحرف في كتاب الله هي خطأ من الكاتب { إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}(طه/63). و {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ}(المائدة/69). و{لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ }(النساء/162).

أما وقد ثبت لنا الآن من قول عائشة (رضها) ومن قول كثير من فضلاء الصحابة : خطأ الكاتب للمصحف الأول ، فلا معنى للتمسك بـهذا الرسم ، الذي ثبت خطؤه بقول الرسول عليه الصلاة والسلام ، وقول عثمان (رض) ، وقول عقلاء الأمة وأدبائها ومفكريها . وقد كان هذا الرسم سببا في خطأ بعض القراء المشهورين ، كما سنبينه في الفصول القادمة إن شاء الله تعالى " ( 4 ) .
وهم يقصدون بـ (رضها) رض الله عنقها و(رض) ورض الله عنقه .
بل رض الله عنق مؤلف الكتاب

أبو مسلم العرابلي
17/10/2008, 09:15 AM
سؤال 316: (إنّ هذان لساحران) لماذا جاءت هذان مرفوعة بعد إنّ؟
هاهنا مقدمة قبل أن نخوض في الإجابة عن السؤال: نحن عندما يرد إلينا كلام لعربي فصيح نحاول أن نجد له توجيهاً لأن أحدث النظريات اللغوية تقول: "إبن اللغة له القدرة على أن يكوّن من الجُمل ما لا حصر له وله القدرة على أن يحكم بأصولية أي جملة في لغته وعدم أصوليتها" معناه هو يتكلم هكذا فكلامه كله محترم ومقبول هذا كلامه. لما نسمع كلام العربي نحاول أن نجد له توجيهاً إما أن يكون موافقاً لكلام عموم العرب وإما أن يكون له حكمة خاصة أو حالة خاصة.
سؤال من المقدم: إلى متى كلام العرب يؤخذ به للإستشهاد ؟ أوقف العلماء الإستشهاد إلى الوقت الذي اختلط الناس وصار العربي يتعلم العربية في الكُتّاب يعني في حدود 150 للهجرة، يقولون آخر من كان يحتج به إبن هرمة الشاعر المتوفى سنة 150 للهجرة كان آخر من يحتج به، بعض العلماء بقوا يسافرون إلى القبائل (هذا في المدن) ويسمعون منهم وفي هذه المرحلة في مرحلة السفر إلى القبائل توقف الأخذ من قريش لأن قالوا قريش اختلطت فما عاد أحد من العلماء يذهب إلى قريش وصاروا يذهبون إلى البوادي، لما بدأوا يجمعون اللغة وجدوا أن قريشاً قد اختلطوا وفسدت ألسنتهم فصاروا يأخذون من تميم ومن هذيل ومن أسد ومن كنانة الذين في البادية. بعض العلماء بقي إلى فترة نحن عندنا في القرن الرابع لكن كانوا يمتحنون أفراداً يرى هل فسد لسانه؟ يقولون لان جلدك يا فلان أي صار حضرياً جلدك صار ليناً لم يعد بتلك الخشونة فلا يأخذون منه. إبن اللغة يؤخذ من لغته. أي شخص يشكك في لغة العرب الآن فقد جانب الصواب لأن اللغة وضعت بناء على دراسات وأولاً القرآن جاء محفوظاً من عشرات الألوف من الناس بقراءاته المختلفة فأخذوا منه، الشعر العربي جُمِع، الكلام العربي –يقولون الكسائي أنفق كذا دواة في التسجيل عن الأعراب – لما يأتي قول الشاعر العجير السلولي توفي عام 90 للهجرة وقوله هذا من شواهد سيبويه وسيبيويه إذا استشهد بشيء يقولون إذا قالت حذامي فصدقوها فإن القول ما قالت حذامي، القصيدة طويلة يقول فيها:
إذا مِتُّ كان الناس صنفان شامتٌ وآخر مُثنٍ بالذي كنت أصنعُ
يعني سيكون الناس بالنسبة لي صنفين، سيبويه قال هنا قوله صنفان - هذا عربي ما كان يدرس وهكذا كان يتكلم - إذن هو كان يعني إذا مت كان الأمر أو الشأن أو الحال "الناس صنفان" مبتدأ وخبر، كان فعل ناقص إسمها محذوف يعود إلى الشأن (الناس صنفان) في محل نصب خبر كان. لما يأتي شاعر آخر صاحب الخزانة:
إذا اسودّ جُنح الليل فلتأت ولتكن خطاك خفافا إن حرّاسنا أُسدا
لم يقل أسدُ فقال هذا عربي يستدل بلغته إذن لما قال أُسدا معنى ذلك يوجّه أن حراسنا تجدهم أو تلقاهم أُسدا، هكذا التوجيه. يقدر له هكذا أن حراسنا تجدهم أسدا لأن العربي لا يخطئ في لغته فيوجّه. كان يستطيع الشاعر في البيت الأول أن يقول صنفين لكنه أراد أن يقول صنفان لأنه يريد أن يقول كان الأمر أو الشأن أو القضية الناس صنفان كأنه أرادها أن تكون كتلة لوحدها الناس بشأني صنفان ثم أدخل كان ليجعل هذا في ما مضى أن حقيقة الأمر سيكون هكذا.
الأحرف القرآنية قلنا أكثر من مرة هي لهجات قبائل نزل بها جبريل  من الله سبحانه وتعالى لأن العرب أمة أمية لم تكن تقرأ أو تكتب أو قُرئت بين يدي رسول الله  فأقرهم عليها بأمر من ربه. لما وحّد عثمان بن عفان رضي الله عنه على حرف واحد الناس تشبثوا بما وافق الرسم مما كان من الأحرف لأن القراءات هي بقايا الأحرف.
(إن هذان لساحران) هذا قراءات العرب، ماذا نجد؟ نجد أهل البصرة بكل قبائلهم كانوا يقرأون (إنّ هذين لساحرين) لو نظرت في المصحف في هذه الآية ستجد كلمة (هذن) مكتوبة بدون ألف وبين الذال والنون لم يكتب شيء، هذه إضافة للألف الخنجرية، القراءة التي نقرأ بها. أهل البصرة وعليهم من قرأ بقراءتهم، أبو عمرو كان يقرأ (إن هذين) لم يقرأ من عند نفسه وإنما قبائل البصرة جميعاً قرأت بين يدي رسول الله  (إنّ هذين) فأقرها بأمر من ربه. إذن عندنا قراءة سبعية يصلي بها جمهور من العرب كانوا يقرأون بها (إنّ هذين)، هذه لا مشكلة فيها ولا يُسأل عنها. القراءة الأخرى: إبن كثير، أهل مكة وحفص عن عاصم وبها نقرأ، أهل مكة وحفص يعني بعض قبائل الكوفة وليست كل قبائل الكوفة يقرأون (إن هذان لساحران) وهذه لا سؤال فيها أيضاً لأن (إنّ) إذا خففت زال عملها ولزم خبرها اللام، تقول: إنّ زيداً مجتهدٌ فإذا خففتها وقلت: إنْ زيدٌ لمجتهدٌ تأتي باللام فارقة بينها وبين النافية وعليها قراءتنا الآن. (إن) تُعرب مخففة من الثقيلة مهملة وزيد مبتدأ واللام فارقة ومجتهدٌ خبر، هذه عليها قراءتنا في المشرق لا إشمال فيها. الإشكال في المغرب العربي (قراءة نافع) وليس المغرب وحده وإنما أهل المدينة المنورة لأن قراءة أهل المغرب هي قراءة المدينة المنورة. (نستكمل الإجابة عن هذا السؤال في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى).
بُثّت الحلقة بتاريخ 27/1/2007م

________________________________________
الحلقة 83
تابع سؤال 316: نحن وقفنا في الحلقة الماضية عند هذه الآية في قول الله سبحانه وتعالى (قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) طه) وقلنا إن القبائل العربية التي كانت في البصرة بمجموعها كانت تقرأ (إنّ هذين لساحران) وهذه لا سؤال فيها لأن إسم (إنّ) منصوب (إنّ هذين) وهذه قراءة أبي عمرو. وأن بعض القبائل التي في الكوفة وأهل مكة لأن إبن كثير وحفص يقرأون (إن هذان لساحران) وهذه أيضاً لا سؤال فيها لأن (إن) هي (إنّ) المثقلة خُففت وإذا خُففت يزول عملها وترتبط اللام بخَبَرها للتفريق بينها وبين النافية حتى لا يُظنّ أنها للنفي فيلزم خبرها اللام، وهذه أيضاً لا سؤال فيها. ..
د .حسام النعيمي
من حلقات لمسات بيانية

jalalrai
17/10/2008, 06:05 PM
الفاضل ابو مسلم،
أطيب تحيه و أعطرها شكرا،
لقد شفيت فيّ ما كنتُ قد أشك فيه ( و نحن البشر) فلن أسأل بعد هذا المقال عن أقاويل الذين لا يعلمون. و كنتُ قرأت فيما مضى عن شىء مما حدث مع سيدنا عمر (رضي الله عنه) و الصحابي الجليل( ابن مسعود ) بخصوص بعض القراءة. و هاأنتم تثبتون فكرة الأحرف و أن ليس كل الناس على علم بهذا ( و ابن مسعود كان من السادة في قراءة التنزيل) .
جزاك الله كل خير و زادنا معكم من العلم كثيره و خيره
د. جلال راعي

أبو مسلم العرابلي
17/10/2008, 11:19 PM
الفاضل ابو مسلم،
أطيب تحيه و أعطرها شكرا،
لقد شفيت فيّ ما كنتُ قد أشك فيه ( و نحن البشر) فلن أسأل بعد هذا المقال عن أقاويل الذين لا يعلمون. و كنتُ قرأت فيما مضى عن شىء مما حدث مع سيدنا عمر (رضي الله عنه) و الصحابي الجليل( ابن مسعود ) بخصوص بعض القراءة. و هاأنتم تثبتون فكرة الأحرف و أن ليس كل الناس على علم بهذا ( و ابن مسعود كان من السادة في قراءة التنزيل) .
جزاك الله كل خير و زادنا معكم من العلم كثيره و خيره
د. جلال راعي

وجزاك الله بكل خير يا أخي الكريم
وزادكم الله من علمه وفضله وإحسانه