المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليهود و أسلوب السّيطرة



حسين نور الدين
25/09/2008, 10:07 PM
اليهود و أسلوب السّيطرة

عندما يقال أنّ اليهود يسيطرون على القرار السياسي الأمريكي على سبيل المثال فكيف تمّ ذلك و بأي وسيلة ؟
يتحدّثون عن اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة و عن النفوذ اليهودي في أوروبا و عيّنة من شعوبنا العربية تدرك ذلك كأحد معطيات و معالم معرفية بأنّ اليهود لهم سيطرة و نفوذ و قوة في العالم و أنهم يتحرّكون تخريباً و فساداً و و و .
و عيّنة أخرى من قلّةٍ قليلة من شعوبنا تحوز على علمٍ و معرفةٍ بحقيقة الواقع الذي لليهود نفوذ ماحقٌ فيه و مؤثّرٌ إلى درجة الكارثيّة ، و عندما نتّحدّث عن حقيقة الواقع فتأكّدوا أنّ هذه الحقيقة تختلف و لو بشكل نسبيٍّ و كيفيٍّ و نوعيٍّ أيضاً عن المعرفة العامّة الموجودة في الأذهان .
المعرفة العامّة أو المعطيات البسيطة المعمّمة تلقائياً و الموجودة في أذهان غالبية شعبنا العربي العفوي عن اليهود هي معرفة و معطيات لا تغني ـ بصراحةٍ ـ و لا تسمن من جوع و ليست كفيلة بأن تحدث تغييراً حقيقياً على أرض الواقع و لا حتّى في الأذهان و الأفكار و النفوس .
و عندما يرد معنى التغيير الحقيقي على أرض الواقع فذلك لأنه ليست أمريكا و أوروبا هي التي تمكّن اليهود من تحقيق نفوذهم فيهما فقط ومع أنّ قوة أمريكا و أوروبا لهما شأنٌ كبير و تأثيرٌ مباشرٌ في سياساتنا العربية و لهما أيضاً دور أساس في سلبيّة واقعنا السياسي و الاقتصادي و أيضاً الثقافي و الإجتماعي كتحصيل حاصل ، و يكفي أنّ الاستعمار القديم لبقاعنا العربية و المسلمة كان أوروبياً و الاستعمار الجديد القادم بكلّ ثقله في حاضرنا هو أمريكيٌّ الآن بمشاركة أوروبية على أقل تقدير أو بغطاء أوروبي دولي أممي في أفضل الحالات ، إذاً ليس لكون أمريكا و أوروبا هما اللتان أضحى لليهود نفوذٌ و سيطرة فيهما و لكن لكون اليهود لهم وجودٌ قويٌّ و تأثير كبيرٌ مستتر بقربنا و حولنا و في بلادنا و مجتمعاتنا و دولنا .
كيف تمكن اليهود من السيطرة على دولٍ عظمى ؟
و كيف تسنّى لهم أن يرسموا خططهم التي تشمل العالم ككلّ ؟
ألم يكن هناك مقاومة لنفوذهم في أمريكا و أوروبا ؟ فكيف أصبحوا و كأنهم القوّة التي فرضت نفسها على القوى الدولية العظمى فضلاً عن دول أقل من عظمى و دولٍ ليست بعظمى و دول الهامش أيضاً ؟
إمّا أنّ هذه المعطيات خاطئة و غير صحيحة أو أنها صحيحة و لكن تحيّر من يتفكّر بها ! بـ كيف تمكّن اليهود و هم القلّة القليلة في العالم من فرض سيطرتهم و تسيير سياسيات دولٍ عظمى و غير عظمى بما فيه مصالحهم و تطبيق خططهم ؟
و أين همُ اليهود في بلادنا وسياسيات بلادنا ؟ هل هم موجودون و فاعلون و مؤثّرون أم أنّهم ليسوا كذلك ؟
و هل ( إسرائيل ) ككيان صهيوني غاصبٌ يختلف من حيث التعاطي السياسي تجاهه من قبل الدول العربية عن التعاطي مع اليهود في داخل بلداننا و مع محافلهم العاملة و النّشطة في البلاد العربية ؟ الجواب : نعم ؟
هناك اختلافٌ ظاهريٌّ في التّعاطي من قبل دولنا العربية تجاه ( إسرائيل ) من جهة و تجاه اليهود و المحافل اليهودية في الداخل العربي من جهة أخرى .
و ليس في مقالنا هذا حديث عن الداخل العربي و المحافل اليهودية و لكن الحديث سيتناول كيفية النفوذ اليهودي في الدول و المجتمعات .
و أساليبهم تتلخّص بالآتي :

ـ التّسلّل
ـ الانخراط
ـ النشاط
ـ السريّة
ـ التعاون
ـ التخفّي
ـ التصفية
ـ المعلوماتيّة
ـ الجاسوسيّة
ـ التّنظيم
ـ النفاق
ـ الغدر
ـ العنصرية
ـ الصّبر
ـ القيادة و الزعامة
ـ الإغراء
ـ المال
ـ التخطيط
ـ الفتنة
ـ التحلّل من العاطفة
ـ التهديد
ـ الكذب
ـ التضليل
ـ التخريب و الفساد


ربما ففي هذه العجالة ستغيب عنّا بعض العناصر و المعطيات و المهمّ هو زبدة الحديث ،
فالتسلّل هو أسلوب قديم متجدّد و أساسٌ عند الجماعات اليهودية حيث يتسلّلون إلى الأديان الأخرى و الطوائف و المذاهب و الجماعات و التجمّعات عشائرية كانت أو سياسية.
و الإنخراط في تلك الأديان و الطوائف و الجماعات و التجمّعات انخراطاً إلى حدّ الذوبان الظاهري فيها و النّشاط داخل هذه الأديان و التجمعات المذكورة نشاطاً فاعلاً ملفتاً للأنظار مع المحافظة على السريّة التّامّة في نشاطهم و اختراقهم و عدم إطلاع آخرين غير يهود على حقيقتهم و التعاون المستمر بين اليهود المتواجدين في مكان ديني أو سياسي أو مذهبي أو عشائري واحد و مساعدة بعضهم بعضاً للوصول و التّرقّي و التعاون فيما بينهم في مختلف و أينما كانت أماكن انخراطهم ، و التخفّي التّام في قالب الجماعة التي ينخرطوا بها و الإيمان الظاهري بمعتقداتها ثمّ تصفية خصومهم داخل هذه التجمّعات أيّا كانت و خاصة الدينية كون الأديان هي أهمّ ما يوليها اليهود اهتمامهم الكبيروالتصفية الجسدية أسلوب قديم لديهم إذ يتمكّنوا من إزاحة الخصوم الذين ينافسونهم على النفوذ داخل التجمّعات و الجماعات المتنوّعة و العمل الدؤوب للوصول إلى زعامة تلك المجتمعات و أغلب أساليب التّصفية التي يتّبعها اليهود هي عبر السّموم التي تقضي على خصمهم و سواه من دون ضجّة و بهدوء و من غير لفتٍ للأنظار ، و المعلوماتيّة هي الاهتمام الدائم و البحث الدؤوب عن المعلومات و أرشفتها غالباً ليعتمد عليها اللاحقون منهم و العمل المنظّم و التّنظيم الذي يوحّد جهودهم ضمن سياق مشترك متفقٌ عليه ، و الجاسوسية هي أسلوبهم القديم المتجدّد للحصول على المعلومات التي تمكّنهم من معرفة الآخر عدوّاً كان أو خصماً أو حتّى صديقا و النّفاق بطبيعة الحال هو نهجهم الذي من خلاله يظهرون مالا يبطنون , و الغدر بأقرب المقرّبين لهم في اللحظة التي يرون أنها تستوجب الغدر، و الغدر منهم بغير اليهود هو أسلوبهم الذي يعتبرونه تقّربّاً و حسنة و أمراً واجباً مع الحفاظ و التحفّظ على عامل السريّة إلّا ما يكون الإعلان عنه و معرفة الآخرين بغدرهم أمراً لا مفرّ منه ، و طبعاً غدرهم بمن يعقد الأحلاف معهم من غير اليهود معروفٌ مفضوح ، و العنصرية تجاه أنفسهم و تجاه غيرهم بكونهم يرون في أنفسهم الأفضلية على الأقوام الآخرين و أنّ الآخرين ما هم إلا عبيدٌ لهم و بهذه النظرة المزروعة فيهم يصبح أيّ عمل تجاه الآخر مباح و ليس فيه حرجٌ عندهم ، و التحلّل من العواطف و النّظر للعواطف الإنسانية على أنها ضعفٌ لا يجوز أن يكون في نفوسهم شيءٌ منه و بذلك يفعلوا كل إجرام بحقّ الآخر و بحقّ من يستحقّ العقوبة من بني جلدتهم اليهود بدون أدني شعور بعاطفة أو تأنيبٍ لضمير , و الصّبر على السّعي لاختراق الجماعات الأخرى فربما دخل اليهودي في دين أو جماعة و عمل خادما مطيعاً مسكيناً لسنواتٍ و عقودٍ و أسّس أسرةً و قطف الأحفاد الثمار التي يزرعها ، و المسكنة و الظهور بمظهر المسكين الذي يحتاج للمساعدة و الرأفة و هذا مظهر يظهر به اليهودي عامّة قبيل تمكّنه من النفوذ و السّيطرة و في بروتوكولاتهم يقولون ( اليهودي المسكين أسلوب مجرّب منذ آلاف السنين ) ، و لا مناص بعد الصبر و النفاق و التسلل و كلّ أساليبهم الأخرى إلّا أن يبتغوا تحقيق أهمّ أهدافهم بالوصول للزّعامة و الرّياسة في كلّ مجتمعٍ تسلّلوا إليه فمن خلال الزعامة تصبح تلك الجماعة و التجمّع طوع أيديهم ، و يقدّم اليهود كل أشكال الإغراء للآخر لتحقيق ما يريدونه منه أو لاستجراره إلى مكان ما و هدف يخططون له ، و المال يقول عنه اليهود أنه به و بالنّساء يحكمون العالم و لذلك يسعونَ دوماً للسّيطرة على الثروة و تنميتها و نهب وسرقة ما يتمكنون منه من أموال الآخرين و ثرواتهم و تصفية الأثرياء من بعد أن يتمكّنوا من الاقتراب منهم و الارتباط بهم بعلاقاتٍ شتّى سواء علاقات الاقتصاد و التجارة أو العلاقات الاجتماعية والرّبا كانوا هم و مازالوا أكثر من يمارسه تاريخياً و لا عَجَباً أن يؤسّس اليهود أولى البنوك الرّبوية في العالم .
كلّ ذلك يتمّ و يجري وفق تخطيط يكون مدروساً و معروفاً لدى أوساطهم الناشطة لأجل أن لا يحصل تضاربٌ غير محسوب يمكن أن يضرّ مصالحهم و الفتنة دوماً ما فتئوا يسعون إليها و يشعلوا فتيلها و يضرموا نارها سواءً الفتنة بين أجنحة الأقوام و التجمعات التي انخرطوا فيها أو بين تلك الأقوام و الأقوام الأخرى و بين الدول بعضها بعضاً ، وتهديد كل من يعارضهم بالحرب و الضرر و الترهيب بشتّى أشكاله ، و الكذب وسيلتهم التاريخية الكبرى ( إكذب .. إكذب فلا بدّ أن تجد من يصدقك ) ، و التضليل لأجل إبعاد الآخرين عن الحقائق و توجيههم الأنظار و أنظار العامّة خاصّة و هم الغالبية إلى نواحي أخرى و إشغالهم المجتمعات بالشهوات و المادة و الماديّات و ترويج كل ما من شأنه أن يجعل الإنسان يهتمّ بالقسم الأسفل من الجسد و تعطيل الأعلى و التشجيع على تحرير العورات من أوراق التّوت بدلا من أن ينشغل الإنسان و لو مؤقّتاً بتحرير الأوطان و النفوس ، و التخريب و الفساد وسيلتهم المثلى و أسلوبهم الذي يحقّق لهم الأجواء الملائمة و المناسبة لتنفيذ مخططاتهم و ربّما نحن قادمون على سنواتٍ سيكون التخريب فيها بأوجه و الأرض الممتلئة فساداً عبر تدبير اليهود هي الأرض التي تنشغل عن الاهتمام بما يفعله اليهود و يسعون إليه .
و طبعاً فأهمّ وسائلهم التاريخية هي المحافل السريّة التي من خلالها يسيطروا على المجتمعات و يعملوا على تخريبها ، هي محافلهم السريّة التي أصبح إسمها الماسونية و التي نشأت منذ بعثة النبي عيسى بن مريم عليهما السلام .

اليهود عامّة و خاصة منهم الصهاينة اليوم ساعون للفتنة و الفساد ، أعداء البشريّة و المعلنون الحرب عليها و الكافرون بسلام الإنسان مع الإنسان و عسى أن نعي الحقيقة و الحقائق و رحم ربّي من وعى و أدرك و تدبّر و سعى و{ أنّ سعيك لسوف يُرى }