عبد الستار قاسم
26/09/2008, 04:32 AM
سليمان العودة ينتقد حزب الله
عبد الستار قاسم
انتقد فضيلة الشيخ سليمان العودة حزب الله بسبب ما قام به من مبادرة أمنية في بيروت بتاريخ 7/أيار/2008، وطالبه بتغيير اسمه. تحدث الشيخ العودة باسمه على موقعه، لكن القارئ يستشف أن الحديث باسم أهل السنة، وكأن حزب الله يشكل تحديا لأهل السنة.
تصلني رسائل الشيخ سليمان العودة بين الحين والآخر عبر الشبكة العنكبوتية، وأرى، جزاه الله خيرا، أن بعض آرائه الفقهية مفيدة جدا، ويساهم طرحها ونقاشها في تطوير الفقه الإسلامي وفق آفاق معرفية تزداد اتساعا وعمقا في مختلف مجالات الحياة؛ لكنني لا ألمس قفزة فكرية إسلامية نوعية فيما يطرح. ربما هذا يعود إلى المشكلة المزمنة التي يعاني منها المسلمون وهي التركيز على الفقه (مسائل الحلال والحرام) دون الفكر (مسائل الحق والباطل)، ويبقى من الحيوي أن يتحلى علماء المسلمين بالشجاعة الكافية لخوض معركة الفكر لما في ذلك من فهم أعمق لمسائل الدين الإسلامي يسهل عملية التطبيق العلمي الذي يدفع الأمة إلى الأمام.
لا أدري لماذا يريد الشيخ العودة من حزب الله تغيير اسمه علما أن الحزب هو حزب الله الوحيد الذي يواجه الكيان الصهيوني مباشرة ويلحق به الهزائم العسكرية. إذا كانت المسألة متعلقة بقول الله تعالى: "وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ،" فإنه لا يوجد ما ينفي عن حزب الله أنه يتول الله ورسوله والذين آمنوا؛ وفوق ذلك هو يسهر على أمن الأمة جميعها في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية الأمريكية التي تدنس مقدسات المسلمين وتنجس أوطانهم بخاصة في فلسطين والعراق والجزيرة العربية. (لو) لم يكن حزب الله متمسكا بتعاليم الإسلام، ساهرا ساجدا لله، مصمما على تطبيق التعاليم السماوية السمحة، عاملا وفق أمر الله: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل...،" لما انتصر على إسرائيل. إنه بالتأكيد مختلف تماما عن الأنظمة العربية التي لا توالي الله ورسوله، وتلهث وراء أمريكا وإسرائيل من أجل حفظ بعض ماء وجه قبيح، ولا تكترث بما أنزل الله وبما أمر.
حزب الله ملتزم بنهي الله سبحانه الوارد في الآية الكريمة: "وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ." إنه لا يأكل مالا بالباطل، وكبير الحزب سماحة السيد حسن نصر الله ليس طماعا ولا أفاقا ولا منافقا ولا كاذبا، وأحواله المالية مثل أحوال أي شخص لبناني عادي، وهو يأخذ فقط ما يحتاج إليه، ولا يملك أطيانا وفنادق وشركات ومراكز سياحة. وهو حريص على كل دينار أو درهم يحصل عليه لأنه مال عام يجب توظيفه من أجل تطوير أوضاع الناس ومن أجل الدفاع عن لبنان والأمة ككل. بالمقارنة، تقوم الأنظمة العربية وعلى رأسها النظام السعودي بتبذير أموال الأمة بطرق لا يرضى عنها الله والرسول، وهم يوظفون أموالهم في خدمة أهل الغرب الذي يلاحق المسلمين بخاصة الثوار منهم الذين يأبون الذل والهوان. فماذا يصنع علماء الأمة من أهل السنة من أجل زجر الحكام وقلب الأوضاع فوق رؤوسهم؟ منهم بالتأكيد من يحاول، لكن كثيرين ينحازون لصالح الحكام ضد الرافضين لهذا الاستهتار بالأمة وثرواتها.
واضح أن الهجوم على حزب الله يشتد كلما حقق الحزب انتصارا على المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة. لقد شنت الأنظمة العربية ومعها بعض رجالها من الفقهاء عليه هجوما بعدما فجر قيادتي القوات الأمريكية والفرنساوية في بيروت، وطرد العسكر الأمريكيين والفرنساويين من لبنان. قالوا إن الإسلام لا يقر هذا النوع من العمليات، بدل أن يكونوا قد استعدوا لتحرير الأمة من براثن المحتلين. لكن الهجوم الأكبر على الحزب قد تفجر بعد انتصار الحزب على إسرائيل عام 2006. لقد استشعرت الأنظمة العربية الخطر الذي يمثله الحزب، ومعها استشعر رجال السلطة الدينية التقليدية الممالئة للحكام. إذا هزمت إسرائيل، تفقد أغلب الأنظمة العربية مظلة الحماية التي تخيم فوق رؤوسها، وتصبح مهددة بالزوال حتى لو لم يحرض حزب الله ضدها. هزيمة إسرائيل عبارة عن زلزال لا بد أن تتالى تبعاته على الساحة العربية، والأنظمة العربية أول من يدفع الثمن. وبما أن الأنظمة العربية لا تستطيع أن تجهر بعداء حزب الله لأنه انتصر على حزب إسرائيل، تم اللجوء، كما العادة، إلى الصراع التاريخي المتعفن بين علي ومعاوية، وتم نبش قبر فتنة السنة والشيعة علها تكسب حياة من جديد.
من الضروري أن يطمئن الشيخ سليمان العودة أن جماهير أهل السنة لا تريد خوض حرب ضد حزب الله وضد أهل الشيعة عموما، وكل محاولات الفتنة ستبوء بالفشل. حاولت أجهزة المخابرات تأجيج صراع سني شيعي في باكستان والعراق ولبنان، لكن الأمور تجاوزها العقلاء من أهل السنة والشيعة وأفشلوا فتنة لا يستفيد من وقوعها إلا أعداء الأمة من أجانب وأنظمة عربية. الغالبية الساحقة من أهل السنة يؤيدون كل من يحارب إسرائيل وأمريكا، وهم مع حزب الله في صراعه من أجل أن يبقى سلاحه مشهرا في مواجهة العدو، وإذا بقي رجال دين سنة بهذا النمط الذي يطرحه الشيخ العودة، فإنهم سيجدون أنفسهم محاطين بمؤيدين يدعون أنهم يدافعون عن الإسلام والإسلام منهم براء.
إذا كان هناك خشية من سيطرة أهل الشيعة على المسرح الإسلامي بسبب فاعلية حزب الله وإيمانه وقوته، فهناك طريق واضحة أمام أهل السنة للإمساك بزمام المبادرة وهي تطوير مقاومة فعالة بمواجهة أمريكا وإسرائيل، أو دعم المقاومة السنية القائمة حاليا. حزب الله لا يمنع أهل السنة من دعم تنظيم القاعدة السني أو طالبان. وها هي حماس حركة مقاومة سنية، وكذلك الجهاد الإسلامي، وها هي المقاومة العراقية. تفضلوا وادعموا المقاومة العراقية الباسلة، والمقاومة الفلسطينية، وجند الشام في لبنان.
مشكلة رجال الدين الذين تغويهم الأنظمة العربية أنها لا تريد مقاومة البتة، لا مقاومة سنية ولا شيعية. (لو) كان حزب الله عميلا ومتمشيا مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي لما انتقدته الأنظمة العربية، ولما أثار رجال الدين مسألة السنة والشيعة. والدليل على ما أقول إن رجال دين مسلمين يقفون بكل قوة ضد المقاومة السنية في فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان والصومال.
تبقى مسألة سيطرة حزب الله على بيروت والتي انتقدها الشيخ العودة. (لو) كان يعلم فضيلة الشيخ العودة خطورة السيطرة على شبكة اتصالات حزب الله لتريث قبل اللوم والانتقاد. الذي قرر المس بشبكة اتصالات حزب الله هو الذي قرر الحرب، وما قام به حزب الله لم يكن سوى خطوة استباقية منعت الحرب في لبنان. بإمكان حزب الله وحلفائه من مسيحيين ومسلمين سنة ودروز وعلويين وأحزاب سياسية أن يسيطروا على كل بنان خلال ساعات، لكن الحزب لا يهدف إلى ذلك بتاتا. كل ما يطلبه حزب الله هو الامتناع عن الوقوف في وجه كل ما يقوم به من أعمال تخص المواجهة مع إسرائيل. المشكلة أن أعوان إسرائيل وأمريكا في لبنان لا يتوقفون عن الاستفزازات من أجل جر لبنان إلى فتنة سنية شيعية، وجر حزب الله إلى حرب استنزاف يدفع ثمنها كل اللبنانيين ويستفيد منها كل الإسرائيليين والأمريكيين.
أتمنى على فضيلة الشيخ سليمان العودة أن يرى الأمور بمنظارها الإقليمي والدولي الشمولي، وألا يكون أسيرا لأمور صغيرة يستخدمها أعداء الإسلام من أجل الفتنة. كثيرون من أهل السنة يتطلعون إلى علماء دين سنة يشقون الطريق نحو الثورة والتحرير. ما هم بحاجة إليه ليس المبارزة في بعض الأمور الفقهية بين السنة والشيعة، وإنما المبارزة في استعادة كرامة المسلمين وإقامة الدولة الإسلامية العظيمة التي يعم خيرها على كل الأمم.
عبد الستار قاسم
انتقد فضيلة الشيخ سليمان العودة حزب الله بسبب ما قام به من مبادرة أمنية في بيروت بتاريخ 7/أيار/2008، وطالبه بتغيير اسمه. تحدث الشيخ العودة باسمه على موقعه، لكن القارئ يستشف أن الحديث باسم أهل السنة، وكأن حزب الله يشكل تحديا لأهل السنة.
تصلني رسائل الشيخ سليمان العودة بين الحين والآخر عبر الشبكة العنكبوتية، وأرى، جزاه الله خيرا، أن بعض آرائه الفقهية مفيدة جدا، ويساهم طرحها ونقاشها في تطوير الفقه الإسلامي وفق آفاق معرفية تزداد اتساعا وعمقا في مختلف مجالات الحياة؛ لكنني لا ألمس قفزة فكرية إسلامية نوعية فيما يطرح. ربما هذا يعود إلى المشكلة المزمنة التي يعاني منها المسلمون وهي التركيز على الفقه (مسائل الحلال والحرام) دون الفكر (مسائل الحق والباطل)، ويبقى من الحيوي أن يتحلى علماء المسلمين بالشجاعة الكافية لخوض معركة الفكر لما في ذلك من فهم أعمق لمسائل الدين الإسلامي يسهل عملية التطبيق العلمي الذي يدفع الأمة إلى الأمام.
لا أدري لماذا يريد الشيخ العودة من حزب الله تغيير اسمه علما أن الحزب هو حزب الله الوحيد الذي يواجه الكيان الصهيوني مباشرة ويلحق به الهزائم العسكرية. إذا كانت المسألة متعلقة بقول الله تعالى: "وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ،" فإنه لا يوجد ما ينفي عن حزب الله أنه يتول الله ورسوله والذين آمنوا؛ وفوق ذلك هو يسهر على أمن الأمة جميعها في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية الأمريكية التي تدنس مقدسات المسلمين وتنجس أوطانهم بخاصة في فلسطين والعراق والجزيرة العربية. (لو) لم يكن حزب الله متمسكا بتعاليم الإسلام، ساهرا ساجدا لله، مصمما على تطبيق التعاليم السماوية السمحة، عاملا وفق أمر الله: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل...،" لما انتصر على إسرائيل. إنه بالتأكيد مختلف تماما عن الأنظمة العربية التي لا توالي الله ورسوله، وتلهث وراء أمريكا وإسرائيل من أجل حفظ بعض ماء وجه قبيح، ولا تكترث بما أنزل الله وبما أمر.
حزب الله ملتزم بنهي الله سبحانه الوارد في الآية الكريمة: "وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ." إنه لا يأكل مالا بالباطل، وكبير الحزب سماحة السيد حسن نصر الله ليس طماعا ولا أفاقا ولا منافقا ولا كاذبا، وأحواله المالية مثل أحوال أي شخص لبناني عادي، وهو يأخذ فقط ما يحتاج إليه، ولا يملك أطيانا وفنادق وشركات ومراكز سياحة. وهو حريص على كل دينار أو درهم يحصل عليه لأنه مال عام يجب توظيفه من أجل تطوير أوضاع الناس ومن أجل الدفاع عن لبنان والأمة ككل. بالمقارنة، تقوم الأنظمة العربية وعلى رأسها النظام السعودي بتبذير أموال الأمة بطرق لا يرضى عنها الله والرسول، وهم يوظفون أموالهم في خدمة أهل الغرب الذي يلاحق المسلمين بخاصة الثوار منهم الذين يأبون الذل والهوان. فماذا يصنع علماء الأمة من أهل السنة من أجل زجر الحكام وقلب الأوضاع فوق رؤوسهم؟ منهم بالتأكيد من يحاول، لكن كثيرين ينحازون لصالح الحكام ضد الرافضين لهذا الاستهتار بالأمة وثرواتها.
واضح أن الهجوم على حزب الله يشتد كلما حقق الحزب انتصارا على المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة. لقد شنت الأنظمة العربية ومعها بعض رجالها من الفقهاء عليه هجوما بعدما فجر قيادتي القوات الأمريكية والفرنساوية في بيروت، وطرد العسكر الأمريكيين والفرنساويين من لبنان. قالوا إن الإسلام لا يقر هذا النوع من العمليات، بدل أن يكونوا قد استعدوا لتحرير الأمة من براثن المحتلين. لكن الهجوم الأكبر على الحزب قد تفجر بعد انتصار الحزب على إسرائيل عام 2006. لقد استشعرت الأنظمة العربية الخطر الذي يمثله الحزب، ومعها استشعر رجال السلطة الدينية التقليدية الممالئة للحكام. إذا هزمت إسرائيل، تفقد أغلب الأنظمة العربية مظلة الحماية التي تخيم فوق رؤوسها، وتصبح مهددة بالزوال حتى لو لم يحرض حزب الله ضدها. هزيمة إسرائيل عبارة عن زلزال لا بد أن تتالى تبعاته على الساحة العربية، والأنظمة العربية أول من يدفع الثمن. وبما أن الأنظمة العربية لا تستطيع أن تجهر بعداء حزب الله لأنه انتصر على حزب إسرائيل، تم اللجوء، كما العادة، إلى الصراع التاريخي المتعفن بين علي ومعاوية، وتم نبش قبر فتنة السنة والشيعة علها تكسب حياة من جديد.
من الضروري أن يطمئن الشيخ سليمان العودة أن جماهير أهل السنة لا تريد خوض حرب ضد حزب الله وضد أهل الشيعة عموما، وكل محاولات الفتنة ستبوء بالفشل. حاولت أجهزة المخابرات تأجيج صراع سني شيعي في باكستان والعراق ولبنان، لكن الأمور تجاوزها العقلاء من أهل السنة والشيعة وأفشلوا فتنة لا يستفيد من وقوعها إلا أعداء الأمة من أجانب وأنظمة عربية. الغالبية الساحقة من أهل السنة يؤيدون كل من يحارب إسرائيل وأمريكا، وهم مع حزب الله في صراعه من أجل أن يبقى سلاحه مشهرا في مواجهة العدو، وإذا بقي رجال دين سنة بهذا النمط الذي يطرحه الشيخ العودة، فإنهم سيجدون أنفسهم محاطين بمؤيدين يدعون أنهم يدافعون عن الإسلام والإسلام منهم براء.
إذا كان هناك خشية من سيطرة أهل الشيعة على المسرح الإسلامي بسبب فاعلية حزب الله وإيمانه وقوته، فهناك طريق واضحة أمام أهل السنة للإمساك بزمام المبادرة وهي تطوير مقاومة فعالة بمواجهة أمريكا وإسرائيل، أو دعم المقاومة السنية القائمة حاليا. حزب الله لا يمنع أهل السنة من دعم تنظيم القاعدة السني أو طالبان. وها هي حماس حركة مقاومة سنية، وكذلك الجهاد الإسلامي، وها هي المقاومة العراقية. تفضلوا وادعموا المقاومة العراقية الباسلة، والمقاومة الفلسطينية، وجند الشام في لبنان.
مشكلة رجال الدين الذين تغويهم الأنظمة العربية أنها لا تريد مقاومة البتة، لا مقاومة سنية ولا شيعية. (لو) كان حزب الله عميلا ومتمشيا مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي لما انتقدته الأنظمة العربية، ولما أثار رجال الدين مسألة السنة والشيعة. والدليل على ما أقول إن رجال دين مسلمين يقفون بكل قوة ضد المقاومة السنية في فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان والصومال.
تبقى مسألة سيطرة حزب الله على بيروت والتي انتقدها الشيخ العودة. (لو) كان يعلم فضيلة الشيخ العودة خطورة السيطرة على شبكة اتصالات حزب الله لتريث قبل اللوم والانتقاد. الذي قرر المس بشبكة اتصالات حزب الله هو الذي قرر الحرب، وما قام به حزب الله لم يكن سوى خطوة استباقية منعت الحرب في لبنان. بإمكان حزب الله وحلفائه من مسيحيين ومسلمين سنة ودروز وعلويين وأحزاب سياسية أن يسيطروا على كل بنان خلال ساعات، لكن الحزب لا يهدف إلى ذلك بتاتا. كل ما يطلبه حزب الله هو الامتناع عن الوقوف في وجه كل ما يقوم به من أعمال تخص المواجهة مع إسرائيل. المشكلة أن أعوان إسرائيل وأمريكا في لبنان لا يتوقفون عن الاستفزازات من أجل جر لبنان إلى فتنة سنية شيعية، وجر حزب الله إلى حرب استنزاف يدفع ثمنها كل اللبنانيين ويستفيد منها كل الإسرائيليين والأمريكيين.
أتمنى على فضيلة الشيخ سليمان العودة أن يرى الأمور بمنظارها الإقليمي والدولي الشمولي، وألا يكون أسيرا لأمور صغيرة يستخدمها أعداء الإسلام من أجل الفتنة. كثيرون من أهل السنة يتطلعون إلى علماء دين سنة يشقون الطريق نحو الثورة والتحرير. ما هم بحاجة إليه ليس المبارزة في بعض الأمور الفقهية بين السنة والشيعة، وإنما المبارزة في استعادة كرامة المسلمين وإقامة الدولة الإسلامية العظيمة التي يعم خيرها على كل الأمم.